س20 :ماهوحكم أخذ الأجرة على تعليم القرآن وكذلك الإجازة ؟
قال الشيخ خالد عبدالله - حفظه الله تعالى - في " الإفادة في ضبط الإجازة "
" ما اعتاده كثير من مشايخ القراء من امتناعهم من الإجازة إلا بأخذ مالٍ في مقابلها ، لا يجوز إجماعا بل لإنْ عَلِمَ أهليته وجب عليه الإجازة ، أو عدمها حَرُمَ عليه ، وليست الإجازة مما يقابل بالمال ، فلا يجوز أخذه عنها ، ولا الأجرة عليها بل هي حق الطالب المؤهل لها".
وأما أخذ الأجرة على التعليم فجائز ففي البخاري (إن أحق ما أخذتم عليه أجر كتاب الله) وقيل إن تعين عليه لم يجز ، وقيل لا يجوز مطلقا وفى البستان لأبى الليث التعليم على ثلاث أوجه :-أحدها للحسبة ولا يأخذ به عوضا .
والثانى : أن يعلم بالأجرة .



والثالث : أن يعلم بغير شرط ، فإذا أهدي إليه قبل .فالأولمأجور وعليه عمل الأنبياء ، والثاني مختلف فيه ، والأرجح إن كان معلما الجواز ، والثالث يجوز إجماعا ، لأن النبى صلى الله عليه وسلم كان معلما للخلق،وكان يقبل الهدية ".ا.هـ
أقول :حقا لقد تغالى البعض حتى إن بعضهم يطلب بالدولارات والبعضالآخريشترط في الختمة ثلاثة أو أربعة أو خمسة آلاف جنيها في حفص ، والبعض يطلب فيالعشرالكبرى عشرة آلاف جنيها وتُدفع قبل القراءة على الطاولة كما يقولون ، وأنا أعتب على الذين يرضون بدفع هذه الأموال ليحصلوا على الإجازة ، فيأتي أحد إخواننا من الذين لا يملكون أن يدفعوا ذلك المبلغ للشيخ ، ويعطونه ما يستطعون دفعه ، في رفض الشيخ ، ويقول له : أنا آخذ في الختمة كذا وكذا وإخوانك يدفعون لي ذلك المبلغ ،وبعضهم يدفع ذلك المبلغ لأنه سيحصل على أضعافه عند إقراءه كما سمعت بعضهم يقول ذلك عند أحد المشايخ .

وعذر هؤلاء المشايخ الذين يشترطون هذه المبالغ الطائلة أن هناك الكثير والكثير من المقرئين وطالما أن القارئ خصني بالإجازة لشهرتي فليدفع ، وبعضهم يقول : إني إجازتي مشهورة في كل مكان في العالم والمبلغ الذي ستدفعه لي ستحصِله في ختمتين.
بل إن بعض الناس لم يكن متقنا فيدفع الكثير والكثير فيحصل على الإجازة من الشيخ، والمتقن لا يأخذ الإجازة؛ لأنه لم يستطع دفع المال المطلوب؛ أليس هذا بظلمً من الشيخ المجيز ؟! .
وبعضهم لا يقرئ إلا عِلية القوم " مهندس ، دكتور ، شخصية مرموقة ،..... " والسبب معلوم للجميع، ولا شك أنهؤلاء المشايخ سيُسألون عن هذا التعنت والتشدد والغلو الفاحش في المال.
وأخيراً - أخي الكريم -: دعك من اللهث وراء الشهرة الفارغة وخذ العلم منصاحب الدين والسنة،نسأل الله العظيم أن يكون هذا الكلام عونا للجميع على طاعة الله ومرضاته ، والله أعلم.



س21: ما حكم من يقرأ على الشيخ من المصحف وهو لم يحفظ القرآن أو يحفظ بعضه ثم يأخذ السند ؟
القراءة بالنظر فى المصحف ، وإن كانت مضبوطة مع التجويد ، لكن ينقصها التلقي عن ظهر قلب حتى يبقى جميع السند مسلسلا بهذه الصفة ،والأصل أن الطالب يعرض القرآن الكريم كله على شيخه حفظا عن ظهر قلب ؛ والعرض من المصحف وإن جوَّزه بعض العلماء كالسيوطي فيالإتقان (1/131 ) ؛ ولكن هذا الأمر فتح الباب على مصراعيه ، فأصبح الذي يقرأ من المصحف يستوي مع من يقرأ من حفظه فضلا عن الاستواء في السند عن الشيخ .
قالالدكتور/ محمد بن فوزان – حفظه الله – في إجازات القراء ص 59 :
والذي يظهر ليوالله أعلم – جواز هذا النوع من الإجازات بشروط هي :
1- عدم قدرة القاري على الحفظ .
2- الإفادة في الإجازة بأنه أُجيز بقراءته من المصحف مباشرة.
3- يُمنع المجاز بهذه الطريقة من إجازة غيره فهي له بمثابة إجازة خاصة.
4- عدم فتح هذا النوع من الإجازة أمام عامة الناس والضرورات تقدر بقدرها.




سؤال وجواب في الإجازات القرآنية؟ للشيخ محمد الوكيل