2950 " السلام عليكم يا صبيان ! " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1091 :

أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 8 / 633 / 5826 ) و أحمد ( 3 / 183 ) قالا
: حدثنا وكيع عن حبيب بن حجر العبسي عن ثابت عن # أنس # قال : مر علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم و نحن صبيان , فقال : فذكره . و أخرجه ابن السني في "
عمل اليوم و الليلة " ( 77 / 223 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 8 / 378 ) من
طريقين آخرين عن وكيع به . قلت : و هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير
حبيب هذا , روى عنه جمع آخر من الثقات غير وكيع , و قد ذكره ابن حبان في موضعين
من " أتباع التابعين " من " الثقات " , قال في الأول منهما ( 6 / 179 ) : "
حبيب بن حجر , شيخ يروي عن ثابت البناني . روى عنه روح بن عبادة " . و قال في
الموضع الآخر ( 6 / 249 ) : " حبيب بن حجر أبو يحيى العبسي البصري , يروي عن
الأزرق بن قيس عن ابن عمر . روى عنه موسى بن إسماعيل " . فأقول : فرق ابن حبان
بينهما و هو واحد , كما يدل عليه صنيع المتقدمين كالبخاري ( 1 / 2 / 316 ) و
ابن أبي حاتم ( 1 / 2 / 308 ) و المتأخرين كالحسيني , و العسقلاني في " التعجيل
" ( 5 / 180 ) . ثم إنهم اختلفوا في ضبط ( حبيب ) هل هو على الجادة بالتخفيف ,
أم هو ( حبيب ) بالتشديد , حكى الحافظ القولين دون أن يرجح . لكنه قال : " و
ذكره البخاري في آخر من اسمه ( حبيب ) بالتخفيف " . قلت : و فاته أن يذكر أن
ابن أبي حاتم ذكره بالتشديد . ثم انتبهت لأمر كنت غافلا عنه تبعا للحافظ , ألا
و هو أن البخاري هو سلف ابن أبي حاتم , فقد أورده - أعني البخاري - في آخر حرف
( الحاء ) في " باب حبيب " بالتشديد , فهو سلف ابن حبان أيضا في التفريق بين
هذا و بين الذي قبله ( حبيب ) بالتخفيف , لكن ابن حبان لم يقيد , و إنما أشار
إلى ذلك إشارة لم أتنبه لها , و لا نبه المحقق عليه , و هو أنه أورده فريدا بين
أمثاله من الأسماء المفردة ! و بالجملة , فالتفريق المذكور بين الترجمتين
للاختلاف في ضبط الاسم غير ظاهر , شأنه في ذلك شأن نسبته : ( العبسي ) , فإنه
هكذا وقع في إسناد الحديث - و السياق لابن أبي شيبة - , و كذلك وقع في ترجمة (
حبيب ) من " الثقات " , خلافا لكتاب ابن السني , و لـ ( الكتابين ) , أعني "
التاريخ " و " الجرح " و توابعهما , مثل " التعجيل " و غيره , فقالوا : "
القيسي " و هو الراجح . و الله أعلم . و قد تحرفت هذه النسبة في " المسند " ,
فصار شيخا لـ " حبيب " هكذا : " حبيب عن قيس عن ثابت " ! ( تنبيه ) لقد وهم
الحافظ في هذا الحديث حين قال في " الفتح " ( 10 / 33 ) : " و وقع لابن السني و
أبي نعيم في " عمل اليوم و الليلة " من طريق عثمان بن مطر عن ثابت بلفظ : (
فذكر الحديث , و قال : ) و عثمان واه " . ذكره عقب حديث جعفر بن سليمان عن ثابت
- يعني عن أنس - بسياق أتم من هذا , لكن ليس فيه لفظ السلام . و هو مخرج فيما
تقدم تحت الحديث ( 1278 ) , ثم قال الحافظ عقب ما نقلته عنه : " و عثمان واه "
. قلت : و وهم الحافظ من ناحيتين : الأولى : أن عثمان هذا ليس في إسناد ابن
السني . و الأخرى : نزوله في تخريج الحديث إلى هذا و أبي نعيم ! و إهماله عزوه
إياه إلى ابن أبي شيبة و أحمد مع سلامة إسنادهما من الضعف , الأمر الذي لا يليق
بـ ( الحافظ ) ! ثم إن الحديث من شرط " مجمع الزوائد " للهيثمي , و لكنه لم
يورده , و لعل السبب أن أصله في " الصحيحين " من طريق أخرى عن ثابت عن أنس , و
ما أظن هذا يشفع له في تركه إياه . و الله أعلم .
2951 " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نبيذ الجر " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1093 :

أخرجه النسائي في " السنن الكبرى " ( 4 / 189 / 6836 ) و أحمد ( 3 / 66 ) و
الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 112 / 1 / 2246 ) من طرق عن هشام بن حسان
عن ابن سيرين عن أبي العالية قال : سئل أبو ( و في رواية : سألت أبا ) سعيد
الخدري عن نبيذ الجر ? قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ,
و الرواية الأخرى لأحمد , و زاد : " قال : قلت : فالجف ? قال : ذاك أشر و أشر "
. و خالف الطرق المشار إليها في تابعي الحديث عاصم - و هو الأحول - فقال :
حدثنا محمد عن أبي العلانية قال : " أتيت أبا سعيد الخدري , فسلمت , فلم يؤذن
لي .. " الحديث , فذكر قصة و فيه : " فسألته عن الأوعية ? فلم أسأله عن شيء إلا
قال : حرام , حتى سألته عن الجف ? فقال : حرام . قال محمد : يتخذ على رأسه أدم
فيوكأ " . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1077 ) . قلت : و رجاله رجال
الشيخين , لكن قوله في الإسناد المتقدم : " أبو العلانية " . خطأ أشار إليه
النسائي بقوله عقب الإسناد المتقدم : " أبو العالية : الصواب , و الذي قبله خطأ
" . قلت : و فيه إشارة إلى أن قبل هذا الإسناد إسنادا آخر فيه الخطأ , و هو غير
موجود في مطبوعة " كبرى النسائي " و لا في المصورة , و لعلها أصل المطبوعة , و
قد وقفت على الساقط بواسطة " تحفة المزي " في موضعين منه ( 3 / 353 / 451 ) ,
فقال في الموضع الثاني : " س في الوليمة عن عمرو بن علي عن يحيى عن هشام عن
محمد عن أبي العلانية . تابعه يزيد بن هارون عن هشام . و رواه مخلد بن يزيد عن
هشام عن محمد بن سيرين فقال : عن أبي العالية , و قد مضى . قال ( س ) في حديث
يحيى ( ! ) هذا الصواب و الذي قبله خطأ . و الله أعلم " . قلت : و رواية عمرو
بن علي .. عن أبي العلانية .. و متابعة يزيد بن هارون لم أرها في " وليمة
النسائي الكبرى " , و لا في غيره من مظان وجودها , بخلاف رواية مخلد فهي في "
الأشربة " منه , من المطبوعة , و المصورة التي عندي , لكن وقع فيها " أبو
العالية " , و لذلك قال النسائي عقبها : " أبو العالية الصواب , و الذي قبله
خطأ " . قلت : و لم يتقدم في المطبوعة ما يخالف الصواب المذكور , فالظاهر أن
فيها سقطا يدل عليه ما تقدم . ثم إنه يبدو أن قوله في المطبوعة " أبو العالية "
خطأ من الطابع أو الناسخ في السند و تعقيب النسائي عليه , و أن الصواب في
الموضعين : أبو العلانية " , و بذلك يلتقي مع كلام المزي المتقدم , و يتفق مع
كلام الحافظ العسقلاني في ترجمة أبي العلانية : " و قيل عن محمد عن أبي العالية
عن أبي سعيد . قال النسائي : و هو خطأ " . و يبدو أيضا أن الخطأ المذكور قديم ,
فقد قال المزي عقب كلامه السابق : " وقع في بعض النسخ : " عن أبي العالية " في
الحديثين جميعا , و كذلك ذكرهما أبو القاسم ( يعني ابن عساكر ) , و هو وهم ,
فإن النسائي قد نبه على الخلاف في موضعين . و الله أعلم " . و على هذا , فما في
المصدرين المقرونين في أول التخريج مع النسائي : أحمد و الطبراني خطأ أيضا , و
يؤيده بالنسبة لرواية أحمد أن المزي رواه بإسناده عن أحمد بسنده في " المسند "
فقال : " أبو العلانية " , و بالنسبة للطبراني الذي رواه من طريق فهد بن عوف
أبي ربيعة قال : أخبرنا حماد بن سلمة عن أيوب السختياني , و عاصم الأحول , و
هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي العالية .. فالجواب سهل , و هو أن فهدا
هذا غير ثقة فلا يعتد بروايته فكيف بمخالفته ?! فقد تركه مسلم و غيره , و كذبه
ابن المديني . أما بالنسبة لهشام , فقد تبين مما تقدم . و أما بالنسبة لعاصم
الأحول , فقد خالفه عبد الواحد بن زياد , فقال البخاري في " الأدب المفرد " (
1077 ) : حدثنا موسى بن إسماعيل : قال : حدثنا عبد الواحد قال : حدثنا عاصم
حدثنا محمد عن أبي العلانية قال : فذكره بنحوه . و فيه قصة و هذا إسناد صحيح
كما تقدم . و أما بالنسبة لروايته عن حماد عن أيوب , فالأمر مختلف , فقد وجدت
له متابعا قويا , فقال عبد الرزاق في " المصنف " ( 9 / 206 / 16947 ) : عن معمر
عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي العالية , فهل هذا أيضا من بعض النساخ , ذلك مما
يصعب القطع به إلا بعد الوقوف على نسخة أخرى عتيقة من " المصنف " غير التي طبع
عليها , أو ما يؤيد ذلك من طرق أخرى عن أيوب . و الله سبحانه و تعالى أعلم . ثم
إن الحديث قد توبع عليه أبو العالية أو أبو العلانية , فقال قتادة : حدثني
أربعة رجال عن أبي سعيد الخدري : فذكره . أخرجه أحمد ( 3 / 78 ) بسند صحيح , و
من هؤلاء الأربعة أبو نضرة . رواه مسلم ( 6 / 94 ) و أحمد ( 3 / 3 ) . و له
شاهد من حديث عبد الله بن أبي أوفى . رواه البخاري ( 5596 ) و ابن حبان ( 5378
) و من حديث ابن عمر من طرق عند مسلم ( 6 / 95 - 97 ) و ابن حبان ( 5379 و 5387
) و عنده عن أبي هريرة ( 5380 ) و من طريق أخرى عنه نحوه ( 5377 ) . و الحديث
ظاهر في تحريم نبيذ الجر , و قد صرح بالتحريم ابن عمر في رواية لمسلم عنه , و
فيه تصديق ابن عباس إياه , و قال : " الجر : كل شيء يصنع من المدر " . و (
المدر ) : التراب . و قال ابن الأثير في " النهاية " : " و هو الإناء المعروف
من الفخار , و أراد بالنهي : عن الجرار المدهونة لأنها أسرع في الشدة و التخمير
" . و قد اختلف العلماء في حكم الانتباذ في الجرار على مذاهب ذكرها الحافظ في "
الفتح " ( 10 / 58 - 62 ) , فمن شاء الوقوف عليها رجع إليه . و الذي يبدو لي -
و الله أعلم - أن النهي معلل بخشية تحول النبيذ في الجرار إلى مسكر دون أن يشعر
المنتبذ , فإذا وجدت الخشية بالنسبة لبعض الناس , أو في بعض البلاد وجد المنع ,
و إلا جاز , و في هذه الحالة يأتي قوله صلى الله عليه وسلم : " .. و نهيتكم عن
الأشربة ألا تشربوا إلا في ظروف الأدم , فاشربوا في كل وعاء , غير أن لا تشربوا
مسكرا " . رواه مسلم و غيره , و هو مخرج في " أحكام الجنائز " ( ص 178 - 179 )
و غيره .
2952 " كيف أصبحت يا فلان ? قال : أحمد الله إليك يا رسول الله ! فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : هذا الذي أردت منك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1097 :

أخرجه الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 265 / 1 / 4538 ) من طريق محمد بن
أبي السري العسقلاني قال : أخبرنا رشدين بن سعد عن زهرة بن معبد عن أبي عبد
الرحمن الحبلي عن # عبد الله بن عمرو # قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم
لرجل .. فذكره , و قال : " لا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا
الإسناد , تفرد به محمد بن أبي السري " . قلت : هو محمد بن المتوكل بن عبد
الرحمن الهاشمي مولاهم العسقلاني المعروف بابن أبي السري , قال الحافظ الذهبي :
" حافظ وثق , و لينه أبو حاتم " . و قال الحافظ العسقلاني في " التقريب " : "
صدوق عارف , له أوهام كثيرة " . قلت : فمثله يستشهد به . و مثله شيخه رشدين بن
سعد , و به أعله الحافظ العراقي , فقال في " تخريج الإحياء " ( 4 / 84 ) : "
ضعفه الجمهور لسوء حفظه " . و تبعه تلميذه الهيثمي , فقال في " المجمع " ( 8 /
46 ) : " رواه الطبراني في " الأوسط " , و فيه رشدين بن سعد , و هو ضعيف " . و
قال في موضع آخر ( 10 / 140 ) : " رواه الطبراني , و إسناده حسن " ! كذا قال :
و فيه نظر من وجهين : الأول : أنه أطلق العزو للطبراني , و هو يعني أنه في "
المعجم الكبير " , و في الموضع الأول عزاه إلى " الأوسط " , و كذلك أطلق العزو
للطبراني شيخه العراقي , و من المؤسف أن مسند عبد الله بن عمرو من " المعجم
الكبير " لم يطبع بعد حتى نتمكن من الجزم بأن عزوه إليه وهم . و الله أعلم <1>
. و الوجه الآخر : تحسينه لإسناده , مع تضعيفه لراويه رشدين في الموضع الأول .
نعم هو حسن ببعض الشواهد التي سأذكرها . فروى الفضيل بن عمرو قال : لقي النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا من أصحابه فقال : كيف أنت ? قال : صالح . قال : كيف
أنت ? قال : بخير أحمد الله تعالى . قال : " هذا الذي أردت منك " . أخرجه
الطبراني في " الدعاء " ( 3 / 1668 / 1939 ) بإسناد رجاله كلهم ثقات , فهو صحيح
لولا أن الفضيل هذا من أتباع التابعين , و في " ثقاتهم " أورده ابن حبان ( 7 /
314 ) و قال : " يروي المقاطيع " . و هو من رجال مسلم . و قد صح موقوفا على عمر
, فالظاهر أنه تلقاه من النبي صلى الله عليه وسلم , فقال مالك في " الموطأ " (
3 / 133 ) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك أنه سمع عمر بن
الخطاب , و سلم عليه رجل فرد عليه السلام , ثم سأل عمر الرجل : كيف أنت ? فقال
: أحمد الله إليك . فقال عمر : ذلك الذي أردت منك . و إسناده صحيح , و كذلك قال
الحافظ العراقي . و من طريق مالك أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1132 ) و
البيهقي في " الشعب " ( 4 / 109 / 4450 ) . و قد روي مرفوعا من طريق همام بن
يحيى و حماد بن سلمة كلاهما عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة : أن رجلا كان
يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم عليه , فيقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" كيف أصبحت ? " . فيقول : أحمد إليك الله , و أحمد الله إليك . فكان النبي صلى
الله عليه وسلم يدعو له . فجاء يوما , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "
كيف أنت يا فلان ? " . قال : بخير إن شكرت ! فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ,
فقال الرجل : يا نبي الله ! كنت تسألني فتدعو لي , و إنك سألتني اليوم فلم تدع
لي ? قال : " إني كنت أسألك فتشكر الله , و إني سألتك اليوم فشككت في الشكر " .
أخرجه ابن أبي الدنيا في " الشكر " ( 28 / 38 ) و من طريقه البيهقي في " الشعب
" ( 4 / 109 / 4449 ) عن همام , و ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 65 /
184 ) عن حماد . و قد روي مسندا , فقال أحمد ( 3 / 241 ) : أخبرنا مؤمل حدثنا
حماد يعني ابن سلمة : حدثنا إسحاق بن عبد الله عن أنس بن مالك : أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يلقى رجلا .. الحديث نحوه , و زاد في آخره : " .. فسكت عنك
" . و هذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم غير مؤمل , و فيه ضعف و لاسيما إذا خالف
الثقات , قال الحافظ : " صدوق سيىء الحفظ " . و قال الهيثمي في " المجمع " ( 8
/ 183 ) : " رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح غير مؤمل بن إسماعيل , و هو ثقة , و
فيه ضعف " . هذا , و قد رويت أحاديث كثيرة عن جمع من الصحابة , و في مناسبات
عديدة في قوله صلى الله عليه وسلم : " كيف أصبحت " . من طرق مختلفة لا تخلو من
مقال , لا داعي لإخراجها , ففي ما تقدم كفاية , و لكن من المفيد أن أشير إلى
مصادرها : " مصنف ابن أبي شيبة " ( 11 / 42 و 43 ) , " السنة " لابن أبي عاصم (
1 / 180 / 415 ) , " عمل اليوم و الليلة " ( 180 - 183 ) , " المعجم الكبير " (
5 / 156 / 4887 ) , " الحلية " ( 1 / 242 ) , و غيرهم . و عمل بذلك السلف كما
يدل على ذلك توارد الآثار بذلك , و قد أخرج طائفة منها الإمام البخاري في "
الأدب المفرد " ( 1134 و 1135 ) و فيه ( 1133 ) حديث مرفوع في إجابة الرسول صلى
الله عليه وسلم لمن قال له : " كيف أصبحت ? " من رواية جابر رضي الله عنه , كنت
أوردته فيما ضعفته من " سنن ابن ماجه " , ثم وجدت له شاهدا من حديث أبي هريرة
فحسنته به , و بناء عليه جعلته في " صحيح الأدب المفرد " ( 878 / 1133 ) الذي
أنا وشيك الانتهاء منه إن شاء الله تعالى . ثم صدر و الحمد لله تعالى كما تقدم
.

-----------------------------------------------------------
[1] ثم طبع جزء من " معجم عبد الله بن عمرو " , و إذا الحديث فيه ( 21 / 37 )
بإسناده في " الأوسط " , فصح العزو إلى " المعجم الكبير " أيضا , و لم يصح
تحسينه لإسناده ! . اهـ .
2953 " كان إذا أعجبه نحو الرجل أمره بالصلاة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1102 :

أخرجه البخاري في " التاريخ " ( 1 / 1 / 180 ) و البزار ( 1 / 453 / 716 ) و
أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 343 ) و الخطيب ( 4 / 360 ) من طريق يحيى بن عباد
أبي عباد : حدثنا محمد بن عثمان عن ثابت عن #أنس #مرفوعا . قلت : و هذا إسناد
رجاله ثقات غير محمد بن عثمان و هو الواسطي , و في ترجمته أورده البخاري , و
قال : " سمع ثابتا البناني عن أنس بن مالك , قاله عبد الملك الجدي عنسعيدبن
خالد عن محمد " . قلت : و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا . و في " الميزان " : "
قال الأزدي : ضعيف " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " ( 7 / 438 ) و قال :
" يروي عن ثابت البناني . روى عنه أبو عوانة " . قلت : فقد روى عنه ثلاثة :
يحيى بن عباد , و أبو عوانة , و اسمه الوضاح اليشكري , و كلاهما ثقة من رجال
الشيخين , و سعيد بن خالد و هو الخزاعي , و هو ضعيف . و من طبقته محمد بن عثمان
بن سيار القرشي البصري , سكن واسط , فقد ذكروا أنه روى عن ثابت البناني و ذيال
بن عبيد بن حنظلة و غيرهما . و عنه جماعة منهم محمد بن أبي بكر المقدمي كما
يأتي في الحديث بعده , و أبو عباد يحيى بن عباد المذكور في إسناد هذا الحديث .
فيحتمل عندي أن يكون هو هذا , فإن كان كذلك فالحديث صحيح , و إلا فهو حسن . و
الله سبحانه و تعالى أعلم . و الحديث قال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 2 /
251 - 252 ) : " رواه البزار , و فيه يحيى بن عثمان القرشي البصري و لم أعرفه ,
روى عن أنس ن و بقية رجاله رجال الصحيح . قلت : ذكر ابن حبان في " الثقات "
يحيى بن عثمان القرشي , و لكنه ذكره في الطبقة الثالثة " . و أقول : هذه لخبطة
عجيبة - كما يقال في دمشق - من الهيثمي , فقد عرفت من إسناد الحديث أنه ليس فيه
يحيى بن عثمان , لأنه من رواية يحيى بن [ عباد أبو عباد : حدثنا محمد بن ]
عثمان [ عن ثابت ] عن أنس , كما تقدم . هكذا أورده هو نفسه في الموضع المشار
إليه من " كشف الأستار " , فلما نقل الحديث إلى " المجمع " سقط من بصره كل ما
حصرته بين الأقواس فنتج منه أن قام في ذهنه ما لا وجود له في الإسناد " يحيى بن
عثمان القرشي البصري " ! و هذا أعجب ما مر بي من السقط من مثل هذا الحافظ ! و
إن من تمام ( اللخبطة ! ) وصفه ليحيى بن عثمان بـ " القرشي البصري " , فإن هذا
الوصف لم يذكر في إسناد البزار أو غيره , و إنما هو وصف " محمد بن عثمان بن
سيار القرشي البصري " الذي هو من طبقة محمد بن عثمان الواسطي كما ذكرته احتمالا
آنفا . فكأنه دار في ذهن الهيثمي هذا الاحتمال , فسجله في كتابه على أنه حقيقة
واقعة في هذا الإسناد , و هو خيال في خيال . و سبحان الله . و من ذلك قوله بعد
أن صرح بأنه لم يعرفه : " قلت : ذكره ابن حبان في " الثقات " .. " إلخ , فإن
هذا لا يلتقي مع ما قبله . و أنا أظن أنه استدراك عليه من بعض العلماء - و لعله
ابن حجر - كتبه على الحاشية , فظن الطابع أنه من كلام الهيثمي فطبعه فيه غير
ملاحظ تدافعه مع الذي قبله , و كذلك لم يلاحظ ذلك الشيخ الأعظمي في تعليقه على
هذا المكان من " الكشف " ! ( تنبيه ) : قوله : " نحو الرجل " , الذي أفهمه من
هذه الكلمة أنه يعني قصده و اتجاهه , أي إلى الخير و العبادة ( أمره بالصلاة )
أي النافلة . و قد أشار إلى ذلك الهيثمي بإيراده الحديث في " باب في صلاة الليل
" , و خفي ذلك على بعض المعلقين و الكاتبين , فجاء في حاشية " تاريخ بغداد " :
" كذا الأصل " ! و قارب الصواب المعلق على " الحلية " , فقال : " كذا في
الأصلين , و لعله يريد قصد الرجل " . و كان أبعدهم عن الصواب مؤلف " موسوعة
أطراف الحديث النبوي " , فإنه طبعه في مكانين مختلفين ( 6 / 38 ) هكذا " بخور "
بباء ثم خاء ! معزوا لأربعة مصادر مما تقدم : البخاري و الحلية و المجمع و
الخطيب , و هو فيها على الصواب ! فحرفه هو إلى " بخور " مشعرا بأنه الصواب !!
ثم إنني لم أر الحديث في " مختصر زوائد البزار " للحافظ الذي طبع حديثا , و لا
في المصورة التي عندي , لنرى إذا ما استدرك شيئا على كلام شيخه الهيثمي المتقدم
, فلا أدري أهو مما فاته , أو أنه سقط من الناسخ أو الطابع .
2954 " كان إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1104 :

أخرجه أبو داود ( 4850 ) من طريق أبي داود الحضري : حدثنا سفيان الثوري عن سماك
بن حرب عن # جابر بن سمرة # قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم
, و أبو داود الحضري اسمه عمر بن سعد . و قد تابعه أبو نعيم عن سفيان به , إلا
أنه لم يذكر التربع . أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 2 / 249 / 1885 )
. و أخرجه مسلم و غيره من طرق أخرى عن سماك بألفاظ و زيادات متعددة دون التربع
, و هو مخرج في " صحيح أبي داود " ( 1171 ) , و هذه " السلسلة " ( 434 ) . و
للتربع شاهد من حديث حنظلة بن حذيم قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ,
فرأيته جالسا متربعا . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1179 ) و من طريقه
المزي في " التهذيب " ( 7 / 435 ) و الطبراني في " المعجم الكبير " ( 4 / 15 /
3498 ) من طريق محمد بن أبي بكر قال : حدثنا محمد بن عثمان القرشي قال : حدثنا
ذيال بن عبيد بن حنظلة : حدثني جدي حنظلة بن حذيم . قلت : و هذا إسناد حسن
لذاته على الأقل لما عرفت في الحديث الذي قبله من حال محمد بن عثمان هذا , و
بقية رجاله ثقات .
2955 " لا , لا , لا , الصدقة خمس , و إلا فعشر , و إلا فخمس عشرة , و إلا فعشرون ,
و إلا فخمس و عشرون , و إلا فثلاثون , و إلا فخمس و ثلاثون , فإن كثرت فأربعون
" .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1105 :

أخرجه أحمد ( 5 / 67 - 68 ) : حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم : حدثنا ذيال بن
عتبة ابن حنظلة قال : سمعت حنظلة بن حذيم <1> - جدي - أن جده حنيفة قال لحذيم :
اجمع لي بني فإني أريد أن أوصي , فجمعهم , فقال : إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا
الذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية ( المطيبة ) . فقال
حذيم , يا أبت إني سمعت بنيك يقولون : إنما نقر بهذا عند ( في المجمع : عين )
أبينا , فإذا مات رجعنا فيه ! قال : فبيني و بينكم رسول الله صلى الله عليه
وسلم . فقال حذيم : رضينا . فارتفع حذيم و حنيفة , و حنظلة معهم غلام , و هو
رديف لحذيم , فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم سلموا عليه , فقال النبي صلى
الله عليه وسلم : " و ما رفعك يا أبا حذيم ? " . قال : هذا . و ضرب بيده على
فخذ حذيم , فقال : إني خشيت أن يفجأني الكبر أو الموت , فأردت أن أوصي أن
ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل كنا نسميها في الجاهلية ( المطيبة ) ,
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأينا الغضب في وجهه , و كان قاعدا فجثا
على ركبتيه , و قال : ( فذكر الحديث ) قال : فودعوه , و مع اليتيم عصا , و هو
يضرب جملا , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عظمت ! هذه هراوة يتيم ! " .
قال حنظلة : فدنا أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن لي بنين ذوي لحى
و دون ذلك , و إن ذا أصغرهم فادع الله له , فمسح رأسه و قال : " بارك الله فيك
, أو بورك فيك " . قال ذيال : فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه , أو
البهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يديه و يقول : بسم الله , و يضع يده على رأسه
, و يقول : على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه عليه . قال ذيال :
فيذهب الورم . قلت : و هذا إسناد ثلاثي صحيح , و قال الهيثمي ( 4 / 210 - 211 )
: " رواه أحمد , و رجاله ثقات " . فأقول حنظلة صحابي صغير دعا له الرسول صلى
الله عليه وسلم كما ترى , و ذيال وثقه ابن معين و ابن حبان , و قول الأزدي : "
فيه نظر " , مما لا يجوز الالتفات إليه هنا على الأقل . و أبو سعيد مولى بني
هاشم اسمه عبد الرحمن بن عبد البصري , ثقة من رجال البخاري و قد تابعه محمد بن
عثمان : حدثنا ذيال بن عبيد به مع اختصار الطرف الأول من القصة . أخرجه
الطبراني في " المعجم الكبير " ( 4 / 15 / 3499 و 3500 ) . و رجاله ثقات أيضا
غير محمد بن عثمان و هو القرشي , و قد عرفت حاله مما سبق بيانه في الحديث الذي
قبله .

-----------------------------------------------------------
[1] الأصل هنا و فيما يأتي ( جذيم ) بالجيم , خطأ , و التصحيح من " المجمع "
و " التقريب " و كتب الرجال . اهـ .
2956 " من بات و في يده غمر <1> , فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه " .

-----------------------------------------------------------

[1] في " القاموس " : " بالتحريك : زنخ اللحم " . اهـ .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1107 :

هو من حديث # ابن عباس # رضي الله عنهما , و له عنه طريقان : أحدهما : من رواية
الليث عن محمد بن عمرو بن عطاء عنه . أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 1219
) و الطبراني في " المعجم الأوسط " ( 1 / 185 / 2 / 3407 ) من طريق محمد بن
فضيل عنه . و قال الطبراني : " لم يروه عن محمد بن عمرو إلا ليث , تفرد به محمد
" . قلت : و هو ثقة , و كذلك سائر رواته غير ليث , و هو ابن أبي سليم الحمصي ,
و هو ضعيف . و الطريق الآخر : يرويه الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
عن ابن عباس به . و يرويه عن الزهري جمع : الأول : سفيان بن عيينة . أخرجه
الطبراني في " الأوسط " ( 1 / 30 / 2 / 494 - بترقيمي ) من طريق الزبير بن بكار
, و أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 2 / 348 ) من طريق أبي إسحاق عبد الوهاب بن
فليح المقرىء و محمد بن ميمون الخياط , ثلاثتهم عن سفيان به . و قال الطبراني :
" لم يروه عن سفيان عن الزهري عن عبيد الله , إلا الزبير بن بكار " ! كذا قال ّ
و طريقا أبي نعيم يبطلانه , و خفي ذلك على المنذري , فقال في " الترغيب " ( 3 /
130 ) : " رواه البزار و الطبراني بأسانيد رجال أحدها رجال الصحيح , إلا الزبير
بن بكار , و قد تفرد به كما قال الطبراني , و لا يضر تفرده , فإنه ثقة إمام " .
و نحوه في " المجمع " ( 5 / 30 ) ! قلت : فقد عرفت أنه قد توبع من ابن فليح , و
ابن ميمون , و هما ثقتان أيضا , فالإسناد صحيح غاية .. و قد وهم المنذري في
إطلاقه العزو للطبراني , فإنه لم يروه إلا في " الأوسط " , و إليه عزاه الهيثمي
. الثاني : صالح بن أبي الأخضر عن الزهري به . أخرجه البزار ( 3 / 337 / 2886 )
و قال : " قد اختلف فيه عن الزهري , فقال ابن عيينة : عن الزهري عن عبيد الله
مرسلا . و قال عقيل : عن الزهري عن عبيد الله عن أبي سعيد الخدري ( الأصل : أبي
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ) . و قال سفيان بن حسين : عن الزهري عن عروة عن
عائشة " . قلت : و مرسل عبيد الله لم أقف عليه <1> , فإن صح السند به إليه
فيكون الصحيح عنه عن ابن عباس لرواية الثقات الثلاثة عنه , و من الظاهر أن
البزار لم يصل ذلك إليه . و صالح بن أبي الأخضر ضعيف , يعتبر به إذا لم يخالف .
الثالث : عقيل عن ابن شهاب عن عبيد الله عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بلفظ : " من
بات و في يده ريح غمر , فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه " . علقه البزار كما
تقدم , و وصله الطبراني في " المعجم الكبير " ( 6 / 43 / 5435 ) و البيهقي ( 5
/ 70 / 5812 ) من طريق عبد الله بن صالح : حدثني نافع بن يزيد عن عقيل به . قلت
: عبد الله بن صالح فيه ضعف معروف . فلا تحتمل مخالفته في الإسناد و في المتن
أيضا , فإنه ذكر فيه " الريح " و " الوضح " و هو " البرص " , و مع ذلك قال
المنذري ( 3 / 130 ) و تبعه الهيثمي : " رواه الطبراني بإسناد حسن " ! الرابع :
سفيان بن حسين عن الزهري عن عروة عن عائشة به , إلا أنه قال : " ريح غمر " .
علقه البزار كما سبق , و وصله الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 168 - هندية )
من طريق عمر بن علي المقدمي عن سفيان بن حسين به . قلت : و هذه مخالفة واهية
لأمرين : أحدهما : أن سفيان بن حسين ضعفوه في روايته عن الزهري خاصة . و الآخر
: أن عمر بن علي المقدمي كان يدلس تدليسا غريبا بحيث أنه لو صرح بالتحديث شك في
سماعه كما هو مبين في ترجمته من " التهذيب " . و حديث عائشة هذا من شرط الهيثمي
في " مجمعه " , و مع ذلك , فهو مما فاته , فلم يورده فيه . و جملة القول أن أصح
هذه الطرق : طريق ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس . و الطريق
الأولى عنه شاهد لا بأس به . و له شاهد من حديث أبي هريرة في السنن و غيرها مثل
" الأدب المفرد " ( 1220 ) و " صحيح ابن حبان " ( 5496 ) و سنده صحيح على شرط
مسلم كما قال الحافظ في " الفتح " ( 9 / 579 ) و قد خرجته قديما في " الروض
النضير " ( 823 ) تحت حديث عائشة . ثم وقفت له على طريقين آخرين : الأول :
يرويه أبو جعفر محمد بن جعفر المدني : حدثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة به . أخرجه الحاكم ( 4 / 137 ) و صححه , و وافقه الذهبي
. قلت : و إسناده جيد , و رجاله ثقات رجال مسلم غير منصور هذا , و هو صدوق . و
الآخر : يرويه معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة به . أخرجه
البيهقي ( 7 / 276 ) , و في " الشعب " ( 5 / 70 / 5813 و 5814 ) . قلت : و هذا
إسناد آخر للزهري صحيح .

-----------------------------------------------------------
[1] ثم رأيته في " شعب الإيمان " ( 5 / 70 / 5811 ) بسند صحيح عنه . اهـ .
2957 " [ وراءك ] يا بني ! إنه قد حدث أمر , فلا تدخل علي إلا بإذن . قاله لخادمه
أنس بن مالك " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1111 :

أخرجه البخاري في " الأدب المفرد " ( 807 ) و الطحاوي في " شرح المعاني " ( 2 /
393 ) و أحمد ( 3 / 199 و 209 ) و من طريقه الحافظ المزي في " تهذيب الكمال " (
11 / 239 ) و البيهقي في " الشعب " ( 6 / 164 - 165 ) من رواية جرير بن حازم عن
سلم العلوي عن # أنس بن مالك # قال : كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
فكنت أدخل عليه بغير إذن , فجئت ذات يوم فدخلت عليه , فقال : فذكره دون الزيادة
. لكن تابعه حماد بن زيد : حدثنا سلم العلوي .. بلفظ : لما نزلت آية الحجاب
ذهبت أدخل كما كنت أدخل , فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : " وراءك يا بني !
" . أخرجه أحمد ( 3 / 227 و 238 ) و أبو يعلى ( 4276 ) و عنه ابن السني ( 317 )
, و الطحاوي أيضا , و ابن عدي في " الكامل " ( 3 / 329 ) . قلت : و إسناده ضعيف
, رجاله ثقات , غير سلم العلوي , فإنه ضعيف عند النسائي و غيره , و ليس لتهمة
في صدقه , و إنما لقلة حديثه , فإنها لا تساعد على الحكم عليه بتوثيق أو تضعيف
كما أفصح عن ذلك ابن عدي في آخر ترجمته , ثم روى بسنده الصحيح عن ابن معين أنه
سئل عنه ? فقال : " ثقة " . و قد خرجت له حديثا في " الضعيفة " ( 4255 ) , و
إنما أوردت حديثه هذا هنا في " الصحيحة " , لأنه قد تبين لي أنه حفظه , بمجيئه
من غير طريقه . فقد روى أبو عوانة عن الجعد أبي عثمان عن أنس بن مالك قال : قال
لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا بني ! " . أخرجه مسلم ( 6 / 177 ) و
أبو داود ( 4964 ) و الترمذي ( 2833 ) و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 9 / 83 /
6608 ) و ابن سعد في " الطبقات " ( 7 / 20 ) و أحمد ( 3 / 285 ) و البيهقي ( 10
/ 200 ) . و قد روى الجعد هذا عن أنس قصة بنائه صلى الله عليه وسلم , و نزول
آية الحجاب : *( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم ..
)* الآية , و في آخرها : " قال الجعد : قال أنس بن مالك : أنا أحدث الناس عهدا
بهذه الآيات , و حجبن نساء النبي صلى الله عليه وسلم " . أخرجه مسلم ( 4 / 151
) . قلت : فهذا مع ما قبله من حديث الجعد : " يا بني " , يشهد لحديث سلم العلوي
, و يبين أن ( الحدث ) الذي فيه إنما هو نزول آية الحجاب المصرح به في بعض
الطرق عن سلم كما تقدم , و أنه بهذه المناسبة قيل له : " لا تدخل إلا بإذن " .
و يؤكد ذلك ما جاء في رواية أخرى لمسلم ( 4 / 149 ) عن ثابت و غيره في هذه
القصة , قال : " فانطلق حتى دخل البيت , فذهبت أدخل معه , فألقى الستر بيني و
بينه , و نزل الحجاب " . ثم وجدت له طريقا أخرى , يرويه صالح بن كيسان عن
الزهري عن أنس مختصرا بلفظ : أنا أول الناس علم بآية الحجاب , لما نزلت قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تدخل على النساء " . فما مر علي يوم كان
أشد منه . ( انظر الاستدراك 4 ) .

2958 " كأني أنظر إلى موسى بن عمران منهبطا من ثنية هرشى ماشيا " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1113 :

أخرجه ابن حبان في " صحيحه " ( 7 / 27 / 3747 ) : أخبرنا المفضل <1> بن محمد
الجندي - بمكة - حدثنا علي بن زياد اللحجي <2> : حدثنا أبو قرة عن ابن جريج قال
: حدثني يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن # أبي هريرة # أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح , رجاله ثقات , من ابن
جريج فصاعدا من رجال الشيخين . و أما أبو قرة - و اسمه موسى بن طارق اليماني -
فهو ثقة من رجال النسائي . و علي بن زياد اللحجي , وثقه ابن حبان ( 8 / 470 ) و
قال : " مستقيم الحديث " . و روى عنه جمع من الثقات كما في كتاب " تيسير
الانتفاع " , يسر الله لي إكماله بفضله و كرمه . و المفضل بن محمد الجندي , فهو
محدث مكة , وثقه الحافظ أبو علي النيسابوري كما في " سير أعلام النبلاء " ( 14
/ 258 ) . و للحديث شواهد بعضها في " صحيح مسلم " و ابن خزيمة و ابن حبان و
الحاكم عن ابن عباس , و قد سبق تخريجها ( 2023 ) , و إنما خرجته هنا من حديث
أبي هريرة لعزته .

-----------------------------------------------------------
[ 1 , 2 ] الأصل " الفضل " و " اللخمي " , و التصحيح من كتب الرجال . اهـ .
2959 " أنت سفينة " .

قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 1114 :

أخرجه الحاكم ( 3 / 606 ) و أحمد ( 5 / 220 و 221 و 222 ) و البزار ( 3 / 270 -
271 ) و الروياني ( ق 126 / 2 ) و ابن عدي ( 3 / 401 ) و الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 7 / 96 - 97 ) و أبو نعيم في " الحلية " ( 1 / 369 ) و في " المعرفة
" ( 1 / 300 / 2 ) من طرق عن سعيد بن جمهان عن # سفينة # قال : كنا [ مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ] في سفر , قال : فكان كلما أعيا رجل ألقى علي ثيابه ,
ترسا أو سيفا , حتى حملت من ذلك شيئا كثيرا , قال : فقال النبي صلى الله عليه
وسلم : فذكره . و قال الحاكم : " صحيح الإسناد " . و وافقه الذهبي . قلت : و هو
كما قالا أو قريبا منه , فإن سعيدا هذا فيه كلام يسير , لكنه قد توبع , فقال
شريك : عن عمران النخلي عن مولى لأم سلمة قال : كنت مع النبي صلى الله عليه
وسلم في سفر , فانتهينا إلى واد , قال : فجعلت أعبر الناس أو أحملهم , قال :
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما كنت اليوم إلا سفينة , أو ما أنت
إلا سفينة " . قيل لشريك : هو سفينة مولى أم سلمة رضي الله عنها ? هكذا هو في "
المسند " لم يقع فيه جواب شريك , و هو سؤال تقرير . أخرجه أحمد ( 5 / 221 ) و
الروياني ( 128 / 1 ) . و شريك هو ابن عبد الله القاضي , و هو حسن الحديث في
الشواهد . و عمران النخلي , وثقه ابن حبان ( 5 / 223 ) و روى عنه أيضا ابنه
حماد بن عمران , و أبو نعيم كما في " الجرح " ( 3 / 1 / 300 ) , و سمى أباه عبد
الله بن كيسان . و في ذكره أبا نعيم في الرواة عنه وقفة عندي , لأن البخاري لم
يشاركه في هذا أولا , ثم هو إنما ذكره راويا عن ابنه حماد ثانيا . و وافقه ابن
أبي حاتم على هذا ثالثا . و الله أعلم . ( تنبيه ) : ( النخلي ) نسبة إلى (
النخلة ) , و وقع في المسند : ( البجلي ) , و في " الروياني " : ( النخعي ) , و
التصحيح من " تاريخ البخاري " و " جرح الرازي " و " أنساب السمعاني " . و ما في
" المسند " كأنه خطأ قديم فقد وقع كذلك في " مجمع الزوائد " ( 9 / 366 ) و قال
عقب حديثه : " رواه أحمد بإسنادين , و رجال أحدهما ثقات " . كذا قال : "
بإسنادين " , و لم يظهر لي صوابه . و الله أعلم . و الحديث رواه المزي في ترجمة
" سفينة " من " تهذيبه " ( 11 / 205 - 206 ) و الذهبي في " سيره " ( 13 / 179 )
, في ترجمة أبي قلابة الرقاشي بسنده عن سعيد بن جمهان به . و قال الذهبي : "
هذا حديث حسن من العوالي , بل هو أعلى ما وقع لأبي قلابة " . و أقول : بل هو
صحيح بمتابعة عمران النخلي لسعيد . و الله سبحانه و تعالى أعلم .