وخلاصة الكلام في عقيدة أهل السنة في أهل البيت
هو ما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية ([1])،
ورسالته هذه مع أنها مختصرة جدًا، إلا أنه قال فيها:
«ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم،حيث قال يوم غدير خم:

(أذكركم الله في أهل بيتي،
أذكركم الله في أهل بيتي) ([2])

وقوله صلى الله عليه وسلم لعمه العباس رضي الله عنه ،وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم، فقال:
(والذي نفسي بيده لا يؤمنون
حتى يحبوكم لله ولقرابتي) ([3]) ،

وقال:
(إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة،واصطفى من قريش بني هاشم،
واصطفاني من بني هاشم) ([4]) » ([5]) .

أي: من أصول أهل السنة والجماعة محبة آل البيت،وسبب هذه المحبة أمران:
إيمانهم وقرابتهم
فإذا اجتمع هذان الأمران لا يكرهونهم أبدًا.

فإن كفروا فإننا لا نحبهم
ولو كانوا من أقرب أقارب الرسول عليه الصلاة والسلام،فأبو لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم
لا يجوز أن نحبه بأي حال من الأحوال،بل يجب أن نكرهه لكفره ولإيذائه النبي صلى الله عليه وسلم ([6]) .



=================
([1]) وهي العقيدة التي قررها أهل السنة في كتبهم، وانظر على سبيل المثال لا الحصر:
الإنصاف للباقلاني (ص: 112)، الفرق بين الفرق (ص: 360)،
التبصير في الدين (ص: 196)، شرح العقيدة الطحاوية (ص: 737)،
منهاج السنة النبوية (2/71)، جواب أهل السنة النبوية (ص: 151).

([2])مسلم، كتاب فضائل الصحابة (2/918)، باب من فضائل علي (ح: 2408).
([3])رواه أحمد في فضائل الصحابة، وأطال محقق الكتاب الكلام فيه،
لكن معناه صحيح بدلالة الآية عليه.
([4])رواه مسلم، كتاب الفضائل، فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم (ح: 2276).
([5])مجموع الفتاوى (3/154).
([6])انظر: شرح العقيدة الواسطية لابن عثيمين (2/274-275).