عودة لكلام الدكتور هانز في كتابه الضال الذي يقول فيه متابعاً ..
" أن نهاية الجن والشياطين وإبليس واحدة جهنم وبئس المصير للجن ومن تبع كلامهم ووثق فيه وكذلك الشياطين وإبليس حيث لم يذكر القرآن ولو في آية واحدة أن للجن مكان في الجنة ، من كل ما تقدم نجد أن إبليس والجن والشيطان والعفاريت شئ واحد خلقوا من النار ونهايتهم النار"

ويذكر قول المولى عز وجل (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) سورة ص الآية 84-85

(وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) سورة السجدة الآية 13

وبهذا يمكن القول بأنه يتساءل عن مصير الجن فنجيبه بأن مصير الجن المؤمن الجنة ومصير غيره العذاب الأليم ..     في سورة الاحقاف الآيات 29-31 (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)


من قال أن القرآن لا يحتوي على دلالة دخول الجن الجنة فهو مدعي كاذب أشر فالآيات السابقة تدل على أن الله يغفر لمؤمنين الجن ذنوبهم ويجرهم من عذاب أليم وتدل هذه الآية الكريمة على نجاة المؤمنين من الجن من النار والعذاب الأليم وإذا وقفنا عند هذا الحد نقول أن الآية لم تفيد دخولهم الجنة ولكن مع وجود الشواهد تسقط النفي وتبرز الحجة فقد قال الله تعالى في سورة الرحمن الآية 46 (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ)

قال بن كثير " فقد أمتن الله على الثقلين بأن جعل جزاء محسنهم الجنة، ولقد قابلت الجن هذا بالشكر القولي أبلغ من الإنس فقالوا : ولا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد فلم يكن الله تعالى لتمن عليهم جزاء لا يحصل لهم وأيضاً كان يجازي كافرهم بالنار وهو مقام عدل فلأن يجازي مؤمنهم بالجنة وهو مقام فضل بطريق الأولى والأحرى"

وقد اتفقنا فيما سبق بأن الجن مخلوقات مُكلفة امتثالا لقول الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات الآية 56 وما التكليف إلا الإيمان بالله والعمل الصالح فيقول الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) سورة الكهف الآية 107

والجن منهم الصالح ومنهم الفاسد ومنهم المؤمن ومنهم الكافر،     : " وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا "[الجن:11]. أي منا المؤمن والكافر: "وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا، و أما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا "[الجن:15]. والقاسطون هم الجائرون عن الحق الناكبون عنه.

واستدل ابن كثير رحمه الله بقوله تعالى: "لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان "[الرحمن:56]. فقال (أي بل هن أبكار عرب أتراب لم يطأهن أحد قبل أزواجهن من الإنس والجن وهذه أيضا من الأدلة على دخول الجن الجنة، قال أرطأه بن المنذر، سئل حمزة بن حبيب: هل يدخل الجن الجنة؟ قال: نعم وينكحون: للجن جنيات وللإنس إنسيات) ابن كثير مجلد 4 ص 278 .

ويقول جل وعلا (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) سورة الجن الآية 16 ... فنقول أين يمكن أن يكون هذا الماء ؟!! هل يكون في الجنة أم سواها

بالطبع القارئ يعلم الآن أن مصير الجن ليس سواء، فمنهم من يدخل الجنة ومنهم من يُعذب في النار

أما الإستدال بالآية (وَلَوْ شِئْنَا لَآَتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) سورة السجدة الآية 13
هل نهم من الآية أن كل الإنس أيضاً في النار ؟!! بالطبع لا والدلائل كثيرة وإن هذه الآية دليل على أن الجن محاسبون كما الإنس محاسبون لا أنهم كلهم سيدخلون النار ..

أما الإستدلال بالآية (قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) فهذا ليس به أي دليل على قوله فما تعنيه الآية هو أن الله سيعذب إبليس وكل من تبعه وهنا إشارة بسيطة لك عزيزي القاريء نبين فيها وجه من أوجه جهل الكاتب حيث أن الحديث في قوله عز وجل "وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ " قد جاء نتيجة لقول ابليس بأنه سوف يغوي بني آدم بعد أن طلب من الله أن يمهله إلى يوم الدين قليس هناك علاقة للإستدلال بالنيجة التي يخرج بها هذا المدلس

يتبع إن شاء الله ...