ديانات العرب


كان معظم العرب يتبعون دين اسماعيل ابن ابراهيم - عليهما السلام - فكانوا يوحدون بالله وحده لا

شريك له حتى طال عليهم الأمد فنسوا تلك الديانة ولم يبق منها الا عدة شعائر حتى جاء عمرو بن

لحى رئيس خزاعة و قد كان كريم اليد كثير الصدقات فأحبه الناس و بدأوا فى تبجيله و تعظيمه ...



سافر عمرو بن لحى الى الشام فوجد الناس يعبدون الأصنام و يسجدون لها فاستحسن هذا ظنا منه ان

هذا هو الحق - لأن الشام هى مهبط الديانات و محل الرسل - فرجع الى الكعبة حاملا معه هُبل و دعا

الناس الى عبادته فلم يلبثوا الا ان أطاعوه لمكانته عندهم ، ثم أتبعهم أهل الحجاز ثم أتبعهم سائر
بطون العرب....


و كانت أصنامهم كالتالى :

مناة بالمشلل على ساحل البحر الأحمر بلقرب من قديد

اللات فى الطائف

العزى بوادى نخلة

وكانت مناة و اللات و العزى اكابر آلهتهم ثم كثرت الأوثان فى سائر الجزيرة العربية حتى صار فى كل منزل صنما...

و قد كان أهل العرب يظنوا بأن ما يفعلوه ليس بتغيير للدين و لكنه بدهة حسنة يتقربون بها الى الله فكانوا :

1-يتوددون اليها و يهتفون بأسمائها ظنا انها تشفع لهم عند الله

2- كانوا يحجون اليها

3- يقدمون لها القرابين و يذبحون بإسمها

4- ينذروا اليهم شيئا من الحرث و الأنعام


و كان العرب يستقسمون بالأزلام و الأزلام عبارة عن أقداح بها سهام مكتوب عليها كلمات و كانت ثلاث أنواع :

النوع الأول : أزلام مكتوب عليها " نعم " أو " لا "

و كانوا يستقسمون بما يريدون عمله فان خرج " نعم " يفعلوه و ان خرج " لا " لا يفعلوه


النوع الثانى : أزلام فيها المياه و الدية


النوع الثالث : أزلام مكتوب عليها " منكم " او " من غيركم " او " ملصق "

فان شكوا فى نسب أحدهم يذهبوا و يستقسموا من هذا النوع فان خرج " منكم " كان وسيطا و ان

خرج " من غيركم " كان حليفا و ان خرج " ملصق " كان على منزلته فيهم لا نسب ولا حلف


و تعد الأزلام ضربا من ضروب القمار..

وكان العرب أيضا يؤمنون بالكهنة و المنجمين و العرافين و كانوا كثيرو التطير

التطير : هو التشاؤم من شئ ما مثل التشاؤم من بعض الأشهر و بعض الحيوانات و الطير و الدور و النساء...


و هكذا فقد كان أهل الجزيرة العربية على عبادة الأوثان و لكنهم حافظوا على شيئا من دين ابراهيم - عليه السلام - مثل الحج و الطواف بالكعبة ....



بعض الديانات الأخرى ......


اليهود :
هجروا فلسطين بعدما قام الملك بختنصر بتدمير بلادهم عام 587 ق.م و سبى معظمهم الى بابل فتوجهوا الى الحجاز و سكنوا ربوعها الشمالية

فى عام 70 م و بعدما احتل الرومان فلسطين و ضغطوا على اليهود هناك و دمروا الهيكل فهاجر اليهود الى الحجاز و استقروا فى خيبر و يثرب و تيماء ...

كان عدد قبائل اليهود يزيد عن 20 أهمهم خيبر و النضير و المصطلق و قريظة و قينقاع

النصرانية :

دخلت الديانة النصرانية الجزيرة العربية عن طريق احتلال الحبشة لليمن و مجاورة قبائل الغساسنة و تغلب و طئ والحيرة للرومان ..


المجوسية :

كانت بين العرب المجاورين للفرس فى العراق و البحرين و كانت قليلة و ضعيفة بجوار باقى الديانات ولكنها كانت موجودة...


و هذه هى الحياة الدينية فى الجزيرة العربية قبل مجئ الإسلام

المشركون الذين كانوا يظنون انهم على دين ابراهيم و لكنهم بعدوا كل البعد عن دين ابراهيم

و اليهود قد أصابهم الرياء و النفاق و صار رؤسائهم أربابا من دون الله يتحكمون فى الناس و يحاسبوهم ، و كان همهم الأول و الأوحد هو المال

أما النصراينة فكانت ضربا من ضروب الشرك يخلطون بين الله و الإنسان و لم يكن لهذه الديانة فى نفوس العرب تأثيرا حقيقيا ظاهرا لبعد تعاليمها عن معيشتهم ...