251 - " من أجاع بطنه عظمت فكرته ، و فطن قلبه " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 418 ) :


لا أصل له .

كما يفيده كلام الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 73 ) و السبكي في
" الطبقات " ( 4 / 163 ) .
(1/328)

________________________________________


252 - " البطنة أصل الداء ، و الحمية أصل الدواء ، و عودوا كل جسم ما اعتاد " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 418 ) :


لا أصل له .


و قد أورده الغزالي في " الإحياء " مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ! فقال
الحافظ العراقي في تخريجه : لم أجد له أصلا ، و أقره الحافظ السخاوي في
" المقاصد الحسنة " ( 1035 ) و قال المحقق ابن القيم في " زاد المعاد " ( 3 /
97 ) : و أما الحديث الدائر على ألسنة كثير من الناس : الحمية رأس الدواء ،
و المعدة بيت الداء ، و عودوا كل جسم ما اعتاد ، فهذا الحديث إنما هو من كلام
الحارث بن كلدة طبيب العرب ، و لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قاله غير واحد من أئمة الحديث .
لكن ذكر السخاوي أن الخلال روى من حديث عائشة : " الأزم دواء ، و المعدة داء ،
و عودوا بدنا ما اعتاد " .
و ظاهره أنه مرفوع ، و قد صرح بذلك السيوطي في " الدرر " كما في " كشف الخفاء "
( 2 / 74 / 1788 ) ، و أورده في " الجامع الكبير " ( 1 / 320 / 2 ) و لكنهم لم
يذكروا إسناده لينظر فيه ، و غالب الظن أنه لا يصح ، و الله اعلم .
ثم رأيت ابن القيم ذكره في " الزاد " ( 3 / 102 ) من كلام الحارث بن كلدة أيضا
بهذا اللفظ و هو الأشبه ، ثم قال ابن القيم : و الأزم : الإمساك عن الأكل يعني
به الجوع ، و هو من أكبر الأدوية في شفاء الأمراض الامتلائية كلها بحيث أنه
أفضل في علاجها من المستفرغات .
و بهذه المناسبة أقول : لقد جوعت نفسي في أواخر سنة 1379 أربعين يوما متتابعا ،
لم أذق في أثنائها طعاما قط ، و لم يدخل جوفي إلا الماء ! و ذلك طلبا للشفاء من
بعض الأدواء ، فعوفيت من بعضها دون بعض ، و كنت قبل ذلك تداويت عند بعض الأطباء
نحو عشر سنوات دون فائدة ظاهرة ، و قد خرجت من التجويع المذكور بفائدتين
ملموستين : الأولى : استطاعة الإنسان تحمل الجوع تلك المدة الطويلة خلافا لظن
الكثيرين من الناس .
و الخرى : أن الجوع يفيد في شفاء الأمراض الامتلائية كما قال ابن القيم
رحمه الله تعالى ، و قد يفيد في غيرها أيضا كما جرب كثيرون ، و لكنه لا يفيد في
جميع الأمراض على اختلاف الأجسام خلافا لما يستفاد من كتاب " التطبيب بالصوم "
لأحد الكتاب الأوربيين ، و فوق كل ذي علم عليم .
(1/329)

________________________________________


253 - " صوموا تصحوا " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 420 ) :


ضعيف .


أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 225 / 1 / 8477 ) و أبو نعيم في " الطب "
( ق 24 / 1 و 2 ) من طريق محمد بن سليمان بن أبي داود ، أخبرنا زهير بن محمد عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به ، و قال الطبراني : لم يروه بهذا
اللفظ إلا زهير .
قلت : و هو ضعيف في رواية الشاميين عنه و هذه منها .
قال الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 3 / 75 ) رواه الطبراني في
" الأوسط " و أبو نعيم في " الطب النبوي " من حديث أبي هريرة بسند ضعيف .
قلت : و لا ينافيه قول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 60 ) و الهيثمي في
" المجمع " ( 3 / 179 ) بعد أن نسباه للطبراني : و رجاله ثقات ، لأنه لا ينفي
أن يكون في السند مع ثقة رجاله علة تقتضي ضعفه ، كما لا يخفى على العارف بقواعد
هذا العلم ، و قد كشفنا عن علته ، و لعل الصغاني قد بالغ حين قال ( ص 7 ) :
و هذا الحديث موضوع ، ثم إن لفظ الحديث عندهما : " اغزوا تغنموا ، و صوموا
تصحوا ، و سافروا تستغنوا " ، و رواه ابن عدي ( 7 / 2521 ) بهذا اللفظ من طريق
نهشل عن الضحاك عن ابن عباس ، و نهشل متروك ، و الضحاك لم يسمع من ابن عباس .
و قد روي الحديث بدون ذكر الصوم فيه و هو :
(1/330)

________________________________________


254 - " سافروا تصحوا ، و اغزوا تستغنوا " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 421 ) :


ضعيف .


أخرجه أحمد ( 2 / 380 ) من طريق ابن لهيعة عن دراج عن ابن حجيرة عن
أبي هريرة مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف من أجل ابن لهيعة فإنه ضعيف الحفظ ، و دراج فإنه صاحب
مناكير ، و لكن الراوي عن ابن لهيعة قتيبة بن سعيد ، قال الذهبي في
" سير النبلاء " ( 8 / 15 ) : قال قتيبة : قال لي أحمد : أحاديثك عن ابن لهيعة
صحاح ، فقلت لأنا كنا نكتب من كتاب ابن وهب ، ثم نسمعه من ابن لهيعة ، فالعلة
من دراج إذن .
و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 206 ) عن أبيه : إنه حديث منكر ، و له شاهد ضعيف جدا
و هو :
(1/331)

________________________________________


255 - " سافروا تصحوا و تغنموا " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 421 ) :


منكر .


رواه ابن عدي ( 299 / 2 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 112 / 1 ) و ابن
بشران في " الأمالي " ( 3 / 66 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 10 / 387 )
و القضاعي ( 52 / 2 ) و كذا تمام الرازي في " الفوائد " ( رقم 767 ) عن محمد بن
عبد الرحمن بن رداد عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا ، و قال ابن
عدي : لا أعلم يرويه غير ابن الرداد هذا و عامة ما يرويه غير محفوظ .
و قال ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 115 ) : ليس بالقوي ، ذاهب الحديث ، و قال
أبو زرعة : لين ، و ساق في " الميزان " من منكراته هذا الحديث ، و سلفه في ذلك
أبو حاتم فقد قال ابنه في " العلل " ( 2 / 306 ) : قال أبي : هذا حديث منكر .
و ابن الرداد هذا هو علة الحديث ، و خفي ذلك على الهيثمي ( 3 / 201 ) فأعله
براو آخر في طريق الطبراني وحده !
ثم رواه ابن عدي ( 189 / 2 ) و أبو نعيم ( ق 25 / 2 ) عن سوار بن مصعب عن عطية
عن أبي سعيد مرفوعا ، و قال : سوار هذا عامة ما يرويه ليس بمحفوظ .
قلت : و عطية و هو العوفي ضعيف .
و رواه عبد الرزاق في " المصنف " ( 11 / 434 ) عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال : قال عمر : و ذكره موقوفا عليه دون قوله " و تغنموا " و رجاله ثقات كما
و لكنه منقطع بين طاووس و عمر و لعل الموقوف هو الصواب .
(1/332)

________________________________________


256 - " ينزل الله كل يوم عشرين و مئة رحمة ، ستون منها للطائفين و أربعون للعاكفين
حول البيت ، و عشرون منها للناظرين إلى البيت " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 423 ) :


موضوع .

رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 115 / 1 ) من طريق خالد بن يزيد
العمرى : حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد الليثي عن ابن أبي مليكة عن
ابن عباس مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع خالد بن يزيد هذا كذبه أبو حاتم و يحيى بن معين ،
و قال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات .
و الليثي متروك أيضا ، كما في " اللسان " ( 5 / 216 ) ، و غيره .
و للحديث طريقان آخران موضوعان أيضا بلفظين مغ####ن لهذا بعض المغايرة و قد سبق
ذكرهما مع الكلام على سنديهما برقمي ( 187 ، 188 ) فمن شاء فليرجع إليهما .
(1/333)

________________________________________


257 - " إياك و السرف ، فإن أكلتين في يوم من السرف " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 423 ) :


موضوع .

ذكره الغزالي في " الإحياء " ( 3 / 78 ) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك
لعائشة .
و قال الحافظ العراقي في تخريجه : رواه البيهقي في " الشعب " من حديث عائشة
و قال : في إسناده ضعف .
قلت : و نص الحديث كما في " الترغيب " ( 3 / 124 ) : عن عائشة قالت : رآني
رسول الله صلى الله عليه وسلم و قد أكلت في اليوم مرتين فقال : " يا عائشة أما
تحبين أن يكون لك شغل إلا جوفك ؟ الأكل في اليوم مرتين من الإسراف *( و الله لا
يحب المسرفين )* ، و في رواية : " يا عائشة اتخذت الدنيا بطنك ؟ ! أكثر من أكلة
كل يوم سرف *( و الله لا يحب المسرفين )* " رواه البيهقي ، و فيه ابن لهيعة .
قلت : هو ضعيف من قبل حفظه ، و قد روي بنحوه من حديث أنس ، فانظر الحديث
( 241 ) .
ثم وقفت على إسناده عند البيهقي في " الشعب " ( 2 / 158 / 1 ) فتبين أن فيه علة
أخرى هي مما يزداد الحديث بها ضعفا ، فإنه قال : أخبرناه أبو عبد الرحمن السلمي
بسنده عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة ... به .
و أبو عبد الرحمن هذا اسمه محمد بن الحسين الصوفي ، قال محمد بن يوسف القطان :
كان يضع الأحاديث للصوفية ، ثم رواه ( 2 / 161 / 2 ) من طريق خالد بن نجيح
المصري حدثنا عبد الله بن لهيعة به نحوه ، و خالد هذا ، قال أبو حاتم : كذاب
يفتعل الحديث .
(1/334)

________________________________________


258 - " إن من السنة أن يخرج الرجل مع ضيفه إلى باب الدار " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 424 ) :


موضوع .


أخرجه ابن ماجه ( 2 / 323 ) و ابن الأعرابى في " معجمه " ( 246 / 2 ) و عنه
القضاعي ( 95 / 1 ) من طريق علي بن عروة عن عبد الملك عن عطاء عن أبي هريرة
مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد موضوع ، و علته علي بن عروة هذا قال الذهبي : قال ابن حبان :
كان يضع الحديث ، و كذبه صالح جزرة و غيره ، ثم ساق له أحاديث هذا منها .
ثم وجدت له طريقا آخر ، أخرجه ابن عدي ( 169 / 2 ) من طريق سلم بن سالم البلخي
حدثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، أورده في ترجمة سلم هذا في أحاديث
أخرى له ثم قال : له أحاديث أفراد و غرائب ، و أنكر ما رأيت له ما ذكرته من هذه
الأحاديث .
قلت : و قد نقل غير واحد الاتفاق و قال أبو حاتم : لا يصدق ، و قال الجوزجاني :
غير ثقة .
و قد تقدم الكلام عليه في الحديث رقم ( 233 ) ، ثم إن ابن جريج مدلس و قد عنعنه
.
(1/335)

________________________________________


259 - " لا تتمارضوا فتمرضوا ، و لا تحفروا قبوركم فتموتوا " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 425 ) :


منكر .

قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 321 ) : سألت أبي عن حديث رواه عاصم بن
إبراهيم الداري عن محمد بن سليمان الصنعاني عن منذر بن النعمان الأفطس عن وهب
ابن منبه عن عبد الله بن عباس مرفوعا بهذا الحديث قال أبي : هذا حديث منكر
.
قلت : و علته محمد بن سليمان هذا قال الذهبي في " الميزان " : مجهول ، و الحديث
الذي رواه منكر ، يعني هذا .
(1/336)

________________________________________


260 - " أطعموا نفساءكم الرطب ، قالوا : ليس في كل حين يكون الرطب ، قال : فتمر ،
قالوا : كل التمر طيب فأي التمر خير ؟ قال : إن خير تمراتكم البرني يدخل الشفاء
و يخرج الداء ، لا داء فيه ، أشبعه للجائع ، و أدفؤه للمقرور " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 281 ) :


ضعيف .


رواه ابن سمعون الواعظ في " الأمالي " ( 2 / 192 / 1 ) حدثنا أبو بكر محمد بن
جعفر المطيري أنبأنا القاسم بن إسماعيل الكوفي ، أنبأنا زيد بن الحباب العكلي
عن شعبة عن يعلى بن عطاء الطائفي عن شهر بن حوشب عن أبي أمامة مرفوعا .
قلت : و هذا سند ضعيف رجاله كلهم ثقات معروفون غير القاسم هذا فلم أجد من ترجمه
إلا أن يكون الذي في " ثقات ابن حبان " ( 9 / 19 ) : القاسم بن إسماعيل الهاشمي
كوفي يروي عن عبيد الله بن موسى حدثنا عنه محمد بن المنذر بن سعيد ، فإنه من
هذه الطبقة على أنه قد توبع كما يأتي .
و شهر بن حوشب ضعيف لا يحتج به لكثرة خطئه و كأنه لذلك إنما أخرج له مسلم
مقرونا بغيره كما في " خاتمة الترغيب " للمنذري ( 4 / 284 ) و قال الحافظ فيه :
صدوق كثير الإرسال و الأوهام ، ثم رأيته في " الطب " لأبي نعيم ( 23 - 24 ) من
طريق أخرى عن شعبة به ، فانحصرت العلة في شهر ، و الحديث أورده السيوطي في
" اللآليء " ( 1 / 156 ) شاهدا للحديث المتقدم برقم ( 234 ) من رواية ابن السني
و أبي نعيم معا في " الطب " من طريق شعبة به ثم قال : و إسناده على شرط مسلم !
كذا قال : و لا يخفى ما فيه لما ذكرنا من حال شهر .
(1/337)
*******************************************
يتبع...