هل يجوز تأدية صلاة الجنازة على المنتحر ؟
السؤال: لي واحد من الاصدقاء الذين كنت أعتز بصداقتهم لكنه للأسف تغير في نهاية حياته إلي الأسوأ. فقام بمصاحبة الأشرار. وظل يشرب الخمر حتي مات وهو سكران. فهل يجوز شهود جنازته علما بأنني علي صلة بأهله الذين تربطني بهم مودة ومحبة؟
** يقول الشيخ/ عادل عبدالمنعم أبوالعباس عضو لجنة الفتوي بالأزهر: في بداية الجواب نسأل الله تعالي أن يحسن خواتيم أعمالنا فقد كان من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم: "اللهم أحسن خواتيم عملي" كما كان صلي الله عليه وسلم يستعيذ بالله من سوء الخاتمة.
وكان يقول: "اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي علي دينك". أما بخصوص السؤال فقد أجمع العلماء علي أنه يجب علي عامة الناس دفن من قتل نفسه وحضور جنازته والصلاة عليه. وكذلك من قتل في حد أو معصية. وذلك لأن أهل الكبائر أمرهم إلي الله ما داموا لم يستحلوا فعل هذه الامور ولم يعتقدوا إباحتها. وإنما فعلوها جهلا.
لكن يكره لأهل الفضل والعلم من الذين يقتدي بهم أن يصلوا علي أمثال هؤلاء. زجرا لأمثالهم وليكونوا عبرة للعصاة. وقد ورد في سنن أبي داود ان النبي صلي الله عليه وسلم لم يصل علي من قتل نفسه. كما ورد أنه عليه الصلاة والسلام لم يصل علي "ماعز" بعدما أقيم عليه حد الزنا. وأمر بالصلاة عليه.
ومن هنا فإنه يجوز لك شهود جنازة هذا الذي صاحبته أيام فعله للصواب ثم ضل الطريق. والذي كان ينبغي عليك ان ترده إلي صوابه لأن ذلك من أصول الصحبة. وشهودك للجنازة لا شيء فيه لاسيما وأنت مازلت علي صلة بأهله الذين يسيرون علي الدرب المستقيم وذلك تطيبا لخاطرهم وقد صلي الصحابة رضوان الله عليهم علي من أقيمت عليهم الحدود. ونحن جميعا تحت عفو الله ورحمته.
المصدر: مجلة"عقيدتي" .