صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 20
 
  1. #1
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية abcdef_475
    abcdef_475 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 118
    تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1,797
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر المحروسة
    الاهتمام : السباحة ، كرة القدم ، الهوكي ، القراءة
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي حكياتي مع الكنيسة المصرية - الانبا بيشوي ج1


    حكياتي الكنيسة المصرية الانبا بيشوي

    الحمد لله رب العالمين ، الأول الآخر ، الظاهر الباطن ، حمداً كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه ، في الأولين ، والآخرين ، وفي كل وقتٍ وحين .

    والصلاة والسلام على النبي الخاتم الأمين ، صاحب المقام المحمود ، سيد ولد آدم ، النبي المصطفى ، حبيب الرحمن ، نبي المرحمة ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ، صلاة دائمة بلا أنقطاع ، عليه وعلى إخوانه السابقين من الأنبياء والمرسلين .


    ورضي الله عن آله بيته الغر الميامين ، وصحابته الكرام الأعلام ، خلاصة العلم بعد النبيين .


    أما بعد ؛ فقد خرج علينا أحد السفهاء ، يحمل رتبة أنبا في الكنيسة المصرية ويدعى مكرم إسكندر نقولا ، أو بيشوي كما يطلق عليه " الأنبا بيشوي " .


    تمخض هذا الأحمق مرتين بتصريحات حمقاء مثله ، لا يمكن وصف قائلها إلا بأنه شخص أرعن غير مسؤول .


    ففي المرة الأولى خرج علينا هذا الأحمق بوجهه القبيح ليقول أن النصارى الموجودين في مصر الآن هم أصل البلد وأن مسلميها مجرد ضيوف عليهم [1] ، وكان قبل ذلك خرج يتكلم بكل جهل بحقائق التاريخ وبالإسلام ليقول :

    " كان عددهم 4000 جندي جايين من السعودية – يقصد فاتحي مصر – ليه دلوقتي تعداداهم سبعين مليون او ستين مليون واحنا تعدادنا اقل بكتير ؟ ليه ؟ لأن في ناس كتير لما قالولهم يا الجزية يا السيف ملقاش يدفع الجزية فقال الشهادين ... ودا السبب ان عددهم بقى أكتر مننا .... وإنتوا الأبطال – ويقصد الحاضرين – اللي قاعدين دلوقتي تقولولي ابطال في ايه ما الابطال اللي استشهدوا ... أيوة في استشهدوا كتير ، لا أقصد الأبطال اللي باعوا بيوتهم عشان يدفعوا الجزية ... الأبطال اللي اشتغلوا 24 ساعة ليل ونهار عشان يدفعوا الجزية .[2]


    وهذا هو الجهل بعينه ، لأن الإسلام لم يقل إما الجزية وإما السيف ، والجزية لم تُشكل في يوم من الأيام أي عبء على نصارى مصر أو غيرهم كما يريد أن يوصل هذا المدلس للعوام .

    ذلك لأنه لم يقرأ عن الجزية في الإسلام وماهيتها ، ولم يقرأ عن عدل الإسلام وسماحته ، بل يكتفي بأن يقول كلام المصاطب هذا ، ولا عجب في ذلك ، فالمصاطب هي من شكلت ثقافته عن الإسلام .


    يقول الإمام القرطبي رحمه الله :


    وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين ، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني. واختلف في الرهبان ... [3]


    والغريب أنه لم يذكر لنا التاريخ حالات لنصارى في مصر قتلوا لأجل أن يدفعوا الجزية ، أو باعوا بيوتهم لأجل ذلك كما يدعي هذا الخَرِف .

    فعلى ما أظن أنه كان يتحدث عن جزية أخرى غير جزية الإسلام ، وأناس آخرين غير نصارى مصر .


    والعجيب أن ما يقوله بيشوي يطعن في جدوده وآباؤه ويشكك في إيمانهم ، وبه إعتراف ضمني على أنهم ضعيفي الإيمان ، وأنهم إختاروا الحياة الدنيا مقابل إنكار المسيح ورفضهم للإستشهاد .


    والمدهش في الأمر أن بيشوي نفسه يتجاهل وحدة وإنصهار وإختلاط العنصر المصري ، فيزعم أن المسيحيين هم أصحاب الأرض وأن المسلمين مجرد ضيوف ، مع العلم بأن
    6% من الشعب المصري قبائل عربية ترجع أصولها إلى الفتوحاتالأولى و2% قبائل بربر مستعربة جاءت إلى مصر في القرن التاسع من الغرب معالفاطميين، و2% قبائل بدوية من أهل البلاد الأصليين، و2% بوهيميون، و88% لعائلات مسيحية تحوّل تسعة أعشارها إلى الإسلام وهم يشكلون الأغلبية. أيأصول 80% من المسلمين المصريين في الأساس مسيحية[4] .

    وفي المرة الثانية خرج علينا بوجهه القبيح مرة أخرى ليشكك في عصمة القرآن الكريم ، يدعي أنه تم إضافة آيات للقرآن الكريم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ... رمتني بدائها وأنسلت .
    وأن القرآن الكريم لم ينفي صلب المسيح [5].


    والملاحظ على أطروحات بيشوي هي الجهل الشديد بعقائد المسلمين ، ونصوصهم المقدسة ، وفي الحقيقة كانت صدمة كبيرة – على المستوى الشخصي – أن يكون هذا الكلام ذي

    المستوى الأدنى من التقييم خارج من شخص صاحب رتبة كنسية كبيرة .

    فكلامه يترنح ما بين فرضيات بلا دليل لا تفرض إلا في جلسات أرقاها على إحدى المصاطب ، أو إما جهل كبير ولي لأعناق النصوص ، أو كذب وتدليس على علماء وأئمة المسلمون .


    عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ( 89 ) الأعراف


    _________________________________________

    [1]
    في حوار مع جريدة المصري اليوم ، العدد رقم 2285 ، الصادر في 15 سبتمبر 2010 .

    [2]
    http://www.tanseerel.com/main/articl...ticle_no=12226

    [3]
    الجامع لأحكام القرآن ج 8 ص 111 .

    [4]
    ورج بوزنر وآخرون "معجم الحضارة المصرية" ترجمة أمين سلامة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2001، ، ص44 ، نقلاً عن د كامل عبد الفتاح : مزاعم حول أصول المصريين .

    [5]
    كما جاء في حواره مع جريدة الوفد العدد الصادر في 4 / 11 / 2010 .

    p;dhjd lu hg;kdsm hglwvdm - hghkfh fda,d [1





    مدونة النقد النصي للعهد القديم

    www.old-criticism.blogspot.com

  2. #2
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية abcdef_475
    abcdef_475 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 118
    تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1,797
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر المحروسة
    الاهتمام : السباحة ، كرة القدم ، الهوكي ، القراءة
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    حصلت " الوفد " علي نسخة من محاضرة الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس ومطران دمياط وكفر الشيخ،تتضمن كلمته في اليوم الثالث لمؤتمرتثبيت العقيدة في دير الأنبا إبرام بالفيوم.

    شكك " بيشوي "في محاضرته المقرر إلقاؤها أثناء مثول" الوفد " للطبع مساء أمس في صحة بعض آيات القرآن الكريم،وتساءل عن موعد نزولها: هل في حياة النبي محمدصلي الله عليه وسلم أم أنها أضيفت بعد وفاته !.
    أشار بيشوي إلي الآية الكريمة التي تقول : " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم " .

    واستشهد بلقاء عقده بمنزل السفير المصري في قبرص حضره أعضاء السفارة . وأشار إليأنه ذكر خلال اللقاء أن المسيحية تتطابق مع الإسلام باستثناء هذه الآية الكريمة. وتساءل عن موعد نزولها وطالب المسلمين بالبحث فيها،لأنها لو ثبتت لن يكون هناك اتفاق .
    وهنا يلمح هذا البيشوي إلى أن الآية الكريمة :

    لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ( 72 ) المائدة

    ليست من القرءان ولم تنزل على حضرة الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم – وإنما أضيفت إلى القرءان الكريم فيما بعد ذلك بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .

    طبعاً كلام الأنبا بيشوي هذا كلام جديد وفريد من نوعه ، لم يسبقه به أحد من العالمين ، ولا حتى أبو جهل في زمانه !!
    كلام الأنبا بيشوي كلام جاهل متخلف يفتقد لأبسط الدلائل ، وأسس الإستدلال العلمي .
    كلام بيشوي هذا يفتح لنا الباب أيضاً أن نقول جميع الأنبياء قد كتبوا بشارات عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كتبهم ، وقد قام الكتاب والنساخ بإزالتها بعد ذلك .
    هذا هو ببساطة الوجه الثاني لعملة كلام بيشوي .

    الأنبا بيشوي قال هذا الكلام ضارباً بعرض الحائط أوليات وأبسط المعلومات التي تخص الكتاب الذي يتهمه بالتحريف من جهة النقل وهي " التواتر " و " الحفظ في الصدور " .
    هذا التواتر الذي خص الله به هذه الأمة وحدها عن سائر الأمم ، ذلك الصمام المانع لحدوث مثل تلك الأمور ، ودفعها عن كتاب الله عز وجل .
    فهذه آية قرآنية ، متواترة ، ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قد قرأها وقرأها أصحابه والمسلمين الأوائل ، وما بعدهم إلى يومنا هذا ، حتى يشاء الله عز وجل .

    ولو فرضنا مثلاً – على سبيل الجدل – صحة هذيان بيشوي هذا ، فإنه يقول أن المسيحية تتطابق مع الإسلام بإستثناء هذه الآية ، وفي وجهة نظره أنها أضيفت فيما بعد ذلك لتهدم هذا التطابق .
    والسؤال هنا لماذا لم يقوم من قام بإضافة هذا النص لهدم ذلك التطابق المزعوم ، بحذف تلك النصوص التي يرى من خلالها بيشوي التطابق بين المسيحية والإسلام ؟!

    ولا أدري ها هو مستوى إضطلاع بيشوي على النصوص الإسلامية ، وهل قرأ القرءان الكريم كاملاً أم لا ؟
    فمثلاً الآية التي ينكرها بيشوي قد أكد على معناها وفحواها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :
    " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله ".[1]

    فهل هذا الحديث أيضاً تم وضعه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

    كما أن الآية التي أشار إليها بيشوي ليست هي الآية الوحيدة في بيان كفر وشرك من عبد المسيح ، وأنهم جميعاً ليسوا على شيء ، وأن المسيح ابن مريم عبد الله ورسوله :

    لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( 73 ) َفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 74 ) مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآَيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ( 75 ) المائدة

    وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ( 116 ) المائدة

    وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 6 ) الصف

    يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُأَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ( 171 ) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ( 172 ) النساء

    فهل تم أيضاً إضافة هذه الآيات بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
    حقاً ، فمن تكلم في غير فنه فقد أتى بالأعاجيب .

    ______________________________________

    [1] البخاري 60 : ك : أحاديث الأنبياء 45 : ب : قول الله { و اذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها } 2 / 371 ح 3445 .








    مدونة النقد النصي للعهد القديم

    www.old-criticism.blogspot.com

  3. #3
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية abcdef_475
    abcdef_475 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 118
    تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1,797
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر المحروسة
    الاهتمام : السباحة ، كرة القدم ، الهوكي ، القراءة
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    ألمح سكرتير المجمع المقدس إلي احتمال إضافة هذه الآية أثناء قيام عثمان بن عفان بجمع القرآن لمجرد وضع وضع آية ضد المسيحية .

    ورد عليه أحدالمسئولين بالسفارة : هل تقبل تفسير هذه الآية أم لا ؟

    وأجابه بأنه لن يقبل هذه الآية لو هناك إجماع من المسلمين عليها .
    طبعاً بيشوي يقول هذا الكلام ، ويتقول على سيدنا عثمان بن عفان ويرميه هو من حمل هذه المهمة من الصحابة الكرام بما ليس فيهم .
    وهذا أمر غير مستغرب على متحدث كل مصدر علمه عن القرءان الكريم هو ما كان يسمعه من " أكاذيب " من قساوسته وهو صغير ، مروراً " بجهالات " و" ترهات " ما يكتبه إخوانه من القساوسة عن الإسلام العظيم ، بالإضافة طبعاً لكلام " المصاطب " و " حواديت " ما قبل النوم التي تقال في مؤتمرات تثبيت العقيدة .

    اما الكلام العلمي المدروس المُمرجع فقد باعد الله بينه وبينه كما باعد بين المشرق والمغرب .
    فبيشوي هذا وأمثاله من قال فيهم الله عز وجل :

    وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ( 179 ) الأعراف

    بيشوي قد أطلق كلام عللا عواهنه مفاده حدوث إضافات على النص القرءاني في الجمع الثاني الذي تم في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه .

    بيشوي لا يعرف شيء عن القرءان الكريم ولا عن تاريخه الغر الناصع البياض ، من الممكن وبكل سهولة دحض كل أكاذيب وجهالات بيشوي حول الجمع العثماني بتوضيح ما تم فيه وما هي منهجيته والوقوف على فوائده .

    ولكن سأضع له تاريخ موجز للقرءان الكريم وكيفية وصوله لنا وسلامة ووثاقة نصه الشريف ، مع العلم بأن هذا المبحث جد كبير ، ولكن سنحاول وضع هذا الموجز دون إيجاز مخل ، وكذلك دون إطناب يُمل .
    وسنتناول هذا الأمر من خلال ثلاثة محاور عسى أن يتعلم هذا البيشوي هو ومن شايعه في ضروب الجهالة والحمق :

    · في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    · الجمع الأول له في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه .
    · الجمع الثاني في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه .




    مدونة النقد النصي للعهد القديم

    www.old-criticism.blogspot.com

  4. #4
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية abcdef_475
    abcdef_475 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 118
    تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1,797
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر المحروسة
    الاهتمام : السباحة ، كرة القدم ، الهوكي ، القراءة
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    كان جبريل عليه السلام يأتي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالوحي قارئاً عليه القرآن الكريم ، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لخوفه وحرصه على حفظ القرآن وعدم نسيانه ، فكان يحرك شفتاه الشريفتين مردداً خلف جبريل عليه السلام قيل أن يفرغ منه مخافة ألا يضيع منه شيئاً .

    قال بن عباس رضي الله عنه :
    كان يحرك شفتيه – صلى الله عليه وسلم - إذا أنزل عليه فقيل له: {لا تحرك به لسانك} يخشى أن ينفلت منه . [1]

    حتى طمئنه ربنا جل وعلا بأن القرآن لن يتفلت ولن يضيع منه إذ قال :


    لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ( 16 ) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ ( 17 ) القيامة

    وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآَنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ( 144 ) طه


    وفي الحقيقة كان ذلك هو إظهار لطريقة حفظ وتلقى القرآن الكريم في تلك الأمة التي كانت تعتمد على حفظها وذاكرتها في الدرجة الأولى ، فلم تعتمد هذه الأمة على الكتابة والقراءة ، بل كانت للأمية الأغلبية الساحقة ، وكما كان يفعل جبريل عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه رضي الله عنهم ، فكان يقرأ عليهم القرآن ويحفظونه منه .

    فها هو عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يأخذ من النبي صلى الله عليه وسلم بعضاً وسبعين سورة من القرآن الكريم :


    والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة . [2]

    حتى قبل الهجرة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُرسل إلى المدينة من كان يقرأ عليهم القرآن ويعلمهم :


    عن عبادة بن الصامت قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يشغل فإذا قدم رجل مهاجر على رسول الله صلى الله عليه و سلم دفعه إلى رجل منا يعلمه القرآن . [3]


    حتى حفظ جم غفير من الصحابة القرآن الكريم ، ومما يوصلنا إلى ذلك معرفة عدد قتلى الحفاظ في حادثتين أثنتين هما حادثة بئر معونة ، ويوم اليمامة .

    فقد قتل في بئر معونة سبعون من القراء :


    عن أنس بن مالك قال جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا أن ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء فيهم خالي حرام يقرؤون القرآن ويتدارسون بالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة وللفقراء فبعثهم النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان
    ... [4]

    وكذلك يوم اليمامة :


    عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن .. [5]


    قال القرطبي رحمه الله :

    قد قتل يوم اليمامة سبعون من القراء ، وقتل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلمم ببئر معونة مثل هذا العدد .
    [6]

    هذا ، وقد عُرف جمعاً كبيراً من القراء من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم – كما ذكرنا – وسنكتفي بذكر القراء المشهورين منهم على سبيل المثال لا الحصر
    [7]

    ·
    أبو بكر الصديق
    ·
    عمر بن الخطاب
    ·
    عثمان بن عفان
    ·
    على بن أبي طالب
    ·
    أبي بن كعب
    ·
    عبد الله بن مسعود
    ·
    زيد بن ثابت
    ·
    أبو موسى الأشعري
    ·
    أبو الدرادء
    ·
    أبو هريرة الدوسي
    ·
    ابن عباس
    ·
    عبد الله بن السائب
    ·
    حذيفة بن اليمان
    ·
    معاذ بن جبل
    ·
    أبو زيد الأنصارى
    ·
    سالم مولى أبي حذيفة
    ·
    عبد الله بن عمر
    ·
    عقبة بن عامر
    ·
    أبو أيوب الأنصارى
    ·
    عبادة بن الصامت
    ·
    مجمع بن جارية
    ·
    فضالة بن عبيد
    ·
    مسلمة بن مخلد
    ·
    أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصاري
    ·
    عبد الله بن عياش بن ابي ربيعة

    وهكذا إنتقل النص القرآني صدراً من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى صحابته ثم إلى التابعين ومن تبعهم حتى يومنا هذا في سلسلة متصلة لم تنفصل في يوم من الأيام حتى يومنا هذا ، وستظل هكذا قائمة إلى يوم الدين بأمر الله تعالى .


    ومع هذا ، فقد اتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً للوحي يدونون له ما يتلقاه من جبريل عليه السلام من قرآن على الرقاع والأكتاف والعسب واللخاف والأضلاع والكرانيف وغيرها من الأدوات المتوفرة آنذاك ، وهؤلاء الكتاب هم :

    ·
    أبو بكر
    ·
    عمر بن الخطاب
    ·
    عثمان بن عفان
    ·
    على بن أبي طالب
    ·
    الزبير بن العوام
    ·
    عامر بن فهيرة
    ·
    عمرو بن العاص
    ·
    أبي بن كعب
    ·
    عبد الله بن الأرقم
    ·
    ثابت بن قيس بن شماس
    ·
    حنظلة بن الربيع الأسيدي
    ·
    المغيرة بن شعبة
    ·
    عبد الله بن رواحة
    ·
    خالد بن الوليد
    ·
    خالد بن سعيد بن العاص
    ·
    معاوية بن أبي سفيان
    ·
    زيد بن ثابت .[8]

    وهكذا ، حتى كان القرآن الكريم كاملاً مكتوباً بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه لم يكن مجموعاً في مصحف واحد ، بل كان في صدور الحفاظ ومكتوباً على تلك المواد المذكورة آنفاً .


    وعلى هذا فالجمع في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف الحفظ في الصدور كان عن طريق كتابة الآيات في المواد المتاحة في هذا الوقت ووضعها في مكانها في سورها ولكنها لم تكن مجموعة في مصحف واحد وكان لهذا عدد من الأسباب :


    أولها
    :

    أنه لم يوجد من دواعي كتابته في صحف أو مصاحف مثل ما وجد على عهد أبي بكر حتى كتبه في صحف ولا مثل ما وجد على عهد عثمان حتى نسخه في مصاحف فالمسلمون وقتئذ بخير والقراء كثيرون والإسلام لم يستبحر عمرانه بعد والفتنة مأمونة والتعويل لا يزال على الحفظ أكثر من الكتابة وأدوات الكتابة غير ميسورة وعناية الرسول باستظهار القرآن تفوق الوصف وتوفي على الغاية حتى في طريقة أدائه على حروفه السبعة التي نزل عليها .


    وثانيها
    :

    أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بصدد أن ينزل عليه الوحي بنسخ ما شاء الله من آية أو آيات
    .

    ثالثها
    :

    أن القرآن لم ينزل مرة واحدة بل نزل منجما في مدى عشرين سنة أو أكثر .


    رابعها
    :

    أن ترتيب آياته وسوره ليس على ترتيب نزوله فقد علمت أن نزوله كان على حسب الأسباب أما ترتيبه فكان لغير ذلك من الاعتبارات وأنت خبير بأن القرآن لو جمع في صحف أو مصاحف والحال على ما شرحنا لكان عرضة لتغيير الصحف أو المصاحف كلما وقع نسخ أو حدث سبب مع أن الظروف لا تساعد وأدوات الكتابة ليست ميسورة والتعويل كان على الحفظ قبل كل شيء ولكن لما استقر الأمر بختام التنزيل ووفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمن النسخ وتقرر الترتيب ووجد من الدواعي ما يقتضي نسخه في صحف أو مصاحف وفق الله الخلفاء الراشدين فقاموا بهذا الواجب حفظا للقرآن وحياطة لأصل التشريع الأول مصداقا لقوله سبحانه :


    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
    ( 9 ) الحجر


    [1]
    رواه البخاري في صحيحه 65 : ك : التفسير 75 : 1 : ب : سورة القيامة قوله " لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ " ح 4927 ج 3 ص 333 .

    [2]
    رواه البخاري في صحيحه 66 : ك : فضائل القرآن 8 : ب : القراء من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ح 5000 ج 3 ص 357 .
    ومسلم 44 : ك : فضائل الصحابة 22 : ب : فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله تعالى عنهما ح 4262 ج 7 ص 487 بشرح القاضي عياض .
    والنسائي في الكبرى 75 : ك : فضائل القرآن 9 : ذكر قراءة القرآن ح 7997 ج 5 ص 8 .
    والبغوي في شرح السنة ج 14 ص 151 .
    وأحمد في المسند ج 1 ص 411 ح 3906 .
    وقد اخذ باقي القرآن عن أصحابه كما في رواية عاصم عن بدر . فتح الباري ج 9 ص 47 .

    [3]
    رواه أحمد في مسنده ج 5 ص 324 ح 22818 ، وإسناده حسن .

    [4]
    أخرجه مسلم في صحيحه 33 : ك : الإمارة 41 : ب : ثبوت الجنة للشهيد ح 1902 ج 6 ص 325 بشرح القاضي عياض .

    [5]
    أخرجه البخاري في صحيحه 66 : ك : فضائل القرآن 3 : ب : جمع القرآن ح 4986 ج 2 ص 353 .
    والترمذي 48 : ك : التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 10 : ب : سورة التوبة ح 3103 ج 5 ص 281 ، وقال حسن صحيح ، وصححه الألباني .
    والنسائي في الكبرى 75 : ك : فضائل القرآن 8 : ب : ذكر كاتب الوحي ح 7995 ج 5 ص 8 .

    [6]
    مناهل العرفان ج 1 ص 205 .

    [7]
    المزيد في معرفة كبار القراء للإمام الذهبي ج 1 ص 102 وما بعدها .

    [8]
    زاد المعاد ج 1 ص 45 .




    مدونة النقد النصي للعهد القديم

    www.old-criticism.blogspot.com

  5. #5
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية abcdef_475
    abcdef_475 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 118
    تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1,797
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر المحروسة
    الاهتمام : السباحة ، كرة القدم ، الهوكي ، القراءة
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    الجمع الأول في عهد الصديق أبي بكر :

    في عام احدى عشر من الهجرة قامت معركة ضروس أطلق عليها اسم " اليمامة " استشهد فيها العديد من القراء ، مما دفع الفاروق عمر لمخاطبة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما في جمع القرآن في مصحف واحد خشية أن يضيع ، وظل أبي بكر الصديق يتردد في الأمر ويراجعه عمر حتى وافق على فكرة الجمع في مصحف واحد ، مع يقين هؤلاء بوعد الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه ، فشرع ابي بكر الصديق آخذاً بالأسباب بالقيام بهذه المهمة وكلف زيد بن ثابت بهذه المهمة ، ذلك الشاب القوي الذي لا ينهمك ، الذي توافرت عدة صفات فيه مثل حفظه للقرآن الكريم ، وكان من كتبة الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم ، كما حضر العرضة الأخيرة للقرآن الكريم :

    عن عبيد بنالسباقِ، أن زيد بن ثابت ـ رضى الله عنه ـ قال أرسلإلى أبو بكر مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بنالخطاب عنده قال أَبو بكر ـ رضى الله عنه ـ إن عمرأتاني فقال إن القتل قد استحر يوم اليمامةبقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتلبالقراء بالمواطِن، فيذهب كثير من القرآنوإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.‏ قلت لعمركيف تفعل شيئًا لم يفعله رسول الله صلى الله عليهوسلم قال عمر هذا والله خير.‏ فلم يزل عمريراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت فيذلك الذي رأى عمر.‏ قال زيد قال أبو بكر إنكرجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحىلرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعهفوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كانأثقل على مما أَمرني من جمع القرآن قلت كيفتفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلمقال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعنِيحتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكروعمر ـ رضى الله عنهما ـ فتتبعت القرآن أجمعه منالعسب واللخاف وصدور الرجال حتَّى وجدت آخرسورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدهامع أحد غيره " ‏لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ " حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبِي بكرحتى توفّاه الله ثم عند عمر حياتَه ثم عندحفصة بِنت عمر ـ رضى الله عنه ـ‏ . [1]

    وبالفعل قد بدأ العمل وكانت خطته كالآتي :
    · أن يأتي كل من تلقى شيء من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زيد ومن معه .
    · أن لا يقبل من أحد شيء حتى يشهد عليه شهيدان، أي أنه لم يكن يكتفي بمجرد وجدان الشيء مكتوبًا حتى يشهد عليه شهيدان .
    · أن يكتب ما يؤتى به في الصحف .
    · أن لا يقبل مما يؤتى به إلا ما تحقق فيه الشروط الآتية :
    - أن يكون مكتوبا بين يدي النبي ، لا من مجرد الحفظ، مع المبالغة في الاستظهار والوقوف عند هذا الشرط .
    - أن يكون مما ثبت عرضه على النبي عام وفاته، أي في العرضة الأخيرة ، وذلك أن ما لم يثبت عرضه في العرضة الأخيرة لم تثبت قرآنيته .
    · أن تكتب الآيات في سورها على الترتيب والضبط اللذين تلقاهما المسلمون عن النبي .

    مزايا جمع القرآن في عهد أبي بكر :


    · أنه جمع القرآن على أدق وجوه البحث والتحري، وأسلم أصول التثبت العلمي .
    · حصول إجماع الأمة على قبوله، ورضى جميع المسلمين به .
    · بلوغ ما جمع في هذا الجمع حد التواتر، إذ حضره وشهد عليه ما يزيد على عدد التواتر من الصحابة .
    · أنه اقتصر في جمع القرآن على ما ثبت قرآنيته من الأحرف السبعة، بثبوت عرضه في العرضة الأخيرة، فكان شاملاً لما بقي من الأحرف السبعة، ولم يكن فيه شيء مما نسخت تلاوته .
    · أنه كان مرتب الآيات دون السور .
    · حظي هذا الجمع المبارك برضى المسلمين، وحصل عليه إجماع الصحابة ، ولقي منهم العناية الفائقة .

    وقد قوبلت لتك الصحف التي جمعها زيد بما يستحق من عناية فائقة ، فحفظها أبو بكر عنده . ثم حفظها عمر بعده . ثم حفظتها أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر بعد وفاة أبيها . حتى طلبها منها خليفة المسلمين عثمان رضي الله عنه حيث اعتمد عليها في استنساخ مصاحف القرآن ثم ردها إليها [2] كما سنرى إن شاء الله .


    [1] تقدم تخريجه .

    [2] مناهل العرفان ج 1 ص 214 .




    مدونة النقد النصي للعهد القديم

    www.old-criticism.blogspot.com

  6. #6
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية abcdef_475
    abcdef_475 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 118
    تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1,797
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر المحروسة
    الاهتمام : السباحة ، كرة القدم ، الهوكي ، القراءة
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    الجمع الثاني للقرآن : في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه :

    لما اتسعت الفتوحات الإسلامية
    في زمن عثمان واستبحر العمران وتفرق المسلمون في الأمصار والأقطار ونبتت ناشئة جديدة كانت بحاجة إلى دراسة القرآن وطال عهد الناس بالرسول والوحي والتنزيل وكان أهل كل إقليم من أقاليم الإسلام يأخذون بقراءة من اشتهر بينهم من الصحابة فأهل الشام يقرؤون بقراءة أبي بن كعب وأهل الكوفة يقرؤون بقراءة عبد الله بن مسعود وغيرهم يقرأ بقراءة أبي موسى الأشعري فكان بينهم اختلاف في حروف الأداء ووجوه القراءة بطريقة فتحت باب الشقاق والنزاع في قراءة القرآن أشبه بما كان بين الصحابة قبل أن يعلموا أن القرآن نزل على سبعة أحرف بل كان هذا الشقاق أشد لبعد عهد هؤلاء بالنبوة وعدم وجود الرسول بينهم يطمئنون إلى حكمه ويصدرون جميعا عن رأيه واستفحل الداء حتى كفر بعضهم بعضا وكادت تكون فتنة في الأرض وفساد كبير ولم يقف هذا الطغيان عند حد بل كاد يلفح بناره جميع البلاد الإسلامية حتى الحجاز والمدينة وأصاب الصغار والكبار على سواء و كانت الأمصار النائية أشد اختلافا ونزاعا من المدينة والحجاز وكان الذين يسمعون اختلاف القراءات من تلك الأمصار إذا جمعتهم المجامع أو التقوا على جهاد أعدائهم يعجبون من ذلك وكانوا يمعنون في التعجب والإنكار كلما سمعوا زيادة في اختلاف طرق أداء القرآن وتأدى بهم التعجب إلى الشك والمداجاة ثم إلى التأثيم والملاحاة وتيقظت الفتنة التي كادت تطيح فيها الرؤوس وتسفك الدماء وتقود المسلمين إلى مثل اختلاف اليهود والنصارى في كتابهم أضف إلى ذلك أن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن لم تكن معروفة لأهل تلك الأمصار ولم يكن من السهل عليهم أن يعرفوها كلها حتى يتحاكموا إليها فيما يختلفون إنما كان كل صحابي في إقليم يقرئهم بما يعرف فقط من الحروف التي نزل عليها القرآن ولم يكن بين أيديهم مصحف جامع يرجعون إليه فيما شجر بينهم من هذا الخلاف والشقاق البعيد لهذه الأسباب والأحداث رأى عثمان بثاقب رأيه وصادق نظره أن يتدارك الخرق قبل أن يتسع على الراقع وأن يستأصل الداء قبل أن يعز الدواء فجمع أعلام الصحابة وذوي البصر منهم وأجال الرأي بينه وبينهم في علاج هذه الفتنة ووضع حد لذلك الاختلاف وحسم مادة هذا النزاع فأجمعوا أمرهم على استنساخ مصاحف يرسل منها إلى الأمصار وأن يؤمر الناس بإحراق كل ما عداها وألا يعتمدوا سواها وبذلك يرأب الصدع ويجبر الكسر وتعتبر تلك المصاحف العثمانية الرسمية نورهم الهادي في ظلام هذا الإختلاف ومصباحهم الكشاف في ليل تلك الفتنة وحكمهم العدل في ذاك النزاع والمراء وشفاءهم الناجع من مصيبة ذلك الداء :

    عن
    شهاب أن أنس بن مالك حدثهأن حذيفة بن اليمانقدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهلالعراق فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان يا أميرالمؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارىفأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردهاإليك فأرسلت بها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبيروسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقالعثمان للرهط القرشيين الثلاثة إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء منالقرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحففي المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخواوأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .[1]

    تنفيذ قرار الجمع :


    شرع عثمان رضي الله عنه في تنفيذ هذا القرار الحكيم ، حول أواخر سنة أربع وعشرين وأوائل سنة خمس وعشرين من الهجرة ، فعهد في نسخ المصحاف إلى أربعة من خيرة الصحابة وثقات الحفاظ وهم ، زيد بن ثابت ، وعبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام . وهؤلاء الثلاثة الأخيرون من قريش .

    وأرسل عثمان إلى أم المؤمنين السيدة حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ، فبعثت إليه بالصحف التي عندها – كما تقدم في الحديث – وهي الصحف التي جمع القرآن عليها في عهد أبي بكر
    رضي الله عنه ، وأخذت لجنة الأربعة هؤلاء في نسخها ، وجاء في بعض الروايات أن الذين ندبوا لنسخ المصاحف كانوا اثنى عشر رجلاً . وما كانوا يكتبون شيئاً إلا بعد أن يعرض على الصحابة ، ويقروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على هذا النحو الذي نجده الآن في المصاحف .[2]

    خطة العمل
    :

    ·
    الاعتماد على جمع أبي بكر الصديق ، ويظهر هذا جليًّا في طلب عثمان الصحف التي جمع فيها أبو بكر القرآن من حفصة - رضي الله عنها ، وقد كانت هذه الصحف -كما مر- مستندةً إلى الأصل المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .
    ·
    أن يتعاهد لجنة الجمع ويشرف عليها خليفة المسلمين بنفسه:
    فعن كثير بن أفلح قال: لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلاً من قريش والأنصار ، فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت ، قال: فبعثوا إلى الربــعة التي في بيت عمر، فجيء بها ، قال: وكان عثمان يتعاهدهم .[3]
    ·
    أن يأتي كل من عنده شيء من القرآن سمعه من الرسول بما عنده، وأن يشترك الجميع في علم ما جمع، فلا يغيب عن جمع القرآن أحد عنده شيء منه ، ولا يرتاب أحد فيما يودع المصحف، ولا يشك في أنه جمع عن ملأ منهم .
    ·
    الاقتصار عند الاختلاف على لغة قريش .
    ·
    أن يمنع كتابة ما نسخت تلاوته ، وما لم يكن في العرضة الأخيرة ، وما كانت روايته آحادًا ، وما لم تعلم قرآنيته، أو ما ليس بقرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة، شرحًا لمعنى، أو بيانا لناسخ أو منسوخٍ، أو نحو ذلك .
    ·
    أن يشتمل الجمع على الأحرف التي نزل بها القرآن، والتي ثبت عرضها في العرضة الأخيرة .
    ·
    بعد الفراغ من كتابة المصحف الإمام يراجعه زيد بن ثابت ، ثم يراجعه عثمان بنفسه .

    مزايا هذا الجمع :


    ·
    مشاركة جميع من شهد الجمع من الصحابة فيه، وإشراف الخليفة عليه بنفسه .
    ·
    بلوغ من شهد هذا الجمع وأقره عدد التواتر .
    ·
    الاقتصار على ما ثبت بالتواتر، دون ما كانت روايته آحادًا .
    ·
    إهمال ما نسخت تلاوته، وما لم يستقر في العرضة الأخيرة .
    ·
    ترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن، بخلاف صحف أبي بكر ، فقد كانت مرتبة الآيات دون السور .
    ·
    كتابة عدد من المصاحف يجمع وجوه القراءات المختلفة التي نزل بِها القرآن الكريم .
    ·
    تجريد هذه المصاحف من كل ما ليس من القرآن، كالذي كان يكتبه بعض الصحابة من تفسير للفظ، أو بيان لناسخ أو منسوخ، أو نحو ذلك .
    ·
    ولقد حظي الجمع العثماني برضى من شهده من أصحاب النبي والتابعين، وقطع الله به دابر الفتنة التي كادت تشتعل في بلاد المسلمين، إذ جمعهم على ما ثبتت قرآنيته، فانتهى بذلك ما كان حاصلاً من الاختلاف بين المسلمين .

    ولما
    كان الاعتماد في نقل القرآن ولا يزال على التلقي من صدور الرجال ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم لذلك اختار عثمان حفاظا يثق بهم وأنفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولا ثواني مبالغة في الأمر وتوثيقا للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في الأكثر الأغلب روي أن عثمان رضي الله عنه أمر زيد بن ثابت أن يقرىء بالمدني وبعث عبد الله بن السائب مع المكي والمغيرة بن شهاب مع الشامي وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي وعامر بن عبد القيس مع البصري ثم نقل التابعون عن الصحابة فقرأ أهل كل مصر بما في مصحفهم تلقيا عن الصحابة الذين تلقوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم فقاموا في ذلك مقام الصحابة الذين تلقوه من فم النبي صلى الله عليه وسلم ثم تفرغ قوم للقراءة والأخذ والضبط حتى صاروا في هذا الباب أئمة يرحل إليهم ويؤخذ عنهم وأجمع أهل بلدهم على تلقي قراءتهم واعتماد روايتهم ومن هنا نسبت القراءة إليهم وأجمعت الأمة وهي معصومة من الخطأ في إجماعها على ما في هذه المصاحف وعلى ترك كل ما خالفها من زيادة ونقص وإبدال لأنه لم يثبت عندهم ثبوتا متواترا أنه من القرآن . [4]

    [1]
    أخرجه البخاري في صحيحه 66 : ك : فضائل القرآن 3 : ب : جمع القرآن ح 4987 ج 3 ص 354 .
    والترمذي 48 : ك : التفسير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 10 : ب : سورة التوبة ح 3104 ج 5 ص 283 .
    والنسائي 75 : ك : فضائل القرآن 5 : ب : بلسان من نزل القرآن ح 7988 ج 5 ص 6 .
    وأبي يعلى في مسنده ج 1 ص 91 ح 92 .

    [2]
    مناهل العرفان ج 1 ص 217 .

    [3]
    أورده بن كثير في فضائل القرآن ص 85 وصححه .

    [4]
    مناهل العرفان ج 1 ص 337 .




    مدونة النقد النصي للعهد القديم

    www.old-criticism.blogspot.com

  7. #7
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية abcdef_475
    abcdef_475 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 118
    تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1,797
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر المحروسة
    الاهتمام : السباحة ، كرة القدم ، الهوكي ، القراءة
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    عدد المصاحف العثمانية :

    اختلفوا في عدد المصاحف التي استنسخها عثمان رضي الله عنه ، فصوب ابن عاشر أنها ستة : المكي ، والشامي ، والبصري ، والكوفي ، والمدني العام الذي سيره عثمان رضي الله عنه من محل نسخه إلى مقره ، والمدني الخاص به الذي حبسه لنفسه وخو المسمى بالإمام .

    وقال صاحب زاد القراء : لما جمع عثمان القرآن في مصحف سماه الإمام ونسخ منه مصاحف فأنفذ منها مصحفاً غلى مكة ، ومصحفاً إلى الكوفة ، ومصحفاً إلى البصرة ، ومصحفاً إلى الشام ، وحبس مصحفاً بالمدينة ، وهذا القول كسابقه في أنها ستة ، وذهب السيوطي وابن حجر إلى أنها خمسة . ولعلهما أراد بالخمسة ما عدا المصحف الإمام فيكون الخلاف لفظياً بينه وبين سابقيه .

    وقيل : إنها ثمانية متفق عليها ، وهي : الكوفي ، والبصري ، والشامي ، والمدني العام ، والمدني الخاص ، وثلاثة مختلف فيها وهي المكي ، ومصحف البحرين ، ومصحف اليمن . وقيل إن عثمان رضي الله عنه أنفذ إلى مصر مصحفاً .

    ولعل القول بأن عددها ستة هو اولى الأقوال بالقبول . والمفهوم على كل حال أن ثمان رضي الله عنه قد استنسخ عدداً من المصحاف يفي بحاجة الأمة وجمع كلمتها وإطفاء فتنتها . [1]


    أين المصحاف العثمانية الآن
    :

    وليس بين أيدينا دليل قاطع على وجود المصاحف العثمانية فضلا عن تعيين أمكنتها وقصارى ما علمناه أخيرا أن ابن الجزري رأى في زمانه مصحف أهل الشام ورأى في مصر مصحفا أيضا أما المصاحف الأثرية التي تحتويها خزائن الكتب والآثار في مصر ويقال عنها إنها مصاحف عثمانية فإننا نشك كثيرا في صحة هذه النسبة إلى عثمان رضي الله عنه لأن بها زركشة ونقوشا موضوعة كعلامات للفصل بين السور ولبيان أعشار القرآن ومعلوم أن المصاحف العثمانية كانت خالية من كل هذا ومن النقط والشكل أيضا كما علمت نعم إن المصحف المحفوظ في خزانة الآثار بالمسجد الحسيني والمنسوب إلى عثمان رضي الله عنه مكتوب بالخط الكوفي القديم مع تجويف حروفه وسعة حجمه جدا ورسمه يوافق رسم المصحف المدني أو الشامي حيث رسم فيه كلمة من يرتدد من سورة المائدة بدالين اثنين مع فك الإدغام وهي فيها بهذا الرسم فأكبر الظن أن هذا المصحف منقول من المصاحف العثمانية على رسم بعضها وكذلك المصحف المحفوظ بتلك الخزانة ويقال إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتبه بخطه يلاحظ فيه أنه مكتوب بذلك الخط الكوفي القديم بيد أنه أصغر حجما وخطه أقل تجويفا من سابقه ورسمه يوافق غير المدني والشامي من المصاحف العثمانية حيث رسمت فيه الكلمة السابقة من يرتد بدال واحدة مع الإدغام وهي في غيرهما كذلك فمن الجائز أن يكون كاتبه عليا أو يكون قد أمر بكتابته في الكوفة ثم إن عدم بقاء المصاحف العثمانية قاطبة لا يضرنا شيئا ما دام المعول عليه هو النقل والتلقي ثقة عن ثقة وإماما عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذلك متواتر مستفيض على أكمل وجه في القرآن حتى الآن على أن المصاحف العثمانية نسخت على غرارها الآلاف المؤلفة في كل عصر ومصر مع المحافظة على الرسم العثماني . [2]


    الفرق بين الجمع في مراحله الثلاثة :

    فالجمع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان عبارة عن كتابة الآيات وترتيبها ووضعها في مكانها الخاص من سورها ولكن مع بعثرة الكتابة وتفرقها بين عسب وعظام وحجارة ورقاع ونحو ذلك حسبما تتيسر أدوات الكتابة وكان الغرض من هذا الجمع زيادة التوثق للقرآن وإن كان التعويل أيامئذ كان على الحفظ والاستظهار .


    أما الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه فقد كان عبارة عن نقل القرآن وكتابته في صحف مرتب الآيات أيضا مقتصرا فيه على ما لم تنسخ تلاوته مستوثقا له بالتواتر والإجماع وكان الغرض منه تسجيل القرآن وتقييده بالكتابة مجموعا مرتبا خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه .


    وأما الجمع في عهد عثمان رضي الله عنه فقد كان عبارة عن نقل ما في تلك الصحف في مصحف واحد إمام واستنساخ مصاحف منه ترسل إلى الآفاق الإسلامية ملاحظا فيها تلك المزايا السالف ذكرها مع ترتيب سوره وآياته جميعا . وكان الغرض منه إطفاء الفتنة التي اشتعلت بين المسلمين حين اختلفوا في قراءة القرآن وجمع شملهم وتوحيد كلمتهم والمحافظة على كتاب الله من التغيير والتبديل


    لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
    ( 64 ) يونس

    ____________

    [1]
    مناهل العرفان ج 1 ص 336 .


    [2]
    مناهل العرفان ج 1 ص 337 ، 338 .




    مدونة النقد النصي للعهد القديم

    www.old-criticism.blogspot.com

  8. #8
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية abcdef_475
    abcdef_475 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 118
    تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1,797
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر المحروسة
    الاهتمام : السباحة ، كرة القدم ، الهوكي ، القراءة
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    وعلق الأنبا بيشوي علي هذا الحوار في نص محاضرته قائلاً: إن الحوار والشرح والتفاهم يجب أن تكون فيه مواجهة حول الرؤية الذاتية المنطبق في الأذهان، ويترتب عليها إلغاء آية تتهم المسيحيين بالكفر .
    وهل بناءاً على كلام بيشوي الساقط هذا أن نطالبه نحن المسلمين بإلغاء النصوص الموجودة في الكتاب المقدس والتي تتهم غير المسيحي بالكفر وتكفر من اعتنق غير الإيمان المسيحي ؟

    فعلى سبيل المثال في الانجيل المنسوب لمرقص 16 : 16 :

    من آمن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يدن


    والانجيل المنسوب ليوحنا 3 : 36 :

    الذي يؤمن بالابن له حياة ابدية و الذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله


    فهل يا بيشوي ستبدأ بنفسك وتقوم بإلغاء وإسقاط هذه النصوص حتى نبدأ في حوار متفاهم بناء ؟


    طبعاً ثقافة الحذف والإلغاء وإسقاط النصوص ليست بغريبة وليست ببعيدة عن بيشوي .

    فأقرب شيء إليه عند وجود أي نص مشكل هو إسقاطه وحذفه ، كيف وقد تربى ودرس هذا الراسخون في العلم عندهم .... فذلك تقليد مرتبط بالكتاب المقدس .


    ومثال على كلامنا هذا لو عقدنا مقارنة ما بين النص الماسوري وبين النص السبعيني للأصحاح الثامن عشر من سفر صموئيل الأول .

    فسنجد أن العديد من الفقرات قد تم حذفها من الترجمة السبعينية .

    سبب هذا الحذف أن النساخ الأتقياء قد وجدوا أن هذه النصوص لا تخدم التفاهم ، وتناقض العديد من النصوص السابقة .

    فلذلك تم التخلص منها وإلغاؤها كما يطالبنا بيشوي !!!

    هذه صورة ضوئية من الترجمة الرهبانية اليسوعية للموضع المشار إليه ، وتعليق الترجمة كما هو مذكور :


    " هذه الفقرة من التقليد الذي وجدناه في 17 ، 12-30 ،
    لم يكن شاول يعرف داود ، وهذا الأمر لا يتفق مع 16 / 14 – 23 ، ولذلك أهملت الترجمة اليونانية القديمة 17 / 55 – 18 / 5 ، كما أهملت 17 / 12-13 .



    ويقول منيس عبد النور في شبهاته الوهمية :
    وإذا قيل ما هو سبب حذف المترجم اليوناني لها؟ قلنا: ربما ظن المترجم وجود إشكال في هذه الآيات، وهو: كيف يجهل شاولُ وأبنيرُ داودَ،
    مع أنه ورد في 1صموئيل 16:16-23 أن شاول طلبه ليضرب على العود أمامه، وكان يستفيق من الاضطراب الذي كان يعتري عقله، حتى جعله حامل سلاح له، فكان ملازماً له؟ فكيف يستفهم شاول عن داود كما في 17:55 وفي الآيات التي بعدها ثم يجيبه أبنير: «لست أعلم ابن من هو». فلما رأى المترجم في النسخة السبعينية ذلك أسقط من ترجمته هذه الآيات وتوهم أنه يحل الإشكال بهذا التصرف. [1]
    فلهذا أبسط وأسهل وأول شيء يديرده بيشوي هذا هو الحذف والإسقاط .

    _____________

    [1]
    شبهات وهمية – سفر صموئيل الأول






    مدونة النقد النصي للعهد القديم

    www.old-criticism.blogspot.com

  9. #9
    سرايا الملتقى
    الصورة الرمزية abcdef_475
    abcdef_475 غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 118
    تاريخ التسجيل : 30 - 1 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 36
    المشاركات : 1,797
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 11
    البلد : مصر المحروسة
    الاهتمام : السباحة ، كرة القدم ، الهوكي ، القراءة
    الوظيفة : طالب جامعي
    معدل تقييم المستوى : 18

    افتراضي


    وأضاف أن المسلمين ‬يقولون إن المسيح لم ‬يمت، ‬ونحن نرد عليهم بأن القرآن نفسه قال في سورة مريم : " ‬السلام علي ‬يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً ".

    ‬وفي ‬سورة آل عمران : " ‬يا عيسى ‬إني ‬متوفيك ورافعك إلي " .

    ‬ واستمر الأنبا بيشوي، ‬قائلا : ‬إن المسلمين ‬يردون علينا أيضا بالآية رقم ‬156 ‬في ‬سورة النساء التي ‬تقول : " ‬وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ".

    ‬وذهب إلي ‬تفسير ذلك بأنه خيال . ‬واستند لتفسير الرازي ‬بأن ذلك إهانة لله أن ‬يجعل شخصاً ‬يشبه المسيح ‬يصلب بدلاً ‬منه، ‬لأن هذا ‬يعني ‬عدم قدرة الله علي ‬حمايته ونجاته، ‬ولأن هذا ظلم لمن****** ‬يشبه المسيح وصلب بدلاً ‬منه !!.‬
    الجزء الأخير من كلام هذا البيشوي يحاول فيه أن يثبت أن القرآن الكريم قد أقر بأن المسيح عليه السلام لم يمت ، مستدلاً بقوله سبحانه وتعالى :

    وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ( 33 ) مريم

    إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( 55 ) آل عمران

    ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم !!!

    مما هو معلوم أن اليهود كانوا يحاولون قتل المسيح عليه الصلاة والسلام ، وقد نجاه الله من تلك المكيدة بأن رفعه إليه ، ولم يسلمه لليهود لينالوا منه كما نالوا من كثير مما سبقوه :

    إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ ( 110 ) المائدة

    وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( 175 ) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ( 176 ) النساء

    إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( 55 ) آل عمران

    والوفاة أُولت على ثلاثة أقوال ، أصوبها ما إختاره الإمام الطبري :

    وأولى هذه الأقوال بالصحة عندنا ، قولُ من قال : " معنى ذلك : إني قابضك من الأرض ورافعك إليّ .[1]

    وقال ابن عثيمين رحمه الله في قوله " ورافعك إلي " :

    قوله : " ورافعك إلى " الشاهد هنا ؛ فإن " إلي " تفيد الغاية ، وقوله: ورافعك إلي
    يدل على أن المرفوع إليه كان عالياً، وهذا يدل على علو الله عز وجل.
    فلو قال قائل : المراد : رافعك منزلة ؛ كما قال الله تعالى :) وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ){آل عمران: 45}.
    قلنا هذا لا يستقيم ؛ لأن الرفع هنا عدى بحرف يختص بالرفع الذي هو الفوقية؛ رفع الجسد، وليس رفع المنزلة .[2]

    وهذا كله لحكمة إلاهية ، ألا وهي نزله عليه السلام في نهاية الزمان حاكماً بشريعة أخيه المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم ، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية [3]
    فلا يقبل إلا الإسلام ، ويقتل الدجال عليه لعائن الله ، ثم يمكث في الأرض ماشاء الله أن يمكث ، حتي يموت ويصلي عليه المسلمون .

    عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال " ليس بيني وبينه نبي يعني عيسى عليه السلام وإنه نازل فإذا رأيتموه فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين ممصرتين كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال فيمكث في الأرض أربعين [4] سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون " .[5]

    لذا فالمسيح عليه السلام حينما قال :

    وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ( 33 ) مريم

    كان يتحدث عن إحدى المناقب التي وهبها الله إياها ، فهو عليه السلام والأمان من الله عز وجل بدءاً من لحظة ميلاده ، ووفاته بعد أن يقتل الدجال كما اخبر نبينا المصطفى ، ويوم يبعث العباد .

    فهذه هي الثلاث التي نمر بها نحن البشر ، الميلاد ، ثم الوفاة ، ثم البعث والنشور لله رب العالمين :

    وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ( 66 ) الحج

    ولكن مثل بيشوي وهؤلاء كمثل الظمآن التائه في الصحراء الذي قتل نفسه بحثاً عن قطرة مياة حتى رقص فرحاً، فما أن وجد إسم المسيح عليه السلام ، وبجانبه كلمة " موت " ظن أنه قد أتى بما عجز عنه الأولين ، وقطرة الماء التي ستجري الحياة في ذلك الشريان البائس .
    ولكن ما يلبث حتى تأتي الحقيقة الواضحة القاسمة ، وإن قطرة المياة هذه ما هي إلا من قبيل السراب الذي يراوض اليائسين .

    آخر ما ذكر بيشوي في ذلك نهاية كلامه هو محاولة تفنيده للآية الكريمة النافية تماماً لمسألة صلب المسيح عليه السلام :

    وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ( 157 ) النساء

    فقد تحدث حول هذه الآية وأعيد كلامه مرة أخرى :



    وذهب إلي ‬تفسير ذلك بأنه خيال . ‬واستند لتفسير الرازي ‬بأن ذلك إهانة لله أن ‬يجعل شخصاً ‬يشبه المسيح ‬يصلب بدلاً ‬منه، ‬لأن هذا ‬يعني ‬عدم قدرة الله علي ‬حمايته ونجاته، ‬ولأن هذا ظلم لمن ‬يشبه المسيح وصلب بدلاً ‬منه




    وحديث قساوة النصارى حول هذه الآية وتفسير الرازي رحمه الله ما هو إلا تدليس متواتر .
    فتوجد عند المشتغلين بحوار المسلمين في الكنيسة المصرية تقليد مُسلم من جيل إلى جيل وعهد على التدليس على الرازي رحمه الله في تفسيره إلى تلك الآية .
    فما معنى الخيال يا بيشوي الذي تتكلم عنه ؟
    الله يقول وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم ، فما هو الخيال في ذلك ؟
    منهج بيشوي ومن شايعه هو منهج لا تقربوا الصلاة ، فما لبث إلا أن وجد كلمة خيال في كلام الرازي رحمه الله ، حتى قال كلمته الحمقاء هذه .
    ماقاله الإمام الرازي في تفسيره حول هذه الآية فيما يخص نقطة الخيال هو :

    السؤال الأول: قوله " شُبّهَ " مسند إلى ماذا؟ إن جعلته مسنداً إلى المسيح فهو مشبّه به وليسبمشبه، وإن أسندته إلى المقتول فالمقتول لم يجر له ذكر.

    والجوابمن وجهين: الأول: أنه مسند إلى الجار والمجرور، وهو كقولك: خيل إليه كأنهقيل: ولكن وقع لهم الشبه. الثاني: أن يسند إلى ضمير المقتول لأن قوله " وَمَا قَتَلُوهُ " يدل على أنه وقع القتل على غيره فصار ذلك الغير مذكوراًبهذا الطريق، فحسن إسناد " شُبّهَ " إليه.[1]


    فهل عرف ما المقصود بالخيال الذي تحدث عنه الرازي رحمه الله ؟
    والسؤال الأهم هل يعقل أن يكون بيشوي قد قال هذا الكلام بعد أن إضطلع على تفسير الرازي أصلاً ؟

    بل أن ما يثبت كذب وتدليس هذا البيشوي هو تأكيد الرازي نفسه على نفي الصلب وإقراره وثبوته في غير موضع من تفسيره :

    واعلم أنه تعالى لماحكى عن اليهود أنهم زعموا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام فالله تعالى كذبهمفي هذه الدعوى وقال " وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبّهَلَهُمْ".

    وقال أيضاً :

    المسألة الثالثة: رفع عيسى عليه السلام إلى السماء ثابت بهذه الآية، ونظير هذه الآية قوله في آل عمران " إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَىَّ وَمُطَهّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ " واعلم أنه تعالى لما ذكر عقيب ما شرح أنه وصل إلى عيسى أنواعكثيرة من البلاء والمحنة أنه رفعه إليه دل ذلك على أن رفعه إليه أعظم فيباب الثواب من الجنة ومن كل ما فيها من اللذات الجسمانية، وهذه الآية تفتحعليك باب معرفة السعادات الروحانية.[2]


    ثم يدلس على الإمام الرازي فيقول :


    واستند لتفسير الرازي ‬بأن ذلك إهانة لله أن ‬يجعل شخصاً ‬يشبه المسيح ‬يصلب بدلاً ‬منه، لأن هذا ‬يعني ‬عدم قدرة الله علي ‬حمايته ونجاته، ‬ولأن هذا ظلم لمن ‬يشبه المسيح وصلب بدلاً****** ‬منه




    وهذه كذبة مفضوحة وتدليس قذر من بيشوي على الإمام الرازي الذي لم يقول أصلاً هذا الكلام في تفسيره ، ولا أعلم أي تفسير للرازي يقصد هل هو التفسير الموجود بين أيدينا أم المطبوع داخل الكنيسة والذي يوزع داخل فيافي وأحراش الأديرة ؟!
    تم بحمد الله
    ولله الحمد والمنة
    والحمد لله الذي بنعمته تتم الصَّالِحَاتِ
    والحمد لله أولا وآخراً وظاهراً وباطناً.

    وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
    سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وسلامٌ على المرسلين وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ




    ____________________________________


    [1] مفاتيح الغيب ج 6 ص 79 .

    [2] السابق .


    [1] جامع البيان ج 6 ص 475 .

    [2] شرح العقيدة الواسطية ص 30 .

    [3] هو لفظ البخاري 60 : ك : أحاديث الأنبياء 49 : ب : نزول عيسى ابن مريم عليهما السلام ح 3448 ج 2 ص 372 : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنْ صَالِحٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الْوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}. وبنحوه مسلم في الصحيح 1 : ك : الإيمان 71 : ب : نزول عيسى بن مريم بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ح 155 ج 1 ص 470 بشرح القاضي عياض .


    [4] قال الحافظ عماد الدين بن كثير ويشكل بما في رواية مسلم من حديث عبد الله بن عمرو أنه يمكث في الأرض سبع سنين قال اللهم إلا أن تحمل هذه السبع على مدة إقامته بعد نزوله فيكون ذلك مضافا لمكثه بها قبل رفعه إلى السماء فعمره إذ ذاك ثلاث وثلاثون سنة بالمشهور
    انتهى . عون المعبود ج 11 ص 306 .



    [5] أخرجه أبي داود 31 : ك : الملاحم 14 : ب : خروج الدجال ح 4324 ج 2 ص 250 ، وصححه الألباني في الصحيحة ر 2182 .
    وأحمد في مسنده ج 2 ص 437 ح 9630 .





    مدونة النقد النصي للعهد القديم

    www.old-criticism.blogspot.com

  10. #10
    مراقبة الأقسام الإسلامية
    الصورة الرمزية دانة
    دانة غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1208
    تاريخ التسجيل : 8 - 8 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 4,929
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 43
    الاهتمام : القراءه
    معدل تقييم المستوى : 19

    افتراضي


    من بيشوي هذا ليتحدث في القران
    والله مهزلة لكن الحق ليس عليه بل على الذين يسمعونه ويصدقون
    بارك الله فيك أخي الفاضل على فضح هذا المتعالم الجاهل







    ما رأيت يقيناً لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه إلا الموت



    منتديات البشارة الإسلامية

 

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الكنيسة تتهم الانبا تكلا بسرقه 5 مليون جنيه
    بواسطة abcdef_475 في المنتدى ثمار النصرانية
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 2011-10-30, 06:41 AM
  2. فضيحة الكنيسة المصرية هو بعينه أنا مش أنا
    بواسطة سمير صيام في المنتدى كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 2010-02-06, 10:13 PM
  3. الكنيسة المصرية تعلن السماح لها ببث قناة فضائية
    بواسطة الغد المشرق في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 2009-09-24, 10:15 PM
  4. إسلام اخت الرجل الثاني في الكنيسة المصرية (الأنبا بيشوي) !!
    بواسطة فارس العقيده في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2008-10-18, 07:49 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML