السلام عليكم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

لقد خلق الله تعالى الخلق على الحنيفية وجبلهم على التوحيد النقي الصافي. أخرج مسلم في صحيحه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه "وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً" فما من إنسان إلا ولد موحدا عارفا للحق وما من ضال إلا والشيطان هو الذي أضله وأمره بما يفقره في الدنيا والاخرة ولكن الله تعالى برحمته وعدله لم يترك خلقه في مهب الشياطين تتلاعب بهم أنى شاءت فأرسل لهم الرسل يهدونهم سواء السبيل ويبينون لهم ما ينفعهم وما يضرهم. ولما يئس الشيطان أن يُعبد فإنه التفّ ووخدع بعض الناس وجعلهم يشركون من حيث لا يعلمون باعتقادهم في الكواكب عبادة وتنجيما فأرسل الله تعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام بالحق الساطع فناظرهم وقطع دابر شياطينهم فكان منهم ما قصّه القرآن الكريم.

لقد وقع الناس في شركين

يتمثل الأول في عبادة القبور وتمثيل أصحابها في شكل أصنام ويتمثل الثاني في عبادة الكواكب والاعتقاد في روحانيتها. ولما يئس الشيطان من العودة بنا إلى عصر عبادة الأصنام فإنه زين للبعض منا الاعتقاد في اصحاب القبور. فترى الصوفي ينادي مقبورا أكله الدود بالمدد. وقد رد علماؤنا على ذلك ودحضوه. ولما يئس الشيطان أيضا من العودة بنا إلى زمن عبادة الكواكب فإنه زين لبعض الجهلة الاعتقاد في أن الكواكب تؤثر على حياتنا وأنها ذوات علوية أو عقول مدبرة تدبر سيرورة هذا العالم ومن عليه. وتعلق بذلك بعض النفوس الضعيفة من المسلمين وغيرهم. فإن كنا نعذر لغير المسلمين جهلهم فإننا لا يمكن ان نعذر لمسلم تعلقه بالأبراج والأفلاك واعتقاده فيها.. وليس العذر هنا عذر إثم لأن ذلك من شأن الله تعالى ولكن العذر هنا عذر دعوة, فلا يمكن بحال من الأحوال ان نسكت ونحن نرى أخانا المسلم يسأل منجما, لا يمكن ان نفرح بأختنا المسلمة التي تسارع لقراءة حظها من الصحيفة او التي تنتظر برامج المنجمين والعرافين على التلفاز وتنصح بمشاهدتها. واجبنا يحتم علينا التصدي لمثل هذه الشركيات.

وقد كنت أعتقد بأن هذا النوع من الشرك زال وباد مع الثورة الثقافية التي حصلت في العالم ولم يبق صداها غلا عند القلة القليلة حتى أثبت لي أحد المواقف في الأيام السابقة سوء تقديري. فعزمت على البحث في الموضوع عل الله يرزقني بذلك مغفرة وثوابا.

وبعد بحث وقعت على كتاب أعتقد بأنه أفضل ما قرأت في المسألة. وهو بعنوان التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام لصاحبه عبد المجيد بن سالم المشعبي.

فلست بآت بشيء من عندي إلا التلخيص وإعادة الصياغة وضرب الأمثلة لتكون قريبة من الإنسان العامي وهو بعد تدريب لي ولكل الإخوة للرد شفاهيا على كل متعلق بالأبراج يشاء الله أن نجتمع به في مجلس واحد.

وأنا أرى بأن الناس الذين نعيش معهم أصناف من حيث إقناعهم(حسب تجربتي)

1/ لا يقتنع إلا إذا قرأ بعينه أو سمع من شيخ.
2/لا يقتنع إلا إذا خاطبت عقله.
3/لا يقتنع إلا إذا سمع من شيخ وقرأ بعينه ووجد أن عقله (هواه)يقبل ذلك.
4/لا يهتم بالموضوع لأنه لا يدرك أهميته ويأتيك بمثل هذه العبارات(وما الذي سيحدث ان تسليت ببعض الأبراج التي أقرؤها في جريدة او صحيفة, الإسلام أكبر من ذلك دعنا من هذه القشور...)
5/يحدثك ببعض التنبؤات التي يعتقد بأنها وقعت حقيقة.
6/ يحاججك ببعض آي القرآن وافعال العلماء.

فأما الصنف الأول فيكفي أن تحيله على الكتاب أو ان تجلب له بعض الخطب وخاصة خطب المشائخ الذين يحبهم.

وأما الصنف الثاني ففي هذا الموضوع بإذن الله من الحجج العقلية ما تقنع به الملحد والعلماني واليهودي فضلا عن المسلم.

وأما الصنف الثالث -3/لا يقتنع إلا إذا سمع من شيخ وقرأ بعينه ووجد أن عقله (هواه)يقبل ذلك.- ففي الموضوع بإذن الله مادة أساسية للحوار معه.

والصنف الرابع-/لا يهتم بالموضوع لأنه لا يدرك أهميته ويأتيك بمثل هذه العبارات(وما الذي سيحدث ان تسليت ببعض الأبراج التي أقرؤها في جريدة او صحيفة, الإسلام أكبر من ذلك دعنا من هذه القشور...)- فهو أسهل صنف تقريبا. يكفي ان تبين له خطورة التنجيم ببعض الآيات والأحاديث التي سأحرص على تلوينها ليسهل الوصول إليها.

والصنف الخامس-5/يحدثك ببعض التنبؤات التي يعتقد بأنها وقعت حقيقة.- ففي الموضوع بإذن الله بعض الأمثلة المعاكسة وشرح لبعض التنبؤات التي صورها الغرب على أنها صحيحة خدمة لمصالحه.

والصنف السادس-6/ يحاججك ببعض آي القرآن وافعال الصحابة رضوان الله عليهم.- ففي الموضوع بإذن الله رد على بعض الشبهات التي يحاجج بها أصحابها أصحاب الحق معتقدين بأن التنجيم حق يشهد له الإسلام.

وقد توجد أصناف أخرى لا أعلمها.

والله أسأل أن ينفعنا بالعلم النافع وان يعلمنا الحق ويعلمنا نشره والعمل به وان يجعل الإخلاص نورا في قلوبنا وسيفا نجابه به أعداءنا.

hgjk[dl ]vhsm avudm ,v] ugn hgafihj