" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ ‏" (الأعراف‏:157)‏.
بقلم : د زغلول النجار - التاريخ : 2006-02-20
(8)التسليم بكرامة الإنسان مادام فاهما لحقيقة رسالته في هذه الحياة‏ ,‏ مستقيما علي نهج الله و هدايته‏ ,‏ قائما بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها وإقامة شرع الله وعدله فيها‏ ,‏ دون إفساد أو خيانة‏ .‏
(9) اليقين من عداوة الشيطان للإنسان ومن محاولات هذا اللعين لغواية كل الناس كما فعل مع أبوينا آدم وحواء ـ عليهما من الله السلام‏ ,‏ واليقين كذلك من توبتهما ومن قبول الله ـ تعالى ـ لتلك التوبة‏ ,‏ وبأن أحدا من ذريتهما لا يحمل شيئا من الخطأ الذي وقعا فيه‏ .‏
(10)الإيمان بأن من اتقى وأصلح من عباد الله المكلفين فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏ ,‏ وأن من كذب منهم بآيات الله واستكبر عنها فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون‏ ,‏ والتسليم بأن الإنسان مطالب دوما بطاعة الرحمن وبمعصية الشيطان‏ ,‏ وبالحذر من غوايته ووساوسه ونفثه‏ ,‏ والتصديق بحتمية مساءلة كل من المرسلين والذين أرسلوا إليهم من الخلق المكلفين‏.‏
(11) اليقين بأن آجال المخلوقين محددة بقدر الله ـ تعالى ـ وعلمه وحكمته‏ ,‏ وبأنه لا يقدر أحد من العباد تغييرها أو العبث بها تقديما أو تأخيرا بالنقص أو بالزيادة‏ .‏
(12) التصديق بما أنزل الله ـ تعالى ـ بالعاصين من عباده في الأمم السابقة من مختلف صور العقاب المذكورة في محكم كتابه ‏.‏
(13) الإيمان بما جاء في القرآن الكريم من وصف لأحوال كل من أهل الجنة وأهل النار‏ ,‏ وهي من الغيوب التي لا سبيل للإنسان في الوصول إلى شيء منها إلا بوحي من الله ـ تعالى ـ أو بإقرار من خاتم أنبيائه ورسله ـ صلى الله عليه وسلم ‏.
(14) اليقين بأن دعاء الله ـ تعالى ـ تضرعا وخفية هو من العبادات التي يقبلها ربنا بقبول حسن لأن الدعاء هو العبادة كما قال رسول الله ـ صلى الله ليه وسلم ‏.‏
(15) التسليم بأن الله ـ العليم الحكيم ـ قد حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن‏ ,‏ والإثم والبغي بغير الحق‏ ,‏ كما حرم الشرك به ـ سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ـ وحرم أن يقول العباد علي الله ـ تعالى ـ بما لا يعلمون‏ ,‏ كما حرم الإسراف والإفساد في الأرض تحريما قاطعا‏ .‏

من الإشارات العلمية في سورة الأعراف :
جاء في سورة الأعراف عدد من الإشارات العلمية والتاريخية يمكن إيجازها فيما يلي ‏:‏
(1) الإشارة إلى فجائية العقاب الإلهي الذي وصفته السورة الكريمة بتعبير‏ (بأس الله‏)‏ كما جاء في الآيات ‏(99,97,4)‏ والملاحظات العلمية تؤكد فجائية العديد من جند الله التي يسخرها ـ سبحانه وتعالى ـ عقابا للعاصين‏ ,‏ وابتلاء للصالحين‏ ,‏ وعبرة للناجين وذلك من مثل‏ :‏ الهزات الأرضية‏ ,‏ والثورات البركانية‏ ,‏ والعواصف والأعاصير‏ ,‏ وغير ذلك من النوازل الكونية ‏.‏
(2) التأكيد علي عملية تصوير الأجنة في بطون الأمهات بعد عملية الخلق ‏ (الأعراف‏:11)‏ ودراسات علم الأجنة تثبت حقيقة ذلك‏.‏
(3) وصف خلق الجن من نار‏ ,‏ وخلق الإنس من طين‏ (الأعراف‏:12) ,‏ والجن من العوالم الغيبية بالنسبة لنا‏ ,‏ أما خلق الإنسان من طين فتؤكده جميع الدراسات العلمية‏.‏
(4) التأكيد علي العداوة بين كل من الشيطان والإنسان‏ ,‏ والإشارة إلى مرحلية وجودهما علي الأرض ‏(الأعراف:‏24‏,‏25) ,‏ والدراسات العلمية تثبت ذلك‏ .‏
(5)الإشارة إلى السرعة الفائقة التي كانت الأرض تدور بها حول محورها أمام الشمس في بدء الخلق‏ (الأعراف‏:54)‏ والشواهد الحسية العديدة التي تركها لنا ربنا ـ تبارك وتعالى ـ في صخور الأرض قد أثبتت هذه الحقيقة في العقود المتأخرة من القرن العشرين‏ .‏
(6) التأكيد علي أن كلا من الشمس والقمر والنجوم وغيرها من أجرام السماء‏ ,‏ والوجود كله مسخر بأمر الله تعالى ـ الذي له الخلق والأمر‏ (الأعراف‏:54).‏
(7) تقرير حقيقة أن الله ـ تعالى ـ هو الذي " وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ‏ " (الأعراف:57) ,‏ ويكون السحب بإرادته وينزل المطر برحمته‏ ,‏ ويخرج النبت والشجر والثمر بعلمه وحكمته‏ ,‏ وانه تعالى سوف يخرج الموتي بقدرته‏ ,‏ وبنفس طريقة إخراج النبت من الأرض بعد إنزال الماء عليها ‏ (الأعراف‏:57) .‏
(8) الإشارة إلى حقيقة أن البلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه‏ ,‏ وان الذي خبث لا يخرج إلا نكدا‏ (الأعراف‏:58)‏ .
(9)ذكر عدد من الأنبياء والمرسلين المبعوثين من قبل بعثة سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين ـ ووصف عدد من المعجزات التي أيدهم الله ـ تعالى ـ بها ـ شهادة لأقوامهم وتفاعل أقوامهم مع تلك الدعوات‏ ,‏ والجزاء الذي لقوه على هذا التفاعل سلبا وإيجابا‏ ,‏ والكشوف الأثرية المتتالية تؤكد صدق كل ما جاء بالقرآن الكريم عن السابقين من الأمم التي أورد ذكرها‏ ,‏ ومن ذلك ما أصاب فرعون مصر وقومه من صور العذاب‏ ,‏ وإنزال المن والسلوى على موسى وأتباعه .
(10) التأكيد على حقيقة مشارق الأرض ومغاربها‏ ,‏ والتي لم تصل المعارف المكتسبة إليها إلا بعد تطورها عبر القرنين الماضيين ‏.‏
(11) الإشارة إلى بقاء ذكر الرسول الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كتب السابقين ‏ (الأعراف‏:157:169) .‏
(12) التأكيد على خلق جميع بني آدم من نفس واحدة ـ هي نفس أبينا آدم عليه السلام ـ وجعل زوجها منها‏ ,‏ والنتائج المتأخرة لعلم الوراثة تثبت ذلك وتؤيده ‏.‏
على الرغم من إيماننا نحن معشر المسلمين بأن ضياع أصول التوراة والإنجيل قد تعرض ما بقى منهما من ذكريات نقلت شفاهة لمدة قرن على الأقل (كما هو الحال مع الأناجيل) إلى عدة قرون تتعدى الثمانية (كما هو الحال مع التوراة) , وعلى الرغم من أن هذا الذي نقل شفاهة قد دون بأيدي مجهولين من البشر ليسوا بأنبياء ولا بمرسلين , وعلى الرغم من إضافة العديد من الرسائل التي لا علاقة لها بوحي السماء إلى ما قد دون , وعلى الرغم من جمع ذلك كله في القرن السابع عشر الميلادي تحت مسمى (العهدين القديم والجديد) ، ومراجعة ترجماتها إلى اللغة الانجليزية بأمر من الملك البريطانى جيمس , (The King James Vrrsion of the bible) وعلى الرغم من المراجعات العديدة لتلك الطبعة ولغيرها من الطبعات (1535م إلى اليوم) وعلى الرغم من كثرة الإضافات والحذف والتعديل والتبديل , والتحريف والتغيير , والتحرير بعد التحرير , فإن بقاء ما يشهد بنبوة الرسول الخاتم – صلى الله عليه وسلم –فى هذه الكتابات جميعا يدحض محاولات النيل من مقامه الكريم التى جاءت فى إحدى اليوميات الدانمركية والتي تناقلتها وسائل الإعلام الغربية والشرقية .


















النبى الامى

hgkfn hghln