الإصحــــــــــاح الثاني والعشرون



خلل فكري أم حقيقة ؟

متى 22
1 و جعل يسوع يكلمهم ايضا بامثال قائلا 2 يشبه ملكوت السماوات انسانا ملكا صنع عرسا لابنه

مقومات العرس تنحصر في العريس والعروس ... وبدونهما لا وجود لعرس ... فلو كان الملكوت هو عرس لي ، فمن هي العروس ؟

إن الأفراح والبهجة ليست هي مقومات العرس .. لأن هناك مواقف أخرى تزيد من الفرد بالفرح والبهجة أكثر من الزواج .. والأمثال كثيرة في الدنيا لهذا الشأن كالنجاح مثلاً ... فالكل يحب النجاح ويفرح ويسعد له أكثر من سعادة الزواج .

يا سادة
من شرط الضرب بالأمثال وجود الحقيقة المماثلة له لإمكانية استيعاب هذه الأمثال .. فهل في المسيحية زواج في الملكوت ليُشبه يسوع الملكوت بالعرس ؟.

إن كل من قال أن : العرس ما هو هذا الملكوت السماوي إلا الكنيسة ... كلام تخاريف ، فأين ذكر يسوع كلمة (مسيحية) ؟ .. يسوع كشف في بداية كلامه أنه يعطينا مثال للملكوت .. فالكنيسة ليس فيها بهجة أو فرحة لأن زوارها نفروا منها من البدأ ومحاكم التفتيش ومجالس الدم والحروبة الصليبة والهرطقة .. واخيراً التحرشات الجنسية للنساء والأطفال .... ثم مشاكل الزواج والطلاق التي أصبحت الصداع المزمن للكنيسة والمسيحيين الذين أصبحوا في مهب الريح ومئات الألوف من المسيحيين الذين لجؤا للمحاكم لطلب الطلاق لإستحالة الحياة الزوجية بعد أن رفضت الكنيسة تطليقهم ، ولكن من جهة اخرى تعلن الكنيسة بأمر كنسي طلاق المسيحيين الذين تزوجوا تحت رعاية أحد القساوسة الأرثوذكس (مكسيموس) وتشريد الأسر وأبنائهم نتاج هذه الزيجات الباطلة (من وجهة نظر الكنيسة الأرثوذكسية)..... فأين هو العرس والفرح والبهجة في الكنيسة ! والقساوسة تأمر بتعري النساء داخل الكنائس ليتمكن الكاهن لتديلك أجسادهم بزيت الميرون من الفرج وفتحت الشرج ؟!







فإن لم تكن هذه الأفعال دعارة ، فما هو مفهوم الدعارة في الفكر الكنسي ؟

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


ملكوت البلطجة

متى 22
6 و الباقون امسكوا عبيده و شتموهم و قتلوهم 7 فلما سمع الملك غضب و ارسل جنوده و اهلك اولئك القاتلين و احرق مدينتهم .

عنصرية وبلطجة !

هل هذه هي حرية المعتقد ؟ وما هي الفائدة التي عادت على الناس بعد هلال وقتل وإبادة وحرق المدن ؟

روى البخاري تفصيل القصة. بسنده – عن عروة بن الزبير، أن عائشة -رضي الله عنها- حدثته أنها قالت (للنبي (صلى الله عليه وسلم)هل أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال : لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن كلال فلم يجبني إلى ما أرت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي, فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب- وهو المسمى بقرن المنازل – فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني , فنظرت فإذا فيها جبريل, فناداني, فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك, وما ردوا عليك. وقد بعث الله إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال, فسلم علي, ثم قال : يا محمد, ذلك . مما شئت , إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين, أي لفعلت والأخشبان: هما جبلا مكة أبو قبيس والذي يقابله وهو قعيقان- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . بل أرجو أن يخرج الله عزوجل من أصلابهم من يعبد الله عزوجل وحده لا يشرك به شيئاً) البخاري ( 6/ 360) .رقم (3231)كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة.

وفي هذا الجواب الذي أدلى به الرسول- صلى الله عليه وسلم- تتجلى شخصيته الفذة, وما كان عليه من الخلق العظيم الذي لا يدرك غوره . فقد حقق الله له رجاءه فخرج من أصلاب هؤلاء المشركين من عبدوا الله ولم يشركوا به شيئاً وزادوا عن الإسلام وحوزة الإسلام "الرحيق المختوم" ( 114 – 115) .

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


ملكوت الهمجية والظلم

متى 22
8 ثم قال لعبيده اما العرس فمستعد و اما المدعوون فلم يكونوا مستحقين 9 فاذهبوا الى مفارق الطرق و كل من وجدتموه فادعوه الى العرس 10 فخرج اولئك العبيد الى الطرق و جمعوا كل الذين وجدوهم اشرارا و صالحين فامتلا العرس من المتكئين 11 فلما دخل الملك لينظر المتكئين راى هناك انسانا لم يكن لابسا لباس العرس 12 فقال له يا صاحب كيف دخلت الى هنا و ليس عليك لباس العرس فسكت 13 حينئذ قال الملك للخدام اربطوا رجليه و يديه و خذوه و اطرحوه في الظلمة الخارجية هناك يكون البكاء و صرير الاسنان 14 لان كثيرين يدعون و قليلين ينتخبون

فبعد أن أبادوا المدن والقرى بمن فيها ، ذهب العبيد لمفترق الطرق وأجبروا الناس لحضور العرس حتى ولو كانوا اشرار .. إذن الملكوت أصبح إجباري ، ولكن الخدعة التي كشفها لنا يسوع هي أن صاحب العرس عندما وجد شخص لا يرتدي ثياب تليق بالعرس كان جزائه الحرق والهلاك !!!!!

فيا لها من بشاعة وهمجية وظلم ، لماذا تم معاقبة المظلوم طالما أنه أجبر على حضور العرس بالقوة ؟ ولو نفترض أن إمكانيته المادية لا تسمح بأرتداء ملابس فاخرة ، فهل هذا يقلل من شأنه ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا فضلَ لعربي على أعجمي إلا بالتقوى."

إذن الأمثال التي كان يتحدث بها يسوع هي أمثال وهمية وكلها أخطاء في التعبير وتكشف عن بشاعة وهمجية مفهوم الملكوت الكنسي .

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


سخرية

متى 22: 16
فارسلوا اليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلم نعلم انك صادق و تعلم طريق الله بالحق و لا تبالي باحد لانك لا تنظر الى وجوه الناس

إن ما جاء على لسان تلاميذ الفريسيون ما هو إلا للسخرية من يسوع وليس حقيقة يأخذ بها لأن يسوع علم خبثهم .

متى 22: 18
فعلم يسوع خبثهم

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


لماذا لم يؤمن اليهود بيسوع

متى 22
17 فقل لنا ماذا تظن ايجوز ان تعطى جزية لقيصر ام لا 18 فعلم يسوع خبثهم و قال لماذا تجربونني يا مراؤون 19 اروني معاملة الجزية فقدموا له دينارا 20 فقال لهم لمن هذه الصورة و الكتابة 21 قالوا له لقيصر فقال لهم اعطوا اذا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله

إن اليهود كانوا في إنتظار النبي الذي سيخلصهم من بطش الرومان والعبودية ، ولكنهم وجدوا يسوع مطيع ويدفع الجزية ، وهو إعلان منه بقبول الإحتلال والعبودية للرومان ... فكيف تؤمن اليهود بشخص يقول : من لطمك على خدك الايمن فحوّل له الآخر ايضا

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


القيامة بالجسد

متى 22: 30
لانهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء

برجاء قراءة كتاب القيامة بالجسد للقديس جاستن مارتر .

http://www.rudood.com/modules.php?na...e=print&sid=46


وكيف تعيش الملائكة ؟

مرقس 12: 25
لانهم متى قاموا من الاموات لا يزوجون و لا يزوجون بل يكونون كملائكة في السماوات

فهل الملائكة تأكل وتشرب كما قال يسوع :

لوقا22: 30
لتاكلوا و تشربوا على مائدتي في ملكوتي و تجلسوا على كراسي تدينون اسباط اسرائيل الاثني عشر


العجيب أن يسوع يدين اسباط اسرائيل ويسوع من سبط يهوذا .


http://www.ebnmaryam.com/vb/showthread.php?t=17968


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


لا إله للموتى

متى 22: 32
انا اله ابراهيم و اله اسحق و اله يعقوب ليس الله اله اموات بل اله احياء

كيف يكون إله الكنيسة هو رب كل شيء ، والكنيسة تؤمن بأن المعبود لديها ليس إله الموتى ؟ فهل توجد ذرة في الكون ليس لها إله خالقها وفانيها ؟ ! أصحاب العقول في راحة

=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


الوصايا اليسوعية

متى 22
36 يا معلم اية وصية هي العظمى في الناموس 37 فقال له يسوع تحب الرب الهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك 38 هذه هي الوصية الاولى و العظمى 39 و الثانية مثلها تحب قريبك كنفسك 40 بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كله و الانبياء


من أين آتي يسوع بهاتين الوصيتين ؟ من الذي أعطاه الحق في نسخ الوصايا العشرة ليصبحا وصيتين فقط ؟

الوصايا العشرة هم :

1- أنا هو الربّ إلهك . لا يكن لك آلهة أخرى تجاهي.

2- لا تحلف باسم الربّ إلهك باطلا.

3- اذكر يوم السبت لتقدّسه.

4- أكرم أباك و أمّك.

5- لا تقتل.

6- لا تزن.

7- لا تسرق.

8- لا تشهد على قريبك شهادة زور.

9- لا تشته امرأة قريبك.

10- لا تشته مقتنى قريبك.


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


قال الرب لربي

متى 22
42 قائلا ماذا تظنون في المسيح ابن من هو قالوا له ابن داود 43 قال لهم فكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا 44 قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعداءك موطئا لقدميك

لقد شغف كتاب الأناجيل بالنبوءات التوراتية، وعمدوا في تكلف ظاهر إلى تحريف معاني الكثير من النصوص التوراتية، ليجعلوا منها نبوءات عن المسيح، إن محبتهم للمسيح أو للتحريف قد جعلهم يخطئون في فهم كثير من النبوءات التي تحدثت عن المسيا المنتظر.

ومن صور ذلك أنه جاء في المزامير عن النبي القادم "قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك"، (المزمور 110/ 1)، وهذه النبوءة لا يراد بها المسيح بحال من الأحوال.

وقد أخطأ بطرس حين فسرها بذلك، فقال: " لأن داود لم يصعد إلى السموات، وهو نفسه يقول: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فليعلم يقيناً جميع بيت إسرائيل أن الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه أنتم رباً ومسيحاً " (أعمال 2/29-37).

ودليل الخطأ في فهم بطرس، وكذا فهم النصارى أن المسيح أنكر أن يكون هو المسيح الموعود على لسان داود، "فيما كان الفريسيون مجتمعين سألهم يسوع قائلاً: ماذا تظنون في المسيح، ابن من هو؟ قالوا له: ابن داود، قال لهم: فكيف يدعوه داود بالروح رباً قائلاً: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك؟ فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه؟ فلم يستطع أحد أن يجيبه بكلمة، ومن ذلك اليوم لم يجسر أحد أن يسأله بتة" (متى 22/41-46).

فالمسيح سأل اليهود عن المسيح المنتظر الذي بشر به داود وغيره من الأنبياء: "ماذا تظنون في المسيح؟ ابن من هو؟" فأجابوه: "ابن داود"، فخطأهم وقال: " فإن كان داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه ".

وفي مرقس: " كيف يقول الكتبة إن المسيح ابن داود؟ لأن داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فداود نفسه يدعوه رباً، فمن أين هو ابنه؟! " (مرقس 12/37).

وهو ما ذكره لوقا أيضاً " وقال لهم: كيف يقولون أن المسيح ابن داود، وداود نفسه يقول في كتاب المزامير: قال الرب لربي: اجلس عن يميني، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك، فإذا داود يدعوه رباً فكيف يكون ابنه"، (لوقا 20/40-44)، ورغم هذا البيان يصر النصارى إلى يومنا هذا أن المسيح عيسى عليه السلام هو من بشر به داود في نبوءته مع قولهم بأنه ابن داود!

ونقل بولس في رسالته إلى العبرانيين بشارة الله لداود بابنه سليمان، لكنه جعلها نبوءة بالمسيح عليه السلام، فيقول: "كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء.. صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم، لأنه لمن مِن الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك، وأيضاً أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً" (عبرانيين 1/5)

وقد اقتبس بولس العبارة الواردة في سفر صموئيل الثاني (7/14)، وجعلها نبوءة عن المسيح، ففيه: "أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً " فقد ظن بولس أن هذه العبارة نبوءة عن المسيح عليه السلام فنقلها في رسالته.

إلا أن هذا الاقتباس غير صحيح، فالنص جاء في سياق الحديث إلى داود، فقد أمر الله النبي ناثان أن يقول لداود: "فهكذا تقول لعبدي داود...متى كملت أيامك واضطجعت مع آبائك أقيم نسلك الذي يخرج من أحشائك، وأثبت مملكته، هو يبني بيتاً لاسمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد، أنا أكون له أباً، وهو يكون لي ابناً، وإن تعوج أودبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم...كذلك كلم ناثان داود" (صموئيل (2) 7/8-17).

فالمتنبئ عنه يخرج من أحشاء داود، وليس من ذريته، وهو يملك على بني إسرائيل بعد اضطجاع داود أي موته، وهو باني بيت الله، وهو متوعد بالعذاب إن مال عن دين الله، وكل هذا قد تحقق في سليمان كما تذكر التوراة.

إن أياً من تلك المواعيد لم يتحقق في المسيح عليه السلام، فهو عندهم إله لا يصح أن يتوعد بالعذاب من الله، لأنه لا يخطئ أصلاً، كما أنه لم يبن لله بيتاً، ولم يملك على بني إسرائيل يوماً واحداً، ولم يثبت كرسي مملكته، لأنه لا مملكة له أصلاً في هذا العالم، كما أخبر هو، فقال: "أجاب يسوع: مملكتي ليست من هذا العالم، لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أسلّم إلى اليهود، ولكن الآن ليست مملكتي من هنا" (يوحنا 18/36).

كما وقد جاء في سفر أخبار الأيام الأول أن اسم صاحب النبوءة يكون سليمان، فقد قال لداود: "هوذا يولد لك ابن يكون صاحب راحة، وأريحه من جميع أعدائه حواليه، لأن اسمه يكون سليمان، فأجعل سلاماً وسكينة في إسرائيل في أيامه، هو يبني بيتاً لاسمي، وهو يكون لي ابناً، وأنا له أباُ، وأثبت كرسي ملكه على إسرائيل إلى الأبد" (الأيام (1) 22/9).

ومن تحريف الإنجيليين لنبوءات التوراة أو خطئهم في فهمها ما صنعه متى في قوله عن المسيح وعودته من مصر إبان طفولته: " كان هناك إلى وفاة هيرودس، لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: من مصر دعوتُ ابني " (متى 2/14-15)، فقد زعم أن ذلك يحقق النبوءة التوراتية التي في سفر هوشع (11/1-2).

لكن النص الذي في هوشع لا علاقة له بالمسيح، فالنص يتحدث عن عودة شعب إسرائيل من مصر مع موسى، والحديث في أصل السياق عن يعقوب، ثم ينتقل للحديث عن أبنائه وعودتهم من مصر ثم عبادتهم للأوثان بعد ذلك وإعراضهم عن دعوات الله لهم، فيقول: " لما كان إسرائيل غلاماً أحببته، ومن مصر دعوت ابني، كلما دعوا ولوا وجوههم، وذبحوا لبعاليم، وقربوا للأصنام" (هوشع 11/1-2).

فالنص لا علاقة له بالمسيح، فعبادة الأصنام التي يتحدث عنها النص حصلت قبل المسيح، ولا تنطبق على معاصري المسيح، لأن اليهود تابوا عن عبادة الأوثان توبة جيدة قبل ميلاد المسيح بخمسمائة وست وثلاثين سنة، بعدما أطلقوا من أسر بابل، ثم لم يحوموا حولها بعد تلك التوبة كما هو مصرح في كتب التواريخ.

واستخدام هذه الصيغة (ابني) في شعب بني إسرائيل معهود في التوارة، فقد جاء فيها: "عندما تذهب لترجع إلى مصر... فتقول لفرعون: هكذا يقول الرب: إسرائيل ابني البكر، قلت لك: أطلق ابني ليعبدني " (الخروج 4/21 - 23).

لقد عانى المسيح طويلاً من سوء فهم التلاميذ لكلامه، وإبان حياته صحح لهم مراراً الكثير من أخطائهم في فهم النبوءات، بل وسائر الكلام.

لقد عجزوا عن فهم البسيط من كلامه، فأنى لهم أن يفهموا النبوءات؟

فذات مرة " أوصاهم قائلاً: انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين وخمير هيرودس، ففكروا قائلين بعضهم لبعض: ليس عندنا خبز.

فعلم يسوع، وقال لهم: لماذا تفكرون أن ليس عندكم خبز؟ ألا تشعرون بعد ولا تفهمون؟ أحتى الآن قلوبكم غليظة؟ ألكم أعين ولا تبصرون؟ ولكم آذان ولا تسمعون ولا تذكرون؟" (مرقس 8/15-18)، كيف لا تفهمون أني ما عنيت الخبز الحقيقي بكلامي؟

وفي مرة أخرى كلمهم، فلم يفهموه " فقال كثيرون من تلاميذه إذ سمعوا أن هذا الكلام صعب: من يقدر أن يسمعه" (يوحنا 6/60).

لقد كانوا يسيئون فهم البسيط من كلامه ، ثم يستنكفون عن سؤاله عما أعجم عليهم، من ذلك ما زعمه مرقس حين قال: "كان يعلّم تلاميذه ويقول لهم: إن ابن الإنسان يسلم إلى أيدي الناس، فيقتلونه، وبعد أن يقتل يقوم في اليوم الثالث، وأما هم فلم يفهموا القول، وخافوا أن يسألوه" (مرقس 9/31-32).

ويمتد سوء الفهم وغلظة الذهن في فهم كلام الناموس حتى إلى أولئك المتعلمين والصفوة من بني إسرائيل، فها هو نيقوديموس يسيء فهم كلام المسيح حين قال له: " الحق الحق أقول لك، إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله. قال له نيقوديموس: كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد؟.. أجاب يسوع وقال له: أنت معلّم إسرائيل ولست تعلم هذا!" (يوحنا 3/3-10)، فلئن كان هذا حال معلم إسرائيل فماذا عساه يكون حال متى العشار أو يوحنا صياد السمك وبطرس، وهما تلميذان عاميان عديما العلم، كما شهد بذلك سفر أعمال الرسل " فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان تعجبوا " ( أعمال 4/13 ).

وكثير من كلام المسيح وأفعاله لم يفهم التلاميذ إبان حياة المسيح صلته بالنبوءات التوراتية، ثم ظنوا بعد رفعه أنه كان نبوءات عن المسيح "ووجد يسوع جحشاً، فجلس عليه كما هو مكتوب: لا تخافي يا ابنة صهيون، هوذا ملكك يأتي جالساً على جحش أتان، وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً، ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه، وأنهم صنعوا هذه له" (يوحنا 12/14-16).

فقد غلب على كثير من بني إسرائيل لفرط شوقهم إلى المخلص الغالب المظفر، غلب على ظنهم أنه المسيح عيسى عليه السلام، "فكثيرون من الجمع لما سمعوا هذا الكلام قالوا: هذا بالحقيقة هو النبي، آخرون قالوا: هذا هو المسيح، وآخرون قالوا: ألعل المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقل الكتاب: إنه من نسل داود ومن بيت لحم القرية التي كان داود فيها يأتي المسيح؟" (يوحنا 7/38-41).

فالجموع أيضاً على اختلاف ثقافاتها كانت تحاول البحث عن الخلاص من خلال المسيح عليه السلام "أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا، فمنك يخرج لي، الذي يكون متسلطاً على إسرائيل، ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل، لذلك يسلّمهم إلي حينما تكون قد ولدت والدة، ثم ترجع بقية إخوته إلى بني إسرائيل، ويقف ويرعى بقدرة الرب بعظمة اسم الرب إلهه ويثبتون، لأنه الآن يتعظم إلى أقاصي الأرض، ويكون هذا سلاماً، إذا دخل أشور في أرضنا، وإذا داس في قصورنا نقيم عليه سبعة رعاة وثمانية من أمراء الناس، فيرعون أرض أشور بالسيف وأرض نمرود في أبوابها، فينقذ من أشور إذا دخل أرضنا وإذا داس تخومنا" (ميخا 5/2-6).

ومن المعلوم أن المسيح لم يحقق هذه النبوءة التي كانوا يريدون، فقد كانوا يبحثون عمن يملك عليهم وينتقم ويخلص شعبه من الأشوريين، ويحل السلام في ربوع اليهود
.

http://www.ebnmaryam.com/monqith/monqith5/2.htm


=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=


يتبع
الإصحاح الثالث والعشرون