في هذه الفترة كانت الشكوك قوية عندي جداً لدرجة أنني أصبحت غير مؤمنة بكل هذا الهراء الذي كنت عليه و لكن بين خوفي و لوم أختي و معاتبتها لي لما يدور في عقلي كنت أريد أن أبقى على ما أنا عليه للأبد، و لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ( ليتها جاءت هكذا منذ وقت طويل ! ) و أفزعنا تفجير كنيسة القديسين و الحملة المسعورة التي شنها الشباب على الإسلام وقتها و ردود المسلمين عليها مما كانت تحاول جاهدة أن توضح لهم ما هو حق غير المسلم على المسلم مما لا يوجد مثيل له في أي من الديانات الأخرى، و في هذا الوقت انقضت عندي شبهة ان الإسلام دين الارهاب ! كيف هذا و أشد المسلمين تشدداً قد تبرأ ممن فعله ! فلماذا نحمل المسلمين ما لا يقرونه هم في أنفسهم !

حدث هذا و ركبت الموجة مع الراكبين، و كذبت على عقلي و أخذت أنادي بان الإسلام دين الارهاب و القتل و الدمار ( باللغة العامية : أمال ايه مش مسيحية مؤمنة و مخلصة بقى ! لو يعني ما قلناش الاسلام دين الارهاب امال مين بس اللى يقول ! )، و تلقيت صفعة أكبر و أكبر لما شاهدت فيديو لداعية اسمه فاضل سليمان اسمه خدعة التبشير ) و عندها كنت أصر أني مسيحية و لكن بداخلي أنا أعرف أنني لم أصبح كذلك حقاً..

جاءت الثورة المباركة و أنشغلنا في متابعة أخبارها بعد أن خزلنا البابا شنودة بعدما وقف وقفة العار في وجه المسيحيين الوطنيين منهم، و سحق طموحاتهم للحرية ، و هذا ما التزمت به أسرتي بالفعل ( و كنت معهم، فماذا أفعل وحدي هناك ، و من هو الذي سيسمح لي بأن أعصي أمر البابا ) جلسنا في بيوتنا ملطخين بالخزي و العار و استيقظنا بعد نجاحها و بعد استشهاد المئات من الشباب الأبرار لنحصد ما زرعوا و نسرق ما قدموا الدم من أجله و نقول أننا كنا في الثورة منذ يومها الأول !!

و لمن نلبث ان استيقظنا على صوت الحرية حتى تلقيت الصفعة التي جاءت بي الى هنا ! و جعلتني أقوم بهذا الحوار معكم، و سوف أذكرها في المشاركة القادمة

يتبع