بعد التحية والسلام للفاضل الزميل الداعي والزملاء اﻷكارم.
في هاتين الآيتين الكريمتين يقصُّ علينا القرآن الكريم المراحل التي يمرُّ بها نزول المطر:
- إرسال الرياح يدلُّ على دقة محكمة, وصنع بديع, وهو ما نتابعه اليوم في خرائط التقاط الرياح بالأقمار الاصطناعية, فهنا دقة في استخدام لفظ (يرسل) ولفظ (أرسل), والحركة المنظمة للرياح لم تكن لتعرف لولا الأقمار الاصطناعية.
- وجملة (فَتُثِيرُ سَحَابًا) فيها أمران, ألا وهما:
1) الرياح هي التي تحرك السحاب, وتنقله في الجو, وهي التي تغير حركته, وقبل هذا الاكتشاف بفضل التقدم العلمي في القرن التاسع عشر كان السائد أنَّ الغيوم والسحب هي التي تحرك نفسها بنفسها.
ماهو وجه اﻹعجاز في استخدام لفظ يرسل؟؟بالعكس هو مغالطة علمية فلا أحد مخول بإرسال الريح أصلاً؛ ثم ماهو الدليل على أنه كان سائداً تحرك السحب بنفسها!! هذا تماماً يخالف فكرة الانسان قبل اختراع المحرك والذي كان يظن أنه دوماً يجب على قوة طبيعية تحريك اﻷشياء منها الخيل التي تجر العربات أو السفن التي تستخدم قوة الريح لتحرك سفناً ضخمة قبل أيام رسول الاسلام بآلاف السنين!! هل أتى محمد بيوم كان الانسان مازال يحبو!! هل نسيت أن الاهرامات مثلا بنيت قبل ولادته بآلاف السنوات!! هل كان الفراعنة أغبياء أو باقي الحضارات التي سبقت العرب والاسلام بالاف السنوات منها حضارة بلاد الرافدين التي كان فيها الطب والهندسة والقانون قبل الأديان بعقود وعقود!!
Wind is caused by differences in pressure. When a difference in pressure exists, the air is accelerated from higher to lower pressure.
كان هذا اقتباساً من الموسوعة الحرة ويكيبيديا عن تشكل الرياح وأظن من السهل معرفة أن لا هناك من يرسل هنا بل هناك سلسلة من العمليات العلمية التي تحدث بسبب قوانين فيزيائية بحتة.
الريح تحدث بسبب الاختلاف بين الضغط الجوي المرتفع والمنخفض. فلا تُرسل لتحرك شيئاً.

إذاً عزيزي الفاضل الداعي هناك أيضاً إعجاز ضدك باﻵية لم تكتشفه وها أنا أظهرته لك!
أرجو ان لا تعود لهذا الاسلوب الذي تتبعه بالمثال أعلاه فتقول لي ان الحركة المنظمة تم اكتشافها بواسطة اﻷقمار الصناعية لتمرر معلومة التنظيم وتربطها بالارسال وتربطها باﻵية فتخلق إعجازاً من بضع كلمات..! التنظيم -أو ما يبدو تنظيماً- هو بسبب دوران اﻷرض حول محورها ودوران اﻷرض حول الشمس وهو ما ليس موجوداً بالقرءان بل العكس هو الموجود!!
فكما نرى هنا في سورة ياسين:


الشمس والقمر يحسبهما القرءان موجودتان في سماء اﻷرض ويظنهما تتلاحقان!! لكنه لم يعلم ان الكسوف هو تلاقي لنقطة الرؤية بين الشمس والقمر ولم يعلم انهما لا يلتقيان لسبب آخر تماماً هو ان القمر تابع لتابع للشمس ألا وهو اﻷرض. طبعاً اﻵيات التي تظهر رؤية القرءان للظواهر الفيزيائية كثيرة وما مثاليّ الرعد والشمس والقمر إلا مثالين هامشيين.
باختصار في آية واحدة حقائق علمية متعددة: إرسال الرياح، تلقيح السحاب، إنزال الماء من السماء، صلاحية هذا الماء للشرب، تخزين هذا الماء. والسؤال: هل هذه الحقائق المحكمة والبليغة والدقيقة من صنع البشر؟

ولو اختل شرط واحد من شروط تكون السحاب مثل أن تكون تيارات الرياح ضعيفة وغير قادرة على حمل الكميات الضخمة من الماء للأعلى، فإن هذا سيؤدي إلى قلة الأمطار الهاطلة وبالتالي قلة المياه العذبة على الأرض وزيادة المياه المالحة وبالتالي فساد الحياة.

إن هذه الحقيقة الكونية لم يكن لأحد علم بها زمن نزول القرآن، فلم يكن أحد يعلم شيئاً عن تشكل الغيوم، أو عن دور الرياح أو عن أهمية تلقيح الرياح للغيوم، ولكن العلم الحديث كشف لنا هذه الحقائق، وجاء ذكرها في كتاب الله جلية واضحة لتشهد على صدق هذا الكتاب وصدق رسالة
كلام !! وليس دليلاً على شيء فلا أنت أوردت حقائق دامغة موجودة باﻵية ولا حتى ادلة عن عدم معرفة ناس أبناء ذلك الزمان بهذه المعلومات "البيديهة والعمومية جدا!"
أراك تتحدث عن اختلال الشروط وكأن القرءان تحدث عن تشكل السحاب تحدثاً علميا لا يقبل التأويل!! بصراحة أنا لا أرى أي نوع من اﻹعجاز ولا حتى من العلم!! بل كلام عام يقبل بتأويله الصحة ويقبل الخطأ لكنه بالتأكيد لا يقبل اﻹعجاز العلمي.
وأعيدها - اﻹعجاز العلمي الوحيد في اﻵيات التي انت ذكرتها هو إيجاد ناس تستنبط اﻹعجاز عنوة!

أرجو منك إزالة القدسية قبل التمعن بما ذكرت فالقدسية الموجودة حول القرءان تمنعك من تدبر آياته بعقلانية فتأتي أحكامك كلها وأنت مقتنع بأنه معجز اقتناعا مسبقاً!!

تحياتي لك وللمتابعين بانتظار رد عقلاني- أو انتقال لنقطة أخرى.