181 - " إن الرزق لا تنقصه المعصية و لا تزيده الحسنة ، و ترك الدعاء معصية " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 330 ) :

موضوع .

أخرجه الطبراني في " الصغير " ( ص 147 ) و ابن عدي في " الكامل " ( 11 / 2 ) من
طريق إسماعيل بن يحيى التيمي عن مسعر بن كدام عن عطية عن أبي سعيد مرفوعا .
و هذا إسناد موضوع ، إسماعيل هذا كذاب كما قال أبو علي النيسابوري و الدارقطني
و الحاكم ، و قال ابن عدي : عامة ما يرويه بواطيل ، و عطية العوفي ضعيف و قد
مضى له حديث رقم ( 24 ) .
و قال المناوي في " شرح الجامع " : قال الهيثمي : و فيه عطية العوفي ضعيف ،
قال السخاوي : سنده ضعيف .
و قد ذهلوا جميعا عن علة الحديث الحقيقية ، و إلا لما جاز تعصيب الجناية برأس
عطية دون إسماعيل الكذاب ! و لعله لذلك أورده السيوطي في " الجامع " .
ثم إن مما يدل على بطلان الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " من أحب أن يبسط له
في رزقه و أن ينسأ له في أثره فليصل رحمه " ، رواه الشيخان و غيرهما ، و هو
مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1486 ) .
فهذا يدل على أن الحسنة سبب في زيادة الرزق كما أنها سبب في إطالة العمر ، و لا
تعارض عند التحقيق بين هذا و بين قوله تعالى *( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون
ساعة و لا يستقدمون )* و لبسط هذا موضع آخر .
(1/258)

________________________________________

182 - " خيركم المدافع عن عشيرته ما لم يأثم " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 331 ) :

موضوع .

أخرجه أبو داود ( رقم 5120 ) من طريق أيوب بن سويد عن أسامة بن زيد أنه سمع
سعيد بن المسيب يحدث عن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي قال : خطبنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : فذكره .
قلت : و هذا سند ضعيف جدا من أجل أيوب بن سويد ضعفه أحمد و أبو داود و غيرهما .
و قال النسائي : ليس بثقة ، و قال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 231 ) :
سمعت أبي قال : أول ما أنكرنا على أيوب بن سويد حديث أسامة بن زيد عن سعيد بن
المسيب عن سراقة بن مالك ( فذكر هذا الحديث ) ، و ما أعلم أسامة روى عن سعيد بن
المسيب شيئا ، و قال في موضع آخر ( 2 / 209 ) : قال أبي : كنت أسمع منذ حين
يذكر عن يحيى بن معين أنه سئل عن أيوب بن سويد فقال : ليس بشيء ، و سعيد بن
المسيب عن سراقة لا يجيء ، و هذا حديث موضوع ، بابه حديث الواقدي .
و الحديث أعله المنذري في " مختصر السنن " ( 8 / 18 ) بأيوب بن سويد ،
و بالانقطاع بين سعيد بن المسيب و سراقة ، و ذهل المناوي في " شرح الجامع
الصغير " عن الانقطاع فأعله بأيوب فقط ؟
و أورده الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 110 ) من حديث خالد بن عبد الله بن حرملة
المدلجي ثم قال : رواه الطبراني و فيه من لم أعرفهم .
و الذي تقتضيه الصناعة الحديثية أن الحديث ضعيف جدا ، لولا حكم أبي حاتم بوضعه
فإنه إمام حجة ، والله أعلم .
(1/259)

________________________________________

183 - " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 332 ) :

ضعيف .
أخرجه الدارقطني ( ص 161 ) و الحاكم ( 1 / 246 ) و البيهقي ( 3 / 57 ) من طريق
سليمان بن داود اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
مرفوعا ، سكت عنه الحاكم ! و قال البيهقي : و هو ضعيف .
قلت : و علته سليمان هذا فإنه ضعيف جدا ، قال ابن معين : ليس بشيء ، و قال
البخاري : منكر الحديث ، قال الذهبي : قال البخاري : من قلت فيه منكر الحديث
فلا تحل رواية حديثه .
ثم أخرجه الدارقطني من طريق محمد بن سكين الشقري المؤذن ، أنبأنا عبد الله بن
بكير الغنوي ، عن محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعا به ، و في
لفظ عنده : " لا صلاة لمن سمع النداء ثم لم يأت إلا من علة " .
و هذا سند ضعيف من أجل محمد بن سكين ، أورده ابن أبي حاتم في " الجرح
و التعديل " ( 3 / 2 / 283 ) و ساق له هذا الحديث باللفظ الثاني ثم قال : سمعت
أبي يقول : هو مجهول ، و الحديث منكر ، و قال الذهبي في " الميزان " : لا يعرف
و خبره منكر ، ثم ساق له هذا الحديث باللفظ الأول ، ثم قال : قال الدارقطني :
هو ضعيف .
و رواه أحمد في " مسائل ابنه صالح " ( ص 56 ) بسند صحيح عن أبي حيان التيمي عن
أبيه عن علي به موقوفا عليه ، و زاد قيل : و من جار المسجد ؟ قال : " من سمع
النداء " ، ثم رواه من طريق أبي إسحاق عن الحارث عنه دون الزيادة .
و الحديث أخرجه العقيلي في " الضعفاء " من هذا الوجه باللفظ الثاني ثم قال :
و هذا يروى من وجه آخر صالح .
قلت : يشير إلى حديث ابن عباس مرفوعا : " من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له
إلا من عذر " .
أخرجه أبو داود و ابن ماجه و الدارقطني و الحاكم و البيهقي ، و سند ابن ماجه
و غيره صحيح ، و قد صححه النووي و العسقلاني و الذهبي و من قبلهم الحاكم ، و هو
مخرج تخريجا دقيقا في " الإرواء " ( 551 ) .
و أما قول مؤلف كتاب " التاج الجامع للأصول " ( 1 / 268 ) : رواه أبو داود
و ابن ماجه بسند ضعيف .
فمن تخليطاته و أخطائه الكثيرة التي بينتها في " نقد التاج " ( رقم 180 ) ،
ثم إن الحديث بلفظه الأول أورده الصغاني في " الأحاديث الموضوعة " ( ص 6 )
و كذا ابن الجوزي أورده في " الموضوعات " ( 2 / 93 ) من طريق صالح كاتب الليث :
حدثنا عمر بن راشد عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عروة عن عائشة مرفوعا به ،
و قال : قال ابن حبان : عمر لا يحل ذكره إلا بالقدح ، و تعقبه السيوطي في
" اللآليء " ( 2 / 16 ) بقوله : قلت : قد وثقه العجلي و غيره ، و روى له
الترمذي و ابن ماجه ، و له طرق أخر عن جابر و أبي هريرة و علي .
ثم ذكر ما تقدم من حديث جابر و أبي هريرة ، و أما حديث علي فموقوف أخرجه
البيهقي و أحمد كما تقدم من طريق أبي حيان عن أبيه عن علي موقوفا .
و هذا سند ضعيف أيضا والد أبي حيان اسمه سعيد بن حيان ، قال الذهبي : لا يكاد
يعرف ، و قال ابن القطان : إنه مجهول ، مع أن ابن حبان و العجلي وثقاه !
فكأنهما لم يعتدا بتوثيقها ، كما فعل الذهبي في " الميزان " على ما بينته في
" تيسير الانتفاع " نفعنا الله به و إياك .
تنبيه : عمر بن راشد الذي طعن فيه ابن حبان و وثقه العجلي هو أبو حفص اليمامي
و من طبقته راو آخر ، و هو عمر بن راشد الجاري المصري ، و أنا أرجح أنه راوي
الحديث لأمرين ، الأول : أن راويه عنه صالح كاتب الليث مصري ، و الآخر : أن
شيخه فيه ابن أبي ذئب ، و هذا ذكروه في شيوخه لا في شيوخ اليمامي ، فإذا صح هذا
فهو أشد ضعفا من الأول فإنه متفق على تضعيفه ، و قال الدارقطني : كان يتهم بوضع
الحديث على الثقات .
و لكن مجيء الحديث من الطرق التي أوردنا يخرجه عن كونه موضوعا إلى درجة الضعيف
و أما قول المناوي : و من شواهده حديث الشيخين : " من سمع النداء فلم يجب فلا
صلاة له إلا من عذر " ، ففيه نظر من وجهين : الأول : أنه لا يصلح شاهدا لحديث
الباب لأنه أخص منه فإنه يفيد أن جار المسجد ينبغي أن يصلي في مسجده الذي هو
جاره فإن صلى في غيره فلا صلاة له و هذا ما لا يفيده الشاهد المذكور كما لا
يخفى ، و هذا فرق جوهري بين الحديث الضعيف و الحديث الصحيح .
الآخر : أن عزو الحديث للشيخين خطأ بين كما يشعر به تخريجنا المتقدم له .
و بالجملة فالحديث بلفظه الأول ضعيف لا حجة فيه ، و بلفظه الثاني صحيح لشاهده
المتقدم .
(1/260)

________________________________________

184 - " إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في أجله فإن ذلك لا يرد شيئا و يطيب نفسه " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 336 ) :

ضعيف جدا .
أخرجه الترمذي ( 3 / 177 ) و ابن ماجه ( 1 / 439 ) و ابن عدي ( 324 / 2 ) من
طريق موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي سعيد الخدري مرفوعا .
و ضعفه الترمذي بقوله : هذا حديث غريب .
قلت : و علته موسى هذا و قد أخرج له ابن الجوزي في " موضوعاته " ، و أقره
السيوطي كما تقدم في الحديث ( رقم 112 ) ، و قد ساق له الذهبي في ترجمته منكرات
هذا أحدها ، و نقل المناوي عن النووي أنه قال في " الأذكار " : إسناده ضعيف ،
و عن ابن الجوزي قال : حديث لا يصح ، و هو في كتابه " العلل المتناهية " ( 2 /
388 ) .
قلت : و فيه أحاديث هي من حق كتابه الآخر " الموضوعات " ، و على العكس ، انظر
الحديثين الآتيين بعده .
و قال الحافظ في " الفتح " : في سنده لين و كذا قال في " بذل الماعون " ( 2 / 2
من الكراس 11 ) .
قلت : و في " العلل " لابن أبي حاتم ( 2 / 241 ) : سألت أبي عن هذا الحديث ؟
فقال : هذا حديث منكر ، كأنه موضوع ، و موسى ضعيف الحديث جدا .
(1/261)

________________________________________

185 - " الحمد لله ، دفن البنات من المكرمات " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 337 ) :

موضوع .
أخرجه يعقوب الفسوي في " المعرفة " ( 3 / 159 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 /
144 / 2 ) " و الأوسط " ( 1 / 76 / 2 ) و " مسند الشاميين " ( 2408 ) و البزار
( 790 ـ زوائده ) و أبو القاسم المهراني في " الفوائد المنتخبة " ( 3 / 26 /
1 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 57 ) و القضاعي في " مسند الشهاب " ( 15 /
2 ) و ابن عساكر ( 1 / 216 و 8 / 503 / 1 و 11 / 262 / 1 و 15 / 159 / 2 و 16 /
25 / 2 ) من طريق عراك بن خالد بن يزيد عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن عكرمة عن
ابن عباس قال : لما عزي رسول الله صلى الله عليه وسلم على رقية امرأة عثمان
ابن عفان قال : فذكره ، و قال الطبراني : لا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم
إلا بهذا الإسناد ، و قال المهراني : غريب تفرد به عثمان بن عطاء ، و هذا أولى
من قول الطبراني المذكور فإنه مردود برواية ابن عدي إياه في " الكامل " ( 300 /
1 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن بن طلحة القرشي حدثنا عثمان بن عطاء به ،
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 236 ) و قال : لا يصح ، عثمان ضعيف
و أبوه رديء الحفظ ، و عراك ليس بالقوي ، و محمد بن عبد الرحمن ضعيف يسرق
الحديث ، قال : و سمعت شيخنا عبد الوهاب بن الأنماطي الحافظ يحلف بالله عز وجل
أنه ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا شيئا قط ، و أقره السيوطي في
" اللآليء " ( 2 / 438 ) ، و مع هذا فقد أورده في " الجامع الصغير " و تعقبه
شارحه المناوي بما ذكرناه من الإقرار ، ثم تناقض ، فقال في " التيسير " :
إسناده ضعيف ، و الحديث أورده الصغاني أيضا في الموضوعات " ( ص 8 ) ، و قد روي
عن ابن عمر و هو :
(1/262)

________________________________________

186 - " دفن البنات من المكرمات " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 338 ) :

موضوع .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 80 / 2 ) و الخطيب ( 7 / 291 ) عن حميد بن حماد
عن مسعر بن كدام عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر مرفوعا به .
قلت : و هذا سند ضعيف حميد بن حماد قال ابن عدي : يحدث عن الثقات بالمناكير
و الحديث غير محفوظ ، و قال أبو داود : ضعيف ، و به أعله ابن الجوزي فأورد
الحديث في " الموضوعات " ( 3 / 235 ) من هذا الوجه ثم قال : لا يصح ، حميد يحدث
عن الثقات بالمناكير ، و أقره السيوطي في " اللآليء " كالحديث الذي قبله ، و مع
هذا أورده أيضا في " الجامع الصغير " ! و تعقبه المناوي أيضا بما سبق عن ابن
عدي و قال : و حكم ابن الجوزي بوضعه و أقره عليه الذهبي و المؤلف في " مختصر
الموضوعات " .
ثم تناقض المناوي أيضا ، فقال : إسناده ضعيف .
(1/263)

________________________________________

187 - " إن الله تعالى ينزل على أهل هذا المسجد - مسجد مكة - في كل يوم و ليلة عشرين
و مئة رحمة : ستين للطائفين ، و أربعين للمصلين ، و عشرين للناظرين " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 339 ) :

ضعيف .
رواه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 123 / 2 ) و " الكبير " ( 11475 ) و وقع
عنده يوسف بن الفيض ، و ابن عساكر ( 9 / 476 / 2 ) و الضياء في " المنتقى من
مسموعاته بمرو " عن عبد الرحمن بن السفر الدمشقي حدثنا الأوزاعي عن عطاء حدثني
ابن عباس مرفوعا ، و عزاه السيوطي في " الجامع الصغير " للحاكم أيضا في
" الكنى " و ابن عساكر ، و قال الطبراني : لم يروه عن الأوزاعي إلا ابن السفر .
قلت : و هو كذاب يضع الحديث كما يأتي ، قال المناوي في " شرح الجامع " بعد أن
عزاه للخطيب أيضا في " التاريخ " و البيهقي في " الشعب " : ظاهر صنيع المصنف أن
ابن عساكر خرجه و سكت عليه ، و الأمر بخلافه ، فإنه أورده في ترجمة عبد الرحمن
ابن السفر من حديثه ، و نقل عن ابن منده أنه متروك ، و تبعه الذهبي ، و قال
ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2 / 82 ـ 83 ) : حديث لا يصح ، تفرد به
يوسف بن السفر و هو كما قال الدارقطني و النسائي : متروك ، و قال الدارقطني :
يكذب ، و ابن حبان : لا يحل الاحتجاج به و قال يحيى : ليس بشيء .
و منه أخذ الهيثمي ( 3 / 292 ) قوله بعد ما عزاه الطبراني : فيه يوسف بن السفر
و هو متروك .
قلت : و يقال فيه ابن الفيض و هكذا رواه ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 136 ـ
137 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 116 و 307 ) ، و قال ابن حبان :
يوسف بن الفيض يروي عن الأوزاعي المناكير الكثيرة و الأوهام الفاحشة ، كأنه كان
يعملها تعمدا .
و أورده ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 287 ) بسنده هذا و قال : سألت أبي عنه
فقال : هذا حديث منكر ، و يوسف ضعيف الحديث شبه المتروك ، و فيه يقول ابن عدي :
روى بواطيل ، و البيهقي : هو في عداد من يضع الحديث ذكره الذهبي في " الميزان "
ثم ساق له أحاديث هذا أحدها ، و هو عبد الرحمن بن السفر المتقدم في كلام
المناوي ، قال ابن حجر في ترجمته من " اللسان " : كذا سماه بعضهم و الصواب يوسف
ابن السفر متروك ، و ذكره البخاري فقال : عبد الرحمن بن السفر روى حديثا موضوعا
.
قلت : و كما ذكره البخاري رواه الطبراني في " الكبير " ( 3 / 123 / 1 ) ، و على
الصواب رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 185 / 2 ) ، ثم رواه من حديث عبد الله
ابن عمرو بن العاص موقوفا عليه و في سنده جعفر بن محمد الأنطاكي ، قال الذهبي :
ليس بثقة و له خبر باطل .
قلت : و سيأتي هذا الخبر بلفظ : " يبعث معاوية عليه رداء من نور " .
و أما قول المنذري في " الترغيب " ( 2 / 121 ) : رواه البيهقي بإسناد حسن فهو
فيما أظن من تساهله أو أوهامه ، ثم وجدت للحديث طريقا أخرى عن ابن جريج فقال
الأزرقي في " أخبار مكة " ( 256 ) حدثني جدي عن سعيد بن سالم و سليم بن مسلم عن
ابن جريج به ، و هذا إسناد لا بأس به إلى ابن جريج فإن جد الأزرقي ثقة ، و اسمه
أحمد بن محمد بن الوليد ، و سعيد بن سالم هو القداح ، قال الحافظ في
" التقريب " : صدوق يهم .
و أما قرينه سليم بن مسلم فهو الخشاب و هو متروك فلا يعتد به و العمدة على
القداح ، فلولا عنعنة ابن جريج فإنه مدلس ، لحكمت على هذا السند بأنه حسن ،
و لفظ هذه الرواية مثل لفظ حديث الترجمة .
ثم رأيت الحديث رواه الحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ( 96 ـ من زوائده )
و ابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 321 ) و عنه ابن الجوزي ، و قال ابن حبان : قد
تبرأنا من عهدة سالم ، و تابعه إبراهيم بن يزيد الخوزي و هو متروك متهم رواه
الأصبهاني في " الترغيب " ( 1 / 444 ) من طريق أخرى عن سعيد به مثله ، ثم صدق
ظني حين رأيت الحديث في " شعب الإيمان / الحج " للبيهقي ( ق 66 / 1 ) رواه من
طريق النيسابوري باللفظ الآتي بعده و علقه من طريق يوسف بن السفر و قال : و هو
ضعيف .
و الحديث في " المعجم الكبير " من طريق أخرى فيه كذاب آخر بلفظ مغاير لهذا بعض
الشيء و سيأتي إن شاء الله تعالى برقم ( 6245 ) ، و أما الخطيب فرواه من طريق
يوسف هذا في " الموضح " ( 2 / 255 ) و قال : تفرد به أبو الفيض يوسف بن السفر
عن الأوزاعي ، و رواه في غيره من طريق آخر بلفظ :
(1/264)

________________________________________

188 - " إن الله تعالى ينزل في كل يوم مئة رحمة : ستين منها على الطائفين بالبيت ،
و عشرين على أهل مكة ، و عشرين على سائر الناس " .
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 342 ) :

ضعيف .

أخرجه ابن عدي ( 314 / 1 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 6 / 27 ) و البيهقي ( 3 /
454 ـ 455 ) من طريق محمد بن معاوية النيسابوري حدثنا محمد بن صفوان عن ابن
جريج عن عطاء ابن عباس مرفوعا ، و قال ابن عدي : و هذا منكر ، و روي عن
الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس رواه عنه يوسف بن السفر و هو ضعيف .
قلت : و ابن معاوية هذا قال ابن معين و الدارقطني : كذاب ، زاد الثاني : يضع
الحديث ، و ساق الذهبي في ترجمته هذا الحديث .
(1/265)

________________________________________

189 - " إياكم و الجلوس في الشمس فإنها تبلي الثوب و تنتن الريح و تظهر الداء الدفين
" .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 343 ) :

موضوع .
أخرجه الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 411 ) من طريق محمد بن زياد الطحان حدثنا
ميمون بن مهران عن ابن عباس مرفوعا ، و سكت عليه الحاكم و تعقبه الذهبي
بقوله : قلت : ذا من وضع الطحان .
قلت : و مع هذا أورده السيوطي في " الجامع الصغير " فتعقبه المناوي بكلام
الذهبي هذا ، ثم قال المناوي : فكان ينبغي للمصنف حذفه .
(1/266)

________________________________________

190 - " ما من أحد إلا و في رأسه عرق من الجذام تنعر ، فإذا هاج سلط الله عليه الزكام
فلا تداووا له " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 343 ) :

موضوع .
أخرجه الحاكم ( 4 / 411 ) و كذا القاسم السرقسطي في " غريب الحديث " ( 2 / 154
/ 1 ) من طريق محمد بن يونس القرشي حدثنا بشر بن حجر السلمي ، حدثنا فضيل بن
عياض عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس عن عائشة مرفوعا ، و سكت عليه الحاكم ،
و تعقبه الذهبي بقوله : قلت : كأنه موضوع فالكديمي متهم .
قلت : و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 205 ) بإسناده إلى الكديمي
به ، ثم قال : لا يصح ، محمد بن يونس هو الكديمي يضع الحديث .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 402 ) فإنه لم يتعقبه بشيء إلا أنه ذكر أن
الحاكم أخرجه و أن الذهبي تعقبه بما سبق ، و مع هذا أورده في " الجامع الصغير "
! و بذلك تعقبه المناوي في " شرحيه " ، و أخرجه الديلمي ( 4 / 22 ) من طريق
ابن لال : حدثنا محمد بن أحمد بن منصور حدثنا الحسين بن يوسف الفحام بمصر حدثنا
محمد بن سحنون التنوخي حدثنا محمد بن بشر المصري حدثنا أبو معاوية الضرير عن
الأعمش عن زيد بن وهب عن جرير بن عبد الله رفعه .
قلت : و هذا المتهم به عندي محمد بن أحمد بن منصور أو شيخه الفحام ، فإن هذا لم
أعرفه ، و يحتمل أنه الحسين بن يوسف الذي قال ابن عساكر : مجهول ، و الأول قال
الذهبي : روى عن أبي حفص الفلاس خبرا باطلا في لعن الرافضة و الجهمية ، لا يدرى
من هو و كذلك الراوي عنه .
(1/267)

****************************************
يتبع