بعد التحية والسلام:




أنا لن أقول إن الله ينهى عن التفكر فيه, ولكن أقول: أنَّى لك أن تفكر في شيء أن عاجز عن إدراكه؟!


أنت؛ أنت..تقول: وهذا لا يعني أنك على صواب! عزيزي؛ كلامك خاطئ؛ فهل كان الناس على زمن الرسول يدركون الموجات الراديوية؟ أو الكهرباء؟ أو حتى أسباب البرق والرعد حتى خُيل إليهم أنه ملاك !

اقتباس أحاديث:


أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في سننه والخرائطي في مكارم الأخلاق عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال الرعد ملك
والبرق ضربه السحاب بمخراق من حديد

أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والخرائطي
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد ملك يسوق السحاب بالتسبيح كما يسوق الحادي الإبل بحدائه

أخرج البخاري في الأدب المفرد وابن أبي الدنيا في المطر وابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان إذا سمع صوت الرعد قال سبحان الذي سبحت له وقال إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي بغنمه

أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد ملك من الملائكة اسمه الرعد وهو الذي تسمعون صوته والبرق سوط من نور يزجر به الملك السحاب

أخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما قال الرعد ملك اسمه الرعد وصوته هذا تسبيحه فإذا اشتد زجره احتك السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه

أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال الرعد ملك يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير

أخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال ما خلق الله شيئا أشد سوقا من السحاب ملك يسوقه والرعد صوت الملك يزجر به والمخاريق يسوقه بها




إن عدم مقدرتك على إدراك الشيء حالياً لا ينفي عدم قدرتك لاحقاً على إدراكه؛ وربما يريدنا الله أن نبحث عنه ونجده: وهذا لا يعني أبداً أن نصدق أيّ شخص يقول أنه استطاع التواصل معه. إني أتكلم بقواعد المنطق اﻷساسية؛ ولا أتكئ على رأي مسبق؛ لذا تفهّم حياديتي.

ب‌- قولك:" ولكن رحمة الخالق لا تُدرك من رحمة خلقه، وإلا لكانت هناك صفات سلبية ستُدرك بهذا الخالق بسبب وجود مخلوقات شريرة".
- من قال هذا القول؟
- أنا قلت:" ويدرك رحمة الخالق من تكامل خلقه وتآلفه". فهذا الكون المسخر للإنسان هو من رحمة الله, وصدق الله العظيم: ﴿فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا, (الروم: 50).
- مختلف, أرجو أن تدقق جيدًا في كلامي.


آسف؛ فقد ظننت التآلف رحمة!

وماذا تغير اﻵن؟ لم يتغير شيء؛ ﻷنني سأسألك نفس السؤال وبصيغة أخرى:

هل يعني ذلك أن الخلق غير المتكامل وغير المتآلف يدل على عدم رحمة الله؟

سأهمس لك بشيء: اقرأ نسبة المواليد المشوهة ونسبة الناس العقة ﻷهلها والناس والمخلوقات التي تناقض كلامك -وما أكثرها- فستجد أن الاستدلال على رحمة الله من تآلف وتكامل خلقه يقتضي الاستدلال على جلافة الله بسبب عدم تآلف وعدم تكامل الكثير من خلقه!

طبعاً لن أناقش هنا مسألة عدم الكمال ﻷننا سندخل بمتاهة تعرفها جيداً - لكنني أريد منك جواباً عن شيء آخر تماماً:

ماهي العملية الاستقرائية المنطقية التي قمتَ بها لتخرج وتقول (إدراك رحمة الخالق يمكن من ملاحظة تكامل خلقه وتآلفه)؟ ومثالي مازال ضمن صلاحيته:

[ما الذي يضمن للشاة التي يهتم بها الراعي ويسمنها، أنه يهتم بها ﻷنه رحيم بها؟ بل ﻷنه سيذبحها ]

[1]




ت‌- قولك:" أتفق معك فيما ذكرت ضمناً، لكن ما علاقة هذا بحاجته، أو حاجتنا ﻹرسال الرسل من البشر؟". هذه النقطة تثبت أن الله لم يخلقنا عبثا, فما الحكمة من خلقه لنا؟ وما الغاية؟ وبنيت على هذه النقطة النقطة التي تليها.






لا يحق لك التقوّل على الله الخالق العظيم؛ ماالذي يمنعه أن يخلقنا دون أن نفهم الغاية؟ كما يقوم العالم بعمل تجارب على فأر تجارب دون أن يستطيع الفأر فهم السبب؛ قلت أنت أعلاه:

أنَّى لك أن تفكر في شيء أن عاجز عن إدراكه؟!


إذاً رأيك أننا لن نستطيع إدراك الله، وهذا يقتضي بالمنطق أنه ليس بالضرورة لنا أن نفهم لماذا خلقنا! [2]

- " هذا يسمى استقراءاً خاطئاً أو لنقل قاصراً": هذا تشخيص غير سديد, وما هو بالصواب.


ماهكذا يتم الدفاع عن اﻷفكار عزيزي الداعي؛

أنت قلت:

ث‌- لأنَّنا لا ندرك ذات الله, ولم نبلغ علم الله, ونعجز عن الإحاطة بنعم الله, لأننا كذلك عجزنا عن إدراك حكمته من خلقنا وخلق ما حولنا؛ لذلك لا بدَّ لنا من الرسل ليبلغنا الله من خلالها الحكمة والغاية من الخلق؛ لنقوم بما خلقنا من أجله. وهنا أذكر قول إبراهيم_ عليه السلام _: ﴿لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ﴾, (الأنعام: 77).








وانا أجبتك:

مختلف كتب:
ث- هذا يسمى استقراءاً خاطئاً - أو لنقل قاصراً، فلو كان عقلك قاصراً عن استيعاب وإدراك علم الله -وهو كذلك- فكيف تقول أنه لابد فاعلٌ كذا وكذا؟ بل اﻷصح أن تقول: فلا بدّ إذن من أن يبلغنا سبب خلقنا والحكمة منه بالطريقة التي يريدها فهو الخالق وعلمك لا يدركه وبالتالي فلن تستطيع إدراك رغبته -إن تعارضت او توافقت بالظاهر مع رغباتك.





فتردّ علي بأن هذا تشخيص غير سديد، وما هو بالصواب!!

أرني الصواب بالاستقراء المنطقي:




مسلّمة ، مبرهنة، استقراء، نتيجة. أما ما فعلته أنت مجرد أننا لا نستطيع الادراك إذا يجب الارسال! وماذا لو قلت لك للمرة الثانية هذا تقوّل عن الله الخالق العظيم؟




ولننظر ما تقول:

" فلو كان عقلك قاصراً عن استيعاب وإدراك علم الله -وهو كذلك- فكيف تقول أنه لابد فاعلٌ كذا وكذا؟": أنا لم أقل, بل هو أخبرني, وذلك في قوله: ﴿يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾, (الأعراف: 35).





من أخبرك ومتى؟ لم أفهم؟؟

نريد إثبات صدقية الرسالة ومعها صدقية القرآن فتأتيني ببرهان مما هو تحت المجهر ﻹثبات برهانه؟؟؟

أريد من مشرف الحوار أن يقول لي أنّ حجتك منطقية، حتى أرحل بسلام!




وتقول:

" بل اﻷصح أن تقول: فلا بدّ إذن من أن يبلغنا سبب خلقنا والحكمة منه بالطريقة التي يريدها": لو أنَّه لم يقل لي الوسيلة التي سيبلغنا من خلالها سبب خلقنا والحكمة منه, لقلت قولك, ولأخذت أفترض: هل سيخبرني الله بنفسه؟ هل سيرسل رسلا من البشر؟ هل سيرسل رسلا من مخلوقات لم نعرفها؟ إلى غير ذلك من الافتراضات, ولكنَّه أرسل الرسل حقًّا.






أنا هنا أناقشك بصحة فرضية جواز إرسال الرسل ﻷنني أفترض أنهم لم يتواصلوا مع الخالق ولا بشكل؛ فتقول لي بلى: أخبرني الله عن طريق الرسل أنه هناك رسل ؟؟؟؟ بالله أنت مقتنع بكلامك؟؟؟؟ [3]

وتقول:




" فهو الخالق وعلمك لا يدركه وبالتالي فلن تستطيع إدراك رغبته إن تعارضت او توافقت بالظاهر مع رغباتك": هذا قول حقٌّ لا مراء فيه, ولكنَّني لم أُملِ رغبتي على خالقي, بل هو أبلغني برغبته وإرادته ببعث رسل الحق: ﴿لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾.






نفس الكلام أعلاه؛ لا تفترض أن هذا كلام الله ، حتى هذه النقطة من نقاشنا لم تثبت صحة القرءان حتى تأتيني بأمثلة وبراهين منه على أنه كلام الله.

أنا أستشهد بكلام القرءان والحديث النبوي عند رغبتي دحض كلامك ﻷنه من صميم معتقدك، أما أنت فلا يمكنك دحض كلامي بالقرآن ولا بالسنة ﻷنني أقول لك: هذا ليس كلام الله!. [4]




- " ملاحظة عن النقطة [ث]: كم عدد الديانات المسماة بالسماوية في دنيانا نحن البشر؟ والتي تقول لنا: [الحكمة من خلقكم كذا، ودوركم كذا]": أنا أجاوبك عن الإسلام؛ لأنه في نظري هو الدين الحق, ولم تلعب به يد العبث, ولم تطاله يد التحريف والتبديل, فلا تسألني إلا عن الإسلام في هذا الموضوع. وحياك الله.





أنت لم تطلع على الديانات اﻷخرى ومع ذلك متأكد من أن الاسلام هو الدين الصحيح! كيف؟؟ ﻷنه قال ذلك!! [5]

يا أخي الاسلام حتى اللحظة (في حوارنا) ليس إلهياً وليس محمياً من التحريف فنحن هنا نتناقش ﻹثبات أو دحض ذلك!!

سأسألك عن اﻹسلام فقط؛ تكرم.




اﻵن:

كل النقاط التالية لن أعلق عليها سوى النقاط اﻷخيرة ﻷنني قلت:

مختلف كتب:


{وما خلقت اﻹنس والجنّ إلا ليعبدون - الذاريات 56} وهذا يتنافى مع قولك ان الخالق لا يُنعتُ بالعبثية، فهل يُعقل أن يخلق الخالق المبدع ملايين المجرات والتي لا نُساوي فيها ذرة غبار، ويخلق معنا ملايين الملايين من اﻷنواع الأخرى منها ما نعرفه ومنها لمّا نعرفه بعد، فقط لنعبده! نحن والجن! - رأيي الشخصي الذي لا يُلزمك: هذه تسمى عبثية أيضاً!.






أي أنني رأيتُ عبثيةً بمفهوم الاسلام لله، وليس عبثية بالله الذي أؤمن! وهناك فارق خارق هائل بين المعنيين؛ أنا: مختلف: أعتبر الله منزه عن صفة العبثية التي تلصقونه بها من خلال آية الذاريات 56: وليس العكس.

اﻵن جيد أنت دافعت عن رأي الاسلام بهذه النقطة بالملاحظات من 1-13

وﻷنني قلت (هذا رأيي الشخصي وانت غير ملزم به) لذا لن أدخل النقاش بل سأحترم فيك دفاعك عن عدم عبثية اﻹله الابراهيمي – إن صحت التسمية "كي أميزه عن الخالق الذي أؤمن به والذي أنزهه عن أي نوع من العبث حتى لو كان أن نعبده نحن والجن فقط...الخ"




تعليقي هو على النقطة:

) هذه حكم قد أخبرنا الله بها, والله وحده يعلم كم ثمَّة حكم لم نعلمها, ولم يخبرنا الله بها!!


هذا الكلام لم يخبرك الله به، انت مازلت في طور إثبات أن هذا كلام الله! - تأمل عزيزي، أنت هنا ﻹثبات ذلك ولا يحق لك باعتبار الكلام إلهياً وتستبق الأحداث!




13) فهل بعد هذا بقيت عبثية يا زميل؟! هداك الله لما يحبه ويرضاه.


حاشاك ربي عن نعتي لك بالعبثية!! - هداك الله لما تحب وترضاه أيضاً. هذه النقطة متفقان بها ولسنا مختلفان!!

ج‌- ومهما يكن من أمر, فالرسل هم من ثبت أنَّ الله أرسلهم لهذا الأمر.


لم يحن وقت نقاشنا عن صحة أن الله أرسلهم، فنحن أصلاً لم ننته من النقطة اﻷولى وهي الدليل على ان الله يجب أن يرسل بشراً رسلاً من عنده. [6]




ح‌- وعليه, هذا دليل خريت دامغ على حاجة الناس للرسل, ألا وهو: إخبارنا سبب خلقنا والغاية منه.








قلت في مداخلتي السابقة:

مختلف كتب:


الأدلة الخمسة التي سميتها لتوك -أدلة عقلية ﻹثبات حاجة وجود الرسل- لا تُثبت الحاجة الفعلية لوجود ما يسمى بالرسل – حتى لو افترضنا جدلاً ضرورة وجود نظام من الخالق لتنظيم الخلائق ولإخبارها عن سبب وجودها.







أكرر؛ حتى لو افترضنا جدلاً ضرورة وجود نظام من الخالق لتنظيم الخلائق وإخبارها عن سبب وجودها: أي بالعودة إلى قولك ومقارنته بقولي:

تقول: حاجة الناس للرسل هي إخبارنا سبب خلقنا والغاية منه؛ فانت افترضت بناء على مقدمات متباينة أن الرسل حاجة؛ وانا أقول لك مرارا وتكرارا حتى لو افترضنا جدلا أن الله يجب أن ينظم حياتنا بنظام من عنده – هذا لا يؤخذ كدليل "خريت ودامغ" أن الرسل يجب أن يكونوا بشراً أو يجب أن ياتوا أصلاً !!! [7]




بناء على مداخلتك رقم (ح) ونتيجتي [7] واضح أننا غير متفقان على التأكيد القطعي لوجوب إرسال الرسالة أصلاً

أنا أقول ربما هناك رسالة وإن كان فليس بالضرورة أن تكون رسلا بشرية! وأنت تقول برهان دامغ وخريت و...الخ؟؟؟؟؟




بناء على النتائج [1] و [2] و [3] و [4] و [5] و [6] تمّ دحض الدليل العقلي اﻷول "للمرة الثانية!!” وبرجاء من الزملاء إعادة قراءة ما كتبته بتأني، وإزالة هالة القدسية عن النصوص ولو مؤقتاً ﻷنها ليست ادلة في بحثنا هذا.




زميلي الفاضل الداعي – برجاء الانتظار حتى أرد على كافة المداخلات؛ وأكتب خلاصة برأيي وما استنتجته، وهذا يتطلب وقت فانا حتى اللحظة لم أفرغ سوى من ردي على ردك على الدليل العقلي اﻷول!! وهذا يعني أننا سنطيل الزيارة في منتداكم إن شاء الله:

رجائي: فضلاً لا أمراً عدم كتابة المزيد من المداخلات حتى أفرغ من الردود وأكتب الخلاصة.




تحية طيبة للجميع وللفاضل الداعي ورود محبة وتقدير، وللأخ مسعود كل التحية والمحبة والاحترام.

إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية – محبتي..

دمتم بخير..




يتبع..