وقال الإمام الطحاوي رحمه الله في العقيدة الطحاوية ([7]) :
«ونثبت الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولاً لأبي بكر الصديق رضي الله عنه
تفضيلاً له وتقديمًا على جميع الأمة
ثم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
ثم لعثمان رضي الله عنه
ثم لعلي رضي الله عنه ».

قال ابن أبي العز رحمه الله في شرح هذه الجملة:
«أي: ونثبت الخلافة بعد عثمان لعلي رحمه الله، لما قتل عثمان، وبايع الناس
عليًا صار إمامًا حقًا واجب الطاعة،وهو الخليفة في زمانه خلافة النبوة،كما دل عليه حديث سفينة،أنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(خلافة النبوة ثلاثون سنة،
ثم يؤتي الله ملكه من يشاء) ([8])

وكانت خلافة أبي بكر الصديق سنتين وثلاثة أشهر
وخلافة عمر عشر سنين ونصفًا
وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة
وخلافة علي أربع سنين وتسعة أشهر
وخلافة الحسن ابنه ستة أشهر.


وبناء على الحديث السابق:
فالحسن ([9]) خامس الخلفاء الراشدين،ولو أن مدته كانت قصيرة.

وأول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه ،
وهو خير ملوك المسلمين،
لكنه إنما صار إمامًا حقًا
لما فوض إليه الحسن بن علي رضي الله عنهما الخلافة...» ([10]) .


فتأمل كيف أن أهل السنة
يثبتون الخلافة من أبي بكر إلى تنازل الحسن وصلحه مع معاوية
وأن الملك يبدأ من تولي معاوية الحكم سنة أربعين من الهجرة
وهذا بناءً على الحديث السابق.


=================
([7]) وعقيدة الإمام الطحاوي وهو من كبار علماء الحنفية
من أهم أصول عقائد أهل السنة التي يدرسونها في جامعاتهم ومعاهدهم الشرعية.
وهي المقررة في جامعة الإمام محمد بن سعود رحمه الله،
وفي جامعة أم القرى وغيرها.

([8])أبو داود (ح: 4646)، أحمد (5/220، 221)، ابن حبان (ح: 6657).

([9])من أحسن من كتب عن سيرته الدكتور علي الصلابي في كتابه:
خامس الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين:
الحسن بن علي بن أبي طالب، شخصيته وعصره.

([10])شرح العقيدة الطحاوية (ص: 722) تأمل في النص وهو في كتاب عقيدة؟!