الخطوات الاستراتيجية والمؤسسية
الخطوة الأولى التي على الولايات المتحدة وحلفاؤها أن يتخذوها هي بناء شبكات وخلق اتصال محدد بين نشاطات بناء الشبكات والاستراتيجية والبرامج العام للولايات المتحدة التي تهدف لتحقيق هذا الهدف ومن الضروري أن نخلق بناء مؤسسي داخل حكومة الولايات المتحدة للقيام بجهود الإرشاد والدعم والإشراف والمراقبة المستمرة لتلك الجهود وبداخل إطار هذا التشكيل يجب أن تبني الولايات المتحدة الخبرات والطاقات اللازمة لتنفيذ الاستراتيجية والتي تشمل:
1. مجموعة معايير دائمة التطور والشحذ والتي تفرق بين المعتدلين الحقيقيين والمتطرفين المتخفيين تحت قناع المعتدلين والعلمانيين الليبراليين من العلمانيين السلطويين ويجب على الولايات المتحدة أن تكون لديها القدرة على القرارات المناسبة للموقف للأسباب التي على دراية والتكتيكية ( بمعنى أن لا تنم عن جهل أو بدون دراسة كافية ومتأنية ) تدعم الافراد خارج هذا الإطار تحت ظروف محددة.
2. قاعدة بيانات دولية من الشركاء ( الأفراد والجماعات والمنظمات والهيئات والأحزاب ...الخ)
3. ميكانيزم لمراقبة وتنقية البرامج والمشروعات والقرارات ويجب أن تشمل هذه دورة من التغذية المرجعية لتسمح بالتعديلات والإصلاحات من هؤلاء الشركاء الذين تم اكتشاف انهم الأكثر استحقاقا للثقة وقد يركز جهد بناء الشبكات مبدئيا على مجموعة مركزية من الشركاء الذين يمكن الاعتماد عليهم والمعروف توجههم الايدولوجي ويعملون إلى الأمام من هناك ( بمعنى اتباع منهج المنظمات السفلية).
و يدعو منهجنا إلى القليل من التغيرات الأساسية للاستراتيجية السيمترية الحالية للمواجهة مع العالم الإسلامي .
و المنهج الحالي يعرف مشكلة المنطقة على أنها الشرق الأوسط ويشكل البرنامج على هذا الأساس وتلك المنطقة كبيرة جدا ومتنوعة جدا وغامضة جدا وتقع إلى حد كبير في قبضة قطاعات غير معتدلة بحيث لا تسمح بالكثير من الجذب ( وهو ما انعكس في تجربة مبادرة شراكة الشرق الأوسط) وقد تستهلك كميات كبيرة جدا من الموارد للحصول على تأثير قليل أو منعدم ويجب أن تتخذ الولايات المتحدة سياسة جديدة متوازية ومنتقاة كما حدث في الحرب الباردة كان يجب على جهود الولايات المتحدة تجنب مركز الخطورة لدى الخصم وبدلا عن ذلك تركز على برامج الشركاء والمناطق التي يحتمل فيها بأكبر حد أن يثمر دعم الولايات المتحدة عن أثر في ميدان حرب الأفكار .
أما عن الشركاء فسيكون من الهام أن نحدد القطاعات الاجتماعية التي ستشكل أحجار البناء للشبكات المطروحة . ويجب أن تولى الأولوية للمجموعات والأفراد المتفقين مع المعايير التي حددناها للشركاء الملائمين والتي تقع داخل تلك القطاعات:
1. الأكاديميين والمفكرين المسلمين العلمانيين والليبراليين
2. العلماء المتدينين المعتدلين الشباب
3. نشطاء المجتمع المحلي
4. المندمجين في الجمعيات النسائية والقائمين بحملات المساواة.
5. الصحافيين والكتاب المعتدلين
يجب أن تكفل الولايات المتحدة الشفافية والقنوات الملائمة لهؤلاء الأفراد على سبيل المثال يجب أن يكفل المسئولين بالولايات المتحدة أن تُشمل هذه الجماعات في زيارات للكونجرس والتعريف بهم بشكل أفضل لصناع السياسة والمساعدة على إبقاء دعم الولايات المتحدة والموارد اللازمة لجهود الدبلوماسية العامة .
يجب أن تنظم برامج المساعدة حول هذه القطاعات المذكورة أعلاه وستشمل:
1. التعليم الديمقراطي وبالتحديد البرامج التي تستخدم النصوص والتقاليد الإسلامية للتعاليم السلطوية والتي تدعم الديمقراطية وقيم التعددية
2. الإعلام دعم الإعلام المعتدل أمر حيوي لردع السيطرة الإعلامية للعناصر الإسلامية المناهضة للديمقراطية والمتحفظة
3. المساواة بين الجنسين: قضية حقوق المرأة هي أرض معركة كبير في حرب الأفكار هذه في الإسلام ومناصري حقوق المرأة يعملون في نطاقات مختلفة للغاية والترويج للمساواة بين الجنسين هو عنصر حيوي لأي مشروع لتقوية المعتدلين المسلمين
4. الدعوة السياسية: أن لدى الإسلاميين أجندات سياسية والمعتدلين يجب أن ينخرطوا في الدعاية السياسية أيضا ونشاطات الدعاية مهمة من اجل تشكيل المناخ القانوني والسياسي في العالم الإسلامي
بالنظر للبعد الجغرافي فنحن نطرح تحويل في الأولويات بمناطق الشرق الأوسط لمناطق العالم الإسلامي حيث يمكن فيها نسبة اكبر من حرية التصرف والمناخ أكثر انفتاحا للنشاط والتأثير والنجاح محتمل ونسب توقعه أكثر والأسلوب الحالي يركز على الشرق الأوسط مدركا أن الفكر المتشدد ينبع من الشرق الأوسط ومن هناك ينتشر لباقي العالم الإسلامي بما فيه المجتمعات المسلمة في بلاد المهجر في أوروبا وأمريكا الشمالية والأسلوب البديل هو عكس تيار الأفكار النصوص المهمة الواردة من أصحاب الفكر والرأي والمثقفين والنشطين من قادة المسلمين ببلاد المهجر وفي تركيا واندونيسيا وغيرها من الأماكن يجب ترجمتها إلى العربية ونشرها بشكل واسع وهذا لا يعني أن المنطقة المركزية يجب هجرها بل على العكس فان الهدف يجب أن يكون الاحتفاظ بالمكان في انتظار الفرص المتاحة للتقدم والتي قد تظهر في أي لحظة وهناك بعض "الربط الشبكي" للمعتدلين تتم حاليا ولكنها عشوائية ولم يتم الإعداد لها بشكل كافي فان أفراد وجماعات الربط الشبكي المصدقين كمعتدلين لم يتم إنشائها تماما والتواصل الشبكي مع المعتدلين المزيفين ليس فقط مضيعة للموارد بل قد تؤدي إلى أثر عكسي. والأئمة الدنمركيين الذين تسببوا في اشتعال المناظرة على الرسوم الكارتونية لتصبح حالة حريق دولية كان يفترض فيهم في الماضي كونهم معتدلي وكانوا من المنتفعين بالدعم الأمريكي بما فيها من فرص السفر والربط الشبكي وبعد تدقيق أقرب بهد الحادثة كشف أن هؤلاء الأفراد لم يكونوا معتدلين حقيقيين على الإطلاق، كما أن الدبلوماسية الدولية تزحف وراء انعطافات الإعلام والحاجة لإعطاء اهتمام اكبر للظروف المعاصرة وكان الراديو وسيلة مهمة خلال الحرب الباردة في مساعدة المجتمعات المنعزلة ليحصلوا على المعلومات بشكل أفضل واليوم المواطنين المسلمين في العالم يغمرهم كم هائل من المعلومات التي غالبا ما تكون غير صحيحة أو متحيزة والمحتوى وطريقة التوصيل تضع الآخر في موقف أكثر تطلبا بكثير في علاقتهم ببعضهم البعض ونعتبر راديو سوا والجرة كوكلاء لحكومة الولايات المتحدة وعلى الرغم من كلفتهم العالية لم يظهروا أي نتائج ايجابية في تشكيل الموقف تجاه الولايات المتحدة ونعتقد أن التمويل المنفق على راديو سوا وتليفزيون الحرة سيكون من الأفضل أن ينفق في منافذ إعلامية محلية وصحافيين منصاعين للأجندة الديمقراطية والتعددية.
شن المبادرة
نحن نقترح شن المبادرة المنصوح بها في هذا التقرير مع ورشة عمل ليتم التمسك بها في واشنطن أو غيرها من المنافذ الملائمة لجمع مجموعة صغيرة من ممثلي المسلمين المعتدلين وهذه الورشة ستخدم في الحصول على مدخولهم ودعمهم للمؤتمر الذي تم توصيفه في كونجرس الحريات الثقافية، وإذا ما نجح هذا الحدث سنعمل عندها مع المجموعة الأساسية لإقامة مؤتمر دولي في مقر ذو أهمية رمزية للمسلمين على سبيل المثال قرطبة في أسبانيا لشن مؤسسة لمناهضة المتطرفين السلفيين والمكونات الأساسية لهذه الاستراتيجية نلخصها أدناه:
· الأهداف الرئيسية:
- ربط الليبراليون المسلمون مع المعتدلين
- البدء بمجموعة معروفة وثابتة وبدء البناء انطلاقا من هناك
- يجب أن تتم الاستثناءات عن دراية وبانتقاء وبتخطيط
- عكس تيار الافكار ( بدلا من قلب البلدان العربية < إلى الأطراف، جعلها من الأطراف المعتدلين > قلب البلدان العربية )
- التركيز على المناطق ذات الاحتمالية الأكبر لتحقيق النجاح
- و في غير تلك المناطق التركيز على الاحتفاظ بمكانتنا وانتظار الفرص
· بعض أدوات التطبيق الأساسية:
- تكوين ورشة عمل صغيرة من الليبراليين الواقعيين والمعتدلين للمساعدة في التعريف عن الذي سيحتاجونه ليصبحوا أكثر فعالية
- تفصيل مجموعة من البرامج التجريبية على أساس تلك الاحتياجات لشن شبكة دولية من المسلمين الليبراليين والمعتدلين ووضعهم في مكان ذو دلالة رمزية
- إعادة تشكيل البرامج والتركيز على المعتدلين الحقيقيين في المواقع الواعدة
- التأكد من الشفافية وتوفير القنوات الملائمة لهم على سبيل المثال التأكد من أن يتم اشراكهم في زيارة للكونجرس ومقابلات مع كبار المسئولين لتعريفهم بشكل أفضل على صناع السياسة وللحفاظ على الدعم والموارد لهذا الجهد.