بسم الله الرحمن الرحيم
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً) [النساء: 157].



ان من الأسس التي ترتكز عليه العقيدة النصرانية , عقيدة الصلب والفداء , وهي من البدع التي طرأت على النصرانية في عهد شاول الطرسوسى الشهير ببولس والذي لم يبتدع بل أسس المسيحية بثوبها الجديد مستغلاً بذلك ذكاءه وحذف من النصرانية التشريع ليتقبلها العامة في الدين الجديد وبالطبع هذا ما يحتاجه العامة المخدوعين بولس وصلب المسيح  (( ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَتَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ )) البقرة(85)
وهناك الكثير من المواضيع التي تؤكد أن من مات على الصليب لم يكن المسيح ولكن كان يهوذا على أقرب ظن وان لم يكن يهوذا هذا الخائن فكيف مات يهوذا إذا ؟ هل مات فى الحقل كما جاء في الإصحاح 1 من أعمال الرسل، حيث قام بطرس في وسط التلاميذ وخطب فيهم...:


16 ...عن يهوذا الذي صار دليلا للذين قبضوا على يسوع.

17 اذ كان معدودا بيننا وصار له نصيب في هذه الخدمة.

18 فان هذا اقتنى حقلا من اجرة الظلم واذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت احشاؤه كلها.

19 وصار ذلك معلوما عند جميع سكان اورشليم حتى دعي ذلك الحقل في لغتهم حقل دما اي حقل دم.


أم مات يهوذا كما جاء في متى الإصحاح 27 :

1 ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه.

2 فاوثقوه ومضوا به ودفعوه الى بيلاطس البنطي الوالي

3 حينئذ لما رأى يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم وردّ الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة والشيوخ

4 قائلا قد اخطأت اذ سلمت دما بريئا.فقالوا ماذا علينا.انت ابصر.

5 فطرح الفضة في الهيكل وانصرف.ثم مضى وخنق نفسه.

6 فاخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا لا يحل ان نلقيها في الخزانة لانها ثمن دم.

7 فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء.

8 لهذا سمي ذلك الحقل حقل الدم الى هذا اليوم.

قد يقول البعض ما علاقة يهوذا بحقسقة صلب المسيح وأجيب على هذا التساؤل :
أنا مقتنع أن من مات على الصليب هو يهوذا وليس المسيح فإن وجدنا إجابة متفق عليها بين الأناجيل حول كيفية موت يهوذا يمكنكم تفنيد ادعائي بأن من مات على الصليب هو يهوذا ولكن ها أنا أرى تناقض بين الأناجيل في هذا فما سر هذا الإختلاف يا ترى ؟ !!!!

{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (سورة النساء/82)

وأني أتسائل هل كان الحواريون يعلمون بأن المسيح هو الذى صُلب ؟
إن كان الأمر كذلك فلماذا خلت جميع رسالاتهم في العهد الجديد من ذكر هذا وبالتالى تكون إجابة سؤالي وبكل منطقية ...لا لم يكن الحواريون على هذه العقيدة

نجد فى ( كورنثوس (1) 15/13 ) " ولكن إن كان المسيح يكرز به أنه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم أن ليس قيامة أموات ؟ فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام، وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل كرازتنا، وباطل أيضاً إيمانكم "

هذا دليل على أن التلاميذ كانوا ينكرون حقيقة صلب المسيح أو على أقل تقدير قيامته من الأموات
ونص أخر ( تيموثاوس (2) 1/15 ). " أنت تعلم هذا، أن جميع الذين في آسيا ارتدوا عني "

ونص أخر ( غلاطية 1/6 - 8). " إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم بنعمة المسيح، إلى إنجيل آخر، ليس هو آخر، غير أنه يوجد قوم يزعجونكم، ويريدون أن يحولوا إنجيل المسيح، ولكن إنْ بشَّرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشّرناكم فليكن أناثيما "

هذه النص وغيره من الرسائل التي بعثها بولس شكوى صريحة دفعت بالمفكرين كأرنست دي بوش الألماني للقول في كتابه: " الإسلام: أي المسيحية الحقة ": " إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس ومَن شابهه، من الذين لم يروا المسيح، وليست من أصول النصرانية الحقة".
وقد استغل بولس الاضطراب الذي حصل في حقيقة ما جرى للمسيح، بين قائل بأنه صلب، أو أن المصلوب غيره، أو سوى ذلك مما أشيع في تلك الأيام.. ووظفه، وجعله قاعدة لضلالته المسماة "الفداء".

وناهيكم عن الأختلافات التي طرأت بعد ذلك لتلهي النصارى عن التفكير فى حقيقة ان كان المسيح مات على الصليب أو لم يمت وهي هل الذى مات على الصليب كان ناسوت أم لاهوت أم ناسوت ولاهوت فالنصارى كذلك مختلفون، مع اتفاقهم على قتله إلا طائفة قليلة منهم. فقال بعضهم: إن المسيح صلب من جهة ناسوته لا من جهة لاهوته. وقال بعضهم: وقع الصلب والقتل على عيسى من جهة ناسوته ولاهوته. وقيل: وصل إلى اللاهوت بالإحساس والشعور لا بالمباشرة. وقالت طائفة: القتل والصلب وقعا بالمسيح الذي هو جوهر متولد من جوهرين. وكلهم قد كذب بالحق، واتبع ظنه وهواه: (ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً) [157: 158].


المراجع :
تعليم كنيسة الإسكندرية فيما يخص طبيعة السيد المسيح
هل افتدانا المسيح على الصليب د. منقذ بن محمود السقار
موقع الشبكة الإسلامية

بقلم
فرسان البشارة الإسلامية

f,gs ,wgf hglsdp