بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الاول:
مخطوطات البحر الميت(قمران):
المخطوط او المخطوطة تعني كل ما كتب بخط اليد, سواء اكان وثيقة او رسالة ام كتابا . ام حفرا(نقشا) على حجر او رسما غلى قماش.
وتشتمل المخطوطة على اربع عناصر مترابطة هي:
1.المحتوى العلمي.
2.المواد التي يكتب عليها مثل الجلود, الورق, الالواح الطينية , الحجارة والفخار.
3.الادوات التي يكتب منها مثل الاحبار.
4.الادوات التي يكتب عليها مثل الاقلام سواء اكانت من الخشب ام العظام وغيرها. وتمثل المخطوطات مصادر اولية للمعلومات الموثقة. تخص موضوعات متعددة.ويعتمد الباحثون بشكل كلي او جزئي على المعلومات الواردة فيها.
ومن اسباب ظهور المخطوطات وتطورها اختراع الحروف الابجدية والكتابة وادواتها . وخاصة الورق.
وقد اهتم المسلمون بالمخطوطات كونها السبيل الوحيد للحفاظ على التراث العربي الاسلامي من كتب ومصنفات ورسائل وغيرها , واهم من ذلك كله القران الكريم واحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.

اما مخطوطات البحر الميت (قمران )فهي نصوص (كتابات دينية) مكتوبة مكتوبة على رقاع جلدية والواح نحاسية على شكل لفائف ملفوفة في مادة الكتان , وتم اكتشافها داخل جرار فخارية , اسطوانية الشكل محكمة الاغلاق, وقد طليت بالقطران , من اجل حفظها ومنعها من التلف , وترجع في اصلها الى جماعة من بني اسرائيل عرفت بالاسينيين كانت تعيش في خربة قمران بالقرب من البحر من الميت.
ويرى بعض المؤرخين ان اسم قمران ينسب الى القبيلة العربية القحطانية التي سكنت جنوب فلسطين بعد الفتح العربي الاسلامي , وبعضهم الاخر يقول ان قمران كانت تسمى مدينة المللح لقربها من البحر الميت.
اكتشاف مخطوطات البحر الميت(قمران):
تقع خربة قمران شمال غرب البحر الميت على بعد 13 كيلو متر جنوب اريحا. وفيها عثر بالصدفة راعيان من بدو التعامرة المتجولين بين بيت لحم والبحر والميت في ربيع عام 1947م على مغاور يوجد بداخلها جرار فخارية تحتوي بداخلها على لفائف اسطوانية جلدية كتابية ونحاسية , عليها غير معروفة لديهم , تبين فيما بعد ان هذه الوثائق هي كتابات دينية لطائفة يهودية اكتسبت فيما بعد قيمة تاريخية ودينية ومادية, فسرت كثيرا من العقائد والعادات والتقاليد من اقدم الطوائف الاسرائيلية التي تولت نسخ تعاليم التوراتية الاصلية.
وفد عرض الراعيان هذه اللفائف على سيخ مسلم واحد التجار السريان في مدينة بيت لحم , وتبين فيما بعد انها كتبت باللغة العبرية , وبعضها باللغة الارامية . وقد واصل عرب التعامرة عمليات البحث للحصول على المزيد من هذه المخطوطات. وشارك في البحث عدد من رجال الجيش العربي عام 1949م, كما تابع علماء الاثار الاوروبيون وبخاصة البريطانيين عمليات البحث والتنقيب عن هذه المخطوطات , فتم العثور في هذه الكهوف على بقايا قرية مؤلفة من مساكن واسواق وخزانات مياه ومدابغ للجلود وغرف طعام , كما تم العثور ايضا على مكتبة ومقاعد للكتابة وقاعة اجتماعات , مما يدل على ان اصحاب هذه القرية كانوا يقومون بنسخ اسفار العهد القديم والتعايم التوراتية . وتبين ان هذه الطائفة من اقدم طوائف بني اسرائيل واكثرها التزاما بتعاليم التوراة الاقرب عهدا الى التعاليم التوراتية الاصلية.
ويمكن تفسير سبب انعزال جماعة قمران التي تولت جمع هذه المخطوطات ونسخها في كهوف قمران ذات الطبيعة الوعرة المعزولة , الى ان هذه الجماعة المتصوفة والاقرب الى تعاليم الديانة اليهودية الاصلية, حاولت الهروب من وجه السلطة الرسمية اليهودية التي كانت قد زورت الكثير من النصوص التوراتية لخدمة السياسة والسلطة الحاكمة انذاك , بحيث اصبحت هناك ديانة رسمية تتبع تلك السلطة , وتمثل اهدافها , في حين ان جماعة قمران ابتعدت عن هذه السلطة في كهوف قمران حفاظا على تعاليم الديانة اليهودية الاصلية. التي تتناقص مع الديانة الرسمية اليهودية انذاك , فضلا عن العداء الذي كان مستحكم بين هذه الطائفة وبين الرومان.
وبعد حرب 1948م وتاسيس دولة اسرائيل استطاعت الحكومة الاردنية شراء بعض المخطوطات ووضعها في متحف القدس, باستثناء مخطوطة نحاسية وضعت في متحف الاثار الاردني في عمان.وذلك بحكم مسؤولية الحكومة الاردنية عن اراضي الضفة الغربية في فلسطين بعد حرب 1948م.
وعندما استولت اسرائيل على الضفة الغربية بعد حرب عام 1948م واستكمال احتلالها لفلسطين , وضعت يدها على جميع المخطوطات التي كانت موجودة في متحف القدس, ونقلتها الى الجانب الاسرائيلي بهدف اخفاء مضمونها. لانها تبين زيف الادعاءات الاسرائيلية ومدى الاختلاف بين هذه المخطوطات ونسخ التوراة الموجودة لديهم وما انطوت عليه من تناقص وتحريف.
ويتنبن من هذه المخطوطات ان الاسفار التوراتية انطوت على الكثير من التناقصات والاضافات المستمرة لخدمة اليهودية والوثنية الرومانية انذاك, مما يدلل على زيف وبطلان الادعاءات الصهيونية, كما يتبين محاولة الصهوينية تزييف بعض الحقائق الواردة في هذه المخطوطات , وعن طريق تشكيكها في هذه المخطوطات , لكونها تبشر بنبوة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام , ونكشف الغطاء عن اسرار وحقائق دينية وتاريخية تنسف بعض الادعاءات والاعتقادات الواردة في بعض التعاليم التوراتية التي تدخلت يد البشر في تحويرها وتحريفها.
ولهذا تعد مخطوطات البحر الميت قمران شاهدا تاريخيا هاما على مرحلة حساسة من تاريخ المنطقة.
وكما ورد في العهد القديم(التوراة) ورؤى اخنوخ وعزرا وبشارات تنبئ بمجي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كمنقذ للبشرية , كما سياتي ذكره بالاجزاء الالحقه.

lo','hj rlvhk: