صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 35
 

العرض المتطور

  1. #1

    عضو لامع

    الصورة الرمزية aymanred
    aymanred غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2750
    تاريخ التسجيل : 27 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 44
    المشاركات : 421
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي




    أثر المعنويات في المجتمع
    بهذه الحكمة وبهذا التدبير أرسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد مجتمع جديد، كانت صورته الظاهرة بيانا وآثارا للمعاني التي كان يتمتع بها أولئك الأمجاد بفضل صحبة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعهدهم بالتعليم والتربية، وتزكية النفوس، والحث على مكارم الأخلاق، ويؤدبهم بآداب الود والإخاء والمجد والشرف والعبادة والطاعة‏.‏
    أسلوب تربية المجتمع على الإيخاء والإيثار

    سأله رجل‏:‏ أي الإسلام خير‏؟‏ قال‏:‏ ‏[‏تطعم الطعام، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف‏]‏‏.‏

    قال عبد الله بن سلام‏:‏ لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جئت، فلما تبينت وجهه، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، فكان أول ما قال‏:‏ ‏[‏يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام‏]‏
    وكان يقول‏:‏ ‏[‏لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه‏]‏
    ويقول‏:‏ ‏[‏المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده‏]‏
    ويقول‏:‏ ‏[‏لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه‏]‏
    ويقول‏:‏ ‏[‏المؤمنون كرجل واحد، إن اشتكى عينه اشتكى كله، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله‏]‏‏.‏
    ويقول: [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً]



    ويقول: [لا تباغضوا، ولا تحاسدون، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام].


    ويقول: [المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة]


    ويقول: [ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء].


    ويقول: [ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جانبه].


    ويقول: [سِباب المؤمن فسوق، وقتاله كفر].


    وكان يجعل إماطة الأذى عن الطريق صدقة، ويعدها شعبة من شعب الإيمان . ويقول: [الصدقة تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار]. ويقول: [أيما مسلم كسا مسلما ثوبا على عُرى كساه الله من خضر الجنة، وأيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مسلم سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيم المختوم] ويقول: [اتقوا الناء ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة].

    وبجانب هذا كان يحث حثا شديدا على الاستعفاف عن المسألة، ويذكر فضائل الصبر والقناعة، فكان يعد المسألة كدوحا أو خدوشا أو خموشا في وجه السائل اللهم إلا إذا كان مضطرا. كما كان يبين لهم ما في العبادات من الفضائل والأجر والثواب عند الله، وكان يربطهم بالوحي النازل عليه من المساء ربطا مؤثقا، فكان يقرؤه عليهم ويقرؤونه: لتكون هذه الدراسة إشعارا بما عليهم من حقوق الدعوة وتبعات الرسلة، فضلا عن ضرورة الفهم والتدبر. وهكذا هذب تفكيرهم، وربع معنوياتهم، وأيقظ مواهبهم، وزودهم بأعلى القيم والأقدار، حتى وصولا إلى أعلى قمة من الكمال عرفت في تاريخ البشر بعد الأنبياء. يقول عبد الله بن مسعود رضى الله عنه: من كان مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا أفضل هذه الأمة؛ وأبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، وابتعوهم على أثرهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم وسيرهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم. ثم إن هذا الرسول القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم كان يتمتع من الصفات المعنوية والظاهرة، ومن الكمالات المواهب، والأمجاد والفضائل، ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال بما جعتله تهوى إليه الأفئدة، وتتفانى عليه النفوس، فما يتكلم بكلمة إلا ويبادر صحابته رضي الله عنهم إلى امتثالها، وما يصدر من إرشاد أو توجيه إلا ويتسابقون إلى العمل به. بمثل هذا استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يبني في المدينة مجتمعا جديدا أروع وأشرف مجتمع عرفة التاريخ، وأن يضع لمشاكل هذا المجتمع حلا تنفست له الإنسانية الصعداء، بعد أن كانت قد تعبت في غياهب الزمان ودياجير الظلمات. وبمثل هذه المعنويات الشامخة تكاملت عناصر المجتمع الجديد الذي واجه كل تيارات الزمان حتى صرف وجهتها، وحول مجرى التاريخ والأيا





    اللهم يسر لنا توحيد صفوف المسلمين على صراطك المستقيم والرد على كل المفترين على رسالتك الخاتمة ونبيك الخاتم عليه الصلاة والسلام

  2. #2

    عضو لامع

    الصورة الرمزية aymanred
    aymanred غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2750
    تاريخ التسجيل : 27 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 44
    المشاركات : 421
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    معاهدةمع اليهود
    بعد أن أرسى رسول الله صلى الله وعليه وسلم قواعد مجتمع جديد وأمة إسلامية حديدة، بإقامة الوحدة العقدية والسياسية والنظامية بين المسلمين، بدأ بتنظيم علاقاته بغير المسلمين، وكان قصده بذلك توفير الأمن والسلام والسعادة الخير للبشرية جمعاء، مع تنظيم المنطقة في وفاق واحد، فسن في ذلك قوانين السماح والتجاوز التي لم تعهد في ذلك العالم الملئ بالتعصب والأغراض الفردية والعرقية‏.‏

    وأقرب من كان يجاور المدينة من غير المسلمين هم اليهود - كما أسلفنا - وهم وإن كانوا يبطنون العداوة للمسلمين، لكن لم يكونوا أظهروا أية مقاومة أو خصومة بعد، فعقد معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم معاهدة قرر لهم فيها النصح والخير، وترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال، ولم يتجه إلى سياسة الإبعاد أو المصادرة والخصام‏.‏
    وفيما يلى أهم بنود هذه المعاهدة‏:‏
    بنود المعاهدة
    1- إن يهود بنى عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم، وكذلك لغير بنى عوف من اليهود‏.‏
    2-وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم‏.‏
    3- وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة‏.‏
    4- وإن بينهم النصح والنصحية، والبر دون الإثم‏.‏
    5- وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه‏.‏
    6- وإن النصر للمظلوم‏.‏
    7- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين‏.‏
    8-وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة‏.‏
    9- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلى الله عز وجل، وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏
    10- وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها‏.‏
    11- وإن بينهم النصر على من دَهَم يثرب‏.‏‏.‏ على كل أناس حصتهم من جابنهم الذي قبلهم‏.‏
    12- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم‏.‏

    وبإبرام هذه المعاهدة صارت المدينة وضواحيها دولة وفاقية، عاصمتها المدينة، ورئيسها ـ إن صح هذا التعبير ـ رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكلمة النافذة والسلطان الغالب فيها للمسلمين‏.‏
    ولتوسيع منطقة الأمن والسلام عاهد النبي صلى الله عليه وسلم قبائل أخرى في المستقبل بمثل هذه المعاهدة، حسب ما اقتضته الظروف، وسيأتي ذكر شيء عنها‏.‏
    قواعد مهمة في المرحلة الأولى لبناء المجتمع الإسلامى

    التربية المتأنية للأمة
    وذلك على معنى مراقبة الله رب العالمين لكل أعمالنا، وأن هناك يومًا حتمًا سيأتي، سيحاسب فيه اللهُالبشرَ أجمعين {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزَّلزلة: 7، 8].
    تفعيل دور المسجد
    ليصبح له دور في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا.
    الوحدة بين المسلمين
    ورأينا ذلك في التوحيد بين الأوس والخزرج، ورأيناه كذلك في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وإذابة الفوارق القَبَليّةِ بين المسلمين؛ ليصبح أمر العقيدة هو الرابط الرئيسي الذي يربط بين المسلمين.
    وأقول: الرابط الرئيسي وليس الرابط الوحيد؛ لأن الإسلام لا ينكر العلاقات الإنسانية الطبيعية التي تكون بين الإنسان وَرَحِمِهِ، وبين الإنسان وعشيرته، ولكن يحددها في أُطر شرعيّة محددة تفيد في بناء الأمة الإسلاميّة.
    فقه الواقع
    وهو يعني دراسة المتغيرات الموجودة في الواقع، وتحديد طرق التعامل مع كل أزمة حسب حجمها، وحسب الظروف التي تصاحب كل أزمة، ومن ثَمَّ يضع المسلم الحل المناسب في ضوء الأطر الشرعية.
    فمع الأوس والخزرج قام رسول الله بالصلح بينهما على أساس العقيدة والدين، ومع المهاجرين قام بخطوات منظمة ومرتبة لاستيعابهم في المجتمع المدني، بل تفعيلهم في بناء الأمة، فتحول المهاجرون من عبءٍ اقتصاديّ وسياسيّ واجتماعيّ على المدينة المنوّرة إلى قوة فاعلة تضيف إلى خير المدينة وقوتها.
    ومع المسلمين في الحبشة استقدم بعضهم، وأبقى بعضهم لحين استقرار الأوضاع.
    ومع المسلمين في القبائل البعيدة عن المدينة، وليسوا من أهل مكّة أبقاهم في قبائلهم لينشروا الإسلام فيها، ولكي يوسّعوا نطاق الحركة الدعويّة في الجزيرة العربية.
    ومع المستضعفين من المسلمين في مكّة الذين لا يستطيعون الهجرة عليهم كتمان الإسلام قدر المستطاع وتجنب بأمره. الصراع مع المشركين؛ لكي لا يُستأصلوا إلى أن يأتي الله
    ومع المشركين من الأوس والخزرج كانت إستراتيجيته في التعامل مع هؤلاء هي الدعوة بالتي هي أحسن، ومحاولة ضم العناصر الطيبة منهم إلى الأمة الإسلاميّة، وحاول أن يتجنب الصراع أو الصدام معهم، حتى لا يدخل في صراعات داخليّة تضعف من بنيان الأمة الإسلاميّة الناشئة.
    ومع المشركين من الأعراب حول المدينة حاول أن يصل بالدعوة إليهم قدر ما يستطيع، ثم أظهر لهم القوة حتى لا يفكروا في الإغارة على المدينة المنوّرة، أو على قوافل المسلمين حول المدينة المنوّرة، وخاصّة أن هذه القبائل من العرب اشتهرت بالسلب والنهب.
    ومع القبائل المشركة الكبرى حول المدينة عقد معاهداتٍ ومحالفات تقوم في أساسها على حسن الجوار، وعدم الاعتداء.




    اللهم يسر لنا توحيد صفوف المسلمين على صراطك المستقيم والرد على كل المفترين على رسالتك الخاتمة ونبيك الخاتم عليه الصلاة والسلام

  3. #3

    عضو لامع

    الصورة الرمزية aymanred
    aymanred غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2750
    تاريخ التسجيل : 27 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 44
    المشاركات : 421
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    المؤاخاة بين المسلمين..
    ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم بجانب قيامه ببناء المسجد‏:‏ مركز التجمع والتآلف، قام بعمل آخر من أروع ما يأثره التاريخ، وهو عمل المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، قال ابن القيم‏:‏ ثم أخي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلا، نصفهم من المهاجرين، ونصفهم من الأنصار، أخي بينهم على المواساة، ويتوارثون بعد الموت دون ذوى الأرحام إلى حين وقعة بدر، فلما أنزل الله عز وجل‏:‏ ‏{‏وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض‏}‏ ‏[‏الأنفال‏:‏ 75‏]‏ رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة‏.‏

    وقد قيل‏:‏ إنه أخي بين المهاجرين بعضهم مع بعض مؤاخاة ثانية‏.‏‏.‏‏.‏ والثابت الأول، والمهاجرون كانوا مستغنين بأخوة الإسلام وأخوة الدار وقرابة النسب عن عقد مؤاخاة فيما بينهم، بخلاف المهاجرين مع الأنصار‏.‏

    ومعنى هذا الإخاء أن تذوب عصبيات الجاهلية، وتسقط فوارق النسب واللون والوطن، فلا يكون أساس الولاء والبراء إلا الإسلام‏.‏ وقد امتزجت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة وإسداء الخير في هذه الأخوة، وملأت المجتمع الجديد بأروع الأمثال‏.‏
    روى البخاري‏:‏ أنهم لما قدموا المدينة أخي رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن وسعد ابن الربيع، فقال لعبد الرحمن‏:‏ إني أكثر الأنصار مالا، فاقسم مالى نصفين، ولى امرأتان، فانظر أعجبهما إليك فسمها لي، أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال‏:‏ بارك الله لك في أهلك ومالك، وأين سوقكم‏؟‏ فدلوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء يوما وبه أثر صفرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏[‏مهيم‏؟‏‏]‏ قال‏:‏ تزوجت‏.‏ قال‏:‏ ‏[‏كم سقت إليها‏؟‏‏]‏ قال‏:‏ نواة من ذهب‏.‏
    وروى عن أبي هريرة قال‏:‏ قالت الأنصار للنبى صلى الله عليه وسلم‏:‏ اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل‏.‏ قال‏:‏ ‏[‏لا‏]‏، فقالوا‏:‏ فتكفونا المؤنة ونشرككم في الثمرة‏.‏ قالوا‏:‏ سمعنا وأطعنا‏.‏
    وهذا يدلنا على ما كان عليه الأنصار من الحفاوة البالغة بإخوانهم المهاجرين، ومن التضحية والإيثار والود والصفاء، وما كان عليه المهاجرون من تقدير هذا الكرم حق قدره، فلم يستغلوه ولم ينالوا منه إلا بقدر ما يقيم أودهم‏.‏
    حقا فقد كانت هذه المؤاخاة حكمة فذة، وسياسة حكيمة، وحلا رشيدا لكثير من المشاكل التي كان يواجهها المسلمون، والتي أشرنا إليها‏.‏.

    مواقف من المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
    أولاً: التقريب بين المهاجرين والأنصار:
    أنزل الله i قرآنًا يتلى لحل هذه الأمور، لكي يتوحد المسلمون في كيان قوي، ولكي يرفع الله من معنويات المهاجرين، الذين شعروا بشيء من الذلة والضعف، نتيجة لتركهم أهلهم وأموالهم وذويهم، من أجل اعتناقهم هذا الدين الجديد، فيجب أن يعرف أنه مكرَّم ومعظَّم عند الله بسبب اعتناقه للإسلام، ولهذا أنزل الله على رسوله آيات رفعت من قدر المهاجرين، فالمهاجر أصبح يفتخر أنه مهاجر، والأنصاريّ أصبح يفتخر بأنه آوى مهاجرًا، انظر إلى كلام رب العالمين في كتابه الكريم: {فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ} [آل عمران: 195].
    ويقول ربنا: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [الحج: 58].
    ويقول: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [التوبة: 20]، إلى آخر الآيات.
    هذه الآيات وغيرها رفعت جدًّا من معنويات المهاجرين، وأصبح أمر الهجرة مدعاة للفخر، ليس هذا فحسب، بل وتهيئة للأنصار أيضًا، بل إن الله تعالى في سورة الحشر: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8].
    هؤلاء هم المهاجرون..
    ثم يقول عز من قائل: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9].
    إذن تسابق المهاجرون للهجرة، وتسابق الأنصار للنصرة أجمعين.
    هذا الأمر ليس موجودًا إلا في المنهج الإسلامي، فإذا نظرنا لحال اللاجئين في بقاع العالم المختلفة سنعجب كل العجب، فأيّ مجموعة من اللاجئين لأي ظرف من الظروف سواء كانت عسكريّة أو سياسيّة أو اقتصاديّة، عندما ينتقلون إلى بلد آخر يمثلون عبئًا ثقيلًاً على أهل هذه البلد، يشعر اللاجئون بذلة وضعف وهوان؛ لكونهم تركوا ديارهم وأرضهم وعشيرتهم وما يمتلكون، والدولة المضيفة تشعر بعبءٍ اقتصاديّ وعبء سياسيّ كبير جدًّا، والضغوط عليها من هنا وهناك، هذا الأمر لأنهم ليسوا مرتبطين برب العالمين، والأمر في النهاية يعود إلى الإيمان، الأصل الذي تحدثنا عنه كثيرًا، والذي يُعدّ من أهم أصول بناء الأمة الإسلاميّة، بل هو أهمها على الإطلاق.
    انظر إلى كلام رب العالمين في سورة الأنفال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ} أي المهاجرين، ثم يقول: {وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} [الأنفال: 74].
    ولهذا فإنه يستحيل بناء أي دولة إسلاميّة أو تشريع إسلامي بدون هذه الأصول، والقواعد التي تقوم عليها أمة الإسلام، وهي الإيمان بالله، والإيمان بالرسول، والإيمان بالبعث، وغير ذلك من القواعد التي تحدثنا عنها سابقًا.
    وهكذا، كان أول ما قام به رسول الله بوحي من الله تعالى أنه هيَّأ الأنصار والمهاجرين لقبول فكرة ترك الديار في مكة، والانتقال إلى المدينة المنوّرة، وهو أمر صعب، لكن بفضل الله كانت قوة إيمان المهاجرين والأنصار كفيلة أن تطبق هذا المعنى، كما أراد الله رب العالمين.

    ثانيًا: الكفالة السريعة للمهاجرين
    يجب أن يُهيِّئ رسول الله لهذه الأعداد الضخمة التي دخلت المدينة مأوًى ميسورًا، وكان حل هذا الأمر بطريقة عجيبة لم تتكرر في التاريخ أبدًا، وكان الرسول أول من بدء هذا الأمر، ولم نسمع عنه إلا في أمة الإسلام وهو: المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، كانت تلك الفكرة عجيبة، إذ جمع الرسول المهاجرين والأنصار، وجعل كل واحد من المهاجرين أخًا لواحد من الأنصار، وجعل الأخوة في كل شيء حتى وصل الأمر إلى الميراث، فلو مات أحد المهاجرين ورثه أخوه الأنصاري والعكس، وقد تمَّ بعد ذلك نَسْخ حكم الميراث هذا، لكن في بداية الأمر كان هذا من مظاهر الأخوة.
    ثالثًا: الأخوة في الله
    أعطى رسول الله كمًّا هائلًاً من الأحاديث التي تحمِّس على الأخوة، وترفع من أجر الأخوة في الله، قال رسول الله: "لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ.
    وبذلك ربط الأخوة بالإيمان..
    بل إنه قال في رواية مسلم عن أبي هريرة: "لاَ تَدْخُلُون الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ"
    وعلى هذا النسق أحاديث كثيرة تحثُّ على الإخاء في الله.
    كان صحابة النبي من المهاجرين والأنصار يرجون بأخوتهم هذه الأجر والثواب من الله، فرفعوا في قيمة الأخوة بينهم، وبالتالي كان لها أثر فعال حقيقيّ واقعيّ في حياتهم. لكن رسول الله رأى أن ذلك كله ليس كافيًا لتثبيت دعائم الأخوة في الدولة الإسلاميّة، وذلك أن الدولة ستواجه تحديات خطيرة لا يستقيم أبدًا أن يترك الأمر فيها للنفس. فلا بد من وضع قوانين ودساتير مكتوبة.
    قال العلماء: المؤاخاة هي حاجة الأنصار إلى التفكر في الدين، وحاجة المهاجرين إلى مأوى، وإلى مساعدة، وإلى بيت..
    حارب النبى عليه الصلاة والسلام العنصرية فالبشر يمكن أن يصنفوا تصنيفين، لا ثالث لهما، تصنيف إنساني وتصنيف عنصري، من هو العنصري ؟ هو الذي يرى نفسه متميزاً على من حوله، يحق له ما لا يحق لهم، وهو معفى مما يجب عليهم، ينبغي أن يأكل وحده، وأن يسكن وحده، وأن يستمتع بالحياة وحده، وأن يشتري من الأشياء الثمينة ما يحلو له وحده، وأن يبني مجده على أنقض الآخرين، وأن يبني غناه على فقرهم، وأن يبني حياته على موتهم، وأن يبني أمنه على موتهم، وأن يبني عزه على ذلهم، هذا عنصري.
    الذي نعانيه من الغرب العنصرية، يعاملون شعوبهم معاملة تفوق حد الخيال، ويعاملون بقية الشعوب معاملة تترفع عنها الوحوش، يستخدمون أسلحة الدمار الشامل لإفناء البشر، وإبقاء الحجر، لذلك لا يمكن أن تنهض أمة بأناس من طبقتين: قوي وضعيف، لا بد من أن يكون الناس سواسية كأسنان المشط.
    (( فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا أحمر على أسود إلا بالتقوى ))

    (رواه الطبراني عن ابي سعد )
    (( وأيْمُ الله لَوْ أنّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ))

    (مُتَّفَقٌ عَلَيه )
    وكان إذا وزّعَ الماء بين أصحابه كان آخرهم شربا....وكان يجلس حتى ينتهي به المجلس، هذا مجتمع المسلمين، ما في تفرقة أبداً.
    هذا مجتمع العدل والسواسية، بهذا نقوى على أعدائنا، بهذا نواجههم، بهذا نقف صفاً واحداً، بهذا لا نخترق من قبلهم.
    راعى النبي صلى الله عليه وسلم في الظروف الاجتماعية، لكل أسرة حينما استقبلوا المهاجرين، فالمهاجرون الشباب الذين لم تزوجوا نزلوا على سعد بن خثيمة، وكان عزباً، لا زوجة له، وسميت داره باسم دار الأعزاب، ونزل المهاجرون مع زوجاتهم وأولادهم على الأنصار أصحاب الأهل والسعة في المسكن والرزق.
    تعفف المهاجرين فقد روى أن بعض الذين آخى بينهم النبي عليه الصلاة والسلام هو عبد الرحمن بن عوف، آخى بينه وبين سعد بن الربيع، وقد عرض عليه سعد بن الربيع أحد بيتين، وأحد دكانين، وأحد بستانين، لم يُثبت التاريخ الإسلامي أن مهاجراً أخذ من أنصاري نصف ماله، قال له: بارك الله لك بمالك يا أخي، ولكن دلني على السوق، ما هذه العفة ؟ الأنصار بذلوا نصف ما يملكون، والمهاجرون تعففوا عن أموال إخوانهم، قال له: بارك الله لك في مالك، ولكن دلني على السوق، أنا أعمل.
    فحينما يكون المؤمن سخياً كريماً إلى درجة أن يهب أخاه نصف أملاكه تجد الطرف الآخر عفيفاً جداً جداً، ويقول: بارك الله لك في مالك، ولكن دلني على السوق.
    وها هى نزوة صغيرة في ساعة غضب، والصحابة ليسوا معصومين، قال بعض الصحابة لبلال: يا ابن السوداء، وحين بلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فقال لهذا الصحابي الجليل القرشي:
    (( إنك امرؤ فيك جاهلية ))

    (أبو داود عن أبي ذر)
    فلم يرضَ هذا الصحابي بعد أن سمع هذا من رسول الله إلا أن وضع رأسه على الأرض، وأمر بلالاً أن يعض قدمه فوق رأسه، هذا هو الإسلام. فقط:
    امرأة تقم المسجد، منظفة، توفيت، الصحابة الكرام اجتهدوا أن هذه المرأة من دنو مكانتها لا ينبغي أن نذكر للنبي أنها ماتت، النبي الكريم سأل عنها بعد حين، قالوا: والله ماتت يا رسول الله، فغضب، قال: هلا أعلمتموني ؟ لمَ لم تذكروا لي أنها ماتت؟ وذهب إلى قبرها، وصلى عليها صلاة الجنازة استثناء من أحكام صلاة الجنازة، صلاة الجنازة قبل الدفن، صلى عليها صلاة الجنازة بعد الدفن، هذا المجتمع المسلم.
    وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم حرص على وحدة أمته فى حياته ومن بعده، لأن الأعداء وضعونا جميعاً في سلة واحدة، وينبغي أن نقف جميعاً في خندق واحد، مشكلتهم كما قال بعض زعمائهم: مشكلة حياة أو موت، ونحن مشكلتنا أيضاً مشكلة حياة أو موت.
    فعن ابن عباس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    (( لا تَرْجِعُوا بَعْدي كُفَّاراً، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْض ))
    (( كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ ومَالُهُ وَعِرْضُهُ ))

    (رواه مسلم عن أبي هريرة)
    ويقول الله عز وجل:
    ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾
    ( سورة الحجرات الآية: 10 ).




    اللهم يسر لنا توحيد صفوف المسلمين على صراطك المستقيم والرد على كل المفترين على رسالتك الخاتمة ونبيك الخاتم عليه الصلاة والسلام

  4. #4

    عضو لامع

    الصورة الرمزية aymanred
    aymanred غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2750
    تاريخ التسجيل : 27 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 44
    المشاركات : 421
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : مصر
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    فى إنتظار تكليفى بعنوان آخر من الأخ فارس الإسلام




    اللهم يسر لنا توحيد صفوف المسلمين على صراطك المستقيم والرد على كل المفترين على رسالتك الخاتمة ونبيك الخاتم عليه الصلاة والسلام

  5. #5

    فارس من الفرسان

    الصورة الرمزية فــارس الإســلام
    فــارس الإســلام غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2261
    تاريخ التسجيل : 9 - 6 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 673
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : بلاد الحرمين
    الاهتمام : طلب العلم الشرعي
    الوظيفة : طالب ثـانوي عام
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    بانتظار الاخت ميران داود




    قال ابن المبارك : مَا أَعْيَانِي شَيْءٌ كَمَا أَعْيَانِي أَنْ لَا أَجِدَ أَخًا فِي اللَّه

  6. #6
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    بارك الله فيكم جميعاً وتقبل أعمالكم في ميزان حسناتكم
    الأخت ميران في امتحانات ولا أعتقد أنها ستتمكن من المواصلة هذه الأيام
    إن تمكن أحد الإخوة والأخوات من تولي الجزء الخاص بالأخت ميران يكون أفضل

    السلام عليكم










  7. #7
    مشرف منتدى البشارات الحق بمبعث سيد الخلق
    الصورة الرمزية هزيم الرعد
    هزيم الرعد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2714
    تاريخ التسجيل : 21 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 34
    المشاركات : 763
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : أرض الكنانة
    الاهتمام : الرياضة
    الوظيفة : طالب
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    إن شاء الله سوف أنتهى من الإمتحان الخميس القادم الموافق 20/1/2011
    و سأتم الجزء الخاص بالأخت ميران فى هذ اليوم إن شاء الله




    "و لهذا فإنَّه بعد الكِرازة بالإنجيل, توقف سريان تعاليم الناموس التي كانت تعلِّم القُدماء أنَّ الله هو واحد، فقط بدون أن تتحدَّث عن الطَّبيعة الإلهية, الثلاثة أقانيم, أو عن وِحْدة الجوهر, لأنَّ هذه التَّعاليم هي التي تحدَّث عنها العهد الجديد."

    كيرلُّس الإسكندري: حِوار حول الثالوث, الجزء الثاني - صـ35.

  8. #8
    مشرف منتدى البشارات الحق بمبعث سيد الخلق
    الصورة الرمزية هزيم الرعد
    هزيم الرعد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2714
    تاريخ التسجيل : 21 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 34
    المشاركات : 763
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : أرض الكنانة
    الاهتمام : الرياضة
    الوظيفة : طالب
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    الكفاح الدامي


    1-استفزازات قريش واتصالهم بعبد الله بن أبي
    2-إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام
    3-قريش تهدد المهاجرين
    4-الإذان بالقتال
    5-الغزوات والسيرايا قبل بدر




    "و لهذا فإنَّه بعد الكِرازة بالإنجيل, توقف سريان تعاليم الناموس التي كانت تعلِّم القُدماء أنَّ الله هو واحد، فقط بدون أن تتحدَّث عن الطَّبيعة الإلهية, الثلاثة أقانيم, أو عن وِحْدة الجوهر, لأنَّ هذه التَّعاليم هي التي تحدَّث عنها العهد الجديد."

    كيرلُّس الإسكندري: حِوار حول الثالوث, الجزء الثاني - صـ35.

  9. #9
    مشرف منتدى البشارات الحق بمبعث سيد الخلق
    الصورة الرمزية هزيم الرعد
    هزيم الرعد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2714
    تاريخ التسجيل : 21 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 34
    المشاركات : 763
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : أرض الكنانة
    الاهتمام : الرياضة
    الوظيفة : طالب
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    1-استفزازات قريش واتصالهم بعبد الله بن أبي

    تقدم ما أدلى به كفار مكة من التنكيلات والويلات على المسلمين في مكة، ثم ما أتوا به من الجرائم التي استحقوا لأجلها المصادرة والقتال، عند الهجرة، ثم إنهم لم يفيقوا من غيهم ولا امتنعوا عن عدوانهم بعدها، بل زادهم غيظاً أن فاتهم المسلمون ووجدوا مأمناً ومقراً بالمدينة، فكتبوا إلى عبد الله بن أبي سلول- وكان إذ ذاك مشركاً - بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة - فمعلوم أنهم كانوا قد اتفقوا عليه، وكادوا يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، وآمنوا به - كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركين، يقولون لهم في كلمات باتة‏:‏

    إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم‏.‏

    وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لما يراه أنه استبله ملكه- يقول عبد الرحمن بن كعب‏:‏ فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم، فقال‏:‏ ‏‏(‏لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقالوا أبناءكم وإخوانكم‏)‏، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا‏.‏

    امتنع عبد الله بن أبي بن سلول عن القتال إذ ذلك، لما رأي خوراً أو رشداً في أصحابه، ولكن يبدو من تصرفاته أنه كان متواطئاً مع قريش، فكان لا يجد فرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين، وكان يضم معه اليهود، ليعينوه على ذلك، ولكن تلك هي حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت تطفئ نار شرهم حينا بعد حين‏.‏




    "و لهذا فإنَّه بعد الكِرازة بالإنجيل, توقف سريان تعاليم الناموس التي كانت تعلِّم القُدماء أنَّ الله هو واحد، فقط بدون أن تتحدَّث عن الطَّبيعة الإلهية, الثلاثة أقانيم, أو عن وِحْدة الجوهر, لأنَّ هذه التَّعاليم هي التي تحدَّث عنها العهد الجديد."

    كيرلُّس الإسكندري: حِوار حول الثالوث, الجزء الثاني - صـ35.

  10. #10
    مشرف منتدى البشارات الحق بمبعث سيد الخلق
    الصورة الرمزية هزيم الرعد
    هزيم الرعد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2714
    تاريخ التسجيل : 21 - 9 - 2010
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 34
    المشاركات : 763
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 10
    البلد : أرض الكنانة
    الاهتمام : الرياضة
    الوظيفة : طالب
    معدل تقييم المستوى : 14

    افتراضي


    2-إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام

    ثم أن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمراً، فنزل على أمية بن خلف بمكة، فقال لأمية‏:‏ انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف البيت، فخرج به قريباً من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل، فقال‏:‏ يا أبا صفوان، من هذا معك‏؟‏ فقال‏:‏ هذا سعد، فقال له أبو جهل‏:‏ ألا أراك تطوف بمكة آمناً وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً، فقال له سعد - ورفع صوته عليه‏:‏ أما والله لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشد عليكم منه‏:‏ طريقك على أهل المدينة‏.‏




    "و لهذا فإنَّه بعد الكِرازة بالإنجيل, توقف سريان تعاليم الناموس التي كانت تعلِّم القُدماء أنَّ الله هو واحد، فقط بدون أن تتحدَّث عن الطَّبيعة الإلهية, الثلاثة أقانيم, أو عن وِحْدة الجوهر, لأنَّ هذه التَّعاليم هي التي تحدَّث عنها العهد الجديد."

    كيرلُّس الإسكندري: حِوار حول الثالوث, الجزء الثاني - صـ35.

 

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قافلة شمس العائدين البشارية
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى حي على الجهاد
    مشاركات: 52
    آخر مشاركة: 2011-07-21, 05:36 PM
  2. قافلة بستان العائدين البشارية
    بواسطة ساجدة لله في المنتدى حي على الجهاد
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 2011-01-09, 11:14 PM
  3. نفق قافلة الأجيال..خطر يهدد الفكر والبنيان
    بواسطة دانة في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2010-03-29, 02:15 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML