5461 - ( يا أبا عبيدة ! قتلت بنو إسرائيل ثلاثة وأربعين نبياً من أول النهار في ساعة واحدة ، فقام مئة رجل واثنا عشر رجلاً من عباد بني إسرائيل ، فأمروا من قتلهم بالمعروف ، ونهوهم عن المنكر ، فقتلوا جميعاً من آخر النهار في ذلك اليوم ، وهو الذين ذكر الله عز وجل ؛ يعني : قوله تعالى : (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 812 :
$ضعيف$
أخرجه ابن جرير (3/ 144-145) ، والبغوي في "تفسيره" (2/ 118 - المنار) ، وكذا ابن أبي حاتم - كما في "تفسير ابن كثير" (1/ 355) - وغيرهم من طريق محمد بن حمير قال : حدثنا أبو الحسن مولى بني أسد عن مكحول عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي عبيدة بن الجراح قال :
قلت : يا رسول الله ! أي
الناس أشد عذاباً يوم القيامة ؟ قال :
"رجل قتل نبياً ، أو رجل أمر بالمنكر ونهى عن المعروف" . ثم قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم : (إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من
الناس ...) ؛ إلى أن انتهى إلى : (وما لهم من ناصرين) . ثم قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكر حديث الترجمة .
قلت : سكت عنه ابن كثير ، وهو حديث منكر عندي ، وإسناده ضعيف مجهول ؛ علته أبو الحسن هذا ؛ فإنه مجهول ؛ كما قال الذهبي في آخر "الميزان" ، والحافظ ابن حجر في "اللسان" .
وبه أعله الحافظ في "تخريج أحاديث الكشاف" (4/ 24) .
وأنكر من هذا الحديث : الأثر الذي ساقه ابن كثير عقب هذا من رواية [ابن] أبي حاتم عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال :
قتلت بنو إسرائيل ثلاث مئة نبي من أول النهار ، وأقاموا سوق بقلهم من آخره . وقال في مكان آخر (1/ 102) :
"قال أبو داود الطيالسي : حدثنا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبدالله بن مسعود قال : ... فذكره بلفظ :
كانت بنو إسرائيل في اليوم تقتل ثلاث مئة نبي ، ثم يقيمون سوق بقلهم من آخر النهار" .
قلت : وهذا إسناد صحيح ؛ إن كان الطيالسي قد ثبت السند إليه به ؛ فإنه ليس في "مسنده" المطبوع ، وهو المفروض ؛ لأنه ليس من شرطه ؛ فإنه موقوف على ابن مسعود .
فإن صح عنه ؛ فهو من الإسرائيليات الباطلة التي يكذبها العقل والنقل :
أما العقل ؛ فإنه من غير المعقول أن يتوفر هذا العدد الكبير من
الأنبياء في وقت واحد وبلد واحد ، ويتمكن اليهود من ذبحهم ذبح النعاج قبل انتهاء النهار ، وفي آخره يقيمون سوقهم ! هذا من أبطل الباطل .
وأما النقل ؛ فهو قوله صلي الله عليه وسلم :
"كانت بنو إسرائيل تسوسهم
الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ..." الحديث ؛ متفق عليه ، وهو مخرج في "الإرواء" (2473) .
فهذا صريح في أن أنبياء بني إسرائيل كان يخلف بعضهم بعضاً ، ويأتي أحدهم بعد الآخر ؛ كقوله تعالى : (ثم أرسلنا رسلنا تترى) ؛ أي : متواترين واحداً بعد واحد .
نعم ؛ ذلك لا ينفي أن يرسل الله أكثر من رسول - بله نبي - واحد في وقت واحد لحكمة يعلمها ؛ مثل هارون مع موسى ، وقوله في أصحاب القرية : (إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون) .
وأما بعث مثل ذاك العدد الضخم من
الأنبياء في زمن واحد ؛ فليس من سنة الله تبارك وتعالى .
ولا بد من التنبيه هنا على موقفين متباينين تجاه هذا الأثر ؛ من رجلين معاصرين :
الأول : الشيخ محمد علي الصابوني مختصر "تفسير الحافظ ابن كثير" ؛ فإن هذا
الرجل ؛ مع أنه صرح في المقدمة تحت عنوان : طريقة الاختصار (ص 9) أنه اقتصر على الأحاديث الصحيحة ، وحذف الضعيف منها ، كما حذف الروايات الإسرائيلية !
ومع ذلك ؛ فإنه لم يف بهذا ، وهو أمر طبيعي بالنسبة إليه ؛ فإنه ليس من رجال هذا الميدان ؛ فقد أبقى في كتابه هذا "المختصر" كثيراً من الأحاديث الضعيفة والواهية ، والإسرائيليات المنكرة ! والمثال على كل من الأمرين ظاهر بين يديك ؛ فالحديث - مع ضعف إسناده الظاهر عند المحدثين ونكارته البينة عند المحققين - انطلى عليه أمره ، وغره فيه أن ابن كثير لما أورده سكت عليه ولم يبين ضعفه ! وخفي عليه - لجهله وبعده عن هذا العلم - أن المحدث إذا ساق الحديث بإسناده ؛ فقد برئت ذمته منه .
ولذلك ؛ كان من الواجب عليه أحد أمرين :
إما أن يختصر هذا النوع من الحديث ؛ فلا يورده في "مختصره" .
وإما أن يبين درجته إذا احتفظ به ؛ وهذا مما لا سبيل له إليه ؛ لما ذكرنا أنه ليس من رجال هذا العلم . ولكن إذا كان قد اغتر بسكوت ابن كثير على بعضها ، وكان عاجزاً عن أن يعرف بنفسه درجة الحديث ؛ فما له أورد كثيراً من الأحاديث الضعيفة الأخرى التي بين ابن كثير بنفسه وهاءها وضعفها ؛ ونقل هو ذلك عنه في الحواشي ؟! خلافاً لشرطه ! فانظر مثلاً الأحاديث الواردة في (المجلد الأول) صفحة (103،111،119،158،195،226،277،361،543،549،609،613،6 19،633) .

(/1)
فهذه الأحاديث المشار إليها كلها ضعفها ابن كثير ، فأين دعوى مختصره : أنه اقتصر فيه على الأحاديث الصحيحة ، وحذف الضعيف ؟! فكيف وبعضها موضوع ؛ كحديث (ص 619) :
"من أعان ظالماً ؛ سلطه الله عليه" . قال ابن كثير :
"وهو حديث غريب" ! وهذا من تساهله كما بينته في "الضعيفة" (1937) .
على أن هناك أحاديث أوردها ساكتاً عليها كغالب عادته ، وهي مما ضعفه ابن كثير ؛ كحديث ابن مردويه في نزول آية : (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار ...) في علي (1/ 245) ؛ قال ابن كثير :
"فيه عبدالوهاب بن مجاهد ، وهو ضعيف" !
قلت : بل هو متروك ، وكذبه الثوري ؛ كما قال الحافظ .
وحديث ابن مردويه الآخر (1/ 540) ؛ قال ابن كثير :
"هذا حديث غريب جداً" ؛ وهو مخرج في "الضعيفة" (4439) .
وعلى العكس من ذلك ؛ أوهم بجهله صحة حديث عن ابن عباس ضعفه ابن كثير مرفوعاً ، وصححه موقوفاً نقلاً عن الترمذي ، فقال المختصر - بعد التضعيف - :
"وقد روي بإسناد صحيح عن ابن عباس" ! فأسقط منه قول الترمذي : "موقوفاً" !
ورأيته في حديث واحد في المجلد الأول من "مختصره" (ص 566) قائلاً :
"الحديث ؛ وإن كان ضعيف السند ؛ ففي أحاديث الشفاعة ما يؤيده ويؤكده" !
كذا قال ! وهو مما يدل على جهل بالغ ؛ لأنه ليس في شيء من الأحاديث التي أشار إليها ما في هذا الحديث الضعيف من النكارة ، ينبئك عنها طرفه الأول منه :
"إن ربي عز وجل استشارني في أمتي : ماذا أفعل بهم ؟ فقلت : ما شئت .. فاستشارني الثانية ..." !!
ولا أدري كيف استساغ هذا المختصر مثل هذا التعبير الذي فيه رائحة التشبيه بالعبيد : (وأمرهم شورى بينهم) ؟! مع ضعف إسناده ؛ فإن فيه ابن لهيعة ، وهو معروف بالضعف ، وله تخاليط كثيرة .
ومن جهل هذا
الرجل : أنه تأول أثر ابن مسعود - المتقدم - في قتل اليهود للأنبياء بالمئات في اليوم الواحد ؛ مع أنه اشترط على نفسه - كما سبق - أن يحذف الروايات الإسرائيلية ، فقد أخل به أيضاً - حين أورده - ، ولظهور نكارته تأوله بتأويل بارد ؛ فعلق عليه بقوله (1/ 71) :
"وعبارة : "في اليوم" لا تعني كل يوم ، ولكن بعض الأيام" !
ولقد كان الأولى به - لو كان عنده علم وبصيرة فيه - أن لا يورده ؛ وفاءً بشرطه ، وأن يستريح من تكلف تأويله البارد الظاهر بطلانه بداهة ، لا سيما بالنسبة للفظ ابن أبي حاتم المتقدم :
"قتلت بنو إسرائيل ثلاث مئة نبي من أول النهار ..." ؛ فإنه أصرح في إبطال تأويله ، وهو على علم به ؛ فقد أورده في "مختصره" (1/ 274) ، دون أن يتنبه لبطلانه ! والله المستعان .
وأما
الرجل الآخر المعاصر ؛ فهو المدعو (عز الدين بليق) ، مؤلف ما سماه بـ "منهاج الصالحين" ، فلقد كان موقفه من هذا الأثر موقفاً آخر معاكساً لموقف الشيخ الصابوني تماماً ؛ فإنه أنكره أشد الإنكار في أول كتابه : "موازين القرآن الكريم" (ص 13-14) ، وكتابه الآخر : "موازين القرآن والسنة" (ص 69) .
وبقدر ما أصاب في إنكاره إياه ؛ فقد أخطأ أقبح الخطأ في اعتباره إياه مثالاً لبعض الأحاديث الموضوعة التي وردت في كتب التفسير ، وجهل أو تجاهل - لسوء طويته - أنه ليس حديثاً ؛ وإنما هو من الإسرائيليات !
فتأمل تباين موقف
الرجلين من هذا الأثر ، ثم تأمل كيف يلتقيان في الإساءة - بجهلهما - إلى الإسلام ، وتوهمهما الأثر حديثاً ، ذاك بتأويله إياه ، وهذا بضربه له مثالاً للأحاديث الموضوعة ، لا سيما وقد أتبعه بمثال آخر ، وهو قوله صلي الله عليه وسلم :
"خلق الله التربة يوم السبت ..." الحديث ، وهو صحيح لا غبار عليه سنداً ومتناً ؛ رواه مسلم في "صحيحه" ! ومع ذلك جعله (بليق) مثالاً آخر للأحاديث الموضوعة ! وسود لإثبات ذلك - زعم - ست صفحات (15-21) !
وأصل ضلاله هذا ؛ إنما هو من سوء الفهم ، ولربما من سوء القصد - أيضاً - ؛ فإنه فسر (التربة) فيه بأنها الأرض ! والصواب أنها التراب ، كما يدل عليه تمام الحديث واللغة ، على ما بينته في آخر المجلد الرابع من "السلسلة" الأخرى : "الصحيحة" (الاستدراك 15) .
ومن عجيب حال هذا
الرجل : أنه في الوقت الذي يطعن في عشرات الأحاديث الصحيحة في كتابه الثاني المتقدم ، وبعضها متواتر ؛ كأحاديث عيسى عليه السلام وغيرها فهو في الوقت نفسه قد حشا كتابه "المنهاج" بمئات الأحاديث الضعيفة والمنكرة ، وبعضها من الموضوعات ، كحديث عرض الحديث على القرآن ؛ فإن وافقه قبل ، وإن خالفه رفض ! وهو من وضع الزنادقة ؛ كما بينته في غير ما موضع ! وغيره كثير وكثير . فالله المستعان .
هذا ؛ وقوله في أول حديث الترجمة .
"أشد
الناس عذاباً رجل قتل نبياً" ؛ قد جاء بإسناد حسن عن ابن مسعود ، وهو مخرج في "السلسلة" الأخرى برقم (281) .

(/2)
5462 - ( إذا مات أحدكم ؛ فقد قامت قيامته ؛ فاعبدوا الله كأنكم ترونه ، واستغفروه كل ساعة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 819 :
$موضوع$
أخرجه الديلمي (1/ 1/ 151- زهر
الفردوس) من طريق عنبسة ابن عبدالرحمن : حدثنا محمد بن زاذان عن أنس مرفوعاً .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته عنبسة هذا ؛ فإنه كان يضع الحديث .
وقد مضى له غير ما حديث موضوع ؛ فانظر اسمه في فهرس المجلد الأول والثاني من هذه "السلسلة" .
وقريب منه : شيخه محمد بن زاذان ؛ فإنه متروك ، فانظر الحديث (435،518) .
والحديث ؛ ذكره السخاوي في "المقاصد" (ص 75) من رواية العسكري عن أنس بلفظ :
"الموت
القيامة ، إذا مات أحدكم ؛ فقد قامت قيامته ، يرى ما له من خير وشر" .
ولم يتكلم على إسناده بشيء ، لا في رواية العسكري ولا في رواية الديلمي ، وقد ذكرها تحت حديث :
"من مات ؛ فقد قامت قيامته" (ص 428) مشيراً إلى أنه لا أصل له بهذا اللفظ الأخير . وقال :
"وللطبراني من حديث زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال :
يقولون :
القيامة القيامة ، وإنما قيامة المرء موته .
ومن رواية سفيان بن أبي قيس قال :
شهدت جنازة فيها علقمة ، فلما دفن قال : أما هذا ؛ فقد قامت قيامته" .

(/1)
5463 - ( يدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم ؛ ستراً من الله عز وجل عليهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 820 :
$باطل$
رواه ابن عدي في "الكامل" (ق 17/ 2) عن إسحاق بن إبراهيم الطبري : حدثنا مروان الفزاري عن حميد الطويل عن أنس مرفوعاً . وقال :
"منكر المتن بهذا الإسناد" .
وأقره الذهبي في "الميزان" ، وابن حجر في "اللسان" .
ومن قبلهما ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 248) ؛ فإنه أورد الحديث من طريق ابن عدي ، ثم قال :
"هذا حديث لا يصح ، والمتهم به إسحاق ، قال ابن عدي ..." . وقال ابن حبان في إسحاق هذا (1/ 138) :
"منكر الحديث جداً ، يأتي عن الثقات بالأشياء الموضوعات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب" .
ثم ساق له عدة أحاديث موضوعة تدل على حاله السيئة ؛ فليراجعه من شاء . ولذلك ؛ قال الحاكم في - "المدخل" كما في "اللسان" - :
"روى عن الفضيل وابن عيينة أحاديث موضوعة" .
ولذلك ؛ فالحديث باطل ؛ كما قال ابن القيم في "مناره" (ص 51) ، قال :
"والأحاديث الصحيحة بخلافه ، قال البخاري في "صحيحه" : (باب ما يدعى
الناس يوم القيامة بآبائهم) . ثم ذكر حديث : "ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة بقدر غدرته ، فيقال : هذه غدرة فلان ابن فلان" .
ومن عجائب السيوطي : أنه تعقب - في "اللآلي" (2/ 449) - ابن الجوزي بقوله :
"قلت : له طريق آخر ..." .
ثم ساق حديث ابن عباس المتقدم برقم (434) ، وهو موضوع أيضاً ؛ فيه كذاب ؛ كما بينته هناك .
ولذلك ؛ تعقبه ابن عراق في "تنزيه الشريعة" بقوله (2/ 381) :
"هو من طريق إسحاق بن بشر ؛ وهو كذاب وضاع ، فلا يصلح شاهداً" .
ولهذا ؛ فقد أساء السيوطي بتعقبه المذكور من جهة ، وبسكوته عليه وفيه الكذاب من جهة أخرى ، كما سكت عليه أيضاً في كتابه الآخر "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" (80/ 118 - تحقيق الأخ الفاضل محمد الصباغ) !
وقريب من ذلك : ما صنعه الزرقاني في "مختصر المقاصد الحسنة" (76/ 222) ؛ فإنه أورد الحديث ، وقال :
"ضعيف" !
فأوهم أنه ليس شديد الضعف ، ليس فيه من رمي بالكذب والوضع ! وهذا إنما يأتي من التقليد وقلة التحقيق .
ونحوه في "تذكرة الموضوعات" للشيخ محمد طاهر الفتني (ص 224) .

(/1)
5464 - ( لا أجمعهما له ، هو أبو سليمان ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 822 :
$ضعيف جداً$
أخرجه ابن أبي خثيمة في "التاريخ" (328) : أخبرنا الزبير بن بكار قال : حدثني محمد بن يحيى عن إبراهيم بن أبي يحيى عن محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ قال :
لما ولد محمد بن طلحة بن عبيدالله ؛ أتى به طلحة النبي صلي الله عليه وسلم ، فقال :
"أسمه محمداً" . فقال : يا رسول الله ! أكنيه أبا القاسم ؟ قال : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مرسل ؛ ابن قنفذ تابعي لم يدرك القصة . وإبراهيم ابن أبي يحيى ؛ الظاهر أنه إبراهيم بن أبي حية اليسع ؛ فإن كنيته اليسع أبو يحيى ؛ ولقبه أبو حية ؛ كما في "اللسان" . قال البخاري :
"منكر الحديث" . وقال الدارقطني :
"متروك" .
وقد أشار ابن عبدالبر إلى ضعف هذا الحديث في "الاستيعاب" .
لكن قد صح النهي عن الجمع بين اسمه صلي الله عليه وسلم وكنيته في غير هذا الحديث ، كما بينته في التعليق على "مختصر تحفة المودود" لابن القيم بقلمي . ولم يصح أن النبي صلي الله عليه وسلم كناه بأبي القاسم ؛ خلافاً لما ذكره ابن عبدالبر !

(/1)
5465 - ( إذا كان يوم القيامة ؛ خرج صائح من عند الله ، فنادى بأعلى صوته : يا أمة محمد ! إن الله قد عفا لكم عن حقه قبلكم ، فتعافوا فيما بينكم ، وادخلوا الجنة بسلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 823 :
$ضعيف$
أخرجه ابن أبي خيثمة في "التاريخ" (341) : حدثنا محمد ابن بشير الكندي قال : أخبرنا معن بن عيسى الأشجعي وعبدالله بن إبراهيم الغفاري عن زيد بن عبدالرحمن بن أبي نعيم الليثي عن محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان عن أبيه عن جده عن عثمان بن عفان قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ علته زيد هذا ؛ فإنه مجهول ؛ كما قال الذهبي في ترجمة (عبدالله بن إبراهيم الغفاري) من "الميزان" .
وأورد فيها حديثين آخرين من روايته عن زيد ، فقال ابن عدي :
"لم أسمع بزيد إلا في هذين الحديثين ، ولا أعلم روى عنه إلا عبدالله بن إبراهيم" !
قلت : ويرده هذا الحديث ؛ فقد روى عنه معن بن عيسى الأشجعي ؛ وهو ثقة ثبت ؛ حتى قال أبو حاتم :
"هو أثبت أصحاب مالك" .
لكن الراوي عنه محمد بن بشير الكندي فيه كلام ؛ قال يحيى :
"ليس بثقة" . وقال الدارقطني :
"ليس بالقوي" .

(/1)
5466 - (من توضأ فأسبغ الوضوء ، ثم أتى الركن ليستلمه ؛ خاض في الرحمة ، فإذا استلمه فقال : بسم الله والله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ غمرته الرحمة ، فإذا طاف بالبيت ؛ كتب الله له بكل قدم سبعين ألف حسنة ، وحط عنه سبعين ألف سيئة ، ورفع له سبعين ألف درجة ، وشفع في سبعين من أهل بيته ، فإذا أتى مقام إبراهيم ، فصلى عنده ركعتين إيماناً واحتساباً ؛ كتب الله له عتق أربعة عشر محرراً من ولد إسماعيل ، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 824 :
$منكر$
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (104/ 2 - مصورة الجامعة الإسلامية : الثانية) من طريق عيسى بن إبراهيم الطرسوسي : حدثنا آدم بن أبي إياس : حدثنا إسماعيل بن عياش عن المغيرة بن قيس عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ المغيرة بن قيس بصري منكر الحديث ؛ كما قال ابن أبي حاتم (4/ 1/ 227-228) عن أبيه .
وابن عياش ضعيف في روايته عن غير الشاميين ، وهذه منها .
والطرسوسي ؛ لم أعرفه .

(/1)
5467 - ( يوشك أن تظهر فتنة لا ينجي منها إلا الله ، أو دعاء كدعاء الغريق ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 825 :
$منكر$
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (123/ 1) من طريق يحيى ابن المتوكل عن يعقوب بن سلمة عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف بمرة ؛ يحيى بن المتوكل : هو المدني أبو عقيل ؛ مجمع على ضعفه . بل قال ابن حبان (3/ 116) :
"منكر الحديث ، ينفرد بأشياء ليس لها أصول من حديث النبي عليه الصلاة والسلام ، لا يسمعها الممعن في الصناعة إلا لم يرتب أنها معمولة" .
ويعقوب بن سلمة : هو الليثي مولاهم المدني ، وهو مجهول الحال .
وأبوه لين الحديث ؛ كما في "التقريب" !
وحقه أن يقول في أبيه : إنه مجهول ؛ لأنه لم يذكر له في "التهذيب" راوياً غير ابنه ، بل ختم ترجمته فيه بقوله :
"لا يعرف" ، وهو الذي جزم به الذهبي في "الميزان" .

(/1)
5468 - ( إذا كان أول ليلة من شهر رمضان ؛ نظر الله إلى خلقه ، وإذا نظر الله إلى عبد ؛ لم يعذبه أبداً ، ولله في كل يوم ألف ألف عتيق من النار ، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين ؛ أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله ، فإذا كانت ليلة الفطر ؛ ارتجت الملائكة ، وتجلى الجبار بنوره - مع أنه لا يصفه الواصفون - ؛ فيقول للملائكة - وهم في عيدهم من الغد - : يا معشر الملائكة - يوحي إليهم - ! ما جزاء الأجير إذا أوفى عمله ؟ فتقول الملائكة : يوفى أجره . فيقول الله تعالى : أشهدكم أني قد غفرت لهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 826 :
$موضوع$
أخرجه الأصبهاني في "الترغيب" (180/ 1) ، وابن الجوزي في "الموضوعات" (2/ 189-190) من طريق حماد بن مدرك : حدثنا عثمان ابن عبدالله الشامي : حدثنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً به . وقال ابن الجوزي عقبه :
"هذا حديث موضوع على رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وفيه مجاهيل ، والمتهم به عثمان ابن عبدالله ؛ قال ابن عدي : حدث بمناكير عن الثقات ، وله أحاديث موضوعة . وقال ابن حبان : يضع على الثقات" .
قلت : وحماد بن مدرك ؛ لم أجد له ترجمة ، والظاهر أنه من المجاهيل الذين أشار إليهم ابن الجوزي ، وقد أقره السيوطي في "اللآلي المصنوعة" (2/ 100-101) .
ومع هذا كله ؛ أورد المنذري هذا الحديث في "ترغيبه" (2/ 68-69) من رواية الأصبهاني هذه ! وذلك من تساهله الذي حملني على جعل كتابه إلى قسمين : "صحيح الترغيب" و "ضعيف الترغيب" ؛ وقد شرحت تساهله هذا في مقدمة "الصحيح" بما لا تجده في غيره ، وقد تم طبع المجلد الأول منه ، يسر الله لنا طبع سائرها مع "الضعيف" .

(/1)
5469 - ( إذا كان أول ليلة من رمضان ؛ فتحت أبواب السماء ؛ فلا يغلق منها باب حتى يكون آخر ليلة من رمضان .
فليس من عبد مؤمن يصلي ليلة ؛ إلا كتب الله له ألفاً وخمس مئة حسنة بكل سجدة ، ويبنى له بيت في
الجنة من ياقوتة حمراء ، لها ستون ألف باب [لكل باب] منها قصر من ذهب موشح بياقوتة حمراء .
فإذا صام أول يوم من رمضان ؛ غفر له ما تقدم إلى مثل ذلك اليوم من شهر رمضان .
ويستغفر له كل يوم سبعون ألف ملك من صلاة الغداة إلى أن توارى بالحجاب ، وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار شجرة يسير الراكب في ظلها خمس مئة عام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 827 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي في "الشعب" (3/ 314/ 3635) ، والأصبهاني في "الترغيب" (180/ 1) من طريق محمد بن مروان السدي عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة العبدي وعن عطاء بن أبي رباح عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً .
قلت : والسدي هذا - وهو الصغير - متهم بالكذب .
ولست أدري لماذا لم يورد ابن الجوزي حديثه هذا في "الموضوعات" ؟! وقد أورد له حديثاً في الصلاة على النبي صلي الله عليه وسلم ؛ وقال فيه :
"كذاب" ؛ كما تقدم برقم (203) ؛ فلعله لم يقف عليه .
وقد أساء المنذري بإيراده إياه في "الترغيب" (2/ 66-67) دون أن يبين حال راويه ؛ فإنه لم يزد على قوله :
"رواه البيهقي ، وقال : "قد روينا في الأحاديث المشهورة ما يدل على هذا ، أو لبعض معناه" . كذا قال رحمه الله" !!
وكأن المنذري أشار إلى نقد كلام البيهقي ؛ فإنه ليس في الأحاديث المعروفة ما في هذا إلا الفقرة الأولى ؛ فإنها في "الصحيحين" من حديث أبي هريرة نحوه .
وقنع المنذري بالإشارة إلى تضعيفه فقط !
وقلده المعلقون الثلاثة ، فصرحوا بأنه "ضعيف" ؛ مع أنهم عزوه للبيهقي والأصبهاني بالأرقام ! ولا يحسنون إلا هذا :
كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول .

(/1)
5470 - ( إذا كان غداة الفطر ؛ قامت الملائكة على أفواه الطرق فنادوا : يا معشر الناس ! اغدوا إلى رب رحيم ، يمن بالخير ويثيب الجزيل ؛ أمركم بصوم النهار فصمتوه ، فإذ أطعتم ربكم فاقبضوا أجوركم .
فإذا صلوا نادى مناد من السماء : ارجعوا إلى منازلكم راشدين ؛ فقد غفرت ذنوبكم ، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 829 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الكبير" (618) ، والمعافى بن زكريا في "الجليس" (4/ 83) ، والأصبهاني في "الترغيب" (188/ 1) من طريقين عن سعيد بن عبدالجبار [عن توبة] عن سعيد بن أوس الأنصاري عن أبيه مرفوعاً به . والزيادة للطبراني .
وكذلك رواه الحسن بن سفيان في "مسنده" ؛ إلا أنه قال : عن توبة أو أبي توبة .
وكذلك أخرجه المعافى في "الجليس" ؛ لكنه قال :
عن أبي توبة .. بغير شك ، وكذا نقله في "الإصابة" .
قلت : وأبو توبة - أو توبة - لم أعرفه . ومن المحتمل أن يكون هو الذي في "الجرح" (1/ 1/ 446) :
"توبة بن نمر الحضرمي المصري ، وكان قاضي مصر ، فلما مات استقضي عبدالله بن لهيعة ، وابنته تحت ابن لهيعة . روى عن أبي عفير عن ابن عمر . روى عنه الليث بن سعد ، وعمرو بن الحارث ، وابن لهيعة" .
ولعله مما يرجح الاحتمال المذكور : أن الراوي عنه - سعيد بن عبدالجبار - هو حضرمي أيضاً ، وهو سعيد بن عبدالجبار بن وائل الحضرمي ، وهو ضعيف .
وعلى كل حال ؛ فقد روي الحديث من طريق أخرى عند الطبراني (617) من رواية عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الزبير عن سعيد بن أوس الأنصاري به .
وهذا إسناد واه بمرة ؛ أبو الزبير مدلس ؛ وقد عنعنه .
لكن الآفة ممن دونه ؛ فإن جابراً هذا - وهو الجعفي - متروك .
وعمرو بن شمر شر منه . قال الحاكم :
"كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي ، وليس يروي تلك الموضوعات الفاحشة عن جابر غيره" .
وأعله الهيثمي (2/ 201) بالجعفي وحده ، فقصر .
ومدار الطريقين على سعيد بن أوس الأنصاري ، ولم أجد من ترجمه .
ووقع في "ترغيب الأصبهاني" : سعد بن أوس ولم أجده أيضاً ؛ فهو علة الحديث . والله أعلم .

(/1)