الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى وعلى آله وصحبه المستكملين الشرفاء .... أما بعد

فهذه مسألة كثر السؤال عنها في عامة المنتديات التي خصصت للرد على النصاري , ولست بصدد التحيز لجانب دون الآخر , وإنما أنا بصدد تأصيل علمي بحت يذكر حكم الشرع في المسألة , والله أسأل التوفيق والسداد ,

أولا : لا يجوز الاعتداء على غير المسلم بالسب أو غيره ما دام لم يبدأ هو بذلك , عملا بقول الله عز وجل في سورة الأنعام : " وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) "
وغيرها من الأدلة التي تدل على ذلك .

ثانيا وهو موضوعنا الآن : سب من سب الله أو رسوله أو الدين الإسلامي ؟

والجواب على ذلك : أنه جائز في أصل الأمر إن لم تتوفر لنا طريق أخرى للرد , وقد توافرت الأدلة على ذلك مثل قول أبي بكر رضي الله عنه للمشرك " امصص بظر اللات " , ومثل حث النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت رضي الله عنه على هجاء الكفار ... وغيرها

لكن للعلماء كلام في ذلك , فهم يقولون أن خير رد على من يسب الإسلام و شعائره هو بيان عور و حقيقة دينهم , و إظهار التحريفات التي حدثت لدينهم , وإخبار الناس بحقيقة أخلاقهم ... مع كون الرد عليهم جائز , وهذا عملا بقوله تعالى في سورة النحل : " وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) "

فبين الله تعالى أن الرد عليهم جائز مع كون الصبر أولى .

هذا والله أعلم .

كتبه
أبوعبدالرحمن الإسماعيلي الأثري

ig d[,. sf hgkwhvd