النتائج 1 إلى 6 من 6
 
  1. #1
    مشرفة منتديات المرأة المسلمة والطفل وركن المنزل
    حنين اللقاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1103
    تاريخ التسجيل : 22 - 6 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 2,407
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي الأم في الكتاب والسنة


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    الأم في القرآن الكريم

    يطلق القرآن الكريم كلمة "الأم" على الأصل الطيب والمقدس لكلّ شيء عظيم. فمكّة المكرّمة هي "أم" القرى، لأنها مهبط الرسالات السماوية التي اختزلها الله عزّ وجلّ في "الإسلام" الذي كان غاية الرسل والرسالات جميعاً، فالأم الكتاب والسنة  : { مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها } [الأنعام:92]، وقال: {وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومَن حولها} [الشورى:7].

    وأطلق الله عزّ وجل على خزائن علمه مصطلح "أم الكتاب"، فالأم الكتاب والسنة  : { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} [الرعد:39]. وهي التي يصدر عنها كل ما هو مخلوق ومعلوم وما تحيط به العقول، وما لا تدركه الأبصار من أمر الدنيا والآخرة، فهي مستودع تنفيذ إرادة الله عزّ وجل بين الكاف والنون { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كُن فيكون }.

    وعلى هذا النسق يفرّق القرآن الكريم بين الأم والوالدة.. من حيث أن الله عز وجل يطلق "الوالدة" على المرأة التي تنجب الطفل بغض النظر عن مواصفاتها وصفاتها الحسنة أو القبيحة.. بل هي مجرد عملية إنجاب تدور بين الإنسان والحيوان حين يلتقي الذكر بالأنثى وما يتبع ذلك من حمل وإرضاع، كما الأم الكتاب والسنة  : {والوالدات يرضعن أولادهنّ حولين كاملين لمن أراد أن يتمّ الرضاعة} [البقرة:233].

    وهذه الوالدة هي محل البرّ والإكرام كالوالد لا فرق بين السيىء منهما والحسن من حيث وجوب ذلك البر كما الأم الكتاب والسنة  : {وقضى ربّك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً} [الإسراء:23]، حتى لو كانت الوالدة بغيا أو كافرة. أما الأم فقد أطلقها الله عزّ وجل على الأصل الكريم الذي هو رمز التضحية والفداء والطهر والنقاء، والحب والحنان، وهي الأصل الذي يتشرف الولد به، ويفخر بنسبه له ونسبته إليه، وتأمل في هذا الفرق الذي جاء على لسان النبي عيسى عليه السلام، فهو حين تكلّم عن وجوب البرّ والإكرام ذكر وصف "الوالدة"، فقال: {وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً} [مريم:32]. وحين تكلم القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام وعن مواصفات وصفات والدته الكريمة والمعجزة، أطلق عليها لفظ "الأم"، فقال عزّ وجل: {ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمّه صديقة...} [المائدة:75]، وعندما أراد الله عز وجل لفت نظر الأبناء إلى معاناة الأم من جراء الولادة، مقدماتها وآثارها ونتائجها، فإن القرآن الكريم يطلق كلمة "الأم" المضحية الصابرة المكرمة يوم القيامة والتي أمرنا الله بإكرامها في الدنيا إكراماً مطلقاً لا حدود له، فمن أساليب القرآن الكريم البليغة في هذا المجال أنه يوصينا ببرّ الوالدين ثم يعقبها بالحديث عن الأم فقط لشدة فضلها على الأب {ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن} [لقمان:14].

    وهكذا تحدّث الله عن فضل الأم لشدة معاناتها وهناً على وهن في الحمل وما يلزم له من تضحيات، ومثل ذلك قوله تعالى: {ووصّينا الإنسان بوالديه إحساناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً..} وعندما أراد الله عزّ وجل بيان مدى حنان الوالدة على أولادها، ومدى شفقتها وإشفاقها على أولادها عبر الله عنها بلفظ الأم فقال: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من الموقنين} [القصص:10].

    وعندما عبّر القرآن الكريم عن مدى سعادة الوالدة وفرحها بعودة ولدها الغائب من خطر عليه أطلق عليها كلمة "الأم" فقال عز وجل: {فرجعناك إلى أمك كي تقرّ عينها ولا تحزن} [طه:40]، وللدلالة على القدسية والاحترام الشديد أطلق الله على نساء النبي صلى الله عليه وسلم كلمة "الأمهات" وليس الوالدات فقال: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} [الأحزاب:6].

    hgHl td hg;jhf ,hgskm






  2. #2
    مشرفة منتديات المرأة المسلمة والطفل وركن المنزل
    حنين اللقاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1103
    تاريخ التسجيل : 22 - 6 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 2,407
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    الأم في السنة


    جاء رجل إلى النبي { فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)، قال ثم من؟ قال: (أمك)، قال ثم من؟ قال: (أمك)، قال ثم من؟ قال: (أبوك). رواه مسلم.


    وفي هذا عظم حق الأم على الوالد حيث جعل لها ثلاثة حقوق وذلك أنها صبرت على المشقة والتعب ولاقت من الصعوبات في الحمل والوضع والفصال والرضاع والحضانة والتربية الخاصة، مالم يفعله الأب وجعل للأب حقاً واحداً مقابل نفقته وتربيته وتعليمه وما يتصل بذلك.


    أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : إني أذنبت , فهل لي من توبة ؟ فقال : « هل لك من أم » ؟ قال : لا . قال : « فهل لك من خالة » ؟ قال : نعم . قال : « فبرها » .

    م ن موقع أمي





  3. #3

    غفر الله له ولوالديه

    الصورة الرمزية إدريسي
    إدريسي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 241
    تاريخ التسجيل : 28 - 4 - 2008
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    المشاركات : 3,641
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 13
    البلد : أرض الله
    معدل تقييم المستوى : 20

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة على النقل المفيد وعلى مجهودكم الواضح في المنتدى بارك الله فيكم ..




    لا إله إلا الله .. محمد رسول الله
    " فإذا ما اشتبهت عليك السبل؛ فإن على الحق نورًا "


    أنا الفقيـر إلـى ربِّ الســـمـــوات * * * أنا المسيكين فى مجموع حالاتــــي

    أنا الظلوم لنفسي وهـي ظالمتـي * * * والخير إن جاءنا من عنده ياتــــــي

  4. #4
    مشرفة منتديات المرأة المسلمة والطفل وركن المنزل
    حنين اللقاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1103
    تاريخ التسجيل : 22 - 6 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 2,407
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إدريسي مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا أختنا الكريمة على النقل المفيد وعلى مجهودكم الواضح في المنتدى بارك الله فيكم ..
    لكم مثل ما دعوتم لي أخي إدريسي

    وفقكم الله لخير الدارين ورزقكم جنات النعيم

    سررت بمروركم ودعائكم





  5. #5
    مشرفة منتديات المرأة المسلمة والطفل وركن المنزل
    حنين اللقاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1103
    تاريخ التسجيل : 22 - 6 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 2,407
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    وجوب بر الأم

    الْحَمْدُ لله الْخَلَّاقِ الْعَلِيْمِ الْرَّءُوْفِ الْرَّحِيْمِ؛ قَذَفَ الْرَّحْمَةَ فِيْ قُلُوْبِ الْأُمَّهَاتِ، حَتَّى إِنَّ الْدَّابَّةَ الْعَجْمَاءَ لَتَرْفَعُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تَطَأَهُ رَحْمَةً بِهِ، نَحْمَدُهُ عَلَى هِدَايَتِهِ، وَنَشْكُرُهُ عَلَى رِعَايَتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ؛ شَرَعَ الْدِّيْنَ لِعِبَادِهِ، وَقَسَمَ الْحُقُوْقَ بَيْنَهُمْ، فَأَعْطَى كُلَّ ذِيْ حَقٍّ حَقَّهُ [يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوْا وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيِّمٌ] {الْنِّسَاءِ:176} وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ؛ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ فَقَالَ:«اسْتَأَذَنْتُ رَبِّي فِيْ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِيْ أَنْ أَزُوْرَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي» وَمَا فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا قِيَامَاً بِحَقِّهَا، وَبِرَّاً بِهَا، وَحُسْنَ صُحْبَةٍ لَهَا، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.

    أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيْعُوْهُ، وَاعْرِفُوَا مَا عَلَيْكُمْ مِنَ الْحُقُوْقِ لِأَدَائِهَا؛ فَإِنَّ لله تَعَالَى حُقُوْقَاً مَحْضَةً كَالْعِبَادَاتِ، وَحُقُوْقَاً مُتَعَلِّقَةً بِوَالِدِيْنَا وَقَرَابَتِنَا وَجِيْرَانِنَا وَعُمُوْمِ مَنْ نَتَعَامَلُ مَعَهُ مِنَ الْنَّاسِ، أَوْجَبَهَا عَلَيْنَا، فَكَانَتْ مِنْ دِيْنِهِ الَّذِيْ شَرَعَهُ لَنَّا، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُحَاسِبُنَا عَلَىْهَا [يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آَمَنُوْا أَطِيْعُوْا اللهَ وَرَسُوْلَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُوْنَ] {الْأَنْفَالِ:20}.

    أَيُّهَا الْنَّاسُ: لَا حَقَّ عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ -بَعْدَ حَقِّ الله تَعَالَىْ وَحَقَّ رَسُوْلِهِ ^- مِنْ حُقُوْقِ الْوَالِدَيْنِ، تَظْاهَرَتْ بِذَلِكَ نُصُوْصُ الْكِتَابِ وَالْسُّنَّةِ، وَأَخَذَ اللهُ تَعَالَىْ مِيْثَاقَ مَنْ كَانُوْا قَبْلِنَا عَلَيْهِ [وَإِذْ أَخَذْنَا مِيْثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيْلَ لَا تَعْبُدُوْنَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانَاً] {الْبَقَرَةِ:83} وَأَوْجَبَهُ سُبْحَانَهُ فِيْ شَرْعِنَا بِأَقْوَى صِيْغَةٍ، وَأَبْلَغِ عِبَارَةٍ، وَقَرَنَهُ بِتَوْحِيْدِهِ وَالْنَّهْيِّ عَنِ الْشِّرْكِ بِهِ [وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئَاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانَاً] {الْنِّسَاءِ:36} [وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانَاً] {الْإِسْرَاءِ:23} فَعَبَّرَ عَنْهُ بِصِيغَةِ الْقَضَاءِ الَّتِي هِيَ مِنْ أَقْوَى صِيَغِ الْأَمْرِ وَالْإِلْزَامِ؛ فَإِنَّ قَضَاءَ الْقَاضِي نَافِذٌ، وَاللهُ تَعَالَى أَحْكَمُ الْحَاكِمِيْنَ وَأَعْدَلُهُمْ وَأَقْوَاهُمْ، بَلْ جَعَلَ سُبْحَانَهُ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ مِنَ وَصَايَاهُ الَّتِيْ وَصَّى بِهَا عِبَادَهُ [قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوْا بِهِ شَيْئَاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانَاً] ثُمَّ خَتَمَهَا سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ [ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُوْنَ] {الْأَنْعَامِ:151}.

    وَالْأُمُّ مُقَدَّمَةٌ عَلَى الْأَبِ فِيْ الْبَرِّ، وَلَهَا مِنَ الْحُقُوْقِ عَلَى الْابْنِ أَكْثَرَ مِنْ حُقُوْقِ أَبِيْهِ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّ الْشَّرْعَ المُطَهَّرَ جَاءَ بِذَلِكَ؛ وَلِأَنَّهَا أَضْعَفُ الْوَالِدَيْنِ؛ وَلِأَنَّهَا الْحَامِلُ وَالْوَالِدَةُ وَالمُرْضِعُ.. [حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنَاً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِيْ عَامَيْنِ] {لُقْمَانَ:14} وَفِيْ آَيَةٍ أُخْرَى [حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهَاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهَاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُوْنَ شَهْرَاً] {الْأَحْقَافِ:15}. وَفِيْ المَحْرَمِيَّةِ قُدِّمَتِ الْأُمُ عَلَى سَائِرِ مَحَارِمِ الْرَّجُلِ [حُرِّمَّتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ... الْآَيَة] {الْنِّسَاءِ:23}.

    وَلَا أَحَدَ مِنَ الْنَّاسِ أَشَدُّ رَحْمَةً وَلَا أَكْثَرُ خَوْفَاً مِنَ الْأَمِّ عَلَى وَلَدِهَا.. وَفِيْ قِصَّةِ إِسْمَاعِيْلَ وَأُمِّهِ عَلَيْهِمَا الْسَّلَامُ تَظْهَرُ رَحْمَةُ الْأُمِّ وَشَفَقَتُهَا حِيْنَ نَفَدَ مَاؤُهَا، وَجَفَّ لَبَنُهَا، وَخَشِيَتْ عَلَى رَضِيْعِهَا، وَلَمْ تُطِقْ الْنَظَرَ إِلَيْهِ وَهُوَ يَتَأَلَّمُ مِنَ الْجُوْعِ، فَهَامَتْ فِيْ جِبَالِ مَكَّةَ تَبْحَثُ عَنِ المَاءِ، وَكَانَتْ فِيْ كُلِّ صُعُوْدٍ وَهُبُوطٍ عَلَى الْصَّفَا وَالمَرْوَةِ تَعُوْدُ لِرَضَيعِهَا لِتَطْمَئِنَّ عَلَيْهِ.
    قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَحْكِي قِصَّتَهَا:«فَجَعَلَتْ تَشْرَبُ مِنَ الْشَّنَّةِ وَيَدِرُّ لَبَنُهَا عَلَى صَبِيِّهَا حَتَّى لمَّا فَنِيَ المَاءُ قَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدَاً، فَذَهَبَتْ فَصَعِدتُ الْصَّفَا فَنَظَرَتْ وَنَظَرَتْ هَلْ تُحِسُّ أَحَدَاً فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدَاً، فَلَمَّا بَلَغَتِ الْوَادِي سَعَتْ وَأَتَتْ المَرْوَةَ فَفَعَلَتْ ذَلِكَ أَشْوَاطَاً ثُمَّ قَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ مَا فَعَلَ –تَعْنِي الْصَّبِيَّ- فَذَهَبَتْ فَنَظَرَتْ فَإِذَا هُوَ عَلَى حَالِهِ كَأَنَّهُ يَنْشَغُ لِلْمَوْتِ، فَلَمْ تُقِرَّهَا نَفْسُهَا فَقَالَتْ: لَوْ ذَهَبْتُ فَنَظَرْتُ لَعَلِّي أُحِسُّ أَحَدَاً فَذَهَبَتْ فَصَعِدَتْ الْصَّفَا فَنَظَرَتْ وَنَظَرَتْ فَلَمْ تُحِسَّ أَحَدَاً حَتَّى أَتَمَّتْ سَبْعَاً... قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: قَالَ الْنَّبِيُّ ^: فَذَلِكَ سَعْيُ الْنَّاسِ بَيْنَهُمَا»رُوَاهُ الْبُخَارِيُّ.





  6. #6
    مشرفة منتديات المرأة المسلمة والطفل وركن المنزل
    حنين اللقاء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1103
    تاريخ التسجيل : 22 - 6 - 2009
    الدين : الإسلام
    الجنـس : أنثى
    المشاركات : 2,407
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 21
    البلد : المغرب
    معدل تقييم المستوى : 17

    افتراضي


    وَتَظْهَرُ رَحْمَةُ الْأُمِّ وَشَفَقَتُهَا فِيْ قِصَّةِ أُمِّ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلَامُ مَعَ ابْنِهَا- حِيْنَ وَضَعَتْهُ فِي الْتَّابُوْتِ وَأَلْقَتْهُ فِي الْيَمِّ- إِذْ أَمَرَتْ أُخْتَهُ بِتَتَبُّعِ خَبَرِهِ، وَالْسُّؤَالِ عَنْهُ [وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ] {الْقَصَصَ:11} وَقَدْ أَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى عَنْ حُزْنِ الْأُمِّ بِفَقْدِ وَلَدِهَا فَقَالَ سُبْحَانَهُ [فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ] {الْقَصَصَ:13} وَذَكَّرَ اللهُ تَعَالَىْ مُوْسَى عَلَيْهِ الْسَّلَامُ بِهَذِهِ الْنِّعْمَةِ الْعَظِيْمَةِ حِيْنَ جَمَعَ شَمْلَهُ بِأُمِّهِ وَهُوَ رَضِيْعٌ [فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ] {طَهَ:40} فَهَذَا هُوَ قَلْبُ الْأُمِّ..

    فَوَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ لِمَنْ فَرَّقَ بَيْنَ أُمٍّ وَوَلَدِهَا بِسَبَبِ خِلَافٍ بَيْنَ الْزَّوْجَيْنِ، وَكَثِيْرٌ مِنَ الْأَزْوَاجِ يَفْعَلُوْنَ ذَلِكَ، وَيَفْعَلُهُ آبَاءُ الْأَزْوَاجِ وَآبَاءُ الْزَّوْجَاتِ وَقَرَابَتُهُمْ؛ بِدَعْوَى حِفْظِ كَرَامَةٍ مُتَوَهَّمَةٍ، أَوْ للحُصُوْلِ عَلَى مَالٍ، أَوِ المُطَالَبَةِ بِإِسْقَاطِ نَفَقَةِ الْأَوْلَادِ مَا دَامُوا عِنْدَ أُمِّهِمْ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ.. فَتَكُوْنُ الْأُمُّ وَأَطْفَالُهَا ضَحَايَا هَذِهِ الْتَّصَرُّفَاتِ الْرَّعْنَاءِ، وَتُحْرَمُ الْأُمُّ مِنْهُمْ وَيُحْرَمُوْنَ مِنْهَا وَلَا سِيَّمَا الْأَطْفَالِ وَالرُّضَّعِ، وَيَلْتَاعُ قَلْبُهَا عَلَيْهِمْ، فَلَا تَهْنَأُ بِنَوْمٍ، وَلَا تَتَلَذَّذُ بِطَعَامٍ.. نَعُوْذُ بِالله تَعَالَى مِنْ قُلُوْبٍ نُزِعَتْ مِنْهَا الْرَّحْمَةُ، فَاسْوَدَّتْ بِالْأَحْقَادِ، وَكَانَتْ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً.. وَلَا رَحِمَ اللهُ تَعَالَى أَزْوَاجَاً لَا يَرْحَمُونَ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِهِمْ، وَلَا يَرْحَمُونَ أَطْفَالَهُمْ حِيْنَ فَرَّقُوْا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أُمَّهَاتِهِمْ.. وَقَدْ رَوَى ابْنُ مَسْعُوْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:«كُنَّا مَعَ رَسُوْلِ الله فِيْ سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ فَجَاءَ الْنَّبِيُّ فَقَالَ: مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا»رَوَاهُ أَبُوْ دَاوُدَ. وَكَمْ فُجِعَتْ أَمٌ مُسْلِمَةٌ بِأَوْلَادِهَا حِيْنَ حِيْلَ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُمْ؛ لِأَنَّ أَبَاهُمْ طَلَّقَهَا أَوْ هَجَرَهَا!!

    وَحِيْنَ غَضِبَ مُوْسَى عَلَى هَارُوْنَ عَلَيْهِمَا الْسَّلَامُ لمَّا عَبَدَتْ بَنُوْ إِسْرَائِيْلَ الْعِجْلَ، وَجَرَّهُ بِشَعْرِهِ ذَكَّرَهُ هَارُوْنُ بِأُخُوَّةِ الْأُمِّ مَعَ أَنَّ الْأَصْلَ انْتِسَابُ الْوَلَدِ لِأَبِيْهِ لَا لِأُمِّهِ [قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُوْنِيْ وَكَادُوْا يَقْتُلُوُنَنِي] {الْأَعْرَافِ:150} وَفِيْ آيَةٍ أُخْرَى [قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِيَ] {طَهَ:94} وَمَا ذَاكَ إِلَّا اسْتِعْطَافَاً لَهُ؛ لِأَنَّ الْأُمَّ أَشَدُّ عَطْفَاً وَأَكْثَرُ رَحْمَةً بِالْأَولُادِ مِنَ الْأَبِ.

    وَتَكَلَّمَ عِيْسَى فِي المَهْدِ مُخْبِرَاً أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَوْصَاهُ بِبِرِّ أُمُّهُ مَعَ فَرِيْضَتِي الصَّلَاةِ وَالْزَّكَاةِ فَقَالَ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ [‎وَأَوْصَانِيْ بِالصَّلَاةِ وَالْزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيَّاً * وَبَرَّاً بِوَالِدَتِي] {مَرْيَمَ:31-32}.
    وَالْأُمُّ أَوْلَى مِنَ الْأَبِ فِيْ الْبَرِّ وَحُسْنِ الصُّحْبَةِ، دَلَّتْ عَلَى ذَلِكَ أَحَادِيْثُ عِدَّةٌ؛ فَرَوَى أَبُوْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:«قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُوْلَ الله، مَنْ أَحَقُّ الْنَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ ثُمَّ أَبُوْكَ»رَوَاهُ الشيخان.

    وَفِيْ حَدِيْثٍ آَخَرَ:«إِنَّ اللهَ يُوْصِيْكُمْ بِأُمَّهَاتِكُمْ ثَلَاثَاً إِنَّ اللهَ يُوْصِيْكُمْ بِآبَائِكُمْ...»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
    وَفِيْ حَدِيْثٍ ثَالِثٍ:«أُوْصِيْ امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوْصِيْ امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوْصِيْ امْرَأً بِأُمِّهِ، أُوْصِيْ امْرَأً بِأَبِيِهِ ...»رَوَاهُ أَحْمَدُ.
    وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قُلْتُ:«يَا رَسُوْلَ الله، مَنْ أَبَرُّ؟ قَالَ أُمَّكَ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمَّكَ، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمَّكَ؟ قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبَاكَ...»رَوَاهُ أَحْمَدُ.

    وَبِنَاءً عَلَى هَذِهِ الْأَحَادِيْثِ المُثْبِتَةِ لِلْأُمِّ ثَلَاثَةَ حُقُوْقٍ، وَلِلْأَبِ حَقَاً وَاحِدَاً؛ فَإِنَّهُ يَنْبَغِيْ لِلْوَلَدِ أَنْ يَصْرِفَ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِ بِرِّهِ لِأُمِّهِ، وَرُبْعَهُ لِأَبِيْهِ، وَكَثِيْرٌ مِنَ الْنَّاسِ يَضْعُفُ فِقْهُهُمْ عَن ذَلِكَ.
    وَعُقُوْقُ الْأُمِّ أَشَدُّ جُرْمَاً مِنْ عُقُوْقِ الْأَبِ، وَإِنْ كَانَ كُلُّ الْعُقُوقِ جَرِيْمَةً، وَقَدْ نَصَّ الْنَّبِيُّ ^ عَلَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى حَرَّمَ عَلَيْنَا عُقُوْقَ الْأُمَّهَاتِ.

    وَتَجِبُ صِلَةُ الْأُمِّ وَبِرُّهَا وَحُسْنُ صُحْبَتِهَا وَلَوْ كَانَتْ كَافِرَةً، مَعَ عَدَمِ طَاعَتِهَا فِي المَعْصِيَةِ [وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِيَ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِيْ الْدُّنْيَا مَعْرُوْفَاً] {لُقْمَانَ:15} وَقَالَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِيْ بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا:«قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِيْ عَهْدِ رَسُوْلِ الله ^ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُوْلَ الله ^ قُلْتُ: إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ»رَوَاهُ الْشَّيْخَانِ.
    نَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُعَلِّمَنَا الْفِقْهَ فِي الْدِّيْنِ، وَأَنْ يَرْزُقَنَا الْعَمَلَ بِهِ، وَأَنْ يُعِيْنَنَا عَلَى بِرِّ وَالِدِيْنَا وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ وَقَدْ قَالَ الْخَلِيْلُ عَلَيْهِ الْسَّلَامُ [رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِيْنَ يَوْمَ يَقُوْمُ الْحِسَابُ] {إِبْرَاهِيْمَ:41}.
    بَارَكَ اللهُ لِيْ وَلَكُمْ...

    م ن موقع أمي





 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. العام والسنة في الكتاب المقدس
    بواسطة اسامة مسلم في المنتدى دراسة نسخ الكتاب المقدس
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 2011-01-25, 01:37 PM
  2. موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة
    بواسطة خالد بن الوليد في المنتدى موسوعة الإعجاز العلمي في الكتاب و السنة
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 2010-08-14, 07:35 PM
  3. إلحـاد الأم تيريزا
    بواسطة إسلام علي في المنتدى ثمار النصرانية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2009-10-17, 12:29 AM
  4. مسؤولية الأم
    بواسطة ronya في المنتدى قضايا الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 2008-08-19, 03:26 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML