231 - " كلو البلح بالتمر ، فإن الشيطان إذا رآه غضب و قال : عاش ابن آدم حتى أكل
الجديد بالخلق " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 401 ) :



موضوع .


رواه ابن ماجه ( 1 / 317 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( 467 ) و ابن عدي ( 364 /
2 ) و ابن حبان في " الضعفاء " ( 3 / 120 ) و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1
/ 134 ) و الحاكم في " المستدرك " ( 4 / 21 ) و في " معرفة علوم الحديث " ( ص
100 - 101 ) و البيهقي في " الآداب " ( 318 / 667 ) و أبو الحسن الحمامي في
" الفوائد المنتقاة " ( 9 / 207 / 2 ) و الخطيب في " تاريخه " ( 5 / 353 )
و هبة الله الطبري في " الفوائد " ( 1 / 134 / 2 ) و استغربه عن أبي زكير يحيى
ابن محمد بن قيس قال : حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعا ، و قال
ابن عدي و الحاكم في " المعرفة " و البيهقي و الحمامي و الخطيب : تفرد به
أبو زكير ، و الحاكم مع تساهله المعروف لم يصححه في " المستدرك " و قال الذهبي
في " الميزان " : هذا حديث منكر ، و كذا قال في تلخيص " المستدرك " و زاد :
و لم يصححه المؤلف .
قال السندي : و في " الزوائد " : في إسناده أبو زكير في الأصل زكريا و هو تصحيف
يحيى بن محمد ضعفه ابن معين و غيره ، و قال ابن عدي : أحاديثه مستقيمة سوى
أربعة أحاديث .
قلت : و قد عد هذا الحديث من جملة تلك الأحاديث ، و قال النسائي : إنه حديث
منكر .
قلت : و قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 26 ) و قال : قال
الدارقطني : تفرد به أبو زكير عن هشام قال العقيلي : لا يتابع عليه و لا يعرف
إلا به ، قال ابن حبان : و هو يقلب الأسانيد و يرفع المراسيل من غير تعمد فلا
يحتج به ، روى هذا الحديث و لا أصل له ، قال ابن الجوزي : هذا قدح ابن حبان في
أبي زكير و قد أخرج عنه مسلم في " الصحيح " و لعل الزلل من قبل محمد بن شداد
المسمعي ( يعني أحد رواته ) عن أبي زكير قال الدارقطني : لا يكتب حديثه ،
و تابعه نعيم بن حماد عن أبي زكير ، و نعيم ليس بثقة .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 243 ) على وضعه لكنه تعقبه في محاولته
تبرئة أبي زكير من عهدة الحديث فإنه ذكر له طرقا أخرى عن أبي زكير ، تحمل
الباحث على أن يحصر التهمة في أبي زكير ، و هو الصواب ، و به أعل الأئمة هذا
الحديث والله أعلم .
و مسلم إنما أخرج له في " المتابعات " ، كما في " التهذيب " ، و قال في
" التقريب " : صدوق يخطيء كثيرا .
و مع اعتراف السيوطي بوضعه فإنه أورده في " الجامع الصغير " من رواية النسائي
و ابن ماجه و الحاكم عن عائشة !
هذا و قد عزاه للنسائي ابن القيم أيضا في " زاد المعاد " ( 3 / 211 ) فالظاهر
أنه في " سننه الكبرى " ، و هو في الوليمة منه ، كما في " تحفة الأشراف " ( 12
/ 224 ) و قال النسائي : هذا منكر ، كما تقدم عن " الزوائد " ، ثم إن ابن القيم
سكت عن هذا الحديث فكأنه لم يستحضر علته فكان عمله هذا من جملة الدواعي على
تحرير القول فيه .
(1/308)

________________________________________



232 - " كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الدود " .



قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 403 ) :



موضوع .


رواه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 9 / 106 / 1 ) و ابن عدي ( 258 / 2 ) عن
عصمة بن محمد حدثنا موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس مرفوعا .
و قال ابن عدي : و عصمة بن محمد كل حديثه غير محفوظ و هو منكر الحديث .
و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 25 ) من طريق ابن عدي عن عصمة ، ثم
قال : لا يصح ، عصمة كذاب .
و أقره السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 243 ) ثم ابن عراق في " تنزيه الشريعة "
( 320 / 2 ) و من قبلهما ابن القيم في " المنار " و قال ( ص 25 ) : هو بوصف
الأطباء و الطرقية أشبه و أليق .
و مع هذا فقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي بكر الشافعي هذا
و الديلمي عن ابن عباس ، فانظر كم هو متناقض ؟ ! .
(1/309)

________________________________________



233 - " أكثر خرز الجنة العقيق " .



قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 403 ) :



موضوع .



أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 281 ) في ترجمة سلم ، و في " الحلية " سالم
ابن ميمون الخواص من طريق أبي محمد سلم الزاهد حدثنا القاسم بن معن عن أخته
أمينة بنت معن عن عائشة مرفوعا ، و قال : غريب من حديث القاسم لم نكتبه إلا
من هذا الوجه ، و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 58 ) من هذا الوجه و
قال : سلم بن سالم كذاب .
و عقب عليه السيوطي بقوله في " اللآليء " ( 2 / 273 ) : قلت : اتفقوا على
تضعيفه غير ابن عدي فقال : أرجو أنه يحتمل حديثه ، و قال العجلي : لا بأس به ،
و هو صاحب حديث العدس ، ثم راجعت " الحلية " فوجدته أخرجه في ترجمة سلم بن
ميمون الخواص الزاهد المشهور ، و هو صوفي من كبار الصوفية و العباد غير أن في
حديثه مناكير ، قال ابن حبان : غلب عليه الصلاح حتى شغل عن حفظ الحديث و إتقانه
.
قلت : و تمام كلام ابن حبان ( 1 / 345 ) : فربما ذكر الشيء بعد الشيء و يقلبه
توهما ، فبطل الاحتجاج به .
و قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 / 167 ) عن أبيه : لم أكتب عنه ، روى عن أبي خالد
الأحمر حديثا منكرا شبه الموضوع ، و ميل السيوطي إلى أن الحديث لسلم بن ميمون
يؤيده إيراد أبي نعيم له في ترجمته ، لكن لم أر أحدا ممن ترجمه ذكر له كنية
مطلقا ، بخلاف سلم بن سالم فقد جزم بأن كنيته أبو محمد ابن أبي حاتم في " الجرح
و التعديل " ( 2 / 1 / 266 ) ، و ابن سعد في " طبقاته " ( 7 / 374 )
و " تاريخ بغداد " ( 9 / 141 ) للخطيب و اعتمده هو حيث قال في أول ترجمته :
سلم بن سالم أبو محمد ، و قيل : أبو عبد الرحمن البلخي .
فهذا يؤيد أنه سلم بن سالم و هو موصوف بالزاهد أيضا مثل سلم بن ميمون فكان ذلك
من دواعي الاشتباه ، و الأرجح ما ذهب إليه ابن الجوزي أنه سلم بن سالم و هو
متهم ، و روى الخطيب عن أحمد بن سيار قال : سلم بن سالم كان يروي أحاديث ليست
لها خطم و لا أزمة شبيهة بالموضوع ، و عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : غير
ثقة ، سمعت إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه يقول : سئل ابن المبارك عن الحديث
الذي حدث في أكل العدس أنه قدس على لسان سبعين نبيا ؟ فقال : و لا على لسان نبي
واحد ، إنه لمؤذ منفخ ، من يحدثكم به ؟ قالوا : سلم بن سالم ، قال : عمن ؟
قالوا : عنك ، قال : و عني أيضا ؟ ! ثم روى الخطيب تضعيفه عن أحمد
و النسائي و غيرهما ، و قال ابن أبي حاتم في ترجمته ( 1 / 1 / 367 ) : سمعت
أبا زرعة يقول : لا يكتب حديثه ، كان مرجئا ، و كان لا - و أومأ بيده إلى فيه -
يعني لا يصدق ، و قال ابن حبان ( 1 / 344 ) : منكر الحديث يقلب الأخبار قلبا ،
و كان ابن المبارك يكذبه .
و أما استثناء السيوطي ابن عدي من المضعفين له بسبب قوله : أرجو أن يحتمل حديثه
فغير مستقيم لأنه إنما قال هذا بعد أن أورد له أحاديث قال فيها : هذه الأحاديث
أنكر ما رأيت له ، و له أفراد ، و أرجو أن يحتمل حديثه كذا في " اللسان " ،
فهذا يفيد أن ابن عدي ضعفه بسبب روايته لتلك الأحاديث المنكرة ، و رجاؤه أن
يحتمل ما له من الأفراد و الأحاديث القليلة ، لا يوثقه بعد روايته الأحاديث
المنكرة ، و هذا بين لا يخفى على من له دراية بهذا الفن الشريف .
و قد سبق للسيوطي مثل هذه الخطأ فانظر الحديث ( 201 ) .
و بالجملة فالحديث موضوع سواء كان من رواية سلم بن سالم أو من رواية سلم بن
ميمون فإن كل واحد منهما شر في الحديث من الآخر كما تبين لك من أقوال العلماء
فيهما ، و قد مضى عن السخاوي في الحديث ( رقم 222 ) أن كل طرق حديث خاتم العقيق
باطلة ، ثم إن الحديث ذكره الذهبي في ترجمة سلم بن عبد الله الزاهد ، و قال :
وهاه ابن حبان و قال : حدثنا ابن قتيبة و حدثنا حاتم بن نصر - بأستروشنة - قالا
: حدثنا عبيد بن الغار العسقلاني حدثنا سلم بن عبد الله الزاهد عن القاسم بن
معن .. .
قلت : فذكر الحديث بإسناده و لفظه ، و قد عزاه الحافظ في " اللسان " لأبي نعيم
و قال : و لم تقع في روايته و لا رواية ابن حبان تسمية والد سلم و العلم
عند الله .
كذا قال لكن ابن حبان أورده في ترجمة سلم بن عبد الله الزاهد أبو محمد من
" ضعفائه " ( 1 / 344 ) عقب ترجمة سلم بن سالم المتقدم ، و قال : لا يحل ذكره
في الكتب إلا على سبيل الاعتبار .
(1/310)

________________________________________



234 - " أطعموا نساءكم في نفاسهن التمر ، فإنه من كان طعامها في نفاسها التمر خرج
ولدها ذلك حليما ، فإنه كان طعام مريم حين ولدت عيسى ، و لو علم الله طعاما هو
خير لها من التمر أطعمها إياه " .


قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 407 ) :



موضوع .



أخرجه الخطيب ( 8 / 366 ) من طريق داود بن سليمان الجرجاني حدثنا سليمان بن
عمرو عن سعد بن طارق عن سلمة بن قيس مرفوعا .
ذكره في ترجمة الجرجاني ثم روى عن ابن معين أنه قال فيه : كذاب .
قلت : و قد سبق له حديث موضوع قريبا ( 229 ) ، و شيخه في هذا الحديث سليمان بن
عمرو و هو النخعي كذاب أيضا .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 27 ) من هذا الوجه و قال :
سليمان النخعي و داود كذابان .
و عقب عليه السيوطي في " اللآليء " بقوله ( 2 / 244 ) : قلت : داود توبع .
ثم ساقه من رواية ابن منده من طريق حامد بن المسور حدثنا الحسن بن قتيبة حدثنا
سليمان بن عمرو النخعي به ، و أخرجه أبو نعيم في " الطب " من طريق حامد بن
المسور .
قلت : و هذه المتابعة لا تجدي لأنها تدور على سليمان النخعي الكذاب أيضا
باعتراف السيوطي فكأنه يعترف بوضع هذا الحديث ، لكنه قد روي بإسناد آخر ضعيف
و لفظه قريب من هذا فانظر الحديث الآتي ( 263 ) ، و قد جزم ابن القيم في
" المنار " ( ص 25 ) بوضعه فقال : هو بوصف الأطباء و الطرقية أشبه و أليق .
(1/311)

________________________________________



235 - " ترك الدنيا أمر من الصبر ، و أشد من حطم السيوف فى سبيل الله ، و لا يتركها
أحد إلا أعطاه مثل ما يعطي الشهداء ، و تركها قلة الأكل و الشبع ، و بغض الثناء
من الناس ، فإنه من أحب الثناء من الناس أحب الدنيا و نعيمها ، و من سره النعيم
فليدع الثناء من الناس " .



قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 408 ) :



موضوع .



أخرجه الديلمي في " مسنده " ( 2 / 44 ) قال أنبأنا أبي أخبرنا أحمد بن عمرو
البزار عن عبد الله بن عبد الرحمن الجزري عن سفيان عن حماد عن إبراهيم عن علقمة
عن ابن مسعود مرفوعا .
و ذكره السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 191 ) من رواية الديلمي ، و
قال السيوطي : قال في " الميزان " : عبد الله بن عبد الرحمن الجزري عن الثوري و
الأوزاعي بمناكير و عجائب ، اتهمه ابن حبان بالوضع ، و في " اللسان " قال ابن
حبان : يأتي عن الثوري بالأوابد حتى لا يشك من كتب الحديث إنه عملها ( 2 / 35 )
، و أقره ابن عراق ( 358 / 1 ) .
قلت : و مع هذا فقد أورد السيوطي طرف الحديث الأول في " الجامع الصغير " من
رواية الديلمي هذه ! فأساء من وجهين .
الأول : إيراده فيه مع أنه من رواية ذاك المتهم بالوضع .
الآخر : اقتصاره على القدر المذكور فأوهم أنه كذلك عند الديلمي و ليس كذلك .
و الشارح المناوي لم يتعقبه بشيء يذكر فقال : و رواه عنه البزار أيضا ، و من
طريقه عنه أورده الديلمي .
قلت : إطلاق العزو للبزار يعني إنه رواه في " مسنده " كما هو المصطلح عليه عند
المحدثين و ما أظن البزار أخرجه فيه و إلا لذكره الهيثمي في " المجمع " و لم
أره فيه ، والله أعلم .
ثم استدركت فقلت : ليس البزار في إسناد الديلمي هو أحمد بن عمرو صاحب
" المسند " المعروف به ، فإنه توفي سنة ( 292 ) و والد الديلمي و اسمه شيرويه
ابن شهردار مات سنة ( 509 ) فبينهما قرنان من الزمان ! .
(1/312)

________________________________________



236 - " ما تزين الأبرار في الدنيا بمثل الزهد في الدنيا " .



قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 409 ) :



موضوع .


أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 191 / 1617 ) حدثنا سليمان الشاذكوني حدثنا
إسماعيل بن أبان حدثنا علي بن الحزور قال : سمعت أبا مريم يقول : سمعت عمار
ابن ياسر يقول : ... فذكره مرفوعا ، و ذكره الهيثمي في " المجمع " ( 10 /
286 ) و قال : و فيه سليمان الشاذكوني و هو متروك .
قلت : بل هو كذاب و قد مضى له عدة أحاديث أقربها الحديث ( 234 ) .
ثم إن اقتصاره عليه يوهم أنه ليس فيه من هو مثله أو قريب منه ، و ليس كذلك بل
فوقه آخران أحدهما شر من الآخر استدرك عليه أحدهما المعلق على " المسند "
فقال : و علي بن الحزور متروك و باقي رجاله ثقات .
قلت : و لقد أخطأ أيضا ، فإن إسماعيل بن أبان ليس هو الوراق الثقة و إنما هو
إسماعيل بن أبان الغنوي ، قال الحافظ : متروك رمي بالوضع .
(1/313)

________________________________________



237 - " ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيرا فخير ، و إن شرا فشر " .



قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 410 ) :



ضعيف جدا .


رواه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 180 / 1 ) و في " الأوسط " ( 484 ـ 485 ـ
حرم ) عن حامد بن آدم المروزي أنبأنا الفضل بن موسى عن محمد بن عبيد الله
العرزمي عن سلمة بن كهيل عن جندب بن سفيان مرفوعا .
قلت : و هذا إسناد ضعيف جدا ، و فيه علتان : الأولى : محمد العرزمي هذا فإنه
متروك كما في " التقريب " .
الأخرى : حامد بن آدم المروزي فقد كذبه الجوزجاني و ابن عدي ، و عده أحمد بن
علي السلماني فيمن اشتهر بوضع الحديث و لهذا قال الهيثمي في " المجمع " ( 10 /
225 ) بعد أن عزاه للطبراني : و فيه حامد بن آدم و هو كذاب .
قلت : لكن تعصيب الجناية به وحده قصور مع أن فوقه ذاك المتروك ، و لا سيما و لم
يتفرد به حامد فقد أخرجه أبو بكر الذكواني في " اثنا عشر مجلسا " ( 7 / 2 )
قال حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سلم الجعابي حدثنا عمر بن أيوب
السقطي حدثنا محمد بن عمر بن أبي رزمة حدثنا الفضل بن موسى به و ابن أبي رزمة
هذا الظاهر أنه محمد بن عبد العزيز أبو رزمة فإنه الذي ذكروه في الرواة عن
الفضل بن موسى شيخه في هذا السند ، فإذا كان هو هذا فهو ثقة من رجال البخاري و
يكون تصحف اسم أبيه عبد العزيز على بعض النساخ فكتب بدله : عمر ، و أما الراوي
عنه عمر بن أيوب السقطي فالظاهر أيضا أنه الموصلي و هو ثقة من رجال مسلم بل هو
غيره فهذا عبدي كما في " التهذيب " و ذاك سقطي و هو مترجم في " تاريخ بغداد " (
11 /
219 ) و هو ثقة ، لكن الراوي عنه الجعابي ضعيف ، فإنه و إن كان حافظا مشهورا
فإنه فاسق رقيق الدين كما قال الذهبي ، و ذكر الدارقطني أنه اختلط و إن كان
الجعابي حفظ هذا السند فتلك متابعة قوية لحامد بن آدم ، و هي مما يستدرك على
السيوطي فإنه أورد الحديث من طريق الطبراني التي فيها ذاك الكذاب و أعرض عن هذه
السالمة من مثله ! و تبعه على ذلك المناوي إلا أنه تعقبه بكلام الهيثمي السابق
في حامد و ذهل عن هذه الطريق السالمة منه و هذا كله يصدق المثل السائر : كم ترك
الأول للآخر ! .
(1/314)

________________________________________



238 - " إذا وضعت المائدة فلا يقوم رجل حتى ترفع المائدة ، و لا يرفع يده و إن شبع
حتى يفرغ القوم ، و ليعذر فإن الرجل يخجل جليسه فيقبض يده و عسى أن يكون له في
الطعام حاجة " .



قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 411 ) :



ضعيف جدا .


أخرجه ابن ماجه ( 2 / 309 ) من طريق عبد الأعلى عن يحيى بن أبي كثير عن عروة بن
الزبير عن ابن عمر مرفوعا .
قال البوصيري في " الزوائد " ( 4 / 14 ) : في إسناده عبد الأعلى بن أعين و هو
ضعيف .
قلت : بل ضعيف جدا ، قال أبو نعيم : روى عن يحيى بن أبي كثير المناكير .
قلت : و هذه منها .
و قال الدارقطني : ليس بثقة ، و قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به .
و الجملة الأولى من الحديث رويت بإسناد آخر و لكنه ضعيف جدا أيضا و هو :
(1/315)

________________________________________



239 - " نهى أن يقام عن الطعام حتى يرفع " .



قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 412 ) :



ضعيف جدا .


أخرجه ابن ماجه ( 2 / 309 ) من طريق الوليد بن مسلم عن منير بن الزبير عن مكحول
عن عائشة مرفوعا ، قال البوصيري في " الزوائد " ( 4 / 13 ) : في إسناده
الوليد بن مسلم مدلس ، و كذلك مكحول الدمشقي ، و منير بن الزبير قال فيه دحيم :
ضعيف ، و قال ابن حبان : يأتي عن الثقات بالمعضلات لا تحل الرواية عنه إلا على
سبيل الاعتبار .
و في " الميزان " بعد أن ذكر قول ابن حبان فيه و ساق له هذا الحديث : و الحديث
أيضا منقطع ، يعني بين مكحول و عائشة ، قال المناوي في شرح " الجامع " : فرمز
المصنف لحسنه غير حسن .
(1/316)

________________________________________



240 - " نهى عن ذبائح الجن " .



قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 413 ) :



موضوع .



ذكره ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 2 / 302 ) من رواية ابن حبان في
" المجروحين " ( 2 / 19 ) عن عبد الله بن أذينة عن ثور بن يزيد عن الزهري عن
حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا ، و قال : قال ابن حبان : عبد الله
منكر الحديث جدا يروي عن ثور ما ليس من حديثه .
و تعقبه السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 226 ) فقال : قلت : أخرجه أبو عبيد في
" غريبه " و البيهقي من طريقه : أنبأنا عمر بن هارون عن يونس عن الزهري رفع
الحديث .
قلت : و هذا التعقيب لا طائل تحته ، فإن عمر بن هارون متفق على تضعيفه بل قال
فيه يحيى بن معين و صالح جزرة : كذاب ، فسقط حديثه .
و الحديث في " سنن البيهقي " ( 9 / 314 ) من الوجه الذي ذكره السيوطي و عنده
عقب الحديث ما نصه : قال : ( لعله يعني الزهري ) و أما ذبائح الجن : أن تشتري
الدار و تستخرج العين و ما أشبه ذلك فتذبح لها ذبيحة للطيرة ، و قال أبو عبيد :
و هذا التفسير في الحديث معناه : أنهم يتطيرون إلى هذا الفعل مخافة أنهم إن لم
يذبحوا فيطعموا أن يصيبهم فيها شيء من الجن يؤذيهم ، فأبطل النبي صلى الله عليه
وسلم هذا و نهى عنه .
قلت : لقد علمت أن الحديث غير صحيح ، فالعمدة في النهي عن هذه الذبائح الأحاديث
الصحيحة في النهي عن الطيرة ، والله أعلم .
(1/317)

********************************************
يتبع ...

v]: hgsgsgm hgqudtm