5101 - ( الحمد لله الذي أطعمني الخمير ، وألبسني الحرير ، وزوجني خديجة ، وكنت لها عاشقاً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 174 :
$موضوع$
أخرجه الحاكم (3/ 182) عن سهل بن سليمان النبلي - بواسط - : حدثنا منصور بن المهاجر : حدثنا محمد بن الحجاج : حدثنا سفيان بن حسين عن الزهري قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
قلت : سكت عنه الحاكم ، وتبعه الذهبي ! فأخطآ خطأً فاحشاً ؛ فإنه - مع إرساله - موضوع ؛ آفته محمد بن الحجاج هذا ؛ وهو اللخمي الواسطي ، المترجم في "الميزان" وغيره بأنه كذاب خبيث ، وضع حديث الهريسة المتقدم برقم (690) ، ولا أدري كيف خفي حاله على الذهبي مع شهرة هذا الكذاب ، وكونه واسيطاً ، وشيخه ومن دونه كلهم واسطيون ؟! ففي ذلك ما يكفي لدلالة الحافظ مثله على تحديد شخصيته ، وأنه ليس غيره ممن شاركه في اسمه واسم أبيه !
وسفيان بن حسين ثقة من رجال الشيخين ؛ لكنهم ضعفوه في روايته عن الزهري ، ولذلك ؛ لم يخرجا له عنه شيئاً .
على أن متن الحديث باطل عندي ؛ فإني أكاد أقطع بأنه يستحيل أن يحمد النبي صلي الله عليه وسلم ربه على أن ألبسه الحرير ، وهو القائل :
"من لبس الحرير في
الدنيا ؛ فلن يلبسه في الآخرة" . أخرجه الشيخان وغيرهما ، وهو مخرج في "الصحيحة" (384) ، وغيره من الأحاديث الصحيحة المحرمة لبس الحرير على الرجال .

(107/1)
5102 - ( من طاف بالبيت خمسين مرة ؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 175 :
$ضعيف$
أخرجه الترمذي (1/ 164) ، والمخلص في "الفوائد" (ق 184/ 2) ، وعنه ابن الجوزي في "منهاج القاصدين" (1/ 56/ 1) ، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (ق 132/ 1) عن سفيان بن وكيع : حدثنا يحيى ابن يمان عن شريك عن أبي إسحاق عن عبدالله بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس مرفوعاً . وقال الترمذي - مضعفاً - :
"حديث غريب ؛ سألت محمداً - يعني : البخاري - عن هذا الحديث ؟ فقال : إنما يروى هذا عن ابن عباس قوله" .
قلت : وهو مسلسل بالعلل :
الأولى : أبو إسحاق - وهو السبيعي - ، وهو مدلس ، وكان اختلط .
الثانية : شريك - وهو ابن عبدالله القاضي - ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء كثيراً ، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة" .
الثالثة : يحيى بن يمان ؛ قال الحافظ :
"صدوق عابد ، يخطىء كثيراً ، وقد تغير" .
الرابعة : سفيان بن وكيع ؛ قال الحافظ :
"كان صدوقاً ؛ إلا أنه ابتلي بوراقه ، فأدخل عليه ما ليس من حديثه ، فنصح ، فلم يقبل ، فسقط حديثه" .
(تنبيه) : حكى الناجي في "العجالة" (ق 132/ 2) عن المحب الطبري أن الحديث رواه الطبراني بلفظ :
"خمسين أسبوعاً" ! وقد راجعته في "مسند ابن عباس" من "المعجم الكبير" للطبراني (ج 3 ق 74-187) ؛ فلم أعثر عليه ! فالله أعلم .
أما الموقوف الذي أشار إليه البخاري ؛ فلم أره الآن ، وما أراه يصح أيضاً .

(108/1)
5103 - ( ما وسعني أرضي ولا سمائي ، ووسعني قلب عبدي المؤمن ، النقي التقي الوادع اللين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 176 :
$لا أصل له!$
وإنما هو من الإسرائيليات ؛ كما صرح بذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من كتبه ؛ ففي "مجموعة الفتاوى" (18/ 122،376) :
"هذا مذكور في الإسرئيليات ، ليس له إسناد معروف عن النبي صلي الله عليه وسلم ، ومعناه : وسع قلبه الإيمان بي ومحبتي ومعرفتي .
وإلا ؛ فمن قال : إن ذات الله تحل في قلوب
الناس ؛ فهو أكفر من النصارى الذين خصوا ذلك بالمسيح وحده" .
وأقره الحافظ السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص 373) ، ومن قبله الحافظ العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 13) ؛ فقال - وقد ذكره الغزالي بقوله : "وفي الخبر ....." - :
"لم أر له أصلاً" .
وإذا عرفت هذا ؛ فقول شيخ الإسلام في مكان آخر (2/ 384) :
"وفي حديث مأثور : "ما وسعني أرضي ولا سمائي ..."" فذكره بتمامه ؛ فهو مما ينبغي أن لا يؤخذ على ظاهره ، ولعل ذلك كان منه قبل أن يتحقق من أنه لا أصل له . والله أعلم .
ويغني عن حديث الترجمة - في معناه الذي فسره به ابن تيمية - قوله صلي الله عليه وسلم :
"إن لله تعالى آنية من أهل الأرض ، وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين ، وأحبها إليه ألينها وأرقها" .
أخرجه الطبراني وغيره بسند حسن ؛ كما بينته في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1691) .

(109/1)
5104 - ( ما من مسلم يقف عشية عرفة بالموقف ، فيستقبل القبلة بوجهه ، ثم يقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير (مئة مرة) ، ثم يقول : (قل هو الله أحد) (مئة مرة) ، ثم يقول : اللهم ! صل على محمد ، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ، وإنك حميد مجيد ، وعلى سامعهم (مئة مرة) ؛ إلا قال الله تعالى : يا ملائكتي ! ما جزاء عبدي هذا ؟ سبحني وهللني ، وكبرني وعظمني ، وعرفني ، وأثنى علي ، وصلى على نبيي ؟! اشهدوا ملائكتي ! أني قد غفرت له ، وشفعته في نفسه ، ولو سألني عبدي هذا ؛ لشفعته في أهل الموقف كلهم ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 178 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عساكر في "جزء فضل عرفةط (4/ 2-5/ 1) من طريق البيهقي ، بسنده عن عبدالرحمن بن محمد الطلحي : حدثنا عبدالرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله مرفوعاً . وقال البيهقي :
"هذا متن غريب ، وليس في إسناده من ينسب إلى الوضع" . وقال الحافظ ابن حجر في "أماليه" ؛ كما في "اللآلي" (2/ 70) :
"رواته كلهم موثقون ؛ إلا الطلحي ؛ فإنه مجهول" !
قلت : لم أر من وصفه بالجهالة ، وأنا أظنه الذي في "الجرح والتعديل" (2/ 2/ 281) :
"عبدالرحمن بن محمد بن طلحة بن مصرف . روى عن أبيه . روى عنه يحيى بن آدم . سألت أبي عنه ؟ فقال : ليس بالقوي" .
ونقله عنه - باختصار - الذهبي في "الميزان" ، والحافظ في "اللسان" .
وقد تابعه أحمد بن ناصح : حدثنا المحاربي به نحوه .
أخرجه الديلمي ، وابن النجار من طريقين عنه به .
وأحمد بن ناصح - وهو المصيصي - صدوق ، فبرئت ذمة الطلحي منه . وقد أشار إلى ذلك أحد رواته عند ابن النجار - وهو أبو بكر محمد بن أحمد بن مهران البغدادي الحافظ - ، فقال عقبه :
"تفرد به المحاربي عن محمد بن سوقة" .
قلت : والمحاربي - وإن كان أخرج له الشيخان - ؛ فقد قال أحمد :
"كان يدلس" . وقد عنعنه في رواية البيهقي عن الطلحي ، وكذا في رواية ابن النجار عن بن ناصح ، بخلاف رواية الديلمي عنه ؛ فقد صرح فيها بالتحديث ، وكذلك في نقل السيوطي للحديث عن البيهقي .
فإن كان محفوظاً ؛ فالحديث ثابت . والله أعلم .
ثم رأيت الحديث في "الشعب" (3/ 463/ 4074) من طريق الطلحي عن المحاربي معنعناً ؛ فهي العلة .

(110/1)
5105 - ( يا مالك يوم الدين ! إياك نغبد وإياك نستعين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 179 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (8163) ، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" (329) ، وأبو نعيم في "دلائل النبوة" (ص 164) عن عبدالسلام بن هاشم قال : حدثنا حنبل عن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال :
كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم في غزاة ، فلقي العدو ، فسمعته يقول : ... (فذكره) . فلقد رأيت الرجال تصرع ؛ تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ حنبل هذا - وهو ابن عبدالله - مجهول ؛ كما قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 304) عن أبيه ؛ وتبعه الذهبي .
وأما ابن حبان ؛ فذكره في "الثقات" (3/ 53) !
وعبدالسلام بن هاشم ؛ أورده الذهبي في "الضعفاء" ، وقال :
"قال أبو حاتم : ليس بقوي . وقال الفلاس : لا أقطع على أحد بالكذب إلا عليه" .
وبه أعله الهيثمي ، فقال في "المجمع" (5/ 378) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عبدالسلام بن هاشم ؛ وهو ضعيف" .
والحديث ؛ أورده شيخ الإسلام في بعض رسائله مشيراً لضعفه دون أن يعزوه لأحد ، ولذلك ؛ بادرت إلى تخريجه ، وبيان علته المؤكدة لضعفه . والحمد لله على توفيقه .

(111/1)