النتائج 1 إلى 10 من 35
 

العرض المتطور

  1. #1
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: كتاب دعوة للتفكير في الرد على التكفير


    الفصل الأول

    دعوة للتفكير

    يقول صاحب الكتاب D. Hanzz

    "
    في تلك الدعوة سنحاول سويا التعرف من خلال القرآن وبعض أحاديث النبي عن ما هو الإسلام ومن هو المسلم‎‎‎‎؟ ما هو الأيمان ومن هو المؤمن؟ هل هناك فارق بين الإسلام والنفاق والإيمان؟
    فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (الأنعام 6 :125)
    أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم (الزمر39: 22)
    أفغير دين الله يبتغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها ...(آل عمران 3: 83)
    من يتبع غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران 3 : 85)
    من كل ما تقدم من الآيات لا جدال أن القرآن أكد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله للبشرية وغيره مرفوض ولن يقبل ، ترى ما هو الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده؟
    جاء في كتاب اللؤلؤ والمرجان وهو ما اتفق عليه في الصحيحين البخاري ومسلم وهو من أصح الكتب بعد القرآن ؛ حديث ابن عمر الحديث رقم (9)
    قال النبي (ص) بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.
    جاء أيضا في المرجع السابق حديث رقم (15)
    قال النبي (ص) أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولون أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فان فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله .
    إذا كان الإسلام هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟
    "

    إنتهي قوله.

    الرد ...

    من الواضح جداً أن هذا الدجال مضغ سنين طوال في دراسة الإسلام كما ذكر في مقدمة كتابه ، وخير دليل على ذلك دقة الآيات القرآنية التي ذكرها ، فوجب علينا بداية تدقيق الآيات القرآنية أثناء الرد عليه (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ) سورة الأنعام الآية 125


    وجب عليك أولاً يا د .هانز أنت تعرف ما معني كلمة الإسلام لغة واصطلاحاً ، فالإسلام لغة هو الانقياد والخضوع والإذعان والاستسلام ،والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض .

    وقد جاءت الكثير من الآيات القرآنية تحمل في كلمة إسلام المعنى اللغوي لها ،ومن هذه الآيات ..

    (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة البقرة الآية 131
    جاء في تفسير بن كثير أي أمره اللّه بالإخلاص له والاستسلام والانقياد فأجاب إلى ذلك شرعاً وقدراً.

    (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) سورة آل عمران الآية 83
    جاء في التفاسير أسلم أي إنقاد وأستسلم

    (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) سورة المائدة الآية 44
    جاء في كتب التفسير (الذين أسلموا) انقادوا لله

    ( بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) سورة البقرة الآية 112.
    جاء في تفسير الطبري { مَنْ أَسْلَمَ وَجْهه لِلَّهِ } فَإِنَّهُ يَعْنِي بِإِسْلَامِ الْوَجْه التَّذَلُّل لِطَاعَتِهِ وَالْإِذْعَان لِأَمْرِهِ


    وفي المعني الاصطلاحي للإسلام قال بن عبد الله السحيم في كتابه الإسلام أصوله و مبادئه عن معنى الإسلام " وقد سمى الله الدين الحق الإسلام لأنه طاعة لله وانقياد
    لأمره بلا اعتراض ، وإخلاص العبادة له سبحانه وتصديق خبره والإيمان به ، وأصبح اسم الإسلام علما على الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم"

    وبهذا يكون الإسلام في الاصطلاح يطلق على الدين الذي بُعث به رسول الله صلي الله عليه وسلم ، والعمل بأركانه ،وقد جاءت آيات في القرآن الكريم بهذا المعني من ضمنها ..

    (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) سورة آل عمران الآية 19

    (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران الآية 85.

    (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة المائدة الآية 3

    وما ذكره صاحب الكتاب من حديث صحيح رواه البخاري ومسلم " بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان "
    فهذه أركان دين الإسلام يجب الإتيان بها كاملة ، ومن أنكر منها شيئاً فليس بمسلم .

    بعد التعرف على لفظ الإسلام لغة واصطلاحاً الآن نرد على سؤالك المذكور...

    إذا كان الإسلام هكذا فترى كل من ذكرهم القرآن بأنهم مسلمين فعلوا ذلك؟

    لقد جاء الإسلام ناسخاً لجميع الأديان السابقة فمن اتبعه صار مسلماً ،ومن أعرض لا يقال عنه مسلماً ، وبهذا يكون من انقاد وأذعن واستسلم وخضع لما جاءت به البعثة المحمدية أصبح مسلماً ، ومن أبى فليس بمسلم ، فمن اتبع موسى عليه السلام في زمنه كان مسلماً ، حتى جاء عيسى عليه السلام ، فمن تبع عيسي في زمانه كان مسلماً ، ومن لم يتبعه ليس بمسلم وان كان على ما كان موسى عليه السلام ، وبعد بعثة محمد عليه الصلاة والسلام من اتبعه كان مسلماً ومن لم يتبعه ليس بمسلم وإن كان على دين عيسى عليه الإسلام فقد كان الدين الإسلام ولكن الشريعة مختلفة وبالتالي من كان يؤمن بموسى في زمانه ويقيم التشريع الذي جاء به كان مسلماً حتى جاء عيسى عليه السلام فمن عمل بالتشريع الذي جاء به كان مسلما وبعد ما بُعث الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالتشريع الذي إرتضاه الله لعباده فمن عمل به فقد أسلم ومن لم يعمل به لم يكن من المسلمين .



    والله أعلم ..

    يتبع

    v]: ;jhf ]u,m ggjt;dv td hgv] ugn hgj;tdv





    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  2. #2
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: كتاب دعوة للتفكير في الرد على التكفير


    المسلمون قبل الإسلام


    يقول صاحب الكتاب D. Hanzz
    "
    وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ....إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين (يونس 10 : 71‎‎ ـ 72)
    ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما (آل عمران 3 : 67 )
    أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت ....قالوا نعبد إلهك وإله ابائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلها واحدا ونحن له مسلمون ( البقرة 2 : 133)
    في الحديث عن يوسف .... رب ... علمتني من تأويل الأحاديث .... توفني مسلما والحقني بالصالحين ( يوسف 12 : 101 )
    قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين (يونس 10 : 84 )
    وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت انه لا إله إلا الذي أمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين (يونس 10 ‎: 90 )
    ومن كلام الهدهد والرسالة التي حملها إلى ملكة سبأ قال الهدهد:
    وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ... إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين (النمل 27 : 24-31)
    وملكة سبأ قالت :
    رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ( النمل 27 : 44 )
    والذين آتيناهم الكتاب من قبله ( أي قبل القرآن يقصد النصارى ) هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (القصص 28 : 52 - 53 )
    قال الحواريون (تلاميذ المسيح ) نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بانا مسلمون ( آل عمران 3 : 52 )
    لكن الأغرب والأعجب تلك الآية :
    وهذا كتاب أنزلناه مبارك (القرآن)... أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا وإن كنا عن دراستهم لغافلين (الأنعام6: 155-156)
    وهنا نزلت الكتب قبل القرآن على طائفتين هما اليهود والنصارى ، ترى على أي من الطائفتين الذي أنزل على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس وغيرهم. نعم بهذا أصبح كل الكتب السابقة للقرآن إما نزلت على اليهود أو النصارى .
    أما في الحديث عن محمد :
    قل أني أمرت أن أكون أول من أسلم ( الأنعام 6 : 14 )
    لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ( الانعام6 : 163 )
    قل إني أمرت أن أعبد الله .... وأمرت لآن أكون أول المسلمين ( الزمر 39 : 11 - 12 )
    إذا كان محمد أول من أسلم فكيف كان نوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وفرعون وسليمان وحواري عيسى والنصارى مسلمين ؟
    لكن السؤال الأهم هل كل هؤلاء شهدوا بنبوة محمد وصاموا رمضان وحجوا البيت وأتوا الزكاة ؟
    لكن الأغرب والأعجب هؤلاء الجن والسحرة المسلمين
    قالوا (الجن) سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد … وإنا منا المسلمين ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 1-14 )
    ترى هل الجن يصومون رمضان ؟ هل بين الحجاج من الإنس حجاج من الجن ؟ هل بين المصلين المسلمين مصلين آخرين من الجن ؟ هل يدفع الجن الزكاة ولمن يدفعونها ؟
    وألقى السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهارون ....ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ( الأعراف 7 : 120-126 )
    ولكن قد يقول قائل :
    من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ( البقرة 2 : 112 )
    كذلك المسلم من سلم الناس من يده ومن لسانه ، نقول هناك الملايين الذين أسلموا وجوههم لله ويسلم الناس من يدهم ومن لسانهم لكن لا يصومون رمضان ولا يحجون إلى مكة وينظرون لحجرها الأسود كأي حجر ولا يؤمنون بمحمد نبيا بل يعتبرونه كاذبا ويرفضون مبدأ الزكاة فهل هؤلاء مسلمون ؟
    "

    بعد أن كتب بعض الآيات بطريقة لم نعرف لها أصلاً في المصاحف كأن يكتب مثلاً ( البقرة 2 : 112 ) فما هذه إشارة إلى الآية وكان الأصح قول سورة البقرة الآية 112.

    يمكن تلخيص تلك الفقرة في أسئلة محددة ؟

    السؤال الأول : نستنتجه من كلامه " وهنا نزلت الكتب قبل القرآن على طائفتين هما اليهود والنصارى ، ترى على أي من الطائفتين الذي أنزل على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس وغيرهم. نعم بهذا أصبح كل الكتب السابقة للقرآن إما نزلت على اليهود أو النصارى ."
    فيكون السؤال : إذا كانت الكتب السماوية نزلت على اليهود والنصارى فماذا تسمون الكتب التي نزلت على إبراهيم ونوح وإسماعيل وهود وصالح وإدريس ؟


    تلاحظ عزيزي القاري أن هناك جهل كبير من هذا الدكتور هانز فهو يستدل بالآية 52 من سورة القصص استدلال خاطئ لم أجد له أصل فهو يفسر الذين أتيناهم الكتاب هم النصارى (الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ) والأصح ما ورد في كتب التفسير هم اعل الكتاب أي اليهود والنصارى ... ورجوعاً إلى سؤاله عن الكتب التي نزلت على الأنبياء المذكورين لم يذكر هذا المدعي أي دليل على نزول كتب ولم يرد فى القرآن ولا السنة النبوية ما يثبت أن هناك كتب نزلت على الأنبياء غير الكتب الأربعة القرآن الإنجيل التوراة والزبور ، وقد يجول بخاطر القارئ قول حول كتاب الزبور المنزل على نبي الله داوود ، فهنا أشير موضحاً أن كتاب الزبور لم يكن يحتوى على تشريع فقد قال القرطبي: الزبور كتاب داود وكان مائة وخمسين سورة ليس فيها حكم ولا حلال ولا حرام، وإنما هو حِكَم ومواعظ.. وكان داود عليه السلام حسن الصوت، فإذا أخذ في قراءة الزبور اجتمع إليه الإنس والجن والطير والوحوش لحسن صوته.. ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ) (سـبأ:10)
    والفضل الذي أعطاه الله تعالى هو: النبوة والزبور والعلم والقوة وتسخير الجبال والحكم بالعدل وإلانة الحديد والصوت الحسن.

    إضافة إلى أن الزبور نزلت على نبي الله داود عليه السلام وقد أرسل إلى بني إسرائل ، وعن نسب داود عليه السلام قال الحافظ في الفتح: هو داود بن إيشا بن عوبد بن باعربن سلمون بن يارب بن رام بن حضرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب عليه السلام وهو إسرائيل .

    فربما اعتمد هذا الهانز على تفكيره الشخصي الذي لا يعتد به أو ربما استند على حديث رواه ابن حبان في صحيحه، وكذا رواه ابن مردويه وعبد بن حميد وابن عساكر كما ذكر ذلك السيوطي في الدر المنثور، والقرطبي في التفسير كلهم عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم كم كتاباً أنزل الله؟ قال: مائة كتاب، وأربعة كتب، أنزل على شيث خمسون صحيفة، وأنزل على أخنوخ (إدريس) ثلاثون صحيفة، وأنزل على إبراهيم عشر صحائف، وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، في حديث طويل جداً، وهو حديث باطل بل موضوع، فإن في سنده كذاباً، قال الهيثمي في موارد الظمآن، بعد إيراده للحديث: في سنده إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني ، قال أبو حاتم وغيره: كذاب. فالحديث لا تقوم به حجة.

    وبهذا تكون الكتب السماوية التشريعية نزلت من قبل على اليهود والنصارى وهما أهل الكتاب .... فهل نسمع لهذا السؤال صوتاً بعد كسر رقبته ؟!!!


    السؤال الثاني : " إذا كان محمد أول من أسلم فكيف كان نوح وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى وفرعون وسليمان وحواري عيسى والنصارى مسلمين ؟"

    هنا أقول أن أول من أسلم على شريعة الرسالة الجديدة وهي ( دين الإسلام ) هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتوضيحاً للأمر في قول وأنا أول المسلمين يريد به أنه أول المسلمين من القرن الذي بعث فيهم ، وهذا ما أمره به الله ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) سورة الأنعام الآية 162 . ومثله قول موسى عليه السلام (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) سورة الأعراف الآية 143.فيقصد أول المسلمين في هذا القرن

    وجاء في تفسير الرازي " كأنه يقول إني لست من الملوك الجبابرة الذين يأمرون الناس بأشياء وهم لا يفعلون ذلك بل كل ما أمرتكم به فأنا أول الناس شروعا فيه وأكثرهم مداومة عليه "

    وقال أيضاً "في قوله وأمرت لان أكون أول المسلمين التنبيه على كونه رسولا من عند الله واجب الطاعة لأن أول المسلمين في شرائع الله لا يمكن أن يكون إلا رسول الله لأن أول من يعرف تلك الشرائع والتكاليف هو الرسول المبلغ "

    وورد في تفسير أبي السعود : " وقوله تعالى ( وأنا أول المسلمين ) لبيان مسارعته عليه السلام إلى الامتثال بما أمر به وأن ما أمر به ليس من خصائصه عليه السلام بل الكل مأمورون به ويقتدي به عليه السلام من أسلم منهم"

    وفي مفردات الراغب ما نصه : "وقوله تعالى ( وأنا أول المسلمين ) (وأنا أول المؤمنين ) فمعناه أنا المقتدى بي في الإسلام والإيمان ،و ( ولا تكونوا أول كافر به ) أي لا تكونوا ممن يقتدى بكم في الكفر ".

    ويقول صاحب الكتاب " لكن السؤال الأهم هل كل هؤلاء شهدوا بنبوة محمد وصاموا رمضان وحجوا البيت وأتوا الزكاة ؟ "

    إن الأنبياء كلهم بُعثوا على بدين الإسلام، فقد ارتضاه الله لعباده ، الأولين و الآخرين، فهو دين نوح، و هود، وصالح، و لوط، و شعيب، و إبراهيم، و موسى، وعيسى ومحمد عليهم الصلاة السلام .
    فماذا كان دين الإسلام ؟ .. لقد كان التوحيد ( اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ) وإخلاص الدين له، والإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتعظيم أوامر الله ويأمرا قومهم بطاعة الله فيما أمر ، والانتهاء عما نهى.

    هكذا كان دين الإسلام من قبل ومن بعد بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن الشرائع تختلف والتكاليف تختلف ، فشريعة نوح تختلف عن شريعة يعقوب تختلف عن شريعة موسى وعن شريعة عيسى ، وهكذا جاءت الأنبياء بدين الإسلام مع إختلاف الشرائع : لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ، حتى جاء الإسلام ناسخاً لجميع الشرائع السابقة مقراً بشريع الإسلام التي ارتضاها الله لعباده قائلاً عز وجل (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) سورة المائدة الآية 3.

    وحكم بأن لا يقبل بغير دين الإسلام بقوله تبارك وتعالى :
    (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران الآية 85


    يتبع ...




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



  3. #3
    الإدارة العامة
    ذو الفقار غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 4
    تاريخ التسجيل : 1 - 10 - 2007
    الدين : الإسلام
    الجنـس : ذكر
    العمر: 47
    المشاركات : 17,892
    شكراً و أعجبني للمشاركة
    التقييم : 26
    البلد : مهد الأنبياء
    الاهتمام : الرد على الشبهات
    معدل تقييم المستوى : 34

    افتراضي رد: كتاب دعوة للتفكير في الرد على التكفير


    ويتابع الدكتور هانز قائلاً

    " لكن الأغرب والأعجب هؤلاء الجن والسحرة المسلمين
    قالوا (الجن) سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد … وإنا منا المسلمين ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 1-14 )
    ترى هل الجن يصومون رمضان ؟ هل بين الحجاج من الإنس حجاج من الجن ؟ هل بين المصلين المسلمين مصلين آخرين من الجن ؟ هل يدفع الجن الزكاة ولمن يدفعونها ؟ "


    وأقوال ما العجب فيما تستغرب يا هانز ؟!! وأكرر هل حقاً أمضى هانز سنين حياته يدرس الإسلام ويبحث عن الحقيقة ؟!!


    إن أول ما يأتي ببال الباحث عن الحقيقة هو لماذا خلق الله البشر فيجد الجواب في قول الله تعالى في الآية 56 من سورة الذاريات (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) . ومن هذه الآية الكريمة يتضح أن الله تعالى قد خلق الجن وكلفه بالعبادة كما كلف الإنسان بالعبادة ، ففيما العجب من أن نجد من الجن المسلم والكافر ونج منهم من يدينون بالنصرانية وآخرين يدينون باليهودية ونجد الجن المسلم الممتثل لأمر الله واجتناب نواهيه يقوم بأركان الإسلام الخمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً . فهم يأتون بالعبادات التي توافق حالهم ، وبهذا يكون تكليفهم . وخير دليل على تكليفهم أيضاً قول الله تعالى (قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ) سورة الأعراف الآية 38.
    وإن كان الجن غير مكلف لما في سورة الرحمن ( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ * فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) سورة الرحمن الآيتان 31-32.


    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في هذا الأمر
    "
    إن الجن مكلفون بلا شك, مكلفون بطاعة الله سبحانه وتعالى, وإن منهم المسلم والكافر, ومنهم الصالح ومنهم دون ذلك كما ذكر الله تعالى في سورة الجن عنهم حيث قالوا: {وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا}[الجن: 11]. وقالوا: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْ ارَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبً}[الجن: 14، 15].

    وقد صرف الله نفرًا من الجن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعوا القرآن وآمنوا به وذهبوا دعاة إلى قومهم كما قال الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}[الأحقاف: 29-32].

    وهذا يدل على أن الجن كانوا مؤمنين بالرسل السابقين, وإنهم يعملون كتبهم لقولهم: {إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ} [الأحقاف: 30] وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أكرم وفد الجن الذين وفدوا إليه بأن قال: لكم كل عظم ذُكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحمًا, وكل بعرة فهي علفً لدوابكم، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاستجمار بالعظام, وعن الاستجمار بالروث, وقال: ((إن العظام زاد إخوانكم من الجن)). والظاهر أنهم مكلفون بما يكلف به الإنس من العبادات, ولا سيما أصولها, كالأركان الخمسة, وحجهم يكون كحج الإنس زمنًا ومكانًا, وإن كانوا يختلفون عن الإنس في جنس العبادات التي لا تناسب حالهم, فتكون مختلفة عن التكليف الذي يكلفبه الإنس, والله أعلم. "
    انتهي قوله ..


    وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقؤأ القرآن على الجن وهم ينصتون فقد روى عبدالله بن مسعود الحديث الصحيح الذي جاء في المسند الصحيح _ مسلم _
    سألت علقمة : هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ؟ قال فقال علقمة : أنا سألت ابن مسعود . فقلت : هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ؟ قال : لا . ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة . ففقدناه . فالتمسناه في الأودية والشعاب . فقلنا : استطير أو اغتيل . قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء . قال فقلنا : يا رسول الله ! فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم . فقال " أتاني داعي الجن . فذهبت معه . فقرأت عليهم القرآن " قال فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم . وسألوه الزاد . فقال " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم ، أوفر ما يكون لحما . وكل بعرة علف لدوابكم " . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم " . وفي رواية : إلى قوله : وآثار نيرانهم . ولم يذكر ما بعده .

    و (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ*قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة الأحقاف الآيات 29-32.


    ويتابع حديثه عن الإسلام محتجاً بحديث دون أن يكلف نفسه بعض عناء التفسير فيقول
    " كذلك المسلم من سلم الناس من يده ومن لسانه ، نقول هناك الملايين الذين أسلموا وجوههم لله ويسلم الناس من يدهم ومن لسانهم لكن لا يصومون رمضان ولا يحجون إلى مكة وينظرون لحجرها الأسود كأي حجر ولا يؤمنون بمحمد نبيا بل يعتبرونه كاذبا ويرفضون مبدأ الزكاة فهل هؤلاء مسلمون ؟"


    لقد ورد في الحديث الصحيح (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) وهذه خصلة من خصال المسلم أو دلالة من دلالاته ولا يعني تحقق هذا ان سلم المسلمون من لسانه ويده أن يُعفي من أركان الإسلام الخمس التي لا يصح الإسلام إلا بها . وكف الأذى باللسان أو باليد هي علامة ظاهرة من علامات المسلم . وقال الإمام النووي في شرحه على صحيح مسلم : معنى الحديث أن خير خصال الإسلام وخير أموره وأحواله أن يسلم المسلمون من لسانه ويده ، وقال ابن جزي الكلبي الغرناطي في قوانينه الفقهية أن للمسلم على المسلم عشرة حقوق احدها أن يكف شره عنه .

    وفي هذا الحديث تأكيد بأن المسلم تؤثر فيه العبادات كالصلاة التي تنهاه عن الفحشاء والمنكر والبغي وكالصوم الذي يهذب النفس ويذكر الغني بمعاناة الفقير , وكالزكاة التي للتطهير ويجب أن تظهر هذه التأثيرات واضحة في سلوكه فلا يكون المسلم نماماً أو كاذاً أو مفترياً أو مستهزء بالآخرين أو متسلط كاره للخير .


    يتبع ..




    إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام .



    ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا)



 

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. ذروة التفكير في الرد على التكفير للأخ ذو الفقار الآن لتحميل
    بواسطة abcdef_475 في المنتدى كتب وأبحاث بأقلام فرسان البشارة الإسلامية
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 2011-10-06, 07:24 AM
  2. دعوة إلى الصدق
    بواسطة ذو الفقار في المنتدى الحوار الإسلامي المسيحي
    مشاركات: 124
    آخر مشاركة: 2011-04-18, 03:24 AM
  3. التكفير ضبط وتحذير
    بواسطة أمـــة الله في المنتدى القسم الإسلامي العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 2011-02-10, 09:21 PM
  4. العلمانيون وجماعة التكفير الأرثوذكسية
    بواسطة جمال المر في المنتدى الركن النصراني العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2010-03-23, 05:43 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
RSS RSS 2.0 XML MAP HTML