انتقال المرض بين التفصيل والإيجاز

تنتقل الملاريا بواسطة أنثى بعوض أنوفيلس التي تنقل الطفيل المسبب للمرض (parasite plasmodium) و تمر دورة حياة الطفيل بعدة مراحل نمو في الإنسان والبعوض الذي ينقله من شخص لديه عدوى الملاريا عن طريق لدغ أنثى بعوضة من نوع أنوفيلس ِAnopheles عادة لشخص مصاب بالملاريا حيث يمتص الطفيل المسبب للملاريا من دم الإنسان المصاب ولابد لهذا الطفيل أن ينضج في القناة الهضمية للبعوض ولمدة أسبوع أو أكثر ليكون قادراً علي إصابة شخص سليم ينتقل بعدها إلي الغدد اللعابية للبعوضة ويسمي هذا الطور بإسم سبوروزايت Sporozoite وعندما تلدغ هذه البعوضة شخصاً سليماً فإن الطفيل ينتقل إلي دم الإنسان في كل مرة تمتص فيها دمه. يهاجر الطفيل مباشرة إلي كبد الإنسان ويدخل خلاياه وينمو فيها متكاثراً وفي خلال هذة الفترة التي يتواجد فيها الطفيل داخل الكبد لايشعر الإنسان بأعراض المرض.

وبعد فترة تتراوح بين 8 أيام إلى عدة شهور ينتقل الطفيل من الكبد ليدخل كرات الدم الحمراء حيث ينمو ويتكاثر بداخلها ثم تنفجر الكرات ليخرج منها أعداداً كبيرة من الطفيل تهاجم كرات دم جديدة ويخرج من الكرات أيضاً سموم هي التي تؤدي إلي الشعور بالمرض وفي هذة الفترة إذا تمكن البعوض من لدغ الإنسان المصاب فإنه يمتص الطفيل من الدم ليظل في جسمه لمدة أسبوع أو أكثر بعدها يصبح قادراً علي نقل المرض لشخص آخر. حيث يمتص دمه ليصيب شخصاً سليماً بالمرض عن طريق بث لعابه بعد لدغ جلده . واللعاب به إسبيروزريتات (sporozoites) التي تعيش في الغدد اللعابية للبعوض ثم تتجه عبر الدم لكبد الشخص المصاب حيث تنقسم الاسبيروزيتات في خلاياه إلى آلاف الميروزيتات (merozoites) التي تنساب في مجرى الدم لتهاجم خلاياه الحمراء وتنقسم بها وتورمها وتكسرها ويتكاثر الطفيل داخل خلايا الدم الحمراء التي تتكسر خلال 48 – 72 ساعة ليصيب خلايا دم حمراء جديدة بالجسم

باختصار
عندما تلسع البعوضة التي تحمل طفيلي الملاريا شخصاً سليماً، تقذف في دمه كميات كبيرة من أطوار اسبروزيتات sporozoites التي تذهب بدورها إلى الكبد ، وهناك تدخل الخلايا الكبدية فتنمو وتنقسم فيها متحولة إلى كيسات شيزونات schizonts مجهرية تحتوي في داخلها على أعداد كبيرة من أطوار ميروزويتات merozoites. ثم لا تلبث هذه الكيسات أن تنفجر في نهاية الاسبوع الثاني مطلقة أعداداً كبيرة من أطوار الميروزويتات merozoites، التي تخترق بدورها جدران الكريات الحمراء للمريض وتدخلها لتنقسم بدورها وتتطور فيها متحولة إلى أطوار تروفوزويتات trophozoites ، ثم لا تلبث الكريات الحمراء أن تنفجر مطلقة أعداداً هائلة من هذه الأطوار، التي تهاجمها الكريات البيضاء البالعة phagocytes فتحطم قسماً كبيراً منها ...

أما القسم الذي ينجو ، فإما أن تمتصه بعوضة جديدة لدى لسعها لهذا الطفل المريض لتنقله إلى أطفال آخرين أصحاء أو يدخل كريات حمراء جديدة في نفس المريض ليحطمها ...


الدورة الدموية والدورة الكبدية لطفيل الملاريا داخل جسم الانسان

وهكذا تستمر الدورة ......