خاتمـــــــة


ها هى دورة حياة الملاريا .. تتجلى فيها كل مظاهر عناية الخالق بمخلوقاته وقيامه لهم بالإمداد والرعاية فهى ظاهرة -بلا جهد أو مشقة- لمن أراد أن يبحث عن الحقيقة أو يجعل لشكه نهاية.
حقاً .. فقد جسدت هذِه المخلوقات الصغيرة كل أدلة الرعاية والخلق الدقيق بشكلٍ محسوس ومُبهِر .. ويَكفي أنها أظهرت الإلهام الصارخ .. وفيها يظهر استقلال الخلق دالاً على الخلق والإيجاد، وفيها يظهر الترتيب المسبق دالاً على العلم الكامل والمحيط، ومن يريد أكثر من ذلك.


برغم أن الشك فى بعض الاحيان يعمي البصر والبصيرة ويجعل الإنسان يشك فى كل شىء حتى المسلمات والبدهيات .. إلا أنه لا يمكن أن يصمد أمام تضافر الأدلة.


فمن تخلى عن عقله وشك فى كون دورة حياة البهارسيا وليدة الإتفاقات والمصادفات .. فلن يُمكِن لمن تبقى له مسحات من العقل أن يقبل بأن تتكرر هذه المصادفات والإتفاقات مرة أخرى لنفس المخلوق أو تتكرر بشكل مختلف في مخلوق آخر .. ناهيك أن تتكرر لعشرات الكائِنات تتباين في الشكل وأساليب الغِذاء وطرق التكاثر وكيفية التطفُل وتجمع بين اكثر من عائل فى نفس الوقت داخل ذلك العالم (عالم الطفيليات)، مما يجعل كل منهم حالة مستقلة يمكن أن نصل بالتفكر فيها إلى النتائج السابقة (استقلال الخلق – الالهام الصارخ).


إن أضفنا لهذا الكم الهائل من الكائنات بعض أنواع الفطريات ممن تحدث دورات حياتها فى إطار سيناريوهات مشابهة للبلهارسيا والملاريا كفطر Pilobolus crystallinus او قاذف القبعة فسوف يكون لدينا أعداد أخرى لا حصر لها من المخلوقات الغنية بالإشارات والدلالات الداحضة للتطور والدالة على الخالق .. تقف أمام جميع من غيبوا عقلهم وتركوه ليقتنعوا بما هو تقرر عقلاً استحالته من تتكرر المصادفات بهذا الشكل وبهذه الدقة وبهذا الإنفصال في الدورة نفسها إلى التكرار لنفس المخلوق بنفس الكيفية تماما


فى الإلهام والرعاية الأمر يتسع أكثر من ذلك، حيث نجد أن الأمر لا يقتصر فقط على الطفيليات والفطريات .. بل يمتد ليشمل كافة المخلوقات على ظهر الأرض حتى الخلايا والأجهزة والأنسجة والأعضاء لها نصيب من ذلك .. ويتجسد هذا كله في الإنسان في عدة أمور منها الرضاعة ومنها أيضاً عدة مشاهد تظهر بصورة غير تقليدية في خروج بويضة الأنثى من الحويصلة أو الجسم الأصفر وتنتهى بحدوث المخاض ..


عندما نتفكر فى هذه المشاهد العجيبة نجد أمامنا الكثير من الأسئلة وعلامات التعجب (!!) .. والتي لا يُمكن تفسيرها بأي حال من الأحوال بالمصادفة أو العشوائية أو الإتفاقات والإنتقاء في الطبيعة والحياة بشكل عام


فهى إن دلت فإنما تدل فقط -وذلك لأصحاب العقول- على أن هناك صانع مُبدِع خالق خلق هذه المخلوقات ولم يتركها هكذا بل اعتنى بِها بكل دِقة واهتمام وخلقها بشكل مُعجِز تعجز عن تداركه العقول وتقف حائرة عاجزة عن الإتيان بمِثله مع كل ما توفر من معلومات وتكنولوجيا .....

إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ


إن بحثت عن الطفليات التى تتقارب مع البلهارسيا وطفيل الملاريا فى دحض التطور العشوائى ستجد الكثير ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
الدودة الشريطية



وهذا سوف يتم تفصيله في الجزء الثالث بإذن الله تعالى ..
فانتظرونا .......