جزاكم الله خيراً أخي الفاضل عبيد الله

هناك نقطة أود اضافتها للموضوع على فرض صحة هذه العبارة

جميعنا يعلم أن الكتابة على عهد النبي صلى الله عليه و سلم كانت تتم على اللحاف و الرقاع و الأكتاف و العسب و جريد النخل و العظم و بالتالي ما جاء به اليهود من التوراة في هذه الحادثة لا بد أنه كان مكتوباً على أحد هذه الأنواع المنتشرة في تلك المنطقة في ذلك الزمن و مما شك فيه أن ما جاء به اليهود للنبي صلى الله عليه و سلم إنما قطعة من التوراة لا التوراة بتمامها و يدل على هذا عدة أمور :

أولها صعوبة تجميع التوراة على شكل كتاب كامل خاصةً إذا علمنا الوسائل التي كانت تحفظ بها المواد المكتوبة في ذلك الزمن و التي وضحناها آنفاُ فإن قال قائل إن هذا غير ممتنع قلنا نعم صحيح هو غير ممتنع و لهذا تم تجميع صحف القرآن على زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و لكن الصعوبة تكمن في احضار نسخة كاملة للنبي صلى الله عليه و سلم في تلك الحادثة على وجه التحديد و هي بهذه الضخامة كيف لا و العهد القديم الآن حجمه أضعاف حجم القرآن . فكيف بنا في وسائل الكتابة بذلك الزمان ؟؟؟؟

ثانيها أنه قد يعبر عن الجزء بالكل و يراد بالجزء هنا الجزء المتضمن لحكم الله في الزاني المحصن و الموجود ضمن التوراة و بالتالي يقال عنه التوراة و المقصود هنا حكم الله المبثت في التوراة بحق الزاني المحصن .

ثالثها أن تاريخ مخطوطات العهد القديم يدل دلالة واضحة على صعوبة تواجد نسخة كاملة من التوراة في ذلك الزمن باللغة العربية خاصةً إذا علمنا أن أقدم نسخ العهد القديم كاملاً المتبقية باللغة العبرية لا العربية ترجع إلى القرن العاشر الميلادي فما بالك بالنسخ العربية ؟؟؟

جاء في كتاب (( مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية )) صفحة 30 للشماس الدكتور اميل ماهر اسحق ما نصه .

(( المخطوطات العبرانية المتبقية إلى الآن

يتراوح عدد المخطوطات الكتابية العبرانية المعروفة و المتبقية إلى الآن ما بين 2000 و 2500 نسخة غالبيتها من النص الماسوري الموحد و معظمها يرجع تاريخ نساخته إلى ما بعد سنة 1000 ميلادي ))

الخلاصة أنه على فرض صحة العبارة فإن قول النبي صلى الله عليه و سلم يتعلق بالإيمان بالتوراة التي أنزلها الله تعالى لتضمن الجزء الذي جاء به اليهود على حكم الله في الزاني المحصن و إيماننا بالتوراة يكون على وجه الاجمال لا التفصيل كما وضح الشيخ حفظه الله تعالى بجوابه .

هذا و الله تعالى أعلى و أعلم