وأخرج عبد الله ابنه عن علي بن أبي طالب قال‏:‏ بينما عيسى عليه السلام جالس مع أصحابه مرت به امرأة‏:‏ فنظر إليها بعضهم فقال له بعض أصحابه‏:‏ زنيت فقال له عيسى‏:‏ أرأيت لو كنت صائما فمررت بشواء فشممته أكنت مفطرا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏


وأخرج أحمد عن عطاء قال‏:‏ قال عيسى‏:‏ ما أدخل قرية يشاء أهلها أن يخرجوني منها إلا أخرجوني‏.‏ يعني ليس لي فيها شيء قال‏:‏ وكان عيسى عليه السلام يتخذ نعلين من لحي الشجر، ويجعل شراكهما من ليف‏.‏


وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز قال‏:‏ قال المسيح‏:‏ ليس كما أريد ولكن كما تريد، وليس كما أشاء ولكن كما تشاء‏.‏


وأخرج أحمد عن سعيد بن عبد العزيز قال‏:‏ بلغني أنه ما من كلمة كانت تقال لعيسى عليه السلام أحب إليه من أن يقال‏:‏ هذا المسكين‏.‏


وأخرج ابنه عن ابن حليس قال‏:‏ قال عيسى‏:‏ إن الشيطان مع الدنيا ومكره مع المال، وتزيينه عند الهوى واستكماله عند الشهوات‏.‏


وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن جعفر بن برقان قال‏:‏ كان عيسى يقول‏:‏ اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع ما أكره، ولا أملك نفع ما أرجو، وأصبح الأمر بيد غيري، وأصبحت مرتهنا بعملي، فلا فقير أفقر مني، فلا تشمت بي عدوي، ولا تسيء بي صديقي، ولا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تسلط علي من لا يرحمني‏.‏


وأخرج أحمد عن وهب بن منبه قال‏:‏ في كتب الحواريين إذا سلك بك سبيل البلاء فاعلم أنه سلك بك سبيل الأنبياء والصالحين، وإذا سلك بك سبيل أهل الرخاء فاعلم أنه سلك بك غير سبيلهم، وخولف بك عن طريقهم‏.‏


وأخرج أحمد عن مالك بن دينار قال‏:‏ قال عيسى‏:‏ إنما أبعثكم كالكباش تلتقطون خراف بني إسرائيل، فلا تكونوا كالذئاب الضواري التي تخطتف الناس، وعليكم بالخرفان ما لكم تأتون عليكم ثياب الشعر، وقلوبكم قلوب الخنازير، البسوا ثياب الملوك، ولينوا قلوبكم بالخشية‏.‏ وقال عيسى‏:‏ يا ابن آدم اعمل بأعمال البر حتى يبلغ عملك عنان السماء، فإن لم يكن حبا في الله ما أغنى ذلك عنك شيئا‏.‏ وقال عيسى للحواريين‏:‏ إن إبليس يريد أن يبخلكم فلا تقعوا في بخله‏.‏


وأخرج أحمد عن وهب بن منبه : أن عيسى عليه السلام كان واقفا على قبر ومعه الحواريون وصاحب القبر يدلى فيه، فذكروا من ظلمة القبر ووحشته وضيقه فقال عيسى‏:‏ قد كنتم فيما هو أضيق منه في أرحام أمهاتكم، فإذا أحب الله أن يوسع وسع‏.‏


وأخرج أحمد عن وهب قال‏:‏ قال المسيح عليه السلام‏:‏ أكثروا ذكر الله، وحمده، وتقديسه، وأطيعوه، فإنما يكفي أحدكم من الدعاء إذا كان الله تبارك وتعالى راضيا عليه أن يقول‏:‏ اللهم اغفر لي خطيئتي، واصلح لي معيشتي، وعافني من المكاره يا إلهي‏.

وأخرج أحمد عن أبي الجلد أن عيسى عليه السلام قال للحواريين‏:‏ بحق أقول لكم‏:‏ ما الدنيا تريدون ولا الآخرة قالوا‏:‏ يا رسول الله فسر لنا هذا فقد كنا نرى أنا نريد إحداهما‏!‏ قال‏:‏ لو أردتم الدنيا لأطعتم رب الدنيا الذي مفاتيح خزائنها بيده فأعطاكم، ولوأردتم الآخرة أطعتم رب الآخرة الذي يملكها فأعطاكم، ولكن لا هذه تريدون ولا تلك‏.‏


وأخرج أحمد عن أبي عبيدة‏:‏

أن الحواريين قالوا لعيسى‏ ماذا نأكل‏؟‏ قال‏:‏ تأكلون خبز الشعير، وبقل البرية‏.‏
قالوا‏:‏ فماذا نشرب‏؟‏ قال‏:‏ تشربون ماء القراح‏.‏
قالوا‏:‏ فماذا نتوسد‏؟‏ قال‏:‏ توسدوا الأرض
قالوا‏:‏ ما نراك تأمرنا من العيش إلا بكل شديد‏!‏ قال‏:‏ بهذا تنجون ولا تحلون ملكوت السموات حتى يفعله أحدكم وهو منه على شهوة
قالوا‏:‏ وكيف يكون ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ألم تروا أن الرجل إذا جاع فما أحب إليه الكسرة وإن كانت شعيرا، وإن عطش فما أحب إليه الماء وإن كان قراحا، وإذا أطال القيام فما أحب إليه أن يتوسد الأرض‏.‏


وأخرج أحمد عن عطاء، أنه بلغه أن عيسى عليه السلام قال‏:‏ ترج ببلاغة، وتيقظ في ساعات الغفلة، واحكم بلطف الفطنة، لا تكن حلسا مطروحا وأنت حي تتنفس‏.‏


وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي هريرة قال‏:‏ كان عيسى عليه السلام يقول‏:‏ يا معشر الحواريين اتخذوا بيوتكم منازل، واتخذوا المساجد مساكن، وكلوا من بقل البرية، واخرجوا من الدنيا بسلام‏.


يتبع بأذن الله