صفحة 94 من 97 الأولىالأولى ... 2464849091929394959697 الأخيرةالأخيرة
النتائج 931 إلى 940 من 1236
 

العرض المتطور

  1. #1
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي




    2560 " أين ذهبتم ?! إنما هي يا أيها الذين آمنوا لا يضركم من ضل - من الكفار - إذا
    اهتديتم " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 127 :

    أخرجه أحمد ( 4 / 129 و 201 - 202 ) من طريق علي بن مدرك عن #أبي عامر الأشعري
    #قال : كان رجل قتل منهم بـ ( أوطاس ) , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
    يا أبا عامر ألا غيرت ? <1> فتلا هذه الآية : *( يا أيها الذين آمنوا عليكم
    أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )* [ المائدة : 105 ] , فغضب رسول الله صلى
    الله عليه وسلم و قال : فذكره . و رواه الطبراني و لفظه : عن أبي عامر أنه كان
    فيهم شيء فاحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم , فقال النبي صلى الله عليه وسلم
    : ما حبسك ? قال : قرأت هذه الآية : *( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا
    يضركم من ضل إذا اهتديتم )* , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يضركم
    من ضل من الكفار إذا اهتديتم " . قال الهيثمي في " المجمع " ( 7 / 19 ) : " و
    رجالهما ثقات , إلا أني لم أجد لعلي بن مدرك سماعا من أحد من الصحابة " . قلت :
    خفي عليه أن ابن حبان أورده في " ثقات التابعين " , و قال ( 3 / 180 ) : " سمع
    أبا مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم , روى عنه شعبة بن الحجاج , مات
    سنة عشرين و مائة " . قلت : و أبو مسعود مات سنة أربعين , و أبو عامر الأشعري
    مات في خلافة عبد الملك ابن مروان , و كانت خلافته سنة 65 , و قيل سنة 73 , فهو
    بإمكانه أن يسمع منه من باب أولى , لأنه تأخر وفاته عن وفاة أبي مسعود بعشرين
    سنة أو أكثر . و لذلك ذكر الحافظ في " التقريب " أنه ثقة من الرابعة . مات سنة
    عشرين و مائة . و جملة القول : إن الحديث صحيح الإسناد , و رجاله كلهم ثقات , و
    هو يلتقي في الجملة مع الأحاديث الكثيرة التي توجب الأمر بالمعروف و النهي عن
    المنكر , و هي كثيرة معروفة .

    -----------------------------------------------------------
    [1] أي : لو أخذت الدية . اهـ .
    2561 " من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله سبحانه
    بقارعة قبل يوم القيامة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 128 :

    أخرجه أبو داود ( 2503 ) و عنه البيهقي ( 9 / 48 ) و الدارمي ( 2 / 209 ) و ابن
    ماجه ( 2762 ) و ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( 83 / 1 ) و الطبراني في " مسند
    الشاميين " ( ص 176 ) و في " المعجم الكبير " ( 8 / 211 / 7747 ) و أبو العباس
    المقدسي في " فضل الجهاد " ( ق 120 / 2 ) من طرق عن الوليد بن مسلم : حدثنا
    يحيى ابن الحارث الذماري عن القاسم عن #أبي أمامة #عن النبي صلى الله عليه
    وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى , رجاله ثقات ,
    على خلاف في القاسم و هو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة , و
    المتقرر فيه أنه حسن الحديث , و الوليد بن مسلم , و إن كان يخشى منه تدليس
    التسوية , فالقاسم مشهور الرواية عن أبي أمامة , و كذا الذماري عنه . و في "
    مسند الروياني " ( 30 / 217 / 2 ) و من طريقه ابن عساكر في " الأربعين في الحث
    على الجهاد " ( ص 84 ) التصريح بالتحديث مكان ( عن ) في سائر المواضع . و تابعه
    مسلمة بن علي الخشني عن الذماري به . أخرجه الطبراني في " الشاميين " ( ص 175 )
    . و له شاهد من حديث واثلة بن الأسقع مرفوعا به . قال الهيثمي ( 5 / 284 ) : "
    رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه سويد بن عبد العزيز , و هو ضعيف " . و روى
    نجدة بن نفيع عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    استنفر حيا من العرب , فتثاقلوا , فنزلت : *( إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما )*
    , قال : كان عذابهم : حبس المطر عنهم . أخرجه البيهقي , و نجدة مجهول كما في "
    التقريب " . ثم رأيت الحديث في " مسند الشاميين " للطبراني , أخرجه ( ص 53 ) من
    طريق علي بن بحر : حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن أبي
    هريرة مرفوعا به . قلت : و هذا إسناد آخر للوليد بن مسلم مخالف للطريق الأولى
    التي تقدمت من رواية الطرق , و راويه عنه علي بن بحر ثقة , فإن كان حفظه فيكون
    للوليد بن مسلم إسنادان . و قد تابعه عمر بن سعيد الدمشقي قال : حدثنا سعيد بن
    عبد العزيز التنوخي . أخرجه عبد بن حميد في " المنتخب " ( 1432 ) . و يؤيده أنه
    رواه أبو حلبس عن عبد الملك بن مروان عن أبي هريرة به . أخرجه في " مسند
    الشاميين " ( ص 157 ) . و أبو حلبس مجهول , و انظر ( ص 159 ) . ثم وقفت على
    الشاهد عند الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 226 / 8497 ) , فإذا هو يرويه من طريق
    عمرو بن الحصين العقيلي : حدثنا محمد بن عبد الله بن علاثة حدثنا سويد بن عبد
    العزيز عن مكحول عن واثلة به . و قال : " لم يروه عن سعيد ( ! ) بن عبد العزيز
    إلا ابن علاثة , تفرد به عمرو بن الحصين " . قلت : هو متروك متهم كما تقدم
    مرارا . فلا قيمة حينئذ لحديثه كشاهد . و قريب منه سويد بن عبد العزيز , لكني
    أخشى أن يكون تحرف اسم ( سويد ) في السند من " سعيد " , فإنه هكذا وقع في تذييل
    الطبراني عليه , و هو الراجح عندي لأنه هو المعروف بالرواية عن مكحول بخلاف
    سويد , و سعيد ثقة , لكنه كان اختلط .
    2562 " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا . قال : و ما رياض الجنة ? قال : حلق الذكر "
    .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 130 :

    أخرجه الترمذي ( 2 / 265 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 322 ) عن محمد
    بن ثابت البناني قال : حدثني أبي عن #أنس بن مالك #رضي الله عنه أن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن غريب من هذا
    الوجه " . و أقول : هذا من تساهل الترمذي رحمه الله , فإن محمد بن ثابت هذا
    متفق على تضعيفه , و إن كان بعضهم أشار إلى أنه صدوق في نفسه , و الضعف من قبل
    حفظه , و قد أخرج حديثه هذا ابن عدي في " الكامل " ( ق 290 / 1 ) في جملة
    أحاديث ساقها له , ثم قال : " و هذه الأحاديث مع غيرها مما لم أذكره عامتها مما
    لا يتابع محمد بن ثابت عليه " . نعم لو أن الترمذي قال : " حديث حسن " لأصاب ,
    فقد وجدت له متابعا و شاهدا . أما المتابع , فهو زائدة بن أبي الرقاد قال :
    حدثنا زياد النميري عن أنس به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 6 / 268 ) . و
    زياد و زائدة ضعيفان وثقا , و قد حسن لهما الهيثمي ( 10 / 77 ) حديثا آخر لهما
    عن أنس , فقال : " و إسناده حسن " . أقول : فلا أقل من أن يستشهد بهما . و أما
    الشاهد , فيرويه محمد بن عبد الله بن عامر : حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا مالك عن
    نافع عن سالم عن ابن عمر مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم ( 6 / 354 ) و قال : "
    غريب من حديث مالك , لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الله بن عامر " . قلت :
    و لم أعرفه , و يحتمل أن ( عامر ) محرف ( نمير ) , فإن كان كذلك فهو ثقة . ثم
    رأيت ما يرجح أنه هو , فقد ذكره المزي في الرواة عن قتيبة , و من فوقه ثقات من
    رجال الشيخين , فالإسناد صحيح , إن كان شيخ أبي نعيم ( أبو الحسن علي ابن أحمد
    بن عبد الله المقدسي ) ثقة , أو متابعا , فإني لم أجد له ترجمة و لا في " تاريخ
    ابن عساكر " , على أن أبا نعيم في استغرابه المتقدم قد أشار إلى أنه قد توبع .
    و الله أعلم . و روى زيد بن الحباب أن حميدا المكي مولى ابن علقمة حدثه أن عطاء
    بن أبي رباح حدثه عن أبي هريرة مرفوعا به , إلا أنه قال بدل " حلق الذكر " : "
    المساجد " . قلت : و ما الرتع يا رسول الله ! قال : " سبحان الله , و الحمد لله
    , و لا إله إلا الله , و الله أكبر " . أخرجه الترمذي أيضا , و قال : " حديث
    حسن غريب " . قلت : حميد المكي مجهول كما قال الحافظ , فالإسناد ضعيف , فقول
    الحافظ المنذري ( 2 / 251 ) : " رواه الترمذي و قال : " حديث غريب " , و قال
    الحافظ : و هو مع غرابته حسن الإسناد " . قلت : فهذا من تساهل المنذري . كيف لا
    , و حميد هذا لم يوثقه أحد , و لا روى عنه غير زيد بن الحباب , و قال البخاري
    في حديثه هذا : " لا يتابع عليه " . ثم إن هناك تغايرا بين ما نقلته عن الترمذي
    , و ما نقله المنذري عنه , و الأليق بحال الإسناد و حسن الظن بالترمذي - على
    تساهله - ما نقله هو عنه : " حديث غريب " , دون قوله : " حسن " . و الله أعلم .
    و له شاهد آخر من حديث جابر مرفوعا نحوه في حديث له . أخرجه الحاكم ( 1 / 494 -
    495 ) و غيره من طريق عمر بن عبد الله مولى غفرة قال : سمعت أيوب بن خالد بن
    صفوان الأنصاري عنه . و قال : " صحيح الإسناد " . و رده الذهبي بقوله : " قلت :
    عمر ضعيف " . قلت : و شيخه أيوب نحوه في الضعف و إن روى له مسلم , فقد قال
    الحافظ : " فيه لين " . و لم يوثقه غير ابن حبان , فقول المنذري ( 2 / 234 )
    بعد أن أشار إلى الكلام الذي في عمر : " و بقية رجاله ثقات مشهورون محتج بهم ,
    فالحديث حسن . و الله أعلم " ! تساهل ظاهر . و قد خرجته في " الضعيفة " ( 6205
    ) , نعم يمكن القول بتحسين الحديث بهذا الشاهد و نحوه . و من أجل ذلك أوردته
    هنا , و كنت خرجت حديث الترمذي عن أبي هريرة في " الضعيفة " ( 1150 ) لتفرده
    بتفسير الرتع , فلينتبه لهذا إخوتي القراء قبل أن يفاجئهم من اعتاد أن يدعي "
    التناقضات " فيما لا يفهمه , أو يفهمه , و لكن زين له أن يدس السم في الدسم , و
    لا أدل على ذلك من تأليفه الذي نشره باسم " صحيح صفة صلاة النبي صلى الله عليه
    وسلم من التكبير إلى التسليم كأنك تنظر إليها " ! ! و هو في الحقيقة , إنما فيه
    ما يدل على تعصبه لمذهب الشافعية - و لا أقول الشافعي - على السنة المحمدية ,
    حتى وصل به الأمر أن يبطل صلاة من قرأ سورة *( إذا السماء انشقت )* , و سجد
    فيها , مع علمه بأن الحديث متفق على صحته , و لذلك لم يورده في " صحيحه "
    المزعوم لأنه مخالف لمذهبه , كما أنه لما ساق حديث أبي سعيد من رواية مسلم فيما
    كان صلى الله عليه وسلم يقرؤه في صلاة الظهر لم يذكره بتمامه , بل بتر منه ما
    كان صلى الله عليه وسلم يقرؤه في الركعتين الآخيرتين من الظهر , لأنه مخالف
    لمذهبه , و الأدهى و الأمر أن الإمام الشافعي قد قال في كتابه " الأم " بهذا
    الذي بتره من الحديث تعصبا منه للشافعية ! و أعجب من هذا كله لقد خالفهم جميعا
    انتصارا منه للبدعة , و متابعة منه للعوام , فكذب على رسول الله صلى الله عليه
    وسلم حين صرح بأن التلفظ بالنية في الصلاة سنة ! مع أن الإمامين الرافعي و
    النووي صرحا بأنه ليس بشيء , فمثل هذا الدعي الذي يخالف السنة و الأئمة انتصارا
    لهواه و البدعة , لا يستغرب منه أن ينتصب لمحاربة من نذر نفسه لخدمة السنة , و
    نشرها بين المسلمين , بالافتراء عليه و نسبة " التناقضات " إليه . فالله حسيبه
    .
    2563 " من قال حين يصبح : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و له الحمد
    يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير - عشر مرات , كتب الله له بكل واحدة قالها
    عشر حسنات و حط عنه بها عشر سيئات و رفعه الله بها عشر درجات و كن له كعشر رقاب
    و كن له مسلحة من أول النهار إلى آخره , و لم يعمل يؤمئذ عملا يقهرهن , فإن
    قالها حين يمسي , فكذلك " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 134 :

    أخرجه أحمد ( 5 / 420 ) و الطبراني ( 4 / 151 / 3883 ) عن إسماعيل بن عياش عن
    صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان عن أبي رهم السمعي عن #أبي أيوب الأنصاري #عن
    النبي صلى الله عليه وسلم به . قلت : و هذا إسناد صحيح شامي رجاله كلهم ثقات ,
    و أبو رهم اسمه أحزاب , و قد قيل بصحبته . و رواه ابن لهيعة : حدثني الحارث بن
    يزيد عن ربيعة بن مطير عن أبي رهم به . أخرجه الطبراني رقم ( 3884 ) . و ربيعة
    بن مطير لم أعرفه , و على الهامش : " ابن قيصر , صح " , و لم أعرفه أيضا . و في
    الرواة عن أبي رهم ( و اسمه أحزاب ) ربيعة بن قيصر , و يقال : ابن مصبر الحضرمي
    المصري كما في " تهذيب المزي " , و في " ثقات ابن حبان " ( 4 / 230 ) : " ربيعة
    بن يورا المصري " , و هو مجهول . انظر " تيسير الانتفاع " . و قد وجدت له طرقا
    أخرى , فرواه أبو الورد عن أبي محمد الحضرمي عن أبي أيوب مرفوعا به . أخرجه
    أحمد ( 5 / 414 - 415 ) و الطبراني ( 4 / 221 / 4089 ) . قلت : و أبو محمد
    الحضرمي لا يعرف كما قال الذهبي , و علق حديثه هذا البخاري في " صحيحه " ( 11 /
    171 - فتح ) لكن بلفظ : " كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل " . و هو شاذ أيضا
    . و تابعه القاسم أبو عبد الرحمن عن أبي أيوب به نحوه . أخرجه الطبراني ( 1 /
    205 / 1 - 2 ) . قلت : و سنده حسن في المتابعات و الشواهد . و تابعه عبد الله
    بن يعيش عن أبي أيوب به نحوه , إلا أنه قال : " من قال إذا صلى الصبح : لا إله
    إلا الله ... و إذا قالها بعد المغرب فمثل ذلك " . أخرجه ابن حبان ( 2341 ) و
    أحمد ( 5 / 415 ) و الطبراني ( 4 / 222 / 223 ) و سنده حسن كما قال الحافظ . و
    تابعه أبو الورد بن أبي بردة عن غلام أبي أيوب عن أبي أيوب به , و فيه قصة .
    أخرجه الطبراني ( 1 / 199 / 1 ) . و غلام أبي أيوب اسمه أفلح , و هو ثقة . و
    الراوي عنه أبو الورد بن أبي بردة جزم الحافظ بأنه أبو الورد بن ثمامة بن حزن
    القشيري , يعني المتقدم من روايته عن أبي محمد الحضرمي . و أن قوله هنا ابن أبي
    بردة وهم . قلت : و يحتمل أن كنية ثمامة والد أبي الورد : " أبو بردة " , فلا
    ضرورة للتوهيم حينئذ . و الله أعلم . و ابن ثمامة مقبول عند الحافظ . و الله
    أعلم . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " من قال : لا إله إلا
    الله ... بعد ما يصلي الغداة عشر مرات ... " الحديث , إلا أنه قال : " و كن له
    بعدل عتق رقبتين من ولد إسماعيل " . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 389 و
    472 ) من طريق الحسن بن عرفة : حدثنا قران بن تمام الأسدي عن سهيل بن أبي صالح
    عن أبيه عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح , و هو في " جزء الحسن بن عرفة " المشهور
    ( رقم : 18 ) , و قال الناجي في " العجالة " ( 70 ) : " و إسناده على شرط مسلم
    , لكن لم يخرجوه " . و أقول : قران بن تمام لم يخرج له مسلم شيئا , فهو صحيح
    فقط كما ذكرنا . و قد سبق تخريجه برقم ( 113 ) . و أخرجه أحمد ( 2 / 360 ) و
    ابن منده في " التوحيد " ( ق 59 / 2 ) و البيهقي ( 1 / 345 ) من طريق سمي عن
    أبي صالح به نحوه , لكنه قال : " حين يصبح " و " حين يمسي " . و إسناده صحيح
    على شرط الشيخين . و رواه أبو بكر بن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد
    الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا مثله في الصباح و المساء , و الباقي نحوه
    , و قال : " يحيي و يميت , و هو حي لا يموت , بيده الخير , و هو على كل شيء
    قدير . غفرت له ذنوبه و إن كانت أكثر من زبد البحر " . أخرجه البزار في " مسنده
    " ( 3 / 260 / 1051 - البحر الزخار ) : حدثنا بعض أصحابنا قال : أخبرنا محمد بن
    سليمان بن مسمول قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي سبرة . قلت : و هذا إسناد ضعيف
    جدا , أبو بكر هذا متروك متهم . و به أعله الهيثمي ( 10 / 113 و 114 ) . (
    تنبيه ) : سبق تخريج حديث الترجمة في المجلد الأول برقم ( 114 ) , ثم قدر الله
    إعادة تخريجه هنا من مصادر جديدة , و فوائد عديدة , و له الحمد و المنة .
    2564 " إن أولادكم هبة الله لكم *( يهب لمن يشاء إناثا و يهب لمن يشاء الذكور )* <1>
    , فهم و أموالهم لكم إذا احتجتم إليها " .

    -----------------------------------------------------------
    [1] الشورى : 49 . اهـ .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 137 :

    أخرجه الحاكم ( 2 / 284 ) و عنه البيهقي ( 7 / 480 ) من طريق محمد بن علي بن
    الحسن بن شقيق قال : سمعت أبي يقول : أنبأ أبو حمزة عن إبراهيم الصائغ عن حماد
    عن إبراهيم عن الأسود عن #عائشة #رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى
    الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " صحيح على شرط الشيخين , و لم يخرجاه هكذا ,
    و إنما اتفقا على حديث عائشة : أطيب ما أكل الرجل من كسبه , و ولده من كسبه " .
    قلت : و فيه وهمان . الأول : قوله : صحيح على شرط الشيخين , و إن وافقه الذهبي
    , فإن إبراهيم الصائغ - هو ابن ميمون - و محمد بن علي بن الحسن بن شقيق لم يخرج
    لهما الشيخان شيئا . و حماد - و هو ابن أبي سليمان - لم يخرج له البخاري في "
    صحيحه " أصلا , و إنما في " الأدب المفرد " , فهو صحيح فقط . و الآخر : أن
    الشيخين لم يخرجا أصلا حديث عائشة الآخر : " أطيب ما أكل الرجل ... " الحديث ,
    و إنما أخرجه بعض أصحاب السنن , و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( رقم 830 و
    1626 ) . و في الحديث فائدة فقهية هامة قد لا تجدها في غيره , و هي أنه يبين أن
    الحديث المشهور : " أنت و مالك لأبيك " ( الإرواء 838 ) ليس على إطلاقه , بحيث
    أن الأب يأخذ من مال ابنه ما يشاء , كلا , و إنما يأخذ ما هو بحاجة إليه .
    2565 " من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 138 :

    أخرجه النسائي ( 2 / 314 ) و ابن أبي عاصم في " الجهاد " ( رقم 1 / 88 / 2 ) و
    الطبراني في " الكبير " ( 17 / 335 رقم 927 ) عن يحيى بن الحارث عن القاسم عن
    #عقبة بن عامر #أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا
    إسناد جيد , رجاله ثقات , و في القاسم - و هو ابن عبد الرحمن صاحب أبي أمامة -
    كلام لا ينزل به حديثه عن مرتبة الحسن . و للحديث شاهد من رواية زبان عن فائد
    عن سهل بن معاذ عن أبيه مرفوعا به , و زاد : " سير المضمر المجتهد " . أخرجه
    أبو يعلى في " مسنده " ( 1486 ) . قلت : و زبان فيه ضعف . و شاهد آخر من حديث
    عمرو بن عبسة مرفوعا به نحوه دون الزيادة . قال المنذري ( 2 / 62 ) : " رواه
    الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " بإسناد لا بأس به " . و قال الهيثمي ( 3 /
    194 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و رجاله موثقون " . أقول
    : لكن رواه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 2 / 234 ) و ابن أبي عاصم ( ق 89 / 1
    ) من طريق جنادة بن أبي خالد عن أبي شيبة عن عمرو بن عبسة بلفظ : " سبعين خريفا
    " . و أبو شيبة هذا - و هو المهري - ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 390 ) برواية
    بليح أيضا عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكره ابن حبان في " الثقات
    " . و جنادة ترجمه ابن أبي حاتم أيضا ( 1 / 1 / 515 ) برواية زيد بن أبي أنيسة
    , و هو الراوي عنه لهذا الحديث , و في ترجمته ذكره البخاري , و لم يذكر فيه
    جرحا و لا تعديلا , و هو في " ثقات ابن حبان " ( 6 / 150 ) و صرح الذهبي في "
    الميزان ( 1 / 424 ) بجهالته .
    2566 " من سمع الناس بعمله سمع الله به مسامع خلقه يوم القيامة و حقره و صغره " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 140 :

    أخرجه ابن المبارك في " الزهد " ( رقم 141 ) و أحمد في " مسنده " ( رقم 6509 و
    6986 و 7085 ) و الطبراني في " الأوسط " ( 4 / 484 - مصورة الجامعة الإسلامية )
    و أبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 124 ) و ( 5 / 99 ) من طرق عن عمرو بن مرة عن
    خيثمة عن #عبد الله بن عمرو #مرفوعا . ثم أخرجه الطبراني من طريق محمد بن
    سليمان بن أبي داود : حدثنا أبي عن عبد الكريم بن مالك عن سعيد بن المسيب قال :
    سمعت عبد الله بن عمرو , فذكر نحوه , و قال : " لم يروه عن سعيد إلا عبد الكريم
    " . قلت : و هو الجزري أبو سعيد الحراني , و هو ثقة من رجال الشيخين . لكن
    الراوي عنه سليمان بن أبي داود - و هو الحراني - ضعفه أبو حاتم و غيره . و أما
    ابنه محمد فثقة . إلا أن الإسناد الأول صحيح على شرط الشيخين , فالعمدة عليه .
    و إليه أشار الحافظ المنذري بقوله في " الترغيب " ( 1 / 31 ) : " رواه الطبراني
    في "الكبير " بأسانيد أحدها صحيح , و البيهقي " .
    2567 " حبذا المتخللون من أمتي " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 140 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 39 - مصورة الجامعة الإسلامية ) قال :
    حدثنا أحمد : حدثنا محمد بن عمار الموصلي حدثنا عفيف بن سالم عن محمد بن أبي
    حفص الأنصاري عن رقبة بن مصقلة عن #أنس بن مالك #مرفوعا , و قال : " لم يروه
    عن رقبة إلا محمد , و لا عنه إلا عفيف , تفرد به ابن عمار " . قلت : و أعله
    الهيثمي بمحمد بن أبي حفص الأنصاري قال : " لم أجد من ترجمه " . و تبعه محقق "
    مجمع البحرين " ( 1 / 338 - مكتبة الرشد ) ! قلت : أورده الحافظ المزي في شيوخ
    عفيف بن سالم كما وقع هنا , و في الرواة عن رقبة بن مصقلة : محمد بن أبي حفص
    العطار . ثم رجعت إلى " الميزان " , فوجدت فيه : " محمد بن أبي حفص الكوفي
    العطار . روى عن السدي : قال الأزدي : " يتكلمون فيه " , فقال الحافظ في "
    اللسان " : " قال النباتي : هو محمد بن عمر الأنصاري الآتي ذكره " . فرجعت إلى
    المكان المشار إليه فرأيت فيه : " محمد بن عمر الأنصاري عن كثير النواء بخبر
    منكر , ضعفه الأزدي . انتهى . و في " الثقات " لابن حبان : محمد بن عمر بن علي
    الأنصاري يروي عن أسامة بن زيد الليثي , و عنه الحضرمي . فيحتمل أن يكون هو هذا
    " . ثم رجعت إلى " الجرح و التعديل " لابن أبي حاتم , فإذا فيه ( 4 / 1 / 19 )
    : " محمد بن عمر , و هو ابن أبي حفص الأنصاري العطار , روى عن السدي , روى عنه
    أبو نعيم " . أقول : فقد تبين أن محمد بن أبي حفص الأنصاري هو محمد بن عمر
    الأنصاري العطار , و أنه معروف برواية ثلاثة من الثقات عنه : الأول : عفيف بن
    سالم . الثاني : الحضرمي . الثالث : أبو نعيم . قلت : و هؤلاء كلهم ثقات , ثم
    رأيت في " اللسان " : " محمد بن عمر بن أبي حفص العطار الأنصاري , يروي عنه
    عفيف بن سالم و أبو غسان , كان ممن يخطىء . قاله ابن حبان في ( الثقات ) " .
    فهذا راو رابع عنه , و هو أبو غسان , و اسمه مالك بن إسماعيل النهدي الكوفي ,
    لكن قوله : " ابن أبي حفص " إن لم يكن خطأ , ففيه فائدة جديدة , و هي أن أبا
    حفص جد محمد بن عمر , و ليس كنية أبيه كما هو صريح كلام ابن أبي حاتم المتقدم .
    و الله أعلم . و جملة القول : أن محمد بن أبي حفص الأنصاري هذا معروف برواية
    هؤلاء الثقات الأربعة عنه , فمثله يستشهد به , بل كان يمكن القول بأنه يحتج به
    في مرتبة من يحسن حديثه , لولا قول ابن حبان فيه : " كان ممن يخطىء " , فالحديث
    عندي حسن لغيره لأن له شاهدا من حديث أبي أيوب الأنصاري به أتم منه , رواه أحمد
    و غيره , و قد خرجته في " إرواء الغليل " ( 1975 ) كما ذكرت لحديث الترجمة هناك
    مصادر أخرى , وقع فيها اسم الأنصاري هكذا : " محمد بن أبي جعفر " , فذهب وهلي
    إلى أنه غير الذي ترجمته هنا , و كان ذلك مني خطأ على خطأ بعض الرواة ,
    فالاعتماد على ما ذكرت هنا , و هو مما لم أسبق إليه فيما علمت , فإن أصبت فمن
    الله , و له الحمد و المنة , و إن أخطأت فمني , و الله أسأل أن يعفو عني , و
    يغفر لي ذنبي .
    2568 " إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه و أهل بيته " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 143 :

    أخرجه مسلم ( 6 / 4 ) و أبو عوانة في " صحيحه " ( 4 / 400 ) و أحمد ( 4 / 86 و
    87 - 88 و 89 ) و من طريقه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1803 ) من طرق عن
    المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن #جابر بن سمرة #مرفوعا و في
    رواية للطبراني و من طريقه الخطيب في " تاريخه " ( 10 / 38 ) من طريق حاتم بن
    إسماعيل عن المهاجر بن مسمار به بلفظ : " إذا أنعم الله عز وجل على عبد [ نعمة
    ] فليبدأ ... " الحديث . ( تنبيه ) : سقطت من مطبوعة الطبراني لفظة " نعمة " ,
    و هي ثابتة في مخطوطة الظاهرية ( 1 / 191 / 1 ) و كذا في " تاريخ بغداد " .
    2569 " إذا صنع خادم أحدكم طعاما فولي حره و مشقته فليدعه فليأكل معه , فإن لم يدعه
    فليناوله منه " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 143 :

    أخرجه أحمد ( 2 / 483 ) : حدثنا سريج قال : حدثنا فليح عن أيوب بن عبد الرحمن
    بن صعصعة الأنصاري عن يعقوب بن أبي يعقوب عن #أبي هريرة #مرفوعا . و هذا سند
    حسن رجاله موثقون كلهم على ضعف في فليح , و قد صح من طرق أخرى بنحوه فانظر : "
    إذا أتى أحدكم خادمه .. " رقم ( 1285 ) و من ألفاظه : " إذا صنع لأحدكم خادمه
    طعاما ثم جاءه به و قد ولي حره و دخانه فليقعده معه فليأكل , فإن كان الطعام
    مشفوها قليلا فليضع في يده منه أكلة أو أكلتين " . أخرجه مسلم ( 5 / 94 ) و أبو
    داود ( 2 / 149 ) و أحمد ( 2 / 277 ) عن داود بن قيس عن موسى بن يسار عن أبي
    هريرة مرفوعا . ( مشفوها ) فسره ما بعده ( قليلا ) قال في " النهاية " : "
    المشفوه : القليل , و أصله الماء الذي كثرت عليه الشفاه حتى قل " . و له شاهد
    من حديث جابر يرويه أبو الزبير أنه سأل جابرا عن خادم الرجل إذا كفاه المشقة و
    الحر , فقال : أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ندعوه فإن كره أحد أن يطعم
    معه فليطعمه أكلة في يده . أخرجه أحمد ( 3 / 346 ) : حدثنا موسى حدثنا ابن
    لهيعة عن أبي الزبير به . قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 478 ) بعد أن عزاه
    لأحمد : " و إسناده حسن " . قلت : ابن لهيعة سيىء الحفظ , و قد توبع , فأخرجه
    البخاري في " الأدب المفرد " ( 30 ) : حدثنا محمد بن سلام قال : أخبرنا مخلد بن
    يزيد قال : أنبأنا ابن جريج قال : حدثني أبو الزبير به . و هذا سند صحيح على
    شرطه في الصحيح . و ابن جريج و ابن الزبير مدلسان , لكنهما قد صرحا بالتحديث .






  2. #2
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    2601 " آخر من يدخل الجنة رجل , فهو يمشي مرة و يكبو مرة و تسفعه النار مرة , فإذا
    ما جاوزها التفت إليها , فقال : تبارك الذي نجاني منك , لقد أعطاني الله شيئا
    ما أعطاه أحدا من الأولين و الآخرين . فترفع له شجرة , فيقول : أي رب أدنني من
    هذه الشجرة لأستظل بظلها , و أشرب من مائها , فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم !
    لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ? فيقول : لا يا رب , و يعاهده أن لا يسأله
    غيرها , و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه , فيدنيه منها , فيستظل بظلها
    , و يشرب من مائها . ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى , فيقول : أي رب أدنني
    من هذه لأشرب من مائها , و أستظل بظلها , لا أسألك غيرها . فيقول : يا ابن آدم
    ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ? - فيقول - : لعلي إن أدنيتك منها تسألني
    غيرها ? فيعاهده أن لا يسأله غيرها , و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ,
    فيدنيه منها , فيستظل بظلها و يشرب من مائها . ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة
    هي أحسن من الأوليين , فيقول : أي رب أدنني من هذه لأستظل بظلها و أشرب من
    مائها , لا أسألك غيرها . فيقول : يا ابن آدم ! ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها
    ? قال : بلى يا رب , هذه لا أسألك غيرها , و ربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له
    عليه , فيدنيه منها , فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة , فيقول : أي رب
    أدخلنيها ! فيقول : يا ابن آدم ! ما يصريني منك ? أيرضيك أن أعطيك الدنيا و
    مثلها معها ? قال : يا رب ! أتستهزئ مني و أنت رب العالمين ? - فضحك ابن مسعود
    , فقال : ألا تسألوني مم أضحك ? فقالوا : مم تضحك ? قال : هكذا ضحك رسول الله
    صلى الله عليه وسلم , فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ? قال : من ضحك رب
    العالمين حين قال : أتستهزئ مني و أنت رب العالمين ? - فيقول : إني لا أستهزئ
    منك , و لكني على ما أشاء قادر . ( و في رواية : قدير ) .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 194 :

    أخرجه مسلم ( 1 / 119 - 120 ) و ابن خزيمة في " التوحيد " ( ص 207 ) و أحمد ( 1
    / 410 - 411 ) و أبو يعلى ( 3 / 1235 - 1236 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 /
    48 / 2 ) من طرق عن حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس عن # ابن مسعود # أن رسول
    الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره . و الرواية الأخرى لأحمد و الطبراني . و
    في رواية من طريق عبيدة عن عبد الله مرفوعا نحوه مختصرا , و فيه : " فقال له :
    تمن . فيتمنى , فيقال له : لك الذي تمنيت و عشرة أضعاف الدنيا . قال : فيقول :
    أتسخر بي و أنت الملك ? ... " الحديث . أخرجه مسلم , و أحمد ( 1 / 378 - 379 )
    و الترمذي ( 2 / 98 ) و صححه . ( تنبيه ) : دل قوله تعالى في آخر الحديث : " و
    لكني على ما أشاء قادر أو قدير " على خطأ ما جاء في التعليق على " العقيدة
    الطحاوية " ( ص 20 ) نقلا عن بعض الأفاضل : " يجيء في كلام بعض الناس : و هو
    على ما يشاء قدير , و ليس بصواب .. " . فأقول : بل هو عين الصواب بعد ثبوت ذلك
    في هذا الحديث , لاسيما و يشهد له قوله تعالى : *( و هو على جمعهم إذا يشاء
    قدير )* ( الشورى : 29 ) و ذلك لا ينافي عموم مشيئته و قدرته تعالى كما توهم
    المشار إليه , و الله أعلم .
    2602 " لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة [ و لا ينجيه من النار ] , قالوا : و لا أنت يا
    رسول الله ? قال : و لا أنا - [ و أشار بيده هكذا على رأسه : ] - إلا أن
    يتغمدني الله منه بفضل و رحمة , [ مرتين أو ثلاثا ] [ فسددوا و قاربوا ] [ و
    أبشروا ] [ و اغدوا و روحوا , و شيء من الدلجة , و القصد القصد تبلغوا ] [ و
    اعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه و إن قل ] " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 195 :

    ورد عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم , منهم : # أبو هريرة و عائشة و جابر و
    أبو سعيد الخدري و أسامة بن شريك # . 1 - أما حديث أبي هريرة , فله عنه طرق :
    الأولى : عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف عنه قال : قال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم . أخرجه البخاري ( 4 / 48 ) و مسلم ( 8 / 140 ) و أحمد ( 2 / 264 ) و
    السياق لمسلم , و فيه عند البخاري الزيادة السابعة . الثانية : عن سعيد المقبري
    عنه به , و فيه الزيادة السادسة . أخرجه البخاري ( 4 / 222 ) و أحمد ( 2 / 514
    , 537 ) . الثالثة : عن بسر بن سعيد عنه به , و فيه بعض الزيادة الرابعة بلفظ :
    " و لكن سددوا " . أخرجه مسلم ( 8 / 139 ) و أحمد ( 2 / 451 ) . الرابعة : عن
    محمد بن سيرين عنه به . أخرجه مسلم , و أحمد ( 2 / 235 و 326 و 390 و 473 و 509
    و 524 ) . و فيه عند مسلم الزيادة الثانية , و عند أحمد الزيادة الأولى و
    الثانية و الثالثة . الخامسة : عن أبي صالح عنه به , و فيه الزيادة الرابعة .
    أخرجه مسلم , و ابن ماجه ( 4201 ) و أحمد ( 2 / 344 و 495 ) . السادسة : عن
    زياد المخزومي عنه . و فيه الزيادة الثانية . أخرجه أحمد ( 2 / 256 و 473 ) .
    السابعة : عن محمد بن زياد عنه . و فيه الزيادة الثانية . أخرجه أحمد ( 2 / 385
    - 386 و 469 ) و إسناده صحيح . الثامنة : عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عنه . و
    فيه الزيادة الرابعة و الخامسة . أخرجه أحمد ( 2 / 482 ) و إسناده جيد في
    المتابعات . التاسعة : عن أبي مصعب عنه . أخرجه أحمد ( 2 / 488 ) . العاشرة :
    عن أبي سلمة عنه و فيه الزيادة الرابعة . أخرجه أحمد ( 2 / 503 و 509 ) و
    إسناده حسن . 2 - و أما حديث عائشة , فيرويه موسى بن عقبة قال : سمعت أبا سلمة
    بن عبد الرحمن ابن عوف يحدث عن عائشة به . و فيه الزيادة الرابعة و السابعة .
    أخرجه البخاري ( 4 / 223 ) و مسلم ( 8 / 141 ) و أحمد ( 6 / 125 ) . 3 - و أما
    حديث جابر , فله عنه طريقان : الأولى : عن أبي سفيان عنه أخرجه مسلم , و أحمد (
    2 / 495 و 3 / 337 و 362 ) و الدارمي ( 2 / 305 ) و فيه عنده الزيادة الرابعة .
    الأخرى : عن أبي الزبير عنه , و فيه الزيادة الأولى . أخرجه مسلم , و أبو نعيم
    في " صفة الجنة " ( ق 9 / 1 ) . 4 - و أما حديث أبي سعيد , فيرويه عطية العوفي
    عنه , و فيه الزيادة الثانية . أخرجه أحمد ( 3 / 52 ) و عطية ضعيف , و قال
    المنذري ( 4 / 200 ) : " رواه أحمد بإسناد حسن , و رواه البزار و الطبراني من
    حديث أبي موسى و الطبراني أيضا من حديث أسامة بن شريك , و البزار أيضا من حديث
    شريك بن طارق بإسناد جيد " . قلت : و تحسينه لإسناد أحمد غير حسن لضعف عطية ,
    إلا إن كان يعني تحسينه لغيره , فهو مقبول . 5 - و أما حديث أسامة , فيرويه
    المفضل بن صالح عن زياد بن علاقة عنه , و فيه الزيادة الثانية . أخرجه الطبراني
    في " المعجم الكبير " ( 1 / 25 / 2 ) و المفضل هذا ضعيف أيضا . و في الباب عن
    جمع آخر من الصحابة , فمن شاء فليراجع " المجمع " ( 10 / 356 - 357 ) . و اعلم
    أن هذا الحديث قد يشكل على بعض الناس , و يتوهم أنه مخالف لقوله تعالى : *( و
    تلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون )* و نحوها من الآيات و الأحاديث
    الدالة على أن دخول الجنة بالعمل , و قد أجيب بأجوبة أقربها إلى الصواب : أن
    الباء في قوله في الحديث : " بعمله " هي باء الثمنية , و الباء في الآية باء
    السببية , أي أن العمل الصالح سبب لابد منه لدخول الجنة , و لكنه ليس ثمنا
    لدخول الجنة , و ما فيها من النعيم المقيم و الدرجات . قال شيخ الإسلام ابن
    تيمية رحمه الله تعالى في بعض فتاويه : " و لهذا قال بعضهم : الالتفات إلى
    الأسباب شرك في التوحيد , و محو الأسباب أن تكون سببا نقص في العقل , و الإعراض
    عن الأسباب بالكلية قدح في الشرع , و مجرد الأسباب لا يوجب حصول المسبب , فإن
    المطر إذا نزل و بذر الحب لم يكن ذلك كافيا في حصول النبات , بل لابد من ريح
    مربية بإذن الله , و لابد من صرف الانتفاء عنه , فلابد من تمام الشروط و زوال
    الموانع , و كل ذلك بقضاء الله و قدره . و كذلك الولد لا يولد بمجرد إنزال
    الماء في الفرج , بل كم ممن أنزل و لم يولد له , بل لابد من أن الله شاء خلقه
    فتحبل المرأة و تربيه في الرحم و سائر ما يتم به خلقه من الشروط و زوال الموانع
    . و كذلك أمر الآخرة ليس بمجرد العمل ينال الإنسان السعادة , بل هي سبب , و
    لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فذكر الحديث ) , و قد : *(
    ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )* . فهذه باء السبب , أي بسبب أعمالكم , و الذي
    نفاه النبي صلى الله عليه وسلم باء المقابلة , كما يقال : اشتريت هذا بهذا . أي
    ليس العمل عوضا و ثمنا كافيا في دخول الجنة , بل لابد من عفو الله و فضله و
    رحمته , فبعفوه يمحو السيئات , و برحمته يأتي بالخيرات , و بفضله يضاعف الدرجات
    . و في هذا الموضع ضل طائفتان من الناس : 1 - فريق آمنوا بالقدر و ظنوا أن ذلك
    كاف في حصول المقصود فأعرضوا عن الأسباب الشرعية و الأعمال الصالحة . و هؤلاء
    يؤول بهم الأمر إلى أن يكفروا بكتب الله و رسله و دينه . 2 - و فريق أخذوا
    يطلبون الجزاء من الله كما يطلبه الأجير من المستأجر , متكلين على حولهم و
    قوتهم و عملهم , و كما يطلبه المماليك . و هؤلاء جهال ضلال : فإن الله لم يأمر
    العباد بما أمرهم به حاجة إليه , و لا نهاهم عما نهاهم عنه بخلا به , و لكن
    أمرهم بما فيه صلاحهم , و نهاهم عما فيه فسادهم . و هو سبحانه كما قال : " يا
    عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني , و لن تبلغوا نفعي فتنفعوني " . فالملك إذا
    أمر مملوكيه بأمر أمرهم لحاجته إليهم , و هم فعلوه بقوتهم التي لم يخلقها لهم
    فيطالبون بجزاء ذلك , و الله تعالى غني عن العالمين , فإن أحسنوا أحسنوا
    لأنفسهم , و إن أساءوا فلها . لهم ما كسبوا , و عليهم ما اكتسبوا , *( من عمل
    صالحا فلنفسه , و من أساء فعليها و ما ربك بظلام للعبيد )* " . انتهى كلام شيخ
    الإسلام رحمه الله منقولا من " مجموعة الفتاوى " ( 8 / 70 - 71 ) و مثله في "
    مفتاح دار السعادة " لتلميذه المحقق العلامة ابن قيم الجوزية ( ص 9 - 10 ) و "
    تجريد التوحيد المفيد " ( ص 36 - 43 ) للمقريزي .
    2603 " اللهم اغفر لي و تب علي إنك أنت التواب الغفور [ مائة مرة ] " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 200 :

    أخرجه ابن أبي شيبة في " المسند " ( 2 / 71 / 1 ) : ابن فضيل و ابن إدريس عن
    حصين عن هلال بن يساف عن زاذان قال : أخبرنا # رجل من الأنصار # قال : سمعت
    رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر الصلاة .. فذكره , إلا أنه قال : "
    أنت التائب أو التواب " , هكذا بالشك , و لعل الصواب ما أثبته في الأعلى , فقد
    تابعه شعبة عن حصين به دون شك , و زاد : " مائة مرة " , إلا أنه قال : " في
    صلاة " , بدل قوله : " في دبر الصلاة " . أخرجه أحمد ( 5 / 371 ) : حدثنا محمد
    بن جعفر حدثنا شعبة به . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات على شرط
    الشيخين غير هلال بن يساف و زاذان - و هو الكندي مولاهم الكوفي - و هما من رجال
    مسلم .
    2604 " الناس أربعة و الأعمال ستة , فالناس : 1 - موسع عليه في الدنيا و الآخرة ,
    2 - و موسع له في الدنيا مقتور عليه في الآخرة , 3 - و مقتور عليه في الدنيا
    موسع عليه في الآخرة , 4 - و شقي في الدنيا و الآخرة . و الأعمال : 1 و 2 -
    موجبتان , 3 و 4 - و مثل بمثل , 5 - و عشرة أضعاف , 6 - و سبعمائة ضعف . 1 و 2
    - فالموجبتان : من مات مسلما مؤمنا لا يشرك بالله شيئا , فوجبت له الجنة . و من
    مات كافرا وجبت له النار . 3 و 4 - و من هم بحسنة فلم يعملها , فعلم الله أنه
    قد أشعرها قلبه و حرص عليها كتبت له حسنة . و من هم بسيئة لم تكتب عليه , و من
    عملها كتبت واحدة , و لم تضاعف عليه . 5 - و من عمل حسنة كانت له بعشر أمثالها
    . 6 - و من أنفق نفقة في سبيل الله كانت له بسبعمائة ضعف " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 201 :

    أخرجه أحمد ( 4 / 345 ) و ابن حبان ( 31 ) عن شيبان بن عبد الرحمن , و ابن أبي
    شيبة في " مسنده " ( 2 / 38 / 2 ) عن زائدة عن الركين بن الربيع عن أبيه عن عمه
    - و هو يسير بن عميلة - عن #خريم بن فاتك الأسدي # أن النبي صلى الله عليه
    وسلم قال : فذكره , و السياق لأحمد . قلت : و هذا إسناد صحيح , و الربيع والد
    الركين , وثقه ابن معين و غيره و هو مترجم في " الجرح و التعديل " . و خالفهما
    المسعودي فقال : عن الركين بن الربيع عن رجل عن خريم ... أخرجه أحمد ( 4 / 321
    ) . و المسعودي ضعيف لاختلاطه . و مسلمة بن جعفر - من بجيلة - و سكت عنه , و
    قال الذهبي : " قلت : و مسلمة تعبت عليه , فلم أعرفه " . قلت : ترجمه ابن أبي
    حاتم ( 4 / 1 / 267 ) من روايته عن الركين بن الربيع و غيره . و عنه جمع , و لم
    يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك صنع البخاري . و قال في " اللسان " ( 6 /
    33 ) : " يجهل , و قال الأزدي : ضعيف " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 9 /
    180 ) . و الجملة الأخيرة من الحديث أخرجها الحاكم أيضا من الوجه الأول , و قال
    : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و أخرجها الترمذي أيضا و النسائي كما في
    " الترغيب " , فراجع تعليقي عليه ( 2 / 156 ) .
    2605 " و من قعد فلا حرج . يقوله المؤذن في آخر أذانه في اليوم البارد " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 203 :

    أخرجه ابن أبي شيبة في " المسند " ( 2 / 5 / 2 ) : أخبرنا خالد بن مخلد قال :
    حدثني سليمان بن بلال قال : حدثني يحيى بن سعيد قال : أخبرني محمد بن إبراهيم
    بن الحارث ( الأصل : بن نعيم بن الحارث ) عن نعيم النحام - من بني عدي بن كعب -
    قال : نودي بالصبح في يوم بارد و أنا في مرط امرأتي , فقلت : ليت المنادي ينادي
    و من قعد فلا حرج , فنادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و
    هذا إسناد صحيح عزيز على شرط الشيخين . و أخرجه البيهقي ( 1 / 398 ) من طريق
    ابن أبي أويس : حدثني سليمان بن بلال به , و زاد : " و ذلك في زمن النبي صلى
    الله عليه وسلم في آخر أذانه " . و قال : " تابعه الأوزاعي عن يحيى بن سعيد إلا
    أنه قال : فلما قال : الصلاة خير من النوم , قال : و من قعد فلا حرج " . قلت :
    هذه الزيادة رواها هشام بن عمار : حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين
    حدثنا الأوزاعي به . أخرجه البيهقي . و هشام و عبد الحميد فيهما ضعف . و إلى
    هذا يشير الهيثمي بقوله بعد أن ساقه بهذه الزيادة : " رواه الطبراني في الكبير
    , و رجاله موثقون خلا شيخ الطبراني عبد الله بن وهيب الغزي <1> فلم أعرفه " . و
    مما يؤكد ضعفها عدم ورودها في طرق الحديث الأخرى , فقال عبد الرزاق في " المصنف
    " ( 1926 ) و عنه أحمد ( 4 / 220 ) : عن معمر عن عبيد بن عمير عن شيخ قد سماه
    عن نعيم بن النحام به نحوه دونها . و رجاله ثقات رجال الشيخين غير الشيخ الذي
    لم يسم , و هو صحابي أو تابعي كبير , فإن عبيد بن عمير الراوي عنه من كبار
    التابعين , ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , و لعله الأول , فقد قال عبد
    الرزاق ( 1927 ) عقبه : عن ابن جريج عن نافع عن عبد الله بن عمر عن نعيم بن
    النحام به نحوه . دون الزيادة . و من طريق عبد الرزاق أخرجه الحاكم ( 3 / 259 )
    و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي , و هو كما قالا , بل هو على شرط
    الشيخين إن كان ابن جريج سمعه من نافع و لم يدلس . لكن تابعه عمر بن نافع عن
    نافع به . أخرجه ابن قانع كما في " الإصابة " , و قال في " الفتح " ( 2 / 98 -
    99 ) : " أخرجه عبد الرزاق و غيره بإسناد صحيح " . و خالف إسماعيل بن عياش
    سليمان بن بلال في إسناده , فقال : حدثني يحيى بن سعيد قال : أخبرني محمد بن
    يحيى بن حبان عن نعيم بن النحام ... أخرجه أحمد . قلت : و رواية إسماعيل عن
    المدنيين ضعيفة , و هذه منها , لاسيما و قد خالفه سليمان بن بلال و كذا
    الأوزاعي كما تقدم , و تابعهما إبراهيم بن طهمان كما ذكر الحافظ رحمه الله
    تعالى . ( فائدة ) : في هذا الحديث سنة هامة مهجورة من كافة المؤذنين - مع
    الأسف - و هي من الأمثلة التي بها يتضح معنى قوله تبارك و تعالى : *( و ما جعل
    عليكم في الدين من حرج )* , ألا و هي قوله عقب الأذان : " و من قعد فلا حرج " ,
    فهو تخصيص لعموم قوله في الأذان : " حي على الصلاة " المقتضى لوجوب إجابته
    عمليا بالذهاب إلى المسجد و الصلاة مع جماعة المسلمين إلا في البرد الشديد و
    نحوه من الأعذار . و في ذلك أحاديث أخرى منها حديث ابن عمر : " أن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن , ثم يقول في أثره : " ألا صلوا في
    الرحال " . في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر " . متفق عليه , و لم يذكر
    بعضهم " في السفر " <2> و هي رواية الشافعي في " الأم " ( 1 / 76 ) و قال عقبه
    : " و أحب للإمام أن يأمر بهذا إذا فرغ المؤذن من أذانه . و إن قاله في أذانه
    فلا بأس عليه " . و حكاه النووي في " المجموع " ( 3 / 129 - 131 ) عن الشافعي ,
    و عن جماعة من أتباعه , و ذكر عن إمام الحرمين أنه استبعد قوله : " في أثناء
    الأذان " , ثم رده بقوله : " و هذا الذي ليس ببعيد بل هو السنة , فقد ثبت ذلك
    في حديث ابن عباس أنه قال لمؤذن في يوم مطير - و هو يوم جمعة - : " إذا قلت :
    أشهد أن محمدا رسول الله , فلا تقل : حي على الصلاة , قل : صلوا في بيوتكم " .
    رواه الشيخان " . قلت : و هو مخرج في " الإرواء " أيضا ( 554 ) . و نقل الحافظ
    في " الفتح " ( 2 / 98 ) عن النووي بعد أن حكى عنه جواز هذه الزيادة في الأذان
    و آخره أنه قال : " لكن بعده أحسن ليتم نظم الأذان " . و لم أره في " المجموع "
    . و الله أعلم . و اعلم أن في السنة رخصة أخرى , و هي الجمع بين الصلاتين للمطر
    جمع تقديم , و قد عمل بها السلف , و فصلت القول فيها في غير ما موضع , و من ذلك
    ما سيأتي تحت الحديث ( 2837 ) و هذه الرخصة كالمتممة لما قبلها , فتلك و الناس
    في بيوتهم , و هذه و هم في المسجد و الأمطار تهطل , فالرخصة الأولى أسقطت عنهم
    فرضية الصلاة الأولى في المسجد , و الرخصة الأخرى أسقطت عنهم فرضية أداء الصلاة
    الأخرى في وقتها , بجمعهم إياها مع الأولى في المسجد . و صدق الله القائل : *(
    و من أحسن من الله حكما لقوم يوقنون )* .

    -----------------------------------------------------------
    [1] الأصل ( العري ) بالإهمال , و التصحيح من " المعجم الصغير " ( 1108 / الروض
    النضير ) و " الأوسط " و له فيه ثمانية أحاديث ( 4534 - 4542 بترقيمي ) و شيخه
    فيها ( محمد بن المتوكل بن أبي السري العسقلاني ) و في الرواة عنه ذكره المزي
    لكن باختلاف يسير , فقال : " و أبو العباس عبد الله بن محمد بن وهيب الجذامي
    الغزي " . و المفروض أن يكون ابن عساكر ترجم له في " تاريخ دمشق " لكن في
    النسخة خرم . و الله أعلم .
    [2] و هو مخرج في " الإرواء " ( 2 / 339 - 344 ) .
    2606 " كان يعرض يوما خيلا و عنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري , فقال له رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : أنا أفرس بالخيل منك . فقال عيينة : و أنا أفرس بالرجال
    منك ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : و كيف ذاك ? قال : خير الرجال رجال
    يحملون سيوفهم على عواتقهم , جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم , لابسو البرود من
    أهل نجد , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبت , بل خير الرجال رجال أهل
    اليمن , و الإيمان يمان إلى لخم و جذام و عاملة , و مأكول حمير خير من آكلها ,
    و حضرموت خير من بني الحارث , و قبيلة خير من قبيلة , و قبيلة شر من قبيلة ,
    والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما , لعن الله الملوك الأربعة : جمداء و
    مخوساء و مشرخاء و أبضعة , و أختهم العمردة . ثم قال : أمرني ربي عز وجل أن
    ألعن قريشا مرتين , فلعنتهم . و أمرني أن أصلي عليهم , فصليت عليهم مرتين . ثم
    قال : عصية عصت الله و رسوله غير قيس و جعدة و عصية <1> . ثم قال : لأسلم و
    غفار و مزينة و أخلاطهم من جهينة , خير من بني أسد و تميم و غطفان و هوازن عند
    الله عز وجل يوم القيامة . ثم قال : شر قبيلتين في العرب نجران و بنو تغلب , و
    أكثر القبائل في الجنة مذحج و مأكول " .

    -----------------------------------------------------------

    [1] كذا الأصل , و كذا في " جامع المسانيد " ( 10 / 19 ) و " المجمع " , و لم
    يتبين لي وجه استثنائه بعد إثباته ! . اهـ .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 208 :

    أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 387 ) : حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثني
    شريح بن عبيد عن عبد الرحمن بن عائذ الأزدي عن #عمرو بن عبسة السلمي #قال :
    فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات . ثم رواه أحمد من طريق يزيد
    بن يزيد بن جابر عن رجل عن عمرو بن عبسة به مختصرا دون قوله : " ثم قال : أمرني
    ربي أن ألعن قريشا ... " . و رجاله ثقات . و أخرج منه ابن أبي خيثمة في "
    التاريخ " ( 2 / 10 / - مخطوطة الرباط ) من طريق أبي حمزة العبسي عن عبد الرحمن
    بن جبير بن نفير و راشد بن سعد عن جبير بن نفير عن عمرو بن عبسة قوله : " لأسلم
    و غفار ... " إلى آخره دون ذكر القبيلتين . و رجاله ثقات غير أبي حمزة العبسي
    فلم أعرفه . ثم تبين أن الصواب ( العنسي ) بالنون الساكنة , و اسمه عيسى بن
    سليم الحمصي , و هو صدوق من رجال مسلم . و الحديث أورده الهيثمي ( 10 / 43 )
    بتمامه و قال : " رواه أحمد متصلا و مرسلا و الطبراني , و رجال الجميع ثقات " .
    و القدر الذي أخرجه ابن أبي خيثمة له شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به دون
    قوله أيضا : " و أكثر القبائل في الجنة مذحج و مأكول " . أخرجه مسلم ( 7 / 179
    ) .
    2607 " لا تستبطئوا الرزق , فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر رزق هو له , فأجملوا
    في الطلب : أخذ الحلال و ترك الحرام " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 209 :

    أخرجه أبو عبد الله الرازي في " مشيخته " ( ق 149 / 1 - مجموع 33 ) و ابن حبان
    في " صحيحه " ( 1084 و 1085 - موارد ) و الحاكم ( 2 / 4 ) و البيهقي في " السنن
    " ( 5 / 264 ) من طرق عن عبد الله بن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد ابن
    أبي هلال عن محمد بن المنكدر عن # جابر بن عبد الله # أن رسول الله صلى الله
    عليه وسلم قال : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه
    الذهبي . قلت : و هو كما قالا , لولا ما يخشى من اختلاط سعيد بن أبي هلال , إلا
    أن هذه الخشية غير واردة هنا لمجيء الحديث من طريق أخرى . فقد أخرجه ابن ماجه (
    2144 ) و الحاكم و البيهقي من طريقين عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر بلفظ :
    " إن أحدكم لن يموت حتى يستكمل رزقه , فلا تستبطئوا الرزق , و اتقوا الله أيها
    الناس و أجملوا في الطلب , خذوا ما حل و دعوا ما حرم " . و قال الحاكم : " صحيح
    على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و أقول : هو كما قالا , فقد أمنا تدليس أبي
    الزبير و صاحبه بتصريحهما بالتحديث في رواية حجاج بن محمد : أخبرنا ابن جريج :
    أخبرني أبو الزبير سمع جابر بن عبد الله به . أخرجه السلفي في " الطيوريات " ,
    و علقه البيهقي . و لبعضه شاهد من حديث أبي حميد الساعدي أن رسول الله صلى الله
    عليه وسلم قال : " أجملوا في طلب الدنيا , فإن كلا ميسر لما كتب له منها " .
    أخرجه الحاكم و البيهقي من طريق الربيع بن سليمان : حدثنا عبد الله بن وهب :
    أبنا سليمان بن بلال : حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن
    سويد عنه . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي . قلت :
    و إنما هو على شرط مسلم وحده , فإن عبد الملك هذا لم يخرج له البخاري شيئا . و
    تابعه هشام بن عمار : حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمارة بن غزية عن ربيعة بن أبي
    عبد الرحمن به بلفظ : " لما خلق له منها " . أخرجه ابن ماجه ( 2142 ) و القضاعي
    في " مسند الشهاب " ( ق 60 / 2 ) و لم يقع عند ابن ماجه : " منها " . ثم وقفت
    على متابع لابن أبي هلال , يرويه وهب بن جرير : حدثنا شعبة عن ابن المنكدر به :
    أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 156 و 7 / 158 ) عن إسحاق بن بنان : حدثنا
    حبيش ابن مبشر : حدثنا وهب بن جرير به . و قال : " غريب من حديث شعبة , تفرد به
    حبيش عن وهب " . قلت : وهب ثقة من رجال الشيخين . و حبيش ثقة من رجال " التهذيب
    " . و أما إسحاق بن بنان , فله ترجمة في " تاريخ بغداد " ( 6 / 390 - 391 ) و
    روى عن الدارقطني أنه ثقة . فصح الإسناد و الحمد لله .
    2608 " والذي نفسي بيده إني لأرى لحمه بين أنيابكما . يعني لحم الذي استغاباه " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 211 :

    أخرجه الخرائطي في " مساوئ الأخلاق " ( 186 ) و الضياء المقدسي في " المختارة
    " ( 2 / 33 / 2 ) من طرق عن أبي بدر عباد بن الوليد الغبري : حدثنا حبان ابن
    هلال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن #أنس بن مالك #قال : " كانت
    العرب تخدم بعضها بعضا في الأسفار , و كان مع أبي بكر و عمر رجل يخدمهما ,
    فناما , فاستيقظا , و لم يهيئ لهما طعاما , فقال أحدهما لصاحبه : إن هذا ليوائم
    نوم نبيكم صلى الله عليه وسلم ( و في رواية : ليوائم نوم بيتكم ) فأيقظاه فقالا
    : ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل له : إن أبا بكر و عمر يقرئانك السلام
    , و هما يستأدمانك . فقال : أقرهما السلام , و أخبرهما أنهما قد ائتدما ! ففزعا
    , فجاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله ! بعثنا إليك
    نستأدمك , فقلت : قد ائتدما . فبأي شيء ائتدمنا ? قال : بلحم أخيكما , والذي
    نفسي ( فذكره ) قالا : فاستغفر لنا , قال : هو فليستغفر لكما " . قلت : و هذا
    إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير أبي بدر الغبري , قال أبو حاتم و
    تبعه الحافظ : " صدوق " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " . و روى عنه جمع من
    الحفاظ الثقات , و قد توبع , فقال الضياء عقبه : " و قد رواه عفان بن مسلم عن
    حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي يعلى : أن العرب كانت تخدم بعضهم
    بعضا في الأسفار . فذكره . قيل : ( الموائمة ) : الموافقة , و معناه أن هذا
    النوم يشبه نوم البيت لا نوم السفر , عابوه بكثرة النوم " . و له شاهد مرسل في
    " التوبيخ " ( 243 ) عن السدي , و هو إسماعيل بن عبد الرحمن . و السند إليه
    ضعيف .
    2609 " لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 212 :

    أخرجه أبو يعلى ( 1 / 29 ) و عنه ابن عدي ( 304 / 2 ) و ابن حبان في " الضعفاء
    " ( 2 / 155 ) و عبد بن حميد في " مسنده " ( 2 / 1 ) و أبو بكر المروزي في "
    مسنده " ( رقم 51 و 52 ) و البزار ( ص 328 ) و الحاكم ( 4 / 127 ) من طريق عبد
    الواحد بن زيد عن أسلم الكوفي عن مرة الطيب عن زيد بن أرقم عن # أبي بكر الصديق
    # مرفوعا . و في رواية لأبي يعلى عنه عن فرقد السبخي عن مرة الطيب به . و قال
    ابن عدي : " و قال البخاري : عبد الواحد بن زيد تركوه . و قال ابن معين : ليس
    بشيء . و قال السعدي : ليس من معادن الصدق " . و قال النسائي : " ليس بثقة " .
    و لذلك قال الهيثمي عقب الحديث في " الزوائد " : " عبد الواحد ضعيف جدا " . و
    قال في " مجمع الزوائد " ( 10 / 293 ) : " رواه أبو يعلى و البزار و الطبراني
    في " الأوسط " , رجال أبي يعلى ثقات , و في بعضهم خلاف " . كذا قال ! و قد عرفت
    أن رجال أبي يعلى هم رجال البزار و لا فرق إلا في روايته الأخرى , فقد جعل عبد
    الواحد شيخه فيها فرقدا السبخي مكان أسلم الكوفي في الرواية الأولى , و مدار
    الروايتين على عبد الواحد و هو ممن لا خلاف في ضعفه , اللهم إلا عند ابن حبان
    فإنه مع إيراده إياه في " الضعفاء " و قال فيه : " كان ممن يغلب عليه العبادة
    حتى غفل عن الإتقان فكثرت المناكير في روايته فبطل الاحتجاج به " . ثم ساق له
    هذا الحديث . أقول : فهو مع ذلك كله أورده في " الثقات " أيضا ! قال الحافظ : "
    فما أجاد " . أقول : فما أظن أن هذا هو البعض الذي قال الهيثمي : " فيه خلاف "
    . نعم , يمكن أن يكون قصد به فرقدا , فإن فيه خلافا للجمهور من ابن معين و نحوه
    , فإنهم ضعفوه , إلا ابن معين في رواية . و هب أن الراجح أنه ثقة فما فائدة ذلك
    و الراوي عنه هو عبد الواحد بن زيد ?! ( تنبيه ) : لفظ الحديث عند الحاكم و هو
    رواية لابن عدي : " كل لحم نبت من السحت فالنار أولى به " . قلت : و نحو ما
    تقدم عن الهيثمي قول المنذري ( 3 / 15 ) : " رواه أبو يعلى و البزار و الطبراني
    في " الأوسط " و البيهقي , و بعض أسانيدهم حسن " . قلت : فلعل التحسين المذكور
    هو بالنسبة لإسناد " الأوسط " و البيهقي , فإني لست أطولهما . ثم رأيت الحديث
    عند البيهقي في " شعب الإيمان " , فإذا هو عنده ( 2 / 173 / 2 ) من طريق عبد
    الواحد بن زيد عن أسلم الكوفي به ! فلم يبق إلا النظر في إسناد " الأوسط " , و
    ما أظنه إلا من هذا الوجه , فأرجو أن ييسر لي الوقوف عليه . لكن الحديث عندي
    صحيح , فإن له شواهد , أقواها حديث جابر بن عبد الله يرويه عنه عبد الرحمن بن
    سابط : حدثني جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    " يا كعب بن عجرة ! إنه لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت , النار أولى به . يا
    كعب بن عجرة ... " الحديث . أخرجه الدارمي ( 2 / 318 ) و ابن حبان ( 1569 و
    1570 ) و الحاكم ( 4 / 127 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 173 / 2 ) و السياق
    له , و لأحمد ( 3 / 399 و 321 ) عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عنه . قلت : و
    هذا إسناد جيد على شرط مسلم , و قد صرح ابن سابط فيه بسماعه إياه من جابر ,
    ففيه رد لما جاء في ترجمته عن ابن معين أنه قال : لم يسمع منه . و له طريقان
    آخران عن جابر . أحدهما عند البيهقي , و الآخر عند الترمذي ( 1 / 119 ) و قال :
    " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . ثم وقفت على إسناده في " المعجم الأوسط " ( 2
    / 65 / 1 ) فإذا هو فيه كما في " الشعب " !





  3. #3
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    2630 " اطلبني أول ما تطلبني على الصراط . قال : فإن لم ألقك عند الصراط ? قال :
    اطلبني عند الميزان . قال : فإن لم ألقك عند الميزان ? قال : فاطلبني عند الحوض
    , فإني لا أخطئ هذه الثلاث المواطن " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 268

    أخرجه الترمذي ( 2 / 70 ) و أحمد ( 3 / 178 ) و الضياء المقدسي في " الأحاديث
    المختارة " ( ق 242 / 1 - 2 ) من طريق حرب بن ميمون الأنصاري أبي الخطاب :
    حدثنا النضر بن # أنس بن مالك #عن أبيه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم
    أن يشفع في يوم القيامة , فقال : أنا فاعل . قال : قلت : يا رسول الله ! فأين
    أطلبك ? قال : اطلبني .. الحديث . و قال الترمذي :" حديث حسن غريب لا نعرفه إلا
    من هذا الوجه " . قلت : و أقره المنذري في " الترغيب " ( 4 / 211 ) و كذا
    الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 11 / 405 ) و رجاله ثقات رجال مسلم , فإنه أخرج
    لحرب هذا حديثا آخر في " الأطعمة " ( 6 / 121 ) و سائر رجاله من رجال الشيخين ,
    و هو إلى ذلك ثقة بلا خلاف , إلا ما وهم فيه بعضهم , فلابد من تحقيق القول في
    ذلك , فأقول : قال الذهبي في " الميزان " : " حرب بن ميمون ( م , ت ) أبو
    الخطاب الأنصاري , بصري صدوق يخطىء , قال أبو زرعة : لين . و قال يحيى بن معين
    : صالح . قلت : يروي عن مولاه النضر بن أنس و عن عطاء بن أبي رباح . و عنه عبد
    الله بن رجاء و يونس المؤدب و جماعة , و قد وثقه علي بن المديني و غيره , و أما
    البخاري فذكره في " الضعفاء " و ما ذكر الذي بعده صاحب الأغمية <1> ... " . ثم
    قال الذهبي عقبه : " حرب بن ميمون العبدي أبو عبد الرحمن البصري العابد المعروف
    بـ ( صاحب الأغمية ) عن عوف و حجاج بن أرطاة و خالد الحذاء ... ضعفه ابن
    المديني و الفلاس , و قال ابن معين : صالح . قلت : توفي سنة بضع و ثمانين و
    مائة , و هو الأصغر و الأضعف , و قد خلطه البخاري و ابن عدي بالذي قبله , و
    جعلهما واحدا , و الصواب أنهما اثنان , الأول صدوق لقي عطاء , و الثاني ضعيف
    أكبر من عنده حميد الطويل . قال عبد الغني بن سعيد : هذا مما وهم فيه البخاري ,
    نبهني عليه الدارقطني " . قلت : ما استصوبه الذهبي رحمه الله هو الصواب , و به
    جزم غير ما إمام من المتقدمين و المتأخرين , فقال الساجي : " حرب بن ميمون
    الأصغر ضعيف الحديث عنده مناكير , و الأكبر صدوق " . و كذا قال عمرو بن علي
    الفلاس , و روى عبد الله بن علي عن أبيه نحوه . و قال الحافظ ابن حجر في الأكبر
    : " صدوق , رمي بالقدر من , السابعة " . و في الأصغر : " متروك الحديث مع
    عبادته , من الثامنة , و وهم من خلطه بالأول " . و جرى على التفريق بينهما
    الخزرجي أيضا في " الخلاصة " و غيره كما يأتي . لكن في كلام الذهبي المتقدم بعض
    الأوهام لابد من التنبيه عليها إتماما للتحقيق : أولا : قوله في ترجمة الأكبر :
    " قال أبو زرعة : لين " خطأ و حقه أن ينقل إلى ترجمة الأصغر ففيها أورده ابن
    أبي حاتم ( 1 / 2 / 251 ) تبعه الحافظ في " التهذيب " . ثانيا : قوله فيها و في
    ترجمة الأصغر : " و قال ابن معين : صالح " خطأ أيضا , و الصواب ذكره في ترجمة
    الأصغر فقط , كما فعل ابن أبي حاتم و ابن حجر . ثالثا : قوله : و أما البخاري
    فذكره في " الضعفاء " . فأقول : إن كان يريد كتابه المعروف بـ " الضعفاء " كما
    هو المتبادر فلم أره ذكر فيه الأكبر , و لا الأصغر , من النسخة المطبوعة في
    الهند , فلا أدري إذا كان ذلك في نسخة أخرى منه , و إن كنت أستبعد هذا , فإن
    الحافظ ابن حجر لم يذكره مطلقا . و لكنه قال : " قال البخاري : قال سليمان بن
    حرب : هو أكذب الخلق " . و لكن الحافظ في الوقت الذي لم يعز هذا لـ " ضعفاء
    البخاري " , فإنه أورده في ترجمة حرب بن ميمون الأصغر , بينما البخاري نفسه
    إنما أورده في " التاريخ الكبير " في ترجمة الأكبر , فقال ( 1 / 2 / 65 ) : "
    حرب بن ميمون يقال أبو الخطاب البصري مولى النضر بن أنس الأنصاري عن أنس ( ! )
    سمع منه يونس بن محمد . قال سليمان بن حرب : هذا أكذب الخلق " . و لم يذكر
    البخاري في ترجمة الأصغر شيئا ( 1 / 2 / 64 ) . و قد استظهر محقق " التاريخ "
    أن الحامل للحافظ و غيره على صرف قول البخاري هذا إلى ترجمة الأصغر أن ابن
    المديني و عمرو بن علي قد ليناه , و وثقا هذا الأنصاري . ثم أجاب عن تكذيب
    سليمان له بما خلاصته أنه جرح مبهم غير مفسر لأنه قائم على قصة لا تستلزم
    التكذيب المذكورة بصورة لا تحتمل التأويل , فراجع كلامه فإنه مفيد . و خلاصة
    القول : إن حرب بن ميمون الأكبر صاحب هذا الحديث , ثقة حجة , وثقه ابن المديني
    شيخ البخاري و الفلاس و الساجي , و كذا مسلم بإخراجه له في " الصحيح " , و ابن
    حبان بذكره إياه في " الثقات " , و الخطيب بقوله فيه : " كان ثقة " , و لم
    يضعفه أحد سوى ما تقدم من قول سليمان بن حرب فيه , و قد عرفت الجواب عنه , و
    أنه غير حرب بن ميمون الأصغر كما سبق عن جماعة من الأئمة . و بهذه المناسبة
    لابد من التنبيه على وهم أيضا وقع في ترجمة ( الأصغر ) هذا من " تهذيب التهذيب
    " لابن حجر , فقد قال ( 2 / 227 ) : " قال المزي : و قد جمع بينهما غير واحد ,
    و هو الصحيح إن شاء الله تعالى " . و الذي رأيته في " تهذيب الكمال " للحافظ
    المزي خلافه , فإنه بعد أن ترجم للأكبر أتبعه بترجمة الأصغر , و قال في آخرها :
    " ذكرناه للتمييز بينهما , و قد جمعهما غير واحد , و فرق بينهما غير واحد , و
    هو الصحيح إن شاء الله تعالى " . فالظاهر أنه سقط من الناسخ أو الطابع لـ "
    تهذيب التهذيب " جملة " و فرق بينهما غير واحد " , فاختل المعنى . و الله أعلم
    . و لعله من هذا القبيل ما جاء في أول ترجمة الأكبر من " تهذيب التهذيب " قال :
    " روى له مسلم حديثا في تكثير الطعام عند أم سليم , و الآخر في قوله صلى الله
    عليه وسلم لأنس : اطلبني ... " . فإنه يوهم أن الحديث الآخر - حديث الترجمة -
    رواه مسلم أيضا , و ليس كذلك , و لولا أنه كان رمز له في رأس الترجمة بأنه أخرج
    له مسلم و الترمذي و ابن ماجه في " التفسير " , لكان يمكن حمل قوله : " و الآخر
    " على الترمذي , و لكن ذكره لابن ماجه عقبه يمنع منه إلا بتكلف ظاهر . و اعلم
    أن هذا الحديث أورده الشيخ السهسواني الهندي في " صيانة الإنسان من وسوسة الشيخ
    دحلان " ( ص 353 ) مستدلا به على أن طلب الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم
    في حياته ثابت , ثم ساق أحاديث هذا أولها , و قال بعد أن ذكر تحسين الترمذي
    إياه : " قلت : و رجاله رجال الصحيح , و كلهم ثقات غير حرب بن ميمون أبي الخطاب
    , فقد اختلف فيه , قال الذهبي في " الميزان " ... " . ثم ساق كلامه المتقدم , و
    لكن ملخصا . ففهم منه مقلده صاحب كتاب " التوصل إلى حقيقة التوسل " أن الحديث
    ضعيف , فقال عقب الحديث ( ص 320 - الطبعة الثانية ) : " الحديث غير صحيح السند
    كما سيأتي بيانه " . و البيان الذي وعد به لا يزيد على قوله في الصفحة المقابلة
    بعد أن ذكر أيضا تحسين الترمذي إياه : " و في سنده أبو الخطاب حرب بن ميمون ضعف
    و وثق , و ممن ضعفوه ( ! ) شيخ المحدثين البخاري , فحديث يقول فيه الترمذي :
    حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه الحسن الغريب ( ! ) , و الترمذي معروف لينه
    و تساهله في نقد الرواة و الروايات . و فيه أيضا من ضعفه البخاري , و حسبك به
    ناقدا حجة في هذا الشأن , فكيف يحتج بهذا الحديث ... ?! اللهم علمنا العلم الذي
    لا جهل معه " ! قلت : فهذا الكلام مع ما فيه من الركة و العجمة و ضعف البيان
    حتى وصف الترمذي باللين ! و قال : " ضعفوه " , و هو يريد " ضعفه " , فهو يدل
    على عدم معرفة قائله بهذا العلم الشريف , و قلة اطلاعه على أقوال أئمة الجرح و
    التعديل , فضلا عن عجزه التام عن التوفيق بين أقوالهم في الراوي الواحد . فمن
    كان هذا حاله , فمن البدهي أن يقول ما لم يقله أحد قبله , حتى و لا مقلده و
    عمدته في الكلام على الأحاديث , و هو الشيخ الفاضل : السهسواني , فإن هذا تكلم
    على الحديث بإسلوب معروف عند أهله , و إن كان لم يفصح عن مرتبته , مع أن ظاهره
    أقرب إلى تأييده تحسين الترمذي إياه منه إلى رده , فجاء هذا المومى إليه فلخص
    كلامه تلخيصا بعيدا جدا عن الواقع أدى به إلى التصريح بأن إسناده غير صحيح , و
    أن راويه أبا الخطاب مختلف فيه " ضعف و وثق , و ممن ضعفه البخاري " و هذا كله
    لعدم علمه و معرفته , و لذلك فلم يحسن التعبير , فـ ( أبو الخطاب ) متفق على
    توثيقه , و لم يضعفه أحد غير البخاري , على ما في تضعيفه إياه من تردد العلماء
    , هل أراد به أبا الخطاب هذا أم حرب بن ميمون الأصغر ? كما تقدم بيانه , و أنه
    إن أراد به الأول , فهو جرح غير مفسر , كما تقدم , و لذلك لم يعتمد عليه من جاء
    بعده من النقاد كالذهبي و العسقلاني و الخزرجي , و من قبلهم المنذري الذي أقر
    الترمذي على التحسين , و كل هؤلاء يعلمون أن البخاري هو شيخ المحدثين حقا , و
    لكنهم يعلمون أيضا أن الحق لا يعرف بالرجال , و أنه لا عصمة لأحد منهم , و إنما
    هو مشاع بينهم , فلذا فهم يبحثون عنه , فمع من كان اتبعوه , و هذا ما صنعوه هنا
    , فأعرضوا على تضعيف البخاري , و اعتمدوا قول الذين وثقوه كما سبق . و أزيد هنا
    فأقول : قال الذهبي في " ديوان الضعفاء " ( مخطوط ) : " حرب بن ميمون أبو
    الخطاب , ثقة , رماه بالكذب سليمان بن حرب " . و قال في " المغني " ( 1 / 153 -
    طبع حلب ) : " ثقة , غلط من تكلم فيه , و هو صدوق " . فأنت تراه لم يعتد بمن
    رماه بالكذب فضلا عمن تكلم فيه . و لهذا الرجل قصة طويلة فيها عبرة لمن يعتبر ,
    لا مجال للتحدث عنها بهذا المكان , و إنما لابد من الإشارة إليها بأوجز ما يمكن
    من الكلام . فهو رجل عاش نحو ربع قرن من الزمان رئيسا على إخواننا السلفيين في
    حلب , و منذ بضع سنين بدأ يظهر شيئا من الشدة عليهم , و فرض الرأي , فمن استسلم
    له قربه إليه , و من خالفه في رأيه أبعده عنه , و امتنع من التعاون معه , و لو
    كان صاحبه القديم منذ بدء الدعوة هناك , يفعل هذا , و هو ممن لا علم عنده يذكر
    و لا تحقيق إلا ما كان استفاده من غيره , إلى أن خرج عليهم برأي لا عهد لهم به
    , و هو أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم معصومات من الزنا , و إن كان الجميع
    متفقين معه على أنهن متن و هن عفيفات شريفات , فكان لا يقنع إلا بأن يقولوا معه
    إنهن معصومات العصمة الشرعية , فلما طالبوه بالحجة , و ناقشه فيها أبرز من فيهم
    فقها و فهما , كان جزاؤه منه أن قاطعه و هجره , و بالنار إن استمر على مخالفته
    أوعده , و حاول أن يبعده عن الجماعة , بعد أن أعلن عدم استعداده أن يتعاون معه
    , فجلب بذلك ضررا على نفسه و دعوته , حيث تبين للجماعة هناك بأن عمله ليس على
    المنهج , و على الرغم من نصحي إياه , فلم يستجب , فكانت عاقبته أن أزالوه من
    رياسته , بعد أن اجتمعوا في داره , و أنا معهم و بعض إخواننا الدمشقيين , و
    كلهم ينصحونه و يطلبون منه أن يكف عن فرض رأيه و إصراره و أن يتعاون مع كل
    إخوانه و بخاصة القدامى و الفقهاء منهم , فرفض , فكان أن أقالوه عن رياسته و
    نصبوا عليهم غيره و هم في داره ! فكان بعد ذلك ينال من صاحبه القديم كلما جاء
    ذكره , و يصفه بما ليس فيه ! مع أنه معروف بين إخوانه بإخلاصه و تدينه و فقهه و
    غيرته على الدعوة , فيما نعلم و الله حسيبه و لا نزكي على الله أحدا , من أجل
    ذلك قطعت صلتي به , فلا أزوره و لا يزورني , و إن كان يظهر مودتي و تبجيلي كلما
    لقيني و أنا أصد عنه , حتى يتوب إلى ربه من فعلته و يعتذر لأخيه عن إساءته إليه
    , و لله عاقبة الأمور . و على الرغم من أنه ترك بلدته ( حلب ) و تركته الجماعة
    كما سبق , فهو لا يزال يعلن في البلاد السعودية أنه رئيس الجماعة , بل و يصرح
    بأنه مؤسس الدعوة السلفية , فعل ذلك في كتابه " التوصل " , فانتقدته في كتابي "
    التوسل أنواعه و أحكامه " ( ص 91 - 93 ) , فرد علي في طبعته الثانية من كتابه
    المذكور , بما يبدو للقارئ اللبيب أنه تبين له صواب نقدي إياه , و لكنه لم يظهر
    ذلك , و أكبر دليل على ذلك أنه في طبعته الثانية قيد لقبه السابق , فقال عن
    نفسه بنفسه ( ! ) : " مؤسس الدعوة السلفية بحلب " , دون أن يذكر بأنه استفاد
    ذلك من نقدي المشار إليه , و تأول قوله : " مؤسس " بما كنت ذكرته أنا في نقدي
    بأنه لعله أراد به : " مجدد الدعوة السلفية " , فتكلم طويلا بكلام لا يخرج عن
    التأويل المذكور , فوددت لو أنه صرح بأنه : " مجدد الدعوة السلفية بحلب " إذن
    لما وافقه إخوانه على ذلك , لأنهم يعلمون أنه ليس أهلا لذاك , و أنه حسبه أن
    يكون تابعا لأحد المجددين , كما قلت هناك , و كتابه المذكور أكبر شاهد على ما
    أقول , فهو ممتلئ بالأخطاء العلمية , من أنواع مختلفة , على ركة وعي في التعبير
    , و كلامه في هذا الحديث من أوضح الأدلة على ذلك , و الله هو المسؤول أن يحفظ
    علينا إيماننا , و يطهر قلوبنا من الحسد و الغل و الكبر , إنه خير مسؤول <2> .

    -----------------------------------------------------------

    [1] جمع ( الغماء ) : سقف البيت . " المعجم الوسيط " .
    [2] و قد ذكرت تحت حديث عائشة المتقدم ( 2507 ) تفصيل ما أجملت هنا من الرد على
    قوله بالعصمة , و كان ذلك منذ نحو عشرين سنة . ثم توفي الرجل إلى رحمة الله , و
    غفر لنا و له , فترددت كثيرا في نشر هذا - و الكتاب تحت الطبع - ثم أمضيته
    للتاريخ و العبرة , و دفعا للقيل و القال , و لا سيما و قد بدأ بعض ذوي الأغراض
    و الأهواء من الناشرين و المعلقين يخوضون بعد وفاته فيما لا علم لهم به , و
    الله يقول : *( فاسأل به خبيرا )* . اهـ .
    2631 " ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم الله
    عليه الجنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 276 :

    أخرجه البخاري ( 4 / 387 ) و مسلم ( 1 / 88 و 6 / 8 ) و الدارمي ( 2 / 324 ) و
    أحمد ( 5 / 25 ) من طرق عن الحسن قال : عاد عبيد الله بن زياد # معقل بن يسار
    المزني # في مرضه الذي مات فيه , قال معقل : إني محدثك حديثا سمعته من رسول
    الله صلى الله عليه وسلم لو علمت أن لي حياة ما حدثتك , إني سمعت رسول الله صلى
    الله عليه وسلم يقول : ... فذكره . و في رواية للبخاري عن الحسن قال : أتينا
    معقل بن يسار نعوده , فدخل علينا عبيد الله , فقال له معقل : ... فذكره نحوه .
    و تابعه أبو المليح أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار في مرضه , فقال
    له معقل : ... فذكره نحوه , و لفظه : " ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد
    لهم و ينصح إلا لم يدخل معهم الجنة " أخرجه مسلم , و قد مضى من رواية أحمد و
    غيره نحوه برقم ( 1754 ) .
    2632 " ما من عبد أتى أخا له يزوره في الله إلا نادى مناد من السماء : أن طبت و طابت
    لك الجنة , و إلا قال الله في ملكوت عرشه : عبدي زار في و علي قراه , فلم أرض
    له بقرى دون الجنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 277 :

    أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1024 ) و البزار ( 2 / 388 - 389 ) و أبو
    نعيم في " الحلية " ( 3 / 107 ) و الضياء في " المختارة " ( ق 240 / 1 ) من
    طريق يوسف بن يعقوب : أخبرنا ميمون بن عجلان عن ميمون بن سياه عن #أنس #
    مرفوعا . و قال أبو نعيم : " رواه الضحاك بن حمرة عن حماد بن جعفر عن ميمون بن
    سياه مثله " . قلت : و ابن حمرة ضعيف , و لكن الإسناد الذي قبله رجاله رجال "
    الصحيح " , غير ميمون بن عجلان هذا , و قد أورده البخاري في " التاريخ " ( 7 /
    343 ) و ابن أبي حاتم ( 4 / 1 / 239 ) من رواية يوسف هذا عنه , و لم يذكرا فيه
    جرحا و لا تعديلا , غير أن ابن أبي حاتم قال : " و سئل أبي عنه ? فقال : شيخ "
    . و اعلم أن من قيل فيه : " شيخ " , فهو في المرتبة الثالثة من مراتب التعديل ,
    يكتب حديثه و ينظر فيه كما قال ابن أبي حاتم نفسه ( 1 / 1 / 37 ) و جرى عليه
    العلماء كما تراه في " التدريب " ( ص 232 ) , و معنى ذلك أنه ممن ينتقى من
    حديثه , أو أنه حسن الحديث إذا لم يخالف , و لعله قد أشار إلى ذلك الحافظ
    الذهبي بقوله في مقدمة " الميزان " : " و لم أتعرض لذكر من قيل فيه : " محله
    الصدق " , و لا من قيل فيه : " لا بأس به " , و لا من قيل فيه : " هو صالح
    الحديث " , أو " يكتب حديثه " , أو " هو شيخ " , فإن هذا و شبهه يدل على عدم
    الضعف المطلق " . قلت : و جل هؤلاء ممن يحسن العلماء حديثهم عادة , فليكن مثلهم
    من قيل فيه : " هو شيخ " , و يؤيده أن الحافظ المنذري جود إسناد حديث هذا الشيخ
    , فقال عقبه في " الترغيب " ( 3 / 239 ) : " رواه البزار و أبو يعلى بإسناد جيد
    " . و وثقه الهيثمي , فقال في " المجمع " ( 8 / 173 ) : " رواه البزار و أبو
    يعلى , و رجال أبي يعلى رجال " الصحيح " غير ميمون بن عجلان , و هو ثقة " . و
    لعل تصريحه بتوثيقه إياه , إنما هو اعتماد منه على توثيق ابن حبان , فقد أورده
    في " الثقات " كما يستفاد من " التعجيل " , و إن لم أره في نسخة الظاهرية من "
    الثقات " , فإن فيها خرما . ثم طبع كتاب " الثقات " و قد أورده فيه ( 7 / 473 )
    برواية محبوب بن الحسن و أهل البصرة عنه . و هذان من رجال " الميزان " و "
    اللسان " فراجعهما . و قد روى عن هذا الشيخ إسماعيل بن عبد الملك الزئبقي أيضا
    عند الضياء , و كذا محمد بن بكر , لكن سماه ميمون المرئي , لكن في " التهذيب "
    من هذه الطبقة : " ميمون بن سياه المرئي البصري , و يقال إنه ابن ميمون بن عبد
    الرحمن بن صفوان ابن قدامة " . و ابن سياه هذا هو من شيوخ ميمون بن عجلان كما
    في ترجمتهما من " التاريخ " و " الجرح و التعديل " و هو شيخه في هذا الإسناد
    كما ترى , و قد فرقا بينهما , فهو غير المرئي إذن , و من الممكن أن يكون مشاركا
    له في هذه النسبة . و الله أعلم . و قد توبع ميمون بن عجلان من الضحاك بن حمرة
    في الرواية المعلقة عند أبي نعيم , لكن الضحاك هذا ضعيف . و للحديث شاهد من
    حديث أبي هريرة . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( رقم 245 ) و الترمذي و
    حسنه في نسخة , و صححه ابن حبان ( 712 ) و إسناده صالح للاستشهاد به كما بينته
    في التحقيق الثاني لـ " المشكاة " ( 5015 ) . و لأبي يعلى بهذا الإسناد حديث
    آخر عن أنس في فضل المصافحة عند اللقاء , تقدم ذكره تحت الحديث ( 525 ) .
    2633 " أرواح الشهداء في جوف طير خضر , لها قناديل معلقة بالعرش , تسرح من الجنة حيث
    شاءت , ثم تأوي إلى تلك القناديل , فاطلع إليهم ربهم إطلاعة , فقال : هل تشتهون
    شيئا ? قالوا : أي شيء نشتهي و نحن نسرح من الجنة حيث شئنا ? ففعل ذلك بهم ثلاث
    مرات , فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا , قالوا : يا رب ! نريد أن ترد
    أرواحنا في أجسادنا , حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى ! فلما رأى أن ليس لهم حاجة
    تركوا " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 279 :

    أخرجه مسلم ( 6 / 38 - 39 ) و الترمذي ( 3014 ) و الدارمي ( 2 / 206 ) و ابن
    ماجه ( 2 / 185 ) و البيهقي في " الشعب " ( 4 / 19 - 20 ) و الطيالسي ( 38 /
    294 ) و ابن أبي شيبة ( 5 / 308 ) و هناد في " الزهد " ( 154 ) و الطبري ( 8206
    ) من طرق عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال : سألنا #عبد الله [ بن
    مسعود ] #عن هذه الآية *( و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل
    أحياء عند ربهم يرزقون )* ? قال : أما إنا قد سألنا عن ذلك ? فقال : ... فذكره
    . و السياق لمسلم , و الزيادة للترمذي , و قال : " حديث حسن صحيح " . قلت : هو
    مرفوع في صورة موقوف , فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فيه صراحة , لكنه
    في حكم المرفوع قطعا , و ذلك لأمرين : الأول : أن قوله : " سألنا عن ذلك ? فقال
    : " لا يمكن أن يكون المسؤول و القائل إلا الرسول صلى الله عليه وسلم , لأنه هو
    مرجعهم في بيان ما أشكل أو غمض عليهم و الآخر : أن ما في الحديث من فضل الشهداء
    عند الله , و مخاطبته تعالى إياهم و جوابهم و طلبهم منه أن ترد أرواحهم إلى
    أجسامهم , كل ذلك مما لا يمكن أن يقال بالرأي . و لذلك قال النووي في " شرح
    مسلم " : " و هذا الحديث مرفوع لقوله : " إنا قد سألنا عن ذلك , فقال , يعني
    النبي صلى الله عليه وسلم " . و أمر ثالث : أنه قد جاء طرف منه مرفوعا من حديث
    ابن عباس رضي الله عنه عند أحمد ( 1 / 266 ) و صححه الحاكم ( 2 / 297 - 298 ) و
    وافقه الذهبي , و قد تكلمت عليه في " تخريج الطحاوية " ( ص 393 ) و " المشكاة "
    ( 3853 ) . و كأنه لما ذكرنا استجاز شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن
    يصرح برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فإنه أورده في " مجموع الفتاوى " (
    4 / 224 - 225 ) من رواية مسلم بلفظ : " فقال : أما إنا قد سألنا عن ذلك [ رسول
    الله صلى الله عليه وسلم ] ? فقال : ... " , فزاد فيه الرسول صلى الله عليه
    وسلم , و يحتمل أن تكون هذه الزيادة في بعض النسخ القديمة من " صحيح مسلم " . و
    الله أعلم .
    2634 " من شرب الخمر في الدنيا و لم يتب لم يشربها في الآخرة و إن أدخل الجنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 281 :

    أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 148 / 1 ) عن حفص بن عبد الله : حدثني
    إبراهيم ابن طهمان عن أيوب عن نافع [ و ] عن موسى بن عقبة عن نافع عن #ابن عمر
    #أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره . قلت : و هذا إسناد
    صحيح , رجاله ثقات رجال البخاري , و حفص بن عبد الله هو السلمي النيسابوري . و
    قد أخرجه الشيخان و غيرهما من طرق عن نافع به دون قوله : " و إن أدخل الجنة " .
    لكنها زيادة جيدة , لها شواهد ذكرتها في " الروض النضير " ( 561 ) و قد أورده
    المنذري في " الترغيب " ( 3 / 182 ) بهذه الزيادة ساكتا عليها .
    2635 " إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه و لكنه قد رضي منكم بما تحقرون " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 281 :

    أخرجه أحمد ( 2 / 368 ) : حدثنا معاوية حدثنا أبو إسحاق عن الأعمش عن أبي صالح
    عن # أبي هريرة #عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ... فذكره . قلت : و هذا
    إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين , و أبو إسحاق هو إبراهيم بن محمد
    بن الحارث الفزاري . و معاوية , الظاهر أنه معاوية بن عمرو , فقد ساق له الإمام
    أحمد حديثا آخر قبل هذا الحديث , و هو الأزدي أبو عمرو البغدادي , و هو من شيوخ
    البخاري , و من الغريب أنهم لم يذكروا في ترجمته و لا في ترجمة الإمام أحمد ,
    أن الإمام روى عنه , مع أنه من طبقة شيوخه ####ع بن الجراح , و كان معاوية أسن
    منه بسنة , حتى الحافظ المزي لم يذكره مع أن من عادته استقصاء شيوخ المترجم و
    الرواة عنه , فلما لم أره قد ذكره ذهب وهلي إلى احتمال أن يكون وقع في نسخة "
    المسند " سقط في اسم شيخه , و أنه مروان بن معاوية , فإنه سمع من أبي إسحاق
    الفزاري و سمع منه الإمام أحمد , و لكن سرعان ما زال هذا الاحتمال حينما رأيت
    الإمام أحمد قد روى الحديث الآخر عن معاوية بن عمرو , فالحمد لله على توفيقه .
    ثم تأيد ذلك بذكر ابن الجوزي إياه في شيوخ أحمد في " مناقبه " ( ص 50 ) و بذكر
    الحافظ المزي أبا إسحاق الفزاري في شيوخ معاوية في " تهذيبه " ( 2 / 169 ) و قد
    تابعه أبو حمزة عن الأعمش به , إلا أنه زاد : و أبي سعيد ... " . أخرجه البيهقي
    في " الشعب " ( 2 / 383 / 2 - 384 / 1 ) . و سنده صحيح أيضا , و أبو حمزة هو
    محمد بن ميمون السكري المروزي .
    2636 " لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 282 :

    أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 309 ) و الترمذي ( 2020 ) و الحاكم ( 1 /
    47 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 91 / 2 ) و ابن أبي الدنيا في " الصمت "
    ( 2 / 14 / 2 و 4 / 40 / 2 ) من طرق عن كثير بن زيد قال : سمعت سالما يحدث عن
    #ابن عمر #عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره . و قال الترمذي : " حديث حسن
    غريب " . و قال الحاكم : " هذا حديث أسنده جماعة من الأئمة عن كثير بن زيد , ثم
    أوقفه عنه حماد بن زيد وحده , فأما الشيخان فإنهما لم يخرجا عن كثير بن زيد , و
    هو شيخ من أهل المدينة من أسلم , كنيته أبو محمد , لا أعرفه بجرح في الرواية ,
    و إنما تركاه لقلة حديثه " . كذا قال , و قد تكلم فيه أئمة الحديث فمنهم من
    وثقه , و منهم من ضعفه و منهم من مشاه و هو الأرجح , و ترى أقوالهم فيه في "
    التهذيب " , و لخصها الحافظ بقوله : " صدوق يخطىء " . و هذا يعني عنده أنه حسن
    الحديث أو يقاربه . هذا و زاد الحاكم في روايته : " قال سالم : و ما سمعت ابن
    عمر لعن شيئا قط " . و هي عند البخاري أيضا بزيادة : " ليس إنسانا " , و لفظ
    ابن أبي الدنيا : " إلا إنسانا واحدا " . و هذه عند ابن أبي الدنيا أيضا بلفظ :
    " إلا مرة " و قد بينتها رواية الزهري عن سالم قال : " لم أسمع ابن عمر لعن
    خادما قط غير مرة واحدة , غضب فيها على بعض خدمه فقال : " لعنه الله " ! كلمة
    لم أحب أن أقولها " . كذا و لعل الصواب : " يقولها " . أخرجه ابن أبي الدنيا (
    2 / 14 / 1 ) و سنده صحيح . و رواه البيهقي بنحوه و زاد : " فأعتقه " . ( تنبيه
    ) : هنا وهمان وقعا لبعضهم : الأول : عزا المنذري في " الترغيب " ( 3 / 287 )
    هذا الحديث للترمذي من حديث عبد الله بن مسعود , و إنما هو من حديث ابن عمر , و
    حديث ابن مسعود أتم من هذا , و قد خرجته في " تخريج السنة " برقم ( 1014 ) . و
    الآخر : وقع الإسناد عند الترمذي - طبعة دعاس - : " عن كثير عن زيد بن سالم " ,
    و هذا تصحيف فاحش , و الصواب : " عن كثير بن زيد عن سالم " , فليصححه من كان
    عنده نسخة منه . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " لا ينبغي
    لصديق أن يكون لعانا " . و هو مخرج في " التعليق الرغيب " ( 3 / 286 ) .
    2637 " من ترك دينارين , فقد ترك كيتين " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 284 :

    أخرجه البيهقي في " الشعب " ( 2 / 335 / 1 ) من طريق الربيع بن نافع عن محمد بن
    المهاجر عن أبيه عن #أسماء بنت يزيد بن السكن #قالت : سمعت رسول الله صلى
    الله عليه وسلم ... فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات معروفون غير
    المهاجر - و هو ابن أبي مسلم الشامي الأنصاري - مولى أسماء بنت يزيد , و قد
    ترجمه البخاري و ابن أبي حاتم برواية جمع آخر من الثقات , و لم يذكرا فيه جرحا
    و لا تعديلا , و أورده ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 255 ) . قلت : فمثله يحتج
    به في التابعين , لاسيما و لحديثه شواهد كثيرة , منها ما أخرجه الحسن بن سفيان
    عن حبيب بن هرم بن الحارث السلمي عن عمه الحكم بن الحارث السلمي مرفوعا بلفظ :
    " من ترك دينار فكية , و من ترك دينارين فكيتين " . هكذا ذكره في " الجامع
    الكبير " , و في " أسد الغابة " ( 2 / 31 ) عن حبيب المذكور , قال : " كان عطاء
    عمي في ألفين , فإذا خرج عطاؤه قال لفلان : انطلق فاقض عنا ما علينا , فإني
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... " فذكره . و قال : " أخرجه
    الثلاثة " . يعني : ابن منده و أبا نعيم و ابن عبد البر , إلا أنه قد نص في "
    المقدمة " ( 1 / 5 ) أنه يعني الاسم , و ليس الحديث ! فلا يؤخذ منه أن الثلاثة
    أخرجوا الحديث عنده , لاسيما و ابن عبد البر لم يذكره في كتابه " الاستيعاب " .
    و حبيب بن هرم هذا أورده ابن أبي حاتم برواية أبي جناب عون بن ذكوان الجرشي عنه
    عن عمه . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و كذلك أورده ابن حبان في " الثقات
    " ( 3 / 39 ) . و من شواهد الحديث ما أخرجه الطيالسي ( 357 ) و غيره عن عاصم بن
    بهدلة عن زر عن عبد الله ( هو ابن مسعود ) قال : " إن رجلا من أهل الصفة مات ,
    فوجدوا في شملته دينارين , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيتان " . و
    إسناده حسن , و صححه ابن حبان ( 2481 - موارد الظمآن ) و بوب له فيه بـ " باب
    فيمن يأكل نصيب الفقراء و هو غني " . قلت : يشير إلى أن الحديث ليس على إطلاقه
    , لكن المعنى الذي ترجمه له ليس بظاهر , و يبدو لي أنه محمول على من مات و عليه
    دين , لديه قضاؤه , و إليه يشير صنيع راوي الحديث كما تقدم في رواية " أسد
    الغابة " . و هنا وجه آخر من التأويل , يستفاد مما رواه البيهقي عن ابن راهويه
    أنه قال : " إنما ترك الصلاة عليه , لأنه كان من أهل الصفة , و هو يظهر أنه
    فقير ليس له شيء , و أنه من أهل الصفة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
    ترك كيتين " , أي : لمثله كيتان " . و في " الفتح " ( 4 / 388 ) نحوه . قلت : و
    هذا لا ينافي ما ذكرته . و الله الموفق .
    2638 " كان إذا كان في سفر , فأسحر يقول : سمع سامع بحمد الله و حسن بلائه علينا ,
    ربنا صاحبنا , و أفضل علينا , عائذا بالله من النار " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 286 :

    أخرجه مسلم ( 8 / 80 ) و أبو داود ( 5086 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2571 )
    و ابن حبان ( 4 / 168 / 2690 ) و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 508 )
    من طريق النسائي , و هذا في " السنن الكبرى " ( 5 / 257 / 8828 ) و الحاكم ( 1
    / 446 ) و عنه البيهقي في " الدعوات الكبير " ( 2 / 187 ) كلهم من طرق عن ابن
    وهب : حدثنا سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن #أبي هريرة #رضي
    الله عنه قال : ... فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه
    الذهبي . قلت : إنما هو صحيح فقط , لأن راويه عنده عن ابن وهب ( الربيع بن
    سليمان ) , و ليس من رجال مسلم , و قد زاد زيادتين : إحداهما : " و نعمته " بعد
    قوله : " بحمد الله " . و هي عند أبي داود أيضا . و الأخرى في آخر الحديث : "
    يقول ذلك ثلاث مرات , و يرفع بها صوته " . قلت : هما شاذتان لعدم ورودهما في
    أكثر الطرق المشار إليها عن ابن وهب . و حسبك دليلا إعراض صاحبي " الصحيح " :
    مسلم و ابن حبان عنهما , و كذا ابن خزيمة , فقد ساق في " صحيحه " بإسنادين , من
    طريق ابن وهب المذكورة , و من طريق عبد الله بن عامر عن سهيل بن أبي صالح به .
    ثم بين أن الزيادتين ليستا في طريق ابن وهب و إنما في طريق عبد الله بن عامر ثم
    قال :‏" عبد الله ابن عامر ليس من شرطنا في هذا الكتاب , و إنما خرجت هذا عن
    سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح , فكتب هذا إلى جنبه " . قلت : يعني أنه
    وقع له الحديث هكذا برواية عبد الله بن عامر مقرونا برواية سليمان بن بلال ,
    فأخرجها في " الصحيح " مقرونا , و هو ليس بحجة , و إنما الحجة سليمان . و عبد
    الله بن عامر هو المدني ضعيف . ( تنبيهات ) : لقد أعل الحديث الحافظ ابن عمار
    الشهيد في كتابه " علل أحاديث صحيح مسلم " , فقال ( ص 128 - 129 ) بعد أن ضعف
    عبد الله بن عامر : " فيشبه أن يكون سليمان سمعه من عبد الله بن عامر . و لا
    أعرفه إلا من حديث ابن وهب هكذا " ! قلت : و هذا إعلال عجيب غريب , يغني حكايته
    عن رده , فإن سليمان بن بلال ثقة حجة متفق على الاحتجاج بحديثه عند الشيخين و
    غيرهما , و لم يرم بتدليس , فكيف يصح إعلال حديثه بمثل ( عبد الله ) هذا الضعيف
    ?! و لقد أحسن الرد عليه الأخ علي الحلبي فيما علقه عليه , جزاه الله خيرا . و
    هذا هو الأول . الثاني : أورده الحافظ السخاوي في " الابتهاج " ( ص 47 ) و قال
    : " أخرجه مسلم و أبو داود بزيادة " و نعمته " , و الحاكم بزيادة أن يقوله ثلاث
    مرات , و يرفع به صوته " . قلت : و فاته أن زيادة أبي داود عند الحاكم أيضا .
    الثالث : ساقه ابن القيم في " الوابل الصيب " ( ص 298 ) بلفظ الحاكم , و صححه
    على شرط مسلم , و إنما هو صحيح فقط كما سبق بيانه . و علق عليه الشيخ إسماعيل
    الأنصاري بما لا يجدي , بل و بما يوهم خلاف الواقع فيما يتعلق بكلام الحافظ
    السخاوي من المبالغة فيه , و سكت عن بيان الخطأ المشار إليه , فضلا عن شذوذ آخر
    في رواية الحاكم , و هو قوله مكان " فأسحر " : فبدا له الفجر " ! و كذلك لم
    يتنبه لهذا الأخ بدر في تعليقه على " الدعوات " , فتعقب تصحيح الحاكم على شرط
    مسلم بقوله : " قلت : قد أخرجه مسلم كما تقدم , فهو ليس كما قالا " . و هذا
    الاستدراك عليهما خطأ مضاعف , فإنه مع إقراره إياهما على تصحيحه على شرط مسلم ,
    فإنه لا يصح عزوه إليه و فيه الشذوذ في المواضع الثلاثة التي ليست عند مسلم ,
    فتنبه .
    2639 " أفضل الصدقة إصلاح ذات البين " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 289 :

    رواه عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 43 / 2 ) و البزار ( 2059 ) و
    الطبراني في " المعجم الكبير " عن الأفريقي عن رجل عن عبد الله بن يزيد عن
    #عبد الله بن عمرو #مرفوعا . و رواه البخاري في " التاريخ " ( 2 / 1 / 270 )
    و القضاعي ( 104 / 2 ) عن عبد الرحمن بن زياد عن راشد بن عبد الله المعافري عن
    عبد الله بن يزيد به . قلت : و هذا إسناد ضعيف من أجل عبد الرحمن بن زياد - و
    هو ابن أنعم - , و هو الأفريقي في الطريق الأولى , و هو ضعيف في حفظه كما قال
    في " التقريب " . و راشد بن عبد الله المعافري - و هو الرجل الذي لم يسم في
    الطريق الأولى - ترجمه البخاري و كذا ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 485 ) و لم يذكرا
    فيه جرحا و لا تعديلا . ( تنبيه ) : قد عرفت أن صحابي الحديث هو ابن عمرو و هو
    ابن العاص , و كذلك وقع في " الترغيب " ( 3 / 292 ) و " المجمع " ( 8 / 80 ) و
    " الجامع الصغير " . لكن وقع في شرحه للمناوي ( ابن عمر ) , و بينه الشارح
    بقوله : " بن الخطاب " , و هو خطأ موافق لـ " الجامع الكبير " ( 1 / 115 / 1 )
    . و الحديث , قال المنذري ( 3 / 292 ) : " رواه الطبراني و البزار , و في
    إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم , و حديثه هذا حسن لحديث أبي الدرداء
    المتقدم " . قلت : يشير إلى حديثه بلفظ : " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و
    الصلاة و الصدقة ? قالوا : بلى . قال : إصلاح ذات البين " . و هو شاهد قوي مخرج
    في " تخريج الحلال " ( 408 ) و انظر الرقم المتقدم ( 1448 ) و به ينجو الحديث
    من الضعف الظاهر من إسناده الذي حملني قديما على إيراده في " ضعيف الجامع "
    برقم ( 1110 ) , ثم نبهنا الحافظ المنذري إلى أنه حسن لغيره جزاه الله خيرا ,
    فلينقل منه إلى " صحيح الجامع " , و قد فعلت , و الله تعالى ولي التوفيق .










  4. #4
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    2650 " ليس منا من سحر ( أو سحر له ) أو تكهن أو تكهن له أو تطير أو تطير له " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 310 :

    أخرجه البزار في " مسنده " ( ص 169 - زوائده ) و الطبراني في " الأوسط " ( 4 /
    393 ) عن زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن #ابن عباس #مرفوعا . و
    قال البزار : " لا نعلمه إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد , و زمعة ضعيف " . و
    كذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 217 ) . و أقول : و سلمة بن وهرام
    قريب منه . لكن للحديث شاهد من رواية أبي حمزة العطار إسحاق بن الربيع : عن
    الحسن عن عمران بن حصين مرفوعا بلفظ : " ليس منا من تطير أو تطير له , أو تكهن
    أو تكهن له , أو سحر أو سحر له , و من عقد عقدة , أو قال عقد عقدة , و من أتى
    كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " . أخرجه البزار و قال : " قد
    روي بعضه من غير وجه , فأما بتمامه و لفظه فلا نعلمه إلا عن عمران بهذا الطريق
    , و أبو حمزة بصري لا بأس به " . و قال المنذري ( 4 / 52 ) : " رواه البزار
    بإسناد جيد , و رواه الطبراني من حديث ابن عباس دون قوله : " و من أتى ..." إلخ
    , بإسناد حسن " . كذا قال , و هو مردود بضعف زمعة , إلا أن يعني أنه حسن لغيره
    , فنعم . و قال الهيثمي : " رواه البزار , و رجاله رجال الصحيح خلا إسحاق بن
    الربيع , و هو ثقة " . قلت : نعم , و لكن الحسن - و هو البصري - مدلس و قد
    عنعنه , فهو جيد بحديث الترجمة , و أما قوله : " و من أتى ... " , فله شواهد
    كثيرة , و بعض أسانيدها صحيح , و هي مخرجة في " الإرواء " ( 2066 ) , و مع ذلك
    فقد ضعفه الجاني على السنة في تعليقه على " إغاثة اللهفان " ( 1 / 359 )
    متجاهلا إسناده الصحيح . و قد تقدم تخريج الحديث برقم ( 2195 ) , فقدرت الإعادة
    لزيادة فائدة .
    2651 " من قرأ *( سورة الكهف )* [ كما أنزلت ] كانت له نورا يوم القيامة , من مقامه
    إلى مكة , و من قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره , و من توضأ فقال
    : سبحانك اللهم و بحمدك [ أشهد أن ] لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك , كتب
    في رق , ثم جعل في طابع , فلم يكسر إلى يوم القيامة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 312 :

    أخرجه النسائي في " عمل اليوم و الليلة " ( 81 و 952 ) و الطبراني في " الأوسط
    " ( 1 / 5 / 1 ) من طريق يحيى بن محمد بن السكن , و الحاكم ( 1 / 564 ) من طريق
    أبي قلابة عبد الملك بن محمد , و الزيادة له , كلاهما عن يحيى بن كثير العنبري
    : حدثنا شعبة عن أبي هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن #أبي سعيد
    الخدري #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره . و قال الطبراني
    : " لم يروه عن شعبة إلا يحيى " . قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين , و كذلك من
    فوقه , فهو إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قول الحاكم : " صحيح على شرط مسلم "
    إنما هو من أوهامه , و إن تابعه الذهبي . و قد أعل بالوقف , فقال الهيثمي ( 1 /
    239 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال " الصحيح " , إلا أن
    النسائي قال بعد تخريجه في " اليوم و الليلة " : ( هذا خطأ , و الصواب موقوفا )
    " . ثم رواه من رواية الثوري , و غندر عن شعبة موقوفا . و نحوه في " الترغيب "
    ( 1 / 105 ) . قلت : و رواية سفيان الموقوفة , أخرجها النسائي ( 954 ) و الحاكم
    أيضا من طريق عبد الرحمن بن مهدي عنه عن أبي هاشم به موقوفا . و قد رواه يوسف
    بن أسباط عن سفيان به مرفوعا بالشطر الأخير منه . أخرجه ابن السني ( رقم 30 ) .
    لكن ابن أسباط ضعيف . و رواه هشيم عن أبي هاشم به , إلا أنه اختلف عليه وقفا و
    رفعا , فرواه أبو النعمان عنه موقوفا بالشطر الأول نحوه . أخرجه الدارمي ( 2 /
    454 ) . و خالفه نعيم بن حماد فرواه عنه مرفوعا . أخرجه الحاكم ( 2 / 368 ) و
    قال : " صحيح الإسناد " !! . و خالفهم جميعا قيس بن الربيع فقال : عن أبي هاشم
    الرماني عن أبي مجلز السدوسي عن قيس بن أبي حازم البجلي عن أبي سعيد الخدري
    مرفوعا بالفقرة الأخيرة . أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 8 / 25 ) و وقع في
    سنده بعض الأخطاء المطبعية . قلت : و قيس بن الربيع سيىء الحفظ , و قد خالفهم
    في قوله : " قيس بن أبي حازم " مكان قولهم : " قيس بن عباد " . و خلاصة القول :
    إن الحديث صحيح , لأنه و إن كان الأرجح سندا الوقف , فلا يخفى أن مثله لا يقال
    بالرأي , فله حكم الرفع . و الله أعلم . ( تنبيه ) : قد سبق في حديث أبي
    الدرداء المتقدم برقم ( 582 ) أن العصمة من الدجال قراءة عشر آيات من أول سورة
    ( الكهف ) . و في حديث الترجمة ( عشر آيات من آخرها ) و هو رواية في حديث أبي
    الدرداء المشار إليه , و لكنها شاذة كما كنت بينته هناك , لكن حديث الترجمة
    شاهد قوي لها , و لذلك فإني أراني مضطرا إلى القول بصحة الروايتين , و أنها
    بمنزلة قراءتين لآية واحدة , يجوز العمل بكل منهما , لأن لكل منها شاهدا يدل
    على أنهما محفوظتان , كما يتبين ذلك للقارئ الملم بالتحقيق المذكور هنا و هناك
    . و الله أعلم . ثم تنبهت لشيء هام حملني على التراجع عن قولي هذا الأخير , ألا
    و هو أن هذا الشاهد مداره على شعبة أيضا , كحديث أبي الدرداء المشهود له , و
    هذا لا يصلح كما هو ظاهر . و لاسيما أنه قد خالفه في هذا الحديث سفيان فقال : "
    سورة الكهف " في الموضعين , فلم يقل : " من آخرها " , كما قال شعبة , رواه
    عنهما النسائي ( 949 و 952 ) , و بخاصة أن شعبة اضطرب فيها كما تقدم بيانه هناك
    .
    2652 " من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان :
    براءة من النار و براءة من النفاق " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 314 :

    روي من حديث #أنس و أبي كاهل و عمر بن الخطاب # . 1 - أما حديث أنس , فله عنه
    أربعة طرق : الأولى : عن أبي قتيبة سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن
    أبي ثابت عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره .
    أخرجه الترمذي ( 2 / 7 - شاكر ) و أبو سعيد ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 116
    / 2 ) و ابن عدي في " الكامل " ( ق 103 / 2 و 116 / 1 ) و أبو القاسم الهمداني
    في " الفوائد " ( ق 197 / 1 ) و البيهقي في " الشعب " ( 3 / 61 / 2872 ) . قلت
    : و هذا إسناد رجاله ثقات , لكن أعله الترمذي بالوقف , فقال : " و قد روي هذا
    الحديث موقوفا , و لا أعلم أحدا رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو
    عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس . و إنما يروى هذا الحديث عن حبيب ابن أبي حبيب
    البجلي عن أنس بن مالك قوله "‏. قلت :‏ثم وصله هو و ابن عدي من طريق وكيع عن
    خالد بن طهمان عن حبيب بن أبي حبيب ( زاد الترمذي : البجلي ) عن أنس نحوه
    موقوفا عليه لم يرفعه . قلت : و هذا ليس بعلة قادحة لأنه لا يقال بمجرد الرأي ,
    فهو في حكم المرفوع , لاسيما و قد رفعه عبد الرحمن بن عفراء الدوسي : حدثنا
    خالد بن طهمان عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره نحوه
    هكذا دون ذكر حبيب . أخرجه ابن عدي . و الدوسي هذا صدوق , و مثله شيخه خالد بن
    طهمان إلا أنه كان اختلط , فلا أدري أسقط منه ذكر حبيب في السند أم من الناسخ ,
    و لعل هذا أقرب , فقد قال ابن عدي : " و هذا الحديث قد ذكر فيه حبيب بن أبي
    حبيب , فروى عنه هذا الحديث طعمة بن عمرو , و خالد بن طهمان , رفعه عنه طعمة ,
    و رواه خالد عنه مرفوعا و موقوفا , و لا أدري حبيب بن أبي حبيب هذا هو صاحب
    الأنماط , أو حبيب آخر ?! " . قلت : فمن الظاهر من كلام ابن عدي هذا أن في
    الرواية المرفوعة عن خالد بن طهمان ( حبيب بن أبي حبيب ) , فهو يرجح أن السقط
    من الناسخ . ثم هو قد ذكر ذلك في ترجمة حبيب بن أبي حبيب صاحب الأنماط , و لا
    أرى أن له علاقة بهذا الحديث , لاسيما و هو متأخر الطبقة , فإنه من أتباع
    التابعين , روى عن قتادة و غيره , فهو إما حبيب بن أبي حبيب البجلي كما هو
    مصرح به في رواية الترمذي , و إما حبيب بن أبي ثابت كما في رواية الترمذي و
    غيره , لكن وقع في رواية ابن عدي : " عن حبيب - قال أبو حفص : و هو الحذاء " .
    فلعل الحذاء لقب حبيب بن أبي ثابت عند أبي حفص , و هو عمرو بن علي الفلاس
    الحافظ , فتكون فائدة عزيزة لم يذكروها في ترجمة ابن أبي ثابت . و الله سبحانه
    و تعالى أعلم . و جملة القول : إن الحديث يدور على حبيب بن أبي ثابت أو حبيب بن
    أبي حبيب , و كلاهما ثقة , لكن الأول أشهر و أوثق , إلا أنه مدلس , فإن كان
    الحديث حديثه فعلته التدليس , و إن كان الحديث حديث ابن أبي حبيب البجلي - و به
    جزم البيهقي كما يأتي - فعلته اختلاط خالد بن طهمان الراوي عنه , لكنه يتقوى
    بمتابعة طعمة له , و كذلك يتقوى في حال كون الحديث محفوظا عن الحبيبين , كما هو
    ظاهر لا يخفى لذي عينين . الثانية : ثم قال الترمذي : " و روى إسماعيل بن عياش
    هذا الحديث عن عمارة بن غزية عن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب عن النبي صلى
    الله عليه وسلم نحو هذا . و هذا حديث غير محفوظ , و هو مرسل , و عمارة بن غزية
    لم يدرك أنس بن مالك " . قلت : وصله ابن ماجه ( 798 ) : حدثنا عثمان بن أبي
    شيبة : حدثنا إسماعيل بن عياش به , و لفظه : " من صلى في مسجد جماعة أربعين
    ليلة لا تفوته الركعة الأولى من صلاة العشاء , كتب الله له بها عتقا من النار "
    . و أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " ( 12 / 275 ) من طريق آخر عن إسماعيل بلفظ
    : " الظهر " , مكان " العشاء " . و رواه سعيد بن منصور أيضا في " سننه " كما في
    " التلخيص الحبير " ( 2 / 27 ) عن إسماعيل , و هو ضعيف في غير الشاميين , و هذا
    من روايته عن مدني , كما قال الحافظ , و ذكر الدارقطني الاختلاف فيه في " العلل
    " و ضعفه , و ذكر أن قيس بن الربيع و غيره روياه عن أبي العلاء عن حبيب بن أبي
    ثابت : قال : " و هو وهم , و إنما هو حبيب الإسكاف " . الثالثة : عن يعقوب بن
    تحية قال : حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس مرفوعا بلفظ : " من صلى
    أربعين يوما في جماعة : صلاة الفجر , و عشاء الآخرة أعطي براءتين ... " الحديث
    . أخرجه أبو المظفر الجوهري في " العوالي الحسان " ( ق 161 / 1 - 2 ) و الخطيب
    في " التاريخ " ( 14 / 288 ) و ابن عساكر ( 15 / 127 / 2 ) من طرق عن يعقوب به
    . أورده الخطيب في ترجمة يعقوب هذا , و سماه يعقوب بن إسحاق بن تحية أبو يوسف
    الواسطي , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , إلا أنه ساق له بعض الأحاديث التي
    تدل على حاله , و قال الذهبي : " ليس بثقة , و قد اتهم " . ثم ساق له بسنده
    المذكور عن أنس مرفوعا : " إن من إجلالي توقير المشايخ من أمتي " , و قال : "
    قلت : هو المتهم بوضع هذا " . و أورد هذه الطريق ابن الجوزي في " العلل " من
    حديث بكر بن أحمد بن يحيى الواسطي عن يعقوب بن تحية به . و قال : " بكر و يعقوب
    مجهولان " . ذكره الحافظ و أقره , و فاته أن بكرا قد توبع عند الخطيب و غيره ,
    كما أشرت إلى ذلك آنفا بقولي في تخريجه : " من طرق عن يعقوب " . فالعلة محصورة
    في يعقوب وحده . الرابعة : عن نبيط بن عمرو عن أنس مرفوعا بلفظ : " من صلى في
    مسجدي هذا أربعين صلاة لا تفوته صلاة , كتبت له براءة ... " الحديث . قلت : و
    نبيط هذا مجهول , و الحديث بهذا اللفظ منكر , لتفرد نبيط به و مخالفته لكل من
    رواه عن أنس في متنه كما هو ظاهر , و لذلك كنت أخرجته قديما في " الضعيفة " (
    رقم 364 ) فأغنى ذلك عن تخريجه هنا . و من الغرائب أن بعض إخواننا من أهل
    الحديث تسرع فكتب مقالا نشره في " مجلة الجامعة السلفية " ذهب فيه إلى تقوية
    هذا الحديث المنكر , متجاهلا جهالة نبيط هذا , و مخالفة متن حديثه للطرق
    المتقدمة . و لقد اضطررت أن أقول : " متجاهلا " لأنه في رده على الغماري في بعض
    أحاديث التوسل قد صرح بأن توثيق ابن حبان لا يوثق به عند العلماء ! ثم رأيناه
    قد وثق هو به , فوثق نبيطا هذا تبعا له , و ليس له إلا راو واحد , و مع ذلك
    ففيه ضعف . و لله في خلقه شؤون . و مما يؤكد نكارته الشاهد الآتي لحديث الترجمة
    : 2 - و أما حديث أبي كاهل , فيرويه الفضل بن عطاء عن الفضل بن شعيب عن منظور
    عن أبي معاذ عن أبي كاهل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... , فذكر
    حديثا طويلا , و فيه : " اعلمن يا أبا كاهل أنه من صلى أربعين يوما و أربعين
    ليلة في جماعة يدرك التكبيرة الأولى , كان حقا على الله عز وجل أن يرويه يوم
    المعطش " . أخرجه الطبراني ( 18 / 361 - 362 ) و العقيلي ( ص 353 ) في ترجمة
    الفضل هذا , و قال : " إسناده مجهول , و فيه نظر " . و قد ساقه المنذري بطوله
    في " الترغيب " ( 4 / 139 - 140 ) من رواية الطبراني , ثم قال : " و هو بجملته
    منكر , و تقدم في مواضع من هذا الكتاب ما يشهد لبعضه , و الله أعلم بحاله " . و
    الخلاصة : فالحديث بمجموع طرقه الأربعة عن أنس حسن على أقل الأحوال , و بقية
    الطرق إن لم تزده قوة . فلن تؤثر فيه ضعفا . و الله تعالى أعلم . ثم رأيت
    البيهقي رحمه الله جزم بأن حبيبا في الطريق الأولى هو حبيب ابن أبي حبيب البجلي
    أبو عمير , و أن من قال في السند : " حبيب بن أبي ثابت فقد أخطأ " . ثم ساقه من
    طريق طعمة , و من طريق خالد بن طهمان على الصواب . فأحدهما يقوي الآخر كما سبق
    . و الله تعالى أعلم . 3 - و أما حديث عمر بن الخطاب , فأخرجه ابن ماجه و ابن
    عساكر كما تقدم في الطريق الثانية عن أنس مع بيان علته . ( تنبيه ) : تبين فيما
    بعد أن الحديث سبق مخرجا في المجلد الرابع برقم ( 1979 ) لكن لما رأيت أن
    تخريجه هنا أوسع و أنفع منه هناك رأيت الاحتفاظ به هنا . " و ما قدر يكن " .
    2653 " ما ظن محمد بالله لو لقي الله عز وجل , و هذه عنده ? أنفقيها " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 320 :

    ورد من حديث #عائشة #رضي الله عنها , و له عنها طرق : الأولى : عن محمد بن
    عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه
    الذي مات فيه : [ يا عائشة ] ما فعلت الذهب ? قالت : قلت : هي عندي . قال :
    ائتيني بها . فجئت بها , و هي ما بين التسع أو الخمس , فوضعها في يده , ثم قال
    بها - و أشار يزيد بيده - : فذكره . أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 2142 -
    موارد ) و أحمد ( 6 / 182 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 2 / 2 / 33 ) . قلت : و
    هذا إسناد حسن صحيح , فقد تابع محمد بن عمرو , أبو حازم عن أبي سلمة به أخرجه
    ابن سعد , و ابن حبان ( 2143 ) . و تابعه الوازع بن نافع عند أبي الشيخ ابن
    حيان في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص 303 ) لكن الوازع متروك .
    الثانية : عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : دخلت أنا و عروة
    بن الزبير يوما على عائشة , فقالت : لو رأيتما نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات
    يوم في مرض مرضه , قالت : و كان له عندي ستة دنانير - قال موسى - أو سبعة ,
    قالت : فأمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم أن أفرقها , قالت : فشغلني وجع نبي
    الله صلى الله عليه وسلم حتى عافاه الله , قالت : ثم سألني عنها فقال : ما فعلت
    الستة ? قال : أو السبعة ? قلت : لا والله لقد كان شغلني وجعك . قالت : فدعا
    بها , ثم وضعها في كفه , فقال : فذكره . دون قوله : " أنفقيها " . أخرجه ابن
    حبان ( 2141 ) و أحمد ( 6 / 104 ) . قلت : و إسناده صحيح بما قبله , رجاله ثقات
    رجال الشيخين غير موسى ابن جبير و هو الأنصاري المدني , و قد روى عنه جمع من
    الثقات , و أورده ابن حبان في " ثقاته " ( 7 / 451 ) و قال : " كان يخطىء و
    يخالف " . الثالثة : عن يعقوب بن عبد الرحمن : حدثني أبي عن أبيه أو عبيد الله
    بن عبد الله - شك يعقوب - عن عائشة قالت : أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ثمانية دراهم بعد أن أمسينا , فلم يزل قائما و قاعدا لا يأتيه النوم , حتى سمع
    سائلا يسأل , فخرج من عندي فما عدا أن دخل , فسمعت غطيطه , فلما أصبح قلت : يا
    رسول الله رأيتك أول الليل قائما و قاعدا لا يأتيك النوم حتى خرجت من عندي ,
    فما عدا أن دخلت فسمعت غطيطك ? قال : أجل , أتت رسول الله ثمانية دراهم بعد أن
    أمسى , فما ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... الحديث , دون الزيادة . أخرجه
    ابن سعد . و رجاله ثقات غير والد عبد الرحمن , ترجمه ابن أبي حاتم ( 3 / 2 /
    300 ) , فقال : " محمد بن عبد الله بن عبد القاري , و هو جد يعقوب بن عبد
    الرحمن المديني الإسكندراني , روى عن أبيه عن عمر و أبي طلحة . روى عنه الزهري
    و ابنه عبد الرحمن " . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و هو على شرط ابن حبان
    فليراجع كتابه " الثقات " ( 7 / 374 ) , و قد تردد يعقوب هل هو الراوي له عن
    عائشة , أو عبيد الله بن عبد الله , و عبيد الله هذا لم أعرفه , و محمد بن عبد
    الله القاري مجهول الحال فيما يظهر مما نقلته عن ابن أبي حاتم , فإن صح هذا عن
    عائشة , فهي قصة أخرى غير التي تقدمت . و الله أعلم . و نحوها ما أخرجه ابن سعد
    أيضا , قال : أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي أبي حازم
    عن سهل بن سعد قال : " كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة دنانير
    وضعها عند عائشة , فلما كان في مرضه قال : يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي . ثم
    أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و شغل عائشة ما به , حتى قال ذلك ثلاث
    مرات , كل ذلك يغمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم , و يشغل عائشة ما به ,
    فبعثت - يعني به - إلى علي فتصدق به , ثم أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ليلة الاثنين في جديد الموت , فأرسلت عائشة إلى امرأة من النساء بمصباحها ,
    فقالت : اقطري لنا في مصباحنا من عكتك السمن , فإن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم في جديد الموت " . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قال
    المنذري ( 2 / 42 ) , ثم الهيثمي ( 3 / 124 ) : " رواه الطبراني في " الكبير "
    و رواته ثقات محتج بهم في ( الصحيح ) " . ( جديد الموت ) كذا وقع في " الطبقات
    " و " المجمع " و " الترغيب " أيضا ( طبعة المنيرية ) لكن المعلق عليه صححه
    بزعمه فجعله ( حديد ) بالحاء المهملة ثم علق عليه فقال : " في بعض النسخ " جديد
    الموت " بالجيم , و هو خطأ , و الصواب " حديد " بالحاء المهملة , أي بسجن الموت
    و شدته و الله أعلم " . قلت : و ما خطأه هو الصواب , و المعنى ظاهر جدا : أي في
    وجه الموت و طريقه , فقد جاء في " النهاية " : " و فيه : " ما على جديد الأرض "
    أي وجهها " . ثم رأيت في " لسان العرب " ما هو صريح في ما ذكرت . قال ( 3 / 112
    ) : " و الجديد : ما لا عهد لك به , و لذلك وصف الموت بالجديد , هذلية , قال
    أبو ذؤيب : فقلت لقلبي يا لك الخير إنما يدليك للموت الجديد حبابها . و قال
    الأخفش و المغافص الباهلي : " جديد الموت : أوله " . فصح ما قلته , و الحمد لله
    .
    2654 " من لم يدع الله يغضب عليه " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 323 :

    أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 658 ) و الترمذي ( 2 / 342 ) و ابن ماجه (
    3827 ) و الحاكم ( 1 / 491 ) و أحمد ( 2 / 442 و 477 ) و ابن أبي شيبة ( 10 /
    200 ) و البيهقي في " الشعب " ( 1 / 35 / 1099 ) و الطبراني في " الدعاء " ( 2
    / 796 / 23 ) و في " الأوسط " ( 3 / 216 / 2452 ط ) و ابن عدي في " الكامل " (
    7 / 295 ) و البغوي في " تفسيره " ( 7 / 310 - منار ) من طرق كثيرة عن صبيح أبي
    المليح قال : سمعت أبا صالح يحدث عن #أبي هريرة #مرفوعا . و قال الحاكم : "
    صحيح الإسناد , فإن أبا صالح الخوزي , و أبا المليح الفارسي لم يذكرا بالجرح ,
    إنما هما في عداد المجهولين , لقلة الحديث " . كذا قال , و أقره الذهبي , و فيه
    نظر من جهة أبي المليح , فإنه ليس مجهولا , كيف و قد روى عنه جمع من الثقات ,
    ذكرهم في " التهذيب " , منهم : وكيع بن الجراح و مروان بن معاوية الفزاري و
    حاتم بن إسماعيل و أبو عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني , و هؤلاء كلهم رووا هذا
    الحديث عنه , فأنى له الجهالة , لاسيما و قد قال ابن معين فيه : " ثقة " , و
    ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 6 / 475 ) و وثقه الحافظ . و أما شيخه أبو صالح
    الخوزي , فحشره في زمرة المجهولين هو اللائق بمثله , لأنهم لم يذكروا راويا عنه
    سوى أبي المليح هذا , لولا أن أبا زرعة قال فيه : " لا بأس به " , كما ذكره ابن
    أبي حاتم في " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 393 ) و أقره و لذلك قال الحافظ ابن
    كثير في " التفسير " ( 7 / 309 ) عقب الحديث , و قد ساقه من طريق أحمد بأحد
    إسناديه : " تفرد به أحمد , و هذا إسناد لا بأس به " . و هذا عين ما كنت قلته
    في السلسلة الأخرى تحت الحديث ( 21 ) و قد ذكرت ذلك بالمناسبة , فقلت ثم : " و
    هو حديث حسن " . و قد أشكل هذا على بعض الطلبة من إخواننا الكويتيين و نسب إلي
    أنني صححت الحديث . و الواقع أنني حسنته فقط كما ذكرت آنفا , بل و رددت على
    الحاكم تصحيحه إياه تحت الحديث المشار إليه , كما نسب إلي غير ذلك مما لا يحسن
    ذكره هنا , و سأكتب إليه بذلك إن شاء الله تعالى . ( تنبيهات ) : الأول : قول
    ابن كثير : " تفرد به أحمد " يعني : دون أصحاب الستة , و هو وهم , فقد عرفت من
    تخريجنا إياه أنه قد رواه بعضهم . الثاني : تصحيح الحاكم للحديث مع تصريحه
    بجهالة بعض رواته , دليل على أن من مذهبه تصحيح حديث المجهولين , فهو في ذلك
    كابن حبان , فاحفظ هذا فإنه ينفعك في البحث و التحقيق إن شاء الله تعالى .
    الثالث : زاد الحاكم في رواية له من طريق محمد بن محمد بن حبان الأنصاري :
    حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا مروان بن معاوية الفزاري حدثنا أبو
    المليح بإسناده : " ... و إن الله ليغضب على من يفعله , و لا يفعل ذلك أحد غيره
    . يعني الدعاء " فظننت أن هذه الزيادة مدرجة في الحديث من الجرجرائي أو
    الأنصاري فإني لم أعرفه , و الفزاري من شيوخ أحمد في حديث الترجمة , و أحمد جبل
    في الإتقان و الحفظ و لم يذكرها عنه مع متابعة الثقات له كما سبق , و لذلك
    أوردت الحديث بهذه الزيادة في " الضعيفة " ( 4040 ) . ثم إن للحديث شاهدين من
    حديث أنس , و النعمان بن بشير . 1 - أما حديث أنس فيرويه حماد بن عبد الرحمن
    الكلبي , عن المبارك بن أبي حمزة عن الحسن عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
    فيما يذكر عن ربه عز وجل : " يا ابن آدم ! إنك إن سألتني أعطيتك , و إن لم
    تسألني أغضب عليك " . أخرجه الطبراني في " الدعاء " ( رقم 24 ) . و حماد , و
    ابن أبي حمزة ضعيفان . 2 - أما حديث النعمان , فهو بلفظ : " الدعاء هو العبادة
    " , ثم قرأ : *( و قال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي
    سيدخلون جهنم داخرين )* . أخرجه أصحاب السنن و غيرهم , و صححه ابن حبان و
    الحاكم و الذهبي و غيرهم , و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 246 / المعارف )
    , و " صحيح أبي داود " ( 1329 ) , و " الروض النضير " ( 888 ) . و إن مما لا شك
    فيه أن الاستكبار عن عبادته تعالى و دعائه يستلزم غضب الله تعالى على من لا
    يدعوه , فشهادة هذا الحديث لحديث الترجمة شهادة قوية لمعناه دون مبناه . و قد
    غفل عن هذه الأحاديث بعض جهلة الصوفية أو تجاهلوها , بزعمهم أن دعاء الله سوء
    أدب مع الله , متأثرين في ذلك بالأثر الإسرائيلي : " علمه بحالي يغني عن سؤاله
    " ! فجهلوا أن دعاء العبد لربه تعالى ليس من باب إعلامه بحاجته إليه سبحانه و
    تعالى *( يعلم السر و أخفى )* , و إنما من باب إظهار عبوديته و حاجته إليه و
    فقره , كما تقدم بيانه في المجلد الأول من " الضعيفة " رقم ( 22 ) .
    2655 " من أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه يريد وجه الله و الدار الآخرة لم يغيب شيئا
    من ماله , و أقام الصلاة و أدى الزكاة , فتعدى عليه الحق , فأخذ سلاحه فقاتل ,
    فقتل , فهو شهيد " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 326 :

    أخرجه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 2336 ) عن زكريا بن يحيى بن أبان المصري , و
    الحاكم ( 1 / 404 - 405 ) عن أحمد بن إبراهيم بن ملحان كلاهما قالا : حدثنا
    عمرو بن خالد الحراني : حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن
    القاسم بن عوف الشيباني عن علي بن الحسين قال : حدثتنا #أم سلمة #: أن النبي
    صلى الله عليه وسلم بينما هو في بيتها و عنده رجال من أصحابه يتحدثون إذ جاء
    رجل فقال : يا رسول الله كم صدقة كذا و كذا من التمر ? قال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم : " كذا و كذا من التمر " , فقال الرجل : إن فلانا تعدى علي فأخذ مني
    كذا و كذا , فازداد صاعا ? فقال صلى الله عليه وسلم : " فكيف إذا سعى عليكم من
    يتعدى عليكم أشد من هذا التعدي ? " . فخاض الناس و بهرهم الحديث , حتى قال رجل
    منهم : يا رسول الله إن كان رجلا غائبا عنك في إبله و ماشيته و زرعه و أدى زكاة
    ماله فتعدى عليه الحق , فكيف يصنع و هو غائب ? فقال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " . و وافقه الذهبي , و
    إنما هو وهم منهما , بل هو صحيح فقط , ليس على شرطهما و لا على شرط أحدهما ,
    فإن عمرو بن خالد لم يرو له مسلم , و القاسم بن عوف الشيباني لم يخرج له
    البخاري . و الحديث أورده في " المجمع " ( 3 / 82 ) و قال : " رواه الطبراني في
    " الكبير " و " الأوسط " , و رجال الجميع رجال الصحيح " . قلت : و أخرجه أحمد (
    6 / 301 ) : حدثنا زكريا بن عدي قال : أنبأنا عبيد الله ( الأصل : عبد , و هو
    خطأ ) ابن عمرو به مختصرا . و هو في " كبير الطبراني " ( 23 / 287 / 632 ) و "
    الأوسط " ( 3 / 29 / 1370 - مجمع البحرين ) بتمامه , و كذلك رواه البيهقي في "
    السنن " ( 4 / 137 ) من طريق الحاكم و الجملة الأخيرة من الحديث : " من قاتل
    دون ماله فهو شهيد " لها شواهد كثيرة في " الصحيحين " و غيرهما بألفاظ متقاربة
    , قد خرجت بعضها في " أحكام الجنائز " ( ص 56 - 57 - طبعة المعارف ) و فيما
    يأتي من هذه السلسلة , ( المجلد السابع رقم 3247 ) , و في بعضها بيان أن الحديث
    ببعض القيود , مثل أن يذكره بالله ثلاثا , لعله يرعوي , فإن لم يرتدع , استعان
    بمن حوله من المسلمين , فإن لم يكن حوله أحد , استعان عليه بالسلطان إن أمكن ,
    فإذا تعاطى المظلوم هذه الأسباب و نحوها فلم يندفع الظلم , قاتله , فإن قتله
    فهو في النار , و إن قتل فهو شهيد .
    2656 " إن الله لا ينظر إلى [ أجسادكم و لا إلى ] صوركم و أموالكم و لكن [ إنما ]
    ينظر إلى قلوبكم [ و أشار بأصابعه إلى صدره ] و أعمالكم " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 328 :

    أخرجه مسلم ( 8 / 11 ) و ابن ماجه ( 4143 ) و أحمد ( 2 / 539 ) و أبو نعيم في "
    الحلية " ( 4 / 98 ) و البيهقي في " الأسماء و الصفات " ( ص 480 ) من طرق عن
    كثير بن هشام : حدثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن #أبي هريرة #مرفوعا
    به . و الزيادة الثانية لابن ماجه و أحمد و البيهقي . و قال أبو نعيم : " رواه
    الثوري عن جعفر بن برقان به مثله " . قلت : ثم وصله هو ( 7 / 124 ) و البيهقي
    من طريق محمد بن غالب تمتام : حدثنا قبيصة حدثنا سفيان به , إلا أنه قال : " و
    أجسامكم " بدل : " و أموالكم " . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث الثوري عن
    جعفر , و لا أعلم رواه عنه [ إلا ] قبيصة " . قلت : و تابعه غيره , فقال أحمد (
    2 / 285 ) : حدثنا محمد بن بكر البرساني حدثنا جعفر - يعني ابن برقان - به . و
    له طريق أخرى عن أبي هريرة مرفوعا به , و قال : " أجسادكم " مكان " أموالكم " ,
    و ذكر الزيادة الأخيرة بدل " و أعمالكم " . أخرجه مسلم من طريق أبي سعيد مولى
    عبد الله بن عامر بن كريز قال : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره . و الزيادة
    الأولى له . و له شاهد صحيح معضل , فقال ابن المبارك في " الزهد " ( 1544 ) :
    أخبرنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    فذكره . ( تنبيه هام ) : قال البيهقي عقب الحديث : " هذا هو الصحيح المحفوظ
    فيما بين الحفاظ , و أما الذي جرى على ألسنة جماعة من أهل العلم و غيرهم : " إن
    الله لا ينظر إلى صوركم و لا إلى أعمالكم , و لكن ينظر إلى قلوبكم " , فهذا لم
    يبلغنا من وجه يثبت مثله , و هو خلاف ما في الحديث الصحيح , و الثابت في
    الرواية أولى بنا و بجميع المسلمين , و خاصة بمن صار رأسا في العلم يقتدى به .
    و بالله التوفيق " . قلت : و يبدو أن هذا الخطأ الذي جرى عليه من أشار إليهم
    البيهقي من أهل العلم , قد استمر إلى زمن الإمام النووي , فقد وقع الحديث في "
    رياضه " ( رقم 1577 - المكتب الإسلامي ) باللفظ الخطأ الذي حكاه البيهقي عن
    الجماعة <1> مع أنه أورده في أول كتابه ( رقم 8 ) مختصرا ليس فيه هذا الوهم , و
    لا أدري أهو منه أم من بعض ناسخي الكتاب , و من الغريب أن يستمر هذا الخطأ في
    أكثر النسخ المطبوعة منه اليوم , و أعجب منه أن شارحه ابن علان جرى على ذلك في
    شرحه للحديث ( 4 / 406 ) مما هو ظاهر البطلان كما كنت شرحت ذلك في مقدمتي لـ "
    رياض الصالحين " بتحقيقي و بهذه المناسبة لابد لي من كلمة قصيرة حول طبع المكتب
    الإسلامي لهذا الكتاب " الرياض " طبعة جديدة ! سنة ( 1412 ) . لقد وضع لها
    مقدمة سوداء , ملؤها الزور و الافتراء , و الغمز و اللمز , مما لا مجال الآن
    لتفصيل القول في ذلك فإنه بحاجة إلى تأليف كتاب خاص , و الوقت أضيق و أعز , و
    بخاصة أن كل من يقرأها و يقرأ بعض تعليقاته يقطع بأن الرجل محرور , و متناقض
    فيما يقول , و ... إذا كانت الحكمة القديمة تقول : " يغنيك عن المكتوب عنوانه "
    , فيكفي القاريء دليلا على ما أشرت إليه قوله تحت عنوان الكتاب و اسم المؤلف :
    " تحقيق جماعة من العلماء تخريج محمد ناصر الدين الألباني " . فغير و بدل ما
    كان في الطبعة الأولى : " تحقيق محمد ناصر الدين الألباني " فجعل مكان كلمة (
    تحقيق ) كلمة ( تخريج ) لينسب التحقيق إلى غيره و هم ( جماعة العلماء ) ! و هذا
    أقل ما يقال فيه أنه لم يتأدب بأدب القرآن : *( و لا تبخسوا الناس أشياءهم و لا
    تعثوا في الأرض مفسدين )* . ثم من هم هؤلاء ( العلماء ) ? لقد أبى أن يكشف عن
    أسمائهم لأمر لا يخفى على كل قاريء لبيب , و اعتذر هو عن ذلك بعذر أقبح من ذنب
    فقال في " المقدمة " ( ص 6 ) : " اشترطوا علينا أن لا تذكر أسماؤهم .. " ! و إن
    من السهل على القاريء أن يعرف حقيقة هؤلاء ( العلماء ) بالرجوع إلى تعليقاتهم ,
    فإنه سوف لا يجد علما و لا تحقيقا إلا ما كان في الطبعة الأولى , و إلا ما
    ينقلونه من كتبي مثل " صحيح أبي داود " و غيره , بل إنه سيرى ما يدل على الجهل
    و قلة العلم ! و هاكم مثالا على ذلك , ما جاء في حاشية ( ص 643 ) تعليقا على
    قول الإمام النووي رحمه الله في آخر الحديث ( 1891 ) : " و في رواية للبخاري و
    مسلم " . " قلت : رواها مسلم فقط , فعزوها للبخاري وهم " ! فأقول : بل هذا
    القائل هو الواهم , فإن الحديث في " البخاري " ( رقم 3245 - فتح 6 / 318 ) . ثم
    أقول : من هو القائل : " قلت ... " ? و الجواب : مجهول باعتراف الناشر الذي
    نقلت كلامه آنفا , فنسأله - و قد حشر نفسه في " جماعة العلماء " باشتراكه معهم
    في التعليق و التصحيح مصرحا باسمه تارة , هذا إن لم يكن هو المقصود بقوله : "
    جماعة العلماء " - فنسأله أو نسأل " جماعة العلماء " - كله واحد ! - : ما قيمة
    قول المجهول في علم مصطلح الحديث ? و هذا إذا لم يكن قوله في ذاته خطأ , فكيف
    إذا كان عين الخطأ كما رأيت ?! و من هذا القبيل قولهم أو قوله ( ! ) تعليقا على
    الحديث ( 1356 ) : " يفهم من كلام الشيخ ناصر : أن الحديث ضعيف لتدليس الوليد
    بن مسلم , و الأمر ليس كذلك , فإن الوليد صرح بالتحديث .. " . قلت : فجهلوا أو
    جهل أن تدليس الوليد هو من نوع تدليس التسوية الذي لا يفيد فيه تصريحه هو
    بالتحديث عن شيخه , بل لابد أن يصرح كل راو فوقه بالتحديث من شيخه فما فوق !
    فاعتبروا يا أولي الأبصار .

    -----------------------------------------------------------
    [1] ثم طبع هناك على الصواب مع التنبيه في الحاشية على خطأ الأصل . اهـ .
    2657 " لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه وسلم " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 332 :

    أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 398 / 1876 ) من طريق إسماعيل بن مجالد عن
    أبيه عن عامر عن #جابر # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد مرشح للتحسين ,
    مجالد - و هو ابن سعيد - ليس بالقوي , و به أعله الهيثمي , فقال ( 9 / 272 ) :
    " .. و هو ضعيف , و قد وثق , و بقية رجاله رجال الصحيح " . و أقول : و لكن
    إسماعيل هذا , و إن كان من رجال البخاري فقد تكلم فيه بعضهم من قبل حفظه . و
    قال الذهبي في " الكاشف " : " صدوق " . و كذا قال الحافظ في " التقريب " , و
    زاد : " يخطىء " . قلت : و هذا أصح , فمثله وسط , يدور حديثه بين أن يكون حسنا
    لذاته أو حسنا لغيره , فإن توبع لم يتوقف الباحث عن تحسينه , و هذا هو الواقع
    هنا فقد تابعه مثله أو قريب منه , و هو أسد بن عمرو عن مجالد بن سعيد به .
    أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 4 / 281 ) . و أسد هذا اختلفوا فيه أيضا ,
    و هو من رجال اللسان " , و تجد أقوال الأئمة فيه مفصلا , و فيه أن بعضهم تكلم
    فيه لأنه كان من أصحاب الرأي , و قد وثقه جمع منهم أحمد و ابن معين , و عن هذا
    رواية أخرى من طريق أحمد بن سعيد بن أبي مريم عنه قال : " كذوب ليس بشيء " . و
    أشار الذهبي إلى رفض هذه الرواية , و لعل ذلك لجهالة أحمد بن سعيد هذا , فإني
    لم أجد له ترجمة . و هي في نقدي حرية بالرفض لمخالفتها لكل أقوال الأئمة
    الموثقين و المضعفين , أما الموثقين فواضح , و أما المضعفين , فلأن أكثرهم أطلق
    الضعف , و الآخرون غمزوه بضعف الحفظ , أو أن عنده مناكير , و ابن عدي الذي جاء
    من بعدهم , ختم ترجمته بقوله فيه : " له أحاديث كثيرة عن الكوفيين , و لم أر في
    أحاديثه شيئا منكرا , و أرجو أن حديثه مستقيم , و ليس في أهل الرأي بعد أبي
    يوسف أكثر حديثا منه " . قلت : فحري بمن كان كثير الحديث مثله , و ليس فيها ما
    ينكر أن يكون ثقة , و لئن وجد - كما ذكر بعضهم - فهو لقلته مغتفر . و الله أعلم
    . و بالجملة فالحديث بهذه المتابعة صحيح إلى مجالد بن سعيد , و لكنه بحاجة إلى
    ما يدعمه , و قد وجدته , فقال الأجلح عن الشعبي : " أن النبي صلى الله عليه
    وسلم استقبل جعفر بن أبي طالب حين جاء من أرض الحبشة , فقبل ما بين عينيه و ضمه
    إليه ( و في رواية : و اعتنقه ) " . أخرجه ابن سعد ( 4 / 35 ) و ابن أبي شيبة (
    12 / 106 ) و من طريقه أبو داود ( 5220 ) . قلت : و هذا إسناد جيد مرسل ,
    الأجلح - و هو ابن عبد الله - صدوق , فيه كلام يسير لا يضر , و لذلك قال الذهبي
    في " المغني " : " شيعي , لا بأس بحديثه , و لينه بعضهم " . و قال الحافظ في "
    التقريب " : " شيعي صدوق " . و زاد ابن أبي شيبة في أوله : " ما أدري بأيهما
    أفرح ? بقدوم جعفر , أو بفتح خيبر " . و بهذه الزيادة أخرجه البيهقي في " السنن
    " ( 7 / 101 ) و " شعب الإيمان " ( 6 / 477 / 8968 ) و قال : " هذا مرسل " . ثم
    رواه من طريق زياد بن عبد الله : حدثنا مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن عبد
    الله بن جعفر قال : فذكر حديث الترجمة <1> , و قال : " و المحفوظ هو الأول ,
    مرسل " . قلت : و هذه متابعة ثالثة من زياد بن عبد الله , و هو البكائي , و فيه
    لين , و قد خالف , فجعله من مسند عبد الله بن جعفر , و الصحيح عن مجالد من حديث
    جابر كما تقدم . و قد وصله الحاكم ( 3 / 211 ) من طريق آخر عن الأجلح عن الشعبي
    عن جابر به لكن ليس فيه ( المعانقة ) . ثم رواه من طريق ثقتين عن الشعبي مرسلا
    , و قال : " هذا حديث صحيح , إنما ظهر بمثل هذا الإسناد الصحيح مرسلا " . قال
    الذهبي عقبه : " و هو الصواب " . و هكذا مرسلا ذكره الذهبي في ترجمة ( جعفر )
    من كتابه " السير " ( 1 / 213 ) . لكنه عاد فذكر فيما بعد الزيادة المشار إليها
    آنفا , فقال ( 1 / 216 ) : " و روي من وجوه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما
    قدم جعفر قال : لأنا بقدوم جعفر أسر مني بفتح خيبر " . فأشار إلى أن للحديث
    أكثر من طريق واحد , و لم ينتبه لهذه الإشارة القوية المعلق عليه , فقال : "
    سبق تخريجه في الصفحة ( 213 ) تعليق ( 1 ) " . و إذا رجعت إلى التعليق المشار
    إليه , فلا تجد فيه سوى العزو لابن سعد و الحاكم . و نقل كلامه المتقدم , و
    تعقيب الذهبي عليه بأن المرسل هو الصواب ! و قد وجدت للحديث وجهين آخرين لعل
    الذهبي - و هو الحافظ النحرير - أشار إليهما :الأول : عن عون بن أبي جحفة عن
    أبيه قال : " لما قدم جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة ,
    قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عينيه , ثم قال : ما أدري أنا بقدوم
    جعفر أسر , أو بفتح خيبر ? " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 22 / 100
    / 244 ) : حدثنا أبو عقيل أنس بن سلم ( الأصل : سالم ) الخولاني و أحمد بن خالد
    بن مسرح قالا : حدثنا الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني حدثنا مخلد بن يزيد
    عن عون بن أبي جحيفة به . قلت : و هذا إسناد جيد : مخلد و عون ثقتان من رجال
    الشيخين . و الوليد بن عبد الملك الحراني , روى عنه جمع غير المذكورين منهم أبو
    زرعة - و لا يروي إلا عن ثقة - و أبو حاتم , و قال : " صدوق " . و ذكره ابن
    حبان في " الثقات " ( 9 / 227 ) و قال : " مستقيم الحديث " . و أخرج له في "
    صحيحه " عدة أحاديث , فانظر " التيسير " . و أبو عقيل أنس بن سلم الخولاني , هو
    من الشيوخ المكثرين من الرواية , فقد ترجمه الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق "
    ( 3 / 140 ) فذكر أنه حدث بدمشق سنة ( 289 ) <2> عن جمع من الشيوخ سماهم , منهم
    هشام بن عمار قارب عددهم العشرين شيخا . و روى عنه جمع من الشيوخ جاوز عددهم
    العشرة , منهم الطبراني و ابن عدي . و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و لكن
    رواية هؤلاء عنه تعديل له , و لاسيما و قد أكثر الطبراني عنه , فروى له في كتاب
    " الدعاء " فقط تسعة أحاديث ( انظر المجلد الأول من " الدعاء " تحقيق الدكتور
    محمد سعيد البخاري ) و روى له في " المعجم الأوسط " ( 1 / 171 / 3188 - 3190 )
    ثلاثة أحاديث , أحدهما في " المعجم الصغير " أيضا ( رقم 689 - " الروض النضير "
    ) . و أما قرينه ( أحمد بن خالد بن مسرح ) فقال الدارقطني كما في " اللسان " :
    " ليس بشيء " . و من طريقه وحده أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " أيضا ( 2
    / 107 / 1470 ) و " المعجم الصغير " ( ص 8 - هندية رقم 934 " الروض النضير " )
    و زاد في " الكبير " : " فعانقه " . و الوجه الآخر من الوجهين المشار إليهما ما
    ذكره الإمام البغوي في " شرح السنة " ( 12 / 292 ) عقب الحديث المرسل : " و عن
    البياضي أن النبي صلى الله عليه وسلم تلقى جعفر بن أبي طالب , فالتزمه , و قبل
    ما بين عينيه " . و البياضي هذا لم أعرفه , و ينسب إليها جمع من الصحابة فانظر
    " الأنساب " و " تاج العروس " , و لم أقف على إسناده إليه , و قد وهم المعلق
    على " شرح السنة " وهما فاحشا , فقال : " أخرجه أبو داود ( 5220 ) في الأدب :
    باب في قبلة ما بين العينين , و رجاله ثقات , لكنه مرسل " . و إنما عند أبي
    داود في الباب و الرقم المشار إليهما حديث الشعبي المتقدم معزوا إلى جمع منهم
    أبو داود بالرقم نفسه ! و ثمة وجه ثالث لا يصلح للاستشهاد به , أذكره بيانا
    لحاله , و إلا ففيما تقدم كفاية , و هو من رواية محمد بن عبد الله بن عبيد بن
    عمير عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت : " لما قدم جعفر و
    أصحابه استقبله النبي صلى الله عليه وسلم فقبله بين عينيه " . أخرجه ابن عدي (
    6 / 220 ) و من طريقه البيهقي , و قال ابن عدي : " رواه أبو قتادة الحراني عن
    الثوري عن يحيى بن سعيد : و قال : عن عمرة عن عائشة " . قلت : فذكر الحراني (
    عمرة ) مكان ( القاسم بن محمد ) في رواية محمد بن عبد الله بن عبيد , و هو
    متروك كالحراني . هذا و قد كنت منذ بعيد لا أرى تقبيل ما بين العينين لضعف حديث
    جعفر هذا بسبب الإرسال , و عدم وقوفي على شاهد معتبر له , فلما طبع " المعجم
    الكبير " , و وقفت فيه على إسناده من طريق ( أنس بن سلم ) , و على ترجمته عند
    ابن عساكر , و تبين لي أنه شاهد قوي للحديث المرسل , رأيت أنه من الواجب علي
    نشره في هذه السلسلة , أداء للأمانة العلمية , و لعلمي أن الكثيرين من أمثالي
    لم تقع أعينهم عليه فضلا عن غيرهم , فأحببت لهم أن يكونوا على بصيرة منه . و
    الحمد لله الذي هدانا لهذا و ما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . و للمعانقة في
    السفر شاهد قوي تقدم برقم ( 2647 ) .

    -----------------------------------------------------------
    [1] قلت : و في " الشعب " الزيادة المذكورة , و أخرى بلفظ : " فقبل شفتيه " ,
    و هي منكرة جدا , و المحفوظ كما تقدم , يأتي بلفظ : " ما بين عينيه " .
    [2] و ذكره الذهبي في وفيات هذه السنة تحت ترجمة ( زكريا بن يحيى السجزي ) من "
    تذكرة الحفاظ " . اهـ .
    2658 " نهى عن الخلوة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 338 :

    أخرجه الحاكم ( 2 / 102 ) و البيهقي في " الدلائل " ( 2 / 2 / 229 / 2 ) و كذا
    البزار في " مسنده " ( رقم 2022 - كشف الأستار ) من طريقين عن عبيد الله بن
    عمرو الرقي عن عبد الكريم عن عكرمة عن # ابن عباس # رضي الله عنهما قال : خرج
    رجل من خيبر , فتبعه رجلان , و رجل يتلوهما يقول : " ارجعا " حتى أدركهما
    فردهما , ثم [ لحق الأول فـ ] قال : إن هذين شيطانان , [ و إني لم أزل بهما حتى
    رددتهما عنك , فإذا أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ] فاقرأ على رسول الله
    السلام , و أعلمه أنا في جمع صدقاتنا , [ و ] لو كانت تصلح له بعثنا بها إليه ,
    قال : فلما قدم [ الرجل ] على النبي صلى الله عليه وسلم حدثه , فنهى عند ذلك عن
    الخلوة . و قال الحاكم - و السياق له , و الزيادات للبيهقي - : " صحيح الإسناد
    على شرط البخاري " . و وافقه الذهبي . قلت : و هو كما قالا , و عبد الكريم هو
    ابن مالك الجزري الحراني الثقة , و ليس عبد الكريم بن أبي المخارق البصري
    الضعيف , فإنه و إن كان يروي أيضا عن عكرمة , فليس هو من شيوخ عبيد الله الرقي
    . و في هذا الحديث فائدة هامة , و هو تعليل النهي عن الوحدة بعلة غير معقولة
    المعنى خلافا لما كنت نقلته عن الطبري تحت الحديث ( 62 ) , فتنبه .
    2659 " لتقاتلنه و أنت ظالم له . يعني الزبير و عليا رضي الله عنهما " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 339 :

    أخرجه الحاكم ( 3 / 366 ) عن منجاب بن الحارث عن عبد الله بن الأجلح : حدثني
    أبي عن يزيد الفقير , ( قال منجاب : و سمعت فضل بن فضالة يحدث به جميعا عن أبي
    حرب ابن أبي الأسود قال : " شهدت عليا و الزبير لما رجع الزبير على دابته يشق
    الصفوف , فعرض له ابنه عبد الله , فقال له : مالك ? فقال : ذكر لي علي حديثا
    سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ... ( فذكره ) . فلا أقاتله .
    قال : و للقتال جئت ? إنما جئت لتصلح بين الناس و يصلح الله هذا الأمر بك . قال
    : قد حلفت أن لا أقاتل . قال : فأعتق غلامك جرجس , و قف حتى تصلح بين الناس .
    قال : فأعتق غلامه جرجس , و وقف فاختلف أمر الناس فذهب على فرسه " . قلت : و
    هذا إسناد حسن من الوجه الأول , و صحيح من الوجه الآخر إن ثبتت عدالة فضل بن
    فضالة , فإني لم أجد له ترجمة . و لا أستبعد أن يكون هو فضيل بن فضالة الهوزني
    الشامي , تحرف اسمه على الناسخ , و هو صدوق روى عنه جمع , و ذكره ابن حبان في "
    الثقات " , و هو من رجال " التهذيب " . أو أنه فضيل بن فضالة القيسي البصري .
    روى عن أبي رجاء و عبد الرحمن بن أبي بكرة , روى عنه شعبة , و هو ثقة , و قال
    ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 74 ) عن أبيه : شيخ . و هذا أقرب إلى طبقته من الأول ,
    فإنه يروي عن التابعين كما ترى , و ذاك عن الصحابة , ثم هو بصري كشيخه أبي حرب
    . و الله أعلم . و تابعه عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن الرقاشي عن جده عبد
    الملك عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال : فذكره مختصرا . أخرجه الحاكم
    أيضا من طريق أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي : حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد
    الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي به . و قال : " هذا حديث صحيح عن أبي حرب بن
    أبي الأسود , فقد روى عنه يزيد بن صهيب و فضل بن فضالة في إسناد واحد " . و
    وافقه الذهبي . ثم ساقه من الطريق المتقدمة و قد خولف الرقاشي في إسناده , و هو
    ضعيف من قبل حفظه , فقال أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 191 - 192 ) : حدثنا أبو
    يوسف يعقوب بن إبراهيم أخبرنا أبو عاصم عن عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن
    مسلم الرقاشي عن جده عبد الملك عن أبي جرو المازني قال : شهدت عليا و الزبير به
    مختصرا . و أبو يوسف هذا هو الدورقي الثقة . فروايته أرجح من رواية الرقاشي , و
    تابعه جعفر بن سليمان : حدثنا عبد الله بن محمد الرقاشي حدثني جدي عن أبي جرو
    المازني به . أخرجه الحاكم . فهذا مما يرجح رواية أبي يوسف الدورقي . و على كل
    حال , فهي لا بأس بها في المتابعات . و للحديث عنده طريق أخرى يرويه عن محمد بن
    سليمان العابد : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : قال علي
    للزبير : فذكر نحوه مختصرا . و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : العابد لا يعرف ,
    و الحديث فيه نظر " . و أقره الحافظ في " اللسان " على قوله : " لا يعرف " . و
    قد خالفه يعلى بن عبيد فقال : حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد السلام - رجل
    من حيه - قال : خلا علي بالزبير يوم الجمل ... الحديث . أخرجه ابن أبي شيبة في
    " المصنف " ( 15 / 283 / 19673 ) و أورده في ترجمة عبد السلام هذا , و قال عن
    البخاري : " ... عن علي و الزبير , لا يثبت سماعه منهما " . و قال العقيلى : "
    و لا يروى هذا المتن من وجه يثبت " . و أعله الدارقطني في " العلل " ( 4 / 102
    ) بالإرسال . و قال الذهبي في عبد السلام هذا : " مجهول " . و نحوه قول الحافظ
    فيه : " مقبول " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " في " أتباع التابعين "
    قال : " عبد السلام البجلي , روى المراسيل . روى عنه إسماعيل بن أبي خالد " .
    قال الحافظ عقبه في " التهذيب " : " فكأنه لم يشهد القصة عنده " . قلت : و إليه
    يشير كلام البخاري السابق . و يستغرب منه - و الذهبي أيضا - أن يفوتهما كلامه ,
    فلا يذكرانه , بل و لا يشيران إليه في كتابيهما " التهذيب " و " الميزان " . و
    أما قول الذهبي المتقدم : " و الحديث فيه نظر " , فلا أدري وجهه , لاسيما و هو
    قد صححه من طريق ابن أبي الأسود , و هو الجواب عن قول العقيلي : " لا يروى عن
    وجه يثبت " . و لو سلمنا بذلك , فوروده من وجوه ليس فيها من هو متهم أو متروك ,
    فلا شك حينذاك بأن بعضها يقوي بعضا . كما هي القاعدة عند المحدثين . ثم داخلني
    شك في ثبوت القصة التي ذكرت في أول التخريج لأنها من رواية عبد الله بن محمد
    بن سوار الهاشمي عن منجاب . و كذلك أخرجها البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 / 2
    / 189 / 1 ) إلا أنه قال : " عن يزيد الفقير عن أبيه " , فزاد : " عن أبيه " .
    و زاد بعد قوله : ابن أبي الأسود : " دخل حديث أحدهما في حديث صاحبه " و سبب
    الشك أن ابن سوار هذا لم أعرفه , و قد فتشت عنه فيما لدي من كتب الرجال , فلم
    أعثر عليه , فأخشى أن يكون غير مشهور بالرواية , فإن الحافظ المزي لم يذكره في
    الرواة عن ( منجاب ) . و أيضا فالزيادة الأولى عند البيهقي إن كانت محفوظة ,
    فهي علة أخرى لأن أبا يزيد الفقير - و اسمه صهيب - لم أجد له ترجمة أيضا . و
    الزيادة الأخرى عنده تحول دون معرفة كون القصة بالإسناد الأول أم الآخر . و قد
    قال الحافظ ابن كثير في " التاريخ " ( 7 / 241 ) بعد أن ساق القصة من طريق
    البيهقي : " و عندي أن الحديث الذي أوردناه إن كان صحيحا عنه فما رجعه سواه , و
    يبعد أن يكفر عن يمينه ثم يحضر بعد ذلك لقتال علي . و الله أعلم " . قلت : و
    يؤيده رواية شريك عن الأسود بن قيس قال : حدثني من رأى الزبير يقعص الخيل
    بالرمح قعصا فثوب به علي : يا عبد الله ! يا عبد الله ! قال : فأقبل حتى التقت
    أعناق دوابهما , قال : فقال له علي : أنشدك بالله . أتذكر يوم أتانا النبي صلى
    الله عليه وسلم و أنا أناجيك , فوالله لتقاتلنه و هو لك ظالم . قال : فضرب
    الزبير وجه دابته , فانصرف . أخرجه ابن أبي شيبة ( 19674 ) . و بالجملة : فحديث
    الترجمة صحيح عندي لطرقه كما تقدم , دون قصة عبد الله بن الزبير مع أبيه . و
    الله أعلم .





  5. #5
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    2640 " إن عبدا قتل تسعة و تسعين نفسا , ثم عرضت له التوبة , فسأل عن أعلم أهل الأرض
    , فدل على رجل ( و في رواية راهب ) , فأتاه , فقال : إني قتلت تسعة و تسعين
    نفسا , فهل لي من توبة ?? قال : بعد قتل تسعة و تسعين نفسا ?! قال : فانتضى
    سيفه فقتله به , فأكمل به مائة , ثم عرضت له التوبة , فسأل عن أعلم أهل الأرض ?
    فدل على رجل [ عالم ] , فأتاه فقال : إني قتلت مائة نفس فهل لي من توبة ? فقال
    : و من يحول بينك و بين التوبة ?! اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها إلى
    القرية الصالحة قرية كذا و كذا , [ فإن بها أناسا يعبدون الله ] , فاعبد ربك [
    معهم ] فيها , [ و لا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء ] , قال : فخرج إلى القرية
    الصالحة , فعرض له أجله في [ بعض ] الطريق , [ فناء بصدره نحوها ] , قال :
    فاختصمت فيه ملائكة الرحمة و ملائكة العذاب , قال : فقال إبليس : أنا أولى به ,
    إنه لم يعصني ساعة قط ! قال : فقالت ملائكة الرحمة : إنه خرج تائبا [ مقبلا
    بقلبه إلى الله , و قالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط ] - فبعث الله عز
    وجل ملكا [ في صورة آدمي ] فاختصموا إليه - قال : فقال : انظروا أي القريتين
    كان أقرب إليه فألحقوه بأهلها , [ فأوحى الله إلى هذه أن تقربي , و أوحى إلى
    هذه أن تباعدي ] , [ فقاسوه , فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد [ بشبر ] ,
    فقبضته ملائكة الرحمة ] [ فغفر له ] . قال الحسن : لما عرف الموت احتفز بنفسه (
    و في رواية : ناء بصدره ) فقرب الله عز وجل منه القرية الصالحة , و باعد منه
    القرية الخبيثة , فألحقوه بأهل القرية الصالحة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 291 :

    أخرجه أحمد ( 3 / 20 و 72 ) من طريق همام بن يحيى : حدثنا قتادة عن أبي الصديق
    الناجي عن #أبي سعيد الخدري # قال : لا أحدثكم إلا ما سمعت من رسول الله صلى
    الله عليه وسلم , سمعته أذناي و وعاه قلبي , فذكره بتمامه إلا الجملة التي بين
    الشرطتين - - فقد قال همام : فحدثني حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني عن
    أبي رافع - فذكرها - ثم رجع إلى حديث قتادة قال : فقال : انظروا ... قلت : و
    هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قد أخرجه البخاري ( 6 / 373 - فتح ) و مسلم
    ( 8 / 104 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 352 / 1 ) من حديث ابن أبي عدي
    عن شعبة عن قتادة به مختصرا , و فيه زيادة : " فأوحى الله ... " , و زيادة : "
    فناء بصدره نحوها " . و أخرجه مسلم , و البيهقي أيضا ( 2 / 352 / 1 ) من طريق
    معاذ بن هشام : حدثني أبي عن قتادة ... به أتم منه , و فيه سائر الزيادات , إلا
    زيادة " بشبر " , فهي عنده من طريق العنبري عن شعبة , و من طريق ابن أبي عدي
    عنه . و قد يستغرب ذكر إبليس في هذه القصة , و لكن لا غرابة في ذلك بعد ثبوت
    إسنادها , لاسيما و قد جاء ذكره فيها من حديث عبد الله بن مسعود موقوفا , لكن
    وقع فيه أنه هو الذي اختصم مع ملك الرحمة , و لذلك خرجته في الكتاب الآخر برقم
    ( 5254 ) ثم إن زيادة الإيحاء إلى الأرض يبدو أنها مدرجة لقول قتادة عن الحسن
    في آخر الحديث : لما عرف الموت ... إلخ , فانظر " الفتح " و " التعليق الرغيب "
    . و قد جاء الحديث عن جمع آخر من " الصحابة " مطولا و مختصرا , خرجها الهيثمي (
    10 / 211 - 213 ) منها عن معاوية بن أبي سفيان , و في حديثه أن العالم قال : "
    لئن قلت لك : إن الله عز وجل لا يتوب على من تاب لقد كذبت " . و فيه في آخره :
    " فغفر الله له " . أخرجه أبو يعلى ( 4 / 1775 - 1776 ) و الطبراني ( 19 / 369
    / 367 ) و " مسند الشاميين " ( 1 / 349 ) من طريقين عن عبد الرحمن بن يزيد بن
    جابر قال : حدثني [ عبيدة ] بن أبي المهاجر - أو أبو عبد رب , الوليد شك - قال
    سمعت معاوية بن أبي سفيان ... فذكره . قلت : رجاله ثقات , لكن عبيدة بن أبي
    المهاجر لم يوثقه غير ابن حبان , و لا يعرف إلا بهذه الرواية - و أما ( أبو عبد
    رب ) فهو الدمشقي الزاهد , و هو صدوق كما قال الذهبي , و انظر " تيسير الانتفاع
    " - و الشك المذكور إنما هو في رواية أبي ليلى , دون الطبراني , و لعل الراجح
    أنه من حديث ( أبي عبد رب ) , فإنه المحفوظ عن الوليد بن مسلم في حديثين آخرين
    تقدم أحدهما برقم ( 1734 ) و قد رواهما عنه ابن ماجه و ابن حبان من طريق الوليد
    به . و ساقهما أحمد ( 4 / 94 ) سياقا واحدا من طريق عبد الله بن المبارك :
    أنبأنا عبد الرحمن بن يزيد به . فالسند جيد كما قال المنذري ( 4 / 78 ) . و
    منها عن عبد الله بن عمرو , و فيه تسمية القرية الأولى " نصرة " , و الأخرى "
    كفرة " . أخرجه الطبراني بإسناد لا بأس به , كما في " الترغيب " , و رجاله رجال
    الصحيح كما في " المجمع " , و سكت عنه الحافظ .
    2641 " لا تقاتل قوما حتى تدعوهم " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 293 :

    أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 5 / 217 / 9424 ) : أخبرنا عمر بن ذر عن
    #يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة #: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    لما بعث عليا بعث خلفه رجلا فقال : " اتبع عليا , و لا تدعه من ورائه , و لكن
    اتبعه و خذ بيده , و قل له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقم حتى يأتيك
    . قال : فأقام حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ... فذكره " . قال عبد
    الرزاق : و سمعته أنا من يحيى ابن إسحاق . قلت : و إسناده صحيح , و لكنه معضل
    أو مرسل , و قد وصله الطبراني في " الأوسط " من حديث أنس , فقد ذكره الهيثمي في
    " مجمع الزوائد " ( 5 / 305 ) مختصرا نحوه , و قال : " رواه الطبراني في "
    الأوسط " , و رجاله رجال " الصحيح " غير عثمان بن يحيى القرقساني , و هو ثقة "
    . قلت : و إسناده هكذا ( 2 / 222 / 1 / 8430 - بترقيمي ) : حدثنا موسى بن جمهور
    حدثنا عثمان بن يحيى القرقساني حدثنا سفيان عن عمر بن ذر عن إسحاق بن عبد الله
    بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال : " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن
    أبي طالب إلى قوم يقاتلهم , ثم بعث إليه رجلا فقال : لا تدعه من خلفه , و قل له
    : لا تقاتلهم حتى تدعوهم " . و قال : " لم يروه عن إسحاق إلا عمر , تفرد به ابن
    عيينة " . قلت : و هو ثقة , و كذا من فوقه , و أما القرقساني فوثقه ابن حبان (
    8 / 455 ) . و تابعه وكيع : حدثنا عمر بن ذر به . أخرجه ابن أبي شيبة ( 12 /
    363 / 14002 ) . فصح الإسناد موصولا . و للحديث شاهد من حديث ابن عباس قال : "
    ما قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما قط إلا دعاهم " . أخرجه الدارمي ( 2
    / 217 ) و البيهقي ( 9 / 107 ) و أحمد ( 1 / 236 ) و أبو يعلى ( 2 / 674 ) و
    الطبراني في " الكبير " ( 3 / 116 / 1 ) من طرق عن سفيان الثوري عن ابن أبي
    نجيح عن أبيه عن ابن عباس به . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , لكن
    أعله الدارمي بقوله : " قال عبيد الله ( يعني ابن موسى ) : سفيان لم يسمع من
    ابن أبي نجيح . يعني هذا الحديث " . قلت : و هذا إعلال غريب , فإن الثوري ثقة
    ثبت , رجحه كثيرون على شعبة , و هو معروف الرواية عن عبد الله بن أبي نجيح ,
    فدعوى عدم سماعه لهذا الحديث من عبد الله ليس من السهل قبولها إلا بحجة ناهضة ,
    لا بدعوى مجردة . و قد تابعه حجاج بن أرطاة عن ابن أبي نجيح به . أخرجه أحمد (
    1 / 231 ) و ابن أبي شيبة ( 12 / 365 / 14013 ) . و تابعه عبد الواحد بن زياد
    عن ابن أبي نجيح به . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 111 / 2 ) . و
    عبد الواحد بن زياد ثقة من رجال الشيخين . ( تنبيه ) : هذا الحديث قاعدة هامة
    في دعوة الكفار إلى الإسلام قبل قتالهم , فإن استجابوا فبها و نعمت , و إلا
    فرضت عليهم الجزية , فإن رفضوا قوتلوا , و على هذا جرى النبي صلى الله عليه
    وسلم و أصحابه , و لا يخالف ذلك ما في " الصحيحين " أن النبي صلى الله عليه
    وسلم أغار على بني المصطلق , و هم غارون .. أي غافلون , أي أخذهم على غرة .
    فإنه ليس فيه أنه لم يكن قد بلغتهم دعوته صلى الله عليه وسلم , كيف و هي قد
    بلغت فارس و الروم بله العرب , فمن البلاهة بمكان إنكار بعض الكتاب المعاصرين
    لهذا الحديث بحجة أنه مخالف للقاعدة المذكورة , فإنه ليس من الضروري أن يدعى
    الكفار قبل قتالهم مباشرة ! و قد أشار إلى هذا الحسن البصري حين سئل عن العدو ?
    هل يدعون قبل القتال ? قال : " قد بلغهم الإسلام منذ بعث الله محمدا صلى الله
    عليه وسلم " . أخرجه ابن أبي شيبة ( 12 / 365 ) و سعيد بن منصور ( 3 / 2 / 206
    / 2486 ) و انظر الرد على البعض المشار إليه مع تخريج حديث " الصحيحين " في "
    صحيح أبي داود " ( 2367 ) .
    2642 " عليكم بالإثمد , فإنه منبتة للشعر مذهبة للقذى مصفاة للبصر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 295 :

    أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 4 / 2 / 412 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 3 /
    178 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1 / 12 / 1 ) و " الأوسط " ( 4 / 393 ) من
    طرق عن أبي جعفر النفيلي عن يونس بن راشد : حدثنا #عون بن محمد ابن الحنفية عن
    أبيه عن جده #, و قال : " لا يروى عن علي إلا بهذا الإسناد , تفرد به النفيلي
    " . قلت : و هو ثقة من رجال البخاري , و اسمه عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل
    الحراني . و يونس بن راشد صدوق , لم يتكلم فيه أحد بجرح قادح . و عون بن محمد
    ابن الحنفية , ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 386 ) برواية اثنين آخرين , و لم يذكر
    فيه جرحا و لا تعديلا . فهو على شرط ابن حبان في " ثقاته " فليراجع , ثم وجدته
    فيه ( 7 / 279 ) و قد حسن إسناده المنذري , فقال في " الترغيب " ( 3 / 115 ) :
    " رواه الطبراني بإسناد حسن " . و قال الهيثمي ( 5 / 96 ) : " رواه الطبراني في
    " الكبير " و " الأوسط " , و فيه عون بن محمد ابن الحنفية , ذكره ابن أبي حاتم
    , و روى عنه جماعة , و لم يجرحه أحد , و بقية رجاله ثقات " . و فاته توثيق ابن
    حبان إياه . و للحديث شواهد يتقوى بها من حديث ابن عباس , و أبي هريرة , مخرجة
    في " الترغيب " ( 3 / 115 ) و " المشكاة " ( 4472 ) و الروض النضير " ( 407 ) .
    2643 " إن من أمتي من لو جاء أحدكم يسأله دينارا لم يعطه [ و لو سأله درهما لم يعطه
    و لو سأله فلسا لم يعطه ] , و لو سأل الله الجنة لأعطاها إياه , ذو طمرين لا
    يؤبه له , لو أقسم على الله لأبره " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 296 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 177 / 2 / 7699 - بترقيمي ) : حدثنا محمد
    بن إبراهيم العسال : أخبرنا سهل بن عثمان : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سالم
    بن أبي الجعد عن # ثوبان # مرفوعا . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال
    مسلم غير العسال هذا , و قد وثقه أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 217 ) لكن
    في سنده انقطاع , فقد قال أبو حاتم : " لم يدرك سالم بن أبي الجعد أبا الدرداء
    " . و غفل عن هذه العلة المنذري ( 4 / 94 ) , ثم الهيثمي ( 10 / 264 ) , فقالا
    : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال الصحيح " . لكن للحديث شواهد
    يتقوى بها , منها عن أنس مرفوعا بلفظ : " رب أشعث أغبر ذي طمرين , مصفح عن
    أبواب الناس , لو أقسم على الله لأبره " . أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 4 /
    406 ) من طريق عبد الله بن موسى التيمي عن أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد الله عن
    أنس مرفوعا . و هذا إسناد حسن في الشواهد رواته موثقون , إلا أن التيمي هذا قال
    الحافظ : " صدوق كثير الخطأ " . و منها عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " رب أشعث
    مدفوع على الأبواب , لو أقسم على الله لأبره " . أخرجه مسلم ( 8 / 36 / 154 )
    من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عنه . و تابعه كثير بن زيد عن المطلب بن
    عبد الله عنه مرفوعا نحوه , و زاد : " تنبو عنه أعين الناس " . أخرجه الحاكم (
    4 / 328 ) و قال : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . و أقول بل هو حسن فقط ,
    فإن كثير بن زيد - و هو الأسلمي - فيه كلام من قبل حفظه .
    2644 " ألا أدلك على صدقة يحب الله موضعها ? تصلح بين الناس , فإنها صدقة يحب الله
    موضعها " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 298 :

    أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 50 ) من طريق أبي أمية : أخبرنا كثير بن
    هشام عن أبي ( كذا ) المسعودي عن أبي جناب عن رجل عن # أبي أيوب الأنصاري #رضي
    الله عنه مرفوعا . 2 - ثم رواه من طريق ابن أبي الدنيا : حدثني محمد بن عثمان
    العجلي : أخبرنا خالد بن مخلد عن عبد الله بن عمر عن عمر مولى غفرة عن أبي أيوب
    الأنصاري به نحوه . 3 - و من طريقه أيضا : أخبرنا إسحاق بن إسماعيل أخبرنا جرير
    عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي حكيم عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : ... فذكره مرسلا . قلت : و هذه الأسانيد كلها ضعيفة . أما
    الأول , فهو مسلسل بالعلل الآتية : الأولى : جهالة الرجل الذي لم يسم . الثانية
    : ضعف أبي جناب , و اسمه يحيى بن أبي حية , قال الحافظ : " ضعفوه لكثرة تدليسه
    " . الثالثة : المسعودي , و اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
    الكوفي , قال الحافظ : " صدوق اختلط قبل موته " . الرابعة : أبو أمية , و هو
    محمد بن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي , و هو " صدوق يهم " كما في "
    التقريب " . و الثاني مسلسل بالعلل أيضا : الأولى : عمر مولى غفرة , و اسم أبيه
    عبد الله . قال الحافظ : " ضعيف كثير الإرسال " . الثانية : عبد الله بن عمر ,
    و هو العمري المكبر , ضعيف مشهور بذلك . الثالثة : خالد بن مخلد و هو القطواني
    , قال الحافظ : " صدوق يتشيع , و له أفراد " . و الثالث , رجاله كلهم ثقات رجال
    مسلم غير إسحاق بن إسماعيل - و هو الطالقاني - و هو ثقة , فهو إسناد صحيح , و
    لكنه مرسل . و له طريق رابعة , أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 196 / 1 )
    من طريق موسى بن عبيدة عن عبادة بن عمير بن عبادة بن عوف قال : قال لي أبو أيوب
    : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره بلفظ : " ... يحبها الله و
    رسوله ? تصلح بين الناس إذا تباغضوا و تفاسدوا " . و الباقي مثله . و إسناده
    ضعيف أيضا , عبادة بن عمير لم أجد من ترجمه . و موسى بن عبيدة ضعيف . إلا أن
    الحديث عندي يرتقي إلى مرتبة الحسن على الأقل , بمجموع هذه الطرق , لاسيما و
    فيها ذلك المرسل الصحيح . و الله أعلم . ثم وجدت لحديث أبي أيوب طريقا أخرى ,
    فقال الطيالسي في " مسنده " ( 81 / 598 ) و من طريقه البيهقي في " الشعب " ( 7
    / 490 / 11094 ) : حدثنا أبو الصباح الشامي عن عبد العزيز الشامي عن أبيه عن
    أبي أيوب به نحوه . قلت : و هذا إسناد مظلم , من دون أبي أيوب لم أعرف أحدا
    منهم .
    2645 " إن لكل شيء سيدا , و إن سيد المجالس قبالة القبلة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 300 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 3 / 269 ) : حدثنا إبراهيم حدثنا عمرو بن عثمان
    : أخبرنا محمد بن خالد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن #أبي هريرة #قال : قال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : ... فذكره . و قال : " لم يروه عن محمد بن خالد
    إلا عمرو " . قلت : و هو الوهبي , و هو ثقة , و كذا من فوقه على ضعف يسير في
    محمد بن عمرو , فالسند حسن على ما يأتي بيانه . و إبراهيم هو ابن محمد بن عرق
    الحمصي كما في ترجمة شيخه عمرو من " تاريخ ابن عساكر " ( 13 / 289 / 2 ) و أما
    إبراهيم نفسه فلم يترجم له هو . و قال الحافظ في " اللسان " : " هو شيخ
    للطبراني غير معتمد " . ثم روى الطبراني و ابن عدي في " الكامل " ( 2 / 376 )
    من طريق حمزة بن أبي حمزة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ : " أكرم المجالس ما
    استقبل به القبلة " , و قالا : " لم يروه عن نافع إلا حمزة " . قلت : و هذا
    إسناد ضعيف جدا , حمزة بن أبي حمزة الجزري النصيبي , متروك متهم بالوضع كما في
    " التقريب " . و لهذا قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 8 / 59 ) : " رواه
    الطبراني في " الأوسط " , و فيه حمزة بن أبي حمزة , و هو متروك " . و قال في
    حديث الترجمة : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و إسناده حسن " . و كذا قال
    المنذري ( 4 / 61 ) و هو كما قالا لولا جهالة ابن عرق الحمصي , فلعلهما وقفا
    على توثيق له , أو متابع له , و إلى هذا يشير قول الطبراني المتقدم : " لم يروه
    ... إلا عمرو " . و الله أعلم . و قد روى له الطبراني حديثا آخر في " المعجم
    الصغير " ( 180 / الروض النضير ) . و له في " المعجم الأوسط " ( 17 ) حديثا (
    2522 - 2539 ) و قريب منها في " الدعاء " ( انظر المجلد الأول منه ص 167 ) و
    ذكره المزي فيمن روى عن ( عمرو ابن عثمان الحمصي ) و ( محمد بن مصفى ) . و
    للحديث شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : " إن لكل شيء شرفا , و إن شرف
    المجالس ما استقبل به القبلة " . و هو مخرج في الكتاب الآخر ( 1486 ) .
    2646 " كم من جار متعلق بجاره يقول : يا رب ! سل هذا لم أغلق عني بابه , و منعني
    فضله ? " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 301 :

    أخرجه ابن أبي الدنيا في " مكارم الأخلاق " ( ص 85 رقم 345 ) و الأصبهاني في "
    الترغيب " ( ص 223 - الجامعة ) من طريق موسى بن خلف : حدثنا أبان عن عطاء عن
    #ابن عمر #رضي الله عنه مرفوعا , و قال الأصبهاني : " أبان هو ابن بشير
    المكتب " . قلت : و هو مجهول كما قال ابن أبي حاتم , و ذكره ابن حبان في "
    الثقات " ( 6 / 68 ) <1> , و قد روى عنه جمع كما في " تيسير الانتفاع " . و
    يتقوى حديثه برواية عبد السلام عن ليث عن نافع عن ابن عمر قال : " لقد أتى
    علينا زمان - أو قال : حين - و ما أحد أحق بديناره و درهمه من أخيه المسلم , ثم
    الآن الدنيا و الدرهم أحب إلى أحدنا من أخيه المسلم , سمعت النبي صلى الله عليه
    وسلم يقول : ... فذكره . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 111 ) . قلت : و
    رجاله ثقات رجال الشيخين غير ليث و هو ابن أبي سليم على الراجح , فإنه قد شاركه
    في الرواية عن نافع ليث بن سعد الإمام الحجة , لكن هذا لم يذكروا في الرواة عنه
    عبد السلام هذا , و هو ابن حرب , و إنما ذكروه في الرواة عن ابن أبي سليم , و
    هو ضعيف من قبل حفظه , فيتقوى حديثه بالذي قبله . و الله أعلم . ( تنبيه ) : لم
    يطلع المنذري في " الترغيب " ( 3 / 237 ) على رواية البخاري هذه لهذا الحديث ,
    فاقتصر في عزوه على الأصبهاني وحده , و بناء عليه أشار إلى تضعيفه ! و لو وقف
    على هذه الرواية لما فعل ذلك إن شاء الله تعالى .

    -----------------------------------------------------------
    [1] قلت : وقع فيه " ابن كثير " . و التصحيح من " التاريخ " و " الجرح " و "
    اللسان " . و انظر " تيسير الانتفاع " . اهـ .
    2647 " كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا تلاقوا تصافحوا , و إذا قدموا من سفر
    تعانقوا " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 303 :

    رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 8 / 1 / 99 - بترقيمي ) قال : حدثنا
    أحمد ابن يحيى بن خالد بن حيان الرقي حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثنا عبد
    السلام بن حرب عن شعبة عن قتادة عن #أنس #قال : ... فذكره . ثم قال : " لم
    يروه عن شعبة إلا عبد السلام . تفرد به الجعفي " . قلت : و هو صدوق يخطىء كما
    في " التقريب " , و هو من شيوخ البخاري في " الصحيح " , و من فوقه من رجال
    الشيخين , و لذلك قال المنذري ( 3 / 270 ) و تبعه الهيثمي ( 8 / 36 ) : " رواه
    الطبراني , و رواته محتج بهم في ( الصحيح ) " . قلت : فالإسناد جيد , و إن كنت
    لم أجد من ترجم أحمد بن يحيى الرقي <1> , فإن الظاهر من كلام الطبراني أنه لم
    يتفرد به . ثم هو من مشايخه المكثيرين , فقد روى له نحو ثمانين حديثا ( 78 -
    160 ) . و يشهد له حديث جابر بن عبد الله أنه بلغه حديث عن رجل من أصحاب النبي
    صلى الله عليه وسلم في الشام فسافر إليه فإذا عبد الله بن أنيس قال : فخرج
    فاعتنقني , ..... الحديث . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 969 ) و غيره
    بسند حسن و علقه البخاري في " كتاب العلم " من صحيحه " , و ترجم له في " الأدب
    المفرد " بـ " باب المعانقة " . ثم وجدت للحديث طريقا آخر , يرويه غالب التمار
    قال : كان محمد بن سيرين يكره المصافحة , فذكرت ذلك للشعبي , فقال : " كان
    أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقوا تصافحوا , فإذا قدموا من سفر عانق
    بعضهم بعضا " . أخرجه البيهقي في " سننه " ( 7 / 100 ) بإسناد جيد كما قال
    الحافظ ابن مفلح الحنبلي في " الآداب الشرعية " ( 2 / 272 ) . و يشهد له ما
    أخرجه الطحاوي في " شرح معاني الآثار " ( 4 / 28 - تحقيق صاحبنا محمد زهري
    النجار ) من طريق أبي غالب عن أم الدرداء قالت : " قدم علينا سلمان فقال : أين
    أخي ? قلت : في المسجد , فأتاه , فلما رآه اعتنقه " . قلت : و إسناده حسن .
    فقه الحديث : يؤخذ من هذا الحديث فائدتان : الأولى : المصافحة عند التلاقي . و
    الأخرى : المعانقة بعد العودة من السفر . و لكل منهما شواهد عن النبي صلى الله
    عليه وسلم . أما الأولى , ففيها أحاديث كثيرة معروفة من فعله صلى الله عليه
    وسلم و قوله , و قد مضى بعضها في هذه " السلسلة " برقم ( 160 و 529 و 530 و
    2004 و 2485 ) . و انظر " الترغيب " ( 3 / 270 - 271 ) و " الآداب الشرعية "
    لابن مفلح ( 2 / 277 ) . و أما الأخرى , ففيه حديث جابر رضي الله عنه قال : "
    لما قدم جعفر من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه وسلم " . و هو حديث صحيح كما
    سيأتي بيانه إن شاء الله في هذا المجلد برقم ( 2657 ) . قلت : و في ذلك من
    الفقه تفريق الصحابة بين الحضر و السفر في أدب التلاقي , ففي الحالة الأولى :
    المصافحة , و في الحالة الأخرى : المعانقة . و لهذا كنت أتحرج من المعانقة في
    الحضر , و بخاصة أنني كنت خرجت في المجلد الأول من هذه " السلسلة " ( رقم 160 )
    حديث نهيه صلى الله عليه وسلم عن الانحناء و الالتزام و التقبيل . ثم لما جهزت
    المجلد لإعادة طبعه , و أعدت النظر في الحديث , تبين لي أن جملة " الالتزام "
    ليس لها ذكر في المتابعات أو الشواهد التي بها كنت قويت الحديث , فحذفتها منه
    كما سيرى في الطبعة الجديدة من المجلد إن شاء الله , و قد صدر حديثا و الحمد
    لله . فلما تبين لي ضعفها زال الحرج و الحمد لله , و بخاصة حين رأيت التزام ابن
    التيهان الأنصاري للنبي صلى الله عليه وسلم في حديث خروجه صلى الله عليه وسلم
    إلى منزله رضي الله عنه الثابت في " الشمائل المحمدية " ( رقم 113 ص 79 - مختصر
    الشمائل ) و لكن هذا إنما يدل على الجواز أحيانا , و ليس على الالتزام و
    المداومة كما لو كان سنة , كما هو الحال في المصافحة فتنبه . و قد رأيت للإمام
    البغوي رحمه الله كلاما جيدا في التفريق المذكور و غيره , فرأيت من تمام
    الفائدة أن أذكره هنا , قال رحمه الله في " شرح السنة " ( 12 / 293 ) بعد أن
    ذكر حديث جعفر و غيره مما ظاهره الاختلاف : " فأما المكروه من المعانقة و
    التقبيل , فما كان على وجه الملق و التعظيم , و في الحضر , فأما المأذون فيه
    فعند التوديع و عند القدوم من السفر , و طول العهد بالصاحب و شدة الحب في الله
    . و من قبل فلا يقبل الفم , و لكن اليد و الرأس و الجبهة . و إنما كره ذلك في
    الحضر فيما يرى لأنه يكثر و لا يستوجبه كل أحد , فإن فعله الرجل ببعض الناس دون
    بعض وجد عليه الذين تركهم , و ظنوا أنه قصر بحقوقهم , و آثر عليهم , و تمام
    التحية المصافحة " . و اعلم أنه قد ذهب بعض الأئمة كأبي حنيفة و صاحبه محمد إلى
    كراهة المعانقة , حكاه عنهما الطحاوي خلافا لأبي يوسف . و منهم الإمام مالك ,
    ففي " الآداب الشرعية " ( 2 / 278 ) : " و كره مالك معانقة القادم من سفر , و
    قال : " بدعة " , و اعتذر عن فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بجعفر حين قدم ,
    بأنه خاص له , فقال له سفيان : ما تخصه بغير دليل , فسكت مالك . قال القاضي : و
    سكوته دليل لتسليم قول سفيان و موافقته , و هو الصواب حتى يقوم دليل التخصيص "
    . هذا و قد تقدم في كلام الإمام البغوي قوله بأنه لا يقبل الفم , و بين وجه ذلك
    الشيخ ابن مفلح في " الآداب الشرعية " , فقال ( 2 / 275 ) : " و يكره تقبيل
    الفم , لأنه قل أن يقع كرامة " . و يبدو لي من وجه آخر , و هو أنه لم يرو عن
    السلف , و لو كان خيرا لسبقونا إليه , و ما أحسن ما قيل : و كل خير في اتباع من
    سلف و كل شر في ابتداع من خلف . فالعجب من ذاك الدكتور الحلبي القصاص الواعظ
    الذي نصب نفسه للرد على علماء السلفيين و أتباعهم , و تتبع عثراتهم , و أقوالهم
    المخالفة لأقوال العلماء بزعمه , و ينسى نفسه , فقد سمعت له شريطا ينكر فيه على
    أحدهم عدم شرعية تقبيل الفم , و يصرح بأنه كتقبيل الجبهة و اليد و أنه لا فرق !
    فوقع في المخالفة التي ينكرها على السلفيين , و لو أن أحدا منهم قاس هذا القياس
    ( البديع ! ) لأبرق و أرعد و صاح و تباكى , و حشد كل ما يستطيع حشده من أقوال
    العلماء ! و أما هو فلا بأس عليه من مخالفتهم ! *( يا أيها الذين آمنوا لم
    تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )* . أصلحه
    الله و هداه .

    -----------------------------------------------------------
    [1] و هو من تلامذة الإمام أحمد كما في " طبقات الحنابلة " ( 1 / 184 ) . اهـ .
    2648 " كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى
    يقرأ أحدهما على الآخر : *( و العصر إن الإنسان لفي خسر )* , ثم يسلم أحدهما
    على الآخر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 307 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 11 / 2 / 5256 ) : حدثنا محمد بن هشام
    المستملي : حدثنا عبيد الله بن عائشة حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن
    #أبي مدينة الدارمي #- و كانت له صحبة - قال : ... فذكره . و قال : " لا يروى
    عن أبي مدينة إلا بهذا الإسناد . قال ابن المديني : اسم أبي مدينة عبد الله بن
    حفص " . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن هشام
    المستملي , و هو أبو جعفر المروزي المعروف بابن أبي الدميك , مستملي الحسن بن
    عرفة , توفى سنة ( 289 ) , ترجمه الخطيب ( 3 / 361 - 362 ) و وثقه . و قال
    الدارقطني : لا بأس به . و الحديث أورده الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 307 ) و
    قال : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال الصحيح غير ابن عائشة و هو
    ثقة " . ثم رأيت الحديث في " شعب الإيمان " ( 6 / 501 / 9057 ) من طريق يحيى
    ابن أبي بكير قال : أخبرنا حماد بن سلمة به . و قال : " و رواه غيره عن حماد عن
    ثابت عن عتبة بن الغافر قال : كان الرجلان ... فذكره " . قلت : لم أجد من وصله
    , و لا عرفت عتبة بن الغافر , و المحفوظ رواية الثقتين يحيى بن أبي بكير و ابن
    عائشة عن حماد . ( تنبيه ) : سقطت جملة التسليم في آخر الحديث من " مجمع
    الزوائد " و " مجمع البحرين " أيضا , و هي ثابتة في أصلهما : " المعجم الأوسط "
    كما ترى , و في " شعب الإيمان " أيضا , و في غيره من المصادر التي عزت الحديث
    إلى الطبراني , مثل " تفسير ابن كثير " ( 4 / 547 ) و " الدر المنثور " ( 6 /
    392 ) . و أما قول المعلق على " مجمع البحرين " ( 8 / 272 ) في الحاشية , و قد
    ألحقها بآخر الحديث بين معقوفتين [ ] : " ما بين المعكوفتين من طص " . فما أراه
    إلا وهما , لأن هذا الرمز ( طص ) إنما يعني عنده " معجم الطبراني الصغير " كما
    نص عليه في المقدمة ( ص 28 ) و لم يخرجه الطبراني في " الصغير " , و هو نفسه لم
    يعزه إليه في تخريجه إياه . و الله أعلم . و في هذا الحديث فائدتان مما جرى
    عليه عمل سلفنا رضي الله عنهم جميعا : إحداهما : التسليم عند الافتراق , و قد
    جاء النص بذلك صريحا من قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا انتهى أحدكم إلى
    المجلس فليسلم , و إذا أراد أن يقوم فليسلم , فليست الأولى بأحق من الآخرة " .
    و هو حديث صحيح مخرج في المجلد الأول من هذه " السلسلة " برقم ( 183 ) و هو في
    " صحيح الأدب المفرد " برقم ( 773 / 986 ) و قد صدر حديثا و في " صحيح زوائد
    ابن حبان " ( ... / 1931 ) و هو تحت الطبع . و في معناه الأحاديث الآمرة بإفشاء
    السلام , و قد تقدم بعضها برقم ( 184 و 569 و 1493 ) . و الأخرى : نستفيدها من
    التزام الصحابة لها . و هي قراءة سورة ( العصر ) لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس
    عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله , إلا أن يكون ذلك بتوقيف من
    رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا , و لم لا و قد أثنى الله
    تبارك و تعالى عليهم أحسن الثناء , فقال : *( و السابقون الأولون من المهاجرين
    و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات
    تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم )* <1> . و قال ابن
    مسعود و الحسن البصري : " من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه
    وسلم , فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا و أعمقها علما و أقلها تكلفا و أقومها
    هديا و أحسنها حالا , قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم و إقامة
    دينه , فاعرفوا لهم فضلهم , و اتبعوهم في آثارهم , فإنهم كانوا على الهدي
    المستقيم " <2>

    -----------------------------------------------------------
    [1] انظر " إعلام الموقعين " لابن القيم ( 4 / 159 ) لتتبين معنى الاتباع , و
    أنه واجب .
    [2] أخرجه ابن عبد البر في " جامع بيان العلم " ( 2 / 97 ) بإسنادين عنه , و
    عزاه ابن القيم ( 4 / 179 ) للإمام أحمد - و لعله يعني في " الزهد " - عن ابن
    مسعود . و انظر " المشكاة " ( 193 ) . اهـ .
    2649 " كنا إذا رأينا الرجل يلعن أخاه رأينا أن قد أتى بابا من الكبائر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 309 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( 3 / 276 / 1 - مجمع البحرين ) : حدثنا محمد بن
    الحسن حدثنا يزيد بن موهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكير بن عبد الله بن الأشج
    حدثه أن يزيد بن أبي عبيد مولى سلمة بن الأكوع حدثه أنه سمع #سلمة بن الأكوع
    #يقول : ... فذكره , و قال : " لم يروه عن سلمة إلا يزيد , و لا عنه إلا بكير
    , تفرد به عمرو " . قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين , و كذا من فوقه . و يزيد
    بن موهب , هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن موهب الهمداني الرملي , و هو
    ثقة مترجم في " التهذيب " . و محمد بن الحسن هو ابن قتيبة العسقلاني , و هو ثقة
    أيضا , مترجم في " تاريخ ابن عساكر " . فالسند صحيح , و قد قواه الهيثمي تبعا
    للمنذري , فقال في " مجمع الزوائد " ( 8 / 73 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط
    " و " الكبير " بنحوه , و إسناد " الأوسط " جيد , و في إسناد " الكبير " ابن
    لهيعة , و هو لين " . و قال المنذري ( 3 / 287 ) : " رواه الطبراني بإسناد جيد
    " .





  6. #6
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    2660 " يعيش هذا الغلام قرنا . فعاش مائة سنة . يعني عبد الله بن بسر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 343 :

    أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 1 / 323 ) و في " الصغير " ( ص 93 )
    و الحاكم ( 4 / 500 ) و البيهقي في " دلائل النبوة " ( 6 / 503 ) و الطبراني
    في " مسند الشاميين " ( 836 ) و ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 9 / 4 / 2 ) من
    طريق البخاري و غيره عن إبراهيم بن محمد بن زياد الألهاني عن أبيه عن #عبد
    الله بن بسر #أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ... فذكره . قلت : و هذا
    إسناد لا بأس به في الشواهد رجاله كلهم ثقات معروفون غير إبراهيم هذا , و قد
    ترجمه ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 127 ) برواية ثقتين عنه , و لم يذكر فيه جرحا و
    لا تعديلا , و هو على شرط ابن حبان في " ثقاته " , و قد أورده في " أتباع
    التابعين " منه ( 2 / 7 - مخطوطة الظاهرية ) . و تابعه أبو عبد الله الحسن بن
    أيوب الحضرمي قال : أراني عبد الله بن بسر شامة في قرنه , فوضعت أصبعي عليها ,
    فقال : وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم إصبعه عليها ثم قال : " لتبلغن قرنا "
    . قال أبو عبد الله : و كان ذا جمة . أخرجه أحمد ( 4 / 189 ) و عنه ابن عساكر ,
    و الدولابي في " الكنى " ( 2 / 55 ) و البزار في " مسنده " ( 3 / 280 - كشف
    الأستار ) . قلت : و إسناده ثلاثي جيد . و قال الهيثمي ( 9 / 405 ) : " رواه
    الطبراني و أحمد بنحوه , و رجال أحمد رجال " الصحيح " غير الحسن بن أيوب , و هو
    ثقة , و رجال الطبراني ثقات " . و أورده بنحوه من رواية الطبراني و البزار و
    قال : " و رجال أحد إسنادي البزار رجال " الصحيح " غير الحسن بن أيوب الحضرمي ,
    و هو ثقة " . و تابعه سلامة بن جواس : أخبرنا محمد بن القاسم الطائي عن عبد
    الله بن بسر به و زاد : " قلت : بأبي و أمي يا رسول الله ! و كم القرن ? قال :
    مائة سنة . قال عبد الله : فلقد عشت خمسا و تسعين سنة . و بقيت خمس سنين إلى أن
    يتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال محمد : فحسبنا بعد ذلك خمس سنين ثم
    مات " . أخرجه ابن عساكر . و محمد بن القاسم الطائي ترجمه ابن أبي حاتم ( 4 / 1
    / 64 - 65 ) برواية جمع آخر من الثقات , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , و هو
    على شرط ابن حبان في " ثقاته " , و لم أره في النسخة المطبوعة منه في الهند , و
    لا في مخطوطة الظاهرية أيضا . و سلامة بن جواس , قال ابن أبي حاتم ( 2 / 1 /
    302 ) : " روى عنه أبو زرعة و محمد بن عوف الحمصي " . قلت : فهو ثقة , لأن أبا
    زرعة لا يروي إلا عن ثقة , كما هو معلوم , ثم هو على شرط ابن حبان أيضا , و قد
    أورده في " ثقاته " ( 8 / 300 ) . و قد تابعه يحيى بن صالح : حدثنا محمد بن
    القاسم الطائي .. به . رواه البزار أيضا . و يحيى ثقة . و تابعه جنادة بن مروان
    الرقي : حدثنا محمد بن القاسم الطائي . رواه الحاكم أيضا إن كان محفوظا . و
    تابعه الوليد بن مروان بن عبد الله بن أخي جنادة بن مروان : حدثني محمد بن
    القاسم أبو القاسم الحمصي عن عبد الله بن بسر - و كان عبد الله بن بسر شريكا
    لأبيه في قرية يقال لها ( تموينة ) <1> يرعيان فيها خيلا لهم - قال أبو القاسم
    : سمعت عبد الله بن بسر يقول : " أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلنا مع
    أبي , فقام أبي إلى قطيفة لنا قليلة الخمل فجمعها بيده , ثم ألقاها للنبي صلى
    الله عليه وسلم فقعد عليها . ثم قال أبي لأمي : هل عندك شيء تطعمينا ? فقالت :
    نعم , شيء من حيس . قال : فقربته إليهما , فأكلا , ثم دعا رسول الله صلى الله
    عليه وسلم , ثم التفت إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم و أنا غلام , فمسح بيده
    على رأسي , ثم قال : فذكره " . قال أبو القاسم : فعاش مائة سنة . أخرجه تمام في
    " الفوائد " ( ق 55 / 2 ) و عنه ابن عساكر ( 9 / 4 / 2 و 17 / 447 / 2 ) في
    موضعين أحدهما في ترجمة الوليد هذا , و لم يزد فيها على أن ساق له هذا الحديث ,
    الأمر الذي يشعر بأنه مجهول , و أنا أظن أنه الذي في " الجرح و التعديل " ( 4 /
    2 / 18 ) : " الوليد بن مروان , روى عن غيلان بن جرير روى عنه معتمر بن سليمان
    , سمعت أبي يقول : هو مجهول " . و نحوه في " الميزان " و " اللسان " . أقول :
    لكن القصة التي ذكرها قد جاءت من طريق أخرى مطولة و مختصرة , و أتمها ما رواه
    صفوان بن عمرو قال : حدثني عبد الله بن بسر المازني قال : " بعثني أبي إلى رسول
    الله صلى الله عليه وسلم أدعوه إلى الطعام , فجاء معي , فلما دنوت المنزل أسرعت
    فأعلمت أبوي , فخرجا فتلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم و رحبا به , و وضعا
    له قطيفة كانت عند زبيرته <2> فقعد عليها , ثم قال أبي لأمي : هات طعامك ,
    فجاءت بقصعة فيها دقيق قد عصدته بماء و ملح , فوضعته بين يدي رسول الله صلى
    الله عليه وسلم , فقال : " خذوا بسم الله من حواليها , و ذروا ذروتها , فإن
    البركة فيها " . فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم و أكلنا معه , و فضل منها
    فضلة , ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اغفر لهم و ارحمهم و
    بارك عليهم , و وسع عليهم في أرزاقهم " . أخرجه أحمد ( 4 / 688 ) و إسناده
    ثلاثي صحيح , و أخرجه هو و مسلم ( 6 / 122 ) من طريق يزيد بن جعفر بن عبد الله
    بن بسر مختصرا . و له عند أحمد و غيره طرق أخرى , يزيد بعضهم على بعض . ( فائدة
    ) : القرن : أهل كل زمان , و اختلفوا في تحديده على أقوال ذكرها ابن الأثير و
    غيره , منها أنه مائة سنة , و هذا الحديث يشهد له , و إليه مال الحافظ في "
    الفتح " ( 7 / 4 ) , فقال : " و قد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ( ! )
    ما يدل على أن القرن مائة , و هو المشهور " . و عزوه لمسلم وهم , سببه أن أصله
    فيه كما سبقت الإشارة إليه .

    -----------------------------------------------------------
    [1] لم أرها في " معجم البلدان " و الظاهر أنها قرية من قرى حمص , فإن في ترجمة
    عبد الله بن بسر أنه كان سكن حمص . و الله أعلم . ثم تبين أنه محرف ( تنوينة )
    من قرى حمص في " معجم البلدان " ( 2 / 50 ) .
    [2] كذا الأصل , و في " لسان العرب " - و قد ذكر الحديث بلفظ : " ... فوضعنا له
    قطيفة زبيرة " - : قال ابن المظفر : كبش زبير أي ضخم ... " , لكن لا يساعد على
    هذا المعنى قوله في رواية أحمد : " ... كانت عند زبيرته " , فليتأمل فإنه موضع
    نظر . اهـ .
    2661 " أنفق بلال ! و لا تخش من ذي العرش إقلالا " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 347 :

    روي من حديث #أبي هريرة و بلال بن رباح و عبد الله بن مسعود و عائشة # . 1 -
    أما حديث أبي هريرة فيرويه عنه محمد بن سيرين , و له عنه طرق : الأولى : أخرجه
    الطبراني في " المعجم الكبير " ( 1 / 101 / 1 ) و القطيعي في " جزء الألف دينار
    " ( ق 40 / 1 ) قالا : حدثنا جعفر الفريابي قال : حدثنا بشر بن سيحان قال :
    حدثنا حرب بن ميمون عن هشام بن حسان بن حسان عن ابن سيرين عنه مرفوعا به . و
    أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 2 / 280 و 6 / 274 ) من طريق أخرى عن الفريابي
    و غيره عن بشر به . و أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 4 / 1437 ) : حدثنا بشر بن
    سيحان به , و زاد : " عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا , فأخرج إليه
    صبرا من تمر , فقال : ما هذا يا بلال ! قال : تمر ادخرته يا رسول الله ! قال :
    أما خفت أن تسمع له بخارا في جهنم ? !! أنفق ... " إلخ . قلت : و هذا إسناد جيد
    , رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال " التهذيب " غير بشر بن سيحان , و هو أبو
    علي الثقفي البصري . كتب عنه أبو حاتم و قال : " ما به بأس , كان من العباد " .
    و كذلك روى عنه أبو زرعة , و سئل عنه فقال : " شيخ بصري صالح " , كما في "
    الجرح و التعديل " ( 1 / 1 / 358 ) . و فات هذا الحافظ فلم يذكره في ترجمته من
    " اللسان " , و إنما قال : " قال ابن حبان في " الثقات " : ربما أغرب " .
    الثانية : عن بكار بن محمد السيريني حدثنا عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين به
    و فيه القصة . أخرجه البزار ( 4 / 251 / 3655 ) و الطبراني في " الكبير " ( 1 /
    101 / 1 ) و " الأوسط " ( 4 / 486 - الجامعة الإسلامية ) و أبو نعيم في "
    الحلية " ( 2 / 180 ) و البيهقي في " الدلائل " ( 1 / 347 ) . و أبو صالح
    الحربي في " الفوائد العوالي " ( ق 175 / 2 ) و العقيلي في " الضعفاء " ( ص 55
    ) في ترجمة بكار هذا , و ساق له حديثين آخرين , و قال : " لا يتابع عليها " , و
    قال في هذا : " الرواية فيه مضطربة من غير حديث ابن عون أيضا " . قلت : و له
    ترجمة في " الميزان " و " اللسان " , و الجمهور على تضعيفه . الثالثة : عن
    مبارك بن فضالة عن يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين به . أخرجه البزار ( 4 / 251
    / 3654 ) و الطبراني في " الكبير " أيضا , و أبو سعيد ابن الأعرابي في " معجمه
    " ( ق 76 / 2 ) و أبو محمد المخلدي في " الفوائد " ( ق 245 / 1 ) و قال البزار
    : " تفرد به مبارك , و إسناده حسن " . قلت : هو كذلك لولا أن المبارك هذا كان
    يدلس كما في " التقريب " و غيره . نعم هو حسن , بل صحيح لغيره . و الحديث قال
    المنذري ( 2 / 40 ) و الهيثمي ( 10 / 241 ) : " رواه البزار و أبو يعلى و
    الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و إسناده حسن " . و لم يذكر المنذري
    البزار . 2 - و أما حديث بلال فيرويه محمد بن الحسن الأسدي : أخبرنا إسرائيل عن
    أبي إسحاق عن مسروق عنه . أخرجه البزار ( 3653 - كشف ) و الطبراني ( 1 / 107 /
    1 ) , و قال البزار : " لم يقل : " عن بلال " إلا محمد بن الحسن , و رواه غيره
    عن مسروق مرسلا " . قلت : و هو محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي , قال
    الحافظ : " صدوق , فيه لين " . و قد خالفه سفيان , فقال : عن إسحاق به مرسلا لم
    يذكر فيه بلالا . أخرجه ابن قتيبة في " غريب الحديث " ( 1 / 90 / 1 ) . و تابعه
    زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق به . أخرجه ابن الأعرابي في " المعجم " ( ق 14
    / 1 ) . فهو إسناد مرسل صحيح إن كان أبو إسحاق حفظه , فإنه كان اختلط , و قد
    خولف في إسناده و هو الآتي . 3 - و أما حديث ابن مسعود فيرويه قيس بن الربيع عن
    أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن مسروق عنه . أخرجه البزار ( 3653 - كشف الأستار )
    و ابن الأعرابي ( 122 / 2 ) و الطبراني ( 1 / 100 / 2 و 3 / 72 / 1 ) و القضاعي
    ( ق 64 / 2 ) و قال البزار : " كذا رواه قيس , و رواه عنه جماعة هكذا , و
    خالفهم يحيى بن كثير عن قيس عن عائشة بدل عبد الله " . قلت : قد روي عنها من
    طريق أخرى , و هو التالي . 4 - و أما حديث عائشة فيرويه سفيان بن وكيع : حدثنا
    حسين بن علي عن زائدة عن الأعمش عن طلحة عن خيثمة عن مسروق عنها . أخرجه محمد
    بن الحسين الحراني في " الفوائد " ( ق 29 / 1 ) . قلت : و رجاله ثقات غير سفيان
    بن وكيع فهو ضعيف . و جملة القول أن الحديث صحيح بمجموع طرقه , كيف و الطريق
    الأولى من الحديث الأول لا ينزل عن مرتبة الحسن , كما سبق .
    2662 " خلق الله تبارك و تعالى الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة و ملاطها المسك ,
    فقال لها : تكلمي , فقالت : *( قد أفلح المؤمنون )* , فقالت الملائكة : طوبى لك
    , منزل الملوك " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 351 :

    قال البزار : حدثنا محمد بن المثنى حدثنا المغيرة بن سلمة حدثنا وهيب عن
    الجريري عن أبي نضرة عن #أبي سعيد #قال : فذكره موقوفا . ثم قال : و حدثنا
    بشر بن آدم , حدثنا يونس بن عبيد الله العمري : حدثنا عدي بن الفضل : حدثنا
    الجريري ... به مرفوعا . ثم قال البزار : " لا نعلم أحدا رفعه إلا عدي بن الفضل
    , و ليس هو بالحافظ , و هو شيخ متقدم الموت " . كذا ذكره الحافظ ابن كثير في "
    تفسيره " عن البزار بإسناديه الموقوف و المرفوع , و كذلك هو في " زوائد البزار
    " ( 317 ) إلا أنه وقع فيه " حجاج بن المنهال : حدثنا حماد بن سلمة " مكان : "
    المغيرة بن سلمة : حدثنا وهيب " . فلا أدري أهذا خطأ من الناسخ , أم أن للبزار
    فيه إسنادين إلى الجريري , أحدهما وهيب عنه , و الآخر حماد بن سلمة عنه , نقل
    ابن كثير أحدهما , و الهيثمي الآخر . و سواء كان هذا أو ذاك , فكل من الإسنادين
    صحيح على شرط مسلم موقوفا , لكنه في حكم المرفوع , فقد قال الهيثمي في " مجمع
    الزوائد " ( 10 / 397 ) : " و رجال الموقوف رجال الصحيح , و أبو سعيد لا يقول
    هذا إلا بتوقيف " . و عدي بن الفضل الذي رفعه هو التيمي أبو حاتم البصري , متفق
    على تضعيفه . لكن قال المنذري ( 4 / 252 ) : " قد تابعه على رفعه وهيب بن خالد
    عن الجريري به و لفظه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله عز وجل
    أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب و لبنة من فضة , ثم شقق فيها الأنهار , و غرس فيها
    الأشجار , فلما نظرت الملائكة إلى حسنها قالت : طوبى لك منازل الملوك " . خرجه
    البيهقي و غيره , لكن وقفه هو الأصح المشهور . و الله أعلم " . و أقول : هذا
    أخرجه البيهقي في " البعث " ( ص 54 - مصورة الجامعة الإسلامية ) من طريق محمد
    بن يونس : حدثنا سهيل بن بكار حدثنا وهيب بن خالد به . و محمد بن يونس - و هو
    الكديمي - متهم بوضع الحديث , فلا يفرح بما يرويه من المتابعة . و أخرجه أبو
    نعيم في " صفة الجنة " ( 1 / 173 / 140 ) من طريق أخرى عن عدي بن الفضل به
    مرفوعا . ثم رأيت العلامة ابن القيم قد أورد في " حادي الأرواح " ( 2 / 40 )
    إسناد البزار الموقوف كما أورده ابن كثير , و قال عقب تضعيفه لعدي بن الفضل :
    " و الحديث صحيح موقوف . و الله أعلم " . و قد روي الحديث من طرق أخرى مرفوعا ,
    مطولا و مختصرا , دون قول الملائكة : " طوبى لك , منازل الملوك " . و هو مخرج
    في الكتاب الآخر , فانظر الأرقام ( 1283 و 1284 و 1285 ) .
    2663 " ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 352 :

    أخرجه الطبراني في الأوسط ( 2 / 228 ) حدثنا علي بن سعيد الرازي : أخبرنا عقبة
    بن قبيصة حدثنا أبي حدثنا مالك بن مغول عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي
    حازم عن # أبي بكر #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال :
    " لم يروه عن إسماعيل إلا مالك بن مغول و لا عنه إلا قبيصة تفرد به ابنه " .
    قلت : و هو صدوق , قال النسائي : " صالح " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و
    من فوقه ثقات رجال الشيخين . و علي بن سعيد الرازي حسن الحديث كما كنت بينته
    تحت الحديث ( 236 ) . و حسنه ابن النحاس الدمياطي في " مصارع العشاق " ( 1 /
    107 ) و سبقه إلى ذلك المنذري في " الترغيب " ( 2 / 200 ) . و يشهد له حديث
    العينة , و فيه : " .. و تركتم الجهاد في سبيل الله , سلط الله عليكم ذلا لا
    ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " . و هو حديث صحيح , كما سبق بيانه برقم ( 11 ) .
    قلت : و الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم كما يشهد بذلك واقع المسلمين
    في كثير من البلاد , و ما حادثة مهاجمة اليهود للمسلمين و هم سجود صبح الجمعة
    من رمضان هذه السنة ( 1414 ) في مسجد الخليل في فلسطين ببعيد . و صدق الله : *(
    و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير )* . اسأل الله تعالى أن
    يلهم المسلمين الرجوع إلى فهم دينهم فهما صحيحا , و العمل به ليعزهم و ينصرهم
    على عدوهم .
    2664 " من قال في دبر صلاة الغداة : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك و
    له الحمد يحيي و يميت بيده الخير و هو على كل شيء قدير " مئة مرة , و هو ثان
    رجليه , كان يومئذ أفضل أهل الأرض عملا إلا من قال مثل ما قال أو زاد على ما
    قال " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 354 :

    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8 / 336 / 8075 ) و " الأوسط " ( 4 /
    450 ) و ابن السني ( رقم - 142 ) من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث : حدثنا آدم
    بن الحكم حدثنا أبو غالب عن #أبي أمامة # مرفوعا , و قال الطبراني : " لم يروه
    عن أبي غالب إلا آدم , و لا عنه إلا عبد الصمد " . قلت : و هو ثقة من رجال
    الشيخين . و أبو غالب حسن الحديث , و قد مضى مرارا . و مثله آدم بن الحكم , و
    هو أبو عباد صاحب الكرابيس البصري . قال ابن أبي حاتم ( 1 / 1 / 267 ) : " قال
    ابن معين : صالح . و قال أبي : ما أرى بحديثه بأسا " . و في " اللسان " : " و
    قال ابن أبي حاتم : تغير حفظه . و ذكره ابن حبان في ( الثقات ) " . قلت : فمثله
    حسن الحديث على أقل الأحوال , و لذلك قال المنذري ( 1 / 168 ) : " رواه
    الطبراني في " الأوسط " بإسناد جيد " . و قال الهيثمي ( 10 / 108 ) : " رواه
    الطبراني في " الكبير " و " الأوسط " , و رجال " الأوسط " ثقات " . و في الحديث
    شهادة قوية لحديث شهر بن حوشب الذي فيه هذه الجملة : " و هو ثان رجليه " , و
    كنت لا أعمل بها لضعف ( شهر ) حتى وقفت على هذا الشاهد , و فيه التهليل ( مائة
    ) مكان ( عشر ) و الكل جائز لثبوتهما . فالحمد لله على توفيقه , و أسأله المزيد
    من فضله .
    2665 " إذا فتحت عليكم [ خزائن ] فارس و الروم أي قوم أنتم ? قال عبد الرحمن بن عوف
    : نقول كما أمرنا الله . قال صلى الله عليه وسلم : أو غير ذلك , تتنافسون ثم
    تتحاسدون , ثم تتدابرون , ثم تتباغضون , أو نحو ذلك , ثم تنطلقون في مساكن
    المهاجرين , فتجعلون بعضهم على رقاب بعض " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 355 :

    أخرجه مسلم ( 8 / 212 - 213 ) و ابن ماجه ( 2 / 481 - 482 ) و الزيادة له قالا
    - و السياق لمسلم - : حدثنا عمر بن سواد العامري : أخبرنا عبد الله بن وهب :
    أخبرني عمرو بن الحارث : أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن رباح ( هو أبو فراس
    مولى عبد الله بن عمرو بن العاص ) حدثه عن #عبد الله بن عمرو بن العاص #عن
    رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : فذكره . و أخرجه الفسوي في " التاريخ "
    ( 2 / 514 ) من طريق شيخين آخرين قالا : حدثنا ابن وهب به . و فيه الزيادة .
    2666 " يقول الله عز وجل : وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين و لا أجمع له أمنين , إذا
    أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة , و إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة
    " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 355 :

    رواه ابن المبارك في " الزهد " ( 163 / 2 من الكواكب 575 و رقم 157 - ط ) :
    حدثنا عوف عن # الحسن # مرسلا . قلت : و هذا سند صحيح لولا الإرسال , لكن قال
    عقبه ابن صاعد : حدثنا محمد بن يحيى بن ميمون - بالبصرة - قال : حدثنا عبد
    الوهاب بن عطاء قال : حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي
    صلى الله عليه وسلم نحوه . قلت : و رجاله كلهم ثقات معروفون حديثهم حسن غير
    محمد بن يحيى هذا فلم أجد له ترجمة . لكن تابعه إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني :
    حدثنا عبد الوهاب بن عطاء به . أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( رقم 2494 -
    الموارد ) . ثم رأيت الهيثمي ( 10 / 308 ) قد أورد الحديث من مرسل الحسن , و
    مسند أبي هريرة , ثم قال : " رواهما البزار عن شيخه محمد بن يحيى بن ميمون , و
    لم أعرفه , و بقية رجال المرسل رجال " الصحيح " , و كذلك رجال المسند , غير
    محمد بن عمرو بن علقمة , و هو حسن الحديث " . و هو عند البزار ( 4 / 74 / 3232
    و 3233 - كشف الأستار ) . و أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 / 482 - 483
    ) , من طريق أبي داود حدثنا محمد بن يحيى بن ميمون العتكي حدثنا محمد بن عبد
    الوهاب به . قلت : و أبو داود هو ( السجستاني ) صاحب " السنن " فيكون لابن
    ميمون هذا ثلاثة رواة عنه حفاظ : أبو داود و ابن صاعد و البزار . و من كان هذا
    شأنه , لا يكون مجهولا و محله الصدق إن شاء الله تعالى , لاسيما و قد تابعه
    الجوزجاني - و هو ثقة حافظ - رواه ابن حبان كما تقدم , و إليه فقط عزاه المنذري
    في " الترغيب " ( 4 / 138 ) و أشار إلى تقويته .
    2667 " حسبك إذا ذكرت أخاك بما فيه " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 357 :

    أخرجه أبو الشيخ في " التوبيخ " ( 188 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 580 ) و
    البيهقي في " الشعب " ( 2 / 304 - 2 ) و البغوي في " التفسير " ( 7 / 346 ) عن
    المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده [ عن #معاذ بن جبل #] :
    أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا فقالوا : لا يأكل حتى يطعم ,
    و لا يرحل حتى يرحل له . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اغتبتموه , فقالوا :
    يا رسول الله , إنما حدثنا بما فيه , قال : فذكره . و السياق للأصبهاني , و
    الزيادة للبيهقي . قلت : و هذا إسناد حسن لولا أن المثنى بن الصباح ضعيف كان
    اختلط بأخرة , و كان عابدا كما في " التقريب " , و قد تابعه ابن لهيعة عن عمرو
    به نحوه . أخرجه أبو الشيخ ( 189 ) . لكن يشهد له ما أخرجه أبو يعلى في " مسنده
    " ( 4 / 1460 - 1461 ) و أبو الشيخ ( 182 ) و البيهقي من طريق محمد بن أبي حميد
    عن موسى بن وردان عن أبي هريرة قال : " كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم ,
    فقام رجل , فقالوا : يا رسول الله ! ما أعجز , أو قال : ما أضعف فلانا , فقال
    النبي صلى الله عليه وسلم : " اغتبتم صاحبكم و أكلتم لحمه " . و قال الهيثمي (
    8 / 94 ) : " رواه أبو يعلى و الطبراني في " الأوسط " , و لفظه ... ( فذكره
    نحوه و قال : ) و في إسنادهما محمد بن أبي حميد , و يقال له : حماد , و هو ضعيف
    جدا " . قلت : و من طريقه أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ص 577 ) . ثم ذكر
    له الهيثمي شاهدا آخر من حديث معاذ بن جبل قال : " كنت عند النبي صلى الله عليه
    وسلم فذكروا رجلا عنده فقالوا : ما أعجزه ! فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "
    اغتبتم أخاكم " . قالوا : يا رسول الله ! قلنا ما فيه . قال : " إن قلتم ما ليس
    فيه فقد بهتموه " . و قال : " رواه الطبراني , و فيه علي بن عاصم , و هو ضعيف "
    . قلت : و من طريقه أخرجه البيهقي عن المثنى بن الصباح بإسناده المتقدم . و روى
    مالك ( 3 / 150 ) و عنه أبو الشيخ ( 190 ) عن المطلب بن عبد الله بن حنطب
    المخزومي أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الغيبة ? فقال رسول
    الله صلى الله عليه وسلم : " أن تذكر من المرء ما يكره أن يسمع " . قال : يا
    رسول الله ! و إن كان حقا ? قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا قلت
    باطلا فذلك البهتان " . و أصله في " صحيح مسلم " ( 8 / 21 ) و غيره من طريق
    العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " أتدرون ما الغيبة ?
    ... " , و هو مخرج في " نقد الكتاني " ( 36 ) و " تخريج الحلال " ( 420 ) و
    فيما تقدم ( 1419 ) .
    2668 " كان آدم نبيا مكلما , كان بينه و بين نوح عشرة قرون , و كانت الرسل ثلاثمائة
    و خمسة عشر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 358 :

    أخرجه أبو جعفر الرزاز في " مجلس من الأمالي " ( ق 178 / 1 ) : حدثنا عبد
    الكريم ابن الهيثم الديرعاقولي : حدثنا أبو توبة - يعني الربيع بن نافع - :
    حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول : حدثني #أبو
    أمامة #: " أن رجلا قال : يا رسول الله ! أنبيا كان آدم ? قال : نعم , مكلم .
    قال : كم كان بينه و بين نوح ? قال : عشرة قرون . قال : يا رسول الله ! كم كانت
    الرسل ? قال : ثلاثمائة و خمسة عشر " . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم
    ثقات رجال مسلم غير الديرعاقولي , و هو ثقة ثبت كما قال الخطيب في " تاريخه " (
    11 / 78 ) و كذلك قال ابن حبان في " الثقات " ( 8 / 423 ) و اعتمده السمعاني في
    " الأنساب " , و الذهبي في " السير " ( 13 / 335 - 336 ) . و الحديث أخرجه ابن
    حبان أيضا في " صحيحه " ( 2085 - موارد ) و ابن منده في " التوحيد " ( ق 104 /
    2 ) و من طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 2 / 325 / 2 ) و الطبراني في "
    الأوسط " ( 1 / 24 / 2 / 398 - بترقيمي ) و كذا في " الكبير " ( 8 / 139 - 140
    ) و الحاكم ( 2 / 262 ) و قال : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي . و
    كذا قال ابن عروة الحنبلي في " الكواكب الدراري " ( 6 / 212 / 1 ) و قد عزاه
    لابن حبان فقط , و قال ابن منده عقبه : " هذا إسناد صحيح على رسم مسلم و
    الجماعة إلا البخاري . و روي من حديث القاسم أبي عبد الرحمن و غيره عن أبي
    أمامة و أبي ذر بأسانيد فيها مقال " . قلت : حديث القاسم , يرويه معان بن رفاعة
    : حدثني علي بن يزيد عنه عن أبي أمامة مطولا , و فيه : " قال : قلت : يا نبي
    الله ! فأي الأنبياء كان أول ? قال : آدم عليه السلام . قال : قلت : يا نبي
    الله ! أو نبي كان آدم ? قال : نعم , نبي مكلم , خلقه الله بيده , ثم نفخ فيه
    من روحه , ثم قال له : يا آدم قبلا . قال : قلت : يا رسول الله ! كم وفى عدد
    الأنبياء ? قال : مائة ألف و أربعة و عشرون ألفا , الرسل من ذلك ثلاثمائة و
    خمسة عشر , جما غفيرا " . أخرجه أحمد ( 5 / 265 ) . و علي بن يزيد و هو
    الألهاني ضعيف . و معان بن رفاعة لين الحديث كما في " التقريب " , لكن يبدو أنه
    لم يتفرد به , فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 159 ) : " رواه أحمد و
    الطبراني في " الكبير " , و مداره على علي بن يزيد و هو ضعيف " . هذا و زاد
    الطبراني في حديث الترجمة كما تقدم : " قال : كم كان بين نوح و إبراهيم ? قال :
    عشرة قرون " . و قال الهيثمي ( 8 / 210 ) : " رواه الطبراني , و رجاله رجال
    الصحيح غير أحمد بن خليد , و هو ثقة " . و لهذه الزيادة شاهد من حديث أبي هريرة
    مرفوعا بلفظ : " كان بين آدم و نوح عليهما السلام عشرة قرون , و بين نوح و
    إبراهيم عشرة قرون , صلى الله عليهما " . أخرجه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 437
    ) : حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال : حدثنا نصر بن عاصم الأنطاكي قال : حدثنا
    الوليد بن مسلم قال : حدثنا أبو عمرو عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي
    هريرة مرفوعا به . أورده في ترجمة نصر هذا , و قال : " لا يتابع عليه , و لا
    يعرف إلا به " . و قال الذهبي في " الميزان " . " محدث رحال , ذكره ابن حبان في
    ( الثقات ) " . و قال الحافظ في " التقريب " : " لين الحديث " . ( تنبيه ) : (
    رحال ) بالراء , و وقع في المطبوعتين من " الميزان " ( دجال ) بالدال . و هو
    تصحيف فاحش , و التصحيح من مخطوطة الظاهرية . و أما حديث أبي ذر الذي أشار إليه
    ابن منده فله عنه طرق : الأولى : عن عبيد بن الخشخاش عنه قال : أتيت النبي صلى
    الله عليه وسلم و هو في المسجد ... الحديث بطوله , و فيه حديث الترجمة , و فيه
    أن الرجل السائل هو أبو ذر نفسه . أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 478 ) : حدثنا
    المسعودي عن أبي عمرو الشامي عن عبيد بن الخشخاش . و من هذا الوجه أخرجه أحمد (
    5 / 178 و 179 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 1 / 1 / 10 و 26 ) من طرق أخرى عن
    المسعودي به . و قال الهيثمي ( 1 / 160 ) : " رواه أحمد و البزار و الطبراني في
    " الأوسط " , و فيه المسعودي و هو ثقة , و لكنه اختلط " . قلت : و عبيد بن
    الخشخاش ضعفه الدارقطني , و أما ابن حبان فأورده في " الثقات " ( 3 / 170 ) و
    قال : " روى عنه الكوفيون " . قلت : و الراوي عنه هذا أبو عمرو الشامي كما ترى
    . الثانية : عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر به مطولا جدا , و فيه حديث
    الترجمة و زيادة عدد الأنبياء المتقدم في حديث علي بن يزيد . أخرجه ابن حبان في
    " صحيحه " ( 94 - الموارد ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 166 - 168 ) من
    طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني : حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس
    الخولاني به . قلت : و إبراهيم هذا متروك متهم بالكذب , لكنه لم يتفرد به , فقد
    قال أبو نعيم عقبه : " و رواه المختار بن غسان عن إسماعيل بن سلمة عن أبي إدريس
    " . قلت : و المختار هذا من رجال ابن ماجه , روى عنه جمع , و لم يذكروا توثيقه
    عن أحد , و قال الحافظ : " مقبول " . و شيخه إسماعيل بن سلمة لم أجد له ترجمة ,
    و غالب الظن أنه محرف و الصواب ( إسماعيل بن مسلم ) فقد ذكروه في شيوخه , و هو
    العبدي الثقة , و كذلك المختار هو عبدي , فإذا صح الإسناد إليه , فهو حسن لغيره
    . و الله أعلم . و تابعه الماضي بن محمد عن أبي سليمان عن القاسم بن محمد عن
    أبي إدريس الخولاني به . و فيه عدد الأنبياء أيضا . أخرجه ابن جرير في "
    التاريخ " ( 1 / 150 ) . قلت : و هذا إسناد ضعيف , لضعف الماضي بن محمد . و
    شيخه أبو سليمان اسمه علي بن سليمان , مجهول . و مثله القاسم بن محمد , و ليس
    هو المدني الثقة . فقد قال الحافظ ابن حجر : " أظن أنه شامي " . الثالثة : قال
    أبو نعيم : و رواه معاوية بن صالح عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب عن ابن عائذ
    عن أبي ذر بطوله . قلت : و ابن أيوب هذا ذكره ابن أبي حاتم ( 3 / 2 / 196 - 197
    ) بهذه الرواية , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و ابن عائذ لم أعرف اسمه
    الآن . الرابعة : عن يحيى بن سعيد العبشمي - من بني سعد بن تميم - : حدثنا ابن
    جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر به . أخرجه أبو نعيم , و البيهقي ( 9 /
    4 ) , لكن رواه من طريقه الحاكم ( 2 / 597 ) فسماه يحيى بن سعيد السعدي البصري
    , و سكت عنه , و قال الذهبي : " قلت : السعدي ليس بثقة " . قلت : الذي ليس بثقة
    إنما هو يحيى بن سعيد المدني , و هذا بصري فهو غيره , و إليه يميل الحافظ في "
    اللسان " , فراجعه . قلت : و العبشمي هذا لم أعرفه , و لم يورده السمعاني في
    هذه النسبة . و جملة القول : إن عدد الرسل المذكورين في حديث الترجمة صحيح
    لذاته , و أن عدد الأنبياء المذكورين في أحد طرقه , و في حديث أبي ذر من ثلاث
    طرق , فهو صحيح لغيره , و لعله لذلك لما ذكره ابن كثير في " تاريخه " ( 1 / 97
    ) من رواية ابن حبان في " صحيحه " سكت عنه , و لم يتعقبه بشيء , فدل على ثبوته
    عنده . و كذلك فعل الحافظ ابن حجر في " الفتح " ( 6 / 257 ) و العيني في "
    العمدة " ( 7 / 307 ) , و غيرهم , و قال المحقق الآلوسي في " تفسيره " ( 5 /
    449 ) : " و زعم ابن الجوزي أنه موضوع , و ليس كذلك . نعم , قيل : في سنده ضعف
    جبر بالمتابعة " . و سبقه إلى ذلك و الرد على ابن الجوزي الحافظ ابن حجر في "
    تخريج الكشاف " ( 4 / 114 ) , و هو الذي لا يسع الباحث المحقق غيره كما تراه
    مبينا في تخريجنا هذا و الحمد لله . و في عدد الأنبياء أحاديث أخرى , هي في
    الجملة متفقة مع الأحاديث المتقدمة على أن عددهم أكثر من عدد الرسل , رويت من
    حديث أبي سعيد الخدري , و من حديث أنس بن مالك من طرق عنه , عند أبي يعلى و
    الطبراني و الحاكم , لعلنا نتفرغ لتتبعها , و تخريجها في المكان المناسب لها في
    فرصة أخرى إن شاء الله تعالى . ثم خرجتها في " الضعيفة " برقم ( 6090 ) . و
    اعلم أن الحديث و ما ذكرنا من الأحاديث الأخرى , مما يدل على المغايرة بين
    الرسول و النبي , و ذلك مما دل عليه القرآن أيضا في قوله عز وجل : *( و ما
    أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته )* الآية
    . و على ذلك جرى عامة المفسرين , من ابن جرير الطبري الإمام , إلى خاتمة
    المحققين الآلوسي , و هو ما جزم به شيخ الإسلام ابن تيمية في غير ما موضع من
    فتاويه ( المجموع 10 / 290 و 18 / 7 ) أن كل رسول نبي , و ليس كل نبي رسولا . و
    قال القرطبي في " تفسيره " ( 12 / 80 ) : " قال المهدوي <1> : و هذا هو الصحيح
    أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا . و كذا ذكر القاضي عياض في كتاب " الشفا "
    , قال : و الصحيح الذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبي و ليس كل نبي رسولا و
    احتج بحديث أبي ذر .. " . قلت : و يؤكد المغايرة في الآية ما رواه أبو بكر
    الأنباري في كتاب " الرد " له بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ : (
    و ما أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي و لا محدث ) . و قال أبو بكر : فهذا حديث
    لا يؤخذ به على أن ذلك قرآن , و المحدث هو الذي يوحى إليه في نومه , لأن رؤيا
    الأنبياء وحي . قلت : فإن صح ذلك عن ابن عباس فهو مما يؤكد ما ذكرنا من
    المغايرة , و إن كان لا يثبت به قرآن , و يؤيده أن المغايرة هذه رويت عن تلميذه
    مجاهد رحمه الله , فقد ذكر السيوطي في " الدر " ( 4 / 366 ) برواية ابن المنذر
    و ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : " النبي وحده الذي يكلم و ينزل عليه , و لا يرسل
    " . فهذا نص من هذا الإمام في التفسير , يؤيد ما تتابع عليه العلماء من القول
    بالمغايرة , الموافق لظاهر القرآن و صريح السنة . و كان الدافع على تحرير هذا
    أنني رأيت مجموعة رسائل لأحد فضلاء العصر الحاضر , فيها رسالة بعنوان : " إتحاف
    الأحفياء برسالة الأنبياء " ذهب فيها إلى عدم التفريق بين الرسول و النبي . و
    بحثه فيها يدل المحقق المطلع على بحوث العلماء و أقوالهم , على أن المؤلف لها
    حفظه الله ارتجلها ارتجالا دون أن يتعب نفسه بالبحث عن أقوال العلماء في
    المسألة , و إلا فكيف جاز له أن يقول ( ج 1 / 429 ) : 1 - " و أسبق من رأينا
    تكلم بهذا التفريق هو العلامة ابن كثير ... " ! و قد سبقه إلى ذلك مجاهد ,
    التابعي الجليل ( ت 104 ) و شيخ المفسرين ابن جرير ( ت 310 ) و البغوي ( ت 516
    ) و القرطبي ( ت 671 ) و الزمخشري ( ت 538 ) , و غيرهم ممن أشرت إليهم آنفا .
    2 - كيف يقول ( ص 431 ) : " إن ابن تيمية لم يذكر التفريق المشار إليه في كتابه
    ( النبوات ) " ! و ليس من اللازم أن يذكر المؤلف كل ما يعلمه في الموضوع في
    كتاب واحد , فقد ذكر ذلك ابن تيمية في غير ما موضع من فتاواه , فلو أنه راجع "
    مجموع الفتاوى " له لوجد ذلك في ( 10 / 290 و 18 / 7 ) . و من ذلك تعلم بطلان
    قوله عقب ذلك : " فهذه الغلطة في التفريق بين الرسول و النبي يظهر أنها إنما
    دخلت على الناس من طريق حديث موضوع رواه ابن مردويه عن أبي ذر , و هو حديث طويل
    جدا لا يحتمل أبو ذر حفظه مع طوله .. " ! أقول : ليس العمدة في التفريق المذكور
    على هذا الحديث الطويل الذي زعم أن أبا ذر لا يتحمل حفظه كما شرحت ذلك في هذا
    التخريج الفريد في بابه فيما أظن , و تالله إن هذا الزعم لبدعة في علم الجرح و
    التعديل ما سبق - و الحمد لله - من أحد إلى مثلها ! و إلا لزمه رد أحاديث كثيرة
    طويلة صحيحة ثابتة في الصحيحين و غيرهما , كحديث صلح الحديبية , و حديث الدجال
    و الجساسة , و حديث عائشة : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " , و غيرها . و لعله لا
    يلتزم ذلك إن شاء الله تعالى و تقليده لابن الجوزي في حكمه على الحديث بالوضع
    مردود , لأن التقليد ليس بعلم , كما لا يخفى على مثله , ثم لماذا آثر تقليده
    على تقليد الذين ردوا عليه حكمه عليه بالوضع ? كالحافظ العسقلاني و المحقق
    الآلوسي و غيرهما ممن سبقت الإشارة إلى كلامهم , لاسيما و هو يعلم تشدد ابن
    الجوزي في نقده للأحاديث , كما يعلم إن شاء الله أن نقده لو سلم به , خاص في
    بعض طرق الحديث التي خرجتها هنا . و من غرائبه أنه ذكر آية الأمنية : *( و ما
    أرسلنا من قبلك من رسول و لا نبي إلا إذا تمنى .. )* و أن الواو تفيد المغايرة
    , ثم رد ذلك بقوله : " و الجواب أن مثل هذا يقع كثيرا في القرآن و في السنة
    يعطف بالشيء على الشيء , و يراد بالتالي نفس الأول كما في قوله : *( إن
    المسلمين و المسلمات , و المؤمنين و المؤمنات )* , فغاير بينهما بحرف العطف , و
    معلوم أن المسلمين هم المؤمنون , و المؤمنين هم المسلمون " . فأقول : هذا غير
    معلوم , بل العكس هو الصواب , كما شرح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتبه , و
    بخاصة منها كتابه " الإيمان " , و لذلك قال في " مختصر الفتاوى المصرية " ( ص
    586 ) : " الذي عليه جمهور سلف المسلمين : أن كل مؤمن مسلم , و ليس كل مسلم
    مؤمنا , فالمؤمن أفضل من المسلم , 49 : 14 : *( قالت الأعراب آمنا قل
    لم تؤمنوا و لكن قولوا أسلمنا )* " . فالآية كما ترى حجة عليه , و يؤيد ذلك
    تمامها : *( القانتين و القانتات ... )* الآية : فإن من الظاهر بداهة أنه ليس
    كل مسلم قانتا ! ثم ذكر آية أخرى لا تصلح أيضا دليلا له , و هي قوله تعالى : *(
    قل من كان عدوا لله و ملائكته و رسله و جبريل و ميكال .. )* , قال : فعطف
    بجبريل و ميكال على الملائكة و هما منهم " . أقول : نعم , و لكن هذا ليس من باب
    عطف الشيء على الشيء و يراد بالتالي نفس الأول كما هو دعواه , و إنما هذا من
    باب عطف الخاص على العام . و هذا مما لا خلاف فيه , و لكنه ليس موضع البحث كما
    هو ظاهر للفقيه . نعم إن ما ذهب إليه المومى إليه في الرسالة السابقة من إنكار
    ما جاء في بعض كتب الكلام في تعريف النبي أنه من أوحي إليه بشرع و لم يؤمر
    بتبليغه , فهو مما أصاب فيه كبد الحقيقة , و لطالما أنكرناه في مجالسنا و
    دروسنا , لأن ذلك يستلزم جواز كتمان العلم مما لا يليق بالعلماء , بله الأنبياء
    , : *( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات و الهدى من بعد ما
    بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون )* . و لعل المشار
    إليه توهم أن هذا المنكر إنما تفرع من القول بالتفريق بين الرسول و النبي ,
    فبادر إلى إنكار الأصل ليسقط معه الفرع , كما فعل بعض الفرق قديما حين بادروا
    إلى إنكار القدر الإلهي إبطالا للجبر , و بعض العلماء في العصر الحاضر إلى
    إنكار عقيدة نزول عيسى و خروج المهدي عليهما السلام , إنكارا لتواكل جمهور من
    المسلمين عليها . و كل ذلك خطأ , و إن كانوا أرادوا الإصلاح , فإن ذلك لا يكون
    و لن يكون بإنكار الحق الذي قامت عليه الأدلة . و لو أن الكاتب المشار إليه
    توسع في دراسة هذه المسألة قبل أن يسود رسالته , لوجد فيها أقوالا أخرى
    استوعبها العلامة الآلوسي ( 5 / 449 ) , و لكان بإمكانه أن يختار منها ما لا
    نكارة فيه كمثل قول الزمخشري ( 3 / 37 ) : " و الفرق بينهما , أن الرسول من
    الأنبياء : من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه . و النبي غير الرسول : من
    لم ينزل عليه كتاب , و إنما أمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله " . و مثله
    قول البيضاوي في " تفسيره " ( 4 / 57 ) : " الرسول : من بعثه الله بشريعة مجددة
    يدعو الناس إليها , و النبي يعمه , و من بعثه لتقرير شرع سابق , كأنبياء بني
    إسرائيل الذين كانوا بين موسى و عيسى عليهم السلام , و لذلك شبه النبي صلى الله
    عليه وسلم علماء أمته بهم " . يشير إلى حديث " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل
    " و لكنه حديث لا أصل له , كما نص على ذلك الحافظ العسقلاني و السخاوي و غيرهما
    . ثم إنهم قد أوردوا على تعريفه المذكور اعتراضات يتلخص منها أن الصواب حذف
    لفظة " مجددة " منه , و مثله لفظة " الكتاب " في تعريف الزمخشري , لأن إسماعيل
    عليه السلام , لم يكن له كتاب و لا شريعة مجددة , بل كان على شريعة إبراهيم
    عليهما السلام , و قد وصفه الله عز وجل في القرآن بقوله : *( إنه كان صادق
    الوعد و كان رسولا نبيا )* . و يبقى تعريف النبي بمن بعث لتقرير شرع سابق , و
    الرسول من بعثه الله بشريعة يدعو الناس إليها , سواء كانت جديدة أو متقدمة . و
    الله أعلم .

    -----------------------------------------------------------
    [1] من علماء المغرب , و اسمه محمد بن إبراهيم المهدوي . توفي سنة ( 595 ) .
    2669 " ما من مسلم يفعل خصلة من هؤلاء إلا أخذت بيده حتى تدخله الجنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 369 :

    أخرجه الطبراني في " الكبير " ( 1 / 82 / 2 ) : حدثنا حفص بن عمر بن الصباح
    الرقي أخبرنا أبو حذيفة موسى بن مسعود أخبرنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن
    مالك بن مرثد عن أبيه قال : " قال #أبو ذر # : قلت : يا رسول الله ! ماذا ينجي
    العبد من النار ? قال : الإيمان بالله . قلت : يا نبي الله ! إن مع الإيمان عمل
    ? قال : يرضح مما رزقه الله , قلت : يا رسول الله ! أرأيت إن كان فقيرا لا يجد
    ما يرضح به ? قال : يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر . قلت : يا رسول الله !
    أرأيت إن كان عييا لا يستطيع أن يأمر بمعروف و لا ينهى عن منكر ? قال : يصنع
    لأخرق . قلت : أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئا ? قال : يعين مغلوبا .
    قلت : أرأيت إن كان ضعيفا لا يستطيع أن يعين مظلوما ?! فقال : ما تريد أن تترك
    في صاحبك من خير ?! تمسك الأذى عن الناس . فقلت : يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل
    الجنة ?! قال : فذكره .. " . قلت : و هذا إسناد رجاله كلهم موثقون , و قال
    الهيثمي ( 3 / 135 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . قلت :
    و فيه تساهل ظاهر , فإن مرثدا والد مالك و هو ابن عبد الله الزماني لم يوثقه
    غير ابن حبان و العجلي , و لم يرو عنه غير ابنه , و لذلك قال الحافظ فيه : "
    مقبول " . و حفص بن عمر الرقي , قال أبو أحمد الحاكم : " حدث بغير حديث لم
    يتابع عليه " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " , و قال : " ربما أخطأ " . و قد
    تابعه أبو الوليد الطيالسي : أخبرنا عكرمة بن عمار .. عند البيهقي في " الشعب "
    ( 3 / 204 ) . لكن للحديث طريق أخرى يتقوى بها , قال الأوزاعي : حدثني أبو كثير
    السحيمي عن أبيه قال : سألت أبا ذر , قلت : دلني على عمل إذا عمل العبد به دخل
    الجنة ? قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره بنحوه . أخرجه
    ابن حبان ( 863 ) و الحاكم ( 1 / 63 ) و عنه البيهقي في " الشعب " ( 3 / 203 )
    , و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم , فقد احتج في كتابه بأبي كثير الزبيدي ,
    و اسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة , و هو تابعي معروف , يقال له : أبو كثير
    الأعمى " . و وافقه الذهبي . و تقدم من طريق آخر عن أبي ذر مختصرا ( 575 ) .
    قلت : و قيل في اسمه : يزيد بن عبد الله بن أذينة , و قيل : ابن غفيلة . و ظاهر
    كلام الحاكم أن أباه من رجال مسلم , و لم أره في " التهذيب " لا في عبد الله بن
    أذينة , و لا في عبد الرحمن بن أذينة . نعم , أورد فيه عبد الرحمن بن أذينة بن
    سلمة العبدي الكوفي قاضي البصرة , روى عن أبيه و أبي هريرة و عنه أبو إسحاق
    السبيعي و و ... و لم يذكر ابنه فيهم , فهو غير المترجم . و الله أعلم .





  7. #7
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    2670 " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم بمكة , فخرجنا في بعض نواحيها , فما استقبله
    جبل و لا شجر إلا و هو يقول : السلام عليك يا رسول الله " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 371 :

    أخرجه الترمذي ( 3630 ) و الدارمي ( 1 / 12 ) و أبو نعيم في " الدلائل " ( ص
    138 ) و الحاكم ( 2 / 620 ) عن الوليد بن أبي ثور عن السدي عن عباد بن أبي يزيد
    عن #علي بن أبي طالب #قال : فذكره . و قال الترمذي : " حديث [ حسن ] غريب " .
    قلت : إسناده ضعيف , عباد هذا قال الذهبي : " لا يدرى من هو " و الوليد بن أبي
    ثور ضعيف , فلعل تحسين الترمذي إياه - و هو مما وقع في بعض النسخ و نقله
    المنذري ( 2 / 146 ) عنه - إنما هو لأن له طريقا أخرى و شواهد يتقوى بها , و
    كذلك صححه الحاكم , و وافقه الذهبي . أما الطريق الأخرى , فهو ما أخرجه
    الطبراني في " الأوسط " ( 3 / 315 - مصورة الجامعة ) من طريق زياد بن خيثمة عن
    السدي عن أبي عمارة الخيواني عن علي به مختصرا بلفظ : " خرجت مع النبي صلى الله
    عليه وسلم فجعل لا يمر على حجر , و لا شجر إلا سلم عليه " . قلت : و هذا إسناد
    صحيح , رجاله ثقات معروفون , خلافا لقول الهيثمي : " و التابعي أبو عمارة
    الخيواني لم أعرفه , و بقية رجاله ثقات " . قلت : بل هو معروف , و هو بالخاء
    المعجمة نسبة إلى خيوان بن زيد , جده الأعلى , و هو عبد خير بن زيد الهمداني ,
    ثقة معروف بالرواية عن علي رضي الله عنه , فصح الحديث و الحمد لله . و يشهد
    للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن
    أبعث , و إني لأعرفه الآن " . أخرجه مسلم و ابن حبان و صححه البغوي في " شرح
    السنة " ( 13 / 287 / 3709 ) و غيرهم , و هو مخرج في " الروض النضير " ( 185 )
    و قد قلبه بعض الضعفاء , فقال : " ليالي بعثت " . و قد بينت ذلك بيانا شافيا في
    بحث أودعته في " الضعيفة " برقم ( 6574 ) .
    2671 " من أخاف أهل المدينة أخافه الله " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 372 :

    أخرجه ابن حبان ( 1039 ) من طريق عبد الرحمن بن عطاء عن محمد بن #جابر بن عبد
    الله #عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا
    إسناد جيد في المتابعات و الشواهد , و رجاله ثقات إلا أن ابن عطاء هذا فيه لين
    كما قال الحافظ في " التقريب " , و قد صح بإسناد آخر عن جابر بلفظ : " ... فقد
    أخاف ما بين جنبي " . أخرجه أحمد ( 3 / 354 و 393 ) مطولا و مختصرا . لكني وجدت
    للفظ الترجمة شاهدا قويا من حديث السائب بن خلاد مرفوعا به و زاد : " و عليه
    لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين , لا يقبل منه صرف و لا عدل " . أخرجه
    النسائي في " الكبرى " ( 89 / 2 ) و أحمد ( 3 / 55 و 56 ) و الطبراني في "
    المعجم الكبير " ( 7 / 169 / 6631 ) من طريق يحيى بن سعيد عن مسلم بن أبي مريم
    عن عطاء بن يسار عنه . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين . ثم أخرجوه هم , و
    أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 372 ) من طريق يزيد بن خصيفة عن عبد الرحمن بن
    عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن عطاء بن يسار أخبره به , و زاد : "
    ظالما لهم " . و إسناده صحيح أيضا على شرط الشيخين , و يزيد هو ابن عبد الله بن
    خصيفة المدني . و الحديث أورده المنذري ( 2 / 147 ) برواية النسائي و الطبراني
    عن السائب بن خلاد مرفوعا بلفظ : " اللهم من ظلم أهل المدينة , و أخافهم فأخفه
    , و عليه لعنة الله ... " إلخ . قلت : و هذا اللفظ للطبراني ( 6636 ) فقط ,
    فإنه ليس عند النسائي إلا باللفظ المتقدم , و هو حسن بما قبله , و رجاله ثقات
    غير عائشة بنت المنذر , و الصواب ( بنت الزبير ) كما في ترجمة الراوي عنها (
    معاوية بن عبد الله الزبيري ) في كتاب ابن أبي حاتم و غيره , و قد وثقها ابن
    حبان ( 7 / 307 ) .
    2672 " إن السيوف مفاتيح الجنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 374 :

    أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 7 / 145 / 2 ) : حدثنا زيد بن حباب عن جعفر
    بن سليمان الضبعي أخبرنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن # أبي موسى الأشعري #
    قال : سمعت أبي تجاه العدو يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
    فقال له رجل رث الهيئة : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ? قال :
    نعم , فسل سيفه , و كسر غمده و التفت إلى أصحابه و قال : أقرأ عليكم السلام ,
    ثم تقدم إلى العدو فقاتل حتى قتل . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله كلهم ثقات
    رجال الشيخين غير زيد بن الحباب و شيخه الضبعي , فهما من رجال مسلم وحده , و
    فيهما كلام لا يضر . و له شاهد من رواية يزيد بن أبي زياد - و هو الهاشمي
    مولاهم - عن مجاهد عن يزيد بن شجرة في خطبة له قال في آخرها : " نبئت أن السيوف
    مفاتيح الجنة " . رواه الطبراني من طريقين إحداهما جيدة صحيحة كما قال المنذري
    ( 2 / 195 ) . و قال الهيثمي ( 5 / 294 ) : " رجالها رجال الصحيح " . قلت :
    أخرجه في " الكبير " ( 22 / 246 - 247 ) من طريقين , أحدهما عن عبد الرزاق , و
    هذا في " المصنف " ( 5 / 256 - 257 ) عن الثوري عن منصور عن مجاهد به . و هذا
    إسناد صحيح موقوف . لكن له طريق أخرى مرفوع , يرويه إسماعيل بن عياش عن عبد
    العزيز بن حمزة قال : سمعت يزيد بن شجرة بأرض الروم يقول : قال رسول الله صلى
    الله عليه وسلم : فذكره , أخرجه الحاكم ( 3 / 494 ) . و عبد العزيز بن حمزة لم
    أجد له ترجمة , و يحتمل أنه عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة الحمصي , فقد ذكر
    في شيوخ ابن عياش , فإن يكن هو فهو ضعيف . و وجدت للهاشمي متابعا قويا لو ثبت
    الإسناد إليه , فقال أبو بكر الشافعي في " الفوائد " ( 6 / 66 / 1 ) : أخبرنا
    محمد بن يونس بن موسى القرشي أخبرنا يحيى بن كثير أخبرنا شعبة عن الأعمش عن
    مجاهد به . و رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير القرشي هذا - و هو الكديمي - و
    هو كذاب . لكن يشهد للحديث قوله صلى الله عليه وسلم : " الجنة تحت ظلال السيوف
    " . رواه البخاري عن عبد الله بن أبي أوفى , و مسلم عن أبي موسى , و هو مخرج في
    " الإرواء " ( 5 / 6 - 7 ) .
    2673 " ثلاثة لا ترى أعينهم النار يوم القيامة : عين بكت من خشية الله و عين حرست في
    سبيل الله و عين غضت عن محارم الله " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 375 :

    روي من حديث #معاوية بن حيدة و عبد الله بن عباس و أبي ريحانة و أبي هريرة و
    أنس بن مالك # . 1 - أما حديث معاوية بن حيدة فيرويه أبو حبيب الغنوي عن بهز بن
    حكيم عن أبيه عن جده مرفوعا به . أخرجه الخلعي في " الفوائد " ( ق 106 / 1 ) و
    ابن عساكر في " التاريخ " ( 3 / 297 / 1 ) كلاهما من طريق أبي يعلى عن أبي حبيب
    الغنوي به . قلت : و هذا إسناد حسن , لولا أن أبا حبيب هذا لم أجد من ذكره , و
    إلى ذلك أشار الهيثمي بقوله ( 5 / 288 ) : " رواه الطبراني , و فيه أبو حبيب
    العنقزي , و يقال : ( القنوي ) , و لم أعرفه " . و نحوه في " الترغيب " ( 2 /
    154 و 3 / 64 ) . و ذكره المزي في الرواة عن بهز , و وقع فيه ( القنوي ) و وقع
    في المصدرين المذكورين للحديث : ( الغنوي ) , و هذا اختلاف شديد في هذه النسبة
    لم يتبين لي الصواب من ذلك كما شرحته في التعليق على الحديث في " صحيح الترغيب
    و الترهيب " ( رقم 1217 ) . 2 - و أما حديث ابن عباس , فجاء من وجهين اثنين :
    الأول : عن شعيب بن رزيق أبي شيبة : حدثنا عطاء الخراساني عن عطاء بن أبي رباح
    عنه بلفظ : " عينان لا تمسهما النار .. " الحديث دون الجملة الثالثة . أخرجه
    الترمذي ( 1639 ) و البيهقي ( 1 / 488 / 796 ) و المزي في " التهذيب " ( 12 /
    525 ) و قال الترمذي : " حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعيب " . قلت : هو
    صدوق يخطىء كما قال الحافظ , و إنما العلة ( عطاء الخراساني ) فإنه يخطىء كثيرا
    . الثاني : عن أبي الفرج بن المسلمة في " مجلس من الأمالي " ( 120 / 1 - 2 ) عن
    عبد الله بن قريش قال : وجدت في " كتاب الفرج " : حدثنا عمر بن يزيد : حدثنا
    معن بن خالد عن سعيد بن جبير عنه . قلت : و هذا إسناد ضعيف , و فيه علل :
    الأولى : الفرج - و هو ابن فضالة الشامي - ضعيف . الثانية : عمر بن يزيد ,
    الظاهر أنه النضري الشامي , ذكره أبو زرعة في " ثقات الشاميين " , و قال ابن
    حبان ( 2 / 89 ) : " كان ممن يقلب الأسانيد , و يرفع المراسيل , لا يجوز
    الاحتجاج به على الإطلاق , و إن اعتبر بما يوافق الثقات فلا ضير " . الثالثة :
    معبد بن خالد , الظاهر أنه من شيوخ بقية , مجهول . 3 - و أما حديث أبي ريحانة :
    عبد الرحمن بن شريح قال : سمعت محمد بن شمير الرعيني يقول : سمعت أبا عامر
    الجنبي يقول : سمعت أبا ريحانة يقول : " كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    في غزوة ... " الحديث , و فيه : ثم قال صلى الله عليه وسلم : " حرمت النار على
    عين دمعت أو بكت من خشية الله , و حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله , أو
    قال : حرمت النار على عين أخرى ثالثة لم يسمها محمد بن بكير " . أخرجه ابن أبي
    شيبة في " المصنف " ( 7 / 158 / 2 - 159 / 1 ) و عنه ابن أبي عاصم في " الجهاد
    " ( ق 86 / 2 ) و أحمد ( 4 / 134 - 135 ) و الحاكم ( 2 / 83 ) و عنه البيهقي (
    9 / 149 ) <1> , و زادا : " قال أبو شريح - و هو عبد الرحمن بن شريح - : و
    سمعته بعد أن قال : حرمت النار على عين غضت عن محارم الله , أو عين فقئت في
    سبيل الله " . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي ! كذا قال مع
    أنه أورد محمد بن شمير في " الميزان " , و قال : " لم يرو عنه غير عبد الرحمن
    بن شريح " . و لم يوثقه غير ابن حبان , و لكن ابن حبان قال : " روى عنه
    المصريون " . و جزم ابن القطان بأن عبد الرحمن بن شريح تفرد بالرواية عنه , و
    أنه لا يعرف كما في " التهذيب " و لهذا قال في " التقريب " : " مقبول " . يعني
    عند المتابعة . 4 - و أما حديث أبي هريرة , فله ثلاث طرق : الأولى : عن عمر بن
    راشد اليمامي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عنه به , إلا أنه
    قال مكان " عين غضت عن محارم الله " : عين فقئت في سبيل الله " . و الباقي مثله
    . أخرجه الحاكم ( 2 / 82 ) و عنه البيهقي ( 1 / 488 / 795 ) و قال الحاكم : "
    صحيح الإسناد " ! و رده الذهبي بقوله : " قلت : عمر ضعفوه " . الثانية : عن
    صالح بن كيسان قال : قال أبو عبد الرحمن : سمعت أبا هريرة يقول : فذكره نحو
    حديث الترجمة دون الجملة الثالثة . أخرجه البخاري في " الكنى " ( 50 / 436 ) و
    عبد بن حميد في " المنتخب " ( 3 / 208 / 1445 ) و الحاكم ( 2 / 82 - 83 ) و عنه
    البيهقي ( 4 / 16 - 17 ) . قلت : بيض له الحاكم , و أعله الذهبي معقبا عليه
    بقوله : " قلت : فيه انقطاع " . كذا قال , و لعل الصواب أن يقال : فيه جهالة
    لأن عبد الرحمن هذا غير معروف إلا في هذه الرواية , و لم يوثقه غير ابن حبان (
    5 / 568 ) و قد صرح بالسماع , فأين الانقطاع ?! و من المحتمل أنه يعني
    بالانقطاع قول ( صالح بن كيسان ) : " قال : قال أبو عبد الرحمن " . و لكني
    أستبعده جدا , لأن صالحا هذا ثقة غير مدلس , فلا فرق بين قوله : " قال " و قوله
    : " عن " و " ذكر " و نحوه , كما هو مقرر في علم المصطلح . الثالثة : عن عمر بن
    سهل المازني عن عمر بن صهبان عن صفوان بن سليم عن أبي سلمة عنه مرفوعا به نحوه
    , إلا أنه قال : " و عين خرج منها مثل رأس الذباب من خشية الله " . أخرجه
    البزار ( 2 / 262 / 1659 ) و غيره . و عمر بن سهل المازني ضعيف , لكنه قد توبع
    , فالعلة من شيخه ابن صهبان , و قد تفرد بذكر هذه الزيادة : " مثل رأس الذباب "
    و لذلك أوردت حديثه هذا في " الضعيفة " ( 1562 و 5144 ) . 5 - و أما حديث أنس
    فيرويه شبيب بن بشر عنه مرفوعا مثل حديث الترمذي . أخرجه أبو يعلى في " مسنده "
    ( 7 / 307 - 308 ) و من طريقه الضياء المقدسي في " المختارة " ( ق 131 / 1 ) و
    الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 54 / 1 / 5908 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 7 /
    119 ) و قالا : " تفرد به زافر بن سليمان " . قلت : هو أبو سليمان الإيادي و هو
    صدوق كثير الأوهام , لكنه عند أبي يعلى من طريق أخرى عن ( شبيب بن بشر ) و هو
    صدوق يخطىء , فحديثه حسن , و هو بما تقدم من الشواهد صحيح بلا ريب , و بخاصة أن
    له طريقين آخرين عن أنس , أحدهما في " تاريخ بغداد " ( 2 / 360 ) و الآخر عند
    العقيلي ( 4 / 346 ) و الشهاب القضاعي ( 1 / 212 / 321 ) و قال العقيلي : " و
    الرواية في هذا الباب لينة , و فيها ما هو أصلح من هذا الإسناد " . و كأنه يعني
    رواية شبيب بن بشر . و الله أعلم . و بالجملة فالحديث بهذه الطرق صحيح على
    الراجح . و الله أعلم .

    -----------------------------------------------------------
    [1] و للنسائي ( 2 / 56 ) جملة السهر منه . اهـ .
    2674 " رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجن في الصلاة . يعني : يعتمد " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 380 :

    أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 239 / 1 - مصورة الجامعة الإسلامية
    رقم 419 - ط ) : حدثنا علي بن سعيد الرازي قال : أخبرنا عبد الله بن عمر بن
    أبان قال : أخبرنا يونس بن بكير قال : أخبرنا الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة
    عن الأزرق بن قيس قال : رأيت #عبد الله بن عمر #و هو يعجن في الصلاة , يعتمد
    على يديه إذا قام , فقلت : ما هذا يا أبا عبد الرحمن ? قال : فذكره , و قال : "
    لم يرو هذا الحديث عن الأزرق إلا الهيثم , تفرد به يونس بن بكير " . قلت : و هو
    صدوق حسن الحديث من رجال مسلم , و فيه كلام لا ينزل حديثه عن مرتبة الحسن إن
    شاء الله تعالى . لكن شيخه الهيثم بن علقمة بن قيس بن ثعلبة لم أعرفه , و لم أر
    أحدا ذكره , فأخشى أن يكون وقع في الرواية شيء من التحريف , فقد أخرج الحديث
    أبو إسحاق الحربي في " غريب الحديث " هكذا : حدثنا عبد الله بن عمر حدثنا يونس
    بن بكير عن الهيثم عن عطية بن قيس عن الأزرق بن قيس به . و الحربي ثقة إمام
    حافظ , فروايته مقدمة على رواية علي بن سعيد الرازي , فإن هذا و إن وثقه مسلمة
    بن قاسم فقد قال الدارقطني : " ليس بذاك " , فقوله في الإسناد : " الهيثم بن
    علقمة بن قيس بن ثعلبة " يكون من أوهامه إن كان محفوظا عنه , و الصواب قول
    الحربي : " الهيثم عن عطية بن قيس " . و الهيثم هذا هو ابن عمران الدمشقي ,
    وثقه ابن حبان , و قد روى عنه جمع من الثقات كما كنت حققته في " الكتاب الآخر "
    تحت الحديث ( 967 ) مفصلا القول هناك في مشروعية الاعتماد على اليدين عند
    القيام من السجدة الثانية أو التشهد الأول , و ذكرت هناك متابعا قويا لعطية بن
    قيس فراجعه . و من العجيب أن يخفى هذا الحديث على كل من صنف في " التخريج " كما
    ذكرت هناك , و أعجب منه أن لا يورده الهيثمي في " مجمع البحرين في زوائد
    المعجمين " , بل و لا في " مجمع الزوائد " , مع أنه أورد فيه ما يخالفه , فقال
    ( 2 / 136 ) : " و عن عبد الرحمن بن يزيد قال : رمقت عبد الله بن مسعود في
    الصلاة فرأيته ينهض و لا يجلس , قال : ينهض على صدور قدميه في الركعة الأولى و
    الثالثة . رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله رجال الصحيح " . و نحوه ما
    صنعه الحافظ في " التلخيص الحبير " , فإنه بعد أن ذكر حديث ابن عباس بمعنى حديث
    الترجمة , و نقل أقوال مخرجيه في تضعيف حديث ابن عباس و إبطاله , قال ( 1 / 260
    ) : " و في " الطبراني الأوسط " عن الأزرق بن قيس : رأيت عبد الله بن عمر و هو
    يعجن في الصلاة , يعتمد على يديه إذا قام كما يفعل الذي يعجن " ! فذكر الموقوف
    دون المرفوع منه , فأوهم القارىء خلاف الواقع , و لذلك كنت سميته في الكتاب
    السابق الذكر أثرا اعتمادا عليه , فلما وقفت على لفظه في " المعجم الأوسط "
    بادرت إلى إخراجه هنا و سقته كما رأيته فيه و تكلمت على إسناده نصحا للأمة , و
    تأكيدا لما كنت ذكرته هناك من ثبوت الحديث . و الحمد لله الذي بنعمته تتم
    الصالحات . و لابد من التنبيه هنا على خطأ وقع لي ثمة , و ذلك أنني رجحت أن عبد
    الله بن عمر - شيخ الحربي - الصواب فيه عبيد الله ( مصغرا ) , فلما وقفت على
    رواية الطبراني و مطابقتها لرواية الحربي , بل زاد فسمى جده ( أبان ) تبين لي
    الخطأ , و أن الصواب كما وقع في الروايتين : ( عبد الله بن عمر ) و هو ابن محمد
    بن أبان الأموي مولاهم الكوفي , و هو ثقة أيضا من رجال مسلم . ثم رأيت ليونس بن
    بكير متابعا , أخرجه الطبراني في " الأوسط " أيضا ( 1 / 190 / 2 رقم 3371 - ط )
    من طريق عبد الحميد الحماني قال : أخبرنا الهيثم بن عطية البصري عن الأزرق بن
    قيس قال : " رأيت ابن عمر في الصلاة يعتمد إذا قام , فقلت : ما هذا ? قال :
    رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله " . و قال : " لم يروه عن الأزرق إلا
    الهيثم , تفرد به الحماني " . قلت : و فيه ضعف , و الهيثم بن عطية هذا لم أعرفه
    أيضا , و لعله " .. عن عطية " كما تقدم في رواية أبي إسحاق الحربي . و الله
    أعلم . ( تنبيه ) : ألف بعض الفضلاء جزءا في كيفية النهوض في الصلاة , نشره سنة
    ( 1406 ) , تأول فيه بعض الأحاديث الصحيحة على خلاف تفسير العلماء , و حشر
    أحاديث ضعيفة مقويا تأويله بها , و ضعف حديثنا هذا الصحيح بأمور و علل دلت على
    أنه كان الأولى به أن لا يدخل نفسه فيما لا يحسنه , فرددت عليه ردا مسهبا مبينا
    أخطاءه الحديثية و الفقهية في كتابي " تمام المنة " ( ص 196 - 207 ) , فمن شاء
    التوسع رجع إليه .
    2675 " من السنة النزول بـ ( الأبطح ) عشية النفر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 383 :

    أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 198 / 2 - 199 / 1 ) قال : حدثنا
    الحسين بن محمد بن حاتم العجل قال : أخبرنا عبد الله بن محمد الأذرمي قال :
    أخبرنا القاسم بن يزيد الجرمي قال : أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن
    الأسود عن #عمر بن الخطاب #قال : فذكره . و قال : " لم يروه عن سفيان إلا
    القاسم الجرمي " . قلت : و هو ثقة اتفاقا , و مثله الأذرمي الراوي عنه . و أما
    الحسين بن محمد - و هو المعروف بعبيد العجل - فهو ثقة حافظ متقن كما قال الخطيب
    ( 8 / 94 ) و هو من تراجم الذهبي في " تذكرة الحفاظ " . و أما من فوقهم فثقات
    كلهم من رجال الشيخين لا يسأل عن مثلهم . فالإسناد صحيح , و لقد قصر الهيثمي
    حين اقتصر على تحسينه في " المجمع " ( 3 / 282 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط
    " , و إسناده حسن " ! و لقد بادرت إلى تخريج هذا الحديث فور حصولي على نسخة
    مصورة من " المعجم الأوسط " لعزته , و قلة من أورده من المخرجين و غيرهم , و
    لكونه شاهدا قويا لما رواه مسلم ( 4 / 85 ) عن نافع أن ابن عمر كان يرى التحصيب
    سنة . قلت : فكأن ابن عمر تلقى ذلك من أبيه رضي الله عنهما , فتقوى رأيه بهذا
    الشاهد الصحيح عن عمر . و ليس بخاف على أهل العلم أنه أقوى في الدلالة على
    شرعية التحصيب من رأي ابنه , لما عرف عن هذا من توسعه في الاتباع له صلى الله
    عليه وسلم حتى في الأمور التي وقعت منه صلى الله عليه وسلم اتفاقا لا قصدا , و
    الأمثلة على ذلك كثيرة , و قد ذكر بعضها المنذري في أول " ترغيبه " <1> , بخلاف
    أبيه عمر كما يدل على ذلك نهيه عن اتباع الآثار <2> , فإذا هو جزم أن التحصيب
    سنة , اطمأن القلب إلى أنه يعني أنها سنة مقصودة أكثر من قول ابنه بذلك ,
    لاسيما و يؤيده ما أخرجه الشيخان عن أبي هريرة قال : قال لنا رسول الله صلى
    الله عليه وسلم و نحن بمنى : " نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على
    الكفر " . و ذلك أن قريشا و بني كنانة تحالفت على بني هاشم و بني المطلب أن لا
    يناكحوهم و لا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم . يعني
    بذلك التحصيب . و السياق لمسلم . قال ابن القيم في " زاد المعاد " : " فقصد
    النبي صلى الله عليه وسلم إظهار شعائر الإسلام في المكان الذي أظهروا فيه شعائر
    الكفر , و العداوة لله و رسوله . و هذه كانت عادته صلوات الله و سلامه عليه :
    أن يقيم شعار التوحيد في مواضع شعائر الكفر و الشرك كما أمر صلى الله عليه وسلم
    أن يبنى مسجد الطائف موضع اللات و العزى " . و أما ما رواه مسلم عن عائشة أن
    نزول الأبطح ليس بسنة , و عن ابن عباس أنه ليس بشيء . فقد أجاب عنه المحققون
    بجوابين : الأول : أن المثبت مقدم على النافي . و الآخر : أنه لا منافاة بينهما
    , و ذلك أن النافي أراد أنه ليس من المناسك فلا يلزم بتركه شيء , و المثبت أراد
    دخوله في عموم التأسي بأفعاله صلى الله عليه وسلم , لا الإلزام بذلك . قال
    الحافظ عقبه ( 3 / 471 ) : " و يستحب أن يصلي به الظهر و العصر و المغرب و
    العشاء , و يبيت به بعض الليل كما دل عليه حديث أنس و ابن عمر " . قلت : و هما
    في " مختصري لصحيح البخاري " ( كتاب الحج / 83 - باب و 148 - باب ) . ( الأبطح
    ) : يعني أبطح مكة , و هو مسيل واديها , و يجمع على البطاح و الأباطح , و منه
    قيل : قريش البطاح , هم الذين ينزلون أباطح مكة و بطحاءها . " نهاية " و (
    التحصيب ) : النزول بـ ( المحصب ) و هو الشعب الذي مخرجه إلى الأبطح بين مكة و
    منى . و هو أيضا ( خيف بني كنانة ) .

    -----------------------------------------------------------
    [1] انظر كتابي " صحيح الترغيب و الترهيب " ( 1 / 22 - 23 / 43 - 46 ) و هو تحت
    الطبع . ثم طبع المجلد الأول منه سنة ( 1408 ) . ثم شرعنا في طبع الثاني منه في
    رجب هذه السنة ( 1415 ) يسر الله نشره .
    [2] انظر كتابي " تحذير الساجد " ( ص 136 / 6 ) . اهـ .
    2676 " تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم . يعني إتمام المسافر إذا اقتدى
    بالمقيم , و إلا فالقصر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 386 :

    هذه السنة الصحيحة يرويها قتادة عن موسى بن سلمة الهذلي عن #ابن عباس #رضي
    الله عنه . و يرويه عن قتادة جمع : الأول : أيوب عنه عن موسى قال : كنا مع ابن
    عباس بمكة , فقلت : إنا إذا كنا معكم صلينا أربعا , و إذا رجعنا إلى رحالنا
    صلينا ركعتين ? قال : فذكره . أخرجه أحمد ( 1 / 216 ) و السراج في " مسنده " (
    ق 120 / 1 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 278 / 1 - مصورة الجامعة
    الإسلامية ) و أبو عوانة في " مسنده " ( 2 / 340 ) من طريق محمد بن عبد الرحمن
    الطفاوي , و الطبراني أيضا ( 2 / 92 / 2 ) من طريق الحارث بن عمير كلاهما عن
    أيوب عنه به , و زاد هو و السراج : " و إن رغمتم " , و قال : " لم يروه عن أيوب
    إلا الحارث بن عمير و الطفاوي " . الثاني : شعبة عنه به , و لفظه : قال : سألت
    ابن عباس : كيف أصلي إذا كنت بمكة إذا لم أصل مع الإمام ? فقال : ركعتين سنة
    أبي القاسم صلى الله عليه وسلم . أخرجه مسلم ( 2 / 143 - 144 ) و النسائي ( 1 /
    212 ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 951 ) و البيهقي ( 3 / 153 ) و ابن حبان ( 4
    / 185 / 2744 ) و أحمد ( 1 / 290 و 337 ) و أبو عوانة و الطحاوي ( 1 / 245 ) و
    لفظ البيهقي : " كم أصلي إذا فاتتني الصلاة في المسجد الحرام ? ... " . و
    الباقي مثله . الثالث : سعيد بن أبي عروبة عنه نحوه . أخرجه مسلم ( 3 / 144 ) و
    النسائي , و أحمد ( 1 / 369 ) . الرابع : هشام الدستوائي . قال الطيالسي في "
    مسنده " ( 2742 ) : حدثنا هشام عنه به . و لفظه : قلت لابن عباس : إذا لم أدرك
    الصلاة في المسجد الحرام كم أصلي بـ ( البطحاء ) ? قال : ركعتين .. إلخ . و
    أخرجه أحمد ( 1 / 226 ) : حدثنا يحيى عن هشام به . الخامس : همام : أخبرنا
    قتادة به مثل لفظ هشام . أخرجه أحمد ( 1 / 290 ) . و قد صرح قتادة بالتحديث
    عنده في رواية شعبة . قلت : و في الحديث دلالة صريحة على أن السنة في المسافر
    إذا اقتدى بمقيم أنه يتم و لا يقصر , و هو مذهب الأئمة الأربعة و غيرهم , بل
    حكى الإمام الشافعي في " الأم " ( 1 / 159 ) إجماع عامة العلماء على ذلك , و
    نقله الحافظ ابن حجر عنه في " الفتح " ( 2 / 465 ) و أقره , و على ذلك جرى عمل
    السلف , فروى مالك في " الموطأ " ( 1 / 164 ) عن نافع : أن ابن عمر أقام بمكة
    عشر ليال يقصر الصلاة , إلا أن يصليها مع الإمام فيصليها بصلاته . و في رواية
    عنه : أن عبد الله بن عمر كان يصلي وراء الإمام بمنى أربعا , فإذا صلى لنفسه
    صلى ركعتين . و رواه ابن خزيمة في " صحيحه " ( 954 ) من طريق أخرى عن ابن عمر .
    و أخرجه الطحاوي في " شرح المعاني " ( 1 / 244 ) من طريق مالك , و من قبله
    الإمام محمد في " موطئه " ( ص 127 - 128 ) و قال : " و بهذا نأخذ إذا كان
    الإمام مقيما و الرجل مسافر , و هو قول أبي حنيفة رحمه الله " . و قوله : " إذا
    كان الإمام مقيما ... " مفهومه - و مفاهيم المشايخ معتبرة عندهم ! - أن الإمام
    إذا كان مسافر فأتم - كما يفعل بعض الشافعية - , أن المسافر المقتدي خلفه يقصر
    و لا يتم , و هذا خلاف ما فعله ابن عمر رضي الله عنهما , و تبعه على ذلك غيره
    من الصحابة , منهم عبد الله بن مسعود - الذي يتبنى الحنفية غالب أقواله - فإنه
    مع كونه كان ينكر على عثمان رضي الله عنه إتمامه الصلاة في منى , و يعيب ذلك
    عليه كما في " الصحيحين " , فإنه مع ذلك صلى أربعا كما في " سنن أبي داود " (
    1960 ) و " البيهقي " ( 3 / 144 ) من طريق معاوية بن قرة عن أشياخه أن عبد الله
    صلى أربعا , قال : فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت أربعا ?! قال : الخلاف شر .
    و هذا يحتمل أنه صلاها أربعا وحده , و يحتمل أنه صلاها خلف عثمان , و رواية
    البيهقي صريحة في ذلك , فدلالتها على المراد دلالة أولوية , كما لا يخفى على
    العلماء . و منهم سلمان الفارسي , فقد روى أبو يعلى الكندي قال : " خرج سلمان
    في ثلاثة عشر رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة , و كان سلمان
    أسنهم , فأقيمت الصلاة , فقالوا : تقدم يا أبا عبد الله ! فقال : ما أنا بالذي
    أتقدم , أنتم العرب , و منكم النبي صلى الله عليه وسلم , فليتقدم بعضكم , فتقدم
    بعض القوم , فصلى أربع ركعات , فلما قضى الصلاة , قال سلمان : ما لنا و للمربعة
    , إنما يكفينا نصف المربعة " . أخرجه عبد الرزاق ( 4283 ) و ابن أبي شيبة ( 2 /
    448 ) و الطحاوي ( 1 / 242 ) بإسناد رجاله ثقات , و لولا أن فيه عنعنة أبي
    إسحاق السبيعي و اختلاطه لصححت إسناده , فسكوت الشيخ عبد الله الغماري عنه في
    رسالته " الرأي القويم " ( ص 30 ) ليس بجيد , لاسيما و قد جزم بنسبته إلى سلمان
    في رسالته الأخرى " الصبح السافر " ( ص 42 ) !! هذا و لقد شذ في هذه المسألة
    ابن حزم كعادته في كثير غيرها , فقد ذهب إلى وجوب قصر المسافر وراء المقيم , و
    احتج بالأدلة العامة القاضية بأن صلاة المسافر ركعتان , كما جاء في أحاديث
    كثيرة صحيحة . و ليس بخاف على أهل العلم أن ذلك لا يفيد فيما نحن فيه , لأن
    حديث الترجمة يخصص تلك الأحاديث العامة , بمختلف رواياته , بعضها بدلالة
    المفهوم , و بعضها بدلالة المنطوق . و لا يجوز ضرب الدليل الخاص بالعام , أو
    تقديم العام على الخاص , سواء كانا في الكتاب أو في السنة , خلافا لبعض
    المتمذهبة . و ليس ذلك من مذهب ابن حزم رحمه الله , فالذي يغلب على الظن أنه لم
    يستحضر هذا الحديث حين تكلم على هذه المسألة , أو على الأقل لم يطلع على
    الروايات الدالة على خلافه بدلالة المنطوق , و إلا لم يخالفها إن شاء الله
    تعالى , و أما رواية مسلم فمن الممكن أن يكون قد اطلع عليها و لكنه لم يرها حجة
    لدلالتها بطريق المفهوم , و ليس هو حجة عنده خلافا للجمهور , و مذهبهم هو
    الصواب كما هو مبين في علم الأصول , فإن كان قد اطلع عليها فكان عليه أن يذكرها
    مع جوابه عنها , ليكون القاريء على بينة من الأمر . و إن من غرائبه أنه استشهد
    لما ذهب إليه بما نقله عن عبد الرزاق - و هو في " مصنفه " ( 2 / 519 ) - من
    طريق داود بن أبي عاصم قال : " سألت ابن عمر عن الصلاة في السفر ? فقال :
    ركعتان . قلت : كيف ترى و نحن ههنا بمنى ? قال : ويحك سمعت رسول الله صلى الله
    عليه وسلم و آمنت به ? قلت : نعم . قال : فإنه كان يصلي ركعتين . فصل ركعتين إن
    شئت أو دع " . قلت : و سنده صحيح , و قال عقبه : " و هذا بيان جلي بأمر ابن عمر
    المسافر أن يصلي خلف المقيم ركعتين فقط " . قلت : و هذا فهم عجيب , و اضطراب في
    الفهم غريب , من مثل هذا الإمام اللبيب , فإنك ترى معي أنه ليس في هذه الرواية
    ذكر للإمام مطلقا , سواء كان مسافرا أم مقيما . و غاية ما فيه أن ابن أبي عاصم
    بعد أن سمع من ابن عمر أن الصلاة في السفر ركعتان , أراد أن يستوضح منه عن
    الصلاة و هم - يعني الحجاج - في منى : هل يقصرون أيضا ? فأجابه بالإيجاب , و أن
    النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيها ركعتين . هذا كل ما يمكن فهمه من هذه
    الرواية , و هو الذي فهمه من خرجها , فأوردها عبد الرزاق في " باب الصلاة في
    السفر " في جملة أحاديث و آثار في القصر , و كذلك أورده ابن أبي شيبة في باب "
    من كان يقصر الصلاة " من " مصنفه " ( 2 / 451 ) . و داود بن أبي عاصم هذا طائفي
    مكي , فمن المحتمل أنه عرضت له شبهة من جهة كونه مكيا , و المسافة بينها و بين
    منى قصيرة , فأجابه ابن عمر بما تقدم , و كأنه يعني أن النبي صلى الله عليه
    وسلم قصر في منى هو و من كان معه من المكيين الحجاج . و الله أعلم . و إن مما
    يؤكد خطأ ابن حزم في ذلك الفهم ما سبق ذكره بالسند الصحيح عن ابن عمر أنه كان
    إذا صلى في مكة و منى لنفسه قصر , و إذا صلى وراء الإمام صلى أربعا . فلو كان
    سؤال داود عن صلاة المسافر وراء المقيم , لأفتاه بهذا الذي ارتضاه لنفسه من
    الإتمام في هذه الحالة , ضرورة أنه لا يعقل أن تخالف فتواه قوله , و يؤيد هذا
    أنه قد صح عنه أنه أفتى بذلك غيره , فروى عبد الرزاق ( 2 / 542 / 4381 ) بسند
    صحيح عن أبي مجلز قال : قلت لابن عمر : أدركت ركعة من صلاة المقيمين و أنا
    مسافر ? قال : صل بصلاتهم . أورده في " باب المسافر يدخل في صلاة المقيمين " .
    و ذكر فيه آثارا أخرى عن بعض التابعين بمعناه , إلا أن بعضهم فصل , فقال في
    المسافر يدرك ركعة من صلاة المقيمين في الظهر : يزيد إليها ثلاثا , و إن أدركهم
    جلوسا صلى ركعتين . و لم يرو عن أحد منهم الاقتصار على ركعتين على كل حال كما
    هو قول ابن حزم ! و أما ما ذكره من طريق شعبة عن المغيرة بن مقسم عن عبد الرحمن
    بن تميم بن حذلم قال : " كان أبي إذا أدرك من صلاة المقيم ركعة و هو مسافر صلى
    إليها أخرى , و إذا أدرك ركعتين اجتزأهما " , و قال ابن حزم : " تميم بن حذلم
    من كبار أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه " . قلت : نعم , و لكنه مع شذوذه عن كل
    الروايات التي أشرت إليها في الباب و ذكرنا بعضها , فإن ابنه عبد الرحمن ليس
    مشهورا بالرواية , فقد أورده البخاري في " التاريخ " ( 3 / 1 / 265 ) و ابن أبي
    حاتم ( 2 / 2 / 218 ) و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا , و ذكر ابن أبي حاتم
    أنه روى عنه أبو إسحاق الهمداني أيضا , و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 68
    ) برواية المغيرة . و هذا قال فيه الحافظ في " التقريب " : " كان يدلس " . و
    ذكر أيضا من طريق مطر بن فيل عن الشعبي قال : " إذا كان مسافرا فأدرك من صلاة
    المقيم ركعتين اعتد بهما " . و مطر هذا لا يعرف . و عن شعبة قال : سمعت طاووسا
    و سألته عن مسافر أدرك من صلاة المقيم ركعتين ? قال : " تجزيانه " . قلت : و
    هذا صحيح إن سلم إسناده إلى شعبة من علة , فإن ابن حزم لم يسقه لننظر فيه . و
    جملة القول أنه إن صح هذا و أمثاله عن طاووس و غيره , فالأخذ بالآثار المخالفة
    لهم أولى لمطابقتها لحديث الترجمة و أثر ابن عمر و غيره . و الله أعلم .
    2677 " أولئك خيار عباد الله عند الله يوم القيامة : الموفون المطيبون " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 392 :

    أخرجه أحمد ( 6 / 268 ) و البزار ( 1309 ) عن ابن إسحاق : حدثني هشام بن عروة
    عن أبيه عن #عائشة #قالت : ابتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل من
    الأعراب جزورا - أو جزائر - بوسق من تمر الذخرة ( و تمر الذخرة : العجوة ) ,
    فرجع به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته و التمس له التمر فلم يجده ,
    فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : " يا عبد الله ! إنا قد
    ابتعنا منك جزورا - أو جزائر - بوسق من تمر الذخرة , فالتمسناه فلم نجده " قال
    : فقال الأعرابي : واغدراه ! قالت : فهم الناس و قالوا : قاتلك الله , أيغدر
    رسول الله صلى الله عليه وسلم ?! قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
    دعوه , فإن لصاحب الحق مقالا " . ثم عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "
    يا عبد الله ! إنا ابتعنا منك جزائر و نحن نظن أن عندنا ما سمينا لك ,
    فالتمسناه فلم نجده " , فقال الأعرابي : واغدراه ! فنهمه الناس و قالوا : قاتلك
    الله , أيغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ?! فقال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم : " دعوه , فإن لصاحب الحق مقالا " , فردد رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ذلك مرتين أو ثلاثا , فلما رآه لا يفقه عنه قال لرجل من أصحابه : اذهب إلى خولة
    بنت حكيم بن أمية فقل لها : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك : إن كان
    عندك وسق من تمر الذخرة فأسلفيناه حتى نؤديه إليك إن شاء الله , فذهب إليه
    الرجل , ثم رجع فقال : قالت : نعم , هو عندي يا رسول الله ! فابعث من يقبضه ,
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل : اذهب به فأوفه الذي له . قال : فذهب
    به فأوفاه الذي له . قالت : فمر الأعرابي برسول الله صلى الله عليه وسلم و هو
    جالس في أصحابه . فقال : جزاك الله خيرا , فقد أوفيت و أطيبت . قالت : فقال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله كلهم ثقات
    رجال الشيخين غير ابن إسحاق - و هو محمد بن إسحاق بن يسار صاحب السيرة - و هو
    حسن الحديث إذا صرح بالتحديث , فقد فعل كما ترى , فثبت الحديث و الحمد لله . و
    قال الهيثمي ( 4 / 140 ) : " رواه أحمد و البزار , و إسناد أحمد صحيح " ! و
    نقله عنه الشيخ الأعظمي في تعليقه على " الكشف " و أقره ! و ذلك مما يدل القارئ
    على ضآلة علمه , و قلة معرفته بهذا الفن , و ضيق باعه فيه , فإنه لم يبين سبب
    التصحيح لسند أحمد دون سند البزار , ألا و هو التحديث و عدمه , و سكت عن
    التصحيح , و إنما حقه التحسين كما فعلنا للخلاف المعروف في ابن إسحاق , و جل
    تعليقاته من هذا النوع , لا تحقيق فيها و لا علم , و إنما هو مجرد النقل مما لا
    يعجز عنه المبتدئون في هذا العلم كأمثاله من متعصبة الحنفية و غيرهم , و مع ذلك
    لم يخجل بعضهم من السعي حثيثا لترشيحه لنيل جائزة السنة لهذه السنة ( 1400 ) من
    الدولة السعودية تعصبا منه له , و صدق من قال : " إن الطيور على أشكالها تقع "
    ! و إنما حظي بها الأعظمي الآخر , و لعلها وجدت محلها . و لله في خلقه شؤون .
    ثم إن قوله صلى الله عليه وسلم : " دعوه فإن لصاحب الحق مقالا " . قد جاء في
    قصة أخرى مختصرا من حديث أبي هريرة عند الشيخين و غيرهما , و هو مخرج في "
    أحاديث البيوع " . قوله : ( الذخرة ) : بمعنى الذخيرة , في " اللسان " : " و
    الذخيرة : واحدة الذخائر , و هي ما ادخر , و كذلك ( الذخر ) و الجمع : أذخار "
    . و لم يعرفها الأعظمي فعلق عليها بقوله : " كذا في الأصل مضبوطا بالقلم , و في
    " النهاية " : الذخيرة نوع من التمر معروف " ! قلت : و هي مفسرة في رواية أحمد
    بـ ( العجوة ) كما رأيت . ( الموفون المطيبون ) أي الذين يؤدون ما عليهم من
    الحق بطيب نفس . ( نهمه ) أي زجره . ثم وجدت له طريقا أخرى , فقال البزار (
    1310 ) : حدثنا معمر بن سهل حدثنا خالد بن مخلد حدثنا يحيى بن عمير عن هشام به
    , قال البزار نحوه . ثم قال : " لا نعلم أحدا رواه عن هشام إلا يحيى " . قلت :
    قال أبو حاتم : صالح الحديث . و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 601 ) و قال
    الذهبي : " صدوق " . و هذا هو المعتمد , فقول الحافظ : " مقبول " , غير مقبول .
    و قد روى عنه أربعة من الثقات . و سائر الرجال ثقات , فالإسناد جيد , و الحديث
    به صحيح .
    2678 " ألا عسى أحدكم أن يضرب امرأته ضرب الأمة ! ألا خيركم خيركم لأهله " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 395 :

    أخرجه البزار في " مسنده " ( رقم 1484 - كشف الأستار ) قال : حدثنا زكريا بن
    يحيى الضرير حدثنا شبابة بن سوار حدثنا المغيرة بن مسلم عن هشام بن عروة عن
    أبيه عن #الزبير #قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال
    البزار : " لا نعلم أحدا قال فيه : " عن الزبير " إلا مغيرة , و لم نسمعه إلا
    من زكريا عن شبابة عن مغيرة " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 4 / 303 ) : "
    رواه البزار عن شيخه زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير و لم أعرفه , و بقية رجاله
    رجال ( الصحيح ) " . و أقره محقق " الكشف " حبيب الرحمن الأعظمي كما هي عادته
    التي تدل الباحثين على أنه لا تحقيق عنده في هذا العلم إلا النقل , أما النقد
    العلمي الحر فلا شيء عنده منه , كما يدل على ذلك تعليقاته على بعض الكتب , و
    بخاصة منها " مصنف عبد الرزاق " رحمه الله , فإن الواقف عليها لا يستفيد منها
    تصحيحا و لا تضعيفا , و هو الغاية من علم المصطلح و رجاله , و الأمثلة على ذلك
    كثيرة جدا جدا , و ها هو واحد منها بين يديك , فماذا تستفيد أيها القاريء
    الكريم مما نقله عن الهيثمي في هذا الحديث ? الصحة , أم الضعف ? لا شيء من ذلك
    ! و مع ذلك ففيما نقله مؤاخذتان : الأولى : إطلاق القول أن رجاله رجال " الصحيح
    " ليس بصحيح , لأن المغيرة بن مسلم إنما أخرج له البخاري في " الأدب المفرد " ,
    و لم يخرج له في " الصحيح " لا هو و لا مسلم ! إلا أنه ثقة , و لم يضعفه أحد .
    و الأخرى : أن زكريا بن يحيى الضرير شيخ البزار , قد ترجمه الخطيب البغدادي في
    " التاريخ " ( 8 / 457 ) برواية خمسة من ثقات البغداديين , بعضهم من الحفاظ
    المشهورين و هم : تمتام و ابن صاعد و المحاملي , و فاته الحافظ البزار . و هو و
    إن لم يذكر الخطيب فيه جرحا و لا تعديلا , فمثله مقبول الحديث عند العلماء كما
    يعرف ذلك من سبر تخاريجهم و تصحيحهم للأحاديث , لاسيما و هو لم يرو منكرا ,
    فالشطر الأول من حديث الترجمة له شواهد كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : "
    يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد ! فلعله يضاجعها في آخر يومه " . متفق عليه
    . و هو مخرج في " الإرواء " ( 7 / 97 / 2031 ) و في معناه أحاديث أخرى راجعها
    إن شئت في " المشكاة " ( 3241 و 3260 و 3261 ) . و أما الشطر الآخر منه فله
    شواهد كثيرة من حديث عائشة و ابن عباس و غيرهما , و قد سبق تخريجها برقم ( 285
    ) .
    2679 " من كن له ثلاث بنات يؤويهن و يرحمهن و يكفلهن وجبت له الجنة البتة . قيل : يا
    رسول الله ! فإن كانت اثنتين ? قال : و إن كانت اثنتين . قال : فرأى بعض القوم
    أن لو قالوا له : واحدة ? لقال : واحدة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 397 :

    أخرجه الإمام أحمد ( 3 / 303 ) : حدثنا هشيم أنبأنا علي بن زيد عن محمد بن
    المنكدر قال : حدثني #جابر - يعني ابن عبد الله - #قال : قال رسول الله صلى
    الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد حسن في المتابعات , و رجاله ثقات
    رجال الشيخين غير علي بن زيد و هو ابن جدعان , و فيه ضعف من قبل حفظه , لكنه لم
    يتفرد به كما يأتي . و الحديث قال المنذري ( 3 / 84 - 85 ) : " رواه أحمد
    بإسناد جيد , و البزار , و الطبراني في " الأوسط " , و زاد : ( و يزوجهن ) " .
    و كذا قال الهيثمي ( 8 / 157 ) إلا أنه زاد قوله : " من طرق " . و قد فاتهما
    أبو يعلى , فقد أخرجه في " مسنده " ( 2 / 591 ) : حدثنا أبو خيثمة : أخبرنا
    يزيد بن هارون : أنبأنا سفيان بن حسين عن محمد بن المنكدر به . كذا وقع في
    نسختنا منه لم يذكر ابن جدعان , و غالب الظن أنه سقط من الناسخ , فإن سفيان هذا
    لم يذكروا له رواية عن محمد بن المنكدر , و إنما يروي عن ابن جدعان , و هذا عن
    محمد كما تراه في " مسند أحمد " , و كما ذكروا في تراجم هؤلاء الثلاثة . ثم إن
    في تجويد إسناد أحمد نظرا لما ذكرنا من حال ابن جدعان , إلا إذا كان المراد أنه
    جيد لغيره فنعم , فإنه قد توبع عند البزار و غيره , فقال في " مسنده " ( رقم
    1908 ) - " كشف الأستار " : حدثنا محمد بن كثير ابن بنت يزيد بن هارون حدثنا
    سرور بن المغيرة أبو عامر الواسطي حدثنا سليمان التيمي عن محمد بن المنكدر عن
    جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم , و حدثنا عمرو بن علي : حدثنا
    حاتم بن وردان حدثنا علي بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر به . و قال البزار
    : " لا نعلم رواه هكذا إلا سليمان و علي بن يزيد , و لم نسمعه إلا من محمد عن
    سرور " . قلت : و بالإسناد الأول أخرجه بحشل في " تاريخ واسط " ( ص 92 ) :
    حدثنا محمد بن كثير بن نافع الثقفي ابن بنت يزيد بن هارون قال : حدثنا سرور بن
    المغيرة به . أورده في ترجمة سرور هذا و كناه أبا عامر , لم يذكر فيه جرحا و لا
    تعديلا , كعادته . و قال ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 315 ) : " كان يروي
    التفسير عن عباد بن منصور عن الحسن , و كان معروفا " . و ذكر أنه ابن المغيرة
    بن زاذان ابن أخي منصور بن زاذان , و كذلك ذكر ابن أبي حاتم في " الجرح و
    التعديل " ( 2 / 1 / 325 ) و قال : " روى عن عباد بن منصور . روى عنه أبو سعيد
    أحمد بن داود الحداد , سألت أبي عنه ? فقال : شيخ " . و ذكره ابن حبان في "
    الثقات " , و قال ( 8 / 301 ) : " روى عنه أبو سعيد الحداد الغرائب " . و قال
    في مكان آخر ( 6 / 437 ) : " ... روى عنه الواسطيون " . و نقله عنه الحافظ في "
    اللسان " . و من الغريب , أنه لم يذكر في هذه الترجمة كل ما نقلته آنفا عن ابن
    أبي حاتم و من قبله ! و أما محمد بن كثير ابن بنت يزيد بن هارون فلم أقف الآن
    على ترجمة له فيما بين يدي من المصادر , و قد عرفت مما سبق أنه من شيوخ البزار
    و بحشل , و قد روى هذا له أحاديث أخرى ( ص 160 و 205 ) و يبدو أنه ليس واسطيا ,
    فقد ترجم لجماعة كثيرة من شيوخه في آخر الكتاب ( ص 218 - 292 ) , و ليس هو فيهم
    , فلعله بصري . و الله أعلم . ثم رأيت في المكان الآخر من " الثقات " : " أصله
    من البصرة , سكن واسط " . و بالجملة فهذه الطريق تقوي رواية ابن جدعان , لاسيما
    و للحديث شواهد كثيرة تقدم ذكر جملة طيبة منها برقم ( 294 و 297 ) .





  8. #8
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    2680 " ما من امرأة تقدم ثلاثا من الولد تحتسبهن إلا دخلت الجنة . فقالت امرأة منهن
    : أو اثنان ? قال : أو اثنان " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 399 :

    أخرجه الإمام أحمد ( 2 / 246 ) : حدثنا سفيان حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه
    عن #أبي هريرة #: جاء نسوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن : يا رسول
    الله ! ما نقدر عليك في مجلسك من الرجال , فواعدنا منك يوما نأتيك فيه . قال :
    " موعدكن بيت فلان " . و أتاهن في ذلك اليوم , و لذلك الموعد . قال : فكان مما
    قال لهن , يعني : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم , و ( سفيان )
    هو ابن عيينة , و قد أخرجه في " صحيحه " ( 8 / 39 ) من طريق أخرى عن سهيل به
    مختصرا , و لفظه : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنسوة من الأنصار : "
    لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت الجنة " . فقالت امرأة منهن :
    أو اثنين يا رسول الله ? قال : " أو اثنين " . و هو رواية لأحمد ( 2 / 378 ) .
    و الحديث في " الصحيحين " من حديث أبي سعيد نحوه , و هو في كتابي " مختصر صحيح
    البخاري " ( 96 - كتاب / 9 - باب ) و قد مضى تحت الحديث ( 2302 ) . و فيه فوائد
    كثيرة , أذكر بعضها : 1 - أن من مات له ولدان دخل الجنة و حجباه من النار , و
    ليس ذلك خاصا بالإناث آباء و أولادا , لأحاديث أخرى كثيرة تعم الجنسين , و تجد
    جملة طيبة منها في " الترغيب و الترهيب " ( 3 / 89 - 91 ) و يأتي بعد هذا أحدها
    . 2 - فيه فضل نساء الصحابة و ما كن عليه من الحرص على تعلم أمور الدين . 3 - و
    فيه جواز سؤال النساء عن أمر دينهن , و جواز كلامهن مع الرجال في ذلك , و فيما
    لهن الحاجة إليه . 4 - جواز الوعد , و قد ترجم البخاري للحديث بقوله : " هل
    يجعل للنساء يوما على حدة في العلم ? " . قلت : و أما ما شاع هنا في دمشق في
    الآونة الأخيرة من ارتياد النساء للمساجد في أوقات معينة ليسمعن درسا من إحداهن
    , ممن يتسمون بـ ( الداعيات ) زعمن , فذلك من الأمور المحدثة التي لم تكن في
    عهد النبي صلى الله عليه وسلم و لا في عهد السلف الصالح , و إنما المعهود أن
    يتولى تعليمهن العلماء الصالحون في مكان خاص كما في هذا الحديث , أو في درس
    الرجال حجزة عنهم في المسجد إذا أمكن , و إلا غلبهن الرجال , و لم يتمكن من
    العلم و السؤال عنه . فإن وجد في النساء اليوم من أوتيت شيئا من العلم و الفقه
    السليم المستقى من الكتاب و السنة , فلا بأس من أن تعقد لهن مجلسا خاصا في
    بيتها أو بيت إحداهن , ذلك خير لهن , كيف لا و النبي صلى الله عليه وسلم قال في
    صلاة الجماعة في المسجد : " و بيوتهن خير لهن " , فإذا كان الأمر هكذا في
    الصلاة التي تضطر المرأة المسلمة أن تلتزم فيها من الأدب و الحشمة ما لا تكثر
    منه خارجها فكيف لا يكون العلم في البيوت أولى لهن , لاسيما و بعضهن ترفع صوتها
    , و قد يشترك معها غيرها فيكون لهن دوي في المسجد قبيح ذميم . و هذا مما سمعناه
    و شاهدناه مع الأسف . ثم رأيت هذه المحدثة قد تعدت إلى بعض البلاد الأخرى كعمان
    مثلا . نسأل الله السلامة من كل بدعة محدثة .
    2681 " 1 - من ولد له ثلاثة أولاد في الإسلام فماتوا قبل أن يبلغوا الحنث أدخله الله
    عز وجل الجنة برحمته إياهم . 2 - و من شاب شيبة في سبيل الله عز وجل كانت له
    نورا يوم القيامة . 3 - و من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل بلغ به العدو أصاب
    أو أخطأ كان له كعدل رقبة . 4 - و من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها
    عضوا منه من النار . 5 - و من أنفق زوجين في سبيل الله عز وجل فإن للجنة ثمانية
    أبواب يدخله الله عز وجل من أي باب شاء منها الجنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 402 :

    أخرجه الإمام أحمد ( 4 / 386 ) من طريق الفرج : حدثنا لقمان عن أبي أمامة عن
    عمرو ابن عبسة السلمي قال : قلت له : حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله
    عليه وسلم ليس فيه انتقاص و لا وهم . قال : سمعته يقول : فذكره . قلت : و هذا
    إسناد رجاله ثقات غير الفرج - و هو ابن فضالة الحمصي و قيل : الدمشقي - ضعيف ,
    و بعضهم مشاه في روايته عن الشاميين , و هذه منها , و لعله لذلك قال المنذري في
    " الترغيب " ( 3 / 91 ) : " رواه أحمد بإسناد حسن " . قلت : و مهما كان الأمر ,
    فحديثه هذا صحيح , لا يرتاب فيه باحث محقق , لأنه قد جاء مفرقا من طرق , و لابد
    من البيان : 1 - أما الفقرة الأولى و الثانية و الثالثة و الرابعة , فقد رواها
    عبد الحميد ابن بهرام : حدثنا شهر بن حوشب أخبرني أبو ظبية أن شرحبيل بن السمط
    دعا عمرو ابن عبسة السلمي فقال : يا ابن عبسة ! هل أنت محدثي حديثا سمعته أنت
    من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه تزيد و لا كذب , و لا تحدثنيه عن آخر
    سمعه منه غيرك ? قال : نعم : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره مطولا
    , و فيه هذه الفقرات . أخرجه أحمد , و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " (
    ق 46 / 2 ) و إسناده حسن في الشواهد و المتابعات . و تابعه حريز بن عثمان :
    حدثنا سليم بن عامر أن عمرو بن عبسة كان عند شرحبيل بن السمط فقال : يا عمرو ..
    الحديث . بالفقرة الثانية و الثالثة و الرابعة . أخرجه أحمد , و عبد بن حميد (
    ق 45 / 1 ) . و إسنادهما صحيح . و تابعه صفوان قال : حدثني سليم به . أخرجه
    النسائي , و قد تقدم برقم ( 1244 ) . و للفقرة الأولى و الخامسة شاهد قوي من
    حديث أبي ذر مرفوعا . أخرجه أحمد ( 5 / 151 و 153 و 159 و 164 ) و الطبراني في
    " الكبير " ( 1 / 82 / 1 - 2 ) من طريق الحسن : حدثني صعصعة بن معاوية عنه , و
    زادا : " قلنا : ما هذان الزوجان ? قال : إن كانت رحالا فرحلان , و إن كانت
    خيلا ففرسان , و إن كانت إبلا فبعيران , حتى عد أصناف المال كله " . و إسناده
    صحيح , و للنسائي منه ( 2 / 66 ) الفقرة الخامسة . و لهذه شاهد آخر من حديث أبي
    هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أنفق زوجين في سبيل الله دعاه
    خزنة الجنة , كل خزنة باب : أي فل ! هلم " . أخرجه البخاري و غيره , و له عنده
    ألفاظ , و هو في كتابي " مختصر البخاري " ( كتاب الصوم / 4 - باب ) . و أخرج
    البزار ( 1709 - كشف ) الفقرة الرابعة نحوها من حديث أنس بن مالك . ( فائدة ) :
    قال الحافظ ( 6 / 36 ) : " و قوله : ( زوجين ) أي شيئين من أي نوع كان ينفق " .
    قلت : و يؤيده زيادة للبخاري بلفظ : " من شيء من الأشياء " , ثم قال : " و
    الزوج يطلق على الواحد و على الاثنين , و هو هنا على الواحد جزما . و قوله : (
    كل خزنة باب ) كأنه من المقلوب , لأن المراد : خزنة كل باب . قال المهلب : في
    هذا الحديث أن الجهاد أفضل الأعمال , لأن المجاهد يعطى أجر المصلي و الصائم و
    المتصدق , و إن لم يفعل ذلك , لأن باب الريان للصائمين , و قد ذكر في هذا
    الحديث أن المجاهد يدعى من تلك الأبواب كلها بإنفاق قليل من المال في سبيل الله
    . انتهى . و ما جرى فيه على ظاهر الحديث يرده ما قدمته في " الصيام " من زيادة
    في الحديث لأحمد حيث قال فيه : " لكل أهل عمل باب يدعون بذلك العمل " , و هذا
    يدل على أن المراد بـ ( سبيل الله ) ما هو أعم من الجهاد و غيره من الأعمال
    الصالحة " . قلت : و أما ( سبيل الله ) في آية مصارف الزكاة *( إنما الصدقات )*
    , فهي في الجهاد و في الحج و العمرة , و لبيان هذا مجال آخر .
    2682 " يا عمرو ! إن الله عز وجل قد أحسن كل شيء خلقه . يا عمرو ! - و ضرب رسول الله
    صلى الله عليه وسلم بأربع أصابع من كفه اليمنى تحت ركبة عمرو فقال : - هذا موضع
    الإزار , ثم رفعها , [ ثم ضرب بأربع أصابع تحت الأربع الأولى ثم قال : يا عمرو
    ! هذا موضع الإزار ] , ثم رفعها , ثم وضعها تحت الثانية , فقال : يا عمرو ! هذا
    موضع الإزار " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 405 :

    أخرجه أحمد ( 4 / 200 ) : حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الوليد بن سليمان أن
    القاسم بن عبد الرحمن حدثهم عن #عمرو بن فلان الأنصاري #قال : بينا هو يمشي
    قد أسبل إزاره , إذ لحقه رسول الله صلى الله عليه وسلم , و قد أخذ بناصية نفسه
    , و هو يقول : " اللهم عبدك ابن عبدك ابن أمتك " . قال عمرو : فقلت : يا رسول
    الله ! إني رجل حمش الساقين . فقال : فذكره . و أخرجه الطبراني في " المعجم
    الكبير " ( 8 / 277 / 7909 ) . قلت : و هذا إسناد حسن رجاله ثقات , و في القاسم
    بن عبد الرحمن - و هو صاحب أبي أمامة - كلام لا يضر , و لهذا قال الهيثمي في "
    مجمع الزوائد " ( 5 / 141 ) : " رواه أحمد , و رجاله ثقات " . قلت : و له شاهد
    من حديث أبي أمامة قال : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لحقنا
    عمرو بن زرارة الأنصاري في حلة , إزار و رداء , قد أسبل , فجعل رسول الله صلى
    الله عليه وسلم يأخذ بناحية ثوبه , و يتواضع لله , و يقول : " اللهم عبدك و ابن
    عبدك و ابن أمتك " . حتى سمعها عمرو بن زرارة .. الحديث نحوه , و زاد : " يا
    عمرو بن زرارة إن الله لا يحب المسبل " . قال الهيثمي : " رواه الطبراني
    بأسانيد , و رجال أحدها ثقات " . و للزيادة شاهد في " شعب الإيمان " ( 2 / 222
    / 2 ) و آخر سيأتي أول المجلد التاسع برقم ( 4004 ) و له شاهد ثالث يرويه عمرو
    بن الشريد يحدث عن أبيه : " أن النبي صلى الله عليه وسلم تبع رجلا من ثقيف حتى
    هرول في أثره , حتى أخذ بثوبه فقال : " ارفع إزارك " . فكشف الرجل عن ركبتيه .
    فقال : يا رسول الله ! إني أحنف , و تصطك ركبتاي , فقال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم : " كل خلق الله عز وجل حسن " . قال : و لم ير ذلك الرجل إلا و إزاره
    إلى أنصاف ساقيه حتى مات " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين , و قد مضى
    برقم ( 1441 ) . و يشهد لبعضه حديث حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه
    وسلم : " موضع الإزار إلى أنصاف الساقين و العضلة , فإن أبيت فأسفل , فإن أبيت
    فمن وراء الساق , و لا حق للكعبين في الإزار " . أخرجه النسائي ( 2 / 299 ) من
    طريق الأعمش , و السياق له , و الترمذي ( 1 / 329 ) و ابن ماجه ( 3572 ) من
    طريق أبي الأحوص , و ابن حبان ( 1447 ) و أحمد ( 5 / 382 و 400 - 401 ) عن
    سفيان عن أبي إسحاق عن مسلم بن نذير عن حذيفة به . و تابعهما زيد بن أبي أنيسة
    عند ابن حبان ( 1448 ) و قال الترمذي : " حديث حسن صحيح , رواه الثوري و شعبة
    عن أبي إسحاق " . قلت : كأنه يشير بروايتهما الحديث عنه أنه سالم من الإعلال
    باختلاط أبي إسحاق - و هو عمرو بن عبد الله السبيعي - فإنهما رويا عنه قبل
    اختلاطه كما صرحوا بذلك , و في حفظي عن الحافظ أن الأعمش كذلك , فإنه أقدم
    منهما , مات سنة ( 148 ) و مات شعبة سنة ( 160 ) و سفيان بعده بسنة , بل هو من
    شيوخهما , و قد أخرج له مسلم عن السبيعي كما في " تهذيب المزي " . بقي أن أبا
    إسحاق قد رمي بالتدليس أيضا , و قد عنعنه , و الجواب من وجهين : الأول : أن
    شعبة لا يروي عنه ما لم يصرح بسماعه فيه . و الآخر : أنه قد صرح فعلا بذلك ,
    فقال أحمد ( 5 / 396 ) : حدثنا عفان حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال : سمعت مسلم
    بن نذير به . و كذلك أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 445 ) : حدثنا شعبة به إلا
    أنه وقع فيه " مسلم بن قريش " , و لعله خطأ مطبعي . ( تنبيه ) : ما بين
    المعقوفتين من حديث الترجمة سقط من " المسند " و هي زيادة يقتضيها السياق , و
    بدونها لا يظهر المراد من قوله : " ثم وضعها تحت الثانية " كما لا يخفى , و قد
    استدركتها من " مجمع الزوائد " و " جامع المسانيد " لابن كثير ( 10 / 90 ) . و
    اعلم أن الأحاديث في موضع الإزار استحبابا و إباحة و تحريما كثيرة , و بعضها في
    " الصحيحين " , و قد خرج الكثير الطيب منها الحافظ المنذري في " الترغيب و
    الترهيب " , و ليس هذا منها , و من الغريب أنه لم يذكره الشيخ أحمد عبد الرحمن
    البنا في هذا الباب من كتاب اللباس من " الفتح الرباني " ( 17 / 234 ) و لا
    أدري إذا كان قد ذكره في مكان آخر منه , و الوقت لا يتسع للتحقق من ذلك , و لكن
    إن كان أورده فكان عليه أن ينبه على ذلك و أن يرشد إليه , تسهيلا للمراجعة على
    الباحث . ثم أخبرني أحد إخواني أنه أخرجه ( 17 / 294 ) . و إنما آثرت تخريجه
    لأمرين : الأول : أن فيه تحديدا عمليا بديعا لموضع الإزار المشروع و غير
    المشروع , لم أره في غيره من الأحاديث . و الآخر : أن فيه بيانا واضحا أن
    التفاوت الذي يرى في الناس بياضا و سوادا , و طولا و قصرا , و بدانة و نحولة ,
    و هذا أشعر , و ذاك أجرد , و هذا ألحى ( عظيم اللحية ) و ذاك كوسج ! أو زلهب
    <1> , و غير ذلك من الفوارق الخلقية أن كل ذلك من خلق الله حسن , فلا ينبغي
    للمسلم أن يحاول تغيير خلق الله عز وجل , و إلا استحق اللعن كما في حديث "
    النامصات و المتنمصات , و الواشمات و المستوشمات , و الفالجات المغيرات لخلق
    الله للحسن " . متفق عليه , و يأتي تخريجه بإذن الله رقم ( 2792 ) . و كأن
    النبي صلى الله عليه وسلم أراد تسلية عمرو الأنصاري الذي أطال إزاره ليغطي حمش
    ساقيه بقوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قد أحسن كل شيء خلقه " . و هذا مما
    يحمل المسلم على الرضا بقدر الله و قضائه في خلقه مهما بدا لبعض الناس ممن ضعف
    إيمانهم و تكاثف جهلهم أنه غير حسن ! و هذا في الواقع مما يعطي قوة للرأي
    القائل بأن المرأة إذا نبت لها لحية أنه لا يجوز لها أن تحلقها أو تنتفها , لأن
    الله قد أحسن كل شيء خلقه . و لا شك أنها حين تنتفها إنما تفعل ذلك للحسن و
    التجمل كما تفعل الواصلة لشعرها , فتستحق بذلك لعنة الله , و العياذ بالله
    تعالى . و أما بالنسبة للإزار , فالأحاديث صريحة في تحريم جره خيلاء , و أما
    بدونها فقد اختلفوا , فمنهم من حرمه أيضا , و هو الذي يدل عليه تدرجه صلى الله
    عليه وسلم مع عمرو في بيان مواضع الإزار استحبابا و جوازا , ثم انتهاؤه به إلى
    ما فوق الكعبين , و قوله له : " هذا موضع الإزار " , فإنه ظاهر أنه لا جواز بعد
    ذلك , و إلا لم يفد التدرج مع القول المذكور شيئا كما لا يخفى . و يؤيده قوله
    صلى الله عليه وسلم " ما أسفل من الكعبين في النار " . رواه البخاري عن ابن عمر
    . و يزيده قوة قوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة المتقدم " ... و لا حق
    للكعبين في الإزار " . قال أبو الحسن السندي في تعليقه عليه : " و الظاهر أن
    هذا هو التحديد , و إن لم يكن هناك خيلاء . نعم إذا انضم إلى الخيلاء اشتد
    الأمر , و بدونه الأمر أخف " . قلت : نعم , و لكن مع التحريم أيضا لما سبق . و
    يقويه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أذن للنساء أن يرخين ذيولهن ثم أذن لهن
    أن يزدن شبرا <2> لكي لا تنكشف أقدامهن بريح أو غيرها , لم يأذن لهن أن يزدن
    على ذلك , إذ لا فائدة من وراء ذلك فالرجال أولى بالمنع من الزيادة . استفدت
    هذا من الحافظ ابن حجر رحمه الله في " الفتح " . و جملة القول : إن إطالة الثوب
    إلى ما تحت الكعبين لا يجوز للرجال , فإذا اقترن مع ذلك قصد الخيلاء اشتد الإثم
    , فمن مصائب الشباب المسلم اليوم إطالته سرواله ( البنطلون ) إلى ما تحت
    الكعبين , لاسيما ما كان منه من جنس ( الشرلستون ) ! فإنه مع هذه الآفة التي
    فيه , فهو عريض جدا عند الكعبين , و ضيق جدا عند الفخذين و الأليتين , مما يصف
    العورة و يجسمها , و تراهم يقفون بين يدي الله يصلون و هم شبه عراة ! فإنا لله
    و إنا إليه راجعون . و من العجيب أن بعضهم ممن هو على شيء من الثقافة الإسلامية
    يحاول أن يستدل على جواز الإطالة المذكورة بقول أبي بكر لما سمع النبي صلى الله
    عليه وسلم يقول : من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " : يا رسول
    الله ! إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه , فقال النبي صلى الله
    عليه وسلم : " لست ممن يصنعه خيلاء " . أخرجه البخاري و غيره كأحمد , و زاد في
    رواية : " يسترخي أحيانا " , و كذلك رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 221
    / 2 ) . قلت : فالحديث صريح في أن أبا بكر رضي الله عنه لم يكن يطيل ثوبه , بل
    فيه أنه كان يسترخي بغير قصد منه , و أنه كان مع ذلك يتعاهده , فيسترخي على
    الرغم من ذلك أحيانا . قال الحافظ ( 10 / 217 ) عقب رواية أحمد : " فكأن شده
    كان ينحل إذا تحرك بمشي أو غيره بغير اختياره , فإذا كان محافظا عليه لا يسترخي
    , لأنه كلما كاد يسترخي شده " . ثم ذكر أن في بعض الروايات أنه كان نحيفا . قلت
    : فهل يجوز الاستدلال بهذا و الفرق ظاهر كالشمس بين ما كان يقع من أبي بكر بغير
    قصد , و بين من يجعل ثوبه مسبلا دائما قصدا ! نسأل الله العصمة من الهوى . و
    إنما تكلمت عن إطالة البنطلون و السروال , لطرو هذه الشبهة على بعض الشباب , و
    أما إطالة بعض المشايخ أذيال جببهم خاصة في مصر , و إطالة الأمراء في بعض
    البلاد العربية لأعبئتهم فأمر ظاهر نكارته . نسأل الله السلامة و الهداية .
    كتبت هذا لعل فيمن طرأت عليه الشبهة السابقة كان مخلصا , فحينما تتجلى له
    الحقيقة يبادر إلى الانتهاء عن تلك الآفة كما انتهى ذلك الشاب الذي كان عليه
    حلة صنعانية يجرها سبلا . فقال له ابن عمر رضي الله عنه : يا فتى هلم ! قال :
    ما حاجتك يا أبا عبد الرحمن ? قال : ويحك أتحب أن ينظر الله إليك يوم القيامة ?
    قال : سبحان الله ! و ما يمنعني أن لا أحب ذلك ? قال : سمعت رسول الله صلى الله
    عليه وسلم يقول : " لا ينظر الله ... " . فلم ير ذلك الشاب إلا مشمرا حتى مات .
    رواه البيهقي بسند صحيح , و رواه أحمد ( 2 / 65 ) من طريق أخرى عن ابن عمر نحوه
    دون قوله : " فلم ير .... " .

    -----------------------------------------------------------
    [1] هو الخفيف اللحية . " القاموس المحيط " ( 122 ) .
    [2] تقدم تخريجه ( 460 و 1864 ) . اهـ .
    2683 " سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرحال , ينزلون على أبواب
    المساجد , نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كأسنمة البخت العجاف , العنوهن
    فإنهن ملعونات , لو كانت وراءكم أمة من الأمم لخدمهن نساؤكم كما خدمكم نساء
    الأمم قبلكم " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 411 :

    أخرجه أحمد ( 2 / 223 ) و المخلص في " بعض الجزء الخامس من الفوائد و الغرائب
    المنتقاة " ( ق 264 / 1 ) و السياق له , و ابن حبان في " صحيحه " ( 1454 -
    موارد ) و الطبراني في " الصغير " ( 232 - هند ) و " الأوسط " ( رقم 9485 -
    ترقيمي ) مختصرا من طريق أبي عبد الرحمن المقري - عبد الله بن يزيد - : حدثنا
    عبد الله بن عياش بن عباس : حدثنا أبي عياش بن عباس قال : سمعت عيسى بن هلال
    الصدفي و أبا عبد الرحمن الحبلي يقولان : سمعنا #عبد الله بن عمرو بن العاص #
    يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال الطبراني : "
    لا يروى عن عبد الله بن عمرو إلا بهذا الإسناد " . و تابعه عبد الله بن وهب :
    أخبرني عبد الله بن عياش القتباني به نحوه , و لم يذكر في إسناده أبا عبد
    الرحمن الحبلي , و قال : " يركبون على المياثر حتى يأتوا أبواب مساجدهم " .
    رواه الحاكم ( 4 / 436 ) و قال : " صحيح على شرط الشيخين " . و رده الذهبي
    بقوله : " قلت : عبد الله و إن كان قد احتج به مسلم , فقد ضعفه أبو داود و
    النسائي , و قال أبو حاتم : هو قريب من ابن لهيعة " . قلت : قد روى عنه الليث
    بن سعد الإمام , و هو من أقرانه , و ذكره ابن حبان في " الثقات " , فهو مع هذا
    و احتجاج مسلم به وسط حسن الحديث , و غلا فيه الشيخ أحمد شاكر فقال في تعليقه
    على هذا الحديث من " المسند " ( 7083 ) : " إسناده صحيح " ! و أشار الحافظ
    المنذري في " الترغيب " ( 3 / 101 ) إلى تقويته بتصديره إياه بصيغة ( عن ) و
    وقع عنده أن الحاكم قال : " صحيح على شرط مسلم " , و ينبغي أن يكون هذا هو أصل
    " المستدرك " و " تلخيصه " لأنه لو كان كما سبق نقله : " على شرط الشيخين " لم
    يقل الذهبي في رده إياه ما سبق , و لقال : " و إن كان قد احتج به الشيخان ...‏"
    , فقوله : " ... مسلم ... " دليل على أن الذي في نسخته من " المستدرك " : "
    صحيح على شرط مسلم " , و على هذا فما في المطبوعة من " المستدرك " خطأ من
    الناسخ أو الطابع . ( تنبيه هام ) : وقعت هذه اللفظة ( الرحال ) في " فوائد
    المخلص " بالحاء المهملة خلافا لـ " المسند " و " الموارد " و غيرهما , فإنها
    بلفظ ( الرجال ) بالجيم , و على ذلك شرحه الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا في "
    الفتح الرباني " ( 17 / 301 ) , فقال : " معناه : أنهم رجال في الحس لا في
    المعنى , إذ الرجال الكوامل حسا و معنى لا يتركون نساءهم يلبسن ثيابا لا تستر
    أجسامهن " . و لم ينتبه للإشكال الذي تنبه له الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى
    إذ قال في تعليقه على الحديث في " المسند " ( 12 / 38 ) : " و قوله : " سيكون
    في آخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال " إلخ مشكل المعنى قليلا ,
    فتشبيه الرجال بالرجال فيه بعد , و توجيه متكلف , و رواية الحاكم ليس فيها هذا
    التشبيه , بل لفظه : " سيكون في آخر هذه الأمة رجال يركبون على المياثر حتى
    يأتوا أبواب مساجدهم , نساؤهم كاسيات عاريات " إلخ .. و هو واضح المعنى مستقيمه
    , و رواية الطبراني - كما حكاها الهيثمي في " الزوائد " - : " سيكون في أمتي
    رجال يركبون نساؤهم على سروج كأشباه الرجال " . و لفظ " يركبون " غيره طابع "
    مجمع الزوائد " - جرأة منه و جهلا - فجعلها " يركب " , و الظاهر عندي أن صحتها
    " يركبون نساءهم " . و على كل حال فالمراد من الحديث واضح بين , و قد تحقق في
    عصرنا هذا , بل قبله وجود هاته النسوة الكاسيات الملعونات " . قلت : لو أن
    الشيخ رحمه الله اطلع على رواية ( الرحال ) بالحاء المهملة , لساعدته على
    الإطاحة بالإشكال , و فهم الجملة فهما صحيحا , دون أي توجيه أو تكلف , و هذه
    الرواية هي الراجحة عندي للأسباب الآتية : أولا : ثبوتها في " الفوائد " و
    نسختها جيدة . ثانيا : أنها وقعت كذلك بالحاء المهملة في نسخة مخطوطة من كتاب
    "‏الترغيب و الترهيب " للحافظ المنذري محفوظة في المكتبة الظاهرية بدمشق في
    مجلد ضخم فيه خرم , و هي و إن كانت نسخة مؤلفة من نسخ أو خطوط متنوعة , فإن
    الجزء الذي فيه هذا الحديث من نسخة جيدة مضبوطة متقنة , و مما يدلك على ذلك أنه
    كتب تحت الحاء من هذه الكلمة حرف حاء صغير هكذا ( الرحال ) , إشارة إلى أنه حرف
    مهمل كما هي عادة الكتاب المتقنين قديما فيما قد يشكل من الأحرف , و كذلك فعل
    في الصفحة التي قبل صفحة هذا الحديث , فإنه وقع فيها اسم ( زحر ) فكتب تحتها (
    ح ) هكذا ( زحر ) . ثالثا : أن رواية الحاكم المتقدمة بلفظ : " يركبون على
    المياثر .. " تؤكد ما رجحنا , لأن ( المياثر ) جمع ( ميثرة ) و ( الميثرة )
    بالكسر قال ابن الأثير : " مفعلة من الوثارة , يقال : وثر وثارة فهو وثير , أي
    وطيء لين , تعمل من حرير أو ديباج , يجعلها الراكب تحته على الرحال فوق الجمال
    " . فإذا عرفت هذا , فرواية الحاكم مفسرة للرواية الأولى , و بالجمع بينهما
    يكون المعنى أن السروج التي يركبونها تكون وطيئة لينة , و أنها ( أعني السروج )
    هي كأشباه الرحال , أي من حيث سعتها . و عليه فجملة " كأشباه الرحال " ليست في
    محل صفة لـ ( رجال ) كما شرحه البنا و غيره , و إنما هي صفة لـ ( سروج ) . و
    ذلك يعني أن هذه السروج التي يركبها أولئك الرجال في آخر الزمان ليست سروجا
    حقيقية توضع على ظهور الخيل , و إنما هي أشباه الرحال . و أنت إذا تذكرت أن (
    الرحال ) جمع رحل , و أن تفسيره كما في " المصباح المنير " و غيره : " كل شيء
    يعد للرحيل من وعاء للمتاع و مركب للبعير " إذا علمت هذا يتبين لك بإذن الله أن
    النبي صلى الله عليه وسلم يشير بذلك إلى هذه المركوبة التي ابتكرت في هذا العصر
    , ألا و هي السيارات , فإنها وثيرة وطيئة لينة كأشباه الرحال , و يؤيد ذلك أنه
    صلى الله عليه وسلم سماها ( بيوتا ) في حديث آخر تقدم برقم ( 93 ) , لكن تبين
    فيما بعد أن فيه انقطاعا . و إذا ففي الحديث معجزة علمية غيبية أخرى غير
    المتعلقة بالنساء الكاسيات العاريات , ألا و هي المتعلقة برجالهن الذين يركبون
    السيارات ينزلون على أبواب المساجد . و لعمر الله إنها لنبوءة صادقة نشاهدها كل
    يوم جمعة حينما تتجمع السيارات أمام المساجد حتى ليكاد الطريق على رحبه يضيق
    بها , ينزل منها رجال ليحضروا صلاة الجمعة , و جمهورهم لا يصلون الصلوات الخمس
    , أو على الأقل لا يصلونها في المساجد , فكأنهم قنعوا من الصلوات بصلاة الجمعة
    , و لذلك يتكاثرون يوم الجمعة و ينزلون بسياراتهم أمام المساجد فلا تظهر ثمرة
    الصلاة عليهم , و في معاملتهم لأزواجهم و بناتهم , فهم بحق " نساؤهم كاسيات
    عاريات " ! و ثمة ظاهرة أخرى ينطبق عليها الحديث تمام الانطباق , ألا و هي التي
    نراها في تشييع الجنائز على السيارات في الآونة الأخيرة من هذا العصر . يركبها
    أقوام لا خلاق لهم من الموسرين المترفين التاركين للصلاة , حتى إذا وقفت
    السيارة التي تحمل الجنازة و أدخلت المسجد للصلاة عليها , مكث أولئك المترفون
    أمام المسجد في سياراتهم , و قد ينزل عنها بعضهم ينتظرون الجنازة ليتابعوا
    تشييعها إلى قبرها <1> نفاقا اجتماعيا و مداهنة , و ليس تعبدا و تذكرا للآخرة ,
    و الله المستعان . هذا هو الوجه في تأويل هذا الحديث عندي , فإن أصبت فمن الله
    , و إن أخطأت فمن نفسي , و الله تعالى هو المسؤول أن يغفر لي خطئي و عمدي , و
    كل ذلك عندي . ( تنبيه آخر ) : تناقضت الآراء في مرتبة هذا الحديث كنتيجة
    لاختلاف أقوال الحفاظ في راويه ( عبد الله بن عياش بن عباس ) . أما المرتبة ,
    فقد صححه الحاكم و الشيخ أحمد شاكر , خلافا للذهبي كما رأيت , و تبعه المعلق
    على " الإحسان " ( 13 / 64 - 65 ) , و بناء على ذلك ضعفه في طبعته من " الموارد
    " ( 1 / 668 - 669 ) بخلاف الداراني المعلق على طبعته من " الموارد " ( 4 / 448
    - 449 ) , فإنه حسن إسناده . و هذا هو الذي جريت عليه في تخريجاتي في عديد من
    كتبي و تعليقاتي منذ عشرات السنين , فانظر مثلا الحديث المتقدم برقم ( 896 ) و
    في " تخريج مشكلة الفقر " برقم ( 102 ) و التعليق على " تحذير الساجد " ( ص 7 )
    . و أما المعلق على " الإحسان " فكان متناقضا في ذلك أشد التناقض , فبينا نراه
    هنا ضعف حديثه هذا إذا به يحسن له ثانيا ( 12 / 380 ) و يصحح له ثالثا ( 3 / 50
    ) و يقول في رابع ( 1 / 298 ) : " و إسناده حسن في الشواهد " , و في خامس ( 8 /
    246 ) : " حديث صحيح " , يعني لغيره , و لم يحسن إسناده ! و مثل هذا التناقض
    الثلاثي في إسناد راو واحد من تضعيف إلى تحسين إلى تصحيح , لا يقع عادة إلا من
    معلق غير متمكن في هذا العلم , حديث عهد به , أو أن ذلك من أكثر من شخص تداولوا
    التعليق على " الإحسان " , مختلفي السوية في هذا العلم و التحقيق فيه , و هذا
    هو الذي يغلب على الظن , و كان من آثار ذلك أن تظهر هذه الأحكام المتناقضة في
    طبعة "الموارد " في أحاديثه ,‏فانظر مثلا الأحاديث المرقمة بـ ( 96 و 472 و
    880 و 2551 ) و من الغرائب أن حديث الرقم ( 472 ) راويه عن ( عياش ) كان اختلط
    , و لذلك جعلته من حصة كتابي " ضعيف الموارد " و هو و قسيمه " صحيح الموارد "
    تحت الطبع , يسر الله نشرهما قريبا إن شاء الله تعالى . و أما الاختلاف في
    الراوي , فحسبك ما ذكره الذهبي في تعقيبه , و منها قول أبي حاتم , و تمامه : "
    ليس بالمتين , صدوق يكتب حديثه , و هو قريب من ابن لهيعة " . و ذكره ابن حبان
    في " الثقات " ( 7 / 51 و 8 / 334 ) . و من ذلك قول الذهبي المتقدم : " احتج به
    مسلم " و كذا في " سيره " ( 7 / 334 ) , فخالفه الحافظ فقال في " التقريب " : "
    صدوق يغلط , أخرج له مسلم في الشواهد " . و قال في " التهذيب " متعقبا المزي
    الذي أطلق العزو لمسلم : " قلت : حديث مسلم في الشواهد لا في الأصول " . قلت :
    و الحديث الذي يشير إليه حديث عقبة بن عامر في النذر : " لتمش و لتركب " . و هو
    مخرج في " الإرواء " ( 8 / 219 ) من رواية الشيخين عن يزيد بن أبي حبيب بسنده
    عنه . و قد تابع عبد الله بن عياش سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عند
    البخاري ( 1866 ) , و لكن هل هذا مما يسوغ القول بأن مسلما روى له في الشواهد ,
    و المتابعة هذه ليست عنده ? في ذلك عندي وقفة . و من ذلك أن الذهبي قال عقب
    قوله المتقدم في " السير " : " قلت : حديثه في عداد الحسن " . و هذا الذي
    فهمناه أو استنبطناه من تلك الأقوال المختلفة , و قد وافق الذهبي الحاكم على
    تصحيح بعض أحاديثه , منها الحديث الذي سبق قريبا عزوه لـ " تخريج المشكلة " (
    102 ) .

    -----------------------------------------------------------

    [1] قلت : و أما قولهم في الإذاعات و غيرها : " .. مثواه الأخير " فكفر لفظي
    على الأقل , و أنا أتعجب كل العجب من استعمال المذيعين المسلمين لهذه الكلمة ,
    فإنهم يعلمون أن القبر ليس هو المثوى الأخير , بل هو برزخ بين الدنيا و الآخرة
    , فهناك البعث و النشور ثم إلى المثوى الأخير , كما *( فريق في الجنة
    و فريق في السعير )* , و قال في الأخير : *( فالنار مثوى لهم )* , و ما ألقى
    هذه الكلمة بين الناس إلا كافر ملحد , ثم تقلدت من المسلمين في غفلة شديدة
    غريبة ! *( فهل من مدكر )* ? . اهـ .
    2684 " طوق من نار يوم القيامة . قاله لمن رأى عليه جبة مجيبة بحرير " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 418 :

    أخرجه البزار ( ص 172 - زوائد البزار ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم 8166 -
    مصورتي ) من طريقين عن إسماعيل بن عياش : حدثنا الأزهر بن راشد : حدثنا سليم بن
    عامر عن جبير بن نفير عن #معاذ بن جبل #قال : رأى النبي صلى الله عليه وسلم
    جبة مجيبة بحرير فقال : فذكره . و قال الطبراني : " لا يروى عن معاذ إلا بهذا
    الإسناد , تفرد به إسماعيل بن عياش " . قلت : و هو ثقة في روايته عن الشاميين ,
    و هذه منها , فإن الأزهر بن راشد هذا هو الهوزني أبو الوليد الشامي , قال
    الذهبي : " من شيوخ حريز بن عثمان , يروي عن عصمة بن قيس , و له صحبة , ما علمت
    به بأسا " . قلت : و يشير الذهبي إلى قول أبي داود : " شيوخ حريز ثقات " . و
    ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 3 / 11 ) و قال ابن حجر في " التقريب " : " صدوق
    " . قلت : و سائر رجاله ثقات , فالإسناد صحيح . و اقتصر المنذري على قوله ( 3 /
    103 ) : " رواه البزار و الطبراني في " الأوسط " , و رواته ثقات " . و تبعه
    الهيثمي ( 5 / 142 ) كغالب عادته . و قوله : ( مجيبة ) بضم الميم و فتح الجيم
    بعدهما مثناة من تحت مفتوحة مشددة ثم باء موحدة , أي : لها جيب من حرير و هو
    المطوق . قاله المنذري . قلت : و لعل الحرير الذي رآه صلى الله عليه وسلم على
    الجيب كان أكثر من أربع أصابع , لأن ما دونها مستثنى من التحريم لحديث عمر رضي
    الله عنه قال : " نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم عن لبس الحرير إلا موضع
    إصبعين أو ثلاث أو أربع [ و أشار بكفه ] " . أخرجه مسلم ( 6 / 141 ) و النسائي
    ( 2 / 298 ) و ابن حبان ( 5417 ) و أحمد ( 1 / 5 ) , و الزيادة له من طريق سويد
    بن غفلة عنه . و أخرجه ابن حبان ( 5400 ) مختصرا , و كذا أبو يعلى ( 1 / 64 )
    من طريق أبي عثمان النهدي عنه . و أصله في " الصحيحين " , و راجع إن شئت شرحه
    في " فتح الباري " ( 10 / 141 - 142 ) .
    2685 " كنا نسميها شباعة ( يعني : زمزم ) و كنا نجدها نعم العون على العيال " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 419 :

    أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " ( 5 / 117 ) و عنه الطبراني في " الكبير " ( 3
    / 90 / 2 ) عن الثوري عن ابن خثيم أو عن العلاء - شك أبو بكر - عن أبي الطفيل
    عن #ابن عباس #قال : سمعته يقول : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد رجاله ثقات
    رجال مسلم , لولا الشك في شيخ الثوري , هل هو ابن خثيم - و اسمه عبد الله بن
    عثمان المكي , و هو صدوق من رجال الإمام مسلم - أم هو العلاء ? فنظرنا فوجدنا
    الأزرقي قد أخرجه في " أخبار مكة " ( ص 391 ) من طريق أخرى فقال : حدثني محمد
    بن يحيى عن سليم بن مسلم عن سفيان الثوري عن العلاء بن أبي العباس عن أبي
    الطفيل به . فهذا يرجح أن الشيخ هو العلاء بن أبي العباس , و هو ثقة ثقة كما
    قال ابن معين فيما رواه ابن أبي حاتم ( 3 / 1 / 356 ) , لكن سليم بن مسلم - و
    هو الخشاب - متروك الحديث كما قال النسائي . و قال أحمد : " لا يساوي حديثه
    شيئا " . قلت : فمثله مما لا يرجح به , فيبقى الشك على حاله , و لكنه لا يلقي
    على الإسناد ضعفا , لأن الشك دار بين ثقتين , غاية ما في الأمر أنه يحول بيننا
    و بين إطلاق القول بأن رجاله رجال " الصحيح " , و لذلك قال الهيثمي ( 3 / 286 )
    : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله ثقات " . فإن هذا يصدق سواء كان
    الشيخ هو ابن خثيم , أو العلاء , و قال المنذري في " الترغيب " ( 2 / 133 ) : "
    رواه الطبراني في " الكبير " , و هو موقوف صحيح الإسناد " . ( فائدة ) أبو بكر
    الذي شك في إسناد الحديث هو عبد الرزاق نفسه صاحب " المصنف " . و غالبه من
    رواية أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري عنه , و ذلك أني رأيت بعض كتبه من
    رواية غير الدبري عنه , فمثلا كتاب " أهل الكتاب " هو من رواية محمد بن علي
    النجار عنه , و هو في المجلد السادس ( 1 - 132 ) و كذلك كتاب " البيوع و
    الشهادات " من رواية النجار عنه في المجلد الثامن ( 1 - 368 ) , كما وجدت فيه
    كتاب " أهل الكتابين " من رواية محمد بن يوسف الحذاقي عنه , و هو في المجلد
    العاشر ( 311 - 378 ) , و قد يكون هناك كتب أخرى ليست من رواية الدبري , و لقد
    كان من المفروض أن يوضح ذلك و غيره محققه الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي في مقدمته
    التي وعد بنشرها , و لما يفعل , فقد نشر الكتاب بتمامه , و لم نجد لها أثرا في
    شيء من مجلداته , و لعله يفعل , ثم توفي رحمه الله فلعله فعل .
    2686 " من قال إذا أصبح : " رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا " , فأنا
    الزعيم لآخذن بيده حتى أدخله الجنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 421 :

    أورده المنذري في " الترغيب " ( 1 / 229 ) من حديث # المنيذر # صاحب رسول الله
    صلى الله عليه وسلم , و كان يكون بـ ( أفريقية ) قال : سمعت رسول الله صلى الله
    عليه وسلم يقول : فذكره . و قال : " رواه الطبراني بإسناد حسن " . و كذا قال
    الهيثمي في " المجمع " ( 10 / 116 ) . فتعقبه الحافظ ابن حجر فيما علقه عليه ,
    فقال : " قلت : فيه رشدين , و هو ضعيف " . قلت : و كنت اتبعته على هذا في "
    التعليق الرغيب " , و عليه أوردته في " ضعيف الترغيب " , ثم تبين لي أن رشدين
    لم يتفرد به , فإنه رواه عن حيي بن عبد الله عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن
    المنيذر به . فقال الحافظ في ترجمة المنيذر من " الإصابة " : " وصله الطبراني
    إلى رشدين . و تابعه ابن وهب عن حيي , لكنه لم يسمه , قال : عن رجل من أصحاب
    النبي صلى الله عليه وسلم , و أخرجه ابن منده " . قلت : و لا يخفى أن الصحابة
    كلهم عدول , فعدم تسمية ابن وهب إياه لا يضر , فبهذه المتابعة ثبت الحديث و
    الحمد لله . ثم إن الحديث عند الطبراني في " المعجم الكبير " ( 20 / 355 / 838
    ) بسند صحيح عن رشدين به . و كذلك رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " من طريق
    أخرى عنه , لكنه لم يذكر فيه " إذا أصبح " . و هي ثابتة في رواية الطبراني , و
    كذا في رواية ابن وهب كما يدل عليه صنيع الحافظ في " الإصابة " , و زاد أنه قال
    : " و أخرجه ابن منده " . و لهذه الزيادة شاهد من حديث رجل من أصحاب النبي صلى
    الله عليه وسلم مرفوعا بلفظ آخر , و زيادة أخرى , و في إسناده اضطراب و جهالة ,
    و لذلك أخرجته في الكتاب الآخر برقم ( 5020 ) , و فيه زيادة أخرى : " ثلاث مرات
    " . و لأصل الحديث شاهد جيد من رواية أبي سعيد الخدري مرفوعا نحوه , و قد مضى
    برقم ( 334 ) دون ذكر الصباح و المساء . ثم رأيت الحديث في " المعرفة " لأبي
    نعيم ( 2 / 188 / 2 ) من طريق الطبراني . ثم علقه على ابن وهب .
    2687 " توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم و إن نمرة من صوف تنسج له " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 422 :

    أخرجه البيهقي في " فصل فيمن اختار التواضع في اللباس " من " الأربعون من شعب
    الإيمان و هو باب الملابس و الزي و ما يكره منها " من كتاب " الشعب " ( 2 / 227
    / 1 ) من طرق عن محمد بن يعقوب الأصم : حدثنا بحر ( الأصل : ( يحيى ) و هو خطأ
    من الناسخ ) ابن نصر الخولاني : حدثنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن
    حبيب عن عبيد الله بن عمر عن #عبد الله بن عمر #قال : فذكره . قلت : و هذا
    إسناد جيد , فإن رجاله كلهم ثقات معروفون بالضبط و الحفظ غير ابن لهيعة , فإن
    فيه ضعفا من قبل حفظه , لكنهم قووا حديث العبادلة عنه و منهم عبد الله بن وهب
    هذا , و كأن ذلك لأنهم سمعوا منه قبل أن تحترق كتبه , و يسوء حفظه و تحديثه . و
    لقد كان الباعث على تحرير هذا أنني رأيت الحافظ المنذري قد أشار إلى تضعيف هذا
    الحديث في " الترغيب " ( 3 / 108 ) بتصديره إياه بقوله : ( روي ) , و عهدي به
    أنه يصدر أحاديث ابن لهيعة بقوله ( عن ) المشعر بالقوة حتى و لو كان من غير
    رواية العبادلة , و الأمثلة على ذلك كثيرة و إليك بعضها في كتابي " ضعيف
    الترغيب و الترهيب " مشيرا إليها بأرقامها فيه : ( 149 و 186 و 218 و 220 ) بل
    رأيته صرح بتحسين بعض أحاديثه منها الحديث ( 369 ) . و له شاهد من رواية زمعة
    بن صالح عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : " توفي رسول الله صلى
    الله عليه وسلم و له جبة صوف ( و في رواية : حلة من أنمار من صوف أسود ) في
    الحياكة " . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6 / 219 / 5919 / 2920 ) من
    طريقين عنه . قلت : و هذا إسناد حسن في المتابعات و الشواهد , قال الهيثمي ( 5
    / 131 ) : " رواه الطبراني , و فيه زمعة بن صالح , و هو ضعيف , و قد وثق , و
    بقية رجاله ثقات " .
    2688 " المرأة عورة و إنها إذا خرجت استشرفها الشيطان , و إنها لا تكون أقرب إلى
    الله منها في قعر بيتها " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 424 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " في ترجمة إبراهيم بن هاشم البغوي ( رقم 3036 -
    مصورتي ) : حدثنا إبراهيم : أنبأنا عاصم بن النضر أنبأنا معتمر بن سليمان عن
    أبيه عن قتادة عن #سالم بن عبد الله عن أبيه #عن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير
    شيخه البغوي , و قد وثقه الدارقطني , مات سنة ( 297 ) كما في " تاريخ بغداد "
    للخطيب البغدادي . و للحديث شاهد قوي من حديث ابن مسعود مخرج في " إرواء الغليل
    " ( 1 / 303 / 273 ) . و الحديث قال المنذري في " الترغيب " : " رواه الطبراني
    في " الأوسط " , و رجاله رجال ( الصحيح ) " . قلت : إلا الشيخ البغوي كما ذكرنا
    . و هو من الأحاديث التي فاتت الحافظ الهيثمي , فلم يورده في " مجمع البحرين "
    , و لا في " مجمع الزوائد " كما نبهت عليه في تعليقي على الحديث في " صحيح
    الترغيب و الترهيب " ( 1 / 136 ) و قد تم طبع المجلد الأول , و سيكون في
    التداول قريبا إن شاء الله تعالى . ثم نشر , و الآن الثاني تحت الطبع كما سبق
    التنبيه عليه ( ص 384 ) . ( فائدة ) : يطيب لبعض المتشددين على المرأة أن
    يستدلوا بهذا الحديث على أن وجه المرأة عورة على الأجانب , و لا دليل فيه البتة
    , لأن المعنى كما قال ابن الأثير في " النهاية " : " جعلها نفسها عورة , لأنها
    إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت " . و يؤكد هذا المعنى
    تمام الحديث : " و إذا خرجت استشرفها الشيطان " . قال الشيخ علي القاري في "
    المرقاة " ( 3 / 411 ) : " أي زينها في نظر الرجال . و قيل أي نظر إليها
    ليغويها , و يغوي بها " . و أصل ( الاستشراف ) أن تضع يدك على حاجبك و تنظر ,
    كالذي يستظل من الشمس حتى يستبين الشيء و أصله من الشرف : العلو , كأنه ينظر
    إليه من موضع مرتفع فيكون أكثر لإدراكه . " نهاية " . و إن مما لا شك فيه أن
    الاستشراف المذكور يشمل المرأة و لو كانت ساترة لوجهها , فهي عورة على كل حال
    عند خروجها , فلا علاقة للحديث بكون وجه المرأة عورة بالمعنى الفقهي , فتأمل
    منصفا . و جمهور العلماء على أنه ليس بعورة , و بيان ذلك في كتابي " جلباب
    المرأة المسلمة " , و قد طبع حديثا بهذا الاسم " جلباب ... " بديل " حجاب ... "
    سابقا لنكتة ذكرتها في المقدمة . و قد رددت فيه على المتشددين بما فيه الكفاية
    , و أحلت من شاء التفصيل على كتابي المفرد في الرد بإسهاب و تفصيل , تتبعت فيه
    شبهاتهم , و أنها قائمة على أدلة واهية رواية و دراية , و اجتماعيا , و سميته
    اسما يلخص لك مضمونه : " الرد المفحم على من خالف العلماء و تشدد و تعصب و ألزم
    المرأة أن تستر وجهها و كفيها و أوجب و لم يقنع بقولهم إنه سنة و مستحب " . يسر
    الله لي تبيضه و نشره بفضله و كرمه .
    2689 " نهي أن يشرب من كسر القدح " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 426 :

    أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( رقم - 6976 - مصورتي ) من طريق موسى بن
    إسماعيل أبي سلمة التبوذكي : أخبرنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن جعفر بن
    برقان عن يزيد بن الأصم عن #أبي هريرة #قال : فذكره على البناء للمجهول , لم
    يذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم , و قال : " لم يروه عن جعفر بن برقان , و
    لا عن معمر إلا ابن المبارك , تفرد به موسى بن إسماعيل " . قلت : كلا , بل
    تابعه عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك به . أخرجه أبو نعيم في "
    الحلية " ( 9 / 38 ) . و هذا حديث صحيح , إسناده صحيح , رجاله ثقات رجال مسلم ,
    و قال الهيثمي ( 5 / 78 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله ثقات رجال
    الصحيح " . ثم قال : " و عن ابن عباس و ابن عمر قالا : يكره أن يشرب من ثلمة
    القدح , و أذن القدح . رواه الطبراني , و رجاله رجال الصحيح " . قلت : في
    إسناده ( 11 / 64 / 11055 ) نعيم بن حماد , ضعيف , و إنما أخرج له البخاري فقط
    مقرونا . و تقدم له شاهد من حديث أبي سعيد الخدري برقم ( 388 ) مرفوعا بلفظ : "
    ثلمة القدح " , و هذا الحديث مفسر له , قال ابن الأثير : " أي موضع الكسر منه ,
    و إنما نهى عنه لأنه لا يتماسك فم الشارب عليها , و ربما انصب الماء على ثوبه و
    يديه . و قيل : لأن موضعها لا يناله التنظيف التام إذا غسل الإناء , و قد جاء
    في لفظ الحديث أنه مقعد الشيطان , و لعله أراد به عدم النظافة " . قلت : و لعل
    هذا المعنى الأخير أولى , لأن المعنى الأول إنما يظهر إذا كانت الثلمة كبيرة ,
    و حينئذ ففيه تحديد لمعنى ( الثلمة ) فيه , و هو غير مناسب لإطلاقها بخلاف
    المعنى الآخر , فإن الإطلاق المذكور يناسبه , فقد ثبت الآن مجهريا أن الثلمة -
    صغيرة كانت أم كبيرة - مجمع الجراثيم و المكروبات الضارة , و أن غسل الإناء
    الغسل المعتاد لا يطهرها , بل إنه قد يزيد فيها , فنهى الشارع الحكيم عن الشرب
    منها خشية أن يتسرب معه بعضها إلى جوف الشارب فيتأذى بها . فالنهي طبي دقيق . و
    الله أعلم . و أما اللفظ الذي ذكره ابن الأثير : " مقعد الشيطان " , فلم أقف
    عليه إلا بلفظ : " فإن الشيطان يشرب من ذلك " , و هو مخرج في " الضعيفة " ( 654
    ) .





  9. #9
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    2690 " من جهز غازيا في سبيل الله فله مثل أجره , و من خلف غازيا في أهله بخير , أو
    أنفق على أهله فله مثل أجره " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 427 :

    أخرجه الطبراني في ترجمة محمود بن محمد المروزي من " الأوسط " رقم ( 8047 ) :
    حدثنا محمود أخبرنا وهب أنبأنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن موسى بن عقبة عن
    محمد بن زيد عن بشر بن سعيد عن #زيد بن ثابت# عن النبي صلى الله عليه وسلم
    قال : فذكره , و قال : " لم يروه عن محمد بن زيد إلا عبد الرحمن بن إسحاق " .
    قلت : و هو العامري القرشي مولاهم , و هو مختلف فيه , و قد أخرج له مسلم و
    البخاري تعليقا , لكن قال الحاكم : " إنما أخرجا له في الشواهد " . ذكره في "
    التهذيب " و لم يتعقبه بشيء . و هو على كل حال حسن الحديث . و قال الحافظ في "
    التقريب " : " صدوق " . و ذكره الذهبي في " الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب رد
    حديثهم " . و سائر الرجال ثقات رجال مسلم غير محمود هذا , و له ترجمة حسنة في "
    تاريخ بغداد " ( 13 / 94 ) مات سنة ( 297 ) . و قال المنذري في " الترغيب " ( 2
    / 158 ) و تبعه الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5 / 283 ) : " رواه الطبراني في
    " الأوسط " , و رجاله رجال ( الصحيح ) " . و له شاهد من حديث خالد بن زيد
    الجهني مرفوعا مثله . أخرجه ابن حبان ( 1619 ) و أحمد ( 4 / 114 - 115 و 116 )
    بسند صحيح , و ابن ماجه ( 2 / 172 - 173 ) باختصار قوله : " أو أنفق .. "‏.
    2691 " كلوا جميعا و لا تتفرقوا , فإن طعام الواحد يكفي الاثنين و طعام الاثنين يكفي
    الأربعة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 429 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 7597 / 2 - من مصورتي و ترقيمي ) : حدثنا
    محمد بن أبان حدثنا عبد الله بن محمد بن خلاد الواسطي حدثنا يزيد بن هارون
    حدثنا بحر السقاء عن عمرو بن دينار عن سالم عن #ابن عمر #قال : قال رسول الله
    صلى الله عليه وسلم : فذكره , و قال : " لم يروه عن عمرو بن دينار إلا بحر
    السقاء , تفرد به يزيد بن هارون " . قلت : و هو ثقة من رجال الشيخين , و كذلك
    من فوقه غير بحر السقاء , و هو ضعيف كما في " التقريب " . لكن عبد الله بن محمد
    بن خلاد الواسطي لم أجد من ترجمه , غير أن أسلم الواسطي المعروف بـ ( بحشل ) قد
    روى عنه عدة أحاديث في كتابه " تاريخ واسط " ( ص 72 و 119 و 213 ) و كناه بأبي
    أمية , و روى عنه في مكان آخر ( ص 152 ) بواسطة عبد الله بن أبي داود السجستاني
    : قال : حدثني عبد الله بن محمد ابن خلاد أبو أمية .. فذكر أثرا . و لم يذكر
    فيه جرحا و لا تعديلا كما هي عادته , فهو مجهول العدالة . ثم رأيته في " ثقات
    ابن حبان " ( 8 / 386 ) . ثم إن ما ذكره الطبراني أن بحر السقاء تفرد به عن
    عمرو بن دينار منقوض بما أخرجه هو في " المعجم الكبير " ( 3 / 194 / 2 / 1 )
    قال : حدثنا الحسن بن علي الفسوي حدثنا سعيد بن سليمان : أخبرنا أبو الربيع
    السمان عن عمرو بن دينار به بتقديم و تأخير , و لفظه : " طعام الاثنين يكفي
    الأربعة و طعام الأربعة يكفي الثمانية , فاجتمعوا عليه و لا تتفرقوا عنه " .
    نعم أبو الربيع السمان - و اسمه أشعث بن سعيد البصري - ضعيف مثل بحر السقاء أو
    أشد , لكن الحديث في نفسه ثابت , فإن الجملة الأولى قد رويت في أحاديث تقدم
    بعضها برقم ( 664 و 895 ) و سائره في " صحيح مسلم " و غيره من حديث جابر . و قد
    مضى تخريجه تحت الحديث ( 1686 ) . ثم وجدت للحديث شاهدا من حديث عمر , أخرجه
    ابن ماجه ( 3255 ) و البزار في " مسنده " ( 1185 - كشف الأستار ) من طريق سعيد
    بن زيد عن عمرو بن دينار عن سالم عن أبيه عن عمر مرفوعا به , و زاد : " و طعام
    الأربعة يكفي الخمسة و الستة , و إن البركة في الجماعة " . و قال البزار : " لا
    نعلمه عن عمر إلا من هذا الوجه , تفرد به عمرو بن دينار , و هو لين , و أحاديثه
    لا يشاركه فيها أحد " . قلت : عمرو بن دينار هذا غير عمرو بن دينار المتقدم ,
    ذاك مكي و هو ثقة , و هذا بصري , و هو المعروف بـ ( قهرمان آل الزبير ) و هو
    ضعيف كما في " التقريب " , و لذلك قال البزار : " و هو لين " . فلا أدري بعد
    هذا كيف قال المنذري في " ترغيبه " ( 2 / 142 ) : " رواه البزار بإسناد جيد " !
    فلعله اختلط عليه الأمر , فظن أن عمرو بن دينار هذا هو المكي الثقة , و ليس
    البصري الضعيف . فقد جرى على هذا السنن في مكان آخر , و أفصح عن الوهم , فقال (
    3 / 306 ) : " رواه البزار , و رجاله رجال ( الصحيح ) " ! و البصري ليس من رجال
    " الصحيح " , فهو يعني إذن المكي , فإنه من رجال الشيخين ! نعم الحديث قوي
    بمجموع طرقه فهو حسن على الأقل . و الله أعلم .
    2692 " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه و أخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما
    يتناثر ورق الشجر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 431 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 243 - مصورتي ) : حدثنا أحمد بن رشدين
    قال : أخبرنا يحيى بن بكير قال : أخبرنا موسى بن ربيعة عن موسى بن سويد الجمحي
    عن الوليد بن أبي الوليد عن يعقوب الحرقي عن #حذيفة بن اليمان #عن النبي صلى
    الله عليه وسلم قال : فذكره . و قال : " لم يرو هذا الحديث عن الوليد بن أبي
    الوليد إلا موسى بن ربيعة " . قلت : و هو ثقة كما قال أبو زرعة كما في " الجرح
    و التعديل " ( 4 / 1 / 142 - 143 ) , لكن شيخه موسى بن سويد الجمحي لم أجد من
    ترجمه , و ظاهر كلام الهيثمي الذي كنت نقلته عنه تحت هذا الحديث ( 526 ) حين
    خرجته نقلا عنه و عن المنذري أنه ثقة , لأنه قال : " رواه الطبراني في " الأوسط
    " , و يعقوب بن محمد بن الطحلاء روى عنه غير واحد , و لم يضعفه أحد , و بقية
    رجاله ثقات " . قلت : فآخر كلامه هذا يشمل بعمومه موسى بن سويد الجمحي , فلعله
    في " ثقات ابن حبان " , أو أنه وقع في اسمه شيء من التحريف ضيع علينا شخصيته .
    و الله أعلم . هذا , و قد كنت استغربت هناك قول الهيثمي في يعقوب هذا أنه روى
    عنه غير واحد لسبب ذكرته ثمة فراجعه إن شئت , فتبين لي الآن حين وقفت على إسناد
    الحديث في " الأوسط " أن الاستغراب كان في محله و أن الهيثمي لا يحمل مسؤوليته
    . و إنما ناشر كتابه السيد القدسي , فإنه لجهله بهذا الفن , و جرأته على تصحيح
    الكلام بغير علم , غير كلام الهيثمي الذي نصه : " يعقوب حد العلاء " كما ذكر
    ذلك في الحاشية , فجعله هو : " يعقوب بن محمد بن الطحلاء " , فجاء الاستغراب
    المشار إليه و الصواب : ما كان في الأصل : " يعقوب حد العلاء " , و هو كلام
    ظاهر , أشكل على مصححه المذكور لفظ ( حد ) , و لا إشكال فإنه ( جد ) بالجيم ,
    إلا أنه كثيرا ما يهملون الحرف و لا ينقطونه فلم يعرفه فذهب يبحث في كتب الرجال
    , فوجد فيهم : " يعقوب بن محمد بن الطحلاء " فأنزله محل الذي كان في الأصل "
    يعقوب جد العلاء " , هكذا اعتباطا , دون حجة أو بينة ! و يعقوب جد العلاء , قد
    ترجمه في " التهذيب " بقوله : " يعقوب المدني مولى الحرقة جد العلاء بن عبد
    الرحمن بن يعقوب . روى عن عمر و حذيفة . و عنه ابنه عبد الرحمن و الوليد بن أبي
    الوليد " , و لم يذكر فيه توثيقا , و عموم كلام الهيثمي المتقدم يدل أيضا على
    أنه ثقة , فلعله في " ثقات ابن حبان " . فليراجع . و مع أن الجمحي المتقدم غير
    معروف عندنا فقد خالفه في إسناده عبد الله بن لهيعة فقال : عن الوليد بن أبي
    الوليد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه أنه سمع حذيفة ابن اليمان ... فذكره .
    و ابن لهيعة صحيح الحديث إذا رواه عنه أحد العبادلة , و هذا كذلك , فإنه من
    رواية ابن وهب عنه كما كنت خرجته هناك فلا داعي للإعادة . و إنما أعدت تخريجه
    هنا من الطريق الأولى لتحقيق القول في إسناده بعد أن يسر الله تبارك و تعالى
    الوقوف عليه , و بذلك تكشفت لنا حقائق كانت خافية عنا كما بينت آنفا . فلله
    الحمد و المنة . ثم نبهني أحد إخواني جزاه الله خيرا أن الذي في " مجمع البحرين
    " ( 5 / 264 ) : ( موسى بن ربيعة بن موسى بن سويد الجمحي ) أي ( ابن موسى )
    مكان ( عن موسى ) , و كذا في " تهذيب المزي " و مطبوعة " المعجم الأوسط " أيضا
    , فما في نسخة المصورة منه خطأ . و كان ينبغي أن أتنبه له من قول الطبراني عقبه
    : " لم يروه عن الوليد إلا موسى بن ربيعة " . فإنه ظاهر في أنه لا واسطة بينهما
    , و لكن هكذا قدر , و تقدم أنه ثقة . بقي عندي النظر في صحة عموم قول الهيثمي :
    " و بقية رجاله ثقات " , لأن ( أحمد ابن رشدين ) , و هو أحمد بن محمد بن الحجاج
    بن رشدين المصري , قال الذهبي في " المغني " : " قال ابن عدي : يكتب حديثه مع
    ضعفه " . قلت : و هذا ذكره ابن عدي في آخر ترجمته من " الكامل " ( 1 / 198 ) و
    روى في أولها قصة فيها أن أحمد بن صالح قال فيه : " كذاب " ! و لم يزد على هذا
    . فقول الذهبي في مطلع ترجمته من " الميزان " : " قال ابن عدي : كذبوه " ! لا
    يخلو من شيء , و لاسيما و قد قال الحافظ في " اللسان " : " و ابن رشدين صاحب
    حديث كثير , و قال مسلمة في " الصلة " : حدثنا عنه غير واحد , و كان ثقة عالما
    بالحديث " . قلت : فلعل ضعفه و ما أنكر عليه جاء من كثرة حديثه , و قد أشار
    النسائي إلى قلة خطئه بقوله : " لو رجع عن حديث الغار عن بكير لحدثت عنه " .
    فالظاهر أنه ما كان يتعمد الكذب , و إنما يقع منه الخطأ كما يقع من غيره , فهو
    مغتفر في كثرة ما روى . و الله أعلم . و أما قولي عن ( يعقوب المدني ) : "
    فلعله في ( ثقات ابن حبان ) " , فقد طبع هذا الكتاب , و لم نجده فيه , و لا هو
    في " ترتيبه " للهيثمي , و لا هو في " جامع فهارس الثقات " وضع الأخ حسين
    إبراهيم زهران , و لا في فهرسي إياه المسمى بـ " تيسير انتفاع الخلان بثقات ابن
    حبان " , يسر الله نشره , و قد سبق قول الهيثمي في ( يعقوب ) هذا : " و لم
    يضعفه أحد " , فلو أنه كان في " الثقات " - و هو من أعرف الناس بما فيه - لوثقه
    , لكثرة اعتماده عليه . فمن الأوهام أن المعلق على " تهذيب المزي " عزاه لـ "
    ثقات ابن حبان 7 / 642 " و هذا المكان الذي أشار إليه , كل من فيه من طبقة
    أتباع التابعين ! ثم تكرر الخطأ بعد سطرين , فإنه عزا إليه الراوي عنه ( الوليد
    بن أبي الوليد المدني ) ! و هو فيه ( 7 / 252 ) , و قد أورده في ( التابعين )
    أيضا ( 5 / 494 ) .
    2693 " يا عائشة ! إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته و فيهم الصالحون , فيصابون
    معهم , ثم يبعثون على نياتهم [ و أعمالهم ] " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 434 :

    أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( رقم - 1846 - موارد ) و البيهقي في " شعب
    الإيمان " ( 2 / 441 / 1 ) من طريق عمرو بن عثمان الرقي قال : حدثنا زهير بن
    معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن # عائشة #قالت : قلت : يا رسول الله ! إن
    الله إذا أنزل سطوته بأهل الأرض و فيهم الصالحون فيهلكون بهلاكهم ? فقال :
    فذكره . و الزيادة من " الشعب " و " الإحسان " أيضا ( 7270 ) . قلت : و هذا
    إسناد جيد لولا أن الرقي هذا قد ضعف من قبل حفظه , و قال ابن عدي : " له أحاديث
    صالحة عن زهير و غيره , و قد روى عنه ناس من الثقات , و هو ممن يكتب حديثه " .
    قلت : و هذا من أحاديثه الصالحة , فإنه لم يتفرد به , و أقر الحافظ ابن حبان
    على تصحيحه , فإن له طرقا أخرى عن عائشة و غيرها كما سيأتي ( 3156 ) . و أخرجه
    مسلم ( 8 / 168 ) من طريق يونس بن محمد : حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن
    محمد ابن زياد عن عبد الله بن الزبير أن عائشة قالت : عبث ( و في رواية : ضحك )
    رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه , فقلنا : يا رسول الله ! صنعت شيئا في
    منامك لم تكن تفعله ? فقال : " العجب , إن ناسا من أمتي يؤمون بالبيت ( و في
    رواية : هذا البيت ) برجل من قريش قد لجأ بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف
    بهم " . فقلنا : يا رسول الله ! إن الطريق قد يجمع الناس ? قال : " نعم , فيهم
    المستبصر و المجبور و ابن السبيل , يهلكون مهلكا واحدا , و يصدرون مصادر شتى ,
    يبعثهم الله على نياتهم " . و أخرجه أحمد ( 6 / 105 ) : حدثنا أبو سعيد قال :
    حدثنا القاسم بن الفضل الحداني به نحوه و الرواية الأخرى له , مع اختلاف في بعض
    الألفاظ , و رواية مسلم أصح , لأن يونس بن محمد - و هو أبو محمد المؤدب - ثقة
    ثبت . و مخالفه أبو سعيد - و اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد مولى بني
    هاشم - صدوق ربما أخطأ . و أخرجه البخاري في " البيوع " من طريق أخرى عن عائشة
    مختصرا . و يشهد له حديث ابن عمر في البخاري ( 7108 ) و مسلم ( 8 / 165 ) و ابن
    حبان ( 7 / 210 / 7271 ) مختصرا أيضا . و فيه الزيادة دون : " نياتهم " .
    2694 " إن بني إسرائيل لما طال الأمد و قست قلوبهم اخترعوا كتابا من عند أنفسهم ,
    استهوته قلوبهم و استحلته ألسنتهم , و كان الحق يحول بينهم و بين كثير من
    شهواتهم , حتى نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون , فقالوا : ( الأصل
    : فقال ) اعرضوا هذا الكتاب على بني إسرائيل , فإن تابعوكم عليه , فاتركوهم ,
    و إن خالفوكم فاقتلوهم . قال : لا , بل ابعثوا إلى فلان - رجل من علمائهم - فإن
    تابعكم فلن يختلف عليكم بعده أحد . فأرسلوا إليه فدعوه , فأخذ ورقة فكتب فيها
    كتاب الله , ثم أدخلها في قرن , ثم علقها في عنقه , ثم لبس عليها الثياب , ثم
    أتاهم , فعرضوا عليه الكتاب فقالوا : تؤمن بهذا ? فأشار إلى صدره - يعني الكتاب
    الذي في القرن - فقال : آمنت بهذا , و مالي لا أؤمن بهذا ? فخلوا سبيله . قال :
    و كان له أصحاب يغشونه فلما حضرته الوفاة أتوه , فلما نزعوا ثيابه وجدوا القرن
    في جوفه الكتاب , فقالوا : ألا ترون إلى قوله : آمنت بهذا , و مالي لا أؤمن
    بهذا , فإنما عنى بـ ( هذا ) هذا الكتاب الذي في القرن قال : فاختلف بنو
    إسرائيل على بضع و سبعين فرقة , خير مللهم أصحاب أبي القرن " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 436 :

    أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 439 / 1 - 2 ) : أخبرنا أبو محمد بن
    يوسف الأصبهاني حدثنا أبو سعيد ابن الأعرابي حدثنا سعدان بن نصر : حدثنا أبو
    معاوية عن الأعمش عن عمارة عن ربيع بن عميلة قال : حدثنا # عبد الله #, ما
    سمعنا حديثا هو أحسن منه إلا كتاب الله عز وجل , و رواية عن النبي صلى الله
    عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات , أبو محمد
    اسمه عبد الله بن يوسف المعروف بـ ( بالأصبهاني ) , و كان من ثقات المحدثين
    الرحالة , مات سنة ( 409 ) كما في " الشذرات " . و أبو سعيد ابن الأعرابي حافظ
    ثقة مشهور , ترجمه الحافظ الذهبي في " التذكرة " , و له مصنفات منها " المعجم "
    , منه نسخة خطية في المكتبة الظاهرية , و لعل هذا الحديث فيه , فليراجع فإنه
    الآن بعيد عن متناول يدي , لأنهم جمعوه إلى كتب أخرى للتصوير . و سعدان بن نصر
    , ثقة مترجم في " الجرح و التعديل " و " تاريخ بغداد " . و من فوقه كلهم ثقات
    من رجال مسلم , و عمارة هو ابن عمير التيمي . فالسند صحيح بلا ريب , و لكن عندي
    وقفة في رفعه , لأنه ليس صريحا فيه , و لكنه على كل حال في حكم المرفوع . و
    الله أعلم . و له شاهد مختصر جدا من رواية أبي موسى الأشعري قال : قال رسول
    الله صلى الله عليه وسلم : " إن بني إسرائيل كتبوا كتابا فاتبعوه , و تركوا
    التوراة " . أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 2 / 39 / 1 - 2 / 5678 ) :
    حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : حدثنا جندل بن والق قال : حدثنا عبيد
    الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير عن أبي بردة عن أبيه .. و قال : "لم يروه
    عن عبد الملك بن عمير إلا عبيد الله بن عمرو , تفرد به جندل بن والق " . قلت :
    في " التقريب " : " صدوق يغلط و يصحف " . قلت : فالإسناد حسن إن سلم ممن دونه
    أو توبع , فقد قال الهيثمي في " المجمع " ( 1 / 150 ) : " رواه الطبراني في "
    الأوسط " , و فيه محمد بن عثمان بن أبي شيبة , و هو ثقة , و قد ضعفه غير واحد "
    . و قال في مكان آخر ( 1 / 192 ) : " رواه الطبراني في " الكبير " , و رجاله
    ثقات " . و لينظر هل قوله : " الكبير " صواب أم سبق قلم أو خطأ من الناسخ , فإن
    المجلد الذي فيه مسند أبي موسى من " المعجم الكبير " لم يطبع بعد . و في معنى
    حديث أبي موسى آثار عن بعض الصحابة . رواها ابن عبد البر في " جامع بيان العلم
    " ( 1 / 64 - 65 ) .
    2695 " إن ملكا من بني إسرائيل أخذ رجلا , فخيره بين أن يشرب الخمر أو يقتل صبيا أو
    يزني أو يأكل لحم الخنزير أو يقتلوه إن أبى , فاختار أن يشرب الخمر و إنه لما
    شربها لم يمتنع من شيء أرادوه منه , و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا
    حينئذ : ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة , و لا يموت و في مثانته
    منها شيء إلا حرمت عليه الجنة , و إن مات في الأربعين مات ميتة جاهلية " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 438 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 357 - مصورتي ) و الحاكم ( 4 / 147 ) من
    طريق سعيد بن أبي مريم قال : أنبأنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال : أخبرنا
    داود ابن صالح عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه : أن أبا بكر الصديق و عمر
    بن الخطاب و ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسوا بعد وفاة رسول
    الله صلى الله عليه وسلم , فذكروا أعظم الكبائر , فلم يكن عندهم فيها علم [
    ينتهون إليه ] , فأرسلوني إلى #عبد الله بن عمرو بن العاص #أسأله عن ذلك ,
    فأخبرني : إن أعظم الكبائر شرب الخمر . فأتيتهم فأخبرتهم , فأنكروا ذلك , و
    وثبوا إليه جميعا , [ حتى أتوه في داره ] فأخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم قال : فذكره . و قال الطبراني : " لا يروى عن عبد الله بن عمر عن عبد الله
    بن عمرو إلا بهذا الإسناد , تفرد به الدراوردي " . و قال الحاكم - و الزيادة له
    - : " صحيح على شرط مسلم " ! كذا قال و فيه ما يأتي , و قال المنذري ( 3 / 184
    ) : " رواه الطبراني بإسناد صحيح و الحاكم , و قال : صحيح على شرط مسلم " . قلت
    : كلا , بل هو صحيح فقط , فإن داود بن صالح ليس من رجال مسلم مطلقا , و لذا قال
    الهيثمي ( 5 / 68 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و رجاله رجال " الصحيح "
    , خلا صالح بن داود التمار , و هو ثقة " . و قد رويت القصة الأولى بين امرأة و
    عابد خيرته بين قتل غلام أو الزنا أو شرب الخمر , فشرب الخمر و زنى و قتل
    الغلام . روي مرفوعا و موقوفا , و هو المحفوظ كما بينته في تعليقي على "
    الأحاديث المختار " ( 320 و 349 - 350 ) . و نحو ذلك قصة هاروت و ماروت , و هي
    مشهورة في كتب التفسير و غيرها , و لا يصح رفعها إلى النبي صلى الله عليه وسلم
    كما بينته في " السلسلة الأخرى " برقم ( 170 ) .
    2696 " يا شباب قريش ! احفظوا فروجكم لا تزنوا , ألا من حفظ فرجه فله الجنة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 440 :

    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 6993 - بترقيمي ) و الحاكم ( 4 / 358 ) و
    البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 / 119 / 2 ) من طريق شداد بن سعيد : حدثنا سعيد
    ابن إياس أبو مسعود الجريري عن أبي نضرة عن # ابن عباس # رضي الله عنهما , قال
    : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره . و قال الطبراني : " لم يروه عن
    الجريري إلا شداد . تفرد به مسلم بن إبراهيم " . قلت : كلا فقد تابعه سعيد بن
    سليمان : حدثنا شداد بن سعيد الجريري به . أخرجه البيهقي ( 2 / 125 / 2 ) .
    فالصواب ما قاله أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 100 - 101 ) عقب إسناده إياه من
    طريق مسلم : " تفرد به شداد " . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . قلت :
    بيض له الذهبي , و أما المنذري فنقل عنه في " الترغيب " ( 3 / 197 ) أنه قال :
    " صحيح على شرطهما " , و أقره ! و لعله وهم من المنذري رحمه الله , فإن كونه
    على شرطهما أبعد ما يكون عن الصواب مع مخالفته لما في " المستدرك " , فإن شداد
    بن سعيد , و هو أبو طلحة الراسبي لم يخرج له البخاري شيئا , و إنما أخرج له
    مسلم فقط , و في الشواهد كما صرح به الحافظ في " التهذيب " , و فيه كلام من قبل
    حفظه , و أشار إلى ذلك في " التقريب " بقوله : " صدوق يخطىء " . و قال الذهبي
    في " الميزان " : " صالح الحديث " . فهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى . و أما
    قول الحافظ في " مختصر زوائد البزار " ( 1 / 565 ) : " إسناده صحيح " ! ففيه
    تساهل ظاهر . و قد أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 2756 ) و من طريقه البيهقي (
    2 / 125 / 2 ) : حدثنا أبو طلحة الأعمى عن رجل قد سماه عن ابن عباس به نحوه , و
    لفظه : " يا فتيان قريش ! لا تزنوا , فإنه من سلم الله له شبابه دخل الجنة " .
    و أبو طلحة الأعمى إن لم يكن هو الراسبي المتقدم فلم أعرفه , و لعل ( الرجل )
    هو معاوية بن قرة , فقد أخرجه الدولابي في " الكنى " ( 2 / 18 ) بسند صحيح عن
    أبي قتيبة عن شداد أبي طلحة عن معاوية بن قرة عن ابن عباس به نحوه . و أبو
    قتيبة اسمه سلم بن قتيبة الشعيري ثقة من رجال البخاري , فلعل الراسبي كان له
    إسنادان في هذا الحديث عن ابن عباس , فحدث تارة بهذا , و تارة بهذا , و كل حدث
    عنه بما سمع منه , و كل ثقة . و الله أعلم . و في معناه قوله صلى الله عليه
    وسلم : " من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة " . أخرجه
    البخاري ( 6474 ) و البيهقي ( 8 / 166 ) و في " الشعب " ( 4 / 235 / 4913 ) من
    حديث سهل بن سعد و البيهقي أيضا ( 4915 ) من حديث جابر بسند جيد . و لهذا شواهد
    أخرى حسنة , فانظر " الفتح " ( 11 / 309 ) . ( تنبيه ) : أخرج الحديث أبو يعلى
    في " مسنده " ( 3 / 18 - 19 ) : حدثنا محمد بن مرزوق : حدثنا زاجر بن الصلت عن
    الحارث بن عمير عن شداد عن أبي طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    فذكره . قلت : الحارث بن عمير هو أبو عمير البصري ثم المكي , مختلف فيه جدا ,
    فمن موثق , و من متهم له بالوضع , حتى قال الذهبي في " المغني " : " أنا أتعجب
    كيف خرج له النسائي " . قلت : لأنه وثقه , و لم يتبين له جرحه , و قال الحافظ :
    " وثقه الجمهور , و في أحاديثه مناكير , ضعفه بسببها الأزدي و ابن حبان و
    غيرهما , فلعله تغير حفظه في الآخر " . قلت : و روايته للحديث بهذا الإسناد
    مخالفا في ذلك مسلم بن إبراهيم , مما يدل على ضعفه , و لذلك غم أمره على جمع
    ممن تكلم عليه : أولا : قال الهيثمي ( 4 / 253 ) : " رواه أبو يعلى , و إسناده
    منقطع , و فيه من لم أعرفه " . ثانيا : الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي , نقل كلام
    الهيثمي المذكور في تعليقه على " المطالب العالية " ( 2 / 36 / 1588 ) و أقره !
    ثالثا : المعلق على " مسند أبي يعلى " , فإنه قال ( 3 / 19 ) : " إسناده ضعيف
    جدا , الحارث بن عمير و شيخه مجهولان , و ليس في الرواة عن أبي طلحة من اسمه
    شداد فيما نعلم , فهو عندنا منقطع " . ثم ذكر كلام الهيثمي , و أقره أيضا !
    رابعا : المعلق على " المقصد العلي " ( 2 / 328 ) , و هو حواش قماش مقلد , نقل
    كلام الهيثمي , و خلاصة كلام المعلق على " أبي يعلى " ! أقول : كل ذلك خطأ , فـ
    ( الحارث بن عمير ) هو أبو عمير البصري كما تقدم , فقد ذكر المزي في الرواة عنه
    ( زاجر بن الصلت ) هذا . و شداد الذي لم ينسب في رواية أبي يعلى هو ابن سعيد
    المنسوب في حديث الترجمة , و كنيته أبو طلحة الراسبي كما تقدم , و هو مذكور في
    شيوخ ( الحارث بن عمير ) . و قوله في " أبي يعلى " : " عن أبي طلحة " , لعله من
    أوهام الحارث بن عمير , و الصواب ( شداد أبي طلحة ) بإسقاط حرف ( عن ) بين
    الاسم و الكنية . و على الصواب وقع في رواية ابن أبي عاصم ( 1535 ) عن زاجر به
    . و الله أعلم . و زاجر هذا ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 4 / 269 ) , و قال
    أبو زرعة : " لا بأس به " . و وقع لابن حبان فيه وهم فاحش , نبهت عليه في كتابي
    " تيسير الانتفاع " يسر الله لي إتمامه بمنه و كرمه .
    2697 " يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه متلببا قاتله بيده الأخرى , تشخب أوداجه
    دما , حتى يأتي به العرش , فيقول المقتول لرب العالمين : هذا قتلني . فيقول
    الله للقاتل : تعست , و يذهب به إلى النار " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 444 :

    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 95 / 2 - 96 / 1 ) و " الأوسط " (
    رقم - 4375 ) : حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي قال : أخبرنا إسماعيل بن أبي
    أويس قال : حدثني أبي عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير بن مطعم عن # ابن
    عباس # : أنه سأله سائل فقال : يا أبا العباس ! هل للقاتل من توبة ? فقال ابن
    عباس - كالمتعجب من شأنه - : ماذا تقول ?! فأعاد عليه مسألته , فقال له : ماذا
    تقول ?! مرتين أو ثلاثا . ثم قال ابن عباس : أنى له التوبة ?! سمعت نبيكم صلى
    الله عليه وسلم يقول : فذكره . و قال : " لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن
    الفضل إلا أبو أويس , تفرد به ابنه إسماعيل " . قلت : و هو من شيوخ الشيخين ,
    لكن في حفظه ضعف . و نحوه أبوه , و اسمه عبد الله بن عبد الله بن أويس , إلا
    أنه لم يخرج له البخاري , و من فوقه ثقات على شرطهما , فالحديث حسن إن شاء الله
    تعالى . بل هو صحيح , فقد جاء من طرق أخرى : 1 - فقال شبابة : حدثنا ورقاء بن
    عمر عن عمرو بن دينار عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فذكره
    ببعض اختصار , و زاد : " قال : فذكروا لابن عباس التوبة , فتلا هذه الآية : *(
    و من يقتل مؤمنا متعمدا .. )* , قال : و ما نسخت هذه الآية و لا بدلت , و أنى
    له التوبة " . أخرجه الترمذي ( 2 / 171 ) و النسائي ( 2 / 164 ) . و قال
    الترمذي : " حديث حسن غريب " . قلت : و إسناده صحيح على شرط الشيخين . 2 - سالم
    بن أبي الجعد عن ابن عباس به نحوه , دون قوله : " و أنى له التوبة " . أخرجه
    النسائي , و أحمد ( 1 / 240 و 294 و 364 ) و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 168
    / 2 ) و الأصبهاني في " الترغيب " ( 241 / 2 ) من طرق عنه . و إسناده صحيح أيضا
    . و له شاهد من حديث ابن مسعود و هو الآتي بعده . قلت : و قول ابن عباس : " و
    أنى له التوبة " مشهور عنه من طرق , و الجمهور على خلافه , و قد صح عن ابن عباس
    ما يدل على تراجعه عنه إلى قول الجمهور , و قد شرحت ذلك تحت الحديث الآتي برقم
    ( 2799 ) ص ( 711 ) .
    2698 " يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول : يا رب ! هذا قتلني . فيقول الله له : لم
    قتلته ? فيقول : لتكون العزة لك . فيقول : فإنها لي . و يجيء الرجل آخذا بيد
    الرجل فيقول : إن هذا قتلني . فيقول الله له : لم قتلته ? فيقول : لتكون العزة
    لفلان ! فيقول : إنها ليست لفلان , فيبوء بإثمه " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 445 :

    أخرجه النسائي ( 2 / 164 ) و البيهقي في " الشعب " ( 2 / 114 / 1 ) عن المعتمر
    بن سليمان عن أبيه عن الأعمش عن شقيق بن سلمة عن عمرو بن شرحبيل عن # عبد الله
    بن مسعود # مرفوعا به . و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و شقيق بن سلمة هو
    أبو وائل . و قد رواه وكيع عن الأعمش عن أبي وائل : قال عمرو بن شرحبيل : فذكره
    مقطوعا ! أخرجه البيهقي . و الحكم لمن رفع و وصل . و قد قال الفيض بن وثيق
    الثقفي : أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال : أخبرنا عكرمة بن عبد الله البناني عن
    عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود مرفوعا بالشطر الثاني منه .
    أخرجه الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 755 ) و قال : " لم يروه عن عاصم إلا
    عكرمة بن عبد الله البناني من أهل البصرة , تفرد به الفيض بن وثيق الثقفي " .
    قلت : و هو مقارب الحال إن شاء الله تعالى كما قال الذهبي , لكن شيخه عكرمة بن
    عبد الله البناني لم أجد له ترجمة . ( تنبيه ) : أورد المنذري الحديث في "
    الترغيب " ( 3 / 203 ) من رواية الطبراني هذه فقط , فأوهم أنه ليس عند أحد من
    أصحاب السنن , و قلده في ذلك الهيثمي - على عادته - فأورده في " المجمع " ( 7 /
    297 ) و أعله بالفيض , و لو تذكر أنه عند النسائي لما أورده لأنه على خلاف شرطه
    فيه . و ثمة خطأ آخر بالنسبة للمنذري , و هو إيراده رواية الطبراني مع ضعف
    إسنادها و اختصار متنها , دون رواية النسائي مع صحة إسنادها , و كمال متنها . و
    المعصوم من عصمه الله تعالى .
    2699 " يخرج عنق من النار يتكلم يقول : وكلت اليوم بثلاثة : بكل جبار عنيد و بمن جعل
    مع الله إلها آخر و بمن قتل نفسا بغير نفس , فينطوي عليهم , فيقذفهم في غمرات
    جهنم " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 447 :

    أخرجه أحمد ( 3 / 40 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( ق 118 / 2 ) و
    أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 314 - 315 و 315 ) و الطبراني في " الأوسط " ( رقم
    - 4138 ) من طرق عن عطية العوفي عن # أبي سعيد الخدري # مرفوعا به . قلت : و
    عطية ضعيف , لكنه قد توبع , فقال الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 4138 ) من طرق
    عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مرفوعا به . قلت : و عطية ضعيف , لكنه قد
    توبع , فقال الطبراني في " الأوسط " ( رقم - 314 ) : حدثنا أحمد بن رشدين قال :
    حدثنا عبد الغفار بن داود أبو صالح الحراني قال : حدثنا موسى بن أعين عن الأعمش
    عن سعد بن عبيدة عن أبي سعيد الخدري به , دون قوله : " فينطوي عليهم ... " . و
    أخرجه البزار ( ق 329 / 1 - 2 ) من طرق عن عطية به , و في رواية له من طريق
    عبد الله بن بشر عن الأعمش عن عطية , بلفظ : " يخرج عنق من النار فيتكلم بلسان
    طلق ذلق , لها عينان تبصر بهما , و لها لسان تكلم به , فتقول : إني أمرت بمن
    جعل مع الله إلها آخر .. " الحديث , و فيه : " فتنطلق بهم قبل سائر الناس
    بخمسمائة عام " . قلت : و هو بهذا اللفظ منكر عندي لتفرد عبد الله بن بشر به ,
    و هو عبد الله بن بشر بن التيهان الرقي , و هو مختلف فيه , و قد قال الساجي :
    عن ابن معين : " عبد الله بن بشر الذي يروي عنه معمر بن سليمان كذاب , لم يبق
    حديث منكر رواه أحد من المسلمين ( ! ) إلا و قد رواه عن الأعمش " . ذكره في "
    التهذيب " . و قال ابن حبان في " الضعفاء " : " يروي عن الأعمش , روى عنه معمر
    بن سليمان , كان ممن يروي عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات , و تفرد بأشياء
    يشهد المستمع لها إذا كان الحديث صناعته أنها مقلوبة " . قلت : فمن قيل فيه مثل
    هذا الطعن الشديد , لا تطمئن النفس للاحتجاج بخبره عند التفرد , فكيف مع
    المخالفة ? و إن وثقه بعضهم و منهم ابن حبان نفسه ( 7 / 56 ) فتناقض . و أما
    لفظ الترجمة فهو عندي حسن إن شاء الله تعالى للمتابعة المذكورة عند الطبراني ,
    فإن إسناده كلهم ثقات رجال البخاري غير أحمد بن رشدين , و هو أحمد ابن محمد بن
    الحجاج بن رشدين المصري , وثق و كذب !! <1> و تجد ما قيل فيه في " الميزان " و
    " اللسان " , و من ذلك تعلم تساهل الهيثمي في تخريج لفظ البزار بقوله ( 10 /
    392 ) : " رواه البزار و اللفظ له , و أحمد باختصار , و أبو يعلى بنحوه , و
    الطبراني في " الأوسط " , و أحد إسنادي الطبراني رجاله رجال ( الصحيح ) " !
    قلت : فسكت عن إسناد البزار , و ما كان ينبغي له , و أطلق على إسناد الطبراني
    أن رجاله رجال " الصحيح " و قد عرفت ما فيه , و كثيرا ما يفعل ذلك هو و المنذري
    !! ثم إن الحديث رواه حفص بن غياث عن أشعث بن سوار عن أشعث عن أبي سعيد نحوه .
    أخرجه البزار , و قال : " لا نعلم أسند أشعث بهذا الإسناد إلا هذا الحديث " .
    قلت : و أشعث بن سوار مختلف فيه , و أخرج له مسلم في المتابعات , فهو , ممن
    يستشهد به . لكن شيخه أشعث لم أعرفه . و الله أعلم . هذا و قد صح الحديث من
    رواية أبي هريرة مرفوعا نحوه , إلا أنه قال : " و بالمصورين " مكان : " و بمن
    قتل نفسا .. " , و قد مضى تخريجه برقم ( 512 ) .

    -----------------------------------------------------------
    [1] انظر شرح ذلك تحت الحديث المتقدم ( 2692 ) . اهـ .
    2700 " يا أيها الناس ! إن ربكم واحد و إن أباكم واحد , ألا لا فضل لعربي على عجمي و
    لا عجمي على عربي و لا أحمر على أسود و لا أسود على أحمر إلا بالتقوى *( إن
    أكرمكم عند الله أتقاكم )* , ألا هل بلغت ? قالوا : بلى يا رسول الله ! قال :
    فيبلغ الشاهد الغائب " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 449 :

    أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 3 / 100 ) و البيهقي في " شعب الإيمان " ( 2 /
    88 / 1 ) من طريق شيبة أبي قلابة القيسي عن الجريري عن أبي نضرة عن # جابر #
    رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق
    خطبة الوداع , فقال : فذكره . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث أبي نضرة عن
    جابر , لم نكتبه إلا من حديث أبي قلابة عن الجريري عنه " . و قال البيهقي : "
    في إسناده بعض من يجهل " . قلت : كأنه يشير إلى شيبة أبي قلابة القيسي , فإني
    لم أجد له ترجمة , و قد أورده الدولابي في " الكنى " ( 2 / 84 ) و لم يذكر فيه
    جرحا و لا تعديلا , كما هي عادته على الغالب . و لكنه لم يتفرد به خلافا لما
    يشعر به كلام أبي نعيم المتقدم , فقد قال أحمد في " المسند " ( 5 / 416 ) :
    حدثنا إسماعيل : حدثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة : حدثني من سمع خطبة رسول الله
    صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق , فقال : فذكره . و أخرجه المحاملي في
    " الأمالي " ( 4 / 44 / 2 ) عن إسماعيل بن إبراهيم به . قلت : و هذا إسناد صحيح
    رجاله كلهم ثقات رجال مسلم غير من سمع خطبته صلى الله عليه وسلم , فإنه لم يسم
    , و ذلك مما لا يضر , لأنه صحابي , و الصحابة كلهم عدول كما هو مقرر في علم "
    مصطلح الحديث " . و لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الاقتضاء " ( ص 69 ) :
    " إسناده صحيح " . و قد توبع إسماعيل , فقال الحارث في " مسنده - زوائده " ( ق
    9 / 2 ) : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء : حدثنا سعيد الجريري به . قلت : و هذه
    متابعة قوية , فإن عبد الوهاب ثقة من رجال مسلم في " صحيحه " . و خالفها أبو
    المنذر الوراق فقال : عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد مرفوعا به دون الآية
    و ما بعدها . أخرجه أبو الشيخ في " التوبيخ " ( 259 / 245 ) و الطبراني في "
    الأوسط " ( 1 / 292 / 1 / 4885 ) و قال : " لم يروه عن الجريري إلا أبو المنذر
    الوراق , و لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد " . قلت : و هو ضعيف جدا ,
    لأن أبا المنذر الوراق - و اسمه يوسف بن عطية الباهلي - متروك كما في " التقريب
    " , لكن قال الهيثمي في " المجمع " ( 8 / 84 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط "
    , و البزار بنحوه .. و رجال البزار رجال ( الصحيح ) " . كذا قال , و قد وقفت
    على إسناد البزار و لفظه بواسطة " زوائد البزار " للعسقلاني ( ص 248 ) أخرجه من
    طريق جعفر بن سليمان عن الجريري به , إلا أنه قال : " عن أبي نضرة - قال : و لا
    أعلمه إلا - عن أبي سعيد .. " . فذكره مرفوعا مختصرا بلفظ : قال في خطبة خطبها
    : " إن أباكم واحد , و إن دينكم واحد , أبوكم آدم , و آدم خلق من تراب " . و
    قال البزار : " لا نعلمه يروى عن أبي سعيد إلا من هذا الوجه " . قلت : و هو
    صحيح , رجاله ثقات رجال الصحيح كما قال الهيثمي , لولا أنه شك الراوي بعض الشيء
    في صحابيه , و ذلك مما لا يضر , لأن الصحابة كلهم عدول كما تقدم . و الله أعلم
    . و للحديث شاهد من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس
    يوم فتح مكة , فقال : " يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية و
    تعاظمها بآبائها , فالناس رجلان : رجل بر تقي كريم على الله , و فاجر شقي هين
    على الله , و الناس بنو آدم , و خلق الله آدم من التراب , قال الله : *( يا
    أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى .. )* إلى قوله : *( إن أكرمكم عند الله
    أتقاكم إن الله عليم خبير )* " . أخرجه الترمذي ( 3266 ) و البيهقي ( 2 / 87 /
    2 ) من طريق عبد الله بن جعفر : حدثنا عبد الله بن دينار عن ابن عمر به , و قال
    : " حديث غريب لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا من هذا الوجه
    . و عبد الله بن جعفر بن جعفر يضعف , ضعفه ابن معين و غيره , و هو والد علي بن
    المديني " . قلت : قد تابعه موسى بن عبيدة عن عبد الله بن دينار به . أخرجه ابن
    أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " ( 4 / 217 ) , و عزاه السيوطي في " الدر
    المنثور " ( 6 / 98 ) لابن أبي شيبة أيضا و عبد بن حميد و ابن المنذر و ابن
    مردويه و البيهقي في " شعب الإيمان " . قلت : و موسى بن عبيدة ضعيف أيضا , فلعل
    أحدهما يتقوى بالآخر . و للحديث شاهد آخر من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه مثل
    حديث ابن عمر , دون الخطبة و الآية , و هو مخرج في " غاية المرام " ( 312 )
    بسند حسن .





  10. #10
    مراقبة أقسام رد الشبهات حول الإسلام
    الصورة الرمزية ساجدة لله
    ساجدة لله غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 317
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 16,234
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 23
    البلد : مصر الإسلامية
    الاهتمام : منتدى البشارة
    الوظيفة : أمة الله
    معدل تقييم المستوى : 33

    افتراضي


    2710 " أنت كنت أحق بالسجود من الشجرة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 470 :

    أخرجه أبو يعلى في " مسنده " ( 1 / 298 ) و الطبراني في " المعجم الأوسط " (
    رقم 4904 ) من طريق الجراح بن مخلد : أخبرنا اليمان بن نصر صاحب الدقيق قال :
    أخبرنا عبد الله بن سعد المدني قال : أخبرنا محمد بن المنكدر قال : حدثني محمد
    بن عبد الرحمن بن عوف عن # أبي سعيد الخدري # قال : رأيت فيما يرى النائم كأني
    تحت شجرة , و كأن الشجرة تقرأ *( ص )* : فلما أتت على السجدة سجدت , فقالت في
    سجودها : " اللهم اكتب لي بها أجرا , و حط عني بها وزرا , و أحدث لي بها شكرا ,
    و تقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته " . فلما أصبحت غدوت على النبي صلى
    الله عليه وسلم فأخبرته بذلك , فقال : سجدت أنت يا أبا سعيد ? فقلت : لا , قال
    : ( فذكره ) , فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة *( ص )* حتى أتى على
    السجدة , فقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها . و قال الطبراني عقبه - و
    السياق له - : " لا يروى عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد , تفرد به اليمان بن نصر
    " . قلت : أعله به الهيثمي فقال ( 2 / 285 ) : " قال الذهبي : مجهول " . قلت :
    هو تابع في ذلك لابن أبي حاتم ( 4 / 2 / 311 ) عن أبيه . لكن قال الحافظ في "
    اللسان " : " و ذكره ابن حبان في " الثقات " فقال : الكعبي , من أهل البصرة ,
    يروي عن شيخ عن محمد بن المنكدر . روى عنه يعقوب بن سفيان . و ذكر ابن أبي حاتم
    في الرواة عنه محمد بن مرزوق و الجراح بن مليح " . قلت : ليس في ابن أبي حاتم
    ذكر الجراح هذا . فالله أعلم . و قد روى عنه عمرو بن علي هذا الحديث مختصرا جدا
    في " تاريخ البخاري " ( 1 / 1 / 147 ) . و أقول : فمثله حسن الحديث إن شاء الله
    تعالى لرواية ثلاثة من الثقات عنه , فإعلاله بمن فوقه أولى , كشيخه عبد الله بن
    سعد المدني , فإني لم أجد له ترجمة , و قد وقع اسمه في ترجمة اليمان من " الجرح
    و التعديل " : " عبد الله بن أبي سعيد المدني " , و قال المعلق عليه : " ك "
    سعد " خطأ " . و لعل ما خطأه هو الصواب لمطابقته لما في الكتابين : " مسند أبي
    يعلى " , و " المعجم الأوسط " . و شيخ شيخه " محمد بن عبد الرحمن بن عوف "
    أورده البخاري في " التاريخ " , و ابن أبي حاتم في كتابه برواية ابن المنكدر و
    ابنه عبد الواحد عنه , و لم يذكرا فيه جرحا و لا تعديلا . و ذكره ابن حبان في "
    الثقات " من روايتهما عنه . قلت : فعلة هذا الإسناد عندي عبد الله . لكن للحديث
    طريق أخرى و شاهد يتقوى بهما إن شاء الله تعالى . أما الطريق فقال عبد الرزاق
    في " المصنف " ( 3 / 337 / 5869 ) : عن ابن عيينة عن عاصم بن سليمان عن بكر بن
    عبد الله المزني : أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله !
    رأيت كأن رجلا يكتب القرآن و شجرة حذاءه , فلما مر بموضع السجدة التي في *( ص
    )* سجدت , و قالت : " اللهم أحدث لي بها شكرا , و أعظم لي بها أجرا , و احطط
    بها وزرا " . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فنحن أحق من الشجرة " . و هذا
    إسناد صحيح مرسل , و قد جاء موصولا مختصرا من طرق عن حميد الطويل قال : حدثني
    بكر أنه أخبره : أن أبا سعيد الخدري رأى رؤيا أنه يكتب *( ص )* , فلما بلغ إلى
    سجدتها قال : رأى الدواة و القلم و كل شيء بحضرته انقلب ساجدا , قال : فقصها
    على النبي صلى الله عليه وسلم , فلم يزل يسجد بها بعد . أخرجه أحمد ( 3 / 78 و
    84 ) من طريق يزيد بن زريع و ابن أبي عدي , و الحاكم ( 2 / 432 ) من طريق حماد
    بن سلمة , ثلاثتهم عن حميد به . سكت عنه الحاكم , و قال الذهبي : " على شرط
    مسلم " . قلت : هو كذلك بل هو على شرط الشيخين لولا أن ظاهره الإرسال لقوله :
    أن أبا سعيد .. و يؤيد ذلك رواية هشيم : أنبأنا حميد الطويل عن بكر بن عبد الله
    قال : أخبرني مخبر عن أبي سعيد قال : فذكره , إلا أنه قال : فعدت على رسول الله
    صلى الله عليه وسلم فأخبرته , فأمر بالسجود فيها . أخرجه البيهقي ( 2 / 320 ) .
    لكن يمكن أن يقال : إن هذه الرواية شاذة لمخالفتها لرواية الثقات الثلاثة , لكن
    هذه نفسها ليست متصلة كما ذكرنا . و الله أعلم . و أما الشاهد فالدعاء فيه بلفظ
    : " اللهم اكتب لي بها عندك أجرا و اجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها وزرا , و
    اقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود " . أخرجه الترمذي ( 579 و 3420 ) و ابن
    ماجه ( 1 / 325 ) و ابن حبان ( 691 ) من طريق ابن خزيمة , و الحاكم ( 1 / 219 )
    و البيهقي ( 2 / 320 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 11 / 149 / 11262 )
    كلهم من طريق محمد بن يزيد بن خنيس قال : حدثني حسن بن محمد بن عبيد الله بن
    أبي يزيد قال : قال لي ابن جريج : يا حسن ! حدثني جدك عبيد الله بن أبي يزيد عن
    ابن عباس قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله
    ! إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة , فرأيت كأني
    قرأت سجدة , فرأيت الشجرة كأنها تسجد بسجودي , فسمعتها و هي تقول : " اللهم
    اكتب ... " إلخ . قال ابن عباس : " فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
    السجدة , فسمعته و هو ساجد يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة " . و السياق
    لابن حبان , و قال الحاكم : " هذا حديث صحيح , رواته مكيون , لم يذكر واحد منهم
    بجرح " . و وافقه الذهبي . قلت : و هذا من عجائبه , فإنه قال في ترجمة الحسن
    هذا من " الميزان " : " قال العقيلي : لا يتابع عليه . و قال غيره : فيه جهالة
    , ما روى عنه سوى ابن خنيس " . و قال في " الكاشف " : " غير حجة " . و أما
    الترمذي فقد قال في الموضعين : " حديث غريب , لا نعرفه إلا من هذا الوجه " .
    لكن زاد في الموضع الأول في نسخة : " حسن " . و لعلها زيادة غير ثابتة , فإن
    الحافظ لم ينقل في ترجمة الحسن من " التهذيب " عن الترمذي إلا أنه استغربه , و
    كذلك فعل التبريزي في " المشكاة " ( 1036 ) و هو اللائق بحال إسناده كما عرفت ,
    و يؤكده قول الحافظ في " التلخيص " ( 4 / 114 ) : " و ضعفه العقيلي بالحسن بن
    محمد .. فقال : فيه جهالة " . و قد توبع ابن جريج على بعضه , فروى عبد الرزاق (
    5868 ) و ابن أبي شيبة ( 2 / 8 ) عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن أبي يزيد
    أنه سمع ابن عباس سئل : في ( ص ) سجدة ? قال : نعم *( أولئك الذين هداهم الله
    فبهداهم اقتده )* . و سنده صحيح على شرط الشيخين . و قد أخرجه البخاري ( 3421 و
    4807 ) و المصنفان أيضا , و البيهقي ( 2 / 219 ) من طريق مجاهد قال : سئل ابن
    عباس .. إلخ . و بالجملة , فحديث الترجمة حسن على أقل الدرجات بالطريق الأخرى و
    الشاهد , لاسيما و قد صحح شاهده الحاكم و غيره كما تقدم , بل و ذكر الحافظ في "
    التهذيب " عن الخليلي أنه قال فيه : " حديث غريب صحيح " . و لعله لذلك قال
    النووي في " المجموع " ( 4 / 64 ) : " رواه الترمذي و غيره بإسناد حسن " . و
    الله سبحانه و تعالى أعلم .
    2711 " ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد , فيستهل صارخا من مس الشيطان
    , غير مريم و ابنها " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 475 :

    أخرجه البخاري ( 3431 و 4548 ) و مسلم ( 7 / 96 ) و أحمد ( 2 / 233 و 274 ) و
    ابن جرير في " التفسير " ( 3 / 160 - 161 ) من طريق سعيد بن المسيب عن #أبي
    هريرة #: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . ثم يقول أبو هريرة
    : *( و إني أعيذها بك و ذريتها من الشيطان الرجيم )* . و السياق للبخاري . و
    تابعه الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : " كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه
    بإصبعيه حين يولد , غير عيسى ابن مريم , ذهب يطعن فطعن في الحجاب " . أخرجه
    البخاري ( 3286 ) و أحمد ( 2 / 523 ) و ابن جرير ( 3 / 161 ) . و تابعه أبو
    يونس سليمان مولى أبي هريرة مرفوعا مختصرا نحوه . أخرجه مسلم , و ابن جرير . و
    تابعه سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة مختصرا بلفظ : " صياح المولود حين
    يقع نزغة من الشيطان " . رواه مسلم , و ابن جرير من طريق قيس عن الأعمش عن أبي
    صالح به , نحو رواية سعيد و تابعه عجلان مولى المشعل عن أبي هريرة به نحو رواية
    الأعرج , لكنه ذكر مريم ابنة عمران و ابنها عيسى عليها السلام , دون قوله : "
    ذهب يطعن .. " . أخرجه أحمد ( 2 / 288 و 292 و 319 ) و ابن جرير . و إسناده جيد
    . و تابعه عبد الرحمن أبو العلاء عن أبي هريرة بلفظ : " كل إنسان تلده أمه
    يلكزه الشيطان بحضنيه إلا ما كان من مريم و ابنها , ألم ترو إلى الصبي حين يسقط
    كيف يصرخ ? قالوا : بلى يا رسول الله ! قال : فذاك حين يلكزه الشيطان بحضنيه "
    . أخرجه أحمد ( 2 / 368 ) . و إسناده صحيح , رجاله رجال الصحيح . و تابعه يزيد
    بن عبد الله بن قسيط عنه مثل رواية سعيد . أخرجه ابن جرير . و رجاله ثقات . و
    تابعه أبو سلمة عن أبي هريرة مثل رواية أبي يونس . أخرجه ابن جرير .
    2712 " لم آتكم إلا بخير , أتيتكم لتعبدوا الله وحده لا شريك له و تدعوا عبادة اللات
    و العزى , و تصلوا في الليل و النهار خمس صلوات , و تصوموا في السنة شهرا , و
    تحجوا هذا البيت , و تأخذوا من مال أغنيائكم , فتردوها على فقرائكم . لقد علم
    الله خيرا , و إن من العلم ما لا يعلمه إلا الله , خمس لا يعلمهن إلا الله : *(
    إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ماذا
    تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت )* " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 477 :

    أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1084 ) و أحمد ( 5 / 368 - 369 ) من
    طريقين عن منصور عن # ربعي بن حراش # قال : حدثني رجل من بني عامر جاء إلى
    النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أألج ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية
    : " اخرجي فقولي له : قل : السلام عليكم , أأدخل , فإنه لم يحسن الاستئذان " .
    قال : فسمعتها قبل أن تخرج إلي الجارية , فقلت : السلام عليكم , أأدخل ? فقال :
    " و عليك , ادخل " . قال : فدخلت فقلت : بأي شيء جئت ? فقال : فذكر الحديث إلى
    قوله : " .. فقرائكم " قال : فقلت له : هل من العلم شيء لا تعلمه ? قال : " لقد
    علم الله .. " الحديث . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين غير الرجل
    العامري , و هو صحابي فلا يضر الجهل باسمه , فإن الصحابة عدول كما هو مذهب أهل
    الحق . و روى منه أبو داود طرفه الأول دون حديث الترجمة , و لذلك خرجته هنا , و
    قد مضت روايته في المجلد الثاني برقم ( 819 ) بلفظ : " اخرج إلى هذا فعلمه
    الاستئذان , فقل له : قل السلام عليكم , أأدخل ? " . و فيه دليل صريح على أن من
    أدب الاستئذان في الدخول البدء بالسلام قبل الاستئذان , و في ذلك أحاديث أخرى
    بعضها أصرح من هذا , تقدمت هناك ( 816 - 818 ) . و يؤيده ما رواه البخاري في "
    أدبه " ( 1066 ) بسند صحيح عن عطاء عن أبي هريرة فيمن يستأذن قبل أن يسلم قال :
    " لا يؤذن له حتى يبدأ بالسلام " . و في رواية له ( 1067 و 1083 ) بإسناد أصح
    عن عطاء قال : سمعت أبا هريرة يقول : إذا قال : أأدخل ? و لم يسلم , فقل : لا
    حتى تأتي بالمفتاح . قلت : السلام ? قال : نعم . و ما أخرجه أحمد ( 1 / 448 )
    بسند صحيح عن رجل عن عمرو بن وابصة الأسدي عن أبيه قال : " إني بالكوفة في داري
    إذ سمعت على باب الدار : السلام عليكم , آلج ? قلت : عليكم السلام , فلج . فلما
    دخل فإذا هو عبد الله بن مسعود .. " . ففي هذا تنبيه على أن تعليم النبي صلى
    الله عليه وسلم للعامري أدب الاستئذان ليس مقصودا بذاته قوله : " أألج ? " , و
    إنما هو عدم ابتدائه إياه بالسلام خلافا لما سمعته من بعض الخطباء الفضلاء . و
    يزيده تأييدا و قوة ما رواه عبد الرزاق ( 10 / 382 / 19427 ) بسند صحيح عن ابن
    سيرين قال : استأذن أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أدخل ? و لم
    يسلم : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أهل البيت : مروه فليسلم .
    فسمعه الأعرابي , فسلم , فأذن له .
    2713 " إنكم مدعوون [ يوم القيامة ] مفدمة أفواهكم بالفدام , ثم إن أول ما يبين ( و
    قال مرة : يترجم , و في رواية : يعرب ) عن أحدكم لفخذه و كفه " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 479 :

    أخرجه النسائي في " الكبرى " ( 6 / 439 ) و الحاكم ( 4 / 600 ) و أحمد ( 5 / 4
    و 5 ) و السياق له , و كذا عبد الرزاق في " المصنف " ( 20 / 130 / 20115 ) و
    الحسن المروزي في " زوائد الزهد " ( 350 / 987 ) و الطبراني في " المعجم الكبير
    " ( 19 / 407 - 409 ) و البغوي في " التفسير " ( 7 / 25 ) من طرق عن بهز ابن
    حكيم بن معاوية عن أبيه عن جده مرفوعا . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و
    وافقه الذهبي . و قال ابن عبد البر في ترجمة حكيم بن معاوية : " الحديث صحيح ,
    و الإسناد ثابت " . و لفظ " يترجم " لأحمد في رواية , و الرواية الأخرى له أيضا
    ( 4 / 446 - 447 و 5 / 3 ) و الحاكم ( 4 / 565 ) و الطبراني في " الكبير " ( 19
    / 424 و 426 - 428 ) و في " الأوائل " ( ص 47 / 20 و 21 ) من طرق أخرى عن حكيم
    بن معاوية به . و الزيادة لأحمد في رواية . و كذا الطبراني . و أحد لفظيه في "
    الأوائل " : " أول ما يتكلم من الإنسان يوم القيامة و يشهد عليه بعمله فخذه و
    كفه " . لكن شيخ الطبراني فيه إدريس بن جعفر العطار , قال الدارقطني : " متروك
    " . و للحديث شاهد من حديث عقبة بن عامر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
    : " إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه - فخذه من الرجل الشمال
    " أخرجه أحمد ( 4 / 151 ) : حدثنا الحكم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم
    ابن زرعة عن شريح بن عبيد الحضرمي عمن حدثه عن عقبة . قلت : و هذا إسناد رجاله
    كلهم ثقات , فهو صحيح لولا شيخ الحضرمي , فإنه لم يسم , و قد أسقطه هشام بن
    عمار : حدثنا إسماعيل بن عياش به عن شريح عن عقبة . أخرجه الطبراني ( 17 / 333
    / 921 ) و الثعلبي في " تفسيره " ( 3 / 170 / 1 ) و ابن عساكر ( 8 / 32 / 1 ) و
    كذا ابن أبي حاتم كما في " تفسير ابن كثير " ( 3 / 577 ) . لكن هشام بن عمار و
    إن كان احتج به البخاري , ففيه ضعف من جهة أنه كان يتلقن , لاسيما و قد خالف
    الحكم بن نافع , و هو ثقة ثبت محتج به في " الصحيحين " , فقول الهيثمي ( 10 /
    351 ) : " رواه أحمد و الطبراني , و إسنادهما جيد " . فهو غير جيد . نعم , قد
    توبع هشام بن عمار , فقال ابن جرير في " التفسير " ( 23 / 17 ) : حدثني محمد بن
    عوف الطائي قال : حدثنا ابن المبارك عن ابن عياش به . دون الرجل الذي لم يسم .
    قلت : فهذا إسناد صحيح إن كان شريح سمعه من عقبة , فقد اختلفوا في سماعه من أحد
    من الصحابة كما تراه في " التهذيب " و غيره . و الله أعلم . ( تنبيه ) لقد قصر
    السيوطي في تخريج الحديثين تقصيرا فاحشا في " الجامع الكبير " و بخاصة حديث
    معاوية بن حيدة , فإنه عزاه ( 1 / 339 ) لابن عساكر فقط ! و قد عرفت أنه رواه
    جمع كل واحد أولى بالعزو إليه من ابن عساكر , فما بالك و هم جمع , و فيهم
    الحاكم في " صحيحه " ? و أما حديث عقبة , فعزاه ( 1 / 231 ) لأحمد و الطبراني
    فقط ! على أنه لا يصح سنده لما عرفت من الاختلاف فيه , و قد أشار الحافظ ابن
    كثير إلى ترجيح رواية الحكم ابن نافع , فإنه قال بعد أن ساق رواية هشام بن عمار
    و محمد بن عوف : " و قد جود إسناده الإمام أحمد رحمه الله فقال : حدثنا الحكم
    بن نافع ..‏" إلخ . و بالجملة فلا تصح زيادة " الشمال " في حديث عقبة للاضطراب
    الذي في إسناده , و عدم ورودها في حديث الترجمة , و كذلك لم ترد في حديث آخر من
    رواية مسلم ( 8 / 216 ) من حديث أبي هريرة , و ورد خلافها من حديث أبي موسى
    الأشعري موقوفا بلفظ : " فإني أحسب أول ما ينطق منه الفخذ اليمنى " . رواه ابن
    جرير بسند صحيح عنه . و الله أعلم . و الفدام : ما يشد على الإبريق و الكوز من
    خرقة لتصفية الشراب الذي فيه , أي أنهم يمنعون الكلام بأفواههم حتى تتكلم
    جوارحهم , فشبه ذلك بالفدام . " نهاية ابن الأثير " ( 3 / 421 ) .
    2714 " إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم , و إن الله يعطي الدنيا من
    يحب و من لا يحب و لا يعطي الإيمان إلا من أحب , فمن ضن بالمال أن ينفقه و خاف
    العدو أن يجاهده و هاب الليل أن يكابده , فليكثر من قول : سبحان الله , [ و
    الحمد لله ] و لا إله إلا الله , و الله أكبر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 482 :

    أخرجه الإسماعيلي في " المعجم " ( 114 / 1 ) : حدثنا عياش بن محمد بن عيسى أبو
    الفضل الجوهري - ببغداد - حدثنا أحمد بن جناب : حدثنا عيسى بن يونس عن سفيان
    الثوري عن زبيد عن مرة عن # عبد الله # قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
    : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله على شرط مسلم كلهم , إلا الجوهري هذا ,
    و قد وثقه الخطيب في " التاريخ " ( 12 / 279 ) و تابعه جمع عند الحاكم ( 1 / 33
    ) و صححه . و وافقه الذهبي . و قد توبع عيسى بن يونس - و هو ثقة مأمون - في
    رفعه , من قبل سفيان بن عقبة - أخو قبيصة - , فرواه عن حمزة الزيات و سفيان
    الثوري عن زبيد به , و الزيادة له , و زاد في آخره : " فإنهن مقدمات مجنبات و
    معقبات , و هن الباقيات الصالحات " . أخرجه البيهقي في " شعب الإيمان " ( 1 /
    348 - 349 ) من طريق الحاكم عن مهران بن هارون بن علي الداوودي : حدثنا سفيان
    بن عقبة .. و هو على شرط مسلم أيضا غير مهران هذا , فلم أجد من ترجمه . و
    بالرجوع إلى " المستدرك " تبين أنه سقط من " الشعب " راويان بين ابن عقبة و
    مهران ! و حمزة الزيات هو ابن حبيب القارىء , و هو صدوق ربما وهم , من رجال
    مسلم , فهو متابع قوي للثوري لو صح السند إليه , فالعمدة على رواية عيسى بن
    يونس . نعم قد خالفه محمد بن كثير عند البخاري في " الأدب المفرد " ( 275 ) و
    عبد الرحمن بن مهدي عند المروزي في " زيادات الزهد " ( 1134 ) , فروياه عن
    سفيان عن زبيد به موقوفا . و تابعه زهير قال : حدثنا زبيد به . أخرجه أبو داود
    في " الزهد " ( 164 / 157 ) . و تابعه أيضا محمد بن طلحة عن زبيد به موقوفا .
    أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 8990 ) و سنده صحيح . و قال الهيثمي (
    10 / 90 ) : " و رجاله رجال الصحيح " . قلت : شيخ الطبراني علي بن عبد العزيز
    ليس منهم , و لكنه ثقة حافظ , و هو البغوي . فيظهر من هذا التخريج أن الأصح في
    إسناد الحديث أنه موقوف , لكن لا يخفى أنه في حكم المرفوع , لأنه لا يقال من
    قبل الرأي , لاسيما و طرفه الأول قد روي من طريق آخر عن مرة الهمداني به مرفوعا
    , و هو مخرج في " غاية المرام " ( 19 ) و رواه أيضا الدولابي في " الكنى " ( 1
    / 141 ) و البغوي في " شرح السنة " ( 8 / 10 ) . و طرفه الآخر له شاهد يرويه
    القاسم عن أبي أمامة مرفوعا نحوه . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 7795
    و 7800 و 7877 ) و ابن شاهين في " الترغيب " ( 284 / 2 ) من طرق ثلاث عنه , و
    هو القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة , و هو حسن الحديث . و
    له شاهد ثان : يرويه أبو يحيى عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا بلفظ : " فليكثر من
    ذكر الله " . أخرجه ابن شاهين أيضا . و أبو يحيى هو القتات , لين الحديث ,
    فيصلح للاستشهاد به . و شاهد ثالث : يرويه يوسف بن العنبس اليماني : حدثنا
    عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا به , و زاد
    في آخره : " فإنهن الباقيات الصالحات " . أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( ق
    76 / 2 - مصورة الجامعة الإسلامية ) . قلت : و يوسف اليماني لم أجد له ترجمة .
    2715 " أفضل العمل أن تدخل على أخيك المؤمن سرورا أو تقضي عنه دينا أو تطعمه خبزا "
    .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 485 :

    أخرجه الأصبهاني في " الترغيب " ( 214 / 1 ) من طريق أحمد بن المبارك
    الإسماعيلي : حدثنا أبو موسى الهروي و أحمد بن جميل المروزي قالا : حدثنا عمار
    بن محمد الثوري عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن # أبي هريرة # : أن رسول الله
    صلى الله عليه وسلم سئل : أي العمل أفضل ? قال : أن تدخل .. إلخ . قلت : و هذا
    إسناد حسن إن شاء الله تعالى , رجاله ثقات معروفون من رجال التهذيب غير من دون
    عمار , فقد ترجمهم الخطيب في " التاريخ " , و وثقهم غير الإسماعيلي , فإنه لم
    يذكر فيه جرحا و لا تعديلا , روى عنه ثقتان , و مات بالرقة سنة ( 263 ) . فهو
    مستور يقبل حديثه , لاسيما في الشواهد , و قد مضى أحدها من حديث ابن عمر برقم (
    906 ) . و أبو موسى الهروي اسمه إسحاق بن إبراهيم , و ترجمته في " التاريخ " (
    6 / 337 ) و أرخ وفاته سنة ( 233 ) . و أرخ وفاة قرينه المروزي سنة ( 230 ) .
    2716 " كان يصلي قائما [ تطوعا , و الباب في القبلة ] [ مغلق عليه ] , فاستفتحت
    الباب , فمشى على يمينه أو شماله , ففتح الباب ثم رجع إلى مكانه " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 485 :

    أخرجه النسائي ( 1 / 178 ) و ابن حبان ( 530 ) و البيهقي ( 2 / 265 ) و أحمد (
    6 / 183 و 234 ) و أبو يعلى ( 3 / 1088 ) و ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 64 /
    2 و 128 / 1 ) و السياق له , و الزيادة الأولى للنسائي و ابن حبان , و الأخرى
    للبيهقي من طريق برد بن سنان أبي العلاء عن الزهري عن عروة عن # عائشة # قالت :
    فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد , رجاله ثقات رجال الشيخين غير برد هذا , و هو
    ثقة على ضعف يسير . و قد وجدت له طريقا أخرى من رواية داود بن منصور : أخبرنا
    الليث عن عبد الرحمن عن يونس الأيلي عن الأوزاعي عن أم كلثوم بنت أسماء عن
    عائشة به . أخرجه أبو الشيخ في " الأقران " ( 1 / 2 - المصورة المصرية ) . و
    داود بن منصور صدوق يهم , و عبد الرحمن لم أعرفه لأن بعده في الأصل بياضا , و
    أم كلثوم بنت أسماء لم يذكروها .
    2717 " إنها تلهيني عن صلاتي , أو قال : تشغلني . يعني الخميصة " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 486 :

    أخرجه ابن راهويه في " المسند " ( 4 / 64 / 2 ) : أخبرنا أبو معاوية أخبرنا
    هشام عن أبيه عن # عائشة # قالت : كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة ,
    فأعطاها أبا جهم , فقيل : يا رسول الله إن هذه الخميصة خير من الأنبجامية .
    فقال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و أخرجاه , البخاري (
    4 / 93 / 1 - 2 ) و مسلم ( 2 / 78 ) من طرق أخرى عن هشام نحوه , و الشيخان أيضا
    من طرق عن عروة به . و كذلك رواه أبو داود و غيره . و علقه البخاري عن هشام بن
    عروة به نحوه مختصرا . و عزاه الحافظ ( 1 / 483 ) لأبي داود أيضا , و هو إنما
    وصله عن طريق ابن شهاب عن عروة . و سأتولى تخريجه في " كتاب اللباس " من " صحيح
    أبي داود " إن شاء الله تعالى .
    2718 " ما نفعنا مال [ أحد ] , ما نفعنا مال أبي بكر " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 487 :

    أخرجه ابن راهويه في " مسنده " ( 4 / 80 / 1 ) : أخبرنا سفيان الثوري عن الزهري
    عن عروة - إن شاء الله - عن #عائشة #أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
    فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , و قول الزهري : " إن شاء
    الله " لا يضر , لأن الراوي قد يشك أحيانا , و قد رواه غير واحد بدون شك ,
    فأخرجه الحميدي ( 1 / 121 / 250 ) و أبو يعلى في " مسنده " ( 3 / 1090 ) و ابن
    أبي عاصم في " السنة " ( 1230 ) عن سفيان به . و سفيان هو ابن عيينة . و روى
    ابن حبان ( 2167 ) من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : " أنفق أبو
    بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين ألفا " . و سنده
    صحيح . و للحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا به , و زاد : " قال : فبكى أبو
    بكر , و قال : و هل نفعني الله إلا بك ? و هل نفعني الله إلا بك ? و هل نفعني
    الله إلا بك ? " . أخرجه أحمد ( 2 / 366 ) : حدثنا معاوية قال : حدثنا أبو
    إسحاق - يعني الفزاري - عن الأعمش عن أبي صالح عنه . قلت : و هذا إسناد صحيح
    على شرط الشيخين , و معاوية هو ابن عمرو الأزدي . و أبو إسحاق اسمه إبراهيم بن
    محمد بن الحارث . و قد تابعه أبو معاوية : حدثنا الأعمش به , إلا أنه قال : " و
    هل أنا و مالي إلا لك يا رسول الله ? " . أخرجه ابن أبي شيبة ( 12 / 759 ) و
    أحمد ( 2 / 252 ) عنه , و كذا ابن ماجه ( 1 / 49 ) و ابن أبي عاصم ( 1229 ) و
    ابن حبان ( 2166 ) من طرق عنه . و هو صحيح أيضا كالذي قبله . و له طريق أخرى
    يرويه محبوب بن محرز القواريري عن داود بن يزيد الأموي عن أبيه عن أبي هريرة به
    . أخرجه الترمذي ( 3262 ) و قال : " حديث حسن غريب من هذا الوجه " . قلت :
    محبوب لين الحديث , و داود ضعيف , و أبوه عند ابن حجر مقبول , فقول الترمذي
    مقبول , لو لم يقل : " غريب .. " ! لأنه ينافي أنه أراد : حسن لغيره !
    2719 " كان كاشفا عن فخذه , فاستأذن أبو بكر , فأذن له و هو على ذلك الحال , ثم
    استأذن عمر فأذن له و هو على تلك الحال , ثم استأذن عثمان فأرخى عليه من ثيابه
    , فلما قاموا قلت : يا رسول الله ! استأذن عليك أبو بكر و أنت على ذلك الحال ..
    ( و فيه ) فقال : يا عائشة ألا أستحي من رجل والله إن الملائكة لتستحي منه " .

    قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 488 :

    أخرجه ابن راهويه في " مسنده " ( 108 / 1 ) : أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري
    أخبرنا عبد الله بن سيار مولى بني طلحة بن عبيد الله القرشيين قال : سمعت عائشة
    ابنة طلحة تذكر عن # عائشة # أم المؤمنين قالت : فذكره . قلت : و هذا إسناد جيد
    , رجاله ثقات رجال الشيخين غير ابن سيار هذا أورده ابن أبي حاتم ( 2 / 2 / 76 )
    من رواية مروان هذا , و القاسم بن مالك عنه , و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا ,
    و ذكره ابن حبان في " الثقات " ( 7 / 17 ) . و رواية القاسم بن مالك أوردها
    البخاري في ترجمة عبد الله بن سيار بسنده المذكور بحديث آخر قد خرجته في "
    الضعيفة " ( 5272 ) لتفرد ابن سيار به , و عدم وجود الشاهد الذي يقويه و يأخذ
    بعضده . و أما هذا , فقد جاء من طريق أخرى و شاهدين كنت خرجتها كلها فيما تقدم
    تحت الحديث ( 1687 ) , و كنت خرجت هذا الطريق هناك من رواية أحمد , لكن وقع
    فيها ابن سيار هذا ( عبيد الله ) مصغرا , فلم أعرفه , و لا عرفه الحسيني و لا
    العسقلاني , فكشفت لنا رواية ابن راهويه هذه أنه تحرف اسمه عند أحمد , و أن
    الصواب فيه " عبد الله " مكبرا , و أنه معروف برواية اثنين من الثقات عنه , و
    لذلك أعدته بهذه الرواية العزيزة حفظها لنا الإمام ابن راهويه في " مسنده "
    جزاه الله و سائر الأئمة خيرا .





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 6 (0 من الأعضاء و 6 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ما حكم من يطعن في صدق الاحاديث الصحيحة
    بواسطة خلود20 في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 2010-10-01, 12:04 PM
  2. من هم الزيدية الشيعة
    بواسطة جمال المر في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2010-09-22, 02:35 PM
  3. العقيدة الصحيحة
    بواسطة نورعمر في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2010-08-05, 04:03 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML