جزى الله إخواني خيراً وبارك لهم وعليهم..

وكما قال أخي الحبيب (أبو جاسم) هذا الشك هو شك نفسي مرضي لا علاقة له بالعلم والمنهج لا من قريب ولا من بعيد..

ونحن نعلم أن موقف أي إنسان من الخبر لا يخلو من ثلاث احتمالات:

فإما أن يصدق

وإما أن يكذب

وإما أن يشك

ولأن حديثنا عن الشك فسأتحدث عنه باختصار أستجابة لطلب أخي أبي جاسم..

فالشك هو حالة يكون فيها متلقي الخبر غير قادر على قبول ما جاء في الخبر -لسبب أو لآخر- مع عدم وجود ما يكذبه عنده..

والشك ينقسم إلى قسمين كما أشار أخي الكريم:

-شك نفسي

-وشك منهجي

أما الشك النفسي فهو الذي يخضع لهوى أو لعاطفة او ينطلق منهما كأن يشك إنسان في خبر هو لا يحب سماعه أو لا يحب أن يكون ما فيه متحققاً.. أو ربما لموقف نفسي -غير منهجي- من راوي الخبر .. فتجده يشكك في الخبر ولا يقبله..

وهذا النوع من الشك لا يقدم ولا يؤخر ولا قيمة له من الناحية العلمية أو المنهجية..

أما الشك المنهجي فهو مبني على العلم والمنهج كما هو واضح من تسميته.. فهو يقوم على تتبع حال الراوي وينتج عن قناعة منهجية قائمة على هذا التتبع يمنع من قبول الخبر..

وهذا الشك المنهجي هو الذي انتهجه علماء الحديث -رضوان الله عليهم- في التعامل مع الرواة والأخبار..

فعلماء الحديث يشككون في أي حديث يرويه الكذاب أو المتهم بالكذب أو الوضاع كما أنهم يشككون في أي حديث رواه من كثر وهمه أو ثبت اختلاطه...الخ..