الإسلام والحنيفية
يقول صاحب الكتاب هداه الله ..
"
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ( آل عمران 3 : 67 )
ما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل ( الحج 22 : 78 )
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن وإتبع ملة إبراهيم حنيفا ( النساء 4 : 125 )
قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا ....( الأنعام 6 : 161 )
ثم أوحينا إليك أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين (النحل 16 : 123 )
هنا نجد أن محمدا هداه الله إلى ملة إبراهيم وأوحى إليه أن يتبع الحنيفية ،هل الإسلام هو الحنيفية ؟ وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت .
ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :
وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( البينة 98 : 4 -5 )
في هذه الآية المدنية نجد أهل الكتاب أمروا بالحنيفية وصارت كل الديانات حنيفية ؟
"
إنتهى قول المدعي :
بعد ذكر ال د. هانز للآيات وجه مجموعة من الأسئلة التي يعتبرها اكتشاف وما عبرت الا على كذب ادعاءه بأنه درس الإسلام لسنوات طوال ، جاء في مجملها ..
"
هنا نجد أن محمدا هداه الله إلى ملة إبراهيم وأوحى إليه أن يتبع الحنيفية ،هل الإسلام هو الحنيفية ؟ وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت .
مستهلاً بمقدمته ليصل إلى السؤال بقوله هل الإسلام هو الحنيفية ؟
"
هنا وجب علينا تعريف معنى الحنيفية لغة واصطلاحاً فتكون ..
1-لغة : إن معنى كلمة حنيف في المعاجم العربية جميعها قديمها وحديثها (لغة) أنه الاعوجاج، أو الميل إلى شيء معين
2- واصطلاحاً هي الميل عن عبادة الأوثان إلى ملة إبراهيم .
ولا أريد الخوض في التعريفات حتى لا يتشتت القارئ ، و الذي يجب أن نعلمه وأن نعرفه أن الحنيفية هي ملة إبراهيم إصطلاحاً .
ويجب التفريق بين كلمة ملة وكلمة دين فعندما نتكلم عن ملة ابراهيم عليه السلام لا نعني بها دين الإسلام ،على الرغم ان ابراهيم كان مسلماً ،و هذا وضحنا معناه سابقاً .والرابط بين ملة إبراهيم ودين الإسلام هي أن ملة ابراهيم هي أصل دين الإسلام بل وأصل كل الديانات السماوية وأصل ما جاء به الأنبياء ودعوا إليه فنقول أن مله ابراهيم هي اصل التوحيد او العقيده ولا يقصد بالملة الدين لأن الدين يشمل العقيده و الاحكام والتشريع , وقد أوضحت فيما سبق أن كل نبي جاء بتشريع وهذا ما تنص عليه الآية الكريمة رقم 48 من سورة المائدة (( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا )).
وجاء التفريق بين الملة والدين واضحاً في الأيات الكريمة التالية على سبيل المثال ..
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) سورة آل عمران الآية 19
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران الآية 85
(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) سورة الحج الآية 78
(وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) سورة البقرة الآية 130.
ولكن قد تستعمل كلمة ملة بمعنى الدين حسب سياقها في الجملة ولكن ليس هذا محور حديثنا الآن ..
وبالتالي فإن الحنيفية هي ملة ابراهم وهي أصل التوحيد كما يتضح من الآية (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) سورة النحل الآية 120.
وهنا نجد تقابل بين ملة ابراهيم والشرك فنجد ان مقابل الشرك انما هو التوحيد
وبعد هذا التوضيح يمك أن نجيب على أسئلة ال د هانز فهو يقول
"وهنا يصبح الإسلام هو أول الديانات التي نسخت ( ألغيت ) حسب قول البعض بأن اليهودية ألغت ما قبلها والمسيحية ألغت اليهودية والإسلام ألغى المسيحية واليهودية ولطالما الإسلام هو الحنيفية فهو أول الديانات التي نسخت وألغيت ."
فنقول له لم يلغي دين الإسلام الحنيفية لأنها أصل كل الأديان وبما فيهم الإسلام ،وهي ما نادى به كل الأنبياء ولكن دين الإسلام ألغى التشريعات السابقة كاملة ووضع التشريع الذي ارتضاه الله تعالى لعباده ... فهل يمكن أن نجد نبي من الله يدعوا الى غير التوحيد ؟!!! بالطبع ستكون الإجابة بالنفي ..
فها هو المدعي هانز يثبت كلامي دون أن يدري فنراه يقول ..
"ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :
وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ( البينة 98 : 4 -5 )
في هذه الآية المدنية نجد أهل الكتاب أمروا بالحنيفية وصارت كل الديانات حنيفية ؟"
العجيب هو رميك بسهام الجهل قلاع الحق يا دكتور هانز فأنت أتيت الأن بتأكيد صريح ..
قال بن كثير في تفسير الآية 5 من سورة البينة
وقوله تعالى " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " كقوله " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " ولهذا قال " حنفاء " أي متحنفين عن الشرك إلى التوحيد كقوله " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت "
والحمد لله رب العالمين
يتبع ..v]: ;jhf ]u,m ggjt;dv td hgv] ugn hgj;tdv
المفضلات