ثانيًا: فضائلهم في السنة:
حديث الغدير:

1- ورد في صحيح مسلم رحمه الله ([1]) عن يزيد بن حيان رحمه الله قال:
(انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم
فلما جلسنا إليه قال له حصين:
لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمعت حديثه،
وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا،
حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي،
ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم
فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال:
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فينا خطيبًا
بماء يدعى خمًا، بين مكة والمدينة،


فحمد الله وأثنى عليه، ووعظ وذكَّر، ثم قال:
أما بعد

ألا أيها الناس!
فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب،
وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما:
كتاب الله؛ فيه الهدى والنور
فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به.
فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه،


ثم قال
وأهل بيتي
أذكركم الله في أهل بيتي،
أذكركم الله في أهل بيتي،
أذكركم الله في أهل بيتي) الحديث.


فهذا الحديث فيه دلالة واضحة على فضيلة أهل بيته صلى الله عليه وسلم
حيث جعلهم صلى الله عليه وسلم ثقلاً،
وقرن الوصية بهم بالوصية بالالتزام والتمسك
بكتاب الله الذي فيه الهدى والنور
وهذا دليل واضح على عظيم حقهم
وارتفاع شأنهم، وعلو مكانتهم.


حديث الاصطفاء:
2- روى مسلم رحمه الله في صحيحه ([2]) عن واثلة بن الأسقع قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل،
واصطفى قريشًا من كنانة،
واصطفى من قريش بني هاشم،
واصطفاني من بني هاشم».


فهذا الحديث فيه بيان فضل بني هاشم
وتخصيص الرسول صلى الله عليه وسلم بالفضل دون غيره.

حديث الصلاة الإبراهيمية:
3- روى الإمام أحمد في مسنده رحمه الله ([3]) بإسناده
عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول:

«اللهم صل على محمد،
وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته،
كما صليت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد،
وبارك على محمد،
وعلى أهل بيته، وعلى أزواجه وذريته،
كما باركت على آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد».


قال ابن القيم رحمه الله:
«فجمع بين الأزواج والذرية والأهل،
وإنما نص عليهم بتعيينهم ليبين أنهم حقيقون بالدخول في الآل
وأنهم ليسوا بخارجين منه، بل هم أحق من دخل فيه،
وهذا كنظائره من عطف الخاص على العام وعكسه؛
تنبيهًا على شرفه، وتخصيصًا له بالذكر من بين النوع؛

لأنه أحق أفراد النوع بالدخول فيه» ([4]) .

يتبع
=================
([1]) المصدر السابق (ح: 2408).
([2])صحيح مسلم (ح: 2276).
([3])مسند أحمد (5/374).
([4])جلاء الأفهام (ص: 338).