أخي الفاضل ممدوح محمد ، أقدم لك هدية بسيطة عن الظهورات بقلم مسيحي بحت وهو الدكتور حنين عبد المسيح ( واعظ سابق بالكنيسة القبطية وأستاذ اللغة القبطية ) يقول في كتابه : "عبادة الأصنام في الكنيسة الأرثوذكسية" :

( ولعل من أهم الأسباب التى أدت إلى إنتشار عبادة القديسين وخصوصًا العذراء بين الشعب الأرثوذكسى هو الظهورات والمعجزات التى يعتقدون خطئًا بأنها للقديسين وليست من الشيطان حتى يغوى شعب الله ويوقعهم فى عبادة الأصنام .
ظهورات القديسين ومعجزاتهم من الله أم من الشيطان

وللإجابة علي هذا السؤال الخطير نورد الحقائق الكتابية التالية :

أولا : يستطيع الشيطان أن يظهر على شكل ملاك أو قديس.

يعلمنا الكتاب ان الشيطان يمكن أن يظهر في شكل ملاك :" لا عجب ان الشيطان نفسه يغير شكله الي شبه ملاك نور( 2 كو 14/11 )
كما يستطيع أن يظهر فى شكل قديس كما ظهر على شكل صموئيل النبى للعرافة التى ذهب إليها الملك شاول لكى تحضر له روح صموئيل ليسأله قبل دخول الحرب بعد أن رفض الله رفضًا قاطعًا ونهائيًا أن يتحدث إليه لأنه كان قد رفضه ونزع روحه منه " فسأل شاول من الرب فلم يجبه الرب لا بالاحلام ولا بالاوريم ولا بالانبياء.فقال شاول لعبيده فتشوا لي على امرأة صاحبة جان فاذهب اليها واسألها.فقال له عبيده هوذا امرأة صاحبة جان في عين دور.( صومؤيل 28/6 )

ويؤكدالوحى الإلهى أن الذى سأله شاول وأجابه هو الجان ( وليس صموئيل النبى) ولذلك عاقبه الله بعد ذلك بأن أماته فى الحرب
فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب من اجل كلام الرب الذي لم يحفظه.وايضا لاجل طلبه الى الجان للسؤال ولم يسأل من الرب فاماته وحوّل المملكة الى داود بن يسّى ( أخبار الأيام الأول10/13 )
ثانيًا : لا يرسل الله القديسين إلى الأرض ثانية ليرشدوا الناس .


فمن قصة أو مثل الغنى ولعازر ندرك أن الله لا يرسل القديسين بعد إنتقالهم إلى الأرض ثانية ليظهروا للناس لكى يهدوهم . فقد رفض طلب الغنى بعد موته وهو فى العذاب الذى طلبه من أبينا إبراهيم بأن يرسل لعازر ( القديس ) ليظهر لإخوته ليهديهم فلا يذهبوا هم أيضًا إلى العذاب "
"قال له ابراهيم عندهم موسى والانبياء.ليسمعوا منهم. فقال لا يا ابي ابراهيم.بل اذا مضى اليهم واحد من الاموات يتوبون.فقال له ان كانوا لا يسمعون من موسى والانبياء ولا ان قام واحد من الاموات يصدقون" ( لوقا 16/29-31 )



ثالثًا : الشيطان يستطيع أيضًا أن يعمل المعجزات.



إن الشيطان يستطيع أن يعمل المعجزات كالتى تحدث فى الظهورات
ويؤكد ذلك الوحى الإلهى فى شواهد عديدة منها :
الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة ( 2تسالو###ي 2/9 )
ويصنع آيات عظيمة حتى انه يجعل نارا تنزل من السماء على الارض قدام الناس. ويضل الساكنين على الارض بالآيات التي أعطي ان يصنعها امام الوحش قائلا للساكنين على الارض ان يصنعوا صورة للوحش الذي كان به جرح السيف وعاش. ( الرؤية 13/13 )

رابعًا:" يسمح الله للشيطان بالظهور فى أحلام أو غيرها ويعمل آيات وعجائب ليمتحن شعبه


لكى يرى هل تتعلق قلوبهم بالشخص الذى يظهر لهم الشيطان على شكله أو يعمل باسمه وبصورته آيات وعجائب أم ستظل قلوبهم معلقة
بالرب وحده .
اذا قام في وسطك نبي او حالم حلما واعطاك آية او اعجوبة ولو حدثت الآية او الاعجوبة التي كلمك عنها قائلا لنذهب وراء آلهة اخرى لم تعرفها ونعبدها فلا تسمع لكلام ذلك النبي او الحالم ذلك الحلم لان الرب الهكم يمتحنكم لكي يعلم هل تحبون الرب الهكم من كل قلوبكم ومن كل انفسكم. وراء الرب الهكم تسيرون واياه تتقون ووصاياه تحفظون وصوته تسمعون واياه تعبدون وبه تلتصقون ( التثنية 13/1-4 )

خامسًا: يرسل ا لله عمل الضلال لمن لا يصدق الحق


الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الاثم في الهالكين لانهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سروا بالاثم ( 2تسالو###ي 2/9 )

يرسل الله عمل الضلال ( مثل الظهورات والمعجزات الكاذبة ) للذين لا يصدقون حق الكتاب الذى يؤكد على أن الشفيع الأوحد عند الله الآب هو الرب يسوع وهو وحده الإله غير المحدود الموجود معنا ويسمع صلواتنا ويستجيبها فى كل زمان ومكان إذ ليس غيره سواء من الملائكة أو القديسين ( وعلى رأسهم العذراء ) استطاع أن يقول قبل رحيله عن الأرض "وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر.آمين" متى 28/20
فجميعهم محدودون ولا يمكن أن يسمعونا فى كل مكان نتواجد فيه إذ هم فى السماء ونقلوا إلى الراحة الأبدية بعيدًا عن متاعب الأرض ومشاكلها وأوجاعها "وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد لان الامور الاولى قد مضت" ( الرؤية 21/4 ) ولا يتركون لنا سوى سيرتهم العطرة فقط لنتمثل بإيمانهم " اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله.انظروا الى نهاية سيرتهم فتمثلوا بايمانهم" (عبرانيين 13/7 ) " ان لم تعرفي ايتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة " (نشيد الأناشيد 1/8 ) لا لنتشفع بهم أو نقدم لهم السجود
والبخور والتسبيح والتمجيد والتعظيم والعبادة التى يستحقها الرب
يسوع وحده مع أبيه الصالح بالروح والحق .



انتهى كلام الدكتور حنين عبد المسيح