331 - " أنا ابن الذبيحين " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 500 ) :


لا أصل له بهذا اللفظ .

و في " الكشف " ( 1 / 199 ) : قال الزيلعي و ابن حجر في " تخريج الكشاف " : لم
نجده بهذا اللفظ .
قلت : الحديث في التخريج ( 4 / 141 ) و نص ابن حجر فيه : قلت : بيض له - يعني
الزيلعي - و قد أخرجه .
قلت : كذا قال ، و الظاهر أنه ترك بياضا في الأصل بعد قوله : أخرجه ، لإملائه
فيما بعد فلم يتمكن ، و كأنه كان يظن أن له أصلا فلم يجده ، والله أعلم .
و قد وجدت الحاكم قد علق هذا الحديث مجزوما بنسبته إلى النبي صلى الله عليه
وسلم فقال في " المستدرك " ( 2 / 559 ) بعد أن روى أثرين عن ابن عباس و ابن
مسعود أن الذبيح هو إسحاق : و قد كنت أرى مشايخ الحديث قبلنا و في سائر المدن
التي طلبنا الحديث فيه وهم لا يختلفون أن الذبيح إسماعيل ، و قاعدتهم فيه قول
النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا ابن الذبيحين " إذ لا خلاف أنه من ولد
إسماعيل و أن الذبيح الآخر أبوه الأدنى عبد الله بن عبد المطلب ، و الآن فإني
أجد مصنفي هذه الأدلة يختارون قول من قال : إنه إسحاق .
قلت : فلعل الحاكم يشير بالحديث المذكور إلى ما أخرجه قبل صفحات ( 2 / 551 ) من
طريق عبد الله بن محمد العتبي ، حدثنا عبد الله بن سعيد ( عن ) الصنابحي قال :
حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم إسماعيل و إسحاق ابني إبراهيم ،
فقال بعضهم : الذبيح إسماعيل ، و قال بعضهم : بل إسحاق الذبيح ، فقال معاوية :
سقطتم على الخبير ، كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه الأعرابي
فقال : يا رسول الله خلفت البلاد يابسة ، و الماء يابسا ، هلك المال و ضاع
العيال ، فعد علي بما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين ، فتبسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم و لم ينكر عليه ، فقلنا : يا أمير المؤمنين و ما الذبيحان ؟
قال : إن عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله إن سهل الله أمرها أن ينحر بعض
ولده ، فأخرجهم فأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله ، فأراد ذبحه ، فمنعه أخواله
من بني مخزوم و قالوا : أرض ربك و افد ابنك ، قال : ففداه بمئة ناقة ، قال :
فهو الذبيح ، و إسماعيل الثاني ، و سكت عليه الحاكم ، لكن تعقبه الذهبي بقوله :
قلت : إسناده واه ، و قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 4 / 18 ) بعد أن
ذكره من هذا الوجه من رواية ابن جرير : و هذا حديث غريب جدا .
و أما ما في " الكشف " نقلا عن " شرح الزرقاني " على " المواهب " : و الحديث
حسن بل صححه الحاكم و الذهبي لتقويه بتعدد طرقه ، فوهم فاحش ، فإنما قال
الزرقاني : هذا في حديث " الذبيح إسحاق " و فيه مع ذلك نظر كما سيأتي بيانه إن
شاء الله تعالى .
ثم إن صاحب " الكشف " عقب على ما سبق بقوله : و أقول : فحينئذ لا ينافيه ما
نقله الحلبي في سيرته عن السيوطي أن هذا الحديث غريب و في إسناده من لا يعرف .
قلت : و قد عرفت أن الطرق المشار إليها في كلام الزرقاني ليست لهذا الحديث ،
فقد اتفق قول الذهبي و السيوطي على تضعيفه .
و من جهل الدكتور القلعجي أنه جزم بنسبة حديث الترجمة إلى النبي صلى الله عليه
وسلم في تعليقه على " ضعفاء العقيلي " ( 3 / 94 ) ثم ساق عقبه حديث الحاكم
و سكت عنه متجاهلا تعقب الذهبي ! و بناء على جزمه ذكره في " فهرس الأحاديث
الصحيحة " الذي وضعه في آخر الكتاب ( ص 505 ) ! .
(1/408)

________________________________________


332 - " الذبيح إسحاق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 503 ) :


ضعيف .

عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للدارقطني في " الأفراد " عن ابن مسعود
و البزار و ابن مردويه عن العباس بن عبد المطلب ، و ابن مردويه عن
أبي هريرة .
قلت : حديث ابن مسعود رواه الطبراني أيضا و فيه مدلس و انقطاع ، و لفظه :
" أكرم الناس ... " ، و سيأتي بتمامه قريبا ، و قد رواه الحاكم ( 1 / 559 ) عنه
مرفوعا بلفظ " الجامع " ، و قال : صحيح على شرط الشيخين ، و تعقبه الذهبي بأن
فيه سنيد بن داود و لم يكن بذاك .
قلت : قال الحافظ ابن كثير في " التفسير " ( 4 / 17 ) بعد أن ذكره موقوفا
عليه : و هذا صحيح عن ابن مسعود .
قلت : فلعله جاء من طريق غير سنيد .
و حديث العباس رواه البزار في " مسنده " ( 3 / 103 / 2350 ) و أبو الحسن
الحربي في الثاني من " الفوائد " ( 170 / 2 ) عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن
الأحنف بن قيس عن العباس مرفوعا باللفظ المذكور أعلاه .
و هذا سند ضعيف ، الحسن مدلس و قد عنعنه و المبارك فيه ضعف كما تقدم مرارا و به
أعله الهيثمي فقال : رواه البزار و فيه مبارك بن فضالة و قد ضعفه الجمهور .
قلت : و مع ضعفه فقد اضطرب في روايته فمرة رفعه كما في هذه الرواية ، و مرة
أوقفه على العباس كما رواه البغوي في " حديث علي بن الجعد " ( 13 / 143 / 2 ) ،
و ابن أبي حاتم ، و كذلك رواه جماعة عن المبارك به عن العباس موقوفا ، كما قال
البزار .
و قال الحافظ ابن كثير ( 4 / 17 ) : و هذا أشبه و أصح .
قال الزرقاني ( 1 / 97 ) : و تعقبه السيوطي بأن مباركا قد رفعه مرة ، فأخرجه
البزار عنه مرفوعا .
قلت : و هذا تعقب ضعيف لأن مباركا ليس بالحافظ الضابط حتى تقبل زيادته على نفسه
بل اضطرابه في روايته دليل على ضعفه كما لا يخفى .
و قد روي من طريق أخرى عن العباس و سيأتي قريبا برقم ( 335 ) بلفظ : " قال داود
صلى الله عليه وسلم أسألك بحق آبائي ... " .
و حديث أبي هريرة رواه ابن أبي حاتم أيضا و الطبراني في حديث طويل سيأتي مع
بيان علته قريبا .
و روي من حديث أبي سعيد الخدري أيضا ، أخرجه العقيلي ( 261 ) و قال : إنه
غير محفوظ ، و سوف يأتي إن شاء الله بلفظ : " إن داود سأل ربه .. " .
و بالجملة فطرق هذا الحديث كلها ضعيفة ليس فيها ما يصلح أن يحتج به ، و بعضها
أشد ضعفا من بعض ، و الغالب أنها إسرائيليات رواها بعض الصحابة ترخصا أخطأ في
رفعها بعض الضعفاء ، و قد أشار لضعفه القسطلاني في " المواهب " بقوله : إن صح
و تعقبه الزرقاني بهذه الطرق و زعم أن حديث العباس رواه الحاكم من طرق عنه
و صححه على شرطهما ، و قال الذهبي : صحيح ، و في هذا الزعم أوهام كثيرة سيأتي
التنبيه عليها عند الكلام على حديث العباس باللفظ الآخر رقم ( 336 ) .
ثم قال الزرقاني ( 1 / 98 ) : فهذه أحاديث يعضد بعضها بعضا ، فأقل مراتب الحديث
أنه حسن فكيف و قد صححه الحاكم و الذهبي ! .
قلت : الذهبي لم يصححه ، و الحاكم وهم في تصحيحه كما سيأتي بيانه ، و الطرق
فيها ضعف و اضطراب ، و احتمال كون متونها إسرائيليات ، بل هو الغالب كما سبق ،
فهذا كله يمنع من القول بأن بعضها يعضد بعضا ، و لا سيما و قد ذهب المحققون من
العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم و ابن كثير و غيرهم إلى أن الصواب
في الذبيح أنه إسماعيل عليه السلام ، قال ابن القيم في " الزاد " ( 1 / 21 ) :
و أما القول بأنه إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها ، و سمعت شيخ الإسلام ابن
تيمية قدس الله روحه يقول : هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل
بنص كتابهم ، فإن فيه أن الله أمر إبراهيم أن يذبح ابنه بكره ، و في لفظ :
وحيده .
و لا يشك أهل الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر أولاده ... و كيف يسوغ أن
يقال : أن الذبيح إسحاق و الله تعالى قد بشر أم إسحاق به و بابنه يعقوب ، فقال
تعالى عن الملائكة أنهم قالوا لإبراهيم لما أتوه بالبشرى : *( لا تخف إنا
أرسلنا إلى قوم لوط و امرأته قائمة فضحكت ، فبشرناها بإسحاق و من وراء إسحاق
يعقوب )* هود : 71 ، فمحال أن يبشرها بأنه يكون له ولد ثم يأمر بذبحه .
ثم ذكر وجوها أخرى في إبطال أنه إسحاق و تصويب أنه إسماعيل فليراجعها من شاء .
(1/409)

________________________________________


333 - " إن الله تبارك و تعالى خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي ، و بين أن يجيب شفاعتي ،
فاخترت شفاعتي و رجوت أن تكون أعم لأمتي ، و لولا الذى سبقني إليه العبد الصالح
لتعجلت فيها دعوتي ، إن الله تعالى لما فرج عن إسحاق كرب الذبح ، قيل له : يا
إسحاق سل تعط ، فقال : أما والذي نفسي بيده لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان :
اللهم من مات لا يشرك بك شيئا فاغفر له و أدخله الجنة " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 506 ) :


منكر .

قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن الوزير الدمشقي ، حدثنا الوليد
ابن مسلم حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن
أبي هريرة مرفوعا ، كذا في " تفسير ابن كثير " ( 4 / 16 ) و قال : هذا حديث
غريب منكر ، و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف الحديث ، و أخشى أن يكون في
الحديث زيادة مدرجة و هي قوله : " إن الله لما فرج عن إسحاق ... " إلخ ، والله
أعلم .
قلت : و ما خشي ابن كثير بعيد ، فإن الزيادة المذكورة لها صلة تامة بقوله
قبلها : و لولا الذي ... فهي كالبيان له والله أعلم .
و عبد الرحمن بن زيد ضعيف جدا ، قال الحاكم : روى عن أبيه أحاديث موضوعة ، لا
يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه .
قلت : و هو راوي حديث توسل آدم بالنبي صلى الله عليه وسلم و هو حديث موضوع كما
سبق بيانه في الحديث رقم ( 25 ) .
و ذكرت هناك احتمال كونه من الإسرائيليات ، أخطأ في روايته عبد الرحمن بن زيد
فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، و أقول هنا : إن هذه الزيادة في الحديث
هي من الإسرائيليات أيضا بدليل أن كعب الأحبار حدث بها أبا هريرة كما أخرجه
الحاكم ( 2 / 557 ) بسنده إلى كعب ثم قال عقبه : هذا إسناد صحيح لا غبار عليه
و وافقه الذهبي ، و أصرح من هذه الرواية رواية عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن
الزهري أخبرنا القاسم قال : اجتمع أبو هريرة و كعب ، فجعل أبو هريرة رضي الله
عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، و جعل كعب يحدث عن الكتب ، فقال
أبو هريرة : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أن لكل نبي دعوة مستجابة و إني
قد خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة " ، فقال له كعب : أنت سمعت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نعم ، قال : أفلا أخبرك عن إبراهيم عليه
السلام ؟ إنه لما رأى ذبح ابنه إسحاق ... قلت : فذكر القصة و ليس فيها هذه
الزيادة ، و لهذا قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر بعض الآثار عن بعض الصحابة في
أن الذبيح إسحاق : و هذه الأقوال - والله أعلم - كلها مأخوذة عن كعب الأحبار ،
فإنه لما أسلم في الدولة العمرية جعل يحدث عمر رضي الله عنه عن كتب قديمة ،
فربما استمع له عمر رضي الله عنه فترخص الناس في استماع ما عنده و نقلوا ما
عنده منها و سميتها و ليس لهذه الأمة والله أعلم حاجة إلى حرف واحد مما عنده .
و الحديث أخرجه الطبراني في " الأوسط " من هذا الوجه ( 2 / 138 / 2 / 7136 ) و
هو دليل على أن الذبيح إسحاق عليه السلام ، و به قال بعضهم و هو باطل ،
و الصواب أنه إسماعيل كما سبق بيانه في الحديث الذي قبله ، و مثله ما يأتي .
(1/410)

________________________________________


334 - " أكرم الناس يوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبيح الله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 508 ) :

منكر بهذا اللفظ .

رواه الطبراني في " كبيره " ( 10278 ) من طريق أبي عبيدة عن أبيه عبد الله بن
مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل : من أكرم الناس ؟ قال :
" يوسف بن يعقوب ... " ، الحديث ، قال الهيثمي في " مجمع الزوائد "
( 8 / 202 ) : و فيه بقية مدلس ، و أبو عبيدة لم يسمع من أبيه .
قلت : و لكن بقية قد توبع عليه فقد رواه ابن المظفر في " غرائب شعبة " ( 138 /
1 ) عن معاوية بن حفص و بقية معا عن شعبة عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن
مسعود به ، و رواه شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفا عليه ،
و هو الصواب ، أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 18 / 1 ) ، قال الحافظ ابن
كثير بعد أن ساقه في " تفسيره " ( 4 / 17 ) : و هذا صحيح عن ابن مسعود .
قلت : و الحديث صحيح مرفوعا دون قوله : " إن إسحاق ذبيح الله " ، فإن هذه
الزيادة منكرة ، فقد أخرج الحديث البخاري ( 6 / 323 - 324 ) و مسلم ( 7 / 103 )
من حديث أبي هريرة : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أكرم الناس ؟ قال :
" أتقاهم لله ، قالوا : ليس عن هذا نسألك ، قال : " فأكرم الناس يوسف نبي الله
ابن نبي الله ابن نبي الله بن خليل الله ... " ، الحديث ليس فيه " ذبيح الله "
فدل على نكارتها ، و قد جاءت أحاديث في أن إسحاق هو الذبيح و لكنها كلها ضعيفة
كما سبق بيانه قريبا ، و من ذلك الحديثان الآتيان :
(1/411)

________________________________________


335 - " قال داود صلى الله عليه وسلم : أسألك بحق آبائي إبراهيم و إسحاق و يعقوب ،
فقال : أما إبراهيم فألقي في النار فصبر من أجلي ، و تلك بلية لم تنلك ، و أما
إسحاق فبذل نفسه ليذبح فصبر من أجلي ، و تلك بلية لم تنلك ، و أما يعقوب فغاب
عنه يوسف و تلك بلية لم تنلك " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 509 ) :


ضعيف جدا .

قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 202 ) : رواه البزار عن العباس من رواية
أبي سعيد عن علي بن زيد و أبو سعيد لم أعرفه و علي بن زيد ضعيف ، و قد وثق .
قلت : أبو سعيد هذا هو الحسن بن دينار و هو واه بمرة ، فقد أخرج الحديث ابن
جرير من طريق زيد بن الحباب عن الحسن بن دينار عن علي بن زيد بن جدعان عن الحسن
عن الأحنف بن قيس عن العباس بن المطلب ، ذكره ابن كثير ( 4 / 17 ) و قال : لا
يصح ، في إسناده ضعيفان و هما الحسن بن دينار البصري متروك ، و علي بن زيد بن
جدعان منكر الحديث .
قلت : و الحسن بن دينار كنيته أبو سعيد كما في " الميزان " و لكنه لم يتفرد به
بل توبع عليه مختصرا كما في الحديث الآتي بعده .
و الحديث رواه ابن مردويه أيضا كما في " شرح المواهب " للزرقاني ( 1 / 97 ) .
و ذكره ابن تيمية في " القاعدة الجليلة " أنه من الإسرائيليات و هو الأشبه
بالصواب .
قلت : و إن مما يؤكد ذلك أنه لا يشرع في ديننا التوسل بحق الآباء ، كما تقدم
بيانه تحت الأحاديث المتقدمة ( 22 ـ 25 ) .
(1/412)

________________________________________


336 - " قال نبي الله داود : يا رب أسمع الناس يقولون : رب إسحاق ؟ قال : إن إسحاق
جاد لي بنفسه " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 510 ) :


ضعيف .

أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 2 / 556 ) من طريق زيد بن الحباب عن حماد بن
سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب
مرفوعا ، و قال : هذا حديث صحيح ، رواه الناس عن علي بن زيد بن جدعان تفرد به .
قلت : و سكت عليه الذهبي و لم يزد على قوله : رواه الناس عن ابن جدعان ، و ابن
جدعان ضعيف منكر الحديث كما تقدم عن ابن كثير في الحديث الذي قبله .
و أما قول الزرقانى في " شرح المواهب " ( 1 / 97 ) :
رواه الحاكم من طرق عن العباس ، و قال : صحيح على شرطهما ، و قال الذهبي : صحيح
و رواه ابن مردويه عن أبي هريرة ، قال ابن كثير : و فيه الحسن بن دينار متروك
و شيخه منكر ، ففيه أوهام :
الأول : أنه ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق .
الثاني : أنه إنما صححه مطلقا لم يقل : على شرطهما .
الثالث : أن ابن كثير إنما أعل بما نقله الزرقاني عنه حديث العباس الذي قبله
هذا ، و أما علة حديث أبي هريرة فهي عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كما تقدم قبل
ثلاثة أحاديث .
(1/413)

________________________________________


337 - " إن جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات
فساخ ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه : يا أبت أوثقني لا
أضطرب ، فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني ، فشده ، فلما أخذ الشفرة فأراد أن
يذبحه نودي من خلفه *( أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا )* " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 511 ) :


ضعيف بهذا السياق .


أخرجه أحمد ( رقم 2795 ) من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف رجاله كلهم ثقات ، و علته أن عطاء بن السائب كان قد اختلط
و سمع منه حماد في هذه الحالة و قبلها أيضا ، فقول الزرقاني في " شرح المواهب "
( 1 / 98 ) و الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " : إسناده صحيح ، غير
مسلم ، و من المعروف عن الشيخ أحمد أنه يحتج في تصحيح هذا السند بأن حمادا سمع
من عطاء قبل الاختلاط ، ذكر ذلك في غير ما موضع من تعليقه على " المسند "
و غيره و هو ذهول عما ذكره الحافظ في " تهذيب التهذيب " عن بعض الأئمة أنه سمع
منه في الاختلاط أيضا ، فلا يجوز حينئذ تصحيح حديثه إلا بعد تبين أنه سمعه منه
قبل الاختلاط ، و الحديث أخرجه الحاكم ( 1 / 466 ) من طريق أخرى عن ابن عباس
رفعه دون قصة الذبح ، و صححه على شرط مسلم و وافقه الذهبي ، و أخرجه أحمد ( رقم
2707 ) من طريق ثالث عنه أتم منه ، و فيه القصة و فيه تسمية الذبيح إسماعيل ،
و هو الصواب لما تقدم بيانه في حديث : " الذبيح إسحاق " رقم ( 332 ) .
(1/414)

________________________________________


338 - " إن الله عز وجل خلق السموات سبعا ، فاختار العليا منها فسكنها ، و أسكن سائر
سمواته من شاء من خلقه ، و خلق الأرضين سبعا فاختار العليا منها فأسكنها من شاء
من خلقه ، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم و اختار من بني آدم العرب ،
و اختار من العرب مضر ، و اختار من مضر قريشا ، و اختار من قريش بني هاشم ،
و اختارني من بني هاشم ، فأنا من خيار إلى خيار ، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ،
و من أبغض العرب فببغضي أبغضهم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 512 ) :


منكر .

رواه الطبراني ( 3 / 210 / 1 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 458 ) و ابن عدي
( 74 / 2 / 301 / 2 ) و أبو نعيم في " دلائل النبوة " ( ص 12 ) و كذا الحاكم
( 4 / 73 - 74 ) و ابن قدامة المقدسي في " العلو " ( 165 - 166 ) و العراقي في
" محجة القرب إلى محبة العرب " ( 2 / 201 ) من طريقين عن محمد بن ذكوان عن عمرو
ابن دينار عن ابن عمر مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا : محمد بن ذكوان ، قال النسائي : ليس بثقة ، و ضعفه
الدارقطني و غيره ، و قد قال العقيلي : إنه لا يتابع عليه ، لكن أخرجه الحاكم
من طريق أخرى عن عمرو بن دينار عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر مرفوعا مختصرا .
قلت : و في سنده أبو سفيان زياد بن سهيل الحارثي و لم أجد له ترجمة .
و الحديث أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 367 - 368 ) من الطريق الأول
و قال عن أبيه : إنه حديث منكر ، و أقره الذهبي في ترجمة ابن ذكوان من
" الميزان " .
و مما ينبغي أن يعلم أن القطعة الأخيرة من الحديث المتضمنة فضل العرب و فضل
الرسول صلى الله عليه وسلم ثابتة في أحاديث صحيحة قد ذكرنا بعضها عند الكلام
على الحديث الموضوع : " إذا ذلت العرب ذل الإسلام " و تكلمنا هناك عن مسألة
أفضلية العرب على العجم و حقيقتها بشيء من التفصيل فراجع الحديث ( 163 ) و الذي
بعده .
(1/415)

________________________________________


339 - " إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان صديقا لملك الموت ، فسأله أن يريه الجنة
و النار ، فصعد بإدريس فأراه النار ، ففزع منها و كاد يغشى عليه ، فالتف عليه
ملك الموت بجناحه ، فقال ملك الموت : أليس قد رأيتها ؟ قال : بلى ، و لم أر
كاليوم قط ، ثم انطلق به حتى أراه الجنة فدخلها ، فقال ملك الموت : انطلق قد
رأيتها ، قال : إلى أين ؟ قال ملك الموت : حيث كنت ، قال إدريس : لا والله لا
أخرج منها بعد أن دخلتها ، فقيل لملك الموت : أليس أنت أدخلته إياها ؟ و إنه
ليس لأحد دخلها أن يخرج منها " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 513 ) :


موضوع .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 177 / 1 / 7406 ) من طريق إبراهيم بن
عبد الله بن خالد المصيصي أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي غسان محمد بن مطرف عن زيد
بن أسلم عن عبيد الله بن أبي رافع عن أم سلمة مرفوعا ، قال الهيثمي
( 8 / 199 - 200 ) : و فيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي و هو متروك .
قلت : قال الذهبي في " الميزان " : قلت : هذا رجل كذاب ، قال الحاكم : أحاديثه
موضوعة .
(1/416)
________________________________________


340 - " سووا بين أولادكم في العطية ، فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 514 ) :


ضعيف .

أخرجه أبو بكر الآجري في " الفوائد المنتخبة " ( 1 / 103 / 1 ) و الطبراني ( 3
/ 142 / 2 ) و الحارث بن أبي أسامة في " المسند " ( ص 106 ـ من زوائده )
و البيهقي ( 6 / 177 ) من طرق أربعة قالوا : حدثنا إسماعيل بن عياش عن سعيد بن
يوسف عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا .
و هذا سند ضعيف ، ابن يوسف هذا متفق على تضعيفه ، و قال الحافظ ابن عدي بعد أن
أخرج له هذا ( 3 / 381 ) : ليس له أنكر من هذا الحديث ، و لذا قال ابن حجر في
" التقريب " في ترجمته : ضعيف .
و منه تعلم أن قوله في " الفتح " ( 5 / 163 ) : و إسناده حسن ، غير حسن .
و الشطر الأول من الحديث صحيح ، روى معناه الشيخان و غيرهما من حديث النعمان بن
بشير بلفظ : " اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم " و هو مخرج في الإرواء ( 1598 )
و من أوهام الهيثمي في " مجمعه " ( 4 / 153 ) أنه أعله بعبد الله بن صالح فقط
و ذكر الخلاف فيه ، و هو متابع من سائر الجمع و لعله سبب وهم الحافظ .
ثم وجدت الحديث قد رواه أبو محمد الجوهري في " الفوائد المنتقاة " ( 7 / 2 )
و عنه ابن عساكر ( 7 / 184 / 2 ) من طريق الأوزاعي قال : حدثني يحيى بن أبي
كثير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره .
و هذا إسناد معضل ، و هذا هو أصل الحديث ، فإن الأوزاعي ثقة ثبت ، فمخالفة سعيد
ابن يوسف إياه إنما هو من الأدلة على وهنه و ضعفه .
(1/417)
***************************************
يتبع ان شاء الله..

v]: hgsgsgm hgqudtm