لطائف قرآنية1
لطائف قرآنية1   في سورة المزمل:

إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ

نزلت سورة المزمل بعد سورتي العلق و القلم ، أي في الفترة المكية التي أمر الله عز وجل فيها المؤمنين بكف أيديهم وعدم القتال ، فلم تكن إذاً فترة قتال،
ولكن الله عز و جل أخبر أنه سيكون من المؤمنين من هم سيقاتلون في سبيل الله قبل أن يكون ذلك بسنوات عديدة ، وفي هذا لطيفة قرآنية عظيمة تثبت
أن القرآن كلام الله عز و جل ، حيث أن الدعوة الإسلامية في هذا الوقت كانت في أضعف مراحلها وكان يمكن للمشركين إبادة المسلمين بسهولة ولا يكون
هناك لا قتال في سبيل لله ولا غيره ، وكان هذا يصلح لتكذيب القرآن ، إلا أن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، وتحقق فعلا كلام الله في أقل
من عشرة سنوات فكانت غزوات المسلمين وجهادهم في سبيل الله بعد الهجرة تأكيدا لصدق القرآن الكريم وكونه كلام الله.
الخلاصة ، القرآن يؤكد بكل ثقة أنه سيكون هناك يوما ما من يقاتل في سبيل الله في وقت ربما كان هذا أمرا مستبعدا لقلة عدد المسلمين وضعفهم.

ومثل ذلك في قوله عز و جل في سورة القمر وهي ايضا مكية نزلت قبل زمن الغزوات :

سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (القمر 45)

جاء في تفسير الطبري:

حدثنا ابن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن أيوب قال : لا أعلمه إلا عن عكرمة أن عمر قال لما نزلت ( سيهزم الجمع ) جعلت أقول : أي جمع يهزم ؟ فلما كان يوم بدر رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يثب في الدرع ويقول : ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) .

حدثنا ابن حميد قال : ثنا مهران ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ) قال : يوم بدر

المراد هنا هو اخبار من الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بأمر غيبي وهو وجود مرحلة مستقبلية سيكون فيها قتال بين المسلمين والكفار وسيهزم
جمع الكفار ويتولون فارين مولين ظهورهم للمسلمين. مع العلم ان وقت نزول هذه الآيات كان المسلمون يسامون سوء العذاب بمكة لا حول لهم ولا قوة.

فمن كان يضمن ان يأتي على المسلمين هذا الزمن إلا الله عز و جل؟
هل يمكن لأي دجال ان يخاطر بمثل هذا معرضا نفسه للإنكشاف خلال بضع سنوات فتنهار دعوته و يكشف أمره؟

أشهد ان محمدا رسول الله

g'hzt rvNkdm1