أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة

94- الجَوَادُ

الأدلة من القرآن
ليس له نص من القرآن

الأدلة من السنة

الجواد من أسماء الله الحسنى
التي وردت في السنة ،
فقد سماه به النبي صلى الله عليه وسلم
على سبيل الإطلاق منونا مرادا به العلمية
ودالا على الوصفية وكمالها ،
وقد ورد المعنى محمولا عليه مسندا إليه
،


كما ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنه ،
وكذلك من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الله عز وجل
جواد يحب الجود
ويحب معالي الأخلاق ويبغض سفسافها
) ([1]) ،

وهذا الحديث صحيح بمجموع طرقه
صححه الشيخ الألباني وغيره ، وهو المعول عليه في إثبات الاسم
([2]) .


أما ما ذكرعند الترمذي في سننه وحسنه
وكذلك عند أحمد من حديث أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه

أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا عِبَادِي ..
لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابسَكُمُ
اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ
فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْكُمْ مَا سَأَلَ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي
إِلاَّ كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ ،
ذَلِكَ بِأَنِّي
جَوَادٌ مَاجِدٌ ، أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ ،
عَطَائِي كَلاَمٌ وَعَذَابِي كَلاَمٌ ،
إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
) ([3]) .

وروى الترمذي في سننه وحسنه الألباني
من حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
(إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ
كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ
جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)([4]) .

وهذا الحديث والذي قبله ليس أصلا في إثبات اسم الله الجواد أو الطيب
لأنه على أجود الأحكام حديث حسن ،
والحسن هو ما اتصل سنده بنقل الصدوق الذي خف ضبطه
([5]) ،


ولذلك لم نعتد به في حصر الأسماء الحسنى
وإنما في دلالة الاسم على الصفة ،
ومن ثم فإنه ليس من أسمائه الحسنى النظيف ولا الماجد ،
وإنما الثابت الصحيح في الروايات الأخرى الجميل والجواد والطيب
.



(1) انظر تصحيح الألباني في السلسلة الصحيحة (236) (1378) (1627) ، وصحيح الجامع (1744) (1800) ، وانظر أيضا : مسند أبي يعلى 2/121، والمسند لابن كليب الشاشي 1/80 ، وحلية الأولياء لأبي نعم الأصبهاني 3/263 ، 5/29 ، والكتاب المصنف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة 5/332 (26617) والزهد لهناد بن السري الكوفي 2/423 ، وكتاب التوحيد لابن منده 2/99 ، ومجلس إملاء لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق ص82 ، والكرم والجود وسخاء النفوس للبرجلاني ص34 ،35 .
(2) أثبت هذا الاسم ابن القيم في النونية حيث قال : وهو الجواد فجوده عم الوجود جميعه بالفضل والإحسان وهو الجواد فلا يخيب سائلا ولو أنه من أمة الكفران ، انظر توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم لأحمد بن إبراهيم بن عيسى 2/229 ، والشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى ص 16 ، وانظر صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوى بن عبد القادر السقاف ص 102.
(3) الترمذي في صفة القيامة 4/656 (2495) ، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1008) .
(4) الترمذي في الأدب 5/111 (2799) ، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (4487) .
(5) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للسيوطي 1/157 ، والمنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي حمد بن إبراهيم بن جماعة ص35 ، ونخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر ص229