تمهيد
إن الصراع الموجود حالياً في معظم أنحاء العالم الإسلامي عبارة عن حرب للأفكار . وسوف تحدد نتائج هذه الحروب التوجهات المستقبلية للعالم الإسلامي وما إذا كان خطر المجاهدين الإرهابيين سوف يستمر مع عودة بعض المجتمعات الإسلامية إلى أبعد أنماط التعصب والعنف . وهذه الحرب لها تأثير عميق على أمن الدول الغربية. وعلى الرغم من أن الإسلاميين المتطرفين يعتبرون قلة في كل مكان إلا أنهم يحظون بالتفوق في العديد من المناطق . ويكمن السبب وراء ذلك بدرجة كبيرة إلى أنهم قاموا بتطوير شبكات شاملة تغطي العالم الإسلامي وتتجاوزه في بعض الأحيان إلى المجتمعات الإسلامية في أمريكا الشمالية وأوروبا . أما المسلمون المعتدلون والليبراليون ، رغم أنهم أكثرية في العالم الإسلامي ، فإنهم لم يُنشئوا شبكات مماثلة. ويمكن لشبكات ومؤسسات المسلمين المعتدلين أن تعمل على توفير منبر لتقوية رسالة المعتدلين إضافة إلى كونها تشكل قدراً من الحماية ضد العنف والإرهاب .
وعلى الرغم من ذلك نجد أن المعتدلين ليس لديهم الموارد اللازمة لإنشاء تلك الشبكات بأنفسهم حيث أنها قد تتطلب مساعدات خارجية . ومع خبرة الولايات المتحدة الكبيرة التي يعود تاريخها إلى المساعي التي بذلتها أثناء الحرب الباردة لدعم شبكات الأشخاص الملتزمين بالأفكار الحرة والديمقراطية ، فإن للولايات المتحدة دوراً حاسماً يمكنها أن تلعبه لتهيئة الساحة للمعتدلين . وما نحتاجه في هذه المرحلة هو استخلاص الدروس من تجربة الحرب الباردة ومدى ملاءمتها لوضع العالم الإسلامي الراهنوتقييم فاعلية برامج التزام الحكومة الأمريكية مع العالم الإسلامي وتوفير خارطة طريق لتشييد شبكات للمسلمين الليبراليين والمعتدلين وهذا ما تهدف إليه هذه الدراسة .
أما البحث فيما وراء هذه الدراسة فإنه يستند إلى الأعمال السابقة لمؤسسة راند الخاصة بالمسلمين المعتدلين وبصفة خاصة كتاب ( العالم الإسلامي بعد أحداث 11 / 9 ) ( The Muslim World After 9/11) من تأليف أنجيل راباسا وآخرين ، وكتاب ( الإسلام الديمقراطي المدني ) ( Civil Democratic Islam ) من تأليف شيريل بينارد . وبتمويل من منحة قدمتها مؤسسة سميث ريتشاردسون ، أُجري هذا البحث في مركز السياسة العامة لمنطقة الشرق الأوسط CMEPP )) التابع لمؤسسة راند والذي يهدف إلى تحسين السياسة العامة من خلال تزويد صانعي القرار والشعوب ببحث هادف ودقيق حول قضايا السياسة المُهمة التي تؤثر في الشرق الأوسط .

ومن خلال معالجة إحدى القضايا الرئيسة المعاصرة ، ألا وهي قضية حرب الأفكار في العالم الإسلامي ، فإن هذه الدراسة تعد في صميم المصالح الإستراتيجية للولايات المتحدة وحلفاؤها كما أنها تتصل بشكل مباشر بوجهة النظر الخاصة بمؤسسة سميث ريتشاردسون التي تُفيد بأن على الولايات المتحدة أن تستمر في مواجهة التحديات التي تعترض تعزيز النظام الدولي وتطوير المصالح والقيم الخاصة بالولايات المتحدة في الخارج . ويجب أن تكون هذه الدراسة قيّمة لأمن المجتمع الوطني والأشخاص المهتمين من عامة الشعب داخل الولايات المتحدة وخارجها . نرحب بتعليقاتكم ونطلب منكم إرسالها إلى المؤلف :

د/ أنجيل راباسا
مؤسسة راند
1200 ساوث هايز ستريت (South Hayes Street)
أرلنجتون -22202 فيرجينيا
rabasa@rand .org
د/ تشيريل بينارد
مؤسسة راند
1200 ساوث هايز ستريت (South Hayes Street)
أرلنجتون -22202 فيرجينيا
benard@rand .org
لمزيد من المعلومات عن مركز السياسة العامة لمنطقة الشرق الأوسط التابع لمؤسسة راند إتصل بـالمدير /ديفيد آرون . يمكنك الإتصال به عن طريق البريد الإلكتروني David_Aoron@rand .org أو بمراسلته بريديا بمقرمؤسسة راند 1776 الشارع الرئيسي ( Main Street ) - صندوق بريد 2138 - سانتا مو###ا – 90407-2138 –كاليفورنيا . لمزيد من المعلومات بشأن البرامج الدولية التابعة لمؤسسة راند إتصل بالمديرة /سوزان إيفرنجهام على البريد الإلكتروني Susan_Everingham@rand .org أو عن طريق مراسلتها بريديا على المقر الرئيسي لمؤسسة راند بسانتا مو###ا . هناك المزيد من المعلومات عن مؤسسة راند على الرابط التالي www .rand .org .