صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 60
 
  1. #11

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    الحرب السياسية
    خطط كينان لبرنامجه للحرب السياسية في وثيقة مايو 1948 المقدمة لمجلس الأمن القومي8. على الرغم من أن البرنامج يحتوي على العديد من السمات التي تأتي بخلاف عمليات الاستخبارات وبناء الشبكات، لكن هذا البرنامج جدير بالذكر من أجل الوصول إلى رؤية أشمل لدور الحرب السياسية في استراتيجية الولايات المتحدة والمراحل الأولية للحرب الباردة. وقد بدأ كينان البحث بتعريف الحرب السياسية كالتالي:
    الحرب السياسية هي التطبيق المنطقي لمذهب كلوسفيتس في وقت السلام. وفي التعريف الأشمل، تكون الحرب السياسية هي توظيف لكل الوسائل تحت أمر الدولة وقصر فترة الحرب لتحقيق أهدافها القومية. وتكون مثل هذه العمليات سرية وعلنية. فهي تتحول من تلك النشاطات العلنية مثل الحلفاء السياسيين والمعايير الاقتصادية و"الدعاية البيضاء" إلى تلك العمليات السرية مثل الدعم السري للعناصر الأجنبية "الصديقة"، والحرب النفسية "السوداء" وحتى تشجيع المقاومة السرية في الدول المعادية9.
    وقد لاحظ كينان أن الولايات المتحدة كانت مشتركة بالفعل في تلك النشاطات من خلال مبدأ ترومان وخطة مارشال واللتين تم تنفيذهما استجابة لجهود "الحرب السياسية السوفيتية العدوانية". ومع ذلك، فقد فشلت الولايات المتحدة في تعبئة كل مواردها المطلوبة لكي تقوم بشكل ناجح بشن حرب سياسية سرية ضد الاتحاد السوفيتي.
    وقد شمل برنامج كينان للحرب السياسية أربع أنواع متسعة من النشاطات بعضها علني وبعضها سري. وكانت المجموعة الأولى من المشاريع التي وصفها البحث عبارة عن خطط لإنشاء "لجان تحرير". وقد كان الهدف من هذه اللجان أن تكون "مؤسسات أمريكية عامة" بالشكل الأمريكي التقليدي؛ "دعم عام منظم لمقاومة الطغيان في الدول الأجنبية"، وقد كان الغرض منها يتكون من ثلاث أبعاد: العمل "كمراكز نشاط للأمل القومي" للاجئين السياسيين من الجبهة السوفيتية، من أجل تقديم "إيحاء باستمرار المقاومة الشعبية" في دول الجبهة الغربية" والعمل كنواة لكل الحركات البعيدة عن التحرر في حالة الحرب"10. وقد وصف البحث هذه الجهود بأنها "عملية علنية بشكل رئيسي يجب مع ذلك أن يكون لها دعم سري ومساعدة ممكنة من الحكومة". وقد كان يجب ترك عملية تنظيم هذه اللجان إلى"مواطنين أمريكيين خصوصيين موثوق بهم" من أجل تعبئة "القادة اللاجئين المختارين".
    وقد كان يجب منح هؤلاء القادة اللاجئين حق الحصول على المطبوعات والميكروفونات للحفاظ عليهم أحياء كرموز عامة في أوطانهم. وقد كانت هذه المجموعة الأولى من البرامج هي التي عملت على إنشاء أو خلق وتنظيم مبادئ اللجنة القومية لأوروبا الحرة (NCFE ) واللجنة الأمريكية للتحرر من الشيوعية الروسية، وهي المنظمات التي قامت برعاية إذاعة أوروبا الحرة (RFE ) وإذاعة التحرير(RL ) والتي عرفت فيما بعد بـ "إذاعة صوت الحرية " بعد عام 1959.
    أما المجموعة الثانية من المخططات والتي ما زال العديد منها داخل في حيز التصنيف قد كانت عبارة عن أعمال تهدف بشكل رئيسي إلى إعاقة القوى السوفيتية في أوروبا الغربية وداخل الاتحاد السوفيتي نفسه11. وهذا كان يجب تنفيذه من قِبَل منظمات أمريكية خاصة قد تقيم علاقة مع ممثلين محليين سريين في بلاد حرة ومن خلال هؤلاء الوسطاء تستطيع تقديم يد العون والإرشاد لحركات المقاومة من خلف "الستار الحديدي"12.
    أما المجموعة الثالثة من المخططات فقد كانت تهدف إلى دعم العناصر الطبيعية المضادة للشيوعية في الدول المهددة من دول العالم الحر. وتعتبر كل من فرنسا وإيطاليا دليلان للاستشهاد بهما لأنهم ظلوا في وضع غير مستقر في عام 1948. وهذه كانت أيضا عملية سرية يجب الاستفادة فيها من الوسطاء الخصوصيين. وقد كتب "كينان" أن هذا يعتبر مهم من أجل "فصل" هذه المنظمات الخاصة عن منظمات المجموعة الثانية من المخططات، التي من المحتمل أن تشير إلى المنظمات التي في المقدمة والتي قد توجه أسلحتها بشكل مركز على الجماعات المتخفية وراء "الستار الحديدي"(الحاجز الذي يفصل بين الدول الشيوعية الواقعة في أوروبا الغربية وبين باقي دول أوروبا)13. وهذه كانت المخططات المتعلقة بشكل كبير بنشاطات بناء الشبكات. وقد تم دفع مبالغ ضخمة من قِبَل مكتب التنسيق السياسي OPC ))ومؤخرا من (CIA ) للأحزاب الساسية المعارضة للشيوعية واتحادات العمال والجماعات الطلابية والمؤسسات الفكرية. أما عن كيفية تمويل وتنظيم وتأسيس هذه الجماعات، فهذا ما سوف يتم مناقشته بالتفصيل في الفصل التالي.
    أما عن المجموعة الرابعة والنهائية من المخططات التي ذكرها كينان فهي"الأعمال المباشرة الوقائية في البلاد المتحررة"14. وهذه الأعمال لم تكن إلا "ضرورة ملحة" من أجل "منع المعسكرات الحيوية أو المواد الأخرى أو
    الأشخاص الموظفين من أن (1) يتم تصفيتهم أو تدميرهم أو(2) من أن يتم أسرهم من قِبَل العملاء أو المؤسسات الخاضعة لكريملن"15. وقد سرد هذا البحث أمثلة لهذه الأنواع من الأعمال السرية مثل "السيطرة على النشاطات التخريبية في حقول النفط الفنزويلية" و "تعيين أفراد رئيسيين مهددين من قبل كريملن ويجب حمايتهم أو التخلص منهم في مكان آخر"قد تمت الموافقة السرية جداً على رؤية كينان من أجل الحرب السياسية وأصبح توجيه صادر من NSC 10/ 2 16. وقد قام هذا التوجيه بالعمل على تأسيس مكتب المخططات الخاصة (الذي تم إعادة تسميته سريعا باسم مكتب التنسيق السياسي( OPC ). وقد كانت نشاطات OPC تحت رعاية CIA بشكل رئيسي. في الواقع، من عام 1948 حتى عام 1952 كانت OPC قانون حتى على نفسها وتشترك في مجموعة من النشاطات غير المتفق عليها خلف "الستار الحديدي"17.
    الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في إنشاء الشبكات
    تم إدارة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة من أجل خلق شبكات معادية للشيوعية بواسطة OPC تحت قيادة فرانك وينسر. وفي عام 1951، تم دمج الجزء الخاص ببناء الشبكات الذي ستقوم به OPC في إدارة المنظمات الدولية(IOD)، وهي إدارة كاملة من CIA مخصصة لتمويل النشاطات المخصصة للتأثير على أهل الفكر والعمال والطلاب الأوروبيون على كلا جانبي "الستار الحديدي"18. ومن بين المنظمات المشهورة التي تقوم IOD بدعمها هيئة التحرير الثقافي و REF و RL ولجنة اتحاد التجارة الحرة (FTUC)
    وجمعية الطلاب المحليين (NSA) وقد كانت كلها جزء مما أطلق عليه بيتر كولمان "المؤامرة التحريرية" لـ CIA" 19.
    وقد كان أحد السمات المهمة لهذا المجهود هو الربط بين القطاعات العامة والخاصة. وكما لاحظ ورأى المؤرخ سكوت لوكاس، في هذه "الشبكات الخاصة بالدولة"، تأتي القوة الدافعة لهذه الأعمال ضد الشيوعية من الجانب الخاص بعمل التسويات20. ففي الولايات المتحدة وأوروبا، قد كان هناك بالفعل حركة فكرية مضادة للشيوعية خاصة من اليسار الغير شيوعي. ومع ذلك فقد كان هناك حاجة للتمويل والتنظيم لتحويل الجهود الفردية إلى حملة متماسكة. لم تقم CIA بإنشاء هذه الشبكات من العدم، بل هي نشأت من الحركات السياسية والثقافية المتسعة والتي قامت الولايات المتحدة والحكومات الأخرى بدعمها بشكل منسق.




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  2. #12

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    لجان التحرير
    لقد تركزت معظم نشاطات الولايات المتحدة في بناء الشبكات في أواخر 1940 على تعزيز الشبكات الديمقراطية التي قد تتفق مع الهيمنة الشيوعية للمجتمع المدني في أوروبا الغربية. ومع ذلك، فقد كان جزء هام من الاستراتيجية العامة للحرب الباردة التي تتولاها الولايات المتحدة يضغط على نظم الحكم الشيوعية في أوروبا الغربية والاتحاد الأوروبي من خلال الحرب الأيديولوجية. وقد كانت أهم المنظمات التي كرست نفسها لهذه القضية NCFE والتي تم تسميتها مؤخرا لجنة أوروبا الحرة (FEC)، واللجنة الأمريكية للتحرر من البلشفيةAmcomlib.
    وقد كان رئيس OPC))، فرانك وينسر هو أول من وضع في حيز التنفيذ تأسيس FEC))، حيث قام بتقديم التمويل المبدئي للمشروع وقد قام بتنظيم مجموعة هائلة من الشخصيات البارزة العامة لدعم المؤسسة. ومع ذلك من المهم ملاحظة أن تلك الشخصيات القيادية البارزة في هذا الوقت (مثل جون فوستر دوليس وسي دي جاكسون ثم الجنرال مستشار دوايت أيزنهاور بشأن الحرب النفسية أثناء الحرب العالمية الثانية) كانت تسعى بالفعل لتنظيم مجتمع من لاجئي أوروبا الغربية. وقد ضم مجلس إدارة FEC مدير CIA في المستقبل ألين دوليس والناشر هنري لوس والجنرال لوكيس كلاي والسفير السابق في اليابان جوزيف جريو ورئيس المستقبل أيزنهاور21.
    مبدئيا، تم تقسيم نشاطات FEC)) بين ثلاث وحدات. الوحدة الأولى كانت العلاقات في المنفى. وقد ساعدت هذه الوحدة على تحويل أماكن النفي من أوروبا الغربية إلى قوة سياسية فعالة التي يريد منها (FEC) أن تكون رمز للمستقبل الديمقراطي لأوروبا الغربية. وكجزء من هذه العملية، وجدت FEC وظائف انتقالية لهؤلاء العلماء المنفيين في الجامعات الغربية وقامت بتأسيس الجامعة الحرة في ستراسبورج وفرنسا لتدريب جيل قادم من قادة أوروبا الغربية وبدأت سلسلة من المجلات التي تحلل التطورات في المجتمع الغربي22.
    وقد تم تأسيس لجان قومية لكل دولة محتلة، وتكون هذه اللجان مكونة من ست أو سبع شخصيات من الرموز الرائدة القائدة في المنفى والذين يمثلوا القوى والمصالح السياسية لدولهم أمام احتلال الاتحاد السوفيتي. وقد عملت هذه اللجان كوسيلة اتصال بين (FEC) ومجتمعات اللاجئين السياسيين في الغرب وقد أصبح أعضائهم متحدثين ومنظمين لمجتمع المنفى في الولايات المتحدة. وهذا قد ساعد في جعل الأمريكيين والغربيين مركزين على قضية الاحتلال السوفيتي لأوروبا الغربية. أخيرا، قامت هذه اللجان بمساعدة ورعاية إنتاج مجلات وصحف شهرية بلغاتهم الأم23.
    وقد قامت إدارة الاتصالات الأمريكية بتنظيم المجموعة الثانية من نشاطات (FEC). وقد كانت هذه الوحدة مسئولة عن إعلام اللاجئين والمنفيين بالسياسات والثقافات الأمريكية والتشجيع على التواصل الشخصي بين المنافي والمجتمع العام الأمريكي الأوسع. وقد كان هذا جزء من برنامج شامل للتشجيع على الدعم العام للأهداف الأمريكية في بداية الحرب الباردة24.
    أما الجزء الإضافي من هذه الجهود فقد كانت الحملة الصليبية من أجل الحرية والتي أطلقها بشكل رسمي دوايت أبزنهاور في نداء على مستوى قومي في يوم العمل في عام 1950 25. وقد كانت هذه الحملة الصليبية من أجل التحرير نشاط يهدف إلى جمع الأموال لتشجيع الشعب الأمريكي والمؤسسات على المساهمة في قضية الحرية في دول أوروبا الغربية المحتلة. وفي حديث له، مَوَّل أيزنهاور قضية البداية في مقولته: "صارع الكذبة الكبيرة بالحقيقة الكبيرة"26. وقد كان هناك بعض الأمل في أن الحملة الصليبية من أجل الحرية قد توفر أغلبية التمويل لميزانية (FEC). وفي خلال سنة أو اثنين ثبت أن هذا مستحيل؛ حيث أن معظم ميزانية FEC)) كانت ما زالت تأتي من (CIA). وفي السنوات الأخيرة، خلقت الحملة الصليبية من أجل الحرية قدر كبير من التعارض لأنه كان يُدَّعَى أنها غطاء لتمويل CIA)) لـ FEC27.
    وقد كان أهم وأشهر نشاط لـ FEC)) هو تأسيس إذاعة أوروبا الحرة(RFE) التي بدأت بثها الإذاعي لشعوب أوروبا الغربية على إذاعة الموجة القصيرة في عام 1950. وقد كانت RL التي ترعاها Amcomilb شبيهة لـ REF لكن تم بثها باللغة الروسية (ولغات أخرى) وقد استهدفت شعب الاتحاد السوفيتي. وقد قدمت هذه المحطات مصادر بديلة للأخبار لمواطني الكتلة الشيوعية. وقد قدم RFE و RL أنفسهم للمستمعين كما لو كان البث من محطة إذاعة قومية من دولة حرة. بالإضافة للأخبار، فهم يقدموا سجلات كاملة للإذاعات التي تشمل البرامج التعليقية والثقافية وبرامج التسلية. وقد قام طاقم عمل كبير مختلط من الأمريكيين واللاجئين القاطنين في نيويورك وميونخ بتوفير محتويات هذه الإذاعات.
    بينما كانت (REF) و (RL) يتم تمويلهم بشكل كبير من قبل CIA، فقد كانوا هيئات أكثر استقلالية قامت بتطوير استراتيجيتها الخاصة بها للوصول إلى المستمعين المستهدفين. ولقد وصلت RL)) إلى الشعب الروسي عن طريق جذب العناصر الإنسان ية والديمقراطية ذات التقاليد الثورية. وقد ركزت باستمرار على المظاهر والسمات الإنسان ية للتاريخ والثقافة الروسية مثل كتابات دستيوفيسكي وتوليتسوي. ومن أجل جذب المستمعين السوفيتين، قامت RL)) بتوظيف إمكانيات المنفيين الذين يجيدوا التحدث بالروسية أو اللغات السوفيتية بطلاقة وبنبرة وبأسلوب غير منغم ويستخدموا لغة معاصرة في إذاعاتهم. وقد كانو يتمنوا لو قد كان نظر المواطنون السوفيتين إلى RL)) كتعبير حقيقي عن طموحاتهم من أجل مجتمع ديمقراطي.
    وبحلول أوائل الستينيات، أثبتت (REF) و(RL) أنهم مصادر معلومات وتعليق موثوق بها بالنسبة لشعوب أوروبا الغربية والاتحاد السوفيتي. وقد أصبحت هذه الثقة واضحة عندما بدأ REF وRL استلام وثائق من المنشقين الداخليين في الجبهة الشيوعية التي تطالب بالحريات المدنية والحرية الدينية. وتبث REF و RL قراءات لهذه النصوص، مقدمة لهم بذلك فرصة الانتشار الواسع التي قد يجدوها لأنها ملفات سرية جدا. وقد تم وصف RL بأنها "مجلس حر وصريح" يستطيع المواطنون السوفيتون أن يعبروا من خلاله عن أنفسهم وأين يستطيعوا أن يتبادلوا المعلومات28. ومن هذا الوقت أصبحت كلا من REF و RL من خلال إذاعاتهم من المؤسسات التي تلعب دور أساسي في الجدالات الفلسفية والثقافية والسياسية الدائرة داخل الجبهة الشيوعية.
    وقد قامت FEC و Amcomlib برعاية برامج بريد الكتب التي تقوم بتوزيع المواد المنشورة في أوروبا الغربية والاتحاد السوفيتي. فقد قام جورج ميندن رئيس صحافة أوروبا الحرة بإعداد برنامج بريد الكتاب لأوروبا الغربية التي وزعت مواد تقدم "فهم روحي للقيم الغربية" 29. فقد حاول ميندن في مختاراته للكتب تجنب الأعمال السياسية مركزا بدلا من ذلك على إرسال مواد منشورة حول "علم النفس والأدب والمسرح والفنون المرئية" لمفكري ومثقفي أوروبا الغربية30. وقد كانت صحافة أوروبا الحرة قادرة على تأمين حقوق اللغة الأجنبية للعديد من الأعمال الكلاسيكية للناشرين الغربيين مقابل رسوم قليلة جدا. وقد ركز برنامج بريد الكتب هذا على الكتب التي كانت إما محظورة أو غير متاحة في الجبهة الشيوعية والتي كانت في الغالب لا يمكن الحصول عليها من المراقبين الشيوعيين في الماضي عندما تكون قادمة من مؤسسات أو ناشرين غربيين شرعيين. وقد قامت بنشر كتب مثل كتاب جيمس جويس "وصف الفنان بصفته رجل شاب" وكتاب فلاديمير نابوكوف "المبدأ"، ورواية جورج أورويل "مزرعة الحيوانات" والكتاب الأخير الشهير الذي كتبه روبرت كونكويست حول التطهر من خطايا ستالين تحت عنوان "الإرهاب العظيم" 31. وبنهاية الحرب الباردة كان من المقدر أن يتم تسريب أو نشر ما يفوق عن 10 مليون كتاب غربي ومجلة إلى نصف المجتمع الشيوعي الأوروبي من خلال برامج بريد الكتاب32.




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  3. #13

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    مؤسسة الحرية الثقافية
    كانت مؤسسة الحرية الثقافية، المؤسسة في عام 1950، أحد أهم مؤسسات الحرب الباردة المهمة المقاومة للشيوعية. وقد جاء أساس فكرة المؤسسة من جماعة من المفكرين الأمريكيين والأوروبيين الذين يشملوا ميلفن لاسكي وروث فيشر في عام 1949. فقد أراد هؤلاء المفكرين أن يعقدوا مؤتمر دولي في برلين لتوحيد المعارضين لمذهب ستالين في أوروبا الغربية والشرقية. فقد رأوا أن هذا المؤتمر يعتبر رد على سلسلة من المؤتمرات التي يرعاها الاتحاد السوفيتي وتدعو إلى السلام العالمي وتدين سياسات إدارة ترومان، وقد تم عقد إحدى هذه المؤتمرات في نيويورك وحضرها 800 شخصية من الشخصيات الفنية والأدبية البارزة تشمل أرثر ميلر وهارون كوبلاند وتشارلي تشابلن وألبرت إينستين33.
    وقد ظلت الخطط التي تم إعدادها من أجل ما قد يصبح في النهاية مؤسسة للحرية في السجن البيروقراطي لبعض الوقت. وقد عرفت السلطات الأمريكية في ألمانيا بشأن هذه الخطط لكنها كانت قلقة من أن المؤسسة التي ترعاها حكومة الولايات المتحدة قد يكون له مصداقية أقل لدى المفكرين الأوروبيين. وعند هذه المخالفات تجد إثنين من الشخصيات البارزة المهمة: ميشيل جوسيلسون وميلفن لاسكي.
    كان ميشيل جوسيلسون، الذي ولد في إستونيا لكنه أصبح مواطنا أمريكيا، هو مسئول الشئون الثقافية لدى الحكومة العسكرية الأمريكية بألمانيا. وقد أحب فكرة المؤسسة لكنه لم يكن لديه خطة أساسية بشأنها. فقد أراد جوسيلسون أن يعقد مؤتمر ثقافي وحضاري يمسك بزمام المبادرة من الشيوعيين بإعادة التأكيد على الأفكار الرئيسية التي تحكم العمل الثقافي والسياسي في العالم الغربي ورفض التحديات الاستبدادية أو الشمولية" 34.
    وقد اقترح جوسيلسون على OPC أن تنظم لجنة المفكرين الأمريكيين والأروبيين مؤتمرا وتدعوا فيه المشاركين. ويتم اختيار المشاركين على أساس ثلاث معايير: وجهة نظرهم السياسية وشهرتهم الدولية وشهرتهم في ألمانيا. وقد كان الغرض من المؤتمر تأسيس لجنة دائمة تحافظ بالقليل من التمويل على مستوى التنسيق البلاغي والفكري. وقد رحبت OPC بخطة جوسيلسون ووافقت على ميزانية 50000دولار لها.
    وقد كان لميلفن لاسكي أيضا دور رائد في إظهار هذا المؤتمر. وكان لاسكي صحفي أمريكي قام بتأسيس صحيفة دير مونات، وهي صحيفة ألمانية ترعاها سلطات الاحتلال الأمريكية. وأثناء هذه الفترة كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها مشتركين بشكل فعال في محاولة إعادة إعمار المؤسسات الألمانية والثقافة ومنح التراخيص بشكل منظم للمطبوعات الألمانية. وكانت صحيفة دير مونات أكبر نجاح وقد جعلت من لاسكي أحد الرموز والشخصيات الفكرية والثقافية في أوروبا35.
    بعد النظر في فائدة جوسيلسون من خطة المؤتمر، تحول لاسكي إلى العمل. وقد كان هذا مدعاة للقلق بالنسبة لـ OPC التي كانت قلقة من أن لاسكي، وهو موظف في حكومة الاحتلال الأمريكي قد يكون تم تعيينه كدليل على أن حكومة الولايات المتحدة كانت وراء هذا الحدث36. مع ذلك، لم يكن لاسكي مرعوبا، ففي زوبعة الأحداث خطط لإدراج محافظ برلين الغربية وحشد من المفكرين البارزين في المؤتمر.
    وقد تم افتتاح مؤسسة الحرية الثقافية في برلين في 26 يونيو 1950، وهو اليوم التالي لليوم الذي بدأت فيه قوات كوريا الشمالية غزوها لكوريا الجنوبية. وقد تميزت المؤسسة بتنوع الأراء حول كيفية معارضة الشيوعية.
    فقد فضلت إحدى الجماعات المواجهة العسكرية المباشرة، بينما يحتاج الآخرون طريقة أكثر براعة وأقل مواجهة تكون مركزة على الإصلاحات السياسية والاجتماعية من أجل تقويض الإغراء الأخلاقي الشيوعي. وبالرغم من هذه الاختلافات، وافقت المؤسسة على إصدار بيان رسمي يعارض الحيادية ويدعو إلى السلام من خلال إنشاء مؤسسات ديمقراطية والتعبير عن التضامن مع ضحايا الدول الشمولية المستبدة37. وقد وافقت الجمعية أيضا على إنشاء منظمة لتأييد المبادئ المتفق عليها في برلين.
    وقد وضع مؤتمر برلين الأساس للغرض الرئيسي من مؤسسة الحرية الثقافية التي قد تدعمها سبعة عشر عاما. وتهدف المؤسسة إلى تشكيل إجماع على مقاومة الشمولية وتأييد التواصل بين أمريكا الشمالية وأوروبا بالاعتماد على القيم العالمية للفكر التحرري والتحقيق. وقد تم بذلك تشكيل لجان قومية عبر أوروبا (ومؤخرا في آسيا وأمريكا اللاتينية). وقد تكونت كل لجنة من مفكرين مستقلين يقوموا برعاية نشاطات \عتقدوا أنها كانت مناسبة لتطوير المبادئ العامة للمؤسسة. وقد كانت أحد النشاطات الرئيسية للجان القومية نشر المجلات والصحف.
    وقد كانت صحيفة Encounter من أشهر ما نشرته المؤسسة، وقد قام بتحريرها إيرفينج كريستول بالتعاون مع ستيفن سبندر وتم نشرها في لندن. وقد كانت المؤسسة هي التي ترعى هذه الصحيفة ولكنها لم تقم مباشرة بنشرها وقد كانت أيضا مستقلة عن المؤسسة البريطانية للحرية الثقافية. وبمراجعة فكرية لما قد تكون قد قامت الصحيفة بتغطيته من نزعات دولية ثقافية سياسية ودولية، نرى أن هذه الصحيفة استقت محتوياتها من كتابات مجموعة من الكتاب الأمريكيين والأوروبيين والبريطانيين.
    وقد قامت المؤسسة بإنتاج ما يزيد عن دستة من المجلات الفكرية التي توزع حول العالم باللغة الألمانية والفرنسية والأسبانية والإنجليزية. ولكل من هذه المجلات آراء تحررية مشابهة تعادي الشيوعية وغطت القضايا السياسية والثقافية. وفي الخمسينيات وأوائل الستينيات أصبح العديد من هذه المجلات هي المجلات الأكثر إثارة للمناقشة والتحدث عنها أكثر من الصحف في دولهم.
    وقد عقدت مؤسسة الحرية الثقافية مؤتمرات دولية حول القضايا السياسية والاجتماعية الرئيسية. وقد كان الهدف منها هو خلق منتدى دولي للمناقشة وليست كوسيلة أخرى تستخدم في الصراع الأيديولوجي ضد الاتحاد السوفيتي.
    وقد سعت الجمعية لتقديم وجهات نظر بناءة حول الموقف السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي لم يكن مجرد انعكاس لمعاداة الشيوعية38. وقد أصبحت هذه المؤتمرات هي الأساس الذي تركز عليه المناقشات الفكرية الخاصة بشئون التواصل بين دول المحيط الأطلنطي حول العصرنة والديمقراطية والتطور التكنولوجي. فعلى سبيل المثال، عمل مؤتمر 1955 على تقديم منتدى للجدال بين علماء الاقتصاد جيه كي جالبريث وفرديريك فون هايك حول الدور المناسب للحكومة في الاقتصاد وما إذا كان إدارة الدولة للاقتصاد له أي علاقة بالحرية السياسية.
    وقد كانت المؤسسة أيضا فعالة سياسياً ومنظمة للمعارضات ضد اضطهاد المفكرين في كل من العلاقات بين جناح اليمين وجناج اليسار. وبعد أن قام السوفيتون بقمع الثورة المجرية في عام 1956، قامت المؤسسة بحشد دعم عالمي للكتاب والفنانين والعلماء المجريين. وقد قدمت المؤسسة المعاونة للاجئين المجريين الذين فروا من البلد ولا سيما المفكرين منهم. وقد عارضت أيضا تعليق النظام الفرنسي لأساتذة الجامعة في عام 1956 وقبض السلطات البرتغالية في موزمبيق على المحرر المعارض للاستعمار في عام 391956.
    وقد ساعدت CIA مؤسسة الحرية الثقافية بطريقتين. الطريقة الأولى هو دعمها بالأموال. فبعد مؤتمر برلين، أرادت المؤسسة أن تواصل نشاطاتها لكن لم يكن لديها مصدر تعتمد عليه في التمويل. ولم يكن من المحتمل آنذاك أن تتلقى المؤسسة أموالا من وزارة الخارجية الأمريكية أو الكونجرس. وقد كانت هذه هي فترة إشاعات ماكارثي، وقد كان صعبا في ذلك الوقت الحصول على تمويل بشكل علني من حكومة الولايات المتحدة. ومن الجانب الآخر كانت CIA ترغب في وقادرة على تمويل المؤسسات اليبرالية المعادية للشيوعية. وقد تم الحفاظ على مصادر تمويل CIA بشكل سري حتى يحافظ على مصداقيته مع أعضاءه، حيث لم يكن من المحتمل أن يتعاون العديد من هؤلاء المفكرين الأوروبيين مع جماعة تتلقى تمويل مباشر من حكومة الولايات المتحدة.
    أما الدور الثاني الذي لعبته CIA في تحقيق نجاح المؤسسة فهو ضمان التنافس والقيادة المخلصة. وفي نوفمبر
    من عام 1950، اختارت OPC ميشيل جوسيلسون لمنصب أمانة سر إدارة المؤسسة، وهو الدور الذي قد تحققه في الستة عشر عاما القادمة40. وقد تخلى جوسيلسون عن منصبه مع حلول حكومة الاحتلال الأمريكي في ألمانيا من أجل تقلد منصب جديد. وهكذا فقد تقلد جوسيلسون منصبين في المؤسسة: فقد كان هو منظم الجماعة العالمية للمفكرين ورابط لمصادر تمويل المؤسسة التي هي CIA.




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  4. #14

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    الاتحادات العمالية
    في أواخر الأربعينات، أخذت القوات الشيوعية منصبا بارزا في الحركة العمالية في أوروبا وآسيا. حتى في شمال أمريكا، ضمت منظمة المؤسسات الصناعية (CIO)؛ وهي إحدى المنظمات العمالية الرائدة في الولايات المتحدة شيوعيين بارزين من بين أول جيل للقادة فيها. وقد تركزت سيطرتهم على الاتحاد العالمي للنقابات التجارية (WFTU) الذي يسيطر عليه الشيوعيون الذي تم تأسيسه في عام 1945. وقد كانت الجبهة المعارضة لنقابة التجارة الشيوعية هي الاتحاد الأمريكي للعمل تحت قيادة جورج ميني. وقد قام AFL بتأسيس FTUC لمساعدة الاتحادات التجارية الحرة بالخارج ولا سيما في أوروبا. وقد كانت FTUC تحت قيادة جاي لوفستون الشيوعي السابق الذي انقلب ضد الحزب بعد أن تم نفيه خارج البلاد لمطالبته ببعض الاستقلالية للاتحادات التجارية الشيوعية الأمريكية في أواخر العشرينات. وقد تشارك كل من لوفستون وميني صورة حركة النقابات التجارية العالمية الخالية من السيطرة الشيوعية والتي تحترم قواعد اقتصاديات السوق الحرة41.
    وفي عام 1945، أرسل لوفستون إيرفينج براون إلى باريس لإنشاء مكتب FTUC الأوروبي من أجل تأسيس اتحادات غير شيوعية في فرنسا وإيطاليا. وقد قامت FTUC بالعديد من العمليات الشاملة للدعم المالي للمنشورات العمالية المعادية للشيوعية والدعم المادي للاتحادات التجارية الغير شيوعية التي تحاول بشكل منتظم التودد إلى أعضاء الحزب الشيوعي المنشقين في الرأي في فرنسا وإيطاليا مقدمة بذلك مساعدة تنظيمية وخدمات لمؤسسة الحرية الثقافية ومنشأة لشبكة للعملاء السريين في أوروبا الغربية.
    بخلاف النشاطات التي قامت بها في أوروبا، قامت FTUC بعمل برامج مقاومة للشيوعية تستهدف فيها الحركات العمالية في الهند وأندونيسيا وتايوان42.
    وقد قامت AFL والمؤسسات الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية بتمويل نشاطات FTUC. وقد أدت الموافقة على خطة مارشال في عام 1948 إلى تثبيت أقدام FTUC وتحسين وضعها المالي حيث نصت الخطة على أن يتم استخدام 5% من التمويلات لصالح الأغراض الإدارية وإعادة إنشاء الاتحادات الأوروبية الغربية43. ولم تشترك OPC/CIA مع FTUC في أي شيء حتى عام 1949 عندما تم التوصل إلى اتفاقية بين OPC و FTUC بأن تمول CIA مخططات FTUC الخاصة. ولأن الأموال المخصصة لخطة مارشال بدأت في الانخفاض، أصبحت FTUC تعتمد بشكل متزايد على CIA في التمويل44.
    وفي عام 1949، وتحت حث وضغط من حكومة الولايات المتحدة، طهرت CIO القيادة الشيوعية فيها وانسحبت من WFTU. وقد مثل هذا الشرارة التي جعلت AFL و CIO تتشارك بشكل تعاوني في خلق اتحاد كونفدرالي لاتحادات التجارة الحرة (ICFTU)؛ وهي عبارة عن منظمة عالمية تقاوم الشيوعية وبها اتحادات يمثلوا أعضاء 53 دولة45. والآن أصبح أعضاء WFTU هم الأعضاء المنسحبون من الجماعات العمالية التي تتحكم فيها الشيوعية لتقلل بذلك تأثير المنظمات بشكل كبير.
    ولم تكن العلاقة بين حكومة الولايات المتحدة و FTUC علاقة هادئة حيث كان هناك عدم توافق مستمر وقوي ولا سيما بين FTUC و CIA. وقد تركزت هذه الصراعات حول خلافين أساسيين، أولهما نشأ من استراتيجية الحرب الباردة والدور الذي كان يجب أن تلعبه الحركة العمالية في تلك المسألة. واعتقدت وزارة الخارجية و CIO أن الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية فتحت الباب للشيوعية وشعروا أن مقاومة الشيوعية كانت تتطلب سياسات تستهدف القضايا الاجتماعية والاقتصادية الشاملة46. وقد رفضت FTUC هذ الفكرة حيث أنها تعتقد أن العمال مهتمين بشكل أكبر بالحرية أكثر من قضايا الخبز والسمن. فهم يروا أن الشيوعية استهوت الناس بطريقة تعدت القضايا الاقتصادية بشكل واضح. فمن وجهة نظر FTUC، تتطلب محاربة الشيوعية معارضتها وتحديها بشكل مباشر في كل نواحي المجتمع. وهذا يعني بالنسبة للحركات العمالية الاشتراك في العديد من الأعمال التي تعارض الاتحادات العمالية بشكل مباشر وتشجع بدلاً منها الاتحادات الغير شيوعية47. إلى جانب الدور القوي الذي لعبته CIO في الحركات العمالية الدولية، خلقت هذه الأراء الاستراتيجية المتصارعة خلافا بين FTUC و CIA خلال الفترة الأولى من الحرب الباردة.
    أما االنقطة الأخرى التي تتعلق بالخلاف بين CIA و FTUC فهي التي تتعلق بقضية من المسئول عن توزيع الأموال. وقد اعترض كل من لوفستون وبراون وآخرون بصراحة على السياسة التي تنتهجها CIA بشأن العمال في أوروبا. فقد اعتد لوفستون بـ مسئولي Ivy League (مجموعة من ثماني جامعات في الجزء الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة والتي لها وضع اجتماعي وأكاديمي عالي) عند الصراع مع الشيوعيين في الحركات العمالية ونبذهم بأنهم "أطفال بلهاء"48. فهو أراد من CIA أن تزود FTUC بمنح مجمعة وتسمح لـ FTUC بالقيام بالعمليات التي تراها مناسبة. ورأت CIA من الجانب الآخر أن FTUC حازمة أيضا وخارج السيطرة. وعلى الرغم من علاقتهم القوية، واصلت CIA دعمها لـ FTUC حتى عام 1957 عندما قامت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (وكالة التنمية العالمية بالولايات المتحدة.) بتمويل النشاطات العمالية الخارجية.




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  5. #15

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    المنظمات الطلابية
    من المحتمل أن تكون أكثر النشاطات المثيرة للجدل التي تقوم بها الولايات المتحدة في بناء الشبكات هو دورها في تمويل NSA؛ التي تم الكشف عن نشاطاتها السرية في مجلة رامبارتس (Ramparts) في عام 1967 49.
    وقد أدى الكشف عن هذه الأسرار إلى تحقيقات أكثر قامت بدورها بالكشف عن العديد من العمليات الأخرى السرية الشبيهة لها والتي كانت تديرها IOD التابعة لـ CIA. ومن بين هذه العلاقات التي تم الكشف عنها كان دعم CIA لمؤسسة الحرية الثقافية وعلاقاتها الوطيدة بالجماعات الاتحادية. وقد أنهى هذا الإعلان بشكل فعال على محاولات CIA السرية في تحدي ومعارضة منظمات الجبهة السوفيتية في قطاعات مثل قطاع الشباب والعمل والمفكرين والفنانين والصحفيين وأساتذة الجامعة.
    وقد اشتركت CIA في مؤسسات الشباب للعديد من نفس تلك الأسباب التي جعلتها مشتركة في مجالات أخرى من مجالات المجتمع المدني. وفي أواخر الأربعينيات، احتكر الاتحاد السوفيتي المنظمات الدولية الخاصة بالطلاب والشباب. وقد كان كل من الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطيين (WFDY)والاتحاد الدولي للطلاب(IUS)؛ وهما المنظمتين الوحيديتين المعنيين بأمور الشباب والطلاب ومعترف بهما من قبل الأمم المتحدة، منظمات موالية للسوفيتيين بشكل فعال. حيث قام كل من WFDY و IUS باتباع منهج وطريقة ستالين حيث عارضو وهاجموا خطة مارشال ودعموا غزو كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية ودعموا العدوان الأمني لستالين50.
    وقد قامت WFDY برعاية المهرجانات الطلابية والشبابية التي أدت إلى قدوم مئات الآلاف من الطلاب من أفريقيا وآسيا وأوروبا إلى ما تم تسميته بالمحافل الاجتماعية والثقافية. ومع ذلك فقد كانت هذه المحافل سياسية إلى درجة عالية حيث قدمت النسخة الشيوعية من الأحداث الحالية وعرضت الحياة في الدول الشيوعية في أحسن وضع ممكن. وقد تم إنفاق مبالغ ضخمة من الأموال على استضافة وعمل الحفلات والمهرجانات. فعلى سبيل المثال، أنفقت حكومة ألمانيا الغربية 48 مليون دولار لبداية مرحلة المهرجان الطلابي والشبابي الدولي الثالث في برلين51.
    أما عن الجهود الغربية التي كانت مبذولة لمعارضة الجماعات الطلابية والشبابية فقد كانت محدودة حتى قبل عام 1950. ففي عام 1947، تم تأسيس NSA في ماديسون وويسكونسين. وقد انشقت NSA، العضو في IUS التي تسطير عليها الشيوعية، عن تلك المنظمة في عام 1948 عقب فشلها في إدانة الانقلاب الشيوعي في تشيكوسلوفاكيا. وقد فشلت محاولات NSA في تأسيس منظمة طلابية دولية وهذا بسبب نقص الأموال والمهارات التنظيمية. وببعض المساعدات المالية المحدودة من وزارة الخارجية وCIA، عزمت الجماعات الطلابية البريطانية والسويدية والأمريكية على عقد اجتماع للمنظمات الطلابية الغير راضية عن IUS في ستوكهولم والسويد في عام 521950.
    وبعد مؤتمر ستوكهولم، أصبحت CIA مشتركة بشكل أكبر في الجهود التي تبذلها NSA مزودة المنظمة بالتمويلات التي تتيح لها الوصول للجماعات الطلابية في أمريكا اللاتينية وآسيا والشرق الأوسط. وقد أدى هذا إلى خلق مؤتمر طلابي دولي (ISC) في عام 1952. ومع ذلك لم تمول CIANSA بشكل مباشر، حيث قامت بدلا من ذلك بضخ الأموال إلى الجماعات من خلال مؤسسات خاصة مثل مؤسسة Rockefeller و Ford53. وقد تم إنشاء مكاتب لـ ISC في العديد من الدول لتدعيم الحركة بالأموال. وفي منتصف الخمسينيات، أصبحت ISC ممول أساسي للبرامج الشبابية الدولية التي تشمل المساعدات الفنية والتعليم وتبادل الطلاب والمنح الدراسية التي تتيح لدول العالم الثالث الدراسة في دول الغرب54.
    الدور المؤسسي الذي تقوم به حكومة الولايات المتحدة
    وقد لعبت حكومة الولايات المتحدة في أغلب كل هذه المحاولات دور التمويل. حيث قامت بتقييم المخططات لتحديد ما إذا كانت هذه المخططات في صالح الولايات المتحدة أم لا حتى تقوم بتمويلها وبالتالي تبني أسلوب عدم التدخل حتى تتيح للمنظمات والمؤسسات التي تدعمها تحقيق أهدافها بدون تدخل. فمثل أي مؤسسة، تضع حكومة الولايات المتحدة إرشادات لكيفية إنفاق أموالها. ومع ذلك فقد أدرك مسئولو الولايات المتحدة أنه كلما بعدت المسافة بين حكومتهم والمؤسسة التي تتم رعايتها، كلما زادت احتمالية نجاح نشاطات تلك المؤسسة.
    وقد دعمت حكومة الولايات المتحدة نشاطات بناء الشبكات أثناء الحرب الباردة بأربع طرق حيوية. الطريقة الأولى هي المساعدة في تنظيم جماعات بناء الشبكات الديمقراطية. فكما تم توثيق ذلك في الأمثلة أعلاه، يتنوع مستوى التخطيط والتنظيم الذي تقدمه مؤسسات حكومة الولايات المتحدة بشكل كبير بناءاً على الجماعة
    التي يقوموا بدعمها. ففي بعض الحالات، مثل الحالة التي دعمت فيها الولايات المتحدة النشاطات الاتحادية في أوروبا، لعبت الحكومة دوراً صغيراً جداً في التنظيم الفعلي لهذه الجماعات. وقد كان هذا بسبب أن الجماعات الخاصة، في هذه الحالة نقصد AFL، قد قامت بالفعل بإنشاء شبكة فعلية لحسابها الخاص. وفي حالات أخرى، مثل حالة مؤسسة الحرية الثقافية، لعب مسئولوا حكومة الولايات المتحدة دوراً أكبر. وقد نشأت مؤسسة الحرية الثقافية فقط لأن مسئولوا الولايات المتحدة حولوا مجموعة من الأفكار التي وضعها بعض الأفراد المشتتين إلى خطة فعلية جاهزة للتنفيذ.
    أما المجال الثاني الذي كانت تقوم فيه حكومة الولايات المتحدة بالدعم فهو الجانب المالي حيث كان يتم تقديم التمويل بشكل عام من خلال المؤسسات التي تحافظ على مستوى معين من العلاقات بين الحكومة والمؤسسات التي كانت تقوم بتدعيمها. على الرغم من أن عدد قليل من الأفراد في المؤسسة على علم بدور حكومة الولايات المتحدة كمصدر للتمويل، إلا أنه لم يكن سراً. فمنذ فتح أرشيف الشيوعيين، وقد تم التأكد والتوثق من أن النظم الحاكمة في الجبهة السوفيتية كانت مدركة أن CIA كانت مشتركة في تمويل تلك المؤسسات. وبينما كانت بعض المؤسسات قادرة على زيادة التمويل الخاص من أجل الجهود التي تبذلها، لم تكن هذه الأموال كافية لدعم كل نشاطات الجماعة. فقد كان دعم حكومة الولايات المتحدة شيء جوهري من أجل إتاحة الفرصة لهذه المؤسسات لتتنافس في ميدان على مستوى التنافس مع المؤسسات التي في الجبهة الشيوعية التي كانت بالطبع يتم تمويلها بشكل جيد من قِبَل نظم حكم شيوعية.
    أما المجال الثالث الذي كانت تقدم من خلاله الولايات المتحدة دعمه فهو توجيه السياسة العامة. فعلى سبيل المثال، قد يقوم موظفي RL بكتابة دليل السياسة العامة ثم يقوموا بإرسالها لـ CIA ووزارة الخارجية من أجل التنسيق55. وفي أثناء الخمسينيات، قدمت جماعة داخل الوكالة تسمى اللجنة الخاصة بشئون البث الإذاعي إطار لعملية التنسيق هذه. وفي مذكرة عام 1958، وضعت اللجنة السياسات والعمليات التي يجب على RL أن تتبعها. وقد غطت المذكرة عدد واسع من المواضيع تضم أهداف
    برامج استعلامات الولايات المتحدة وتنظيم المحطات والطرق والأساليب العامة التي يجب أن تستخدم56. وفي حالات أخرى مثل حالة مؤسسة الحرية الثقافية، لعبت حكومة الولايات المتحدة دوراً صغيراً جداً في توجيه السياسة.
    أما الدور النهائي الذي قامت به حكومة الولايات المتحدة في بناء الشبكات كان عبارة عن تقديم المساعدات المباشرة المحدودة للمؤسسات. وقد كان يُقصَد من هذا في بعض الحالات تقديم موظفين لـ CIA يعملوا كمساعدين شخصيين لرؤساء المؤسسات التي تجعل الحكومة على علم تام بالنشاطات المستمرة للمؤسسات. وقد شملت الطرق الأخرى للمساعدات التي تقدمها حكومة الولايات المتحدة التأثير المباشر على تعيينات الموظفين الرئيسية. وقد قامت حكومة الولايات المتحدة بالتدقيق والموافقة على رؤساء كل المؤسسات الرئيسية مؤكدة أنه في معظم الأحوال كانت قادة هذه المؤسسات شخصيات خاصة جديرة بالاحترام ذات تاريخ مميز في الخدمة العامة.
    وعلى الرغم من أن الدور المباشر لحكومة الولايات المتحدة في بناء شبكة مقاومة للشيوعية كان ضرورياً، قد يكون من الأكثر أهمية إلقاء الضوء على الأمور التي تركت لقيادة المؤسسات الفردية. ولأن هؤلاء القادة كانوا أفراد موثوق بهم، فقد كانت لديهم مرونة في تطوير استراتيجيات وأساليب مناسبة تماما لمهامهم. وقد شجع هذا على تطوير مجموعة متنوعة كبيرة من الاستراتيجيات التي يتم احتياجها غالبا للمهام المختلفة لبناء الشبكات. باستثناء أعلى مستوى في القيادة، قامت المؤسسة بتوظيف إمكانيات موظفيها وقررت من الذي قد يشارك ومن الذي قد لا يشارك في النشاطات التي تقوم برعايتها. وقد أتاحت هذه المرونة السياسية للمؤسسات أن تعمل مع الأفراد والجماعات التي قد لا تكون مشتركة في النشاطات التي تدعمها حكومة الولايات المتحدة. وأخيراً، فقد قامت المؤسسة بإدارة شئونها اليومية. طبقا لما هو موجود في الوثائق التي تم الكشف عنها، تعتقد CIA أن مؤسسات بناء الشبكات كانت هي الأكثر فعالية حينما تم منحها الاستقلالية الكاملة57.




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  6. #16

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    النشاطات التي قامت بها بريطانيا في بناء الشبكات
    لم تكن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي اشتركت في نشاطات بناء الشبكات في بداية الحرب الباردة. ففي بداية عام 1948 أنشأت الحكومة البريطانية إدارة تقصي المعلومات (IRD)، وهي إدارة سرية تابعة لمكتب الشئون الخارجية، من أجل مراقبة الجهود الدعائية البريطانية في الحرب الباردة. وقد تم إرشاد IRD بالمبدأ القائل أن الشعوب في الدول المتحررة قد تعارض الشيوعية السوفيتية إذا فهمت الأوضاع الحقيقية للدول التي تخضع للنظام الشيوعي وأهداف وطرق الدعاية السوفيتية. ولفعل هذا، قامت IRD ببدء "العملية الدولية للترسيخ الواقعي" للحملات الدعائية المعارضة للسوفيت58.
    وقد قامت IRD بعمل استطلاع للنظم التي تتكون منها الجماعات المتعددة خارج وداخل بريطانيا على السواء من أجل التعرف على القادة الذين لهم رأي ويرغبون ومستعدون للتعاون مع الحكومة البريطانية في محاربة الشيوعية. وقد كانت IRD مهتمة بشكل خاص بالرموز الدينية وقادة الاتحادات والمفكرين والصحفيين. وقد تم تزويد أفراد من تلك الجماعات بشكل سري بمواد ذات مرجعية حول الشيوعية والحياة في الاتحاد السوفيتي من مصادر علنية ومن المخابرات البريطانية لتمكنهم من التحدث وهم على علم كامل بالموضوع. وقد استطاعت هذه الشخصيات البارزة غير الرسمية تعزيز الرسالة المقاومة للشيوعية بدون أن يظهر أنه يتم رعايتهم أو تدعيمهم من قبل الحكومة البريطانية.
    وقد قامت IRD أيضا بشراء حقوق النشر الأجنبية للكتب والمقالات التي اعتقدت أنها قد تكون مفيدة لا سيما في إعاقة انتشار الشيوعية. وقد كانت كتابات جورج أورويل أول من قامت IRD بتجنيدها وسمحت للمؤسسة بترجمة رواياته مزرعة الحيوانات و 1984إلى 18 لغة مختلفة تشمل اللغة الأوكرانية واللغة اللاتيفية واللغة الفنلندية. وقد أسست شبكة للصحفيين الأجنبيين والمحليين الراغبين والمستعدين لاستخدام المواد التي تنشرها IRD في قصصها. فعلى سبيل المثال، في عام 1949، قامت IRD بعمل سبق صحفي ضخم يتكون من ثلاث مراحل لعرض معسكرات العمال المستعبدين التابعة للسوفيت. أولا، قام وزير الحكومة بالإفصاح لمجلس العموم عن اكتشافه لمخطوطة توضح الأعمال التي تتم في المعسكرات السوفيتية التي تستعبد العمال. وقد حذرت IRD إدارة خدمات BBC الخارجية بوجود المستند من قبل إلقاء الوزير للبيان والإصدار التالي للوثيقة. أضف إلى ذلك أنه تم إعلام الأعضاء الصديقة للصحافة البريطانية والخارجية حول البيان مقدما حتى يتاح لهم فرصة إعداد أو اختلاق قصص للنشر. وقد تم تغطية القصة بشكل مكثف وتم نشر معلومات حول الأساليب التي يتم بها معاملة العمال السوفيتين في أكثر من 50 دولة وأذاعتها BBC بالعديد من اللغات.
    دروس مستفادة من تجربة الحرب الباردة
    مما تم مناقشته في المقدمة، نرى أن الولايات المتحدة تواجه عدد من التحديات في تشكيل شبكات ديمقراطية في العالم الإسلامي. وتعكس العديد من هذه التحديات تلك التحديات التي واجهوها صناع السياسة في بداية الحرب الباردة. وفي هذا الفصل، سوف نقوم باختصار بتحليل كيف تعامل صناع السياسة في عصر الحرب الباردة مع بعض من هذه التحديات.
    هل كان يجب أن تكون الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة في بناء الشبكات جهود هجومية ودفاعية؟ في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات جرى جدال بين الولايات المتحدة وصناع السياسة البريطانيين حول ما إذا كان يجب اتباع استراتيجية هجومية أو دفاعية عند مواجهة الاتحاد السوفيتي أم لا. وقد تركزت الاستراتيجية الدفاعية على "مواصلة" تهديد السوفيت عن طريق دعم القوى الديمقراطية في أوروبا الغربية (ثم مؤخرا في أمريكا اللاتينية وآسيا والشرق الأوسط) لضمان تمكنهم من مقاومة ضغط القوى الشيوعية. وقد دافع آخرون عن الاستراتيجية الهجومية المعروفة بكل من "التحرير" و"الإرجاع". وقد تركزت سياسة التحرير على تدمير القاعدة الشيوعية في أوروبا الشرقية وبالتالي داخل الاتحاد السوفيتي نفسه. كما أن الجهود المبذولة في بناء الشبكات طبقاً لهذه الاستراتيجية تركزت على تقديم المساعدات السرية والعلنية للجماعات الموجودة في داخل أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي التي اشتركت بشكل فعال في محاولات للإطاحة بالحكومات الشيوعية.
    وفي معظم الأحيان، سادت الاستراتيجية الدفاعية للاحتواء في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا للعديد من الأسباب:
    أولاً، بعد فشل الجهود المبذولة من أجل دعم جماعات المقاومة في الجبهة السوفيتية، استنتج صناع السياسة أن قدرتهم على التأثير في الديناميكيات الداخلية للمجتمعات الشيوعية كانت محدودة إلى حد كبير. فقد استطاعت فقط حكومات وشعوب الدول الشيوعية، وليست القوى الخارجية، الإطاحة بالإدارة الشيوعية في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي.




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  7. #17

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    ثانيا، قد ينتج عن أي اتحاد فعال بين الغرب والجماعات داخل الجبهة الشيوعية اضطهاد عنيف لتلك الجماعات. ثالثا، أدى تعزيز الشبكات الديمقراطية في أوروبا الغربية إلى تعزيز المجتمع هناك وأنشأ قنوات لإبطال تدفق الأفكار- بدلا من الأفكار الشيوعية المتدفقة في أوروبا الغربية عن طريق الاتحاد السوفيتي والمنظمات الموالية له. وقد استطاعت الأفكار الديمقراطية أن تتسرب من وراء "الستار الحديدي" عن طريق الشبكات المنشأة حديثا.
    كيف نحافظ على مصداقية الجماعات التي تتلقى دعم من الخارج؟ إن القلق من أن دعم الولايات المتحدة قد يكذب أو يشكك في مصداقية المؤسسات الديمقراطية كان أساسيا أثناء الحرب الباردة كما هو اليوم. وقد حاول صناع السياسة في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات أن يتجنبوا هذا الشرك وذلك عن طريق الحفاظ على سرية الدعم الذي يقوموا بتقديمه. ولذلك قامت الولايات المتحدة بتمويل المؤسسات من خلال مؤسسات وقفية منها ما هو حقيقي ومنها ما هو غير حقيقي. وفي البداية كان عدد محدود من الأفراد هم من يعرفوا الدعم السري للمؤسسات الديمقراطية الجديدة وبذلك تجنبوا النتائج السلبية غير المباشرة الناتجة عن دعم الولايات المتحدة لفترة من الوقت. لكن لأن هذه هي دائما القضية، تم الكشف عن الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لتلك المؤسسات. وبمجرد حدوث ذلك تم توضيح مصداقية هذه المؤسسات وتم الكشف عن الكثير بعد ذلك.
    وقد تم الحفاظ على مصداقية المؤسسات بشكل أحسن عن طريق تقديم درجة من التباعد الفعلي بين الجماعات وحكومة الولايات المتحدة، على سبيل المثال عن طريق دعم جهود المؤسسات الغير حكومية والمؤسسات الخاصة التي لها علاقات وطيدة في الدول التي تعمل بها. وقد كانت الطريقة الأخرى التي تؤثر بشكل هادئ على المؤسسات عند الحفاظ على مصداقيتها هي التي تتم عن طريق تعيين رموز وشخصيات عامة مشهورة كقادة للحركة. حيث أن شهرة هؤلاء القادة قد منحت الجماعات درجة من المصداقية ساعدتهم على التغلب على أي قلق بشأن العلاقات المحتملة مع حكومة الولايات المتحدة.
    أخيرا، من المهم أن نلاحظ أن العديد من الأفراد والمؤسسات كانت سعيدة بقبول التمويل القادم من حكومة الولايات المتحدة.
    فهم قد فهموا تماما أن الخطر الشخصي والسياسي قد أتى من قبول الدعم الخارجي. مع ذلك فقد آمنوا بقضيتهم وأرادوا استغلال كل ميزة أتيحت لهم.
    ما هو مدى نطاق التحالف؟ في بداية الحرب الباردة واجهت الولايات المتحدة معضلة في وضع نطاق لتحالفاتها المقاومة للشيوعية. فمن جانب، سعت حكومة الولايات المتحدة لتشكيل تحالف واسع النطاق عبر النطاق السياسي من أجل إظهار الميل المحدود للشيوعية. ومن جانب آخر، أرادت أن تحد من دعمها للجماعات التي تلتزم بمجموعة من المبادئ الرئيسية التي يمكن تلخيصها في قبول القيم الديمقراطية الليبرالية بما في ذلك الحقوق الفردية والسياسية الرئيسية.
    وقد استنتج واضعي جهود بناء الشبكات في الغرب أنه طالما أن الأفراد والجماعات قبلوا هذه المبادئ، فسيتم الترحيب بهم في الصراع ضد الشيوعية بغض النظر عن وضعهم في المجال أو النطاق السياسي. وقد تم السماح (والتشجيع) للمؤسسات التي تلقت دعم مالي من حكومة الولايات المتحدة بعدم الاتفاق مع سياسات الولايات المتحدة. وقد اعتقد الكثير في حكومة الولايات المتحدة أن مصداقية واستقلالية هذه المؤسسات، لا سيما هؤلاء الأفراد والجماعات الذين هم على يسار النطاق السياسي، تم تعزيزها بتعبيرهم عن عدم التوافق الحقيقي مع سياسات الولايات المتحدة. وقد اعتقدت مؤسسة الحرية الثقافية و REF و RL جميعهم أن النقد الأكثر فعالية لنظام الحكم السوفيتي لم يأتي من اليمين كما كان متوقع لكنه قد أتى من اليسار غير الشيوعي بما في ذلك الأفراد الذين استقلوا حديثا عن الحزب الشيوعي. وقد نقل رئيس RL هذه الحكمة لموظفيه، وهي تقول: "إن الجناح الأيسر لكريملن هو أشد عاصفة"59.
    هل كان يجب على الولايات المتحدة أن تصبح مشتركة في القضايا الأيديولوجية الداخلية؟ غالبا ما كان الشيوعيون يثيروا جدالات حول المعنى الحقيقي للماركسية لأنها تتعلق بالسياسة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وغالبا ما كانت تلقي هذه الجدالات الضوء على الصراع القائم بين الإصلاحيين الذين أرادوا صنع بدائل للنموذج الاجتماعي والاقتصادي لـ ستالين والمتعصبين الذين عارضوا الإصلاح. فمن المنظور الغربي كان الإصلاحيون مفضلون بشكل أكبر من المتعصبين. ومع ذلك، كان من غير الواضح مدى التشجيع الذي كان يجب على الغرب تقديمه
    للإصلاحيين الذين على الرغم من جهودهم في الإصلاح أرادوا في نهاية الأمر الحفاظ على النظام الشيوعي.
    على الرغم من عدم وجود اتفاق واضح على هذه القضية، فقد تم تطبيق قواعد قليلة بوجه عام. فقد كان يتم استحسان الإصلاحات التي حسنت من حياة السكان. ومع ذلك تبع هذا الاستحسان بيان يؤكد أن هذه الإصلاحات لم تنجح نجاحا كافيا في تصحيح وحل المشكلة التي نشأت بسبب طبيعة المذهب الشيوعي. وبوجه عام، حاولت الجماعات الغربية أن لا تشترك في تفسير الأيديولوجية الماركسية حيث أن الاشتراك في تفسير الأيديولوجية الماركسية يستهلك وفتا ويأخذك بعيداً عن المهمة الرئيسية وهي إلقاء الضوء على الفروق الرئيسية بين المجتمعات الحرة والمجتمعات الشمولية.
    وعلى الرغم من ذلك فقد كان الدين يمثل جزءاً كبير جدا من الخطاب الغربي. حيث تم بذل جهود مكثفة لشرح دور الدين في المجتمع الحر وأن الشعوب الغربية كانت حرة في أن يتعبدوا بأي طريقة يختاروها وقد شمل ذلك حريتهم في أن لا يعبدوا أي إله على الإطلاق. وقد تم أيضا دراسة أهمية الدين في الرد على الأسئلة الأخلاقية حيث قامت البرامج الدينية التي تبثها كل من RFE وRL كل يوم أحد بمناقشة القضايا التي تواجه الناس في حياتهم اليومية.
    لماذا تكللت هذه الجهود بالنجاح؟
    تعتبر النشاطات التي قامت بها الولايات المتحدة والغرب في بناء الشبكات الآن أحد الأسباب الرئيسية لانتصار الغرب في الحرب الباردة. ويرجع السبب في نجاح تلك الجهود بشكل متسع إلى عوامل عديدة. أولاً، كان تطور الشبكات الديمقراطية مرتبط بشكل كبير بالاستراتيجية الرئيسية التي شملت كل سمات القوى القومية للحرب بما في ذلك المكونات السياسية والاقتصادية والمعلوماتية والدبلوماسية. ثانياً، تم ضم الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة في بناء الشبكات مع جهود الحركات والمؤسسات التي كانت موجودة بالفعل في أوروبا الغربية. وقد كانت مساعدة الحكومة عامل حيوي في رعاية هذه الحركة على الرغم من أنه يجب اتخاذ الرعاية الكاملة حتى لا يتم حجب نتائجها عن الأنظار.
    وعلاوة على ذلك، كان هناك اتفاق سياسي شامل داخل الولايات المتحدة وبعض الدول الحليفة لها، ولاسيما بريطانيا العظمى، على الحاجة لمحاربة الشيوعية في كل مظاهرها السياسية والأيديولوجية وكذلك العسكرية.
    وقد استمر هذا الاتفاق تقريبا لمدة 20 عاما مما أتاح مواصلة الدعم السري والعلني من أجل تحقيق جهود بناء الشبكات بدون تدخل سياسي محلي. وكان هذا على الرغم من حقيقة أن العديد من الصحفيين ورجال القانون والمفكرين كانوا على علم تام بالتمويلات السرية لبعض من تلك البرامج.
    وأخيراً، خططت حكومة الولايات المتحدة لتحقيق توازن يسمح للجماعات التي تقوم بدعمها بمستوى عالي من الاستقلالية مع ضمان أن نشاطاتها تتقارب مع أهداف الاستراتيجية التي تنتهجها الولايات المتحدة على الأمد الطويل. فهذه الجهود المرنة والإبداعية والصادقة قد لا تكون ممكنة تحت الإشراف المتواصل لحكومة الولايات المتحدة.




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  8. #18

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    تابع المشاركة السابقة (الهوامش)

    1 ديفيد ماك كولوف ، ترومان ، نيويورك: سيمون وتشستر ، 1992 ، صـ 546 .

    2 مذكرات جورج كينان: 1925-1950 ، بوسطن: ليتل ، براون 1967 ، صفحات من 319-320 .

    3 ويلسون ميسكامبل ، جورج إف كينان وصنع السياسة الخارجية الأمريكية 1947- 1950 ، برينستون ، إن جيه: صحافة جامعة برينستون ، 1992 ، صـ 50 .

    4 ارجع إلى ما كتبه والتر إل هيكسون تحت عنوان "جورج إف كينان: محطم معتقدات الحرب الباردة" نيويورك: صحافة جامعة كولومبيا ، 1989 ، صـ 56 .

    5 ارجع إلى ما كتبه جريجوري ميتروفيتش تحت عنوان "تقويض كرملين: الاستراتيجية الأمريكية لإفساد الجبهة السوفيتية 1947- 1956" ، إيثاكا ، نيويورك: صحافة جماعة كورنيل ، 2000 ، صـ 17 .

    6 راجع ما كتبه إيدوارد بي ليلي تحت عنوان "تطوير العمليات السيكولوجية الأمريكية ، 1945-1951" 19 ديسمبر 1951 ، مجلد 22 ، صـ 35 ،و سجلات مجلس الاستراتيجية السيكولوجية ، ومكتبة هاري إس ترومان .

    7 ميتروفيتش 2000 ، صـ 18 .

    8 هيئة التخطيط السياسي في مجلس الأمن القومي ، "الحرب السياسية المنظمة" ، 4 مايو 1948 ، مجموعة السجلات 273 ، سجلات مجلس الأمن القومي 10/2 . الأرشيف القومي وإدارة السجلات .

    9 هيئة التخطيط السياسي ، 1948

    10 هيئة التخطيط السياسي ، 1948

    11 ارجع إلى ما اكتبه بيتر جروس تحت عنوان "التراجع عن العمليات: الحرب الأمريكية السرية خلف "الستار الحديدي"" ، بوستون ، هاوتون ميفلين ، 2000 ، صـ 98 .

    12جروس ، 2000 ، صفحات من 164- 168 .

    13 هيئة التخطيط السياسي ، 1948

    14 هيئة التخطيط السياسي ، 1948

    15 هيئة التخطيط السياسي ، 1948

    16مجلس الأمن القومي ، "قرار مجلس الأمن القومي بشأن مكتب المخططات الخاصة" 10/2 ، 18 يونيو 1948 ، مجموعة السجلات 273 ، سجلات مجلس الأمن القومي ، NSC 10/2 ، الأرشيفات القومية وإدارة السجلات .

    17ارجع إلى ما كتبه إيفان توماس تحت عنوان "أفضل الرجال ، أربعة هم من تجرؤا: السنوات الأولى لـ "CIA ، نيويورك: سيمون وتشستر ، 1995 ، الصفحات من 29-30 . في السنوات الأخيرة ، أصبح كينان هو أهم النقاد للسياسة الخارجية للولايات المتحدة ومحتجا بأن مفهومه الرئيسي للاحتواء قد تم إفساده بالتحول نحو إضفاء الصفة العسكرية على الصراع وتقوية دول أوروبا ليصبحوا حلفاء عسكريين" . ومع ذلك ، فقد واصل كينان في نفس الوقت وفي أبحاثه الخاصة دعم نشاطات الحرب السياسية الذي ساعد هو على إطلاقها حيث يرى أنها أداة قيمة في الصراع الأيديولوجي للولايات المتحدة مع الاتحاد السوفيتي .

    18 ارجع إلى المقال الذي كتبه توم برادن تحت عنوان "أنا سعيد بعدم أخلاقية CIA" ، مجلة Saturday Evening Post ، 20 مايو 1967 .

    19ارجع إلى ما كتبه بيتر كولمان تحت عنوان "المؤامرة التحررية": مؤتمر التحرير الثقافي والصراع من أجل عقلية أوروبا ما بعد الحرب" ، نيو يورك: الصحافة الحرة 1989 .

    20ارجع إلى ما كتبه دبليو سكوت لوكاس تحت عنوان "ما وراء الحرية وما وراء السيطرة: أساليب في الشبكات الخاصة بالدول والأساليب الحضارية في الحرب الباردة" ، المخابرات والأمن القومي ، الجزء 18 رقم 2 صيف 2003 الصفحات من 53-72 .

    21 ارجع إلى ما كتبه آرك بودينجتون تحت عنوان "إعلان الحرية: انتصار RFE وRL في الحرب الباردة" ، ليكسنجتون ، كنتاكي: طبعة جامعة كنتاكي ، 2000 ، صـ 12 .

    22بودينجتون ، 2000 ، صـ12

    23تعتبر المجتمعات البلطيقية أحد أمثلة هذه اللجان القومية ، ارجع إلى "مذكرة تأسيس اللجان البلطيقية" بتاريخ 29 نوفمبر 1955 ، مجلد 154 ، اللجان البلطيقية ، أرشيف مؤسسة RFE و RL ، أرشيفات معهد هوفر .

    24"مقتطف من محضر اجتماعات الجمعية الخاصة لمجلس إدارة NCFE" بتاريخ 4أغسطس 1949 ، مجلد 286 ، سياسة مؤسسة RFE 1950-01956 أرشيف مؤسسة RFE و RL ، أرشيفات معهد هوفر .

    25ارجع إلى ما كتبه مارتن جيه ميدهارست تحت عنوان "أيزنهاور والحرب الصليبية من أجل التحرير: المصادر البلاغية لحملة الحرب الباردة" ، فصلية الدراسات الرئاسية ، العدد 27 ، نهاية 1997 ، صـ 649 .

    26ميدهرست ، 1997

    27 بودينجتون 2000 ، صـ 22 .

    28 ارجع إلى ما كتبه جين سوزين تحت عنوان:"شرارات الحرية: مذكرات الدخيل على إذاعة صوت الحرية ، ميدان الجامعة ، صحافة جامعة ولاية بينسلفانيا ، 1999 ، صـ 152" .

    29جون بي سي ماثيوس ، "خطة مارشال الغربية السرية من أجل الرأي"الصحيفة الدولية للمخابرات والمخابرات المضادة" ، الجزء 16 ، رقم 3 ، يوليو- سبتمبر 2003 .

    30ماثيوس 2003 .

    31ماثيوس 2003 .

    32ماثيوس 2003 .

    33كولمان ، 1989 ، صـ 5

    34راجع ما كتبه ميشي وارنر تحت عنوان "مصادر مؤسسة الحرية الثقافية 1949-1950" دراسات في المخابرات ، الجزء 38 ، رقم 5 ، 1995 .

    35 إرجع إلى ما كتبه جايلز سكوت سميث تحت عنوان "العدوان السياسي الديمقراطي المتطرف: ميلفن جيه لاسكي ، صحيفة دير مونات ومؤسسة الحرية الثقافية" صحيفة التاريخ المعاصر ، الجزء 35 ، رقم 2 ، 2000 صفحات من 263- 280 .

    36وارنر 1995 ، سكوت سميث 2000

    37كولمان 1989 ، صفحة 31 .

    38ارجع إلى ما كتبه جايلز سكوت سميث تحت عنوان "مؤسسة الحرية الثقافية ، نهاية الأيديولوجية ومؤتمر ميلان لعام 1955: تعريف ومعايير الخطاب" ، صحيفة التاريخ المعاصر ، الجزء 37 ، رقم 3 ، لعام 2002 ، الصفحات من 437- 455 .

    39كولمان ، 1989 ، صفحة 244 .

    40وارنر ، 1995

    41ارجع إلى ما كتبه أنتوني كاريو تحت عنوان "وضع العمال طبقا لخطة مارشال: سياسة الانتاجية وتسويق علوم الإدارة ، ديترويت ، ميك: صحافة جامعة ولاية واين " ، 1987 .

    42 ارجع إلى ما كتبه أنتوني كاريو تحت عنوان "حركة العمال الأمريكية في فيزلاند: لجنة اتحاد التجارة الحرة و CIA" ، مجلة Labor History "تاريخ العمال" ، الجزء 39 ، رقم 4 ، فبراير 1998 .

    43إرجع ما كتبه سكوت لوكاس تحت عنوان "الحرب من أجل الحرية: الحملة الصليبية الأمريكية ضد الاتحاد السوفيتي" نيويورك ، صحافة جامعة نيويورك ، 1999 ، صـ 46

    44كاريو ، 1998 .

    45اندمجت كل من AFL و CIO بشكل رسمي في AFL-CIO في عام 1995 .

    46راجع ما كتبه أنتوني كاريو تحت عنوان "سياسة الإنتاجية وسياسة مقاومة الشيوعية: دور الاتحادات الأوروبية والأمريكية في الحرب الباردة" ، المخابرات والأمن القومي ، الجزء 18 ، رقم 2 ، صيف 2003 ، الصفحات من 73-91 .

    47كاريو ، 2003

    48كاريو ، 1998

    49راجع ما كتبه ميشيل وارنر تحت عنوان "التجسس المعقد: علاقات CIA بالليبراليين المعارضين للشيوعية 1949- 1967" ، الصحيفة الدولية للمخابرات والمخابرات المضادة ، العدد 9 ، رقم 4 ، شتاء 1996/1997 ، صـ 425 .

    50إرجع إلى ما كتبه جويل كوتيك تحت عنوان "منظمات الشباب كساحة للقتال في الحرب الباردة" ، المخابرات والأمن القومي ، العدد 18 ، رقم 2 ، صيف 2003 ، الصفحات من 168- 191 .

    51كوتيك ، 2003 .

    52ارجع إلى ما كتبه كارين باجيت تحت عنوان "من ستوكهولم إلى لندن: الدور الذي تلعبه CIA في تكوين مؤتمرات طلابية دولية" ، المخابرات والأمن القومي ، العدد 18 ، رقم 2 ، صيف 2003 ، الصفحات من 134- 167 .

    53 كوتيك ، 2003 .

    54ارجع إلى ما كتبه سول ستيرن تحت عنوان "تقرير مختصر عن السياسات الطلابية الدولية والحرب الباردة بتلميح خاص إلى NSA و CIA . . . . .إلخ" صحيفة رامبارتس (Ramparts) ، العدد 5 ، رقم 9 ، مارس 1967 ، الصفحات من 29- 38 .

    55مأخوذة من المقابلات التي أجراها المؤلف مع الأعضاء الموظفين السابقين جين سوسين (قام بإجراء مقابلة معه في منزله في ويست تشستر ، نيويورك ، في أبريل 2005) و جيم كريتشلو (قام بإجراء حوار تليفوني معه من خلال التليفون في يوليو 2005) وروس جونسون (قام بإجراء لقاء معه في المقر الرئيسي لمؤسسة REF/RL في يونيو 2005) .

    56"سياسة البث الإذاعي الرمادي تجاه الاتحاد السوفيتي" ، 1 مايو 1958 . ملاحق مضافة لمذكرة مرسلة إلى الرئيس من مدير المخابرات المركزية ، تم الكشف عنها من أجل مؤتمر حول تأثير البث الإذاعي للحرب الباردة ، ستانفورد ، كاليفورنيا ، من 13-15 اكتوبر 2004 ، Document Reader .

    57راجع ما كتبه كورد ماير تحت عنوان "من ترأس IOD التابعة لـ CIA من عام 1954 حتى بداية السبعينيات" مقال مكتوب حول علاقة عدم التدخل بين CIA والمؤسسات التي قامت بتمويل كتاب له تحت عنوان "مواجهة الواقع: من الحكومة الفيدرالية الدولية إلى CIA . لم تظهر أي وثائق أو تسجيل للقاءات التعارض مع توصيفه لهذه العلاقات منذ أن نشر ماير كتابه في عام 1980" . كتاب كورد ماير تحت عنوان "مواجهة الواقع: من الحكومة الفيدرالية الدولية إلى CIA" ، نيويورك: هاربر و رو ، 1980 .

    58ارجع إلى ما كتبه رالف موراي تحت عنوان "تقرير حول تطور عمل IRD" ، مذكرة مقدمة إلى كريستوفر وارنر بتاريخ 21 مارس لعام 1950 . مكتب الشئون الخارجية ، تقرير لتطور الأعمال تحت رقم 359/1110 5/110 ، مكتب السجلات العامة ، المملكة المتحدة .

    59لقاء للسيد لويل شوارتز مع جين سوسين في أبريل 2005 .




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  9. #19

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    الفصل الثالث:أوجه المقارنة بين الحرب الباردة وتحديات العالم الإسلامي اليوم
    توجد ثلاث تشابهات متسعة بارزة بين بيئة الحرب الباردة والتحديات التي تواجهها الولايات المتحدة والغرب في العالم الإسلامي في هذه الأيام .
    أولاً ، أثناء أواخر الأربعينيات ، كانت الولايات المتحدة تواجه بيئة جغرافية سياسية مشوشة مصحوبة بتهديدات أمنية جديدة . وفي الأربعينيات ، كان التهديد قادم من جهة الاتحاد السوفيتي وقد زاد الأمر تعقيداً أنه كان مصحوبا باحتمالات هجوم مدمر بالأسلحة النووية . فقد كان الاتحاد السوفيتي ، الذي كان يدعم كما أنه كان يتلقى دعما من دول عميلة وحركات دولية حافزها الرئيسي هو الأيديولوجية العدائية ، هو القوى العظمى التي هاجمت الديمقراطية الغربية من خلال الطرق السرية والعلنية . واليوم تواجه الولايات المتحدة وحلفاؤها تهديد من حركة الجهاد العالمية التي لها دوافع أيديولوجية والتي تهاجم بأعمال إرهابية وتسعى للانقلاب على النظام العالمي .
    ثانيا: ويكمن وجه الشبه الآخر في خلق بيريوقراطيات حكومية جديدة ضخمة لمواجهة هذه التهديدات . فقد تم تأسيس كل من وزارة الدفاع و NSC و CIA في عام 1947 لأن الولايات المتحدة كانت تعد نفسها للدور الجديد الذي ستقوم به كقائدة للمعسكر الغربي . وفي عام 2002 ، تم إنشاء وزارة الأمن القومي لمواجهة التهديدات التي تتلقاها الولايات المتحدة من الإرهابيين الدوليين . كما أنه تم إطلاق برامج جديدة مثل مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط (اللجنة القومية لأوربا المتحررة . ) لتشكيل بيئة لها في الشرق الأوسط . وقد كان هناك أيضا اعتراف بالحاجة لإعادة توجيه مؤسسة مخابرات الولايات المتحدة لتواجه بشكل أكثر فعالية هذه التهديدات الجديدة ، ففي عام 2004 وافق الكونجرس على إعادة التنظيم الضخم لمؤسسة المخابرات القومية منذ بداية CIA .
    ثالثا: وأخيراً ، وهو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لهذا المخطط أثناء بداية الحرب الباردة أنه كان هناك وعي بأن الولايات المتحدة وحلفاؤها كانو مشتركين في الصراع الأيديولوجي بين الديمقراطية الليبرالية والشيوعية . وقد فهم صناع السياسة أن هذا الصراع الأيديولوجي قد يتم تفنيده من خلال الأبعاد النفسية والعسكرية والاقتصادية والدبلوماسية . وهذه كانت معركة تمس قلوب وعقول العديد من المستمعين . وقد كان من بين الأشياء المهمة الاجماع على رأي عام خلف الستار الحديدي وفي أوروبا الغربية . واليوم وبعد أن تم الاعتراف بذلك من قبل وزراة الدفاع في مجلة وزارة الدفاع التي تصدر كل أربع سنوات ، تكون الولايات المتحدة مشتركة في حرب "هي حرب أسلحة وحرب أفكار في نفس الوقت" وهي الحرب التي سوف يتم فيها تحقيق النصر النهائي فقط "عندما يتم رفض أيديولوجيات المتطرفين في عيون شعوبهم والمدعمين لهم"1 .
    بالطبع ومع وجود كل التشابهات الجزئية التاريخية من المهم ملاحظة الفروق الرئيسية وأوجه التشابه بين الماضي والحاضر . إن الاتحاد السوفيتي ، لأنه عبارة عن دولة قومية ، كان له مصالح قومية يجب حمايتها وحدود جغرافية محددة وهيكل حكومي واضح . وهذا يعني أنه كان من الممكن أن يتم إرعاب الاتحاد السوفيتي من أفعال محددة مثل الهجوم على الولايات المتحدة أو حلفاؤها من خلال التهديد بالانتقام العسكري ضد قيادتها وشعبها وعسكريتها . وقد كان من الممكن أيضا التفاوض مع السوفيتين حيث أن الاتحاد السوفيتي قد تصرف ، على الأقل في السنوات الأخيرة مثل أي دولة قومية أخرى حيث كان يسعى إلى تعظيم قوته ومركزه على المستوى الدولي .
    وفي حربها العالمية ضد الإرهاب ، تواجه الولايات المتحدة نوع آخر مختلف جداً من الأعداء: ممثلين دوليين مبهمين غير خاضعين للطرق التقليدية من الإرهاب . ولأنهم لم يستطيعوا السيطرة على المنطقة (على الرغم من أن البعض كان قادر على إيجاد ملجأ خارج نطاق سيطرة الدولة) ، فقد بات غير واضحا ما هي الأهداف ، إذا وجدت ، التي من الممكن أن تكثل خطرا عند رد الهجوم . إن الأهداف الاستراتيجية لخصومنا الحاليين غير واضحة في الغالب وترفض مبادئ النظام الدولي .
    ويلخص الجدول 3-1 الفروق الرئيسية بين بيئة الحرب الباردة والبيئة في العالم الإسلامي اليوم .
    ويتعلق الفرق الأول الذي تم إلقاء الضوء عليه في الجدول 3-1 بدور المجتمع المدني . فمن الناحية التاريخية ، كانت مؤسسات المجتمع المدني قوية جداً في أوروبا الغربية ، فأثناء الحرب الباردة كانت الولايات المتحدة تمتلك مؤسسة وقفية تبني عليها الشبكات الديمقراطية . أما في العالم الإسلامي- ولا سيما في الشرق الأوسط- تسعى مؤسسات المجتمع المدني في عملية التطوير مما يجعل من مهمة بناء الشبكات الديمقراطية شيء أكثر صعوبة .
    وقد كانت الروابط الفكرية والتاريخية بالطبع أقوى بين أوروبا والولايات المتحدة . فلقد كانت جذور الثقافة السياسية الأمريكية منبعها في الغرب ومن خلال التطوير المؤسسي والقانوني البريطاني وفي أفكار التطوير . وقد سهلت هذه التجارب والقيم المشتركة من اشتراك الولايات المتحدة في حرب الأفكار . فبينما تعمقت جذور الأفكار الليبرالية الغربية في بعض الدول وبين بعض القطاعات في العالم الإسلامي- ومن المحتمل أكثر مما تم تقييمه بشكل عام- إلا أن الفارق التاريخي والثقافي بين الولايات المتحدة والدول المشاركة لها من المسلمين المعتدلين أكبر من الفارق الذي بين الولايات المتحدة وأوروبا أثناء الحرب الباردة .




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  10. #20

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    الحرب الباردة (المعسكر الشيوعي قديما)
    الشرق الأوسط (حاليا)
    وجه مقارنة 1: دور المجتمع المدني:
    الحرب الباردة: قوي من الناحية التاريخية
    الشرق الأوسط: غير قوي من الناحية التاريخية لكنه في تطور
    وجه مقارنة 2: العلاقة بين الولايات المتحدة والمجتمع المستهدف:
    الحرب الباردة: عداء صريح بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. ويتم تفضيل المجتمعات الغربية. وينظر إلى الولايات المتحدة على أنها محررة في أوروبا الغربية .
    الشرق الأوسط: ينظر شركاء الأمن بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط إلى تشجيع ديمقراطية الولايات المتحدة وبناء الشبكات المعتدلة على أنها غير مستقرة . ولا ينظر إلى الولايات المتحدة إلى أنها دولة ستقوم بالتحرير .
    وجه مقارنة 3: الروابط الفكرية والتاريخية مع الولايات المتحدة:
    الحرب الباردة: قوية
    الشرق الأوسط: ضعيفة
    وجه مقارنة 4: أيديولوجية العداء (طبيعة الأفكار العدائية)
    الحرب الباردة: دنيوية
    الشرق الأوسط: دينية
    وجه مقارنة 5: طبيعة الشبكات المعارضة
    الحرب الباردة: يتم التحكم فيها مركزيا
    الشرق الأوسط: ضعيفة أو غير متحكم بها مركزيا .
    وجه مقارنة 6: التحديات السياسية
    الحرب الباردة: أقل تعقيدا
    الشرق الأوسط: أكثر تعقيدا


    كما أن بيئة تبادل ونقل المعلومات اليوم صعبة جداً . ففي أثناء الحرب الباردة ، كان الإعلام يتكون من عدد محدود من الصحف والمجلات ومحطات الإذاعة والتليفزيون . فعلى العكس مما كان أثناء الحرب الباردة ، فبينما كانت المعارضة الرئيسية ، لا سميا في أوروبا الغربية ، كانت تنقل معلومات حقيقية كان يتم حظرها من قبل حكومات مستبدة وشمولية ، تواجه المعارضة اليوم رسالة بتكاثر وسائل الإعلام التي تشجع وتعلن شرعية وجهات النظر العالمية للمتطرفين والمتعصبين .
    ومع ذلك وحسبما أشار أحد مراجعينا لا تعوق هذه الفروق والصعوبات الأعمال المفيدة في هذه المنطقة . إن العالم الإسلامي في حاجة ملحة لممارسة عادات مراجعة الذات وانعكاس الذات والنقد الذاتي والتي تتطلب كلها الحصول بشكل موثوق به على المعلومات الحقيقية وتقييمها . وللتأثير على البيئة الفكرية في العالم الإسلامي ، فإن هذا الهدف أمر معقد وقد يتطلب أسلوب معقد لكنه على عكس الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة . وعلى نحو مماثل ، عن طريق تقديم خطة للنقاش ، كانت الولايات المتحدة قادرة على إظهار أنه كان هناك وجهات نظر محددة كانت "قابلة للنقاش" . والمشكلة ليست في أن هذه الأشياء لا يمكن فعلها مرة ثانية لكن أنه لا يمكن محاولة فعلها2 .
    إن البيئة الفعالة اليوم خطيرة جداً بشكل مختلف تماما عما كانت عليه أثناء الحرب الباردة . فقد كان أعضاء الشبكات الديمقراطية ، لا سيما المنشقين منهم عن الجبهة الشيوعية ، مستهدفين من قِبَل وكالات الاستخبارات الشيوعية . ومع ذلك فقد كان السوفيتين محظورين نوعا ما من استهداف الأفراد التي تعمل بشكل مباشر مع الولايات المتحدة أو موظفي الولايات المتحدة بسبب إمكانية الانتقام من عملائهم السريين . الآن يعمل الإرهابيون بعيدا عن أي مبادئ أو حدود وبينوا استعداد ورغبة قوية في استهداف أي فرد أو مؤسسة يعتبروها من ضمن الأعداء .
    والاختلاف الرئيسي الآخر هو مدى تعقيد الاختيارات السياسية التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم . ففي أثناء الحرب الباردة ، كانت الاختيارات السياسية أمام الولايات المتحدة محددة وواضحة المعالم- حيث دافعت الولايات المتحدة عن الدول الصديقة لها وعارضت الاتحاد السوفيتي وحلفاؤه . أما في العالم الإسلامي اليوم ، فإن الاختيارات أكثر تعقيدا بحيث تركز النقد الشديد للولايات المتحدة على علاقات الولايات المتحدة بالنظم الحاكمة المستبدة . والمشكلة التي وقعت فيها سياسة الولايات المتحدة هو أن تشجيع الديمقراطية قد يقوض ويضعف الحكومات التي تعتبر جزء من هيكل الأمن الحالي الذي تدعمه الولايات المتحدة في المنطقة .


    1وزارة الدفاع الأمريكية ، تقرير مجلة وزارة الدفاع الذي يصدر كل أربع سنوات ، 6 فبراير 2006 ، الصفحات من 21-22 .

    2هيليد فرادكين ، مراجعة التقرير ، أكتوبر 2006




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

 

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سارة الأمريكية مسلمة بعد دراسة 12 ديانة
    بواسطة جمال المر في المنتدى المسلمون الجدد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 2011-05-14, 11:39 AM
  2. الاقتصاد التركي.. نموذج رائد للعالم الإسلامي
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى الحوار العام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 2010-11-20, 07:49 AM
  3. الرد الخطير على ارضاع الكبير
    بواسطة ابوالسعودمحمود في المنتدى كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-09-20, 04:08 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML