ثم قال ابن أبي العز رحمه الله
بعد أن ساق خلاف علي مع معاوية رضي الله عنهما:
«والحق مع علي رضي الله عنه
فإن عثمان رضي الله عنه لما قتل
كثر الكذب والافتراء على عثمان
وعلى من كان بالمدينة من أكابر الصحابة
كعلي وطلحة والزبير
وعظمت الشبهة عند من لم يعرف الحال،
وقويت الشهوة في نفوس ذوي الأهواء والأغراض
ممن بعدت داره من أهل الشام،
ومحبي عثمان تظن بالأكابر ظنون سوء،
وبُلغَ عنهم أخبار، منها ما هو كذب،
ومنها ما هو محرف، ومنها ما لم يعرف وجهه...» ([1]).



فتأمل!
كيف أن أهل السنة يرون أن الحق مع علي رضي الله عنه
لأنهم لا يجاملون أحدًا لكن يقولون الحق.
وأيضًا هم يعتذرون لجميع الصحابة
سواءً كان عليًا أو معاوية أو غيرهما رضي الله عنهم أجمعين.

ثم إنهم يقولون:
إن ما ينسب لعلي رضي الله عنه أو غيره من الصحابة
لا يخلو من أحد أربعة أمور:
الأول: إما أنه كذب عليهم رضي الله عنهم.
الثاني: وإما أنه محرف عن حقيقته،
فزيد فيه أو نقص، وغُيِّر عن وجهه.
الثالث: وإما أن له سببًا لم يعرف.
الرابع: وإما أنهم مخطئون فيه باجتهاد
والله هو الذي سيحاسبهم وليس نحن.

ثم قال رحمه الله عما جرى من الفتن في عهد علي رضي الله عنه:
«والفتن التي كانت في أيامه قد صان الله عنها أيدينا
فنسأل الله أن يصون عنها ألسنتنا بمنه وكرمه» ([2]) .


=================
([1]) المصدر السابق: (ص: 723). وانظر: مجموع الفتاوى (3/406).
([2])شرح العقيدة الطحاوية (ص: 724-725).