8
- سورة البقره الاية 26 " لا يستحي الله ان يضرب مثلا ما، بعوضه فما فوقها" - مثل البعوضه اين هو؟ ويوقل بعوضه فما فوقها والاصل ان يقول فما دونها لان المفصود بالتشبيه بالبعوضه هنا حقارتها، وما هو احقر منها، اذ (ما فوقها) كالاسد او الجمل لا يكون مثلا على الحقاره.

قوله تعالى : { فما فوقها } في معناها احتمالان :
الاحتمال الأول : أن معنى { فما فوقها } فما دونها في الصغر والحقارة ، ويؤيد هذا القول حديث : « لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرا منها شربة ماء » أخرجه الترمذي .

الاحتمال الثاني : أن معنى { فما فوقها } ما هو أكبر منها ، ويكون المراد ما هو أعظم منها في الجثة ، ويؤيد هذا القول ما رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة ».


والخلاصة أن الآية تحتمل معنيين :

1- فما فوقها في الصغر .
2- فما فوقها في الكبر .
وكلا الاحتمالين صحيح كما قال المفسرون .

وليس في الآية ما يفيد أن البعوضة أصغر المخلوقات ، وأن ليس هناك ما هو أصغر منها ، غاية ما في الآية أن الله تعالى بين أنه لا يستحيي ولا يخشى أن يضرب مثلاً ما ، أي مثل كان ، بأي شيء كان ، صغيراً كان أو كبيراً ، ومن هذه الأشياء البعوضة ،


ويقول الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله -في تفسيره سورة البقرة الجزء الأول حيث قال رحمه الله "قوله تعالى "فما فوقها ":هل المراد بما فوق أي فما فوقها في الحقارة ، فيكون المعنى أدنى من البعوضة أو فما فوقها في الأرتفاع فيكون المراد ما هو أعلى من البعوضة ؟ فأيهما أعلى خلقه : الذباب أو البعوضة ؟ الجواب : الذباب أكبر وأقوى لاشك لكن مع ذلك قد يكون معنى الأية فما فوقها أي فما دونها لأن الفوقية تكون للأدنى وللأعلى كما أن الوراء تكون للأمام وللخلف كما في قوله تعالى "وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً " أي كان أمامهم " ا.ه

ويقول الشعراوي رحمه الله

حين ضرب الله مثلا بالبعوضة وما فوقها .. أي بما هو أقل منها حجما .. فإنه تبارك وتعالى أراد أن يلفتنا إلي دقة الخلق .. فكلما لطف الشيء وصغر حجمه احتاج إلي دقة الخلق ..


تم الرد على هذه الشبهة وإلى الشبهة التالية بإذن الله