5391 - ( من أغلق بابه دون جاره مخافة على أهله وماله ؛ فليس ذلك بمؤمن ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 654 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الخرائطي في "مساوي الأخلاق" (ق 36/ 1- مصورة الجامعة الإسلامية) من طريق سويد بن عبدالعزيز : حدثنا عثمان بن عطاء عن أبيه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره ، وزاد :
"وليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه" .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ مسلسل بالعلل :
الأولى : سويد بن عبدالعزيز ؛ قال الذهبي :
"واه جداً" .
الثانية : عثمان بن عطاء - وهو ابن أبي مسلم الخراساني - ضعيف ؛ كما قال العسقلاني وغيره .
الثالثة : أبوه عطاء ؛ قال الحافظ :
"صدوق ، يهم كثيراً ، ويرسل ويدلس" .
وأما الزيادة ؛ فهي صحيحة ؛ لورودها من طرق عن جمع من الصحابة ، وقد خرجت بعضها في "الصحيحة" تحت الحديث (549) .
(تنبيه) : أورد المنذري الحديث في "الترغيب" (3/ 236) بزيادة :
"أتدري ما حق الجار ؟ ..." الحديث . وقال :
"رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" . وأشار إلى ضعفه ! والذي رأيته في "مكارم الأخلاق" المطبوعة (ص 40) أوله : "أتدري ..." إلخ ؛ ليس في أوله حديث الترجمة ، وقد سبق تخريجه برقم (2587) ، وإسنادهما واحد ، فلا أدري أوهم المنذري فجعلهما حديثاً واحداً ، أم هو رواية في "المكارم" المطبوعة ؟! وظني أن فيها خرماً ، أو أن المنذري استجاز جعلهما حديثاً واحداً ؛ لما رأى وحدة سندهما ! والله أعلم .

(/1)


5392 - ( صلاة المرابط تعدل خمس مئة صلاة ؛ ونفقة الدينار والدرهم فيه أفضل من سبع مئة دينار ينفقه في غيره ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 655 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن أبي عاصم في "الجهاد" (101/ 2) ، والديلمي في "مسند الفردوس" (ص 245) من طريق أبي الشيخ ، وهذا عن ابن أبي عاصم ، والبيهقي في "الشعب" (4/ 43/ 4295) بسنده عن جميع ابن ثوب عن خالد بن معدان عن أبي أمامة به مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته جميع - بالفتح ؛ ويقال : بالضم - ؛ وهو ضعيف جداً ؛ كما يفيده قول البخاري فيه :
"منكر الحديث" .
وكذا قال الدارقطني وغيره . وقال النسائي :
"متروك الحديث" .
والحديث ؛ أورده المنذري (2/ 152) من رواية البيهقي ، وأشار إلى تضعيفه ، وأتبعه بقوله :
"وروى أبو الشيخ وغيره من حديث أنس : "إن الصلاة بأرض الرباط بألفي ألف صلاة" . وفيه نكارة" .

(/1)


5393 - ( إن فيهم - يعني : قريشاً - لخصالاً أربعة (!) : إنهم لأصلح الناس عند فتنة ، وأسرعهم إفاقة عند مصيبة ، وأوشكهم كرة بعد فرة ، وأمنعهم من ظلم الملوك ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 656 :
$منكر$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 207 - نسختي) : حدثنا أحمد بن رشدين قال : أخبرنا عبدالملك بن شعيب بن الليث قال : أخبرنا عبدالله بن وهب قال : أخبرنا الليث بن سعد قال : حدثني موسى بن علي بن رباح عن أبيه قال : قال المستورد الفهري : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول - وذكر قريشاً - : ... فذكره . وقال :
"تفرد به عبدالملك بن شعيب بن الليث" .
قلت : هو ثقة من رجال مسلم ، وكذلك من فوقه .
لكن الراوي عنه أحمد بن رشدين - وهو أحمد بن محمد بن الحجاج المصري - ؛ قال ابن عدي - كما في "الميزان" - :
"كذبوه ، وأنكرت عليه أشياء" .
ثم ذكر الذهبي أحاديث أنكرت عليه من أباطيله . وكان ينبغي أن يذكر هذا الحديث منها ؛ لمخالفة ابن رشدين للإمام مسلم في "صحيحه" ؛ فإنه قال (8/ 176) : حدثنا عبدالملك بن شعيب بن الليث : حدثني عبدالله بن وهب ... فساقه إلى المستورد القرشي قال - عند عمرو بن العاص - : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
"تقوم الساعة والروم أكثر الناس" .
فقال له عمرو : أبصر ما تقول ! قال : أقول ما سمعت من رسول الله صلي الله عليه وسلم .
قال : لئن قلت ذلك ؛ إن فيهم لخصالاً أربعاً ... فذكرها ؛ كما في حديث الترجمة ؛ إلا أنه قال : "لأحلم" مكان : "لأصلح" . وزاد : "وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف ، وخامسة حسنة جميلة : وأمنعهم من ظلم الملوك" .
ومن هذا يتبين أن الحديث عند عبدالملك موقوف على عمرو بن العاص ، جعله ابن رشدين مرفوعاً من رواية المستورد عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قاله في قريش !
وذلك من أكاذيبه أو أخطائه .
وخفي هذا على الهيثمي ؛ فقال في "المجمع" (10/ 26-27) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" عن شيخه أحمد بن رشدين ، وهو ضعيف ، وبقية رجاله رجال (الصحيح)" !

(/1)


5394 - ( من كان وصلة لأخيه المسلم إلى ذي سلطان في مبلغ بر ، أو إدخال سرور ؛ رفعه الله في الدرجات العلى من الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 657 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم - 3518) من طريق إدريس ابن يونس الحراني قال : أخبرنا يحيى بن عمر بن صباح قال : حدثنا سليمان بن وهب عن إبراهيم بن أبي عبلة عن خالد بن معدان عن أبي الدرداء مرفوعاً به . وقال :
"لم يروه عن إبراهيم إلا سليمان ، ولا عن سليمان إلا يحيى ، تفرد به إدريس ابن يونس" .
قلت : قال ابن القطان :
"لا يعرف حاله" .
ويحيى بن عمر بن صباح ؛ لعله الذي في "الجرح والتعديل" (4/ 2/ 174) :
"يحيى بن عمر الليثي ، روى عن العلاء بن عبدالكريم ، ومسكين أبي فاطمة ، و ... روى عنه عبدالله بن أحمد الدورقي . قال أبي : لا أعرفه" .
قلت : ولعل آفة الحديث شيخه سليمان بن وهب ؛ فقد أخرجه أبو الفضل بن طاهر في "الكلام على أحاديث الشهاب" من طريق أخرى عنه به ؛ قال :
"سليمان بن وهب : هو النخعي . ووهب جده ، وهو سليمان بن عمرو" .
قلت : وهو معروف بالكذب والوضع ، وقد تقدمت له أحاديث .
والحديث ؛ سكت عنه المنذري (3/ 252) ثم الهيثمي (8/ 192) !
وعزاه الأول لـ "كبير الطبراني" أيضاً .
وقد روي نحوه من حديث عائشة وابن عمر بإسنادين واهيين جداً ، وسيأتي تخريجهما برقم (5771) .
ثم رأيته في "الترغيب" للأصبهاني (1/ 482-483) من طريق عبدالوهاب ابن الضحاك : حدثنا إسماعيل بن عياش عن شريح بن عبيد عن أبي الدرداء به .
وعبدالوهاب هذا متروك .

(/1)


5395 - ( رباط يوم في سبيل الله كصيام شهر وقيامه ، ومن مات مرابطاً ؛ جرى عليه عمله الذي كان يعمل ، وأمن الفتان ، ويبعث يوم القيامة شهيداً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 659 :
$منكر بذكر (الشهيد)$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (6179) : حدثنا بكر بن سهل : حدثنا شعيب بن يحيى عن نافع بن يزيد قال : أخبرني معاوية ابن يزيد بن شرحبيل أن عبدالله بن الوليد مولى المغيرة حدثه أنه سمع ابن أبي زكريا يحدث عن شرحبيل بن السمط :
أنه رأى سلمان الفارسي وهو مرابط بساحل حمص ، فقال : ما لك على هذا ؟ قال : مرابط . قال سلمان : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ بكر بن سهل ضعيف ؛ كما قال النسائي وغيره .
ومعاوية بن يزيد بن شرحبيل ، وشيخه عبدالله بن الوليد مولى المغيرة ؛ لم أعرفهما .
ولعل الهيثمي أرادهما بقوله في "مجمع الزوائد" (5/ 290) :
"رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم" .
وسائر الرواة معروفون .
وابن أبي زكريا اسمه عبدالله الخزاعي ، وهو ثقة ، وقد توبع كما يأتي .
وفي "الجرح والتعديل" (4/ 1/ 388) :
"معاوية بن يزيد بن أبي الزرقاء البغدادي ، روى عن عبدالرحمن بن محمد المحاربي" .
فيحتمل أن يكون هو ابن شرحبيل ؛ فإنه من هذه الطبقة . والله أعلم .
والحديث ؛ أخرجه أحمد (5/ 440،441) من طريقين آخرين عن ابن أبي زكريا به ؛ دون قوله :
".. ويبعث يوم القيامة شهيداً" .
فهي زيادة منكرة ؛ لتفرد الطبراني بها في هذا الطريق المظلم .
ومما يؤكد ذلك : أنه تابعه جمع من الثقات عن شرحبيل بن السمط به ؛ دون الزيادة .
أخرجه مسلم (6/ 51) ، والطحاوي في "مشكل الآثار" (3/ 101-102) ، والحاكم (2/ 80) ، والطبراني أيضاً (6177،6178،6180) .
ثم رواه الطبراني (6077،6134) من طريقين آخرين عن سلمان به نحوه ، دون الزيادة ؛ فهي زيادة باطلة .




5396 - ( يقول الله عز وجل : من عادى لي ولياً ؛ فقد ناصبني بالمحاربة ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ؛ كترددي عن الموت المؤمن ؛ يكره الموت وأكره مساءته .

وربما سألني وليي المؤمن الغنى ؛ فأصرفه من الغنى إلى الفقر ، ولو صرفته إلى الغنى ؛ لكان شراً له .

إن الله عز وجل قال : وعزتي ، وجلالي ، وعلوي ، وبهائي ، وجمالي ؛ وارتفاع مكاني ! لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه ؛ إلا أثبت أجله عند بصره ، وضمنت السماء والأرض رزقه ، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ) .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 661 :

$ضعيف جداً$

أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (12719) : حدثنا عبيد بن كثير التمار : حدثنا محمد بن الجنيد : حدثنا عياض بن سعيد الثمالي عن عيسى بن مسلم القرشي عن عمرو بن عبدالله بن هند الجملي عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .

قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً مظلم ؛ فإن ما بين ابن عباس والشيخ التمار ؛ لم أجد لهم ترجمة ، وقال الهيثمي (10/ 270) :

"رواه الطبراني ، وفيه جماعة لم أعرفهم" .

قلت : الشيخ التمار متروك الحديث ؛ كما قال الأزدي والدارقطني . وقال ابن حبان :

"أدخلت عليه نسخة مقلوبة" .

قلت : فهو آفة الحديث ؛ فما كان للهيثمي أن يغفل عنه !

(/1)


5397 - ( يا جارية ! هذه صفة المؤمنين حقاً ، لو كان أبوك (يعني : حاتماً الطائي) مسلماً ؛ لترحمنا عليه ! خلوا عنها ؛ فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق ، والله يحب مكارم الأخلاق ) .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 661 :

$موضوع$

أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (باب وفد طيىء - من المجلد الثاني - مخطوطة الأوقاف الحلبية) ، وعنه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (4/ 32/ 1 و 19/ 223/ 1) عن أبي سعيد عبيد بن كثير بن عبدالواحد الكوفي : حدثنا ضرار بن صرد قال : حدثنا عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن عبدالرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال : قال علي ابن أبي طالب :

لما أتي بسبايا طيىء وقفت جارية [حمراء ، لعساء ، دلفاء ، عيطاء ، شماء الأنف ، معتدلة القامة والهامة ، درماء الكعبين ، خدلة الساقين ، لفاء الفخذين ؛ خميصة الخصرين ، ضامرة الكشحين ، مصقولة المتنين .

قال : فلما رأيتها أعجبت بها ، وقلت : لأطلبن إلى رسول الله [أن] يجعلها في فيئي ، فلما تكلمت ؛ أنسيت جمالها من فصاحتها] ؛ فقالت : يا محمد ! إن رأيت أن تخلي عنا ، ولا تشمت بنا أحياء العرب ؛ فإني ابنة سيد قومي ، وإن أبي كان يحمي الذمار ، ويفك العاني ، ويشبع الجائع ، ويكسو العاري ، ويقري الضيف ، ويطعم الطعام ، ويفشي السلام ، ولم يرد طالب حاجة قط ! أنبأنا ابنة حاتم طيىء . فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .

فقام أبو بردة بن نيار فقال : يا رسول الله ! تحب مكارم الأخلاق ؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :

"والذي نفسي بيده ! لا يدخل أحد الجنة إلا بحسن الخلق" .

قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وله علل :

الأولى : جهالة عبدالرحمن بن جندب ؛ أورده الحافظ في "اللسان" ، وقال :

"مجهول" .

الثانية : أبو حمزة الثمالي - واسمه ثابت بن أبي صفية - ؛ قال الحافظ في "التقريب" :

"ضعيف رافضي" .

الثالثة : ضرار بن صرد ؛ قال الحافظ :

"صدوق له أوهام" .

الرابعة : عبيد بن كثير - وهو التمار ، شيخ الطبراني في الحديث المتقدم قبله - ، وهو ضعيف جداً كما عرفته .

وقد أشار إلى ذلك الحافظ ابن كثير بقوله عقب الحديث :

"هذا حديث حسن المتن ، غريب الإسناد جداً ، عزيز المخرج" !

وأما تحسينه لمتنه ؛ فالظاهر أنه يعني : الحسن اللغوي ، لا الاصطلاحي ؛ أي : من حيث المعنى ، ولعله عنى المقدار المرفوع منه فقط ، وإلا ؛ فيد الصنع والوضع ظاهرة فيه عندي ، لا سيما في وصف علي رضي الله عنه للجارية ، كما لو كان رآها عارية أمام النبي صلي الله عليه وسلم ! وإلا ؛ فمن أين له أن يصفها بقوله :

(خدلة الساقين) ؛ أي : ممتلئة الساقين ؟! بل قوله :

(لفاء الفخذين) ؛ أي : سمينتهما ، بحيث تدانيا من السمن ؟! وقوله :

(خميصة الخصرين) ؛ أي : ضامرة الخصرين ؟! وقوله :

(ضامرة الكشحين) ؛ وكأنه تفسير لما قبله ؛ فإن الكشح ما بين الخاصرة والضلوع ؟! وقوله :

(مصقولة المتنين) ؛ أي : ناعمة المنكبين ؟!

ومعنى (حمراء) : البيضاء أو الشقراء ، ومنه الحديث الموضوع :

"خذوا نصف دينكم عن الحميراء" ؟! وقوله :

(لعساء) ؛ أي : باطن شفتها أسود ؟! وقوله :

(دلفاء) ؛ أي : تمشي رويداً ، وتقارب الخطى من سمنها ؟! وقوله :

(عيطاء) ؛ أي : طويلة العنق ؟! وقوله :

(درماء الكعبين) ؛ أي : غطاهما اللحم والشحم ، حتى لم يبن لهما حجم ؟!

ثم رأيت الحافظ ابن حجر قد ساق الحديث في "تخريج المختصر" (ق 45/ 1-2) من طريق البيهقي به ؛ واقتصر على تضعيفه بقوله :

"هذا حديث غريب ، أخرجه الحاكم في "الإكليل" هكذا ، والبيهقي في "الدلائل" من طريقه ..." !

ولم يبين علله !!

(/1)


5398 - ( إذا رأيت من أخيك ثلاث خصال ؛ فارجه : الحياء ، والأمانة ، والصدق . وإذا لم ترها منه ؛ فلا ترجه ) .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 664 :

$ضعيف جداً$

أخرجه ابن عدي في مقدمة "الكامل" (ص 252 - طبع بغداد) من طريق أبي زهير قال : حدثنا رشدين بن كريب عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً . وقال :

"لم نكتبه إلا بهذا الإسناد" .

قلت : وهو ضعيف جداً ؛ رشدين هذا ؛ قال أحمد ، والبخاري :

"منكر الحديث" .

وضعفه جماعة . وقال ابن حبان في "المجروحين" (1/ 302) :

"كثير المناكير ، يروي عن أبيه أشياء ليست حديث الأثبات عنه ، كان الغالب عليه الوهم والخطأ" .

والحديث ؛ عزاه السيوطي في "الجامع الصغير" للديلمي أيضاً .

وقد ذكر المعلق على "ابن عدي" - الأستاذ السامرائي - أنه في "مسند الفردوس" (مخطوط ورقة 23 - تسديد القوس) .

ونقل عن العلائي أنه قال في رشدين : "ضعيف" . لكن وقع في نقله : (راشد) ، وكذلك وقع في المقدمة ! وهو من الأخطاء المطبعية الكثيرة والكثيرة جداً ، التي وقعت في مطبوعته هذه ، والظاهر أنه لم يقم هو بنفسه على تصحيح تجاربها . والله أعلم .

(/1)


5399 - ( يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال ، فيغفرها الله لهم ، ويضعها على اليهود والنصارى ... فيما أحسب ) .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 665 :

$شاذ$

أخرجه مسلم (8/ 105) من طريق شداد أبي طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . قال أبو روح : لا أدري ممن الشك ؟!

أورده شاهداً لما ساقه من قبل من ثلاثة طرق عن أبي بردة بلفظ :

"إذا كان يوم القيامة ؛ دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً ، فيقول : هذا فكاكك من النار" .

هذا لفظ طلحة بن يحيى عن أبي بردة . ولفظ عون وسعيد بن أبي بردة :

"لا يموت رجل إلا أدخل الله مكانه النار يهودياً أو نصرانياً" .

قلت : وهذا أخرجه أحمد (4/ 391،398) - عنهما - ، والطيالسي (499) - عن سعيد وحده - . وتابعهما عمارة القرشي : عند أحمد (4/ 407) .

وأما لفظ طلحة بن يحيى ؛ فأخرجه أحمد أيضاً (4/ 410) ، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 80) .

وقد تابعه عليه بريد - وهو ابن عبدالله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري - : عند أحمد (4/ 402) .

وتابعه أيضاً محمد بن المنكدر ، ومعاوية بن إسحاق : عنده (4/ 407-408) .

وعبدالملك بن عمير : عند ابن عساكر بنحوه ، وتقدم لفظه في "الصحيحة" برقم (1381) .

قلت : وطلحة بن يحيى وإن كان فيه كلام من قبل حفظه ؛ حتى قال الحافظ فيه :

"صدوق يخطىء" !

فحديثه قوي بهذه المتابعات الكثيرة ، لا سيما وله شاهد من حديث أنس ، ذكرته تحت الرقم المذكور ، فالحديث بهذين اللفظين صحيح .

وأما اللفظ الأول ؛ فهو منكر أو شاذ على الأقل ؛ لأنه تفرد به الراسبي ، وهو وإن كان وثقه أحمد وغيره ؛ فقد ضعفه شيخه عبدالصمد بن عبدالوارث . وقال العقيلي :

"له غير حديث لا يتابع عليه" . وقال ابن حبان :

"ربما أخطأ" . وقال الدارقطني :

"يعتبر به" . وقال الحاكم أبو أحمد :

"ليس بالقوي عندهم" .

قلت : فهذه الأقوال تدل على أن الرجل لم يكن قوياً في حفظه ، وإن كان صدوقاً في نفسه . ولذلك ؛ لم يخرج له مسلم إلا في الشواهد ؛ كهذا الحديث . وقال الحافظ في "التقريب" :

"صدوق يخطىء" .

فمثله حديثه مرشح للتقوية بالشاهد والمتابعة ، أو للضعف بالمخالفة كحديث الترجمة .

وبها أعله البيهقي ، فقال في "شعب الإيمان" (1/ 266-267) - بعد أن ساق الحديث الصحيح من الطرق الثلاث عند مسلم وأتبعه بحديث الترجمة - :

"فهذا حديث شك فيه [بعض] رواته ، وشداد أبو طلحة ممن تكلم أهل العلم بالحديث فيه ، وإن كان مسلم استشهد به في كتابه ؛ فليس هو ممن يقبل منه ما يخالف فيه ، والذين خالفوه في لفظ الحديث عدد ، وهو واحد ، وكل واحد ممن خالفه أحفظ منه ، فلا معنى للاشتغال بتأويل ما رواه ، مع خلاف ظاهر ما رواه الأصول الصحيحة الممهدة في أن لا تزر وازرة وزر أخرى . والله أعلم" .

قلت : وهذا منه رحمه الله في غاية التحقيق ، وإليه يرجع الفضل في تنبهي لهذه العلة ، بعد أن كنت أوردت الحديث في "صحيح الجامع" برقم (7891) اعتماداً مني على الإمام مسلم ، وليس بتحقيقي ؛ اتباعاً للقاعدة الغالبة : أن ما أخرجه الشيخان أو أحدهما ؛ فقد جاوز القنطرة ، لا سيما والعمر أقصر ، والوقت أضيق من التوجه إلى نقد "الصحيحين" ؛ للتعرف على الأحاديث القليلة التي يمكن أن تكون معلولة عند العارفين بهذا العلم . بينما مجال نقد أحاديث غيرهما من كتب السنة واسع جداً .

وهذا ما جريت عليه في كل مؤلفاتي ؛ إلا في بعض الأحوال النادرة ، مما جرني إليه البحث والتحقيق ، أو نبهني على ذلك بعض من سبقني من أهل العلم والتوفيق ، كهذا الحديث ، والحمد لله وحده .

من أجل ذلك - وتعاوناً على البر والتقوى - أرجو من كل من كان عنده نسخة من "ضعيف الجامع الصغير" أن ينقل إليه هذا الحديث ، والله تعالى أسأل أن يغفر لنا خطايانا ، وأن لا يؤاخذنا بما نسينا أو أخطأنا ؛ إنه سميع مجيب !

هذا ؛ وممن لم يتنبه لعلة هذا الحديث الإمام النووي رحمه الله ؛ فإنه تأوله توفيقاً بينه وبين الأصول التي أشار إليها البيهقي رحمه الله تعالى ؛ ولا حاجة إلى ذلك كما سبق .

وأما كون الكافر في النار مكان المسلم فيها . وفكاكاً له منها ؛ فقد جاء بيانه في قوله صلي الله عليه وسلم :

"ما منكم من أحد إلا له منزلان : منزل في الجنة ، ومنزل في النار ، فإذا مات فدخل النار ؛ ورث أهل الجنة منزله ، فذلك قوله تعالى : (أولئك هم الوارثون)" .

وهو مخرج في "الصحيحة" (2279) .

ونحوه في "صحيح البخاري" (6569) ، وهو من حديث أبي هريرة .

وبه احتج البيهقي على ما ذكرنا من المعنى ، فقال عقبه :

"ويشبه أن يكون هذا الحديث تفسيراً لحديث الفداء ، فالكافر إذا أورث على المؤمن مقعده من الجنة ، والمؤمن إذا أورث على الكافر مقعده من النار ؛ يصير في التقدير كأنه فدى المؤمن بالكافر . والله أعلم" .

ونحوه في "شرح مسلم" للنووي ؛ فراجعه إن شئت .

(/1)


(فائدة) : قد أطال الإمام البخاري الكلام في إعلال حديث الفداء الصحيح هذا بذكر طرقه عن أبي بردة عن أبيه - وقد ذكرت آنفاً بعضها - ، ثم ختم ذلك بقوله (1/ 1/ 37-39) :

"والخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم في الشفاعة ، وأن قوماً يعذبون ثم يخرجون : أكثر وأبين وأشهر" !

ولست أرى فيما ذكره ما يصح أن يعل الحديث به ؛ لأنه ليس صريحاً في نفي العذاب عن كل مؤمن ، حتى على الرواية التي صدر بها كلامه بلفظ :

إن أمتي أمة مرحومة ، جعل عذابها بأيديها في الدنيا" ، وقد خرجته في "الصحيحة" (959) ! ولذلك ؛ قال البيهقي في الرد عليه - بعد أن ذكر خلاصة كلامه - :

"والحديث قد صح عند مسلم وغيره رحمهم الله من الأوجه التي أشرنا إليها وغيرها ، ووجهه ما ذكرناه ، وذلك لا ينافي حديث الشفاعة ؛ فإن حديث الفداء - وإن ورد مورد العموم في كل مؤمن - فيحتمل أن يكون المراد به كل مؤمن قد صارت ذنوبه مكفرة بما أصابه من البلايا في حياته ، ففي بعض ألفاظه :

"إن أمتي أمة مرحومة ، جعل الله عذابها بأيديها ، فإذا كان يوم القيامة ؛ دفع الله إلى رجل من المسلمين رجلاً من أهل الأديان ؛ فكان فداءه من النار" . وحديث الشفاعة يكون فيمن لم تصر ذنوبه مكفرة في حياته . ويحتمل أن يكون هذا القول لهم في حديث الفداء بعد الشفاعة . والله أعلم" .

(/2)


5400 - ( شهر رمضان شهر أمتي ، ترمض فيه ذنوبهم ، فإذا صامه عبد مسلم ، ولم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها ) .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 670 :

$ضعيف جداً$

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس" (ص 228) عن الحاكم معلقاً عليه بسنده إلى عصام بن طليق عن أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به .

قلت : وهذا إسناد ضعيف جداً ، وفيه علتان :

الأولى : أبو هارون العبدي متروك ، وتقدم مراراً .

والأخرى : عصام بن طليق ، وهو ضعيف ؛ كما في "التقريب" . وقال ابن معين :

"ليس بشيء" .

والحديث ؛ أورده المنذري في "الترغيب" من رواية أبي الشيخ ، وأشار إلى تضعيفه ، ولفظه :

"إن شهر رمضان شهر أمتي ، يمرض مريضهم فيعودونه ، فإذا صام مسلم لم يكذب ، ولم يغتب ، وفطره طيب ، سعى إلى العتمات محافظاً على فرائضه ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها" .

وتعقبه الحافظ إبراهيم الناجي في "عجالة الإملاء" (124/ 1) بما خلاصته : أن عزوه لأبي الشيخ وهم ، وإنما هو في "مسند الفردوس" وغيره .

قلت : قد سقت الحديث بلفظ "المسند" . وبمقابلته باللفظ المعزو لأبي الشيخ ؛ يظهر أن بينهما فرقاً جلياً ؛ فإن في كل منهما من الزيادة ما ليس في الآخر ، فإن ثبت الوهم - وهذا ما أستبعده - ؛ فهو وهم في المتن أيضاً . والله أعلم .

ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى ؛ يرويه محمد بن إبراهيم بن العلاء الشامي : حدثنا الوليد بن مسلم الدمشقي عن عمرو بن محمد الأصبهاني عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري به . وقال : ... الحديث بطوله .

أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان" (2/ 28) في ترجمة (عمرو بن محمد الأصبهاني) ، وقال :

"يروي عن زيد بن أسلم ، وأراه صحفه بعض الرواة ، وهو عندي (عمر بن محمد بن صبهان)" .

قلت : وهذا ؛ قال الذهبي في "المغني" :

"ساقط . قال أبو زرعة : واه" .

والآفة : من الراوي عنه (محمد بن إبراهيم الشامي) ؛ فإنه كذاب ؛ كما قال الدارقطني ، ولعله الذي صحف اسم شيخ شيخه عمداً ! وقال الحاكم :

"روى عن الوليد بن مسلم وسويد بن عبدالعزيز أحاديث موضوعة" . وقال ابن حبان :

"يضع الحديث على الشاميين" .

ورأيت الحديث في "الدر المنثور" (1/ 188) برواية أبي الشيخ مثل لفظ "الترغيب" ؛ ومن الظاهر أنه نقله منه !

(/1)