5361 - ( من فصل في سبيل الله ، فمات أو قتل ؛ فهو شهيد ، أو وقصه فرسه أو بعيره ، أو لدغته هامة ، أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله ؛ فإنه شهيد ، وإن له الجنة ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 597 :
$ضعيف$
أخرجه أبو داود (1/ 391) : حدثنا عبدالوهاب بن نجدة : حدثنا بقية بن الوليد عن ابن ثوبان عن أبيه يرد إلى مكحول إلى عبدالرحمن بن غنم الأشعري أن أبا مالك الأشعري قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
وتابعه عبيد بن شريك : حدثنا عبدالوهاب بن نجدة به .
أخرجه البيهقي في "السنن" (9/ 166) .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ، رجاله موثقون ؛ إلا أن مكحولاً رمي بالتدليس .
أما بقية ؛ فهو مشهور بذلك ، وقد قال غير واحد من الأئمة :
"كان يدلس عن المتروكين" .
ولذلك ؛ فهو من الثقات الذين لا يحتج بحديثهم ما عنعن ، وهذا منه .
نعم ؛ قد خالف أبا داود وعبيد بن شريك : محمد بن محمد بن سليمان ، فقال : حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي : حدثنا بقية بن الوليد : حدثنا عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان به .
فصرح بتحديث بقية .
أخرجه الحاكم (2/ 78) ، وقال :
"صحيح على شرط مسلم" !
فتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : ابن ثوبان لم يحتج به مسلم ؛ وليس بذاك ، وبقية ثقة ، وعبدالرحمن ابن غنم لم يدركه مكحول فيما أظن" !
قلت : بين وفاتيهما قرابة أربعين سنة ؛ لأن ابن غنم توفي سنة (78) ، ومكحول توفي سنة (112) في قول ، وسنة (118) في قول آخر ، ولم يذكروا سنة ولادته ، حتى يمكن القول بمعاصرته إياه ، ولكن ثبوت المعاصرة إنما تفيد في الراوي الذي لم يعرف بتدليس ، ومكحول ليس كذلك ؛ كما سبق .
وابن ثوبان - وإن كان فيه كلام - فالراجح أنه حسن الحديث .
وأما بقية ؛ فقد عرفت حاله ، وإنما وثقه الذهبي لتصريحه بالتحديث في رواية الحاكم ، وهو الذي غرني قديماً حينما خرجت الحديث في "أحكام الجنائز" (ص 37) ، وقلت عقبه :
"وصححه الحاكم ، وإنما هو حسن فقط" .
فلم يتنبه الذهبي - كما لم أتنبه أنا يومئذ - لكون التصريح بتحديث بقية شاذ - بل منكر - ؛ لأمرين :
الأول : مخالفة محمد بن محمد بن سليمان لأبي داود وعبيد بن شريك كما سبق ؛ فإنهما عنعناه عنه .
والآخر : أن محمداً هذا - وهو الباغندي - مع كونه من الحفاظ ؛ فقد تكلم فيه بعضهم كلاماً سيئاً حتى اتهم بالكذب ! والذهبي نفسه قال في ترجمته من "الميزان" :
"كان مدلساً ، وفيه شيء . قال ابن عدي : أرجو أنه كان لا يتعمد الكذب . وقال الإسماعيلي : لا أتهمه ، ولكنه خبيث التدليس" .
قلت : فمثله لا يحتج به عند التفرد ، فكيف مع المخالفة ؟!
ثم وجدت له مخالفاً ثالثاً ثقة : فقال الطبراني في "الكبير" (1/ 167/ 1) : حدثنا خير بن عرفة المصري : أخبرنا حيوة بن شريح الحمصي : أخبرنا بقية بن الوليد عن ابن ثوبان به .

(/1)


5362 - ( يا عائشة ! اتخذت الدنيا بطنك ؟! أكثر من أكلة كل يوم سرف ، والله لا يحب المسرفين ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 600 :
$موضوع$
أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 161/ 2) من طريق العلاء بن مسلمة الرواس (الأصل : سلمة الروامي) : حدثني خالد بن نجيح المصري : حدثنا عبدالله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة عن عائشة قالت :
رآني رسول الله صلي الله عليه وسلم وأنا آكل في يوم مرتين فقال : ... فذكره . وقال :
"في إسناده ضعف" !
كذا قال ! وأقره العراقي في "تخريج الإحياء" (3/ 78) !
وفيه تساهل كبير ؛ فإنما يصح مثل هذا القول فيما لو كان السند إلى ابن لهيعة ثابتاً ، وأنى له ذلك ؟! وفيه آفتان :
الأولى : خالد بن نجيح المصري ؛ قال ابن أبي حاتم (1/ 2/ 355) عن أبيه :
"هو كذاب ، كان يفتعل الأحاديث ويضعها في كتب ابن أبي مريم وأبي صالح ، وهذه الأحاديث التي أنكرت على أبي صالح ؛ يتوهم أنها من فعله" .
الأخرى : العلاء بن مسلمة الرواس ؛ قال ابن حبان (2/ 185) :
"يروي عن العراقيين المقلوبات ، وعن الثقات الموضوعات" . وقال ابن طاهر :
"كان يضع الحديث" .
نعم ؛ قد رواه البيهقي (2/ 158/ 1-2) بإسناد آخر عن ابن لهيعة نحوه ؛ هو خير من هذا :
أخرجه من طريق يحيى بن عثمان المصري : حدثني أبي عن ابن لهيعة ... فذكره بلفظ :
"يا عائشة ! أما تحبين أن يكون لك شغل إلا في جوفك ؟! الأكل في اليوم مرتين من الإسراف ، والله لا يحب المسرفين" .
(تنبيه) : كنت خرجت هذا الحديث فيما تقدم برقم (257) نقلاً عن "الإحياء" و "تخريجه" ، وعن "الترغيب" للمنذري ، وكان ذلك قبل أن نطلع على إسناده في "شعب البيهقي" ، فلما وقفت عليه فيه ؛ بادرت إلى تخريجه ،وبيان الفرق بين إسناديه ولفظيه ، فتبين الآن أنه ليس عند البيهقي لفظ : "إياك والسرف" ، الذي جاء في "الإحياء" ، وعزاه العراقي للبيهقي ، فاقتضى التنبيه .

(/1)

5363 - ( ثلاثة لا تقبل لهم شهادة أن لا إله إلا الله : الراكب والمركوب ، والراكبة والمركوبة ، والإمام الجائر ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 601 :
$موضوع$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 3256) : حدثنا بكر : قال : أخبرنا أبو عطاء بلال بن عمرو عن صالح بن أبي صالح عن عمر بن راشد عن عبدالرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن ابن حرملة إلا عمر بن راشد ، ولا عن عمر إلا صالح بن أبي صالح ، تفرد به أبو عطاء" .
قلت : ولم أجد من ترجمه ، ولم يذكره الدولابي في "الكنى" .
ومثله صالح بن أبي صالح ، وفي "التهذيب" بهذا الاسم جمع ، ولكنهم من التابعين ، وهو دونهم كما ترى .
وأما عمر بن راشد ؛ فهو المدني الجاري ، يروي عن مالك وابن عجلان وطبقتهما . قال أبو حاتم :
"وجدت حديثه كذباً وزوراً" . وقال الحاكم ، وأبو نعيم :
"يروي عن مالك أحاديث موضوعة" .
وبه أعل الحديث الهيثمي ، فقال في "المجمع" (4/ 282) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه عمر بن راشد المدني الجاري ؛ وهو كذاب" .
وأما المنذري ؛ فقد اكتفى بالإشارة إلى ضعفه (3/ 138) ‍‍!
وهذا من تساهله الذي شرحت القول عنه في مقدمة "صحيح الترغيب" و "ضعيفه" ، وهو تحت الطبع .
(/1)

5364 - ( من ولي أمة من أمتي - قلت أو كثرت - ، فلم يعدل فيهم ؛ كبه الله على وجهه في النار ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 602 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 6773 - مصورتي) من طريق هشام بن عمار : حدثنا عبدالعزيز بن الحصين عن عمار الدهني : حدثني إبراهيم بن [يزيد] معقل بن يسار عن أبيها معقل أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : ... فذكره . وقال :
"لم يرو هذا الحديث عن عمار الدهني إلا عبدالعزيز بن الحصين ، تفرد به هشام" .
قلت : عبدالعزيز هذا واه ؛ كما قال المنذري في "الترغيب" (3/ 139) .
وقد خولف في إسناده ؛ فقال عبيدالله بن موسى : حدثنا إسرائيل عن عامر الدهني عن أبيه عن أم معقل عن أبيها قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ... فذكره .
أخرجه الحاكم (4/ 90-91) ، وقال :
"هذه أم معقل بنت معقل بن سنان الأشجعي ، وهو صحيح الإسناد" ! ووافقه الذهبي !
قلت : لم أر من ذكر أم معقل هذه ، وأخشى أن يكون محرفاً من (ابنة معقل) كما في الإسناد الأول ، وليس اعتمادي عليه فيما ذهبت إليه فحسب ؛ فقد روى الإمام أحمد (4/ 25) : حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال : سمعت إسماعيل البصري يحدث عن ابنة معقل بن يسار عن أبيها معقل قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول :
"ليس من والي أمة - قلت أو كثرت - لا يعدل فيها ؛ إلا كبه الله تبارك وتعالى على وجهه في النار" .
لكني لم أعرف إسماعيل البصري ! وفي طبقته جماعة ؛ فيهم الثقة والضعيف والمجهول . وذكر الحافظ في ترجمة (ابنة معقل) من "التعجيل" أنه روى عنها إسماعيل الأودي ، ولم يذكره السمعاني في هذه النسبة (الأودي) ، وقد رواه عنه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 221/ 514) ، ونسبه في رواية ثانية (517) فقال : (الكندي) ، وفي أخرى (518) : (الأزرق) .
ومثله ابنة معقل هذه ؛ فإن الحافظ لم يذكر راوياً عنها غير إسماعيل المذكور .
وقد تابعها أخوها عبدالرحمن بن معقل بن يسار عن أبيه بلفظ :
"أيما وال ولي شيئاً من أمر المسلمين ، فلم ينصح لهم كنصحه لنفسه ؛ كبه الله على وجهه يوم القيامة في النار" .
أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير" (ص 94) بإسناد جيد عنه ؛ كما بينته في "الروض النضير" (رقم 868) .
وأما عبدالرحمن هذا ؛ فقد قلت هناك : إني لم أجد من ذكره ! وأقول الآن :
لعله عبدالرحمن بن عبدالله بن معقل بن يسار ؛ فقد ذكره هكذا ابن أبي حاتم (2/ 2/ 252) ، وكذا ابن حبان في "الثقات" (3/ 154 - طبع الهند) ، وذكرا أنه روى عن عمر أو ابن عمر . وروى عنه قرة بن خالد السدوسي .
وعليه ؛ يكون قد نسب في هذه الرواية إلى جده معقل ، فهو تابعي مستور .
وجملة القول : أن الحديث لم يثبت عندي بهذا اللفظ ؛ لاضطراب الرواة في الراوي عن معقل ؛ هل هو عبدالرحمن أو ابنة معقل ؟ وسواء كان هذا أو ذاك فكلاهما مجهول .
ولو أن الحديث جاء بإسنادين ثابتين عنهما ؛ لكان احتمال تقوية الحديث بمجموع روايتيهما وارداً ، فكيف وقد جاء من طرق أخرى عن معقل رضي الله عنه في "الصحيحين" وغيرهما بغير هذا اللفظ ، فراجعها إن شئت في "الأحاديث الصحيحة" (1754،2631) .

(/1)



5365 - ( لا تنكحوا القرابة القريبة ؛ فإن الولد يخلق ضاوياً ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 605 :
$لا أصل له مرفوعاً$
وقد اشتهر اليوم عند متفقهة هذا الزمن ودكاترته ، الذين لا يتقون الله في طلابهم ، فيلقون عليهم من الأقوال والآراء ما لا حجة عليه ولا برهان ، ومن الأحاديث ما لا سنام له ولا خطام ، وما لا أصل له من كلامه عليه الصلاة والسلام ، كهذا الحديث ؛ فإني سئلت عنه مراراً من بعض طلابهم ؟ فقد قال الحافظ ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" (ق 118/ 1) :
"غريب . قال ابن الصلاح : لم أجد له أصلاً" .
ولعله غرهم أن ابن الأثير أورده في "النهاية" في مادة (ضوا) ، جاهلين أنه لا يتقيد فيه بما ثبت من الحديث ؛ لأن غرضه شرح الغريب منه ، ثبت أو لم يثبت ، وكم من حديث فيه لا يعرف له أصل في كتب الحديث ؛ فضلاً عن الأحاديث الضعيفة ! مثله في ذلك مثل الغزالي في "الإحياء" ، بل هذا أهل لينتقد أكثر من ذاك ؛ لأن كتابه كتاب هداية وتربية وتوجيه ، فلا يجوز إيراد الأحاديث الضعيفة فيه والواهية ، ولذلك ؛ بالغ العلماء في انتقاده والرد عليه ، ولعله هو عمدة ابن الأثير في حديث الترجمة ؛ فقد أورده الغزالي في "إحيائه" (2/ 38) في جملة أحاديث صرح بنسبتها إلى النبي صلي الله عليه وسلم ، وكلها منكرة ! بين ذلك العراقي في "تخريجه" إياه ، فقال - بعد أن نقل عن ابن الصلاح أنه لا أصل له ، وأقره - :
"قلت : إنما يعرف من قول عمر أنه قال لآل السائب : قد أضويتم ؛ فانكحوا في النوابغ .
وراه إبراهيم الحربي في "غريب الحديث" وقال : معناه : تزوجوا الغرائب . قال : ويقال : أغربوا ولا تضووا" .
قلت : فهذا صريح من الحافظ الحربي أن الجملة الأخيرة : "أغربوا ولا تضووا" ليس حديثاً ، فلا تغتر بإيهام ابن الأثير أنه حديث !

(/1)

5366 - ( نعم ؛ ما لم تقم على باب سدة ، أو تأتي أميراً تسأله ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 606 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 2769) - بإسناد صحيح - عن خالد بن حارث قال : حدثني طريف بن عيسى العنبري قال : أخبرنا يوسف بن عبدالحميد قال : لقيت ثوبان مولى رسول الله صلي الله عليه وسلم فحدثنا :
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم دعا لأهله ، فذكر علياً وفاطمة وغيرهما . فقلت : يا رسول الله ! من أهل البيت أنا ؟ قال : ... فذكره . وقال :
"لم يرو هذا الحديث ن طريف إلا خالد" .
قلت : وهو ثقة ثبت من رجال الشيخين .
وإنما العلة ممن فوقه ؛ فإن طريفاً هذا وشيخه يوسف ليسا بمعروفين ؛ فقد أوردهما ابن أبي حاتم (2/ 1/ 494) و (4/ 2/ 226) بهذه الرواية ، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً .
وكذلك فعل البخاري في "التاريخ" ، وابن حبان في "الثقات" ؛ فإنه أورد يوسف هذا في طبقة التابعين من كتابه "الثقات" (3/ 296) بهذه الرواية أيضاً .
والظن به أنه أورد طريفاً أيضاً في طبقة أتباع التابعين منهم ، ولكن المجلد الخاص بها ما علمنا أنه طبع بعد ، ومخطوطة الظاهرية منه محجوزة الآن في قسم التصوير من المجمع العلمي بدمشق لتصويره ، فلعلنا نتمكن من مراجعته بعد إن شاء الله تعالى .
وإن مما يؤيد ظني المذكور ؛ قول المنذري في "الترغيب" (3/ 151) - وتبعه الهيثمي في "المجمع" (9/ 173) - :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورواته ثقات" !
قلت : وهذا من تساهلهما الذي عرفا به ؛ إذ إنهما جريا في كتابيهما على الاعتداد بما تفرد ابن حبان بتوثيقه من الرواة ، مع تساهله في ذلك عند المحققين من العلماء ؛ كما سبق التنبيه على ذلك مراراً .
ثم رأيت طريفاً المذكور في "الثقات" (8/ 327) من رواية خالد بن الحارث عنه ؛ فهو مجهول كشيخه يوسف .

(/1)

5367 - ( من مشى مع ظالم ليعينه - وهو يعلم أنه ظالم - ؛ فقد خرج من الإسلام ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 607 :
$ضعيف$
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1/ 32/ 2) : حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي : حدثني أبي : أخبرنا عمرو بن الحارث عن عبدالله بن سالم عن الزبيدي : أخبرنا عياش بن مؤنس أن أبا الحسن نمران بن مخمر حدثه أن أوس بن شرحبيل - أحد بني المجمع - حدثه أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم :
أولاً : أوس بن شرحبيل ؛ قيل : له صحبة : وأنكر ذلك ابن حبان كما يأتي .
وقيل فيه : شرحبيل بن أوس ، على القلب . أورده البخاري في "التاريخ" هكذا (2/ 2/ 250) . وقال ابن أبي حاتم (2/ 1/ 337) :
"وهو أشبه ، له صحبة" .
وجوز ابن شاهين أنهما اثنان . وقال البغوي :
"والأصح عندي : شرحبيل" .
ورجح الحافظ المغايرة .
ثانياً : أبو الحسن نمران بن مخمر ؛ أورده ابن أبي حاتم (4/ 1/ 497) برواية جمع عنه ؛ أحدهم حريز بن عثمان عنه .
وجاء في "تعجيل المنفعة" أنه ذكره ابن حبان في "الثقات" . ولم أره في "التابعين" منه ، فلعله أورده في "أتباعهم" ؛ ولا تطوله الآن يدي .
ثالثاً : عياش بن مؤنس . أورده ابن أبي حاتم (3/ 2/ 5) فقال :
"عياش بن مؤنس أبو معاذ . روى عن شداد بن شرحبيل الأنصاري . وسمع منه (!) نمران بن مخمر ، وروى عنه حبيب بن صالح" !
هكذا قال ! جعله تابعياً يروي عنه نمران بن مخمر ، وظاهر كلامه في ترجمة نمران أنه تابعي أيضاً .
وقد عكس ذلك ابن حبان فأصاب ؛ فقال في "الثقات" في (التابعين) أيضاً (3/ 207) :
"عياش بن مؤنس ، يروي عن نمران بن مخمر عن شرحبيل بن أوس - ويقال : إن له صحبة ، وما أراه بمحفوظ - . روى عنه محمد بن الوليد الزبيدي" .
وهكذا أورده البخاري في "التاريخ" (4/ 1/ 47) :
"عياش بن مؤنس ، سمع نمران . روى عنه محمد بن الوليد الزبيدي" .
قلت : ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وكذلك صنع ابن أبي حاتم كما رأيت ؛ فهو مجهول العين ، أو مجهول الحال ؛ إن صح أنه سمع منه حبيب بن صالح أيضاً .
وأما عمرو بن إسحاق - شيخ الطبراني - ؛ فلم أقف له على ترجمة ، ولا في "تاريخ دمشق" لابن عساكر !
وأما أبوه إسحاق بن إبراهيم بن زبريق الحمصي ؛ فضعيف ، بل كذبه بعضهم .
لكن قال البخاري في ترجمة شرحبيل : "وقال عمرو بن الحارث ..." فذكره ، فلا أدري إذا كان عنده من طريق أخرى عن عمرو أم لا .
وسواء كان هذا أو ذاك ؛ فالعلة من عياش بن مؤنس ؛ لجهالته كما علمت . ولذلك ؛ أشار المنذري في "الترغيب" (3/ 153) إلى تضعيف الحديث ، وقال :
"وهو حديث غريب" . وقال الهيثمي في "المجمع" :
".. وفيه عياش بن مؤنس ، ولم أجد من ترجمة (!) ؛ وبقية رجاله وثقوا" !

(/1)

5368 - ( لعن الله سبعة من خلقه من فوق سبع سماواته ، وردد لعنته على واحد منهم ثلاثاً ، ولعن كل واحد منهم لعنة تكفيه ، قال :
ملعون من عمل عمل قوم لوط ، ملعون من عمل عمل قوم لوط ، ملعون من عمل عمل قوم لوط .
ملعون من ذبح لغير الله .
ملعون من أتى شيئاً من البهائم .
ملعون من عق والديه .
ملعون من جمع بين المرأة وابنتها .
ملعون من غير حدود الأرض .
ملعون من ادعى إلى غير مواليه ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 610 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (رقم 8492 - ط) ، وأبو بكر الشافعي في "الفوائد" (73/ 254/ 2) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 341/ 1) من طرق عن أبي مصعب الزهري : حدثني محرر بن هارون - رجل من قريش - عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً .
وتابعه عبدالله بن عمر بن الرماح - عند ابن عدي - ، وبشر بن الحكم بن حبيب بن مهران - عند البيهقي في "الشعب" (2/ 132/ 2) - ؛ كلاهما عن محرر بن هارون به .
وخالف أبو عتبة أحمد بن الفرج فقال : حدثنا ابن أبي فديك : حدثنا هارون التيمي عن الأعرج به .
أخرجه الحاكم (4/ 356) ، وسكت عنه ! وتعقبه الذهبي ، فقال :
"قلت : هارون ضعفوه" .
قلت : هو هارون بن هارون بن عبدالله بن محرر بن الهدير القرشي التيمي ، فهو أخو محرر بن هارون ، وكلاهما ضعيف جداً .
لكن أبو عتبة أحمد بن الفرج ضعيف ، فلا يحتج به عند التفرد ، فكيف عند المخالفة ؟
ولم يتنبه لهذا المنذري ؛ فقال (3/ 198) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، ورجاله رجال "الصحيح" ؛ إلا محرز بن هارون التيمي ، ويقال : (محرر) بالإهمال .
ورواه الحاكم من رواية هارون أخي محرر ، وقال : "صحيح الإسناد" . وكلاهما واه ؛ ولكن محرز قد حسن له الترمذي ، ومشاه بعضهم ، وهو أصلح حالاً من أخيه هارون" !
قلت : إن كان لا بد من المفاضلة بينهما ؛ فالعكس هو الصواب ، كما يشير إلى ذلك قول الحافظ ابن حجر في الأول :
"محرر - براءين ؛ وزن محمد ؛ على الصحيح - ابن هارون بن عبدالله التيمي - متروك" .
وقال في أخيه :
"ضعيف" .
ولكني أرى أنهما في شدة الضعف سواء ؛ فالأول قد قال فيه البخاري وغيره :
"منكر الحديث" . وقال ابن حبان (3/ 20) :
"كان ممن يروي عن الأعرج ما ليس من حديثه ، وعن غيره ما ليس من حديث الأثبات ، لا تحل الرواية عنه ، ولا الاحتجاج به" .
وقال في أخيه هارون (3/ 94) :
"كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار لأهل الصناعة فقط" .
وضعفه غيره .
لكن الحديث قد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ آخر ، وفيه ذكر السبعة غير :
".. ملعون من جمع بين امرأة وابنتها" ، وذكر مكانه :
"لعن الله من كمه أعمى عن الطريق" .
وهو مخرج في "الصحيحة" (3462) .

(/1)

5369 - ( يا معشر المسلمين ! اتقوا الله وصلوا أرحامكم ؛ فإنه ليس من ثواب أسرع من صلة الرحم . وإياكم والبغي ؛ فإنه ليس من عقوبة أسرع من عقوبة بغي . وإياكم وعقوق الوالدين ؛ فإن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام ، والله ! لا يجدها عاق ، ولا قاطع رحم ، ولا شيخ زان ، ولا جار إزاره خيلاء ، إنما الكبرياء لرب العالمين . والكذب كله إثم ؛ إلا ما نفعت به مؤمناً ، ودفعت به عن دين . وإن في الجنة لسوقاً ما يباع فيها ولا يشترى ، ليس فيها إلا الصور ، فمن أحب صورة من رجل أو امرأة ؛ دخل فيها ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 613 :
$ضعيف جداً$
أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط" (رقم 5794) ، ومن طريقه أبو نعيم في "صفة الجنة" (2/ 42/ 195) : حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن طريف البجلي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا محمد بن كثير الكوفي قال : أخبرنا جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين عن جابر بن عبدالله قال :
خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن مجتمعون ، فقال : ... فذكره . وقال :
"لا يروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أحمد بن محمد ابن طريف" .
قلت : ولم أجد له ترجمة فيما لدي من كتب الرجال ؛ وقد ذكره في "التهذيب" في الرواة عن أبيه محمد بن طريف ، وكناه بأبي زيد ، وكنية أبيه : أبو جعفر الكوفي ، وهو من شيوخ مسلم الثقات .
لكن محمد بن كثير الكوفي متهم ؛ قال البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 217) :
"منكر الحديث" . وقال ابن حبان (2/ 287) :
"كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات ، التي إذا سمعها من الحديث صناعته ؛ علم أنها معمولة أو مقلوبة ، لا يحتج به بحال" . وفي "ميزان الذهبي" :
"قال أحمد : خرقنا حديثه . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال ابن المديني : كتبنا عنه عجائب ، وخططت على حديثه . ومشاه ابن معين" .
قلت : وساق له ابن عدي في "الكامل" (6/ 255-256) أحاديث منكرة جداً ، تدل على سوء حاله ، وقال :
"وهو منكر الحديث عن كل من يروي عنه ، والبلاء منه" .
ومن هذه الأحاديث : ما أورده ابن الجوزي في "الموضوعات" (3/ 76) بلفظ :
"من عطس أو تجشأ ، أو سمع عطسة أو جشاءً ، فقال : الحمد لله على كل حال من الأحوال ؛ صرف الله عنه سبعين داءً ، أهونها الجذام" .
ولعله يأتي إن شاء الله تعالى .
قلت : وبه أعل الهيثمي حديث الترجمة ، فقال (5/ 125) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" ، وفيه محمد بن كثير الكوفي ، وهو ضعيف جداً" .
وفيه علة ثالثة ، وهي جابر الجعفي ؛ فإنه ضعيف ، بل قد كذبه بعضهم .
وقد أعله به أيضاً الهيثمي في مكان آخر ، فقال (8/ 149) :
"رواه الطبراني في "الأوسط" من طريق محمد بن كثير عن جابر الجعفي ، وكلاهما ضعيف جداً" .
وأشار المنذري في "الترغيب" إلى تضعيف الحديث في موضعين منه بقوله في أوله :
"وروي عن جابر .." (3/ 99،221-222) .
والحديث ؛ أورده السيوطي في "الجامع الكبير" بتقديم وتأخير ، وقال :
"رواه ابن عساكر [6/ 223] عن محمد بن الفرات الجرمي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي . ومحمد كذبه أحمد وغيره ، وقال (د) : روى أحاديث موضوعة" .
واعلم أنه قد صح من الحديث ما يتعلق بثواب صلة الرحم ، وعقوبة البغي وقطيعة الرحم ، روي ذلك من طرق ؛ خرجتها في "الصحيحة" (978) .
والفقرة الأخيرة منه في سوق الجنة ؛ قد روي بإسناد خير من هذا ؛ ولكنه ضعيف لا يصح ؛ كما سبق بيانه برقم (1982) في المجلد الرابع .

(/1)

5370 - ( أربعة يصبحون في غضب الله ، ويسمون في سخط الله . قلت : ومن هم يا رسول الله ؟! قال : المتشبهون من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ، والذي يأتي البهيمة ، والذي تأتيه الرجال ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 11/ 615 :
$ضعيف$
أخرجه البخاري في "التاريخ" (1/ 1/ 110) ، وابن عدي في "الكامل" (ق 306/ 1) ، وعنه البيهقي في "الشعب" (2/ 121/ 1) و (4/ 356/ 5385) ، والطبراني في "الأوسط" (رقم 7001) من طريق دحيم : حدثنا ابن أبي فديك عن محمد بن سلام الخزاعي عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً .
أورده البخاري في ترجمة ابن سلام الخزاعي هذا ، وقال :
"لا يتابع عليه" . وقال ابن عدي :
"وهذا الذي أنكره البخاري لا أعلم رواه عن محمد بن سلام غير ابن أبي فديك" .
وكذا قال الطبراني أن ابن أبي فديك تفرد به عن ابن سلام . وقال أبو حاتم :
"مجهول" . وقال الذهبي :
"لا يعرف" .
قلت : وأما أبوه سلام الخزاعي ؛ فلعله سلام بن أبي مطيع - واسمه سعد - الخزاعي ؛ المترجم في "التهذيب" برواية الشيخين عنه . وبروايته هو عن قتادة وهشام ابن عروة ؛ وغيرهما . فإن يكن هو ؛ فمعنى ذلك أن في الإسناد انقطاعاً ؛ لأنه من أتباع التابعين ، ولذلك ؛ لم يذكروا له رواية عن الصحابة . وقال الحافظ في "التقريب" :
"ثقة صاحب سنة ، في روايته عن قتادة ضعف ، من السابعة ، مات سنة أربع وستين (ومئة) ، وقيل بعدها" .
(/1)