وموضع انه خلق لاجلنا ايضا اعترض عليه
بلى يا ضيفنا هذا الحيوان وغيره من الحيوانات التي تخدمنا وحتى التي نعتقد أنها لا تخدمنا .. خلقت لأجلنا
وأعطيك الدليل :

هذه البعوضة الصغيرة التي تشرب من دماء الإنسان وتعيش عليه أو العقرب الذي يلدغه بالسم ويميته تراه يجري هنا وهناك ويجري وراءه رجل طويل عريض ولا يستطيع الإمساك به وقد يصيبه بالمرض فيقتله العقرب أو تقلق راحته البعوضة أو يقتله فيرس حقير الحجم لا يُرى ولا يستطيع السيطرة عليه

في حين أنك تسير في الريف تجد طفل صغير لا يتعدى طوله سنتيمترات يجر بقرة كبيرة أو ثور ويذهب به إلى الحقل ويعود
أو يجر فيل في الهند ويركبه ويمسك له السياط ويضربه إن لزم الأمر

فمن هذا الذي سخر هذا الفيل وهذه الحيوانات الكبيرة لتخدم طفل صغير يتحكم هو فيها ؟ في حين أن الإنسان إلى الآن لا يقدر على الفيروسات التي لا نراها سوى بالميكروسكوب والديدان التي إن تمكن منها سيفعصها بين أصابعه ولكنه أحياناً لا يطولها فتقضي عليه

من الذي سخر هذا لهذا ؟ ومن الذي سلط هذا على هذا ؟

إذاً عندما أرى هذا الطفل يجر هذه البقرة الكبيرة والفيل الضخم يجب أن أؤمن أن هناك قوة سخرت هذا الحيوان الضخم تحت أمر هذا الطفل لتخدمه وتطيع أوامره
هي هي نفس القوة التي سخرت الشمس لتضئ الأرض وتخدم الإنسان بفوائدها العديدة وهي هي نفس القوة التي تمسك الكواكب العظيمة في دورانها كي لا تصطدم بالأرض فتقضي على البشرية في لمحة بصر في حين أن باقي الكواكب تحدث بها الانفجارات والاصطدامات وأأمنها كوكب الأرض

هذه القوة التي انتقت مخلوقات يسخرها طفل صغير وانتقت مخلوقات أخرى حقيرة الحجم لا يقدر عليها الإنسان ليست غوغائية أو عشوائية
بل إنه نظام محكَم أشد الإحكام منذ ظهور الإنسان وإلى ماشاء الله

وحتى الحيوانات والحشرات التي نعتقد أنها لا تفيدنا هي مسخرة لأجلنا لأنها عضو في سلسلة غذاء كبيرة ستجد الإنسان طرفاً فيها

فحتى وإن كانت البعوضة مميتة للإنسان ..فهذه البعوضة إن اختفت وانقرضت ستؤثر على مجموعة كبيرة تضم الكثير من المخلوقات ستتأثر بتأثرها ومن ثم يتأثر بها الإنسان

ولعلك تذكر دب الباندا الذي انقرض وقامت الدنيا عليه ولم تقعد حتى قاموا باستنساخ دب من فصيلته حتى لا ينقرض


إذاً فكل مخلوق على هذه الأرض عندما تبحث عن حياته وطبيعته ستجده يصب في النهاية لمصلحة الإنسان وإذا اختفى هذا الحيوان أول من سيتضرر وسيظهر أثر ضرره على البيئة بأكملها هو أيضاً الإنسان
لذلك فالكون كله بتوازنه البيئي وكواكبه وأفلاكه وحتى زلازله وبراكينه يسير على خطى وسنن تخدم هذا الإنسان وللأسف يجحد الإنسان هذه النعم ويجحد خالقها وينكره ويعبد غيره ويجاهره بالمعاصي ليل نهار

فهل من العدل أن يعطينا الله كل هذه النعم ثم نستنكر ونقول هذا ظلم للحيوان وقد خلقت أصلاً من أجلنا نحن ؟ بدل ما نشكر.. نكفر ونلوم ونعاتب على أن تم الإنعام علينا بهذه النعم ؟

ومعذرة على الإطالة :)

وأترك لك الأمر لكي تفكر فيه