عنوان المؤتمر أو الندوة:

ورقة عمل مقدمة من الإدارة العامة للعلاقات العامة
بوزارة الداخلية الى ندوة الشباب التي ينظمها المجلس الاستشار


الحمد لله القائل ( المـال والبنون زيـنة الحياة الدنيا … )
والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته .. ).
أما بعد :
فمن دواعي السرور أن أقدم ورقة العمل هذه بإسم الإدارة العامة للعلاقات العامة لوزارة الخارجية ،كمساهمة
منها في العمل على تحصين زينة حياتنا وقرة عيوننا وثمرات أفئدتنا من خطر الانحراف ووحل الإجرام.

إننا عندما نتحدث عن الشباب إنما نتحدث عن ذخيرة الأمة وعدة الحاضر وأمل المستقبل ،وذلك أن فترة الشباب هي أخصب فترات العمر و أحفلها بالعمل والإنتاج ،إنها مرحلة التحصيل العلمي والاقتصادي ،وهي المرحلة التي تعتمد عليها الأمم في تكوين الجيوش وخوض المعارك وبناء الأوطان .. لذلك فإن الواجب الديني والقومي والوطني يفرض علينا رعاية شبابنا وحمايته من الإنحراف.

تعريف الإنحراف :
يعتبر الشاب منحرفاً إذا ارتكب جرماً يعاقب عليه القانون .. فإن أقدم الشاب على إرتكاب جريمة كالسرقة أو الإيذاء
أو الإغتصاب أو أي فعل آخر معاقب عليه لإخلاله بسلامة المجتمع وأمنه فإنه يعتبر منحرفاً.
وهناك نوع أخر من الإنحراف قد لا يعتبر جريمة وهو الإنحراف الذي ينطوي على مجرد مظهر من مظاهر السلوك السيئ كعدم طاعة الوالدين والتشرد والهروب من المنـزل ومخالطة المعرضين للإنحراف والمشتبه بهم ،إلا أن مثل هذه الإنحرافات والتي يعتبر الشاب الموصوف بها معرضاً للإنحراف قد تتطور غالباً إلى الإنحراف خاصة إذا لم تعالج وتقاوم.

نظرة المجتمع للشاب المنحرف :
بذلك تدرك ان انحراف الشباب لا يرجع إلى نقص في طبيعتهم ولا إلى نزعة دفينة في نفوسهم الصغيرة
إنما يرجع إلى عدة عوامل منها شظف العيش وسوء التوجيه وقلة الرعاية وتفكك الأسرة و انحلال الرابطة العائلية.
والشاب يواجه مشاكل متعددة تؤثر في حياته فينحرف عن جادته ،ويخرج عن قوانين المجتمع وسلوكياته ،وهنا تتفاوت نظرات أفراد المجتمع إليه كل حسب مفاهيمه وإختصاصاته على النحو التالي :

ينظر رجل الشرطة إلى الشاب المنحرف بأنه ذلك المنحرف الصغير الذي خالف القوانين وبالتالي لابد من وضعه بين يدي العدالة.
والاجتماعيون يعتبرونها ظاهرة اجتماعية تمثل الشذوذ عن قواعد السلوك المتعارف عليه وبالتالي يجب البحث عن دوافعه ودواعيه بقصد استئصاله.
في حين أن المعتدى عليه يرى السلوك في حدود الضرر اللاحق به فتكون رغبته مشحونة بحب الانتقام.
أما القانون فيعتبر الشخص البالغ من العمر 18 عاماً أهلاً للمساءلة الجنائية إذا أرتكب عملاً مخالفاً للقوانين والأعراف.

مشكلة إنحراف الشباب :
شهد العالم في عصوره المختلفه العديد من مظاهر الإنحراف وسعي جاهداً لأن يحقق حياة آمنة مستقرة ،وبذل العلماء في مختلف العلوم المتصلة بالإستقامة الإنسانية ما بذلوه من جهد وقدموا من الدراسات سواءً في القانون أو في علم النفس أو في علم الإجتماع والتربية
وإذا كان إنحراف الشباب آفة يعاني منها العالم أجمع فإنها من المشاكل التي وجدت في مجتمعنا اليمني ،وما الموضوع الرئيسي لهذه الندوة إلا خطوة في طريق تحصين الشباب من الإنحراف ودليل قوي على صحة الوجهة العلمية لحماية شبابنا من الوقوع في الإنحراف.

ولقد حالف القائمين على هذه الندوة التوفيق عندما إختاروا موضوع أهمية حماية الشباب من الانحراف ليكون ضمن أوراق العمل المقدمة ،ذلك أن مشكلة الإنحراف تعني فشل أبناء مجتمعنا في تربية وتوجيه وإصلاح أقرب الأقربين وأحب المحبوبين إلى قلوبهم وهم الأبناء فلذات الأكباد.

إن لمجتمعنا اليمني عادات جيدة وأخلاق حميده في جانب الحفاظ على الأبناء وحماية الشباب لكن ذلك لا يعني الركون والإتكاليه فهناك العديد من العوامل الداخليه والخارجية التي جعلت عدداً من شبابنا يتعاطى الجريمة ويجنح إلى الإنحراف .. فمن خلال عملنا في سلك الشرطة وجدنا من الشباب من إنخرط ضمن عصابات سرقات السيارات ومثلوا أمام المحاكم في سن لا تتجاوز العشرين عاماً ،كما أن هناك شباباً يحملون السلاح ويمارسون العنف ،أما مخالطة المشتبه بهم والهروب من المنازل ،وإمتهان التسول والفساد الأخلاقي فهي مظاهر إعتاد عليها الكثير من شبابنا الأمر الذي يستدعي من المجتمع وقفه جادة لحماية شبابنا وفلذات أكبادنا.

Hildm plhdm hgafhf lk hghkpvht