كوهين
Cohen
«كوهين» كلمة عبرية تعني «كاهن» ويُعتبَر حامل هذا اللقب سليل الكهنة ومن نسل هارون أخي موسى الكاهن الأعظم.وتنطبق عليه المحظورات المختلفة مثل ضرورة أن يتزوج من عذراء فلا يتزوج مطلقة، وأنيتمتع بكل المزايا كأن يقوم بتلاوة التوراة في المعبد اليهودي.

ومن الأسماءالأخرى المرادفة لكلمة «كوهين» في المعنى، كلمة «كاهن» و «كوهان» و «كاجان» و«كان»و«كوجين» و«كون» و«كوون» و«كوين» و«كوفين». وأحياناً يُترجَم الاسم فيقال مثلاً «أجرانات»، وهي ترجمة روسية لكلمة «هاروني» أو من «نسل هارون».

وكلمة «كاتس» اختصار لكلمة «كوهين تساديك» أي «كاهن الاستقامة والتقوى» ولها نفس دلالةكلمة «كوهين»، وأحياناً تُزاد الصيغة لتصبح «كاتزنلسون» أو «كاتسمان» أو «كاتزنشتاين» أو «كوهنهايم» أو «كوهنشتاين».

وهناك الكثير من اليهود يحملونمثل هذه الأسماء ولا يعرفون شيئاً عنها ثم يفاجأون بأنهم كهنة تنطبق عليهمالمحظورات مثل عدم الزواج من مطلقة الأمر الذي يسبب لهم الكثير من المشاكل فيإسرائيل.

الكاهن الأعظم
High Priest
«الكاهنالأعظم» هو المقابل العربي للكلمة العبرية «كوهنْ هاجدول» وهو كبير موظفي الهيكل.وقد كانت وظيفة الكاهن الأعظم في الأصل مقصورة على أسرة صادوق من ذرية هارون. وهوالذي كان يدخل قدس الأقداس في يوم الغفران ليتفوه بالاسم المقدَّس، وكان هو أيضاًرئيس السنهدرين. ومع أن وظيفة كبير الكهنة كانت دينية، فقد كانت لها أبعادهاالدنيوية، فالكاهن الأعظم كان يُعَدُّ من رجالات المملكة العبرانية وجزءاً منالأرستقراطية الحاكمة. ولعل هذا هو السبب في أن الصراع كان ينشب دائماً بينه وبينالأنبياء الذين كانوا يمثلون القوى الشعبية في كثير من الأحوال.

وكان الملكيضطلع أحياناً بوظيفة كبير الكهنة كما فعل داود (1004 ـ 965 ق.م) (صموئيل ثاني 6/12ـ 19). وفي الترتيب الهرمي للمجتمع العبراني، كان الملك يسبق الكاهن الأعظم فيالمنزلة، ولذلك خلع سليمان كبير الكهنة ونفاه. وفي حفل تكريس الهيكل، كان سليمانالموظف الأساسي، أما بقية الكهنة فكانوا يقومون بالأعمال الوضيعة. وقد جاء وَصْفالكاهن الأعظم وردائه في سفر اللاويين (16/11 ـ 17). وكان الرداء يُسمَّى «إفود»،وهو ثوب يشبه الصُّدرة، كان يلبسه رئيس الكهنة العبراني أثناء خدمة الكهنوت، وكانهذا الثوب يُصنع من كتان دقيق ومبروم بلون الذهب واللون الأزرق والأرجوانيوالقرمزي. وكان يُثبَّت على الجسم بواسطة شريطين للكتفين من فوق، وحزام من أسفل،وعلى كلٍّ من شريطي الكتف كان يوجد حجر جَزْع منقوشة عليه أسماء قبائل يسرائيلالاثنتي عشرة. وكان الثوب يتصل بالصدرة بواسطة سلاسل ذهب. وكانت الصدرة تحتوي علىاثني عشر حجراً كريماً موضوعة في أربعة صفوف وفيها وسائل القرعة المقدَّسة: الأوريموالتُميِّم والتي كانت تُستخدَم في تَبيُّن إرادة الإله. وكان الكاهن يلبس تحتالإفود ثوب الإفود الأزرق الذي كان يمتد إلى قدمي الكاهن. وكانت الأحجار الاثنا عشرتحمل أسماء قبائل يسرائيل الاثنتي عشرة وتشير إلى أن الكاهن يمثل كل الشعب وأنهيُقدّم العبادة عنهم وباسمهم (خروج 28/31 ـ 35 و 39/22 ـ 26).

وحيث إنالهيكل لم تكنتتبعه أية أراض زراعية، كان اليهود يرسـلون إليه التبرعات (نصـفشيكل) وهـو ما كان يُدر عليه مالاً وفيراً. كما أن بعض أثرياء اليهود، على عادةالأثرياء في الشرق الأدنى القديم، كانوا يودعون أموالهم فيه. وقد أدَّى هذا إلىتعميق البُعد الدنيوي لوظيفة الكاهن الأعظم لأن دخله كان يُعَدُّ أهم مصدر ليهودفلسطين.

ومع دخول العبرانيين، ابتداءً من القرن السادس قبل الميلاد، فيإطار الإمبراطوريات الكبرى (البابلية والفارسية واليونانية والرومانية) التي كانتتحتفظ لنفسها بسلطة القرار في الشئون العسكرية والخارجية وتترك للشعوب المحكومةشيئاً من الاستقلال الذاتي لإدارة شئونها الدينية والداخلية، بدأت وظيفة الكاهنالأعظم تكتسب أهمية متزايدة، وخصوصاً أن الفُرس كانوا يفضلون التعاون مع طبقةكهنوتية مأمونة الجانب على التعاون مع أرستقراطية عسكرية أو مع أعضاء أسرة داودالمالكة. وبالفعل، تم تقسيم السلطة في فلسطين، فكان المرزبان (مندوب الإمبراطورية)يُمسك بالسلطة الدنيوية ويترك السلطة الروحية والشئون الداخلية في يد كبير الكهنة.وتَحوَّل اليهود إلى جماعة يرأسها الكاهـن الأعظـم حيث ورث شارة الملكية وأصبح يمسحبالزيت بدلاً من الملك. ولا يعني هذا أنه أصبح ملكاً وإنما يعني أنه أصبح يرأس نخبةحاكمة تضم اللاويين والكهنة وأثرياء اليهود الذين كانوا يقودون الشعب ويديرون شئونهالداخلية من خلال إطار تنظيمي هرمي لحساب الإمبراطورية الحاكمة. وقد اعترف البطالمةبهذا المنصب وبالمجمع الكبير، واعتبروهما ممثلين للشعب اليهودي وأعفوهما منالضرائب، واعترفوا بحرية اليهود في ممارسة شعائر أسلافهم.

ولكن، ورغم قوةمركز الكاهن الأعظم، ظهرت مراكز قوة أخرى تعاون معها السلوقيون وهي طبقة أثرياءاليهود ملتزمي الضرائب والتجار وغيرهم ممن أصبح همهم السيطرة على منصب الكاهنالأعظم، ولذا كان يتم التعيين في هذا المنصب عن طريق الرشوة. وقد أصبح الكاهنالأعظم لا يعيَّن مدى الحياة، الأمر الذي زاد ضعفه. كما أن المنصب لم يَعُد مقصوراًعلى أسرة صادوق.

وكانت الأسرة الحشمونية أسرة من الملوك الكهنة إذ كانالملك هو نفسه كبير الكهنة. فقد انتخب يوناثان شقيق يهودا المكابي قائداً وكاهناًأعظم (160 ـ 142 ق.م).

شهدت هذه الفترة ظهور فرقة الصدوقيين، وهم من كبارالكهنة ويمثلون مصالح فئتهم، حيث التفوا حول النخبة الحاكمة وتحالفوا معها. وفيمقابل ذلك، ظهر الفريسيون الذين كانوا يضمون في صفوفهم كثيراً من الكتبة شراحالشريعة الذين دافعوا عن الشريعة الشفوية. كما كانوا يضمون في صفوفهم فقراء الكهنةومتوسطي الحال منهم. وقد عارض الفريسيون قيام ملوك الحشمونيين بحمل لقب كبيرالكهنة. وانفصلت الوظيفتان بالفعل عام 63 ق.م في عهد هيركانوس الثاني.

ومعاحتدام الصراع الطبقي داخل المجتمع العبراني اليهودي في فلسطين، واحتدام الصراع بينالقوى الدولية (السلوقيين ضد البطالمة والرومان ضد الجميع)، احتدم الصراع حول منصبكبير الكهنة. ففرَّ الكاهن الأعظم أونياس الرابع إلى مصر وأسس بإيعاز من البطالمةهيكلاً (145 ق.م) وعبادة قربانية يهودية كان هو كاهنها الأعظم. وحينما تولى هيرودالحكم (37 ق.م ـ 4م)، ولم يكن بوسعه أن يشغل هذا المنصب لأنه كان من أصل أدومي، حرصعلى السيطرة على كبير الكهنة فكان يعيِّن ويَعْزل كما يشاء. وحينما أصبحت فلسطينمقاطعة رومانية، أصبح الكاهن الأعظم مجرد موظف روماني، بل إن رداءه الكهنوتي كانعهدة عند الحاكم الروماني لا يعطيه للكاهن الأعظم إلا قبل الاحتفال بعيد الغفرانعلى أن يستردها منه بعد ذلك مباشرة. وأصبح الكاهن الأعظم محطّ سخرية اليهود، فكانوايُطلقون عليه النكات. وحينما نشب التمرد اليهودي الأول ضد الرومان (66 ـ 70م)، قامالغيورون بطرد الأرستقراطية الكهنوتية التي كانت تقيم في القدس، وذبحوا بعضأعضائها، واختاروا كبير الكهنة من صفوف الفقراء وبالقرعة. وكان هؤلاء الكهنة آخر منشغل هذا المنصب فبعد دخول تيتوس إلى القدس، وبعد تحطيمه الهيكل (70م)، اختفتالعبادة القربانية تماماً واختفى الصدوقيون وظهر الحاخامات باعتبارهم قوة ذات طابعديني قوي واضح وطابع دنيوي خافت.

بعــل
Baal
«بعل»كلمة فينيقية تعني «السيد» أو «المولى» أو «الزوج» أو «المالك» أو «الرب». ورغم أنمجمع الآلهة الكنعاني كان يترأسه «إيل»، فإن ابنه بعل إله الخصب (الذي كان يُعرَفأيضاً باسم «هدد») كان يلعب الدور الأساسي في المجمع، وقد أصبحت كلمة «بعل» مرادفةلكلمة «إله» بحيث أصبح هناك «بعل شامَيم» (بعل السماء)، أي «إله السماء»، و«بعلهارعد»، أي «إله الرعد». وقد أصبح «بعل شاميم» الرب السامي الأسمى في الألف الأخيرقبل الميلاد، كما أصبح تجسيداً للشمس والسماء ذاتها، ولذا فهو مانح المطر والشمسوالخصب والمحصولات. كما كان لكل بلد إله يبدأ اسمه بكلمة «بعل» وينتهي باسم تلكالبلد أو المدينة، مثل «بعل فغور» أو «بعل جرمون». ولم يكن البعليم (جمع بعل)، مثليهوه، آلهة حرب، بل كانت آلهة طبيعة مسالمة تمثل قوى الخصب والحياة وتتزاوج فيمابينها، فهي تنقسم إلى ذكور وإناث، وكانت زوجة بعل تُسمَّى «بعلة» أو «عشتارت» أو «عشيراه» أو «عنات». وكان الكنعانيون يختارون الأماكن المرتفعة، كالجبال والتلال،فيبنون عليها أبنية تصبح مذابح يخصصونها للإله.ومنذ دخولهم إلى فلسطين،أخذ العبرانيون عن الكنعانيين الكثير بما في ذلك الزراعة وعبادة بعل. وكانوا يعبدونيهوه وبعلاً جنباً إلى جنب.وقد سمَّى شاؤول أحد أبنائه يوناثان (أي: يهوه أعطى)،وسمَّى الآخر إيشبعل (أي: رجل بعل).كما أنهم عبدوا يهوه من خلال طقوس الخصوبةالمرتبطة بعبادة بعل.وكان عامتهم يرون أن يهوه هو الإله القومي (إله التاريخ)،وأنبعلاً هو مانح الخصوبة (إله الطبيـعة)، ولــذا كانــوا يلجأون إلى يهوه فيالمناسبات القومية وفي لحظات الأزمة ويلجأون إلى بعل في حياتهم اليومية.

وقد حاول الأنبياء في القرن التاسع قبل الميلاد، ابتداءً من إلياهو على وجهالخصوص، إقناع الشعب بأن يهوه هو الإله القومي واليومي، وأنه هو إله الطبيعةوالتاريخ. وربما كانت ثورة الأنبياء رد فعل لما قامت به إيزابيل، زوجة الملك آخاب،التي بنت معبداً للإله بعل بجوار معبد يهوه في السامرة، وبذا أصبحت عبادة بعل عبادةمستقلة. وبعد سقوط أسرة عمري، بدأ ياهو في تنقية العبادات. ومع هذا، استمرت عناصرمن عبادة بعل، الأمر الذي اضطر معه أنبياء القرن الثامن قبل الميلاد إلى العودةللهجوم عليها مرة أخرى.
وقد تركت عبادة بعل أثرها العميق في عبادة يهوه.والواقع أن الإشارة إلى يهوه بأنه «الأب»،وإلى الإنسان بأنه «ابن الإله»،هي أثر منآثار عبادة بعل.وقد تَطوَّر مفهوم الإله في العقلية الدينية اليسرائيلية بعد أنأصبح يهوه حاملاً لصفات البعولة (البعلية) وقدراتها.

وتقترن عبادة بعل فيالوجدان الديني الإثني اليهودي بالخروج من الانعزالية اليهودية لأن عبدة بعل يعبدونإله الأغيار. ويجب أن نتذكر أن اليهود الأوائل كانوا يؤمنون بإله قومي واحد ولميكونوا موحدين. ولــذا، فــإن الاسـتنكار اليهــودي لعبــادة بعل ليس دينياً وحسبوإنمـا هو قـومي أيضــاً. وفي الأدب الصهــيوني، يُقــارن أعضـاء الجمـاعــاتاليهودية المندمجون في مجتمعاتهم بعبدة بعل.

العجل الذهبي
Golden Calf
«العجل الذهبي» تمثال من الذهب عبده أعضاء جماعة يسرائيل عندقاعدة جبل سيناء، عندما كان موسى يتعبد فوق الجبل. وعبادة العجل الذهبي تعبير عنالطبقة الحلولية داخل التركيب الجيولوجي التراكمي اليهودي. وقد جمع هارون الحليالذهبية منهم بعد إلحاح شديد منهم، وصهرها وصبها على هيئة تمثال كان يُعَدُّ تجسداًللإله. وقـد غضب الإلـه على شـعبه وقرَّر إبادتهم، ولكن موسـى تضرع أمامـه: « لماذايارب يحمَى غضبك على شعبك الذي أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة، لماذايتكلم المصريون قائلين أخرجهم بخبث ليقتلهم في الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض. ارجععن حُمُوّ غضبك، واندم على الشر بشعبك... فندم الرب على الشر الذي قال إنه يفعلهبشعبه » (خروج 32/12ـ 14). ويُلاحَظ أن احتجاج موسى على الرب ينبع من تَصوُّر حلوليله، أي أن كلاًًّ من الحادثة والاحتجاج عليها ينبعان من الرؤية الحلولية الكمونيةنفسها. وقد حطَّم موسى لوحي الشهادة في لحظة غضبه، ثم أخذ العجل الذي صنعوه وأحرقهبالنار وطحنه حتى صار ناعماً وذَرَّاه على وجه الماء وسقى أعضاء جماعة يسرائيل (خروج 32/20)، ثم قتل نحو ثلاثة آلاف رجل.

وقد سبَّبت هذه الحادثة كثيراًمن الحرج للحاخامات والمفسّرين اليهود بسبب اشتراك هارون في عبادة العجل (وخصوصاًأن اللاويين رفضوا الاشتراك في تلك السقطة). ولم تكن عبادة العجول الذهبية أمراًغريباً في الديانة الكنعانية القديمة إذ كان الثور رمزاً محبَّباً للخصب، وكانتكلمة «إيل» تشير إلى الثور الأب في عبادتهم. ورغم الوصية الثانية من الوصايا العشر (خروج 20/4)، فقد وجدت صور الثور وتماثيله طريقها إلى عبادات العبرانيين وفنونهم.ففي أيام سليمان، وقت بناء الهيكل، نجد أن الحوض المسمَّى «البحر المسبوك» أو «بحرالنحاس»، يصور المعاني الوثنية في الكون، إذ يرتكز على اثنى عشر ثوراً، كل ثلاثةمنها تتجه صوب إحدى الجهات الأربع (ملوك أول 7/3: 26). وقد بُعثت عبادة العجولالذهبية من جديد على يد الملك يربعام في دان وبيت إيل (ويُقال إن يربعام تعلَّمعبادة العجل من عبادة عجل آبيس في مصر، كما يُقال أيضاً إنها هي عبادة هاتور نفسها،البقرة المقدَّسة). وثمة رأي يذهب إلى أن العجول لم تكن تجسيداً ليهوه وإنما كانتقاعدة لتمثال، لتجلٍّ غير مرئي ليهوه.

وفي الدراسات اليهودية الحديثة،يكتسب العجل الذهبي دلالات مختلطة، فالصهاينة يستخدمونه رمزاً لليهود الذين يعيشونخارج الأرض المقدَّسة، ويرفضون الهجرة إليها بسبب المستوى المادي المرتفع الذيحققوه في المنفى. أما أعداء الصهيونية فيستخدمونه للإشارة إلى النزعة الحلوليةالوثنية التي بعثتها الصهيونية بين اليهود والمتمثلة في عبادة العجل الذهبي الجديد،أي الدولة الصهيونية. وبعد حرب أكتوبر، شبَّه بعض الإسرائيليين نظرية الأمنالإسرائيلية بالعجل الذهبي باعتبار أنها أدخلت الأمن الزائف على قلوب الإسرائيليين.