تنبيه:

جرت مناقشات وحوارات مع بعض المنتسبين إلى الحوزة – طلابًا وأساتذة –
فكانوا يحتجون بأن الله عز وجل أطلع أئمتهم
على بعض علمه، أو أعطاهم قدرة... ونحو ذلك،
كما يحتجون برفع عيسى عليهم السلام على غيبة الإمام المنتظر.

فسبحان الله!
هذا خارج محل النزاع والبحث؛
فإن الجميع يؤمن بقدرة المولى، وأن الله على كل شيء قدير
وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، وأن الله فعال لما يريد
كما قال سبحانه وتعالى في أكثر من موضع:
{ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ *
فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ *}
[سورة يس].

وقد بين الله سبحانه في محكم التنزيل
أن ما جعله لعيسى إنما هو من باب المعجزات التي يؤيد بها الأنبياء
ولم يذكر المولى سبحانه أنه أعطاه لغيره
فيبقى مختصًا به عليه السلام .

وكذلك المعجزات التي جعلها سبحانه وتعالى
لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم تبقى له دون غيره؛
فإنه لم يثبت دليل شرعي على أن الله عز وجل جعل للأئمة والأولياء
ما جعله سبحانه لمحمد وعيسى عليهما السلام
ولو افترضنا أن الله سبحانه جعل هذه المعجزات لغير رسله؛
فإن الإعجاز بها يبطل حينئذٍ؛
إذ كيف يقال معجزة وقد شاركهم غيرهم فيها؛
فلا دليل عقلي لهم ولا نقلي؟!

أما القول بأنها من باب الكرامات
فإن الكرامات حق نؤمن به
ولكنها لا تصل إلى المعجزات
والكلام فيها يطول، وليس هذا محله،
وراجع إن شئت:
كتاب «الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان»
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.


والمقصود أن كثيرًا من الباحثين والكتاب وغيرهم
يجعل النقاش وأصل المسألة في قضية متفق عليها،
وهي قدرة الله سبحانه وتعالى،وإنما البحث والنقاش
في أن الله سبحانه جعل لهؤلاء الأئمة والأولياء تلك المنازل والخصائص.

فنقول:
أين الأدلة
على أن الأئمة يعلمون الغيب؟!
وأين الأدلة
على أن الأئمة والأولياء يتصرفون بالكون؟
وأين الأدلة
على أن هؤلاء بأعيانهم دون غيرهم يملكون الشفاعة؟
فأين شفاعة الشهداء؟

فإن الشفاعة أنواع، منها ما هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومنها ما هو عام ([1]) .

وأين الأدلة
على أن هؤلاء يحيون الموتى؟

وأين الأدلة...
وأين الأدلة...

فإن المسائل التي غلا فيها هؤلاء كثيرة،
فأين الأدلة عليها؟
{ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
[سورة البقرة].

وإذا قيل:
توجد روايات تدل على ذلك

قلنا:
هاتوا تلك الروايات وأثبتوا صحتها إن كنتم صادقين!!
فليس كل ما في الكافي صحيحًا عند جمهوركم اليوم،
كما أنه لا يوجد لديكم اهتمام بالتصحيح والتضعيف والنظر في الروايات
بدليل عدم وجود مختارات لكم في الأحاديث الصحيحة،
فضلاً عن كتب ومصنفات في ذلك اتفق عليها علماؤكم.

وهناك مسائل كبيرة وقضايا عقدية كثيرة في كتبكم،
لا يوجد لها ذكر في القرآن، ولا ثبوت لها!!


=================
([1]) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص: 290-294)،
الشفاعة. لمقبل الوادعي (ص: 130-155).