رقائق في دقائق



‪ ما الذي فضل أبو بكر على غيره من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - ؟؟

هذا هو السر العجيب..

‪لم يكن فقيراً كـ أبي ذر أو أبي هريرة
لكنه كانَ أفضلَ منهم!!

‪لم يـُعذبْ كثيراً كـ خبـّاب أو بلال أو سـُمية أو ياسر
لكن كانَ أفضلَ منهم!!

‪لم يـُصبْ بدنـُه في الغزواتِ كـ طلحة أو أبي عبيدة أو خالد
لكنه كانَ أفضلَ منهم!!

‪لم يـُقتل شهيداً في سبيلِ الله كــ ( عمر بن الخطاب أو حمزة بن عبدالمطلب
أو مصعب بن عمير أو سعد بن معاذ )
لكنه كانَ أفضلَ منهم!!!



إذا ما السرُّ العجيبُ الذي صنعَ له هذه ( العظمة َ) التي تتراجعُ عنها سوابقُ الهمم..

فلندعْ أحد التابعين الأجلاء يكشفُ لنا( المـُضـْمر ) ويـُفضي لنا بـ ( السـّـر )

‪ يقول بكرُ بن عبدالله المزني

( ما سبقهم أبو بكر بكثرةِ صلاةٍ ولا صيامٍ ولكن بشيءٍ وقرَ في قلبه )‪!!

إنها (أعمالُ القلوب) يا صاح!!

‪تلك التي بلغتْ بأبي بكر رضي الله عنه إلى حيث لا تبلغُ الآمال والهمم

‪تلك التي رفعتْ ( درجته ) إلى غايةٍ ليس ( وراءها ) مطلعٌ لناظر
ولا ( فوقها ) مرتقى لهمة.. ولا ( بعدها ) زيادةٌ لمستزيد..

أعمالُ القلوب هي التي جعلتْ إيمانه لو وُزن بإيمان أهل الأرض
لرجحَ كما يقول الفاروق رضي الله عنه..



لقد تعلمنا أنّ الإيمانَ :
عملُ قلب
وقولُ لسان
وفعلُ الجوارحِ والأركان..

لكننا اجتهدنا في صورِ الأعمالِ وعددها = ( قول اللسان وعمل الجوارح )
وأهملنا لبـُّها وجوهرها = ( عمل القلب )..

‪ انــْضـَيـْنا مطايا أبداننا في تشييد رُكن
( القول ) وركن ( عمل الجوارح )
وغفلنا عن ركن ( أعمالِ القلوب )!!
فضعف بنيانُ ( إيماننا )
وتهاوى سقف ( التزامنا )..



ولكـلِّ عبادةٍ حقيقةٌ وصورةٌ

فصورةُ الصلاة :
‪الركوعُ والسجودُ وبقية الأركان
ولبـُّها ( الخشوع )..

وصورةُ الصيام :
‪الكفُّ عن المفطرات من الفجر إلى الغروب
ولبـُّه ( التقوى )..

وصورةُ الحج :
‪السعي والطواف والوقوف بعرفة ومزدلفة ورمي الجمرات
ولبـُّه ( تعظيمُ شعائر الله )..

وصورةُ الدعاء :
‪رفعُ اليدين واستقبالُ القبلة وألفاظُ المناجاة والطلبِ
ولبـُّه ( الافتقارُ إلى الله )..

وصورةُ الذِّكر :
التسبيحُ والتهليلُ والتكبيرُ والحمد ُ
ولبـُّه ( إجلالُ الخالق ومحبته وخوفه ورجاؤه )..



‪إنّ الشأنّ - كل الشأن - في
‪( أعمالِ القــُلوب ) قبل ( أعمالِ الجوارح)
فــغـداً إنما (تُبْلَى السَّرَائِرُ)0
‪ وغداً إنما يـُحصّل (مَا فِي الصُّدُورِ)0
‪ وغداً لا ينجو (إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم)0
‪ وغداً لا يدخل الجنة إلا ﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ)0


ختاماً :
إذا كانتْ مفاوزُ الدنيا تـــُقطعُ بـ ( الأقدام )..
فـمفاوزُ الآخرةِ تــُقطعُ بـ ( القلوب )..‏



منقول