س14: بين التساهل والتشدد في الإجازة القرآنية .
ظهرفي هذه الآونة الأخيرة إقبال كبير على حفظ القرآن من طلبة العلم ، وأصبح الكثير يقبلون على الإجازة بالقراءة على المشايخ لمعرفة أهميتها ، فكثر الإقبال على المقرئين ، وبعد أن كان الشيخ عنده اثنان أوثلاثةيقرئون ، أصبح العدد يصل إلى خمسة عشر شخصا ، أكثر أو أقل ، وهذا الأمر طيب جدا ، إلا أن هناك إفراطا وتفريطا، وهو التساهل والتشدد في الإجازةالقرآنية.
فأصبح الكثير يتساهلون في الإقراء ، فترى الطالب يقع في أخطاء كثيرة دقيقة وغير دقيقة ، ومع ذلك الشيخ يسمع ولا يرد ، وبعضهم يرد في أشياء ويترك أشياءأخرى ، ثم ينتهي الطالب المبتدأ من هذه الختمة ويقول أنا معي إجازة من فضيلة الشيخ فلان ، وهو عنده أخطاء كثيرة.
قا االإمام الذهبي في ترجمة محمد بن أحمد بن سعود ، المعروف بابن صاحب الصلاة ، المتوفى سنة خمسوعشرين وستمائة ، قال ابن الأبَّار : " لم آخذ عنه لتسمحه في الإقراء والإسماع، سامح الله له ".
ومن ألوانالتساهلفي هذا الوقت هو إقراء أكثر من شخص في وقت واحد ، وإن أجازه بعض أهل العلم كعلم الدين السخاوي ، إلا أنه فيه تساهلا كبيرا "أهـ إجازات القراء 54-55 . وأما التشدد -أيها الإخوة - فهو طرف مقابل لذلك، يقول أبو عمرو الداني: "لم يمنعني أنأقرأعلى أبي طاهر إلا أنه كان فظيعاً وكان يجلس للإقراء وبين يديه مفاتيح فكان ربما يضرب بها رأس الطالب إذا لحن فخفت ذلك فلم أقرأ عليه وسمعت منه كتبه". إجازاتالقراءمع بعض التصرف .س15 : هل تجوزالإجازة بأحد أوجه الرواية ؟

نعم يجوز أن يأتي القارئ بأحد أوجه الرواية لأنها على سبيل التخيير ، ولا يلزم القارئ أن يأتي بها كلها وقت قراءته ،ولكنمن الأفضل أن يعرفها
فإذا كان القارئ له أكثر من وجه كوقف حمزة مثلا عندالهمزفيكفي القارئ وجهاواحدا في قراءته .

س16 :هل تجوز الإجازةبأحدأحرف الخلاف – فقط - ؟
وأماالإجازة بأحرف الخلاف فقط فأيضاً لا تكون إلا لمن بلغ درجة في الإتقان ولا يتحقق هذا إلا بكثرة العرض

يقول أبو عمرو الداني: "إذ إنّ حسن الأداء بكثرة العرض". إجازات القراء ص52 .


س17: هل تجوز إجازة صغير السن؟
لا أرى مانعاً من إجازة صغير السنّ إذا كان أميناً عاقلاً ديناً يرى فيه النبوغ والأهلية
كما جاء في ترجمة عبد الرحمن بن مرهف بن عبد الله الشافعي المتوفى سنة 661هـ. إجازات القراء ص58

س18: ما هو الهدف من الإجازة القرآنية؟
لا شك أن طلب السندفي قراءة صحيحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر محمود شرعاً، كيف لاوقدجاء عن بعض السلف الرحلة في طلب الحديث، أفلا تكون الرحلة فيطلب سند صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قراءة صحيحة أمراً محموداً بلصاحبهامأجور مشكور إن شاء الله، ولكن يعيب في هذا الشأن طلب الإجازة القرآنية منغيرمتقن فيتعلق صاحبها بالسند دون قراءة صحيحة, وإنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى،ويجب التنبيه إلى أن الإجازة القرآنية طريق لإتقان القرآن الكريم ولكنها ليست شرط اًفيهكما أنها ليست شرطاً للتصدر للإقراء ، إذ كم من حاصل على الإجازة القرآنية في قراءة أو أكثر وقراءته يشوبها قليل أو كثير من اللحون الجلية فضلاًُ عن اللحون الخفية. إجازات القراء باختصارص23.
س19 : اذكر لي سندينأحدهما أعلى من الآخر ، مع كيفية معرفة ذلك ؟
العلوقد يكون مطلقا وقد يكون نسبيا ، فالمطلق : قلة عدد الرجال في السند بينك وبين النبي – صلى الله عليه وسلموالنسبي: قلة عدد الرجال بينك وبين إمام من الأئمة كابن الجزري والشاطبي وغيرهما، ولنأخذ مثالا على العلو النسبي من طريق الشاطبية بين سندين :ولنأخذ مثلا الشيخ أحمد بن عبد العزيز الزيات – رحمه الله –قرأالشيخ الزيات على الشيخين /1- عبد الفتاح هنيدي وخليل الجنايني وهما2-على محمد أحمد المتولي وهو عن 3- الدريالتهاميعن 4-أحمد المعروف بسلمونه عن 5-إبراهيم العبيدي عن 6- عبد الرحمن الأجهوريعن7- أحمد البقري عن 8- محمد البقري 9-عبد الرحمن اليمني عن 10- شحاذة اليمني عن 11- ناصر الدين الطبلاوي عن 12- زكريا الأنصاري عن 13- رضوان العقبي عن الإمام محمدبنالجزري .
ففيهذا السند بين الشيخ الزيات وبين ابن الجزري 13 رجلا ، فهليوجدأعلى من هذا السند من طريق الشاطبية ، أقول : نعم ، وهو سند شيخنا العلامة /بكريالطرابيشي وهو :
قرأالشيخ الطرابيشي على 1- محمد سليم الحلواني عن 2-/أحمدبن محمد بن علي الرفاعي الحلواني ، عن 3-/ أحمد بن رمضان المرزوقي عن 4-/إبراهيمبن بدوي بن أحمد العبيدي ، عن 5-/عبد الرحمن بن حسن الأجهوري عن 6-/ أبي السماح أحمد ابن رجب البقري عن 7-/ محمد بن قاسم البقري عن 8- /عبد الرحمن اليمني ،عن9- / شحاذه اليمني، عن 10- / ناصر الدين الطبلاوي عن -11/ زكريا الأنصاري ، عن 12- رضوان العقبى ، وهو على إمام هذا الفن خاتمة المحققين الشيخ محمد بن محمد بـــنمحمدبن الجزري – رحمه الله تعالى - .فالشيخ الطرابيشي بينه وبين ابن الجزري 12رجلامن الطريق المشهور و11 من الطريق الغير مشهورفيكون السند قل واحدا فبهذا يكون الشيخ الطرابيشي أعلى من الشيخ الزيات – رحمه الله – بدرجة من طريق الشاطبية ، والملاحظ أنهما التقيا عند الشيخ / إبراهيم العبيدي ، وهذا من جهة العلو النسبي من طريق الشاطبية باختصار ، وغالبا من طريق الشاطبية تلتقي الأسانيد من ابن الجزريإلى النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فأنت احسب أخي الكريم العدد الذي بينكوبينابن الجزري في أي سند من طريق الشاطبية ستعرف بذلك العلو إن شاء الله تعالى لأن من ابن الجزري إلى النبي الأسانيد غالبا لا تختلف . والله اعلم